من أقوال أ. وجدان العلي
A
حكمــــــة
الناس في الحزن طبقات وطاقات..أحيانًا نستجلب النسيان والضحك لنحفظ الإنسان الذي فينا من الحطم والانكسار..
ومساحة الحزن لا تقاس بالحديث عنه أو الحديث معه..
إنما تقاس " بصدق " الرغبة في سعادة من نحب، والفرح " الحقيقي " لفرحه..
الحزن حيةٌ عمياءُ تتحس فرائسَها، فمن وجدته هشًّا عضته فربما هدمت عمره..
ومن علم من نفسه هذا فليسعَ للاستكثار من مساحة الفرح والأمل واليقين والبعد عن بواعث الحزن التي لا تعبر به كما تعبر بالآخرين..
ولنا في سيدنا الصديق رضي الله عنه أسوة..ما شُطِر قلبٌ حزنًا على النبي صلى الله عليه وسلم مثله!
وهو هو الذي كان يحمل بعدها الحسن رضي الله عنه ضاحكًا ملاعبًا يقول: بأبي شبيهٌ بالنبي ليس " شبيهٌ " بعلي..
واللهم عفوًا وعافيةً وسعةً ورحمةً..
ومساحة الحزن لا تقاس بالحديث عنه أو الحديث معه..
إنما تقاس " بصدق " الرغبة في سعادة من نحب، والفرح " الحقيقي " لفرحه..
الحزن حيةٌ عمياءُ تتحس فرائسَها، فمن وجدته هشًّا عضته فربما هدمت عمره..
ومن علم من نفسه هذا فليسعَ للاستكثار من مساحة الفرح والأمل واليقين والبعد عن بواعث الحزن التي لا تعبر به كما تعبر بالآخرين..
ولنا في سيدنا الصديق رضي الله عنه أسوة..ما شُطِر قلبٌ حزنًا على النبي صلى الله عليه وسلم مثله!
وهو هو الذي كان يحمل بعدها الحسن رضي الله عنه ضاحكًا ملاعبًا يقول: بأبي شبيهٌ بالنبي ليس " شبيهٌ " بعلي..
واللهم عفوًا وعافيةً وسعةً ورحمةً..
حكمــــــة
ولعل من معاني قوله ﷺ " الدنيا سجن المؤمن" أن لله به عنايةً خاصةً، فهو يحوشه عن فتنتها، والرتع في طينتها، فإن عصى ربه، لم يجد في قلبه سوى ألم يرده عن المعصية، وقلق يجعله متوترا لا يكاد يسكن حتى يعود إلى ربه وحده!
فهو مقيد بأنوار الجلال، محفوظ بمعية الوصال!
وغيره في سعة الذل، وفسحة النسيان، يحسبها جنته، ومستقره الخالد، فيدخلها وهو ظالم لنفسه، متكبرا، لا يحس للمعصية ألمًا، ولا للذنب توترا!
قد اعتاد هذا وأخلد إليه، فرحا به، يظن جنته تلك لا تبيد أبدا، ولا يعلم أن هذا من هوانه على ربه، وسقوطه من عينه!
أما المحبوب الصادق، فهو مُراد؛ فلا يهنأ بمعصية، ولا يستلذ بذنب! بل سرعان ما ينخلع عنه مسافرًا إلى عشه في شجرة طوبى، فيسكن هنالك بالنور ويطمئن بالحياة!
فهو مقيد بأنوار الجلال، محفوظ بمعية الوصال!
وغيره في سعة الذل، وفسحة النسيان، يحسبها جنته، ومستقره الخالد، فيدخلها وهو ظالم لنفسه، متكبرا، لا يحس للمعصية ألمًا، ولا للذنب توترا!
قد اعتاد هذا وأخلد إليه، فرحا به، يظن جنته تلك لا تبيد أبدا، ولا يعلم أن هذا من هوانه على ربه، وسقوطه من عينه!
أما المحبوب الصادق، فهو مُراد؛ فلا يهنأ بمعصية، ولا يستلذ بذنب! بل سرعان ما ينخلع عنه مسافرًا إلى عشه في شجرة طوبى، فيسكن هنالك بالنور ويطمئن بالحياة!
حكمــــــة
عرفات؛ ميقات المغفرة والدنو:
١/يقول النبي ﷺ عن رب العالمين يوم عرفة“ وإنه ليدنو” سبحانه وبحمده!
فهلا دنوتَ واقتربتَ فقيرًا مسكينًا تائبًا؛ لتقطف من ثمار القرب وبركات الإجابة وتفوز بالعتق!
/٢
يأتي العبدُ إلى ربه في يوم عرفةَ شعِثَ النفس، مُثْقَلًا بغبار الذنوب، يوقِّع اسمه في دفتر الضارعين التائبين، فينال شرفَ مباهاة المَلِك به ملائكته!
/٣
وجاء الاستدلال بهذا الحديث على أنَّ دعاء عرفةَ مُجابٌ كُلُّه في الأغلب-إن شاء الله- إلا للمعتدين في الدعاء بما لا يُرضي الله".
حافظ المغرب الإمام أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله ورضي عنه
/٤
أدركتُ أقوامًا كانوا يُخَبِّئون الحاجاتِ ليوم عرفة ليسألوا الله بها".
الإمام أبو عمرو الأوزاعي رضي الله عنه
١/يقول النبي ﷺ عن رب العالمين يوم عرفة“ وإنه ليدنو” سبحانه وبحمده!
فهلا دنوتَ واقتربتَ فقيرًا مسكينًا تائبًا؛ لتقطف من ثمار القرب وبركات الإجابة وتفوز بالعتق!
/٢
يأتي العبدُ إلى ربه في يوم عرفةَ شعِثَ النفس، مُثْقَلًا بغبار الذنوب، يوقِّع اسمه في دفتر الضارعين التائبين، فينال شرفَ مباهاة المَلِك به ملائكته!
/٣
وجاء الاستدلال بهذا الحديث على أنَّ دعاء عرفةَ مُجابٌ كُلُّه في الأغلب-إن شاء الله- إلا للمعتدين في الدعاء بما لا يُرضي الله".
حافظ المغرب الإمام أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله ورضي عنه
/٤
أدركتُ أقوامًا كانوا يُخَبِّئون الحاجاتِ ليوم عرفة ليسألوا الله بها".
الإمام أبو عمرو الأوزاعي رضي الله عنه
حكمــــــة
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (٦٢) [الفرقان: ٦٢]
الفجر أستاذ يدرِّس النفس فنون النور والإشراق وبعث القلب في ميدان الحياة، متجددا بيقينه في فالق الإصباح، ومحيي النفوس من رقدة الليل، وأثقال ما مضى!
فعن صَخْرٍ الغَامِدِيِّ ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اللهمَّ بارك لأُمتي في بُكُورها".
وكان صخر رجلًا تاجرًا، فكان يبعث تجارته من أول النهار، فَأثرَى وكَثُرَ ماله
وطوبى للذي استفتح بوابة الصباح بنور التسبيح والذكر، مقبلا على من لا أكرم منه ولا أرحم منه! فنالته بركة البكور ومواهب الوهاب الشكور.
أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله.
الفجر أستاذ يدرِّس النفس فنون النور والإشراق وبعث القلب في ميدان الحياة، متجددا بيقينه في فالق الإصباح، ومحيي النفوس من رقدة الليل، وأثقال ما مضى!
فعن صَخْرٍ الغَامِدِيِّ ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اللهمَّ بارك لأُمتي في بُكُورها".
وكان صخر رجلًا تاجرًا، فكان يبعث تجارته من أول النهار، فَأثرَى وكَثُرَ ماله
وطوبى للذي استفتح بوابة الصباح بنور التسبيح والذكر، مقبلا على من لا أكرم منه ولا أرحم منه! فنالته بركة البكور ومواهب الوهاب الشكور.
أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله.
حكمــــــة
والمحب يستكثر من المناجاة، والصلاة، والذكر.
وانظر هذه الشواهد في سورة طه مع الكليم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه!
الصلاة: " فاعبدني وأقم الصلاة لذكري"
الذِّكر"كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا"
" ولا تنيا في ذكري"
المناجاة:(قال ربِّ)..قال:(قد أوتيت سؤلك)..
وهذا كله ثمرة: "وألقيت عليك محبةً مني ولتُصنع على عيني"..
"واصطنعتك لنفسي".
وهذا طريق الحب والتمكين والتأييد والأمان والنصرة.
أما سيد الأولين والآخرين بأبي هو وأمي ﷺ فكان يذكر الله في كل أحايينه، وأذكاره وأدعيته ومناجاته كوثر فياض بالحب والعبودية والتوحيد والنور والصدق !
وكان لا يشبع من الصلاة ويخبر عنها خبر المحب: "وجُعِلت قُرَّة عيني في الصلاة"..
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
وانظر هذه الشواهد في سورة طه مع الكليم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه!
الصلاة: " فاعبدني وأقم الصلاة لذكري"
الذِّكر"كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا"
" ولا تنيا في ذكري"
المناجاة:(قال ربِّ)..قال:(قد أوتيت سؤلك)..
وهذا كله ثمرة: "وألقيت عليك محبةً مني ولتُصنع على عيني"..
"واصطنعتك لنفسي".
وهذا طريق الحب والتمكين والتأييد والأمان والنصرة.
أما سيد الأولين والآخرين بأبي هو وأمي ﷺ فكان يذكر الله في كل أحايينه، وأذكاره وأدعيته ومناجاته كوثر فياض بالحب والعبودية والتوحيد والنور والصدق !
وكان لا يشبع من الصلاة ويخبر عنها خبر المحب: "وجُعِلت قُرَّة عيني في الصلاة"..
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
حكمــــــة
مما يقع على ألسنة الناس، وليس بحسن: اللهم اجعلها آخر الأحزان، أو ما ينسبونه لبعض الصحابة رضي الله عنهم: اللهم اجعلها آخر ذنوبه!
وهذا دعاء على صاحبك وليس دعاء له؛ فإن الذنب كما قال العلماء؛ كالحتم، والكيس من إذا أذنب استغفر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أُنعِم عليه شكر!
وهذه الدنيا مفعمة بالحزن، والعبد الصالح يفر من أحزانه إلى ربه، ويستدفع بربه سبحانه كل همومه، فيدفع القدر بالقدر، والمعصية بالاستغفار والتوبة، والحزن بالعبادة والتسبيح والاستعانة والفرار إلى الصلاة!
وما يزال المؤمن في كَبَد الدنيا وخريفها، حتى يلقي ربه فرحًا مسرورًا، " فلا تعلم نفسٌ ما أُخفِيَ لهم من قُرَّة أعينٍ جزاء بما كانوا يعملون".
" يا عبادِ لا خوفٌ عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون"
وهذا دعاء على صاحبك وليس دعاء له؛ فإن الذنب كما قال العلماء؛ كالحتم، والكيس من إذا أذنب استغفر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أُنعِم عليه شكر!
وهذه الدنيا مفعمة بالحزن، والعبد الصالح يفر من أحزانه إلى ربه، ويستدفع بربه سبحانه كل همومه، فيدفع القدر بالقدر، والمعصية بالاستغفار والتوبة، والحزن بالعبادة والتسبيح والاستعانة والفرار إلى الصلاة!
وما يزال المؤمن في كَبَد الدنيا وخريفها، حتى يلقي ربه فرحًا مسرورًا، " فلا تعلم نفسٌ ما أُخفِيَ لهم من قُرَّة أعينٍ جزاء بما كانوا يعملون".
" يا عبادِ لا خوفٌ عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون"
حكمــــــة
كل طريق إلى صلاح نفسك وعمارة عقلك وقلبك بالنور لا تقطعه بالقرآن= فهو طويلٌ شاقٌّ عَسِرٌ. بينما يسبق سبقًا بعيدًا ويسمو في معارج الكمال والنور، من يفتتح حياته وبناءه المعرفي والسلوكي بتزكية الوحي ونوره الإلهي.
وهذا يفسر لك سَبْق الصحابة ووثبات الهدى التي قاموا بها في ميدان الوجود بقلوبٍ مفعمةٍ بأنوار الآيات، ونفوسٍ رُبِّيتْ في ظلمات الليل على سُرُج الذكر.
وكل من وُفِّق إلى تدبر كلام رب العالمين، وجلس بين يديه بقلبه يعرضه على هداية الوحي=لابد وأن تأنس منه زيادة في العقل والفهم والخلق والسلوك، لا تأنسها من غيره، ولا تجد حرارتها فيمن انطفأت نفسه بغفلات الهجر، فَحُرِم بركة الوحي، فهو يسير متعثرا، ويقعد مقيدا، وينظر على غير بصيرة وهدى. والله المستعان.
وهذا يفسر لك سَبْق الصحابة ووثبات الهدى التي قاموا بها في ميدان الوجود بقلوبٍ مفعمةٍ بأنوار الآيات، ونفوسٍ رُبِّيتْ في ظلمات الليل على سُرُج الذكر.
وكل من وُفِّق إلى تدبر كلام رب العالمين، وجلس بين يديه بقلبه يعرضه على هداية الوحي=لابد وأن تأنس منه زيادة في العقل والفهم والخلق والسلوك، لا تأنسها من غيره، ولا تجد حرارتها فيمن انطفأت نفسه بغفلات الهجر، فَحُرِم بركة الوحي، فهو يسير متعثرا، ويقعد مقيدا، وينظر على غير بصيرة وهدى. والله المستعان.
حكمــــــة
كان من شريف ما علم سيد المرسلين ﷺ للتقي الولي سيدنا علي رضي الله عنه، أن يقول: "اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك".
وقد جمع هذا الدعاء المبارك بركات الخير وأنوار الاستغناء والاكتفاء، والصيانة عن مواطن الذلة؛ فقصدُ السِّوى ذلٌّ يلفح بشواظه وجه القلب، وشَرَهُ الطمع في الحرام يُوبق النفس في دنس الآثام.
ولا تطيب حياةٌ بغير تقى المتعففين وغنى الزاهدين، وهما أصل السؤدد ومعقِدُ العز، وقد ذكرهما النبي ﷺ ركنين من أركان الفلاح الأربعة، فقال بأبي هو ﷺ:" اللهم إني أسألك الهدى والتُّقى والعفاف والغنى".
فالحمد لله على رحمته إيانا بسيدنا رسول الله ﷺ ؛ دلَّنا على النور بأهدى سبيل وأيسره، وسقانا كوثره في آنية كلامه المبارك الذي لا يلحقه فيه بشر! ﷺ
وقد جمع هذا الدعاء المبارك بركات الخير وأنوار الاستغناء والاكتفاء، والصيانة عن مواطن الذلة؛ فقصدُ السِّوى ذلٌّ يلفح بشواظه وجه القلب، وشَرَهُ الطمع في الحرام يُوبق النفس في دنس الآثام.
ولا تطيب حياةٌ بغير تقى المتعففين وغنى الزاهدين، وهما أصل السؤدد ومعقِدُ العز، وقد ذكرهما النبي ﷺ ركنين من أركان الفلاح الأربعة، فقال بأبي هو ﷺ:" اللهم إني أسألك الهدى والتُّقى والعفاف والغنى".
فالحمد لله على رحمته إيانا بسيدنا رسول الله ﷺ ؛ دلَّنا على النور بأهدى سبيل وأيسره، وسقانا كوثره في آنية كلامه المبارك الذي لا يلحقه فيه بشر! ﷺ
حكمــــــة
ليس ما أورد الذين يطعنون في أئمة الإسلام وحملة العلم شبهةً أو خلافًا علميًّا!
لا!
لكنها أمراض القلوب حين تستتر في إهاب شرعي، فتقتحم سور النيات، وغيب الآخرة بالتألي والطعن والتكفير والسب!
وإن من أعظم الخذلان أن يخرج المتكلم ليس عليه أثارة من علم ليكون معروفًا بين الناس بالتكفير والطعن في أولياء الله ومن تتابع في الناس الثناء عليهم والإفادة من علمهم!
وهذا المنهج أشبه شيء بالرافضة حين عمدوا إلى خيار خلق الله فسبوهم وطعنوا فيهم، ثم زاد هولاء إلى هذا الضلال؛ الكبرَ والجهل، ورعونات الخوارج الذين لا يبالي الواحد منهم بالتكفير والتحقير والتبديع والتضليل!
ومن اعتصم بالله تعالى وعرف نفسه اتضع لله ووجل وانشغل بنفسه، وإنَّ في النفس لشغلا والله، لو كانوا يعلمون!
لا!
لكنها أمراض القلوب حين تستتر في إهاب شرعي، فتقتحم سور النيات، وغيب الآخرة بالتألي والطعن والتكفير والسب!
وإن من أعظم الخذلان أن يخرج المتكلم ليس عليه أثارة من علم ليكون معروفًا بين الناس بالتكفير والطعن في أولياء الله ومن تتابع في الناس الثناء عليهم والإفادة من علمهم!
وهذا المنهج أشبه شيء بالرافضة حين عمدوا إلى خيار خلق الله فسبوهم وطعنوا فيهم، ثم زاد هولاء إلى هذا الضلال؛ الكبرَ والجهل، ورعونات الخوارج الذين لا يبالي الواحد منهم بالتكفير والتحقير والتبديع والتضليل!
ومن اعتصم بالله تعالى وعرف نفسه اتضع لله ووجل وانشغل بنفسه، وإنَّ في النفس لشغلا والله، لو كانوا يعلمون!
حكمــــــة
من جليل ما نبه عليه الإمام العلامة بدر الدين العيني رحمه الله ورضي عنه في شرحه حديث شكوى الفقراء للنبي ﷺ " ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم "..الحديث.
قال الإمام في إشارة إلى أدب رفيع:
ومن فوائد الحديث المذكور: أن العالم إذا سُئِل عن مسألة يقع فيها الخلاف أن يُجيب بما يلحق به المفضولُ درجة الفاضل، ولا يجيب بنفس الفاضل، لئلا يقع الخلاف.
ألا ترى أنه صلى الله عليه وسلم أجاب بقوله: (ألا أدلكم على أمر تساوونهم فيه) وعدل عن قوله: نعم هم أفضل منكم بذلك. اهـ
وفي هذا ما فيه من رُقِيٍّ ورحمة، ودفع لمادة الحسد، وسلامة الصدور، وهذا خُلق مفتقد في الأسر وكم من والدٍ يزرع الحسد بين أبنائه وهو لا يدري، وكم من رجل حطم قلب زوجته بنسيان هذا الخلق، وكم وكم!
قال الإمام في إشارة إلى أدب رفيع:
ومن فوائد الحديث المذكور: أن العالم إذا سُئِل عن مسألة يقع فيها الخلاف أن يُجيب بما يلحق به المفضولُ درجة الفاضل، ولا يجيب بنفس الفاضل، لئلا يقع الخلاف.
ألا ترى أنه صلى الله عليه وسلم أجاب بقوله: (ألا أدلكم على أمر تساوونهم فيه) وعدل عن قوله: نعم هم أفضل منكم بذلك. اهـ
وفي هذا ما فيه من رُقِيٍّ ورحمة، ودفع لمادة الحسد، وسلامة الصدور، وهذا خُلق مفتقد في الأسر وكم من والدٍ يزرع الحسد بين أبنائه وهو لا يدري، وكم من رجل حطم قلب زوجته بنسيان هذا الخلق، وكم وكم!
حكمــــــة
الهمُّ إماتةٌ للمعنى، حتى ليكاد الإنسان يجد طعم الرماد في حلقه، وتنقلب الثواني حذاء مسماريًّا يعدو به الإنسان على نياط قلبه، وتبقى الكلمات مغموسة في محبرة الحزن، فهي سوداء ثقيلة لها مثل دويِّ العواصف في محراب الصدر!
ومتى رام الإنسان خلاصًا من أصفاد الهم وأغلاله بعيدًا عن ميدان السجود طَفئ، ولحقته أنفاس الوسواس ونفثه!
بينما لو حمل حقيبة حزنه، وألقاها بين يدي سجادته، داعيًا مناجيًا يعرض تفاصيل حاله على سيده، متوسلا إليه بحيائه من سائله، وأنه يحيي الموتى، وأن بيده حياة أفراحه، وقوت روحه، وأنه نور السموات والأرض، يضيء عتمة القلب الذي صدئ في وحشته وحيرته وغربته وشَرِق بدمعته، ويبدله من بعد خوفه أمنا، ومن حزنه فرح الصبح إذا تنفس! سبحانه وبحمده؛ القريب المجيب!
ومتى رام الإنسان خلاصًا من أصفاد الهم وأغلاله بعيدًا عن ميدان السجود طَفئ، ولحقته أنفاس الوسواس ونفثه!
بينما لو حمل حقيبة حزنه، وألقاها بين يدي سجادته، داعيًا مناجيًا يعرض تفاصيل حاله على سيده، متوسلا إليه بحيائه من سائله، وأنه يحيي الموتى، وأن بيده حياة أفراحه، وقوت روحه، وأنه نور السموات والأرض، يضيء عتمة القلب الذي صدئ في وحشته وحيرته وغربته وشَرِق بدمعته، ويبدله من بعد خوفه أمنا، ومن حزنه فرح الصبح إذا تنفس! سبحانه وبحمده؛ القريب المجيب!
حكمــــــة
هنالك طائفة من أبناء الزمان كأنهم يفرون من الجمال ويتخذون جُنَّةً بينهم وبينه بالاستخذاء بين يدي المصنوع والزائف وكل ما خلا من الروح وتباعد عن جوهر الصدق والجمال فيها!
فالصور مُعدَّلة، والأطعمة مُعلَّبة، وكاسات الشاي والقهوة صارت ورقًا مرة ومرةً بلاستيك يطمس كل حياة فينا!
والعلاقات عابرة والرسائل باردة، والمشاعر أجنبية مستعارة! والوجوه متشابهة جدا، في ألوانها وتفاصيلها لأنها من ذرية " فلتر" واحد!
وفجأة وُجدت فينا أنماط من الجمال الشائه، كالصور المسلطة على الأحذية، لا أدري لماذا؟! أو الوجوه المختبئة خلف الهواتف! وكأن هذا شيء جميل طريف!
وهكذا يتلاشى المعنى شيئا فشيئا، ويخفت الإنسان فينا، وتنهدم الروح، ولا يبقى إلا الصفيح والصدأ وتماثيل الشمع الباردة!
فالصور مُعدَّلة، والأطعمة مُعلَّبة، وكاسات الشاي والقهوة صارت ورقًا مرة ومرةً بلاستيك يطمس كل حياة فينا!
والعلاقات عابرة والرسائل باردة، والمشاعر أجنبية مستعارة! والوجوه متشابهة جدا، في ألوانها وتفاصيلها لأنها من ذرية " فلتر" واحد!
وفجأة وُجدت فينا أنماط من الجمال الشائه، كالصور المسلطة على الأحذية، لا أدري لماذا؟! أو الوجوه المختبئة خلف الهواتف! وكأن هذا شيء جميل طريف!
وهكذا يتلاشى المعنى شيئا فشيئا، ويخفت الإنسان فينا، وتنهدم الروح، ولا يبقى إلا الصفيح والصدأ وتماثيل الشمع الباردة!
حكمــــــة
" كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئةٌ من عمل صالحٍ لا تعلم به زوجته ولا غيرها "
كل إنسان ستارٌ منسدلٌ على نيته..
وخبيئة الصالح النقي، كقارورة عطرٍ يحملها حريصا عليها بعيدًا عن الأعين، فإذا غشيته سكرة الموت تهاوت من يده، ففاح عبيرها في القلوب والألسنة ثناء عليه ودعاءً وحبًّا له.
وخبيئة الشارد المعرض، كزجاجة الخمر لم يزل حريصا عليها، محتفظًا بها بعيدًا عن الأعين، فإذا غشيته سكرة الموت تهاوت من يده، ففاح قبحها سوادًا في القلوب والألسنة بغضًا له، ودعاءً عليه!
تلك اللحظة المفردة الخاطفة العجلى=هي عنوان حياتنا كلها: " يومَ تُبلَى السرائرُ " فتتهاوى الأضواء والدعاوى ويبلى كل شيء فيك، إلا ما قدمت وأخرت، " فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومَن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه ".
كل إنسان ستارٌ منسدلٌ على نيته..
وخبيئة الصالح النقي، كقارورة عطرٍ يحملها حريصا عليها بعيدًا عن الأعين، فإذا غشيته سكرة الموت تهاوت من يده، ففاح عبيرها في القلوب والألسنة ثناء عليه ودعاءً وحبًّا له.
وخبيئة الشارد المعرض، كزجاجة الخمر لم يزل حريصا عليها، محتفظًا بها بعيدًا عن الأعين، فإذا غشيته سكرة الموت تهاوت من يده، ففاح قبحها سوادًا في القلوب والألسنة بغضًا له، ودعاءً عليه!
تلك اللحظة المفردة الخاطفة العجلى=هي عنوان حياتنا كلها: " يومَ تُبلَى السرائرُ " فتتهاوى الأضواء والدعاوى ويبلى كل شيء فيك، إلا ما قدمت وأخرت، " فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومَن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه ".
حكمــــــة
ومتى سعى الإنسان إلى تمام روحه وكمالها وظفر بمن يألفه=كان ذلك أعونَ على صفاء نفسه وخلوصها من شعث الحيرة، والتفاتات الطمع، ونوازع السوء وشرر الوسوسة، وأرجى لطمأنينة قلبه وتجرده للمحبة الأعلى!
ولذلك قيل قديمًا: إنه متى صحت المحبة البشرية وصدقت=فإنها تكون بوابة لمحراب المحبة الإلهية.
وانظر قوله تعالى: "والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا"=فإنك واجدٌ فيه ظل هذا المعنى: أنَّ النفس متى اطمأنت وقرت العين، كان ذلك أعونَ على تجرد القلب في سيره إلى الله وتقواه.
وقد أشار إلى هذا المعنى الشريف أبوعبدالله ابن قيم الجوزية رضوان الله عليه، في المدارج وغيره، وأشار إليه الشيخ زروق رضي الله عنه في القواعد.
وهو معنى شريف جليل القدر.
ولذلك قيل قديمًا: إنه متى صحت المحبة البشرية وصدقت=فإنها تكون بوابة لمحراب المحبة الإلهية.
وانظر قوله تعالى: "والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا"=فإنك واجدٌ فيه ظل هذا المعنى: أنَّ النفس متى اطمأنت وقرت العين، كان ذلك أعونَ على تجرد القلب في سيره إلى الله وتقواه.
وقد أشار إلى هذا المعنى الشريف أبوعبدالله ابن قيم الجوزية رضوان الله عليه، في المدارج وغيره، وأشار إليه الشيخ زروق رضي الله عنه في القواعد.
وهو معنى شريف جليل القدر.
حكمــــــة
قِران الإيمان بالله واليوم الآخر شائع في الكتاب والسنة، وهو باب عظيم في النظر؛ فإن الإيمان بالله تعالى لا يثمر ثمراته المباركة في النفس والروح والعالم إلا باستحضار الآخرة!
وكم ممن يحسن الاستناد على ما يعتقده إيمانًا فيأتي الأمر حين يأتيه واثقًا من نيته وصفاء قصده، غير أنه لو استحضر انهيار العوالم وفناء الأكوان ووقوفه وحده بين يدي الله ليسأله: لم فعلت!
لطارت سواكن نفسه خشوعًا ولترك كثيرًا مما فعل وهو يحسب أنه على شيء!
وانظر حال السقريين-عياذًا بالله-تركوا الصلاة وامتنعوا عن إطعام المسكين وخاضوا مع الخائضين في ردغات الخبال، وهذه ظلمات شداد ما تلبسوا بها لولا " وكنا نكذب بيوم الدين"..
نعم! إن فراغ القلب من مشهد الآخرة مفسدٌ له، ولو قال إني وإني!
فاللهم عافيتك وعونك ورحمتك!
وكم ممن يحسن الاستناد على ما يعتقده إيمانًا فيأتي الأمر حين يأتيه واثقًا من نيته وصفاء قصده، غير أنه لو استحضر انهيار العوالم وفناء الأكوان ووقوفه وحده بين يدي الله ليسأله: لم فعلت!
لطارت سواكن نفسه خشوعًا ولترك كثيرًا مما فعل وهو يحسب أنه على شيء!
وانظر حال السقريين-عياذًا بالله-تركوا الصلاة وامتنعوا عن إطعام المسكين وخاضوا مع الخائضين في ردغات الخبال، وهذه ظلمات شداد ما تلبسوا بها لولا " وكنا نكذب بيوم الدين"..
نعم! إن فراغ القلب من مشهد الآخرة مفسدٌ له، ولو قال إني وإني!
فاللهم عافيتك وعونك ورحمتك!
حكمــــــة
إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الدهر!
تلك السجايا الفريدة فيه صلى الله عليه وسلم، ومن ورائها خلقٌ عُلْويٌّ يمتد أربعين عامًا في شِعَابِ السماء، نجمًا لا تعرفه الأرض إلا بالضوء! ما استطال على أحد، ولا عُرِف بكِبر، وما تقحَّم مظلمةً، ولا قارف ريبةً، ولم تلحقه نقيصةٌ، وما أعان على أذى قطُّ، يوم كانت الاستطالة على الناس، والغارة عليهم في حُلْكَةِ الليل، والاحتكام إلى السيف=مَحْمَدَةً تُكسب المرء فَخارًا في قومه، وتُبقي اسمه خالدًا في قوافي الشعراء وحكايات السُّمَّار في الأندية والمحافل!
أفيحتكم إلى السيف من بعدُ، ويُعمله في الناس بغير حقٍّ وهو يُقيم قلوبَهم على صراط النجاة، وقريش تغلي مَراجِلُها غيظًا عليه وحُرْقَةً منه؟!
حكمــــــة
من أجلِّ آيات الله المشهودة بالقلوب=أن القلب يكون غيبًا محجوبًا حتى عن صاحبه، فقد يرى ويسمع ويبصر، ثم تأتي ساعة فينكشف عنه الغطاء ويلوح له ما لم يكن يعلم، فيجد أن هذا الستر الذي كان على قلبه، كان من رحمة الله به لكي لا تفسد عليه حياته بمعرفته له-مع وجوده فيه، وحضور أسبابه بين يديه!
حتى إذا ارتفعت الحُجُبُ وأسفر الغيب=التمع بصر القلب، وأوغل في نور البصيرة، وشاهد ما لم يره، وانتبه لخفقات سرٍّ كان مكتومًا في خبيء صدره، تلوح بين يديه حيةً تفوح بالروح، ويقول دَهِشًا: لقد كنت أحس هذا ولم أكن أعلم سببه، ولا ألتفت إليه!
فهو يعيش أزمنةً ينسخ بعضها بعضا، حتى يكون له ختامٌ يرقى فيه إلى صفاء الاصطفاء، مهيمنا على ما سبق، ويكون كل ماضيه دَرَجًا صعد عليه إلى غايته التي كان يهيأُ لها!
حتى إذا ارتفعت الحُجُبُ وأسفر الغيب=التمع بصر القلب، وأوغل في نور البصيرة، وشاهد ما لم يره، وانتبه لخفقات سرٍّ كان مكتومًا في خبيء صدره، تلوح بين يديه حيةً تفوح بالروح، ويقول دَهِشًا: لقد كنت أحس هذا ولم أكن أعلم سببه، ولا ألتفت إليه!
فهو يعيش أزمنةً ينسخ بعضها بعضا، حتى يكون له ختامٌ يرقى فيه إلى صفاء الاصطفاء، مهيمنا على ما سبق، ويكون كل ماضيه دَرَجًا صعد عليه إلى غايته التي كان يهيأُ لها!
حكمــــــة
التسليم لله تعالى المَلِكِ في الأمر كله، تدبيرًا وعلمًا وميقاتًا، هو باب السكينة والاطمئنان الذي يجد به المرء حلاوة الإيمان، وبشاشته وسعادته!
قاعدة: "ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن"، ومن وراء ذلك إيمانك بعلمه وأن قدره لا ينفك عن لطفه، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وتلك هي الراحة المعجلة!
نعم! يثقل على النفس هذا، وتتواثب الخواطر المظلمة في الصدر: لمَ ومتى؟!
ومتى علمتَ حقيقة المعترض خفَّ عليك اعتراضه!
وحقيقته الظلم والجهل، والفقر والعجلة، لا يُحسن تدبيرَ أمره طرفةَ عين، ويتعرض للملك الذي يدبر أمر سماواته وأرضه متشككا في حكمته وأمره؟!
ألا فاعلم أن ذهاب الهم والغم وزوال الكرب مخبوء هنالك في ظلال: عبدك ابن عبدك ابن أمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حُكمك، عدلٌ في قضاؤك!
قاعدة: "ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن"، ومن وراء ذلك إيمانك بعلمه وأن قدره لا ينفك عن لطفه، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وتلك هي الراحة المعجلة!
نعم! يثقل على النفس هذا، وتتواثب الخواطر المظلمة في الصدر: لمَ ومتى؟!
ومتى علمتَ حقيقة المعترض خفَّ عليك اعتراضه!
وحقيقته الظلم والجهل، والفقر والعجلة، لا يُحسن تدبيرَ أمره طرفةَ عين، ويتعرض للملك الذي يدبر أمر سماواته وأرضه متشككا في حكمته وأمره؟!
ألا فاعلم أن ذهاب الهم والغم وزوال الكرب مخبوء هنالك في ظلال: عبدك ابن عبدك ابن أمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حُكمك، عدلٌ في قضاؤك!
حكمــــــة
في محفل الصحراء، ومحراب الأفق، بعيدًا عن صلصلة الصخب وضجيج الصفيح والمعدن والأحجار، ناداني حبيبي أن تعال فصلِّ.. كنتُ أحسب أن الصلاة ستكون هنالك على البساط الذي كنا نجلس عليه، أشرب لبن الإبل لأول مرة في حياتي، ونطعم التمر..
لا لا، سنصلي هنا، على الرمل..استجبتُ على تردد خفي، ووقفت للصلاة،..الله أكبر..فحضرتني السكينة، وسقطت عني كل الرسوم والنعوت والأسماء، ولم يبق شيء أعاينه سوى نعت الفقر!
" فقيرٌ " يُطعم جبهتَه الرملَ، فيجد هنالك معنى الذِّلَّة لله، وشرف السجود له سبحانه وبحمده، فوالله ثم والله إن حبات الرمل على جبهة الساجد حينها لأبهى وأجمل وأنْفَسُ من ذهب الدنيا ونضارها!
كأني علمتُ حينها لم كره الفقهاء مسح الجبهة في الصلاة: إنهم يستبقون عليك سيماء الفقر، وتاج الذلة لله تعالى!
لا لا، سنصلي هنا، على الرمل..استجبتُ على تردد خفي، ووقفت للصلاة،..الله أكبر..فحضرتني السكينة، وسقطت عني كل الرسوم والنعوت والأسماء، ولم يبق شيء أعاينه سوى نعت الفقر!
" فقيرٌ " يُطعم جبهتَه الرملَ، فيجد هنالك معنى الذِّلَّة لله، وشرف السجود له سبحانه وبحمده، فوالله ثم والله إن حبات الرمل على جبهة الساجد حينها لأبهى وأجمل وأنْفَسُ من ذهب الدنيا ونضارها!
كأني علمتُ حينها لم كره الفقهاء مسح الجبهة في الصلاة: إنهم يستبقون عليك سيماء الفقر، وتاج الذلة لله تعالى!
حكمــــــة
من أعظم محن زماننا الحرف المتطاير الذي يلقي به صاحبه لا يبالي؛ لأن هنالك " استطاعة" متاحة ومساحةً لكل أحد أن يقول أي شيء في كل شيء، من الإلهيات إلى الفقه والحديث والتفسير والسلوك والعرفان والتزكية وعلم الاجتماع والاجتماعيات والزواج والطب والفلسفة وما شئت مما لا حصر له!
يقوله متبرعا بالثرثرة لا يبالي!
وهذه المساحة من " الاستطاعة" عند التقي باب وجل وخوف عظيمين!
وكما قيل: التقيُّ مُلجم!
وقال الإمام مطرف بن عبدالله رضي الله عنه وعن أبيه: لأنْ يقولَ الله لي يوم القيامة: هلا فعلتَ! أحبُّ إليَّ من أن يقول لي: لم فعلتَ؟!
وقال الجنيد رحمه الله: الصادق يتلون في اليوم سبعين مرةً، والمرائي يثبت على حال واحدة!
وللإمام أبي عبدالله ابن قيم الجوزية رحمه الله شرح نفيس لهذه الكلمة في المدارج.
يقوله متبرعا بالثرثرة لا يبالي!
وهذه المساحة من " الاستطاعة" عند التقي باب وجل وخوف عظيمين!
وكما قيل: التقيُّ مُلجم!
وقال الإمام مطرف بن عبدالله رضي الله عنه وعن أبيه: لأنْ يقولَ الله لي يوم القيامة: هلا فعلتَ! أحبُّ إليَّ من أن يقول لي: لم فعلتَ؟!
وقال الجنيد رحمه الله: الصادق يتلون في اليوم سبعين مرةً، والمرائي يثبت على حال واحدة!
وللإمام أبي عبدالله ابن قيم الجوزية رحمه الله شرح نفيس لهذه الكلمة في المدارج.
حكمــــــة
كل طريق إلى صلاح نفسك وعمارة عقلك وقلبك بالنور لا تقطعه بالقرآن= فهو طويلٌ شاقٌّ عَسِرٌ.
بينما يسبق سبقًا بعيدًا ويسمو في معارج الكمال والنور، من يفتتح حياته وبناءه المعرفي والسلوكي بتزكية الوحي ونوره الإلهي.
وهذا يفسر لك سبق الصحابة رضي الله عنهم ووثبات الحضارة التي قاموا بها في ميدان الوجود بقلوبٍ مفعمةٍ بأنوار الآيات، ونفوسٍ رُبِّيتْ في ظلمات الليل على قناديل الذكر.
وكل من وُفِّق إلى تدبر كلام رب العالمين، وجلس بين يديه بقلبه يعرضه على هداية الوحي=لابد وأن تأنس منه زيادة في العقل والفهم والخلق والسلوك، لا تأنسها من غيره، ولا تجد حرارتها فيمن انطفأت نفسه بغفلات الهجر، فَحُرِم بركة الوحي، فهو يسير متعثرا، ويقعد مُقَيَّدًا إلى عجزه وضعفه، وينظر على غير بصيرة وهدى. والله المستعان.
بينما يسبق سبقًا بعيدًا ويسمو في معارج الكمال والنور، من يفتتح حياته وبناءه المعرفي والسلوكي بتزكية الوحي ونوره الإلهي.
وهذا يفسر لك سبق الصحابة رضي الله عنهم ووثبات الحضارة التي قاموا بها في ميدان الوجود بقلوبٍ مفعمةٍ بأنوار الآيات، ونفوسٍ رُبِّيتْ في ظلمات الليل على قناديل الذكر.
وكل من وُفِّق إلى تدبر كلام رب العالمين، وجلس بين يديه بقلبه يعرضه على هداية الوحي=لابد وأن تأنس منه زيادة في العقل والفهم والخلق والسلوك، لا تأنسها من غيره، ولا تجد حرارتها فيمن انطفأت نفسه بغفلات الهجر، فَحُرِم بركة الوحي، فهو يسير متعثرا، ويقعد مُقَيَّدًا إلى عجزه وضعفه، وينظر على غير بصيرة وهدى. والله المستعان.
حكمــــــة
لا تنكسر أمام ذنبك محبطًا يائسًا، وليحملك علمك بحب ربك التوبة، وفرحه بعبده التائب الفرحَ الذي لا نحيط به علمًا=فتقوم بضعفك وذلتك وجراحاتك بين يدي ربك الذي لم يشترط للدخول عليه أن تكون معصومًا..بل هو يحب انحيازك إليه، وهو بصير بضعفك، عليم بطينيتك التي تثاقل أحيانًا إلى الأرض!
إنك بالتوبة تحقق مراد ربك، وتعصف بكيد الشيطان بعيدا، فيجلس متحسرا إذ ظن أنه ظفر بك وأقعدك يائسا محجوبا عن ربك!
فكم هي حسرته وهو يراك متجددا بالتوبة والأمل في الله، واليقين في مغفرته وكرمه!
وهل تظن الملك يراك مريدا له فيدعك في يد عدوه؟!
حاشا لكرمه ورحمته!
"والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيمًا"..
"يريد الله أن يخفف عنكم وخُلِق الإنسان ضعيفًا".
فالحمد لله أن ربنا الله وحده لا إله إلا هو!
إنك بالتوبة تحقق مراد ربك، وتعصف بكيد الشيطان بعيدا، فيجلس متحسرا إذ ظن أنه ظفر بك وأقعدك يائسا محجوبا عن ربك!
فكم هي حسرته وهو يراك متجددا بالتوبة والأمل في الله، واليقين في مغفرته وكرمه!
وهل تظن الملك يراك مريدا له فيدعك في يد عدوه؟!
حاشا لكرمه ورحمته!
"والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيمًا"..
"يريد الله أن يخفف عنكم وخُلِق الإنسان ضعيفًا".
فالحمد لله أن ربنا الله وحده لا إله إلا هو!
حكمــــــة
من أخص معالم الوراثة المحمدية: التماس تجلياتها في السريرة والقلب والروح، فإنه عليه صلوات الله وسلامه كان أزكى النفوس نفسًا، وأطهر القلوب قلبًا، ومن ورثه فتابعه فليتابعه في هذا الباب الشريف الجليل: صدقًا ما استطاع، وطهارةً ما أطاق، وسلامةً في صدره، وترفعًا عن الدنايا، وتوكلًا على ربه، وإنابةً إليه، وشوقًا إلى مراضيه، واستغناءً به تعالى، ومرابطةً لا تمل على ثغر التوبة والاستغفار والفقر لله تعالى.
إن متابعة الصورة باب شريف، ولكنَّ الشأن والمُعَوَّل على السريرة: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
ولا صلاح للقلب إلا بالسير على هُدًى من أنوار قلب الذي اصطفاه الله تعالى محلا لتنزل كلامه العظيم..
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا كثيرًا كثيرًا!
إن متابعة الصورة باب شريف، ولكنَّ الشأن والمُعَوَّل على السريرة: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
ولا صلاح للقلب إلا بالسير على هُدًى من أنوار قلب الذي اصطفاه الله تعالى محلا لتنزل كلامه العظيم..
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا كثيرًا كثيرًا!
ميقات الشوق!
حكى الطُّرطوشي عن الإمام أبي عبد الله المازري الأصولي قال:
لــمـَّـا عزمتُ على السفر إلى اليمن، كان من بعضِ وصايا أمّي لي أن قالت:
أُعاهدكَ الله أنكَ في كلِّ ليلةٍ يستوي فيها القمرُ في وسطِ السَّماء تقصدُ بالنَّـظرِ إليه، فإني أنظرُ إليه في تلك الحال شَوقــًا إليكَ، فعسى يُصادفُ نظَري نظَــرَكَ فيَـبرُدَ غليلي.
قال: فوَفَّيتُ لها بذلك، وكنتُ أفعلُـه.
[روضة الإعلام (2/880)]
هذه المشاعر التي تصبغ الكون بلغة الخفقات، وتجعل ديوانها العالم كله، فالقمر ميقات شوق، والشمس سلامٌ تتهامس به الصدور، وتلك الورقة الصفراء الباهتة ميثاقُ قلبين، وذلك العطر هزارٌ فريد يغرد في حقول الأرواح!
إذا طلعت شمس النهار فتلكموا
علامة تسليمي عليكم فسلموا!
هكذا الصدق، وهكذا الإنسان عندما يحب حقا!
لــمـَّـا عزمتُ على السفر إلى اليمن، كان من بعضِ وصايا أمّي لي أن قالت:
أُعاهدكَ الله أنكَ في كلِّ ليلةٍ يستوي فيها القمرُ في وسطِ السَّماء تقصدُ بالنَّـظرِ إليه، فإني أنظرُ إليه في تلك الحال شَوقــًا إليكَ، فعسى يُصادفُ نظَري نظَــرَكَ فيَـبرُدَ غليلي.
قال: فوَفَّيتُ لها بذلك، وكنتُ أفعلُـه.
[روضة الإعلام (2/880)]
هذه المشاعر التي تصبغ الكون بلغة الخفقات، وتجعل ديوانها العالم كله، فالقمر ميقات شوق، والشمس سلامٌ تتهامس به الصدور، وتلك الورقة الصفراء الباهتة ميثاقُ قلبين، وذلك العطر هزارٌ فريد يغرد في حقول الأرواح!
إذا طلعت شمس النهار فتلكموا
علامة تسليمي عليكم فسلموا!
هكذا الصدق، وهكذا الإنسان عندما يحب حقا!
حكمــــــة
حبيبي في ظلال همه يعتقد أن الشيطان سيتركه صافي البال مشرق اليقين في كرم ربه ورحمته، ناظرًا إلى الحياة كلها نظرة العبد اللائذ بربه، المفتقر إليه!
ويظن أنه سيخلص إليه نور البشارة وأضواء الفرح بهدايا الرب ومننه على عباده=بعيدًا عن نفث إبليس وأدخنته التي تكدر مشكاة قلبه!
يا صاحبي! هذا عمل الشيطان الذي لن يغادره قط نسجًا للباطل وإثارة لهمومك وأحزانك ومخاوفك!
فأين هو عملك في إهمال نفثه والإعراض عن ظلمات وسوسته إعراضَ الأنفة عن الوقوع في ذل الوهم، والحياء من أن يرى الله تعالى قلبك معرضا عن صدق كرمه إلى أضغاث أحلام أكذب الخلق وأشدهم له عداءً!
" الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " !
وفي هذه الآية المباركة من معارج الجمال ومنازل السرور ما لا يعلمه إلا الله!
ويظن أنه سيخلص إليه نور البشارة وأضواء الفرح بهدايا الرب ومننه على عباده=بعيدًا عن نفث إبليس وأدخنته التي تكدر مشكاة قلبه!
يا صاحبي! هذا عمل الشيطان الذي لن يغادره قط نسجًا للباطل وإثارة لهمومك وأحزانك ومخاوفك!
فأين هو عملك في إهمال نفثه والإعراض عن ظلمات وسوسته إعراضَ الأنفة عن الوقوع في ذل الوهم، والحياء من أن يرى الله تعالى قلبك معرضا عن صدق كرمه إلى أضغاث أحلام أكذب الخلق وأشدهم له عداءً!
" الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " !
وفي هذه الآية المباركة من معارج الجمال ومنازل السرور ما لا يعلمه إلا الله!
حكمــــــة
الله تعالى نور السموات والأرض، وجعل كلامه نورا، وأرسل نبيه ﷺ نورا، فقال تعالى: "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين"
قال الإمام الطبري رحمه الله: "يعني بالنور محمدًا ﷺ "..
والنور فيه انفساح، وسكينة، وخلاص من العنت والحيرة، وأمواج النفس المتلاطمة، والأسئلة المعتمة!
فمن استكثر من سقاية النور، وأدام مطالعة حاله ﷺ، وسيرته، وسنته=اتسع بالنور صدره، واستبان له ما استبهم في سيره، فهو ينظر الأقوال والأعمال والأشخاص والأحوال بمشكاة النور الذي لا دخَن فيه!
وأورثه ذلك مواجيد أنس، وعرفانًا سماويا، يُبعده عن الخرافات والبدع والضلالات، وأخلاق السوء، وصحبة السوء!
وكان في معية الملائكة تسدده وترعاه وتعود به مهما احتجب إلى نور السموات والأرض!
فالصلاة نور، والصدقة بُرهان، والصبر ضياء!
فالحمد لله على أنواره وجماله!
قال الإمام الطبري رحمه الله: "يعني بالنور محمدًا ﷺ "..
والنور فيه انفساح، وسكينة، وخلاص من العنت والحيرة، وأمواج النفس المتلاطمة، والأسئلة المعتمة!
فمن استكثر من سقاية النور، وأدام مطالعة حاله ﷺ، وسيرته، وسنته=اتسع بالنور صدره، واستبان له ما استبهم في سيره، فهو ينظر الأقوال والأعمال والأشخاص والأحوال بمشكاة النور الذي لا دخَن فيه!
وأورثه ذلك مواجيد أنس، وعرفانًا سماويا، يُبعده عن الخرافات والبدع والضلالات، وأخلاق السوء، وصحبة السوء!
وكان في معية الملائكة تسدده وترعاه وتعود به مهما احتجب إلى نور السموات والأرض!
فالصلاة نور، والصدقة بُرهان، والصبر ضياء!
فالحمد لله على أنواره وجماله!
حكمــــــة
الحرف مبين عن صاحبه، كاشف عن سحنة قلبه!
قال سيدنا ابن عطاء رحمه الله: "كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز".
فالعين والوجه والحرف والبيان والصوت، كل أولئك فصحاء ناطقون بسرائر أصحابهم!
وما استبهم إنسان على قلب، أو خُدِع فيه إلا لكثرة الزحام حوله، وكدر زيت المشكاة في صدره!
فلو صفا لرأى، ولو أصغى بالصدق لسمع، ولكن تكدر فتعثر، وصار أمره فُرُطا!
قال سيدنا عبدالله بن سلام رضي الله عنه حين رأى فلق وجه سيدنا رسول الله ﷺ: "فلما رأيت وجهه علمت أنه ليس بوجه كذاب".
وقال ربنا في شأن الكذبة أهل النفاق: "ولتعرفنهم في لحن القول".
ووالله إن للكلمة والحرف والصوت رائحة موصولة بقلب صاحبها وروحه!
وهذا في هذه المواقع وفي الحياة وفي المجالسة، ولكنَّ أكثر النفوس كسالى عن فراسة الصدق، ومعرفة الباطل من الحق!
قال سيدنا ابن عطاء رحمه الله: "كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز".
فالعين والوجه والحرف والبيان والصوت، كل أولئك فصحاء ناطقون بسرائر أصحابهم!
وما استبهم إنسان على قلب، أو خُدِع فيه إلا لكثرة الزحام حوله، وكدر زيت المشكاة في صدره!
فلو صفا لرأى، ولو أصغى بالصدق لسمع، ولكن تكدر فتعثر، وصار أمره فُرُطا!
قال سيدنا عبدالله بن سلام رضي الله عنه حين رأى فلق وجه سيدنا رسول الله ﷺ: "فلما رأيت وجهه علمت أنه ليس بوجه كذاب".
وقال ربنا في شأن الكذبة أهل النفاق: "ولتعرفنهم في لحن القول".
ووالله إن للكلمة والحرف والصوت رائحة موصولة بقلب صاحبها وروحه!
وهذا في هذه المواقع وفي الحياة وفي المجالسة، ولكنَّ أكثر النفوس كسالى عن فراسة الصدق، ومعرفة الباطل من الحق!
حكمــــــة
في السنة بركةٌ وكفايةٌ وغُنيَةٌ عن التكلف..وفي الأدعية المخترعةٌ أغلاط ومجانبةٌ ليسر السنة ونورها.
وبين يدي الامتحانات ينتشر دعاء مخترع أسموه دعاء المذاكرة، وفيه سؤال الله تعالى فهم النبيين! وحفظَ المرسلين! وإلهام الملائكة المقربين!
وفهم الأنبياء وحفظهم ليس لأحدٍ من البشر غيرهم، ولكن هكذا المحدثات! يثقل العبد بها على نفسه، ويدعو بما لا يعلم ضره من نفعه!
وقد كفانا الله أمرنا بأرحم الخلق، وأعلمهم بربه، وأشدهم له خشيةً وأفصحهم لسانًا، وأزكاهم نفسًا وأطهرهم قلبًا، وأحرص الناس على الخير صلى الله عليه وسلم..وفيما ثبت عنه البركة كلها والنور كله والهداية كلها والخير كله.
ومن تأمل مثلًا أذكار الصباح والمساء=علم بيقين أنها جمعت الخير كله في الدنيا والآخرة، والحمد لله على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبين يدي الامتحانات ينتشر دعاء مخترع أسموه دعاء المذاكرة، وفيه سؤال الله تعالى فهم النبيين! وحفظَ المرسلين! وإلهام الملائكة المقربين!
وفهم الأنبياء وحفظهم ليس لأحدٍ من البشر غيرهم، ولكن هكذا المحدثات! يثقل العبد بها على نفسه، ويدعو بما لا يعلم ضره من نفعه!
وقد كفانا الله أمرنا بأرحم الخلق، وأعلمهم بربه، وأشدهم له خشيةً وأفصحهم لسانًا، وأزكاهم نفسًا وأطهرهم قلبًا، وأحرص الناس على الخير صلى الله عليه وسلم..وفيما ثبت عنه البركة كلها والنور كله والهداية كلها والخير كله.
ومن تأمل مثلًا أذكار الصباح والمساء=علم بيقين أنها جمعت الخير كله في الدنيا والآخرة، والحمد لله على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حكمــــــة
في السنة بركةٌ وكفايةٌ وغُنيَةٌ عن التكلف..وفي الأدعية المخترعةٌ أغلاط ومجانبةٌ ليسر السنة ونورها.
وبين يدي الامتحانات ينتشر دعاء مخترع أسموه دعاء المذاكرة، وفيه سؤال الله تعالى فهم النبيين! وحفظَ المرسلين! وإلهام الملائكة المقربين!
وفهم الأنبياء وحفظهم ليس لأحدٍ من البشر غيرهم، ولكن هكذا المحدثات! يثقل العبد بها على نفسه، ويدعو بما لا يعلم ضره من نفعه!
وقد كفانا الله أمرنا بأرحم الخلق، وأعلمهم بربه، وأشدهم له خشيةً وأفصحهم لسانًا، وأزكاهم نفسًا وأطهرهم قلبًا، وأحرص الناس على الخير صلى الله عليه وسلم..وفيما ثبت عنه البركة كلها والنور كله والهداية كلها والخير كله.
ومن تأمل مثلًا أذكار الصباح والمساء=علم بيقين أنها جمعت الخير كله في الدنيا والآخرة، والحمد لله على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبين يدي الامتحانات ينتشر دعاء مخترع أسموه دعاء المذاكرة، وفيه سؤال الله تعالى فهم النبيين! وحفظَ المرسلين! وإلهام الملائكة المقربين!
وفهم الأنبياء وحفظهم ليس لأحدٍ من البشر غيرهم، ولكن هكذا المحدثات! يثقل العبد بها على نفسه، ويدعو بما لا يعلم ضره من نفعه!
وقد كفانا الله أمرنا بأرحم الخلق، وأعلمهم بربه، وأشدهم له خشيةً وأفصحهم لسانًا، وأزكاهم نفسًا وأطهرهم قلبًا، وأحرص الناس على الخير صلى الله عليه وسلم..وفيما ثبت عنه البركة كلها والنور كله والهداية كلها والخير كله.
ومن تأمل مثلًا أذكار الصباح والمساء=علم بيقين أنها جمعت الخير كله في الدنيا والآخرة، والحمد لله على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حكمــــــة
صلاح هذه الأمة ليست بأن يكون الإقبال على القرآن شأنًا خاصًّا يقوم به من وُصِفَ بالصلاح، وليس فعلاً موسميًا محاصرًا بأزمنة الفضل ونفحات الخير، وليس فعلا طقسيًا يحضر فيه القرآن حضورًا جنائريًّا إثر مشاهد الموت والأحزان!
وإنما صلاحها بأن يكون القرآن شأنًا عامًا يشمل الكلَّ صغيرًا وكبيرًا عالمًا ومتعلمًا، في البيت والحقل والمدرسة والمصنع والمسجد وكل ما يكون به المجتمع(كلٌّ بحسبه علمًا وفقهًا وطاقةً)..في مُدَارَسَةٍ عامةٍ تشبه الثقافة الشعبية التي لا تنتمي لفئةٍ بعينها، يصفها الناس بالصلاح والتقوى؛ لأنهم يقبلون على ذلك الفعل الاستثنائي=إنهم يتدبرون القرآن!!
لا نريده فعلا استثنائيًا، بل لابد من تحريره من أسر الاستثناء " زمانًا وفعلا وفاعلًا " إلى فضاء الخُلُق السائد، الذي يميز المجتمع كله في الأزمنة كلها.
وإنما صلاحها بأن يكون القرآن شأنًا عامًا يشمل الكلَّ صغيرًا وكبيرًا عالمًا ومتعلمًا، في البيت والحقل والمدرسة والمصنع والمسجد وكل ما يكون به المجتمع(كلٌّ بحسبه علمًا وفقهًا وطاقةً)..في مُدَارَسَةٍ عامةٍ تشبه الثقافة الشعبية التي لا تنتمي لفئةٍ بعينها، يصفها الناس بالصلاح والتقوى؛ لأنهم يقبلون على ذلك الفعل الاستثنائي=إنهم يتدبرون القرآن!!
لا نريده فعلا استثنائيًا، بل لابد من تحريره من أسر الاستثناء " زمانًا وفعلا وفاعلًا " إلى فضاء الخُلُق السائد، الذي يميز المجتمع كله في الأزمنة كلها.
حكمــــــة
عطاء السليمي:
كان شديد الخوف والحياء من الله، لم يرفع رأسه إلى السماء أربعين سنة.
وكان يبكي حتى يبل ما حوله، فعوتب في بكائه، فقال: إذا ذكرت أهل النار وما ينزل بهم من العذاب تمثلت نفسي بينهم، فكيف لنفس تغل وتسحب في النار؟ ألا تبكي؟!.
وكان يقول: ارحم في الدنيا غربتي، وفي
القبر وحدتي وطول مقامي غدا بين يديك.
وقال جعفر [بن سليمان]: التقى ثابت وعطاء السليمي ثم افترقا، فلما كان وقت الهاجرة جاء عطاء فخرجت الجارية إليه فقالت: أخوك عطاء، فخرج إليه فقال: يا أخي في هذا الحر، قال: ظللت صائما فاشتد علي الحر، فذكرت [حر] جهنم فأحببت أن تعينني على البكاء، فبكيا حتى سقطا.
قال جعفر: ولما مات عطاء رأيته في
المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال:
*رحمني ووبخني وقال لي: يا عطاء، ما استحييت مني، تخافني ذلك الخوف كله، أما علمت أني أرحم الراحمين.*
كان شديد الخوف والحياء من الله، لم يرفع رأسه إلى السماء أربعين سنة.
وكان يبكي حتى يبل ما حوله، فعوتب في بكائه، فقال: إذا ذكرت أهل النار وما ينزل بهم من العذاب تمثلت نفسي بينهم، فكيف لنفس تغل وتسحب في النار؟ ألا تبكي؟!.
وكان يقول: ارحم في الدنيا غربتي، وفي
القبر وحدتي وطول مقامي غدا بين يديك.
وقال جعفر [بن سليمان]: التقى ثابت وعطاء السليمي ثم افترقا، فلما كان وقت الهاجرة جاء عطاء فخرجت الجارية إليه فقالت: أخوك عطاء، فخرج إليه فقال: يا أخي في هذا الحر، قال: ظللت صائما فاشتد علي الحر، فذكرت [حر] جهنم فأحببت أن تعينني على البكاء، فبكيا حتى سقطا.
قال جعفر: ولما مات عطاء رأيته في
المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال:
*رحمني ووبخني وقال لي: يا عطاء، ما استحييت مني، تخافني ذلك الخوف كله، أما علمت أني أرحم الراحمين.*
حكمــــــة
ما خُذِل من عوَّل على من لا أكرم منه ولا أرحم منه! وإن النفس لتتسع بحسن الظن في الله حتى كأنَّها ترى وتسمع لعظم يقينها في ربها!
وحسن الظن توفيق إلهي ونعمة عظمى من ربنا لا يُهْدى إليه إلا مُوَفَّق، والله تعالى يختص برحمته من يشاء، والله ذو الفضل العظيم!
وإنه تعالى يقيم أسوار العناية واللطف حول عبده!
علمت من كُرِب بما لا يطيق في مال عظيم، فأُلهم: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ففُرج عنه في يومها!
ومن ضاق أمره عليه بما لا قِبل له به، فيُسِّرت له الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ فمضى عنه غمه كأنه قميص ألقاه عنه!
ومن هُدي إلي الصدقة فجاءته البشارة كفلق الصبح، ومن سُدِّد إلى ركعتين في محراب الإفلاس على قدم الافتقار، فحُفظ وسعد وأفلح!
إنه الله سبحانه، الذي نقرأ في كل ركعة أنه رب العالمين الرحمن الرحيم !
وحسن الظن توفيق إلهي ونعمة عظمى من ربنا لا يُهْدى إليه إلا مُوَفَّق، والله تعالى يختص برحمته من يشاء، والله ذو الفضل العظيم!
وإنه تعالى يقيم أسوار العناية واللطف حول عبده!
علمت من كُرِب بما لا يطيق في مال عظيم، فأُلهم: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ففُرج عنه في يومها!
ومن ضاق أمره عليه بما لا قِبل له به، فيُسِّرت له الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ فمضى عنه غمه كأنه قميص ألقاه عنه!
ومن هُدي إلي الصدقة فجاءته البشارة كفلق الصبح، ومن سُدِّد إلى ركعتين في محراب الإفلاس على قدم الافتقار، فحُفظ وسعد وأفلح!
إنه الله سبحانه، الذي نقرأ في كل ركعة أنه رب العالمين الرحمن الرحيم !
حكمــــــة
كلٌّ منا له مفتاحه الذي يستفتح به باب الدخول على ربنا سبحانه وبحمده.
والعبد المُوَفَّق هو الذي هُدِي إلى مفتاحه، فمنا من مفتاحه الذِّكر، ومنا من مفتاحه الصدقة، ومنا من مفتاحه الرفق والرحمة، ومنا من مفتاحه الإصلاح بين الناس، ومنا من مفتاحه نشر العلم ومذاكرته، ومنا الذي بابه الفقر إلى الله تعالى، ومنا من بابه الثناء على ربه وتعداد نعمه، ومنا من مفتاحه صفاء النفس وسلامة الصدر، ومنا من مفتاحه الدعاء، ومنا من مفتاحه إقامة ورده، ومنا من مفتاحه الحب، سبق به وحلق بعيدا، ومنا من مفتاحه التعرف على النبي ﷺ واللهج بسيرته، ومنا من بابه العفو، ومنا من بابه السجود، ومنا من مفتاحه البرُّ..وهكذا..
فسَلِ الله تعالى أن يصلك به ويدلك عليه وييسر ذلك لك.
كان من دعاء سيد المرسلين ﷺ: واهدني ويسِّر الهدى لي.
فاللهم اهدنا ويسر الهدى لنا.
والعبد المُوَفَّق هو الذي هُدِي إلى مفتاحه، فمنا من مفتاحه الذِّكر، ومنا من مفتاحه الصدقة، ومنا من مفتاحه الرفق والرحمة، ومنا من مفتاحه الإصلاح بين الناس، ومنا من مفتاحه نشر العلم ومذاكرته، ومنا الذي بابه الفقر إلى الله تعالى، ومنا من بابه الثناء على ربه وتعداد نعمه، ومنا من مفتاحه صفاء النفس وسلامة الصدر، ومنا من مفتاحه الدعاء، ومنا من مفتاحه إقامة ورده، ومنا من مفتاحه الحب، سبق به وحلق بعيدا، ومنا من مفتاحه التعرف على النبي ﷺ واللهج بسيرته، ومنا من بابه العفو، ومنا من بابه السجود، ومنا من مفتاحه البرُّ..وهكذا..
فسَلِ الله تعالى أن يصلك به ويدلك عليه وييسر ذلك لك.
كان من دعاء سيد المرسلين ﷺ: واهدني ويسِّر الهدى لي.
فاللهم اهدنا ويسر الهدى لنا.
حكمــــــة
كلٌّ منا له مفتاحه الذي يستفتح به باب الدخول على ربنا سبحانه وبحمده.
والعبد المُوَفَّق هو الذي هُدِي إلى مفتاحه، فمنا من مفتاحه الذِّكر، ومنا من مفتاحه الصدقة، ومنا من مفتاحه الرفق والرحمة، ومنا من مفتاحه الإصلاح بين الناس، ومنا من مفتاحه نشر العلم ومذاكرته، ومنا الذي بابه الفقر إلى الله تعالى، ومنا من بابه الثناء على ربه وتعداد نعمه، ومنا من مفتاحه صفاء النفس وسلامة الصدر، ومنا من مفتاحه الدعاء، ومنا من مفتاحه إقامة ورده، ومنا من مفتاحه الحب، سبق به وحلق بعيدا، ومنا من مفتاحه التعرف على النبي ﷺ واللهج بسيرته، ومنا من بابه العفو، ومنا من بابه السجود، ومنا من مفتاحه البرُّ..وهكذا..
فسَلِ الله تعالى أن يصلك به ويدلك عليه وييسر ذلك لك.
كان من دعاء سيد المرسلين ﷺ: واهدني ويسِّر الهدى لي.
فاللهم اهدنا ويسر الهدى لنا.
والعبد المُوَفَّق هو الذي هُدِي إلى مفتاحه، فمنا من مفتاحه الذِّكر، ومنا من مفتاحه الصدقة، ومنا من مفتاحه الرفق والرحمة، ومنا من مفتاحه الإصلاح بين الناس، ومنا من مفتاحه نشر العلم ومذاكرته، ومنا الذي بابه الفقر إلى الله تعالى، ومنا من بابه الثناء على ربه وتعداد نعمه، ومنا من مفتاحه صفاء النفس وسلامة الصدر، ومنا من مفتاحه الدعاء، ومنا من مفتاحه إقامة ورده، ومنا من مفتاحه الحب، سبق به وحلق بعيدا، ومنا من مفتاحه التعرف على النبي ﷺ واللهج بسيرته، ومنا من بابه العفو، ومنا من بابه السجود، ومنا من مفتاحه البرُّ..وهكذا..
فسَلِ الله تعالى أن يصلك به ويدلك عليه وييسر ذلك لك.
كان من دعاء سيد المرسلين ﷺ: واهدني ويسِّر الهدى لي.
فاللهم اهدنا ويسر الهدى لنا.
حكمــــــة
استكثر من" اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك"؛ فإنه وصاة نبينا أبي القاسم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا=لمعاذ إمام العلماء رضي الله عنه..
وقد جمع هذا الدعاء خيري الدنيا والآخرة؛ فمن أُعين كُفِي الضدَّ من كل شيء، ومن وُفق للذكر يُسِّرت له كل طاعة، وكل طائع ذاكر، وأحبه رب العالمين وذكره في الملأ الأعلى، ووُقِي الغفلة والبطالة وأسبابهما.
ومن رُزق حُسنَ العبادة أقامها على الوجه المرضي من ربنا فقُبِل، وسلم من آفات العمل رياء وابتداعًا، وسُدِّد لإيقاع أفضل عبادة وأحسنها في أفضل الأزمان والأماكن، فما انشغل بمفضول ولا بفضول..
ومثل هذا يُوَفَّق لإصابة ليلة القدر وقيامها، وأوقات الإجابة ومغانم الخير في كل أمره.
وغير ذلك من المعاني التي لا انتهاء لبركاتها كما هو الشأن مع كلام أعلم الخلق وأعظمهم ﷺ
وقد جمع هذا الدعاء خيري الدنيا والآخرة؛ فمن أُعين كُفِي الضدَّ من كل شيء، ومن وُفق للذكر يُسِّرت له كل طاعة، وكل طائع ذاكر، وأحبه رب العالمين وذكره في الملأ الأعلى، ووُقِي الغفلة والبطالة وأسبابهما.
ومن رُزق حُسنَ العبادة أقامها على الوجه المرضي من ربنا فقُبِل، وسلم من آفات العمل رياء وابتداعًا، وسُدِّد لإيقاع أفضل عبادة وأحسنها في أفضل الأزمان والأماكن، فما انشغل بمفضول ولا بفضول..
ومثل هذا يُوَفَّق لإصابة ليلة القدر وقيامها، وأوقات الإجابة ومغانم الخير في كل أمره.
وغير ذلك من المعاني التي لا انتهاء لبركاتها كما هو الشأن مع كلام أعلم الخلق وأعظمهم ﷺ
حكمــــــة
استكثر من" اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك"؛ فإنه وصاة نبينا أبي القاسم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا=لمعاذ إمام العلماء رضي الله عنه..
وقد جمع هذا الدعاء خيري الدنيا والآخرة؛ فمن أُعين كُفِي الضدَّ من كل شيء، ومن وُفق للذكر يُسِّرت له كل طاعة، وكل طائع ذاكر، وأحبه رب العالمين وذكره في الملأ الأعلى، ووُقِي الغفلة والبطالة وأسبابهما.
ومن رُزق حُسنَ العبادة أقامها على الوجه المرضي من ربنا فقُبِل، وسلم من آفات العمل رياء وابتداعًا، وسُدِّد لإيقاع أفضل عبادة وأحسنها في أفضل الأزمان والأماكن، فما انشغل بمفضول ولا بفضول..
ومثل هذا يُوَفَّق لإصابة ليلة القدر وقيامها، وأوقات الإجابة ومغانم الخير في كل أمره.
وغير ذلك من المعاني التي لا انتهاء لبركاتها كما هو الشأن مع كلام أعلم الخلق وأعظمهم ﷺ
وقد جمع هذا الدعاء خيري الدنيا والآخرة؛ فمن أُعين كُفِي الضدَّ من كل شيء، ومن وُفق للذكر يُسِّرت له كل طاعة، وكل طائع ذاكر، وأحبه رب العالمين وذكره في الملأ الأعلى، ووُقِي الغفلة والبطالة وأسبابهما.
ومن رُزق حُسنَ العبادة أقامها على الوجه المرضي من ربنا فقُبِل، وسلم من آفات العمل رياء وابتداعًا، وسُدِّد لإيقاع أفضل عبادة وأحسنها في أفضل الأزمان والأماكن، فما انشغل بمفضول ولا بفضول..
ومثل هذا يُوَفَّق لإصابة ليلة القدر وقيامها، وأوقات الإجابة ومغانم الخير في كل أمره.
وغير ذلك من المعاني التي لا انتهاء لبركاتها كما هو الشأن مع كلام أعلم الخلق وأعظمهم ﷺ
حكمــــــة
من بديع قول سيدنا الفقيه المفسر القدوة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "ما يَزَالُ المَسْرُوقُ مِنْهُ يَتَظَنَّى حتى يصير أعظم من السارق".
يعني يُسرق، فيشتعل بالظنون فتتطاير منه تصيب إخوانه، وتظل نفسه هكذا كالمرجل إساءةً للظن، وهواجس السوء، حتى يقع في الناس، ويسهل عليه الاعتداء بظنونه عليهم؛ فيكون أعظم إثمًا من سارقه!
..
وهذه حال نفسية مشهودة، في أولئك الذين عرض لهم سوء من بعض الناس، فتتسع نفوسهم بأخاديد سوء الظن والتهمة والوقوع في عثرات الافتراء على الآخرين، يحسبون أن ما عرض لهم من سوء شافعٌ لهم في إطلاق اللسان بالفرى والبهتان، مع ما يقع لهم من قسوة القلب ويبس الطباع!
وهؤلاء أولى مَن يتباعد الإنسان عنهم؛ أنْ لا يُمرضوه بسواد نفوسهم التي امتلأت بدخان سوء الظن والريبة، فهم ما بين قيل وقال، وغيبة ونميمة!
نعوذ بالله من السوء وأهله!
يعني يُسرق، فيشتعل بالظنون فتتطاير منه تصيب إخوانه، وتظل نفسه هكذا كالمرجل إساءةً للظن، وهواجس السوء، حتى يقع في الناس، ويسهل عليه الاعتداء بظنونه عليهم؛ فيكون أعظم إثمًا من سارقه!
..
وهذه حال نفسية مشهودة، في أولئك الذين عرض لهم سوء من بعض الناس، فتتسع نفوسهم بأخاديد سوء الظن والتهمة والوقوع في عثرات الافتراء على الآخرين، يحسبون أن ما عرض لهم من سوء شافعٌ لهم في إطلاق اللسان بالفرى والبهتان، مع ما يقع لهم من قسوة القلب ويبس الطباع!
وهؤلاء أولى مَن يتباعد الإنسان عنهم؛ أنْ لا يُمرضوه بسواد نفوسهم التي امتلأت بدخان سوء الظن والريبة، فهم ما بين قيل وقال، وغيبة ونميمة!
نعوذ بالله من السوء وأهله!
حكمــــــة
جرى ذكر أبي القاسم الطبراني رحمه الله ورضي عنه بيني وبين حبيب لي، فانفسح صدري انشراحًا بالحديث عن أهل الحديث، وأصابتني بركة ذكرهم؛ فإن المتحقق أن أهل الحديث هم أخص الناس بالوراثة المحمدية، فقد كانوا زينة الدنيا، وبهجة هذا الدين، وعصب هذه الملة، وقوام الصدق فيها!
ولقد كانوا أكثر الناس تعبًا في التحصيل، وضربًا في الأرض، وصبرًا على مكابدة الهواجر، والمخاوف، لاسيما وعلم الحديث علم يستغرق صاحبه فيستبد به، ويملك عليه سمعه وبصره وقلبه ولسانه، ونومه ويقظته وماله، كأنه شعبة من محبة النبي ﷺ التي يتقدم فيها النبي ﷺ النفس والأهل والولد والناس أجمعين.
وهو علم غيور شَموس، لا يُسلم قياده لصاحبه حتى ينفق فيه عمره ويفطم نفسه عن دنايا الدنيا وصخب أهلها!
فرضي الله عن أيمتنا، شامة أهل الإسلام، وحملة ميراث سيد الأنام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
ولقد كانوا أكثر الناس تعبًا في التحصيل، وضربًا في الأرض، وصبرًا على مكابدة الهواجر، والمخاوف، لاسيما وعلم الحديث علم يستغرق صاحبه فيستبد به، ويملك عليه سمعه وبصره وقلبه ولسانه، ونومه ويقظته وماله، كأنه شعبة من محبة النبي ﷺ التي يتقدم فيها النبي ﷺ النفس والأهل والولد والناس أجمعين.
وهو علم غيور شَموس، لا يُسلم قياده لصاحبه حتى ينفق فيه عمره ويفطم نفسه عن دنايا الدنيا وصخب أهلها!
فرضي الله عن أيمتنا، شامة أهل الإسلام، وحملة ميراث سيد الأنام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
حكمــــــة
كلمة الله تعالى هي العليا، ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء، وهو العلي الكبير سبحانه وبحمده.
فعلى قدر حظ القلب من أنوار الوحي، وتجلي آثار أسماء الله تعالى فيه يكون هو الأعلى، ولو لبسته الجراح وحفته العواصف!
انظر قوله تعالى: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"، وقوله تعالى لسيدنا الكليم عليه السلام: "لا تخف إنك أنت الأعلى".
فمن انتسب إلى العلي الكبير المتعالي العزيز، كان له العلو والغلبة والنصر والعزة" ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون"
وهكذا هو النفاق! خادم الكفر وممسك لجامه!
ولما كان الكفر بالله ضدًّا للإيمان، ورضًا بالدنيا وركونًا إليها وكفرًا بالآخرة وفراغًا للقلب من آثار التجلي الإلهي=كان الكافر ذليلا لا يعرف إلى النصر سبيلا، وإنما شأنه العتو والكبر والإفساد والقتل وليس هذا من النصر في شيء!
فعلى قدر حظ القلب من أنوار الوحي، وتجلي آثار أسماء الله تعالى فيه يكون هو الأعلى، ولو لبسته الجراح وحفته العواصف!
انظر قوله تعالى: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"، وقوله تعالى لسيدنا الكليم عليه السلام: "لا تخف إنك أنت الأعلى".
فمن انتسب إلى العلي الكبير المتعالي العزيز، كان له العلو والغلبة والنصر والعزة" ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون"
وهكذا هو النفاق! خادم الكفر وممسك لجامه!
ولما كان الكفر بالله ضدًّا للإيمان، ورضًا بالدنيا وركونًا إليها وكفرًا بالآخرة وفراغًا للقلب من آثار التجلي الإلهي=كان الكافر ذليلا لا يعرف إلى النصر سبيلا، وإنما شأنه العتو والكبر والإفساد والقتل وليس هذا من النصر في شيء!
حكمــــــة
كلمة الله تعالى هي العليا، ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء، وهو العلي الكبير سبحانه وبحمده.
فعلى قدر حظ القلب من أنوار الوحي، وتجلي آثار أسماء الله تعالى فيه يكون هو الأعلى، ولو لبسته الجراح وحفته العواصف!
انظر قوله تعالى: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"، وقوله تعالى لسيدنا الكليم عليه السلام: "لا تخف إنك أنت الأعلى".
فمن انتسب إلى العلي الكبير المتعالي العزيز، كان له العلو والغلبة والنصر والعزة" ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون"
وهكذا هو النفاق! خادم الكفر وممسك لجامه!
ولما كان الكفر بالله ضدًّا للإيمان، ورضًا بالدنيا وركونًا إليها وكفرًا بالآخرة وفراغًا للقلب من آثار التجلي الإلهي=كان الكافر ذليلا لا يعرف إلى النصر سبيلا، وإنما شأنه العتو والكبر والإفساد والقتل وليس هذا من النصر في شيء!
فعلى قدر حظ القلب من أنوار الوحي، وتجلي آثار أسماء الله تعالى فيه يكون هو الأعلى، ولو لبسته الجراح وحفته العواصف!
انظر قوله تعالى: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"، وقوله تعالى لسيدنا الكليم عليه السلام: "لا تخف إنك أنت الأعلى".
فمن انتسب إلى العلي الكبير المتعالي العزيز، كان له العلو والغلبة والنصر والعزة" ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون"
وهكذا هو النفاق! خادم الكفر وممسك لجامه!
ولما كان الكفر بالله ضدًّا للإيمان، ورضًا بالدنيا وركونًا إليها وكفرًا بالآخرة وفراغًا للقلب من آثار التجلي الإلهي=كان الكافر ذليلا لا يعرف إلى النصر سبيلا، وإنما شأنه العتو والكبر والإفساد والقتل وليس هذا من النصر في شيء!
حكمــــــة
والوصية بدوام الذكر من آكد ما يجب على السالك الشحيح بعمره الضنين بنفسه، وكان على الضد من ذلك حال المنافق، لا يذكر الله إلا قليلا! أي لا يذكر الله أصلا، أو يذكره تعالى ذكرًا فيه غلبة النفس، واستيلاء التراب، فهو ذكر أسير في قبضة الغفلة، حضرت فيه النفس وحُجب القلب عياذا بالله عن الرب سبحانه وبحمده.
ولذلك كان الرياء من خصال المنافقين؛ لأن المنافق لا يذكر ربه، ومن غفل عن ذكر ربه قحط قلبه، وحضرت الدنيا فأمَّته في كل أفعاله، فهي قبلته وإمامه، متى لاحت له هرول إليها، ومتى نادته أجابها، فارغًا من الذكر، فارغًا من الإخلاص!
فالذكر: شهود المذكور والانشغال به والعمل له واستحضار معيته.
والنفاق صحراء خاوية من الذكر، ملأى بالهوى، والحيرة، وسرابات الضلال !
اللهم أعنا على ذكرك " هذا هو رأس الأمر"
وشكرك: وهذه ثمرته.
وحسن عبادتك: وهذه بركته بدوام الذكر والشكر!
ولذلك كان الرياء من خصال المنافقين؛ لأن المنافق لا يذكر ربه، ومن غفل عن ذكر ربه قحط قلبه، وحضرت الدنيا فأمَّته في كل أفعاله، فهي قبلته وإمامه، متى لاحت له هرول إليها، ومتى نادته أجابها، فارغًا من الذكر، فارغًا من الإخلاص!
فالذكر: شهود المذكور والانشغال به والعمل له واستحضار معيته.
والنفاق صحراء خاوية من الذكر، ملأى بالهوى، والحيرة، وسرابات الضلال !
اللهم أعنا على ذكرك " هذا هو رأس الأمر"
وشكرك: وهذه ثمرته.
وحسن عبادتك: وهذه بركته بدوام الذكر والشكر!
حكمــــــة
غايةٌ شريفةٌ، حُشِد لها من أسباب الضراعة والتوسل ما يُدهش العبد، وذلك في ضراعته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: " اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمَتِك..ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيّ حُكْمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك، سميْتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابك، أو استأثرتَ به في علم الغيبِ عندك=أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونورَ صدري وجِلاء حُزْني وذَهاب همي وغمي "..!
لماذا كل هذا النشيج المحتشد ضراعةً وتبتلا وافتقارًا وتوسلًا؟! لكي يسأل ربه تبارك اسمه أن يكون القرآن ربيع قلبه، يغسله ويرويه، ويطهره ويصفيه، ويرقى به عن أسباب الأرض، فلا يدركه هم، ولا يستقر به حزن..
ويتهيأ لتلقي أنواره تنهمر على جدار قلبه وفي أودية نفسه فتزكو تلك الزكاة التي هي شرف الإنسان وحياة الإنسان ونور الإنسان!
إذا تضلع قلبك بالقرآن ذهب عنه الهم والحزن، وشملته أنوار الوحي وبركاته!
لماذا كل هذا النشيج المحتشد ضراعةً وتبتلا وافتقارًا وتوسلًا؟! لكي يسأل ربه تبارك اسمه أن يكون القرآن ربيع قلبه، يغسله ويرويه، ويطهره ويصفيه، ويرقى به عن أسباب الأرض، فلا يدركه هم، ولا يستقر به حزن..
ويتهيأ لتلقي أنواره تنهمر على جدار قلبه وفي أودية نفسه فتزكو تلك الزكاة التي هي شرف الإنسان وحياة الإنسان ونور الإنسان!
إذا تضلع قلبك بالقرآن ذهب عنه الهم والحزن، وشملته أنوار الوحي وبركاته!
حكمــــــة
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ (١٠٣) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ (١٠٤) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (١٠٥) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (١٠٧) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (١٠٨) [هود: ١٠٣ - ١٠٨]
سبحان من هذا كلامه! وإنها لآيات تذهل المرء عن نفسه، اشتغالا بالهم الأعظم واليوم الأكبر المشهود!
سبحان من هذا كلامه! وإنها لآيات تذهل المرء عن نفسه، اشتغالا بالهم الأعظم واليوم الأكبر المشهود!
حكمــــــة
اللغة شهود محدود بما يطيقه الحس، والروح غيب فسيح متراحب لا يتناهى المعنى فيه، وهذا سر من أسرار البيان: أن الرجلين يسمعان الكلمة الواحدة، وأحدهما ينفذ منها إلى غيب مستور، ويسري بروحه في ظلال الكلمة فلا ينتهي الأمر حتى يصل إلى معاينة المعنى ماثلا أمام عينيه، فيقطع فيما يراه غيره ظنا، ويستبد به اليقين فيقسم فيما يقف الآخر بين يديه متلددا حائرا!
ولقد يحسب المرء مسألة من مسائل العلم هينة صغيرة، لا تستعجم على البيان، وإنها لكبيرة متوالدة متنامية في نفسٍ أخرى نفذت من وراء الحرف، واقتعدت الكلمة، ولقفت المعنى ساخنا حيًّا، حتى إذا ما أرادت البيان عنه أسرها اللفظ، وحاصرتها قيود اللغة، وآصار العلائق والوشائج بين الكلمات، فيبقى الأمر متكلما في الروح بمعانيه، لا يؤازره لسان ببيان ولا حرف بتعبير!
وهذا الذوق آية من آيات الله، في تلقي العلم وصيد معانيه الهاربة.
ولقد يحسب المرء مسألة من مسائل العلم هينة صغيرة، لا تستعجم على البيان، وإنها لكبيرة متوالدة متنامية في نفسٍ أخرى نفذت من وراء الحرف، واقتعدت الكلمة، ولقفت المعنى ساخنا حيًّا، حتى إذا ما أرادت البيان عنه أسرها اللفظ، وحاصرتها قيود اللغة، وآصار العلائق والوشائج بين الكلمات، فيبقى الأمر متكلما في الروح بمعانيه، لا يؤازره لسان ببيان ولا حرف بتعبير!
وهذا الذوق آية من آيات الله، في تلقي العلم وصيد معانيه الهاربة.
حكمــــــة
اللغة شهود محدود بما يطيقه الحس، والروح غيب فسيح متراحب لا يتناهى المعنى فيه، وهذا سر من أسرار البيان: أن الرجلين يسمعان الكلمة الواحدة، وأحدهما ينفذ منها إلى غيب مستور، ويسري بروحه في ظلال الكلمة فلا ينتهي الأمر حتى يصل إلى معاينة المعنى ماثلا أمام عينيه، فيقطع فيما يراه غيره ظنا، ويستبد به اليقين فيقسم فيما يقف الآخر بين يديه متلددا حائرا!
ولقد يحسب المرء مسألة من مسائل العلم هينة صغيرة، لا تستعجم على البيان، وإنها لكبيرة متوالدة متنامية في نفسٍ أخرى نفذت من وراء الحرف، واقتعدت الكلمة، ولقفت المعنى ساخنا حيًّا، حتى إذا ما أرادت البيان عنه أسرها اللفظ، وحاصرتها قيود اللغة، وآصار العلائق والوشائج بين الكلمات، فيبقى الأمر متكلما في الروح بمعانيه، لا يؤازره لسان ببيان ولا حرف بتعبير!
وهذا الذوق آية من آيات الله، في تلقي العلم وصيد معانيه الهاربة.
حكمــــــة
من أعظم المشاعر التي أجد لها نبلا يسرق القلب بنوره وجماله: ذلك الذي يفرح لغيره، وبحب ستر عيبه، ورحمتَه إذا تعثر، يستر ولا يعير، ويسبل على غيره رداء حبه وصفائه.
انظر إلى سيدي ﷺ تبرق أساريره وينير وجهه الأكرم المبارك في مواطن الفرح لأصحابه ولأمته.
يقول سيدنا كعب رضي الله عنه لما تاب الله تعالى عليه وعلى صاحبيه:
: فلما سلمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرُقُ وجهه من السرور: " أبشِر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ".
قال: قلت: أمِن عندك يا رسول الله، أم من عند الله ؟
قال: " لا، بل من عند الله ".
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنه قطعةُ قمر، (وكنا نعرف ذلك منه ﷺ).
وهذا هو الجمال المنير، والجنة العاجلة، أن يهبك الله قلبًا يفرح لغيرك، ويبسط عليه ظلال الستر حين تطالع عيبًا فيه، وتحب له الخير في الدنيا والآخرة.
انظر إلى سيدي ﷺ تبرق أساريره وينير وجهه الأكرم المبارك في مواطن الفرح لأصحابه ولأمته.
يقول سيدنا كعب رضي الله عنه لما تاب الله تعالى عليه وعلى صاحبيه:
: فلما سلمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرُقُ وجهه من السرور: " أبشِر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ".
قال: قلت: أمِن عندك يا رسول الله، أم من عند الله ؟
قال: " لا، بل من عند الله ".
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنه قطعةُ قمر، (وكنا نعرف ذلك منه ﷺ).
وهذا هو الجمال المنير، والجنة العاجلة، أن يهبك الله قلبًا يفرح لغيرك، ويبسط عليه ظلال الستر حين تطالع عيبًا فيه، وتحب له الخير في الدنيا والآخرة.
حكمــــــة
" يا فاطمةُ بنتَ محمد! سليني من مالي ما شئتِ، لا أُغني عنكِ من الله شيئًا ".
سيدي رسول الله ﷺ
نسبتك صورةً أو معنًى إلى شيخ، والمكاثرة باسمه، أو صورته، لن تغني عنك من الله شيئًا.
وإن نسبة المرء إلى مُعظَّمٍ توجب عند البصير الذي يعلم موقفه بين يدي الله، زيادةَ رعاية وحسنَ خُلق وأدبًا في اللفظ وبُعدًا عن الأسواء ظاهرًا وباطنًا،.
ويا أخي! إن العلم لا يقاس بفصاحة اللسان ولا طوله، ولا بالتحريش بين عباد الله، والتنابز بالألقاب، والخوض في أعراض حملة العلم لخطأ أو ضلالة حتى!
وإنما العلم الخشية، إنما العلم الخشية.
ومن حاقَقَ نفسه وعرفها، وعرف ستر الله عليه ومنته، خشي والله أن يمسَّ أحدًا بسوء، وارتجف قلبه قبل اللفظة والكلمة، ونأى بعيدًا عن الخوض في أوحال القيل والقال!
" ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم "
حكمــــــة
وإذا نبعت الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من مشكاة الحب، متوهجة بمشاهدة ما كان عليه من الإشفاق على أمته، ورحمتها، وحبه الخير لها، ومكابدته ألوان العناء وصنوف المشقة في هاجرةٍ تتلظى بمعاداته، وتنصب كل جهدها للنيل منه، وهو سامٍ على صراط السمو، لا يلتفت عن إبلاغ الرحمة، وحمل الهداية، صابرًا على جفاء النفوس يرجو أوبتها إلى محضن الهداية، وما كان يكسو قلبه الشريف من الحزن على تفلت نفس من يده إلى جاحمة النار، وما كان يتهادى من وجهه الأنور ضياءً فَرِحًا يسطع بِشْرُه عندما تأتيه البشرى بالتيسير على الناس من ربهم تبارك اسمه، واتساع خُلقه الشريف لكل كمال وجمال،
فما تبصره إلا كاملا في خلقه وسؤدده وشرف نفسه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وعلى آله وسلم..وغير ذلك من مشاهدات القلب لرحمة الله للعالمين صلى الله عليه وسلم=تكون صلاتك عليه غيثا يقطر بالشوق الذي يغسل الفؤاد بأنواره غسلا!
فما تبصره إلا كاملا في خلقه وسؤدده وشرف نفسه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وعلى آله وسلم..وغير ذلك من مشاهدات القلب لرحمة الله للعالمين صلى الله عليه وسلم=تكون صلاتك عليه غيثا يقطر بالشوق الذي يغسل الفؤاد بأنواره غسلا!
حكمــــــة
من طالع سورة هود، وجد تتابع الرسل على دعوة أقوامهم إلى التوبة والاستغفار، كأن لا غاية للرسالات إلا هذا!
وهذا الأصل محبوسٌ في يابسة الغفلة عند كثيرٍ من الناس، بينما لا نجاةَ ولا فرج يتوهج بفرحة الكرم، ولا أسرعَ سبقًا إلى اليسر والخلوص من محنة العسر، ولا أشد إدناءً من رحمة الله وحصول معيته وبركته في النفس والأهل والمال والعمر والحياة=من التوبة والاستغفار!
وهو لائحٌ لك بشواهده، متغلغل في عصب العبادات، بين يديها، وفيها، وبعدها، وفي أوراد الليل والنهار، وفي خلوات الأسحار، وفي ضراعات النبيين والصديقين..
ومن خلف الحجب يتهادى إليك صوته صلى الله عليه وسلم رحيمًا نديًّا يهدي أمته إلى منازل الهدى ومعارج النور وهو يقول: " والله إني لأستغفر الله وأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة " ! وهو هو صلى الله عليه وسلم!
فكيف بالمذنب المحاصر بالألم، المغموس في الهم والحزن؟!
اركض بقلبك! " هذا مغتسل باردٌ وشراب " !
وهذا الأصل محبوسٌ في يابسة الغفلة عند كثيرٍ من الناس، بينما لا نجاةَ ولا فرج يتوهج بفرحة الكرم، ولا أسرعَ سبقًا إلى اليسر والخلوص من محنة العسر، ولا أشد إدناءً من رحمة الله وحصول معيته وبركته في النفس والأهل والمال والعمر والحياة=من التوبة والاستغفار!
وهو لائحٌ لك بشواهده، متغلغل في عصب العبادات، بين يديها، وفيها، وبعدها، وفي أوراد الليل والنهار، وفي خلوات الأسحار، وفي ضراعات النبيين والصديقين..
ومن خلف الحجب يتهادى إليك صوته صلى الله عليه وسلم رحيمًا نديًّا يهدي أمته إلى منازل الهدى ومعارج النور وهو يقول: " والله إني لأستغفر الله وأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة " ! وهو هو صلى الله عليه وسلم!
فكيف بالمذنب المحاصر بالألم، المغموس في الهم والحزن؟!
اركض بقلبك! " هذا مغتسل باردٌ وشراب " !
حكمــــــة
إنما يحفظ الناسَ من وعثاء سفر الحياة، ويبسها، وما يعرض لهم من حاجات=التواصي بالمرحمة..
فلو أظلَّ الناسَ المرحمةُ ما أحسوا بهجير القسوة والفاقة والفقر.
فلتزد من رفقك ورحمتك، لاسيما في مواسم الحاجات، وانظر الأسر المتعففة، والذين يزعجهم دخول مواسم الأعياد؛ لا لأنهم لا يريدون السعادة، ولكن لأنهم لا يملكون شيئا!
تفقد الآباء الذين يستحيون من رد أبنائهم وإلحاحهم بدفع مصروفات الدراسة، ونحن على أبواب مواسم الجامعات والمدارس.
فلنتراحم، وليرَ الله تعالى منا كرم النفوس لا لؤمها..
ومن كان له دَين وهو في سعة، فليضعه عن أخيه، ومن استطاع كسوة أخيه فليفعل، ومن استطاع رسم الابتسامة على وجهه، بعدما تغضن وجهه من الهموم وأثقالها، فليفعل!
ومن استطاع نفع غيره فليسع إلى ذلك متلهفًا؛ فإنه باب من أبواب الرحمة العظمى، وربما سعى إنسان في قضاء حاجة أخيه، وهو لا يعلم أنه يسعى في عمله الموجب لدخول الجنة، وعتق رقبته!
فلو أظلَّ الناسَ المرحمةُ ما أحسوا بهجير القسوة والفاقة والفقر.
فلتزد من رفقك ورحمتك، لاسيما في مواسم الحاجات، وانظر الأسر المتعففة، والذين يزعجهم دخول مواسم الأعياد؛ لا لأنهم لا يريدون السعادة، ولكن لأنهم لا يملكون شيئا!
تفقد الآباء الذين يستحيون من رد أبنائهم وإلحاحهم بدفع مصروفات الدراسة، ونحن على أبواب مواسم الجامعات والمدارس.
فلنتراحم، وليرَ الله تعالى منا كرم النفوس لا لؤمها..
ومن كان له دَين وهو في سعة، فليضعه عن أخيه، ومن استطاع كسوة أخيه فليفعل، ومن استطاع رسم الابتسامة على وجهه، بعدما تغضن وجهه من الهموم وأثقالها، فليفعل!
ومن استطاع نفع غيره فليسع إلى ذلك متلهفًا؛ فإنه باب من أبواب الرحمة العظمى، وربما سعى إنسان في قضاء حاجة أخيه، وهو لا يعلم أنه يسعى في عمله الموجب لدخول الجنة، وعتق رقبته!
حكمــــــة
" قال الله عز وجل في الحديث الإلهي: " المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء "
منزلة عُظمَى يتقاصر دونها كدُّ المجتهد في التماس أسبابها، فكيف بالذي رضي من أخوته بالحرف المقيد بالكسل والتثاؤب والدعاوى العريضة؟! أو بالذي اختطفته الدنيا وبسطت على قلبه وعقله ولسانه ويومه أشغالها وأثقالها، فلا يذكر أخاه بالدعاء لا أقول بالسؤال وتفقد الحال؟!
السجود موحشٌ من أسماء من ملأنا أفواهنا بدعاوى أخوتهم، والأكف أوهن من حمل حاجاتهم إلى العرش؛ فإنما تستقي من القلوب قوتها، والقلوب موصدةٌ وعليها صدأ الأقفال!
هذا خُلق واحد من ثمار الحب! واحدٌ فقط!
لم يعد يفرحني كثيرًا ذلك الإرجاء في المشاعر، ولم أعد أهتم كثيرًا بالكتابة عن هذا الأخدود العظيم بين النفوس..وصرت أخاف أكثر من تشرب قلبي النفاق والكذب؛ فكل من طالع حال السلف في إخائهم خاف على نفسه المقت، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين!
منزلة عُظمَى يتقاصر دونها كدُّ المجتهد في التماس أسبابها، فكيف بالذي رضي من أخوته بالحرف المقيد بالكسل والتثاؤب والدعاوى العريضة؟! أو بالذي اختطفته الدنيا وبسطت على قلبه وعقله ولسانه ويومه أشغالها وأثقالها، فلا يذكر أخاه بالدعاء لا أقول بالسؤال وتفقد الحال؟!
السجود موحشٌ من أسماء من ملأنا أفواهنا بدعاوى أخوتهم، والأكف أوهن من حمل حاجاتهم إلى العرش؛ فإنما تستقي من القلوب قوتها، والقلوب موصدةٌ وعليها صدأ الأقفال!
هذا خُلق واحد من ثمار الحب! واحدٌ فقط!
لم يعد يفرحني كثيرًا ذلك الإرجاء في المشاعر، ولم أعد أهتم كثيرًا بالكتابة عن هذا الأخدود العظيم بين النفوس..وصرت أخاف أكثر من تشرب قلبي النفاق والكذب؛ فكل من طالع حال السلف في إخائهم خاف على نفسه المقت، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين!
حكمــــــة
الأثرة ليست هي التي تحضر في منفعة المال والمادة وحسب، ولكن هنالك من يذبحون غيرهم ذبحًا لأنهم أصيبوا بداء الأثرة:
ذلك الزوج الذي يعلم بغض زوجته له، ويصر على أن يكون مهيمنا عليها، وتلك الزوجة التي تعلم إدبار زوجها عنها، وتنافر روحيهما، وهي تصر على أن تستبد به لتدعه حطاما مركوما!
ذلك الصديق الذي يجعل من أخيه أداة لنيل مآربه، لا يبالي بمشاعره ولا يتفقد حاله، إنما تبرق صورته عنده يوم تلوح له حاجة إليه، بينما هو مهجور في دعائه منسي في صلته!
أبجدية مطموسة!
ذلك الأب الذي يهدم عمر ابنته بقيد الزواج ممن لا تريد، وتلك الفتاة التي تستقيل من مشاعرها لدنيا لاحت لها، وهي لا تدري أنها ستكون لوحة جدارية معلقة، تلك الأنا التي تحضر في التلقي والتعلم والتعامل بانتصار الكل لنفسه لا للحق، وحشد كل أدوات النصرة ولو بالباطل والوهم والكذب!
وصنوف كثار لا تنتهي!
الأثرة شقاء الروح وقتل النفس بسكين بارد! والله المستعان
ذلك الزوج الذي يعلم بغض زوجته له، ويصر على أن يكون مهيمنا عليها، وتلك الزوجة التي تعلم إدبار زوجها عنها، وتنافر روحيهما، وهي تصر على أن تستبد به لتدعه حطاما مركوما!
ذلك الصديق الذي يجعل من أخيه أداة لنيل مآربه، لا يبالي بمشاعره ولا يتفقد حاله، إنما تبرق صورته عنده يوم تلوح له حاجة إليه، بينما هو مهجور في دعائه منسي في صلته!
أبجدية مطموسة!
ذلك الأب الذي يهدم عمر ابنته بقيد الزواج ممن لا تريد، وتلك الفتاة التي تستقيل من مشاعرها لدنيا لاحت لها، وهي لا تدري أنها ستكون لوحة جدارية معلقة، تلك الأنا التي تحضر في التلقي والتعلم والتعامل بانتصار الكل لنفسه لا للحق، وحشد كل أدوات النصرة ولو بالباطل والوهم والكذب!
وصنوف كثار لا تنتهي!
الأثرة شقاء الروح وقتل النفس بسكين بارد! والله المستعان
حكمــــــة
الإسراف في الصور، باعد بين الناس وبين غايتهم التي إليها يرحلون، وحجبهم عن تفقد أرواحهم وتلمس قلوبهم، فلا تكاد قلوبهم تبصر إلا بآذانهم" قيل وقال"، ولا تكاد أعينهم تميز الخبيث من الطيب؛ لأن للعيون صلةً بما في القلوب نورا وظلمة.
فمن تراكمت فيه أطنان الصور، مصحوبة باللغو واللهو والقيل والقال، هام قلبه في صحراء مبهمةٍ من التيه، فإذا ما حضر الحق قرآنا وسنةً وهدْيًا إلهيا=وجد في القلب زحاما هائلا من الثرثرة واللغو والإخلاد إلى الأرض!
فلابد من الفرار من ذلك التكاثر، والعودة إلى الصدق وحقائق الأشياء، وليس ذلك إلا في الوحي الذي أنزله رب العالمين على النبي ﷺ، ونطق به من النور والهدى بأبي هو وأمي ﷺ
وإذا اتسعت النفوس في الصور وفرغت من المعنى، واستحوذت عليها المادة بشهواتها ونيرانها، كانت مهيأة لقبول الدجال، وخَدَمِه من حملة الزور والكذب اللامع، وزخارف الدنيا الكَذُوب!
وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور!
فمن تراكمت فيه أطنان الصور، مصحوبة باللغو واللهو والقيل والقال، هام قلبه في صحراء مبهمةٍ من التيه، فإذا ما حضر الحق قرآنا وسنةً وهدْيًا إلهيا=وجد في القلب زحاما هائلا من الثرثرة واللغو والإخلاد إلى الأرض!
فلابد من الفرار من ذلك التكاثر، والعودة إلى الصدق وحقائق الأشياء، وليس ذلك إلا في الوحي الذي أنزله رب العالمين على النبي ﷺ، ونطق به من النور والهدى بأبي هو وأمي ﷺ
وإذا اتسعت النفوس في الصور وفرغت من المعنى، واستحوذت عليها المادة بشهواتها ونيرانها، كانت مهيأة لقبول الدجال، وخَدَمِه من حملة الزور والكذب اللامع، وزخارف الدنيا الكَذُوب!
وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور!
حكمــــــة
السرائر، وما كان مطويًّا مخبوءًا في أودية النفس، يجلوها رب العالمين لعباده بنور الهداية من لدنه، فيبصرون في وجوه الناس وكلماتهم ما لا يبصره غيرهم.
حتى إذا أذن الله تعالى جعل هذه السرائر معلنةً للناس، باديةً في القول والفعل والعمل، فتقع البغضاء " العامة " للشخص من الناس، وكل الذي كان: أن " سره " صار " علانية "، وأن " الزينة اللفظية " كانت كلماتٍ ثلجية، خرجت إلى شمس العلانية فذابت.
وكان الصالحون يقولون " كانوا..فبانوا " !
أي كان لهم شأن وقُربى، فأُبعِدوا عياذًا بالله!
وإنَّ في إبليس لعبرة! كان في محل رفيف الملائكة، ثم صار إلى ما صار إليه، ولقد كان أخبر الله ﷻ عنه فقال: " إني أعلم ما لا تعلمون "
قال مجاهد: (علم من إبليس " كِتمانَه الكِبْرَ " أن لا يسجد لآدم).
بينما كان عليه سيماء العبادة، كان في قلبه نار الكبر، وكم من نارٍ حسبها الناس نورا!
ياحي يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين!
حتى إذا أذن الله تعالى جعل هذه السرائر معلنةً للناس، باديةً في القول والفعل والعمل، فتقع البغضاء " العامة " للشخص من الناس، وكل الذي كان: أن " سره " صار " علانية "، وأن " الزينة اللفظية " كانت كلماتٍ ثلجية، خرجت إلى شمس العلانية فذابت.
وكان الصالحون يقولون " كانوا..فبانوا " !
أي كان لهم شأن وقُربى، فأُبعِدوا عياذًا بالله!
وإنَّ في إبليس لعبرة! كان في محل رفيف الملائكة، ثم صار إلى ما صار إليه، ولقد كان أخبر الله ﷻ عنه فقال: " إني أعلم ما لا تعلمون "
قال مجاهد: (علم من إبليس " كِتمانَه الكِبْرَ " أن لا يسجد لآدم).
بينما كان عليه سيماء العبادة، كان في قلبه نار الكبر، وكم من نارٍ حسبها الناس نورا!
ياحي يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين!
حكمــــــة
من كلام الصالحين: بئس الأخ أخٌ تحتاج إلى أن تسأله الدعاء لك بظهر الغيب!
..
نعم؛ فإن الحب إذا صدق ورسخ في النفس يعين صاحبه ويحدوه إلى ترجمة حبه، والخروج به من ميدان الصدر إلى فضاء الوجود!
وإذا كان ذلك في باب الصداقة والإخاء؛ فكيف بالحب الأعلى، وميراث الوفاء الأجلِّ، لمن كان بابَ نِعَم الله علينا، ومنَّته العظمى، الذي به رُحمْنا وبهديه عَرَفنا ربنا سبحانه وبحمده، بأقوم سبيل وأصدق دليل، فكان نورَ القلوب، وحياتها، وسكينتها الموصولة بالفردوس=سيدِنا النبي المُقَدَّم والخليل المُعظَّم، أبي القاسم محمد رسول الله ﷺ !
لا جَرَم ! يلهج القلب بحبه، وتموج الروح موجًا بزجل الصلاة والسلام عليه، حمدا لله تعالى على اصطفائه له، وثناءً على أن جعلنا من أُمته المنتسبين إليه، الفرحين به ﷺ ﷺ ﷺ
وهذا يوم الجمعة! تحتشد فيه القلوب زُمَرًا وتصطف في مضمار الشوق؛ لتنظر أيها يكون أكثر صلاة وسلامًا على من لا أحبَّ إليها في العالمين منه! ﷺ
..
نعم؛ فإن الحب إذا صدق ورسخ في النفس يعين صاحبه ويحدوه إلى ترجمة حبه، والخروج به من ميدان الصدر إلى فضاء الوجود!
وإذا كان ذلك في باب الصداقة والإخاء؛ فكيف بالحب الأعلى، وميراث الوفاء الأجلِّ، لمن كان بابَ نِعَم الله علينا، ومنَّته العظمى، الذي به رُحمْنا وبهديه عَرَفنا ربنا سبحانه وبحمده، بأقوم سبيل وأصدق دليل، فكان نورَ القلوب، وحياتها، وسكينتها الموصولة بالفردوس=سيدِنا النبي المُقَدَّم والخليل المُعظَّم، أبي القاسم محمد رسول الله ﷺ !
لا جَرَم ! يلهج القلب بحبه، وتموج الروح موجًا بزجل الصلاة والسلام عليه، حمدا لله تعالى على اصطفائه له، وثناءً على أن جعلنا من أُمته المنتسبين إليه، الفرحين به ﷺ ﷺ ﷺ
وهذا يوم الجمعة! تحتشد فيه القلوب زُمَرًا وتصطف في مضمار الشوق؛ لتنظر أيها يكون أكثر صلاة وسلامًا على من لا أحبَّ إليها في العالمين منه! ﷺ
حكمــــــة
ومن طرق الولاية =إنعام النظر في الوحي الذي به قوام حياة المرء، لاسيما ما شرع الله تبارك اسمه لنا تكرارَه، والمداومة عليه، وأرشدنا نبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلى فضله وعظيم ثوابه=كالفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذات " وهي تشمل سورة الصمد على الصحيح كما حققه أبو الفضل ابن حجر رضي الله عنه " وخواتيم البقرة.
فإن مطالعة العبد لأنوار هذه الآيات، وتدبره في مقاصدها، والإصغاء إلى معانيها، والاستشراف للأجزية العظيمة التي صحت في فضلها=يعرج به إلى سماوات رحبةٍ من العرفان الذي يغذو القلب بحلاوة الإيمان ونوره وبشاشته، ويدهشه بخفقات السكينة وأنس المعية، فيبصر لم تعلقت تلك الفضائل الجليلة بهذه الآيات المباركات من كلام رب العالمين سبحانه وبحمده.
فافهم هذا الباب واحرص عليه؛ فإن فيه حياتك وفرحة قلبك ونعيم روحك، وإن فيه مقامات الإيمان ومنازله العليا، وإن فيه حفظك من كل سوء، وصيانتك من كل شر، وإن فيه سعادة الدنيا وفلاح الآخرة، فلله الحمد رب العالمين.
فإن مطالعة العبد لأنوار هذه الآيات، وتدبره في مقاصدها، والإصغاء إلى معانيها، والاستشراف للأجزية العظيمة التي صحت في فضلها=يعرج به إلى سماوات رحبةٍ من العرفان الذي يغذو القلب بحلاوة الإيمان ونوره وبشاشته، ويدهشه بخفقات السكينة وأنس المعية، فيبصر لم تعلقت تلك الفضائل الجليلة بهذه الآيات المباركات من كلام رب العالمين سبحانه وبحمده.
فافهم هذا الباب واحرص عليه؛ فإن فيه حياتك وفرحة قلبك ونعيم روحك، وإن فيه مقامات الإيمان ومنازله العليا، وإن فيه حفظك من كل سوء، وصيانتك من كل شر، وإن فيه سعادة الدنيا وفلاح الآخرة، فلله الحمد رب العالمين.
حكمــــــة
من عجائب رحمته تبارك ربنا!
يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم في اتخاذه الأسرى ببدر، فيقول رب العالمين:﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: ٦٧]
ثم تلتفت الآيات إلى هؤلاء المُوثَقين في أصفادهم، فيقول ربنا الرحيم للنبي صلى الله عليه وسلم في شأن من عاتبه لاتخاذهم أسرى:﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنفال: ٧٠]
وهنا تسّاقط عوالم الإبانة عن رحمته تبارك اسمه، ويتجلى لك معنى قوله صلى الله عليه وسلم: " لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش:إن رحمتي غلبت غضبي " !
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت!
يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم في اتخاذه الأسرى ببدر، فيقول رب العالمين:﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: ٦٧]
ثم تلتفت الآيات إلى هؤلاء المُوثَقين في أصفادهم، فيقول ربنا الرحيم للنبي صلى الله عليه وسلم في شأن من عاتبه لاتخاذهم أسرى:﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنفال: ٧٠]
وهنا تسّاقط عوالم الإبانة عن رحمته تبارك اسمه، ويتجلى لك معنى قوله صلى الله عليه وسلم: " لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش:إن رحمتي غلبت غضبي " !
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت!
حكمــــــة
للمدح سلطانٌ خَفِيٌّ على القلب الذي يُصغِي إليه ويستشرف مظانَّه، ولا يزال به حتى يجعل من صدر صاحبه تنُّورًا يفور بالعجب والرياء! وينقلب المدح من " تذكير بنعمة الله "، إلى عبءٍ يشبه بلطجيَّ الحارة الذي لا يدع عملًا يمر، حتى يفرضَ عليه " إتاوته " من التطلع إلى أعين الناس، والنظر في أصداء ألسنتهم، أو يذبحه بسكين الشرك الخفيّ، فلا يعمل إلا للناس، ولا يغضب إلا للناس، ولا يرضى إلا للناس!
وفي كل ما مر بي من مواقف=لا أنسى موقفًا حضرته للشيخ المسدد المبارك عبد العزيز الطريفي، وقد أثنى عليه بعض الناس ثناءً بالغًا بين يدي كلمةٍ له، فحمد اللهَ الشيخُ، وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أما التوقف على ما يُعْرَفُ بُطْلانه بَدَاهةً " يعني مبالغات الذي مدحه " = فمضيعة للوقت، ثم استأنف الحديث كأنْ لم يكن هنالك شيء!
فمن عاين حقيقة نفسه، وعلم طبائع البشر= لم يلتفت إلى مدائح الناس، وإنما يجعل الثناء إن حلَّ به=موطنًا للشكر، ونافذةً يطالع منها جميل ستر الله عليه " وما بكم من نعمةٍ فمن الله ".
وفي كل ما مر بي من مواقف=لا أنسى موقفًا حضرته للشيخ المسدد المبارك عبد العزيز الطريفي، وقد أثنى عليه بعض الناس ثناءً بالغًا بين يدي كلمةٍ له، فحمد اللهَ الشيخُ، وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أما التوقف على ما يُعْرَفُ بُطْلانه بَدَاهةً " يعني مبالغات الذي مدحه " = فمضيعة للوقت، ثم استأنف الحديث كأنْ لم يكن هنالك شيء!
فمن عاين حقيقة نفسه، وعلم طبائع البشر= لم يلتفت إلى مدائح الناس، وإنما يجعل الثناء إن حلَّ به=موطنًا للشكر، ونافذةً يطالع منها جميل ستر الله عليه " وما بكم من نعمةٍ فمن الله ".
حكمــــــة
المعوذات ملاذ الفقراء، وملجأ الضعفاء، والعبد كلما لهج بكلماتها الربانية، متعرِّفًا إلى ربه سبحانه وبحمده، مُعاينًا اضطراره وفاقتَه إلى عناية ربه تعالى، وولايته، متدبرًا ما هنالك من أنوار قوله سبحانه وبحمده" وهو يُجير ولا يُجار عليه"، مع يُسر ألفاظها وجلالة معانيها ويُمْن آثارها=ازداد حُبًّا لله تعالى ولمن اصطفاه لنا نبيًا بأبي هو وأمي ﷺ وهو يخبرنا فيقول: "ما تعوَّذ متعوِّذٌ بمثلهما"؛ فكان هادينا إلى كل خير وبركة ورحمة، وكان له المنة علينا في كل نعمة، كما قال أبو عبدالله الشافعي رضي الله عنه:
فلم تُمسِ بنا نعمةٌ ظهرت ولا بطَنت، نلنا بها حظّاً في دين ودنيا، أو دُفِع بها عنا مكروهٌ فيهما وفى واحد منهما، إلا ومحمدٌ - صلى الله عليه وسلم - سببُها، القائد إلى خيرها، والهادي إلى رُشدها، الذائدُ عن الهَلكة وموارد السَّوء في خلاف الرشد، المُنبِّه للأسباب التى توردُ الهلكة، القائم بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم، إنه حميد مجيد.
فلم تُمسِ بنا نعمةٌ ظهرت ولا بطَنت، نلنا بها حظّاً في دين ودنيا، أو دُفِع بها عنا مكروهٌ فيهما وفى واحد منهما، إلا ومحمدٌ - صلى الله عليه وسلم - سببُها، القائد إلى خيرها، والهادي إلى رُشدها، الذائدُ عن الهَلكة وموارد السَّوء في خلاف الرشد، المُنبِّه للأسباب التى توردُ الهلكة، القائم بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم، إنه حميد مجيد.
حكمــــــة
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"..قال صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء"
/
يجري هذا الذكر على لسان العبد الفقير وهو يشهد قيومية الرب وقهره وعزه وسلطانه على خلقه، وتدبيره لهذا العالم كله، وعلمه المحيط به= وأنَّ كل شيء تحت سلطانه وقهره وفي قبضته= وأنه القدوس السلام الذي لا يضر مع اسمه شيء قط في الأرض بكل ما فيها من جن وإنس وجماد وحيوان وما نرى وما لا نرى=ولا في السماء بكل ما يكون فيها، ومن الأقضية والأقدار التي تتنزل منها=موقنًا بسمع الله تبارك اسمه، وإحاطة علمه بخلقه جميعا.
فانظر بعض ثمار هذا الذكر المبارك، وانظر نفعَه في حياطة العبد وحفظِه من البلاء كلِّه صغيره وكبيره، مع يُسر لفظه وسهولة القيام به، واحمد الله تعالى على هذه الشريعة المباركة السمحة، وصلِّ على معلِّم الناس الخيرَ، الذي ما كسِل ولا توانى عن إبلاغنا كلَّ خير، وتحذيرنا من كل شر، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
/
يجري هذا الذكر على لسان العبد الفقير وهو يشهد قيومية الرب وقهره وعزه وسلطانه على خلقه، وتدبيره لهذا العالم كله، وعلمه المحيط به= وأنَّ كل شيء تحت سلطانه وقهره وفي قبضته= وأنه القدوس السلام الذي لا يضر مع اسمه شيء قط في الأرض بكل ما فيها من جن وإنس وجماد وحيوان وما نرى وما لا نرى=ولا في السماء بكل ما يكون فيها، ومن الأقضية والأقدار التي تتنزل منها=موقنًا بسمع الله تبارك اسمه، وإحاطة علمه بخلقه جميعا.
فانظر بعض ثمار هذا الذكر المبارك، وانظر نفعَه في حياطة العبد وحفظِه من البلاء كلِّه صغيره وكبيره، مع يُسر لفظه وسهولة القيام به، واحمد الله تعالى على هذه الشريعة المباركة السمحة، وصلِّ على معلِّم الناس الخيرَ، الذي ما كسِل ولا توانى عن إبلاغنا كلَّ خير، وتحذيرنا من كل شر، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
حكمــــــة
الستر خُلقٌ شريفٌ نادر، ومن أدق صوره وأخفاها=سترُ العبد عملَه الصالحَ الذي وفقه الله إليه؛ والصبر عن بثه في الناس..فترى الواحدَ يمن فيستكثر، ويذكر العمل وُفِّق إليه أمام العالمين في غير ضرورة! وفي تعرية العمل وبثه في الناس بلا ضرورة شرعية=تعريضه لآفات الرياء والسمعة، وتلك مصيبةٌ عظيمة..
وهنالك ستر شريفٌ لا يقوم به إلا الأفذاذ ذوو المروءة، وهو ستر عيب من خالفك أنتَ، وحبْسُ اللسان عن تناول خُلقه، وهتك ستره، وكشف أمره؛ فإن في الناس صنفًا يحسب أن مفتاح استباحة أعراض الناس =مجرد مخالفتهم له، أو لمُعَظَّم عنده، ومن نظر أحوال الناس في الطلاق أو الشقاق شابت نواصي قلبه.
وبعضهم يطغى فيُطلق لسانه بالفِرى والطعنِ لا يطْرف له جفن، وما استكثر المسكين إلا من حظه من ردغة الخبال يطْعَمُها في الآخرةِ!
قال سيدي صلى الله عليه وسلم: " ومن قال في مؤمن ما ليسَ فيه، أسكنهُ اللهُ ردْغَةَ الخَبَال حتى يَخرُجَ مِمَّا قال "..
وردغة الخبال عصارة أهل النار..
والخُلقان (المن والأذى) فاشيان في هذه الجدران الزرقاء فشوًّا دالًّا على تآكل معالم الإنسان فينا، ونسيان مشهد الآخرة.
حكمــــــة
" بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم "..قال صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء "
/
يجري هذا الذكر على لسان العبد الفقير وهو يشهد قيومية الرب وقهره وعزه وسلطانه على خلقه، وتدبيره لهذا العالم كله، وعلمه المحيط به= وأن كل شيء تحت سلطانه وقهره وفي قبضته= وأنه القدوس السلام الذي لا يضر مع اسمه شيء قط في الأرض بكل ما فيها من جن وإنس وجماد وحيوان وما نرى وما لا نرى=ولا في السماء بكل ما يكون فيها، ومن الأقضية والأقدار التي تتنزل منها=موقنًا بسمع الله تبارك اسمه، وإحاطة علمه بخلقه جميعا.
فانظر بعض ثمار هذا الذكر المبارك، وانظر نفعَه في حياطة العبد وحفظِه من البلاء كلِّه صغيره وكبيره، مع يُسر لفظه وسهولة القيام به، واحمد الله تعالى على هذه الشريعة المباركة السمحة، وصلِّ على معلِّم الناس الخيرَ، الذي ما كسِل ولا توانى عن إبلاغنا كلَّ خير، وتحذيرنا من كل شر، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
/
يجري هذا الذكر على لسان العبد الفقير وهو يشهد قيومية الرب وقهره وعزه وسلطانه على خلقه، وتدبيره لهذا العالم كله، وعلمه المحيط به= وأن كل شيء تحت سلطانه وقهره وفي قبضته= وأنه القدوس السلام الذي لا يضر مع اسمه شيء قط في الأرض بكل ما فيها من جن وإنس وجماد وحيوان وما نرى وما لا نرى=ولا في السماء بكل ما يكون فيها، ومن الأقضية والأقدار التي تتنزل منها=موقنًا بسمع الله تبارك اسمه، وإحاطة علمه بخلقه جميعا.
فانظر بعض ثمار هذا الذكر المبارك، وانظر نفعَه في حياطة العبد وحفظِه من البلاء كلِّه صغيره وكبيره، مع يُسر لفظه وسهولة القيام به، واحمد الله تعالى على هذه الشريعة المباركة السمحة، وصلِّ على معلِّم الناس الخيرَ، الذي ما كسِل ولا توانى عن إبلاغنا كلَّ خير، وتحذيرنا من كل شر، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
حكمــــــة
تلك النفوس العلوية!
جاء سيدنا ﷺ إلى بيت ابنته فاطمة عليها السلام، فقال لها: أين ابن عمك؟
فقالت: " كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقِل عندي "
!
فخرج النبي ﷺ فوجده نائما في المسجد فجعل يوقظه ويقول: قم أبا التراب! قم أبا التراب!
يمازحه!
فهذه فاطمة رضي الله عنها لم تفشِ سر زوجها لأعظم الخلق، وأحقهم بإفشاء السر إليه!
وهو بعدُ أبوها وأحب الناس إليها ﷺ !
وقد جاء فسأل وليست هي من ذهب فاشتكى!
بل طوت ما كان بينها وبين زوجها، وأبقته حيث هو بينهما وحدهما!
ولم يسألها أرحم الخلق ﷺ عن قصة الأمر، ولا ماذا كان بينهما، ولا استقصى!
وما فاتح سيدنا عليا رضي الله عنه في شأن الأمر، ولم يذهب إليه يحمل وجها مغضبًا ونفسًا مغضبة!
بل مازحه ولاطفه وما قال له عما كان بينه وبين ابنته فاطمة شيء!
/
تكبر في عيني جدا تلك المرأة المباركة التي إذا خالفت زوجها أو كان بينهما شيء= سترت ما بينهما ولم تحدث به أحدًا!
وما وجدتُ امرأة لديها نهمة كشف خبايا زوجها وسرد صغير التفاصيل وكبيرها بدعوى الشكاية منه إلا نكرتها نفسي، وسقطت من عيني، وجعلت هذا دلالةً على خسة معدنها وقباحة سريرتها.
وإنما تُقام البيوت بالتراحم والتغافر!
حكمــــــة
للهدية من حبيبٍ أثرها النافذ في أحناء النفس، كأنها بوابة القلب للإطلالة على موسم الطفولة الأول بفرحه المتجدد، وفراشاته المضيئة الملونةِ في شِعاب الروح=واستبقاءٌ لكلمة الحب نقيةً من أثَرَةِ النفس، صافيةً من شوائب الدنيا الفانية=ورسالةٌ تنطق عن صاحبها: أحبك، وكل ما أريده أن تكون سعيدًا!
ويظل عمل هذه الهدية في النفس متناميًا بخفقات الحب والامتنان التي لا تنتهي إلا بآخر خفقة في الصدر.
كثيرًا ما أقف بين يدي تلك اللوحة الإنسانية المعلقةِ على جدار الوجود؛ لأنفذ منها إلى مشهد الإحسان الإلهي، وتلمُّسِ تجلِّيَاتِ اسمه تعالى: " الأول "، متدبرًا في كرمه السابق قبل البدء، وإحسانه الموصول إلى العباد كُلِّهِم، وهو يعلم خَبْءَ نفوسِهِم قبل خلقهم، ويُطْعِمُ عبدَه ويَغذوه بنعمه، يستوي في ذلك أجحد الناس لربه، وأعبدهم له!
فأعي تلك السجدة الضارعة لأعلمِ الخلق به وأشدهم له خشية صلى الله عليه وسلم وهو ساجدٌ ضارعٌ يناجي رب العالمين:.. لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك!
وأَعلمُ أن عمر الإنسان كله في كلمتين اثنتين، يقولهما العارف بنعمة ربه عليه، مُطْرِقًا، حافِيَ القلب: " أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي " !
ويظل عمل هذه الهدية في النفس متناميًا بخفقات الحب والامتنان التي لا تنتهي إلا بآخر خفقة في الصدر.
كثيرًا ما أقف بين يدي تلك اللوحة الإنسانية المعلقةِ على جدار الوجود؛ لأنفذ منها إلى مشهد الإحسان الإلهي، وتلمُّسِ تجلِّيَاتِ اسمه تعالى: " الأول "، متدبرًا في كرمه السابق قبل البدء، وإحسانه الموصول إلى العباد كُلِّهِم، وهو يعلم خَبْءَ نفوسِهِم قبل خلقهم، ويُطْعِمُ عبدَه ويَغذوه بنعمه، يستوي في ذلك أجحد الناس لربه، وأعبدهم له!
فأعي تلك السجدة الضارعة لأعلمِ الخلق به وأشدهم له خشية صلى الله عليه وسلم وهو ساجدٌ ضارعٌ يناجي رب العالمين:.. لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك!
وأَعلمُ أن عمر الإنسان كله في كلمتين اثنتين، يقولهما العارف بنعمة ربه عليه، مُطْرِقًا، حافِيَ القلب: " أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي " !
حكمــــــة
" ما رأيت أحدا ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام، إلا أن تكون له سريرة ".
تلك الكلمة الكبيرة من الإمام أبي عبدالرحمن عبدالله ابن المبارك رحمه الله تشغلني كثيرا في مواقف كثيرة من الحياة..ففيها ما فيها من الإشارة إلى خبيئة العبد وإخلاصه ورفع الله عبدَه بما لا يعلمه الناس من سرائر الخير ومضمرات الإحسان..
لكن لفت نظري أمس وأنا أتأمل هذه الكلمة أنَّ أبا عبدالرحمن لم ينفس على أخيه مالك مكانته، بل أبان عنها، ونوه بها، واحتج لها بأعظم ما يكون في إنسان: وهو اعتقاد أنَّ له سرًّا مع الله تعالى.
فلقد يصحب الإنسان إنسانًا فينفس عليه حب الناس له، ويستكثر عليه إقبالهم عليه، ويجد في نفسه قلقًا متسائلًا لا يستطيع له دفعًا: لماذا لماذا؟! لقد صحبته فما وجدت له كثير صلاة ولا صيام..! وهو يقول ذلك لا بحثًا عن العلة التي ارتفع بها صاحبه، بل عن العلة التي يسقطه بها ولو في نفسه، ولربما طغى به البغي فاختلق له وعنه ما يسقطه..
وهذا كله ترجمان الحسد الخفي الذي يتسلل إلى نفس صاحبه مستترا بـ " النصيحة "، و " النقد العلمي "، والحب في الله والبغض في الله!
رضي الله عن تلك القلوب التي سلمت من الأحقاد والضغائن، ولم تستتر بما آتاها الله من العلم لتقدح وتجرح وتنفث الضغن ملتويًا يفوح برائحة الحسد التي لا تخطئها بصيرة صادق مع نفسه.
تلك الكلمة الكبيرة من الإمام أبي عبدالرحمن عبدالله ابن المبارك رحمه الله تشغلني كثيرا في مواقف كثيرة من الحياة..ففيها ما فيها من الإشارة إلى خبيئة العبد وإخلاصه ورفع الله عبدَه بما لا يعلمه الناس من سرائر الخير ومضمرات الإحسان..
لكن لفت نظري أمس وأنا أتأمل هذه الكلمة أنَّ أبا عبدالرحمن لم ينفس على أخيه مالك مكانته، بل أبان عنها، ونوه بها، واحتج لها بأعظم ما يكون في إنسان: وهو اعتقاد أنَّ له سرًّا مع الله تعالى.
فلقد يصحب الإنسان إنسانًا فينفس عليه حب الناس له، ويستكثر عليه إقبالهم عليه، ويجد في نفسه قلقًا متسائلًا لا يستطيع له دفعًا: لماذا لماذا؟! لقد صحبته فما وجدت له كثير صلاة ولا صيام..! وهو يقول ذلك لا بحثًا عن العلة التي ارتفع بها صاحبه، بل عن العلة التي يسقطه بها ولو في نفسه، ولربما طغى به البغي فاختلق له وعنه ما يسقطه..
وهذا كله ترجمان الحسد الخفي الذي يتسلل إلى نفس صاحبه مستترا بـ " النصيحة "، و " النقد العلمي "، والحب في الله والبغض في الله!
رضي الله عن تلك القلوب التي سلمت من الأحقاد والضغائن، ولم تستتر بما آتاها الله من العلم لتقدح وتجرح وتنفث الضغن ملتويًا يفوح برائحة الحسد التي لا تخطئها بصيرة صادق مع نفسه.
حكمــــــة
كلما أويت إلى مكتبةٍ، وجلست بين الكتب، وملأت أنفي برائحة الأوراق=عادت إلى قلبي نضرته، وشملتني سكينةٌ سابغةٌ، كأن أرواحنا كلما أطالت الجلوس في سراب " المعدن " صدئتْ، فإذا عادت إلى جذورها وتباعدت عن صلصلة السوشيال ميديا وزعيقها والكلام الذي لا ينتهي، والحروف التي لا تنتهي، والشكوى التي لا تنتهي، والأخبار التي لا تنتهي=عندما تفر من هذا كله تعود إلينا ملامحنا، نكون أكثر هدوءًا، وأصفى فِكرًا، وأندى روحًا..
هي هي السكينة نفسها التي كنت أشم رائحتها في مساجد القاهرة العتيقة، عندما يحملني الشوق إلى الغورية فأجلس في مسجد " المؤيد شيخ "، وأتحسس من جديدٍ معالم روحي..
لقد كان لي أستاذ يقول لي عندما كنت أجلس معه على أرض الحديقة وأنا صغيرٌ: يا بنيَّ! نحن خُلقنا من التراب، ولن تجد راحةً في قلبك إلا عندما تجلس على التراب، فأنت تتصل بأصلك..
قاعدة الجمال في ترك التكلف، والهروب من الصنعة، والنزوع إلى الفطرة الأولى، ورحم الله أبا الطيب، إذ يقول:
أفدي ظِباءَ فلاةٍ ما عرفنَ بها
مضغَ الكلام ولا صبغَ الحواجيبِ!
/
حُسْن الحضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ
وفي البداوة حسنٌ غير مجلوبِ!
وتلك حياة خاليةٌ من الأصباغ، لا يعرفها من لا يستطيع العيش إلا من وراء كاميرا وهاتف، إذا طَعِم أو شَرِب أو فرح أو حزن؛ فإن قبلة قلبه هاتفه، حتى إذا انطفأ هاتفه أو انقطع عنه النت=اختنق فلا يدري ماذا يفعل!
هي هي السكينة نفسها التي كنت أشم رائحتها في مساجد القاهرة العتيقة، عندما يحملني الشوق إلى الغورية فأجلس في مسجد " المؤيد شيخ "، وأتحسس من جديدٍ معالم روحي..
لقد كان لي أستاذ يقول لي عندما كنت أجلس معه على أرض الحديقة وأنا صغيرٌ: يا بنيَّ! نحن خُلقنا من التراب، ولن تجد راحةً في قلبك إلا عندما تجلس على التراب، فأنت تتصل بأصلك..
قاعدة الجمال في ترك التكلف، والهروب من الصنعة، والنزوع إلى الفطرة الأولى، ورحم الله أبا الطيب، إذ يقول:
أفدي ظِباءَ فلاةٍ ما عرفنَ بها
مضغَ الكلام ولا صبغَ الحواجيبِ!
/
حُسْن الحضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ
وفي البداوة حسنٌ غير مجلوبِ!
وتلك حياة خاليةٌ من الأصباغ، لا يعرفها من لا يستطيع العيش إلا من وراء كاميرا وهاتف، إذا طَعِم أو شَرِب أو فرح أو حزن؛ فإن قبلة قلبه هاتفه، حتى إذا انطفأ هاتفه أو انقطع عنه النت=اختنق فلا يدري ماذا يفعل!
حكمــــــة
سائغٌ عند أهل العلم بالحديث تمشية ما خفَّ ضعفه، وتساهلوا في رواية هذا الصنف من الأحاديث، مع أمن مخالفة ما صحَّ، والدخول تحت أصل عامٍّ، وتبيان ضعف تلك الرواية، على كلام كثيرٍ لأهل العلم في هذا الباب.
وهذا الأصل يصلح أن يكون متكأ للإنسان في معاملته الناس في بابة الإعذار؛ إذ الغالب على كثير من الناس إهمال ضبط باب الخلق، وترك العناية بالمكارم؛ فيفشو فيهم نواقض الخُلق الحسن، ويرتضي الكثير الإخلاد إلى الأرض، لا يبالي على أي حال هو.
ومتى أطلق الإنسان بصره، وأقام ميزان النقد فلن يصفو له كبير أحد، وإنما يستفتح على نفسه باب هم وتعبٍ وشيءٍ من الأذى كبير، على ما قال الشاعر:
من راقب الناس مات همًّا
وفاز باللذة الجسورُ!
وخيرٌ منه حديث نبينا ﷺ: " الناس كإبلٍ مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ".
فلا بأس من تمشية الأعذار الواهية وقبول الضعيف منها، كرمًا وبسطًا لمعنى العفو والصفح الذي أمرنا به الرحمن الرحيم.
ثم إن الإنسان إذا استقام له ذلك النظر ارتفع فصار كريم النفس فاعتذر هو لنفسه عن غيره بما يعلم هو ضعفه، وقبض لسانه وفكره عن الناس، فصدق فيه قول النبي ﷺ عن أهل الجنة " كل هين لين قريب سهل "..
وتلك السهولة التي يؤازرها اللين لا يسلم معها تنقيب وتدقيق، ولم وهلا! بل هو مرور الكرام وقد سلمت نفوسهم وسلم منهم الناس جميعًا.
" وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍّ عظيم ".
وهذا الأصل يصلح أن يكون متكأ للإنسان في معاملته الناس في بابة الإعذار؛ إذ الغالب على كثير من الناس إهمال ضبط باب الخلق، وترك العناية بالمكارم؛ فيفشو فيهم نواقض الخُلق الحسن، ويرتضي الكثير الإخلاد إلى الأرض، لا يبالي على أي حال هو.
ومتى أطلق الإنسان بصره، وأقام ميزان النقد فلن يصفو له كبير أحد، وإنما يستفتح على نفسه باب هم وتعبٍ وشيءٍ من الأذى كبير، على ما قال الشاعر:
من راقب الناس مات همًّا
وفاز باللذة الجسورُ!
وخيرٌ منه حديث نبينا ﷺ: " الناس كإبلٍ مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ".
فلا بأس من تمشية الأعذار الواهية وقبول الضعيف منها، كرمًا وبسطًا لمعنى العفو والصفح الذي أمرنا به الرحمن الرحيم.
ثم إن الإنسان إذا استقام له ذلك النظر ارتفع فصار كريم النفس فاعتذر هو لنفسه عن غيره بما يعلم هو ضعفه، وقبض لسانه وفكره عن الناس، فصدق فيه قول النبي ﷺ عن أهل الجنة " كل هين لين قريب سهل "..
وتلك السهولة التي يؤازرها اللين لا يسلم معها تنقيب وتدقيق، ولم وهلا! بل هو مرور الكرام وقد سلمت نفوسهم وسلم منهم الناس جميعًا.
" وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍّ عظيم ".
حكمــــــة
نحتاج من يؤازرنا بالثناء والكلمة المثبتة في زمن عاصف، ولو كان أحدٌ مستغنيًا عن شد أزره لكان أنبياء الله!
ولقد قال الكليم عليه السلام: "أخي
اشدد به أزري وأشركه في أمري"!
ولم تزل كلمات النور الخديجية
معلقةً فوق سقف الوجود فياضةً بالصدق واليقين والحياة!
في حاجةٍ تامةٍ نحن إلى من يهدهد أرواحنا، ويعتصم بالصفاء سرًّا وعلانية، إيمانًا واحتواءً واحتمالا!
من يستثمر في حقول خيرنا، ويعيننا على أنفسنا، ويكفُّ شرَّه وشرَّ أنفسنا عنا.
من يرقب الله فينا، ويحمل هم تجويد ذواتنا، فيتمم نقصنا، ويرحم ضعفنا، ويقبلنا بشرا لا يعرفون العصمة لكن يعرفون الصدق!
من يكفينا مؤنة حمل دفاتر الشرح، ومجلدات التفسير لأفعالنا.. من يقاطع مقدماتنا التي نتعنَّى في اختراعها؛ لأنه يعيشنا، ويحسن رؤية ملامح قلوبنا!
من لا يحاصرنا بالأسئلة ويكون هو إجابتنا الصادقة العذبة في هذا الوجود!
من نتكئ في حضرته تخففًا من الأصباغ الاجتماعية..ونسكن بين يديه فننام آمنين!
من يرى عوراتنا فيسترها، ويُسدلُ عليها جميلَ الظن، وعافيةَ الإحسان!
من لم تلوثه حقارة الدنيا فيضنَّ بالبذل أو يأسره البخل.
من يستعذب لثغة بياننا، وتمتمة شفاهنا المتلعثمة!
من يكون فصاحتَنا المبينة حين تهرب منا الكلمات!
من يرقب سعادة يوم " على سرر متقابلين"! ونراه فنذكر ربنا ونجدد الإيمان بأنفسنا وتقر أعيننا، وتحضر في بهاء وجوده طفولتنا المرحة، الباكية، المشاكسة، المخطئة، الصادقة!
ولقد قال الكليم عليه السلام: "أخي
اشدد به أزري وأشركه في أمري"!
ولم تزل كلمات النور الخديجية
معلقةً فوق سقف الوجود فياضةً بالصدق واليقين والحياة!
في حاجةٍ تامةٍ نحن إلى من يهدهد أرواحنا، ويعتصم بالصفاء سرًّا وعلانية، إيمانًا واحتواءً واحتمالا!
من يستثمر في حقول خيرنا، ويعيننا على أنفسنا، ويكفُّ شرَّه وشرَّ أنفسنا عنا.
من يرقب الله فينا، ويحمل هم تجويد ذواتنا، فيتمم نقصنا، ويرحم ضعفنا، ويقبلنا بشرا لا يعرفون العصمة لكن يعرفون الصدق!
من يكفينا مؤنة حمل دفاتر الشرح، ومجلدات التفسير لأفعالنا.. من يقاطع مقدماتنا التي نتعنَّى في اختراعها؛ لأنه يعيشنا، ويحسن رؤية ملامح قلوبنا!
من لا يحاصرنا بالأسئلة ويكون هو إجابتنا الصادقة العذبة في هذا الوجود!
من نتكئ في حضرته تخففًا من الأصباغ الاجتماعية..ونسكن بين يديه فننام آمنين!
من يرى عوراتنا فيسترها، ويُسدلُ عليها جميلَ الظن، وعافيةَ الإحسان!
من لم تلوثه حقارة الدنيا فيضنَّ بالبذل أو يأسره البخل.
من يستعذب لثغة بياننا، وتمتمة شفاهنا المتلعثمة!
من يكون فصاحتَنا المبينة حين تهرب منا الكلمات!
من يرقب سعادة يوم " على سرر متقابلين"! ونراه فنذكر ربنا ونجدد الإيمان بأنفسنا وتقر أعيننا، وتحضر في بهاء وجوده طفولتنا المرحة، الباكية، المشاكسة، المخطئة، الصادقة!
حكمــــــة
ربنا الرحيم الودود!
ولقد يكون تأخّرُ الإجابة سدًّا عظيمًا بين يدي بلاءٍ شديدٍ كان سيهدم بنيانَك لو لم يكرمك الله بدعائه، فإن الدعاء قد يصرف الله به من السوء عن العبد؛ ما لا يعلمه إلا الله.
ويجلس العبد المسكين ليس يدري لطف ربه وإحسانه إليه، ويقول: لم يُستجب لي!
ولقد يكون في تأخير الإجابة تذليلُ القلب، وإلانتُه؛ فينعم الله على عبده نعمتين:
نعمة القلب الذي أذلّته الحاجة لربّه فصار ربّانيًّا، ونعمة قضاء تلك الحاجة.
وقد يكون تأخير الإجابة تأديبًا للنفس وكسرًا لرعونتها، واختبارًا من الرّبّ لصدق المقبل عليه، والذي إنما أتى ليقضي حاجته ثم يعرض عنه!
وقد يكون تأخير الإجابة هو عينُ الخير الذي لو تعجّل للعبد؛ لحاقَ به من الضنك والضرّ ما يجعل حياته ألمًا عاجلًا وسعيرًا مختنقًا! فيقول بعد ذلك: ليت ربّي ما أجابني!
وقد يكون تأخير الإجابة ليبعث الله في قلبك بصرَ التفتيش في أعمالك ومالِك وشأنِك كلِّه؛ فتصلح الخلل، وتستشفي من العلل الخفية التي كان التأخير بسببها.
وقد يكون تأخير الإجابة ليُطعم قلبَك حلاوةَ مناجاته وجمالَ الإقبال عليه، فلو تعجّل قضاء حاجتك؛ لبقي قلبُك حيث هو في غفلته وجفائه!
ولقد يؤخّر الإجابةَ لتعظم النعمة بها؛ فينطق القلب بالشكر والثناء على الله، فلو كانت معجّلةً؛ لما أحسّ العبدُ شرفَ النعمة!
وقد وقد وقد..!
والأصل: أن ربّك كريمٌ جميل، قريبٌ مجيب، وأنّك عبدُه!
فأحسِن به الظنَّ ولا تغادرْ بابَ الذِلّةِ بين يديه ضارعًا مُخبِتًا مستغفرًا.
ولقد يكون تأخّرُ الإجابة سدًّا عظيمًا بين يدي بلاءٍ شديدٍ كان سيهدم بنيانَك لو لم يكرمك الله بدعائه، فإن الدعاء قد يصرف الله به من السوء عن العبد؛ ما لا يعلمه إلا الله.
ويجلس العبد المسكين ليس يدري لطف ربه وإحسانه إليه، ويقول: لم يُستجب لي!
ولقد يكون في تأخير الإجابة تذليلُ القلب، وإلانتُه؛ فينعم الله على عبده نعمتين:
نعمة القلب الذي أذلّته الحاجة لربّه فصار ربّانيًّا، ونعمة قضاء تلك الحاجة.
وقد يكون تأخير الإجابة تأديبًا للنفس وكسرًا لرعونتها، واختبارًا من الرّبّ لصدق المقبل عليه، والذي إنما أتى ليقضي حاجته ثم يعرض عنه!
وقد يكون تأخير الإجابة هو عينُ الخير الذي لو تعجّل للعبد؛ لحاقَ به من الضنك والضرّ ما يجعل حياته ألمًا عاجلًا وسعيرًا مختنقًا! فيقول بعد ذلك: ليت ربّي ما أجابني!
وقد يكون تأخير الإجابة ليبعث الله في قلبك بصرَ التفتيش في أعمالك ومالِك وشأنِك كلِّه؛ فتصلح الخلل، وتستشفي من العلل الخفية التي كان التأخير بسببها.
وقد يكون تأخير الإجابة ليُطعم قلبَك حلاوةَ مناجاته وجمالَ الإقبال عليه، فلو تعجّل قضاء حاجتك؛ لبقي قلبُك حيث هو في غفلته وجفائه!
ولقد يؤخّر الإجابةَ لتعظم النعمة بها؛ فينطق القلب بالشكر والثناء على الله، فلو كانت معجّلةً؛ لما أحسّ العبدُ شرفَ النعمة!
وقد وقد وقد..!
والأصل: أن ربّك كريمٌ جميل، قريبٌ مجيب، وأنّك عبدُه!
فأحسِن به الظنَّ ولا تغادرْ بابَ الذِلّةِ بين يديه ضارعًا مُخبِتًا مستغفرًا.
حكمــــــة
والله يا بني ربنا كريم! واحنا ملناش وش معاه أصلا"!
اعتياد الشكوى للناس، واتخاذها مُتَنَفسَّ الإنسان؛ تفعل بالنفس فعلَ الذي أراد الراحة بعد يوم طويل، فاتخذ لنفسه وسادةً حشوها جمرٌ يسند عليها رأسه بعد عناء يومه الطويل!
والمُشاهد في الناس أن من اعتاد الشكوى لم تكد تصفو له نعمةٌ، وكيف تصفو له وهو محجوبٌ عنها من وراء سور الضجر والضيق؟!
صديقٌ لي أصيب بحالة غريبة فقد معها سوائل جسده حتى فقد ريقه! فكان يقول لي: تخيل! عرفت نعمة "الريق" ذلك اللعاب الذي لا نكاد نلتفت إليه، ولا نحس نعمة الله به علينا، ولولاه ما ساغ طعام ولا أطقنا الكلام!
وآخر حدثني عن ذلك الصفير المزمن الذي أصاب أذن أحد كبار رجال الأعمال في بلد عربي، سافر لعلاجه في أرقى المستشفيات بالعالم فلم يُجدِ معه العلاج شيئا..فجلس مع بعضهم وهو يقول: ليتني فقدت مالي وأذهب الله عني هذا الصفير!
فقال له جليسه الذي يعلم أنه يجلس بين يدي ملياردير:
مالك كله من أجل هذه؟!
قال: لقد ذقت المال وعرفت طرق صيده، لكنَّي عاجزٌ أمام هذا المرض، وما نفعني مالي كله لصرف هذا عني، إلا أن يمن الله ويكرم!
ولو بسطت باب مشاهدات النعم فلن يُغلق!
نعم! تغلبنا النفس أحيانا فنشكو، لكن من عرف بعض حق ربه عليه، وفضله عليه، وكان "صادقًا" مع نفسه، طلب ما يطلب بلسان الذل والحياء، لا بلسان الضجر والضيق الذي يبدو حتى في حمده لله ! عندما تسأل أحدهم عن حاله، فيقول بلسان كله لوم لربه، وصوت متكدر، ونبرة تقطر مرارة: الحمد لله!
وصدق من قال: والله يابني ربنا كريم واحنا ملناش وش معاه أصلا!
اعتياد الشكوى للناس، واتخاذها مُتَنَفسَّ الإنسان؛ تفعل بالنفس فعلَ الذي أراد الراحة بعد يوم طويل، فاتخذ لنفسه وسادةً حشوها جمرٌ يسند عليها رأسه بعد عناء يومه الطويل!
والمُشاهد في الناس أن من اعتاد الشكوى لم تكد تصفو له نعمةٌ، وكيف تصفو له وهو محجوبٌ عنها من وراء سور الضجر والضيق؟!
صديقٌ لي أصيب بحالة غريبة فقد معها سوائل جسده حتى فقد ريقه! فكان يقول لي: تخيل! عرفت نعمة "الريق" ذلك اللعاب الذي لا نكاد نلتفت إليه، ولا نحس نعمة الله به علينا، ولولاه ما ساغ طعام ولا أطقنا الكلام!
وآخر حدثني عن ذلك الصفير المزمن الذي أصاب أذن أحد كبار رجال الأعمال في بلد عربي، سافر لعلاجه في أرقى المستشفيات بالعالم فلم يُجدِ معه العلاج شيئا..فجلس مع بعضهم وهو يقول: ليتني فقدت مالي وأذهب الله عني هذا الصفير!
فقال له جليسه الذي يعلم أنه يجلس بين يدي ملياردير:
مالك كله من أجل هذه؟!
قال: لقد ذقت المال وعرفت طرق صيده، لكنَّي عاجزٌ أمام هذا المرض، وما نفعني مالي كله لصرف هذا عني، إلا أن يمن الله ويكرم!
ولو بسطت باب مشاهدات النعم فلن يُغلق!
نعم! تغلبنا النفس أحيانا فنشكو، لكن من عرف بعض حق ربه عليه، وفضله عليه، وكان "صادقًا" مع نفسه، طلب ما يطلب بلسان الذل والحياء، لا بلسان الضجر والضيق الذي يبدو حتى في حمده لله ! عندما تسأل أحدهم عن حاله، فيقول بلسان كله لوم لربه، وصوت متكدر، ونبرة تقطر مرارة: الحمد لله!
وصدق من قال: والله يابني ربنا كريم واحنا ملناش وش معاه أصلا!
حكمــــــة
للأنثى ضعفها الذي يمدها بجمالٍ آسر يجعل منها مهاد السكينة والروح والحياة، إذا نعمت بأنوثتها التي فطرت عليها، وأوت إلى من يفقه هذه الأبجدية الأنثوية، فلا يجعل منها نقشًا مُعقَّدًا في معبد الشقاء، وينحتها نحتًا بسلوكه المسماري الصلد!
وما مُسِخَت الحياة بمثل غياب نبل الرجل ومروءته، فتكون
مساحة الحياة في عين المرأة هي هي مساحة التابوت يحيط جسد الميت، وإن طَعِمَتْ وشَرِبَتْ وكان منها الولد!
نحتاج إلى تلك النفوس الكبيرة التي تحتوي هذا الضعف، وترتفع عن الأخطاء العابرة، وتغضي عن نزق المسكينة التي تحب أن تتنفس ولو ببعض التحامق؛ لتعلم أين هي من هذا الذي وُضِعَتْ في ظله! فلم لا يكون مرتفعا بخلقه حتى يصل إلى حسن ظنها فيه يوم قبلت به شريكا في هذه الحياة؟!
كم يفرحني قول سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما بفقهه ونافذ بصيرته: ما أحب أن استنظف(يعني أستوعب) جميع حقي عليها؛ لأن الله تعالى ذكره يقول:" وللرجال عليهن درجة".
ولقد أعلم أن هنالك من يكره من هي في كنفه، ويغضي
عن ذلك، متعاملا بالفضل والإحسان على خير ما يطيق، رفعةً بنفسه، وارتفاعا إلى حسن ظن الذي أسلمه ابنته فيه.
وددت أن أعلم: ما الجمال في أن يكون المرء دنيئا خسيس الخلق، يتعشق الغدر، ويتلذذ بالأذى كأنه نعت أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله؟!
وهنالك قباحة ذاك الذي يتوكأ على ضعف الأنثى جاءت تشكو إليه، أو تطلب منه النصح، فيضحك عليها بخيالاته، ويستنزف دمعها في كأسه الدنسةِ خمرًا تروي روحه الآسنة، لا يبالي بها، ولا بآلامها، حتى صار كالدهشة أن تجد نبيلا شريف النفس سامي المعدن!
وما مُسِخَت الحياة بمثل غياب نبل الرجل ومروءته، فتكون
مساحة الحياة في عين المرأة هي هي مساحة التابوت يحيط جسد الميت، وإن طَعِمَتْ وشَرِبَتْ وكان منها الولد!
نحتاج إلى تلك النفوس الكبيرة التي تحتوي هذا الضعف، وترتفع عن الأخطاء العابرة، وتغضي عن نزق المسكينة التي تحب أن تتنفس ولو ببعض التحامق؛ لتعلم أين هي من هذا الذي وُضِعَتْ في ظله! فلم لا يكون مرتفعا بخلقه حتى يصل إلى حسن ظنها فيه يوم قبلت به شريكا في هذه الحياة؟!
كم يفرحني قول سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما بفقهه ونافذ بصيرته: ما أحب أن استنظف(يعني أستوعب) جميع حقي عليها؛ لأن الله تعالى ذكره يقول:" وللرجال عليهن درجة".
ولقد أعلم أن هنالك من يكره من هي في كنفه، ويغضي
عن ذلك، متعاملا بالفضل والإحسان على خير ما يطيق، رفعةً بنفسه، وارتفاعا إلى حسن ظن الذي أسلمه ابنته فيه.
وددت أن أعلم: ما الجمال في أن يكون المرء دنيئا خسيس الخلق، يتعشق الغدر، ويتلذذ بالأذى كأنه نعت أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله؟!
وهنالك قباحة ذاك الذي يتوكأ على ضعف الأنثى جاءت تشكو إليه، أو تطلب منه النصح، فيضحك عليها بخيالاته، ويستنزف دمعها في كأسه الدنسةِ خمرًا تروي روحه الآسنة، لا يبالي بها، ولا بآلامها، حتى صار كالدهشة أن تجد نبيلا شريف النفس سامي المعدن!
حكمــــــة
قلب الصادق
لا تجد في قلب الصادق نفَس استحقاقٍ بين يدي المنن!
بل تراه فارغًا من شهود نفسه، صائمًا عن الدعاوى..
انظر أنفاس الإخبات الموسوية عند الكليم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه عندما كلمه ربه سبحانه وبحمده:
"قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون (٣٣) وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون (٣٤)" القصص.
قال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله:
"تعلل بكل وجه رجاء أن يعافى من مشقة التبليغ ومقاساة البلاء لأنه علم أن النبوة فيها مشقة، فلم يجد الرخصة والإعفاء مما كُلِّف".
فلما عاين فقره وفر من ضعفه آواه ربه إليه وشد عضده بأخيه وآزره بمعيته ونصرته وهدايته وتثبيته.
وهذا شواهده الأعظم في سيدنا ﷺ، رجع خائفًا يرجف فؤاده، يقول لزوجه خديجة رضي الله عنها: لقد خشيت على نفسي!
وكان شعاره في خلوته وجلوته: إنما أنا عبد!
فعاين فقره وفر من ضعفه فآواه ربه إليه وأقامه في الأولين والآخرين المقام المحمود؛ لتمام عبوديته لربه وافتقاره إليه!
وانظر أمنا الصديقة عائشة رضي الله عنها تقول في حديث الإفك:
والله ما كنت أظن أن الله منزلٌ في شأني وحيًا يُتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمرٍ يُتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله ﷺ في النوم رؤيا يُبرئني الله بها!
فعاينت فقرها وفرت من ضعفها فآواها الله تعالى إلى كرمه ورحمته وشرفها بالوحي تبرئةً لها، شرفًا لا يبلى مدى الآباد!
فاعقل هذا الأصل: خلِّ نفسك، واغسلها من رعونة التطلع، وأنفاس الاستحقاق؛ تنل حلية الكرامة وشرف المعية الإلهية والتأييد الرباني.
لا تجد في قلب الصادق نفَس استحقاقٍ بين يدي المنن!
بل تراه فارغًا من شهود نفسه، صائمًا عن الدعاوى..
انظر أنفاس الإخبات الموسوية عند الكليم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه عندما كلمه ربه سبحانه وبحمده:
"قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون (٣٣) وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون (٣٤)" القصص.
قال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله:
"تعلل بكل وجه رجاء أن يعافى من مشقة التبليغ ومقاساة البلاء لأنه علم أن النبوة فيها مشقة، فلم يجد الرخصة والإعفاء مما كُلِّف".
فلما عاين فقره وفر من ضعفه آواه ربه إليه وشد عضده بأخيه وآزره بمعيته ونصرته وهدايته وتثبيته.
وهذا شواهده الأعظم في سيدنا ﷺ، رجع خائفًا يرجف فؤاده، يقول لزوجه خديجة رضي الله عنها: لقد خشيت على نفسي!
وكان شعاره في خلوته وجلوته: إنما أنا عبد!
فعاين فقره وفر من ضعفه فآواه ربه إليه وأقامه في الأولين والآخرين المقام المحمود؛ لتمام عبوديته لربه وافتقاره إليه!
وانظر أمنا الصديقة عائشة رضي الله عنها تقول في حديث الإفك:
والله ما كنت أظن أن الله منزلٌ في شأني وحيًا يُتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمرٍ يُتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله ﷺ في النوم رؤيا يُبرئني الله بها!
فعاينت فقرها وفرت من ضعفها فآواها الله تعالى إلى كرمه ورحمته وشرفها بالوحي تبرئةً لها، شرفًا لا يبلى مدى الآباد!
فاعقل هذا الأصل: خلِّ نفسك، واغسلها من رعونة التطلع، وأنفاس الاستحقاق؛ تنل حلية الكرامة وشرف المعية الإلهية والتأييد الرباني.
حكمــــــة
إنه الحدث الأكبر في تاريخ البشرية..نزل الروح الأمين من الملأ الأعلى، يحمل كلام رب العالمين الذي خلق فسوى وقدر فهدى، فتلقى أطهر القلوب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ذلك النور، وبلغه قلوب أصحابه، يبعث هامد الأرواح من أجداث الغفلة الموحشة بحيرتها وضلالها وسعيرها المتلهب بالقلق=إلى فلق الهدايا يطل على القلوب ويتهادى أمامها ينهج لها سبيل الفلاح ساميًا مضيئًا ألِقًا، =وتتحدر من آفاقه سُرُج الهداية بيقينها المطمئن وصراطِها المفعم بالسكينة.
فاهتدى واللهِ ونَعِمَ بالسكينة من أقبل على القرآن يغسل في نوره نفسَه المعتمة!
فما لَهُ الإنسان! يُعْرِضُ عن كلام ربه، ثم يجلس يشكو ضِيقًا وقَلَقًا وحَيْرَةً وثِقَلًا للطاعة، وتعثرًا في المعصية؟!
ومتى ينهض ابن التراب وهو بعيدٌ عن أنوار الوحي؟!
وهل ينضر هذا الترابي إلا بهذا النور الإلهي؟!
وهل يعي هذا الترابي معنى أن يُشَرِّفَهُ ربه بأن يُطيقَ لسانُه النُّطْقَ بالكلام الذي تكلم به ربُّ العالمين؟!
وهل يعي هذا الترابي معنى أن يشهد قلبُه هذا النورَ ويعاينَ معانيَه، فلا يبقى فيه موضعُ مرضٍ إلا وبسطتْ عليه العافية رداءها؟!
هل تدري كيف صار إليك هذا المحفوظُ بين يديك؟!
وهل علمت كم تَعِبَ وحَزِنَ وجاهد وصابر ورابط النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليؤدي أمانة الوحي الذي تلقاه الكثيرون الآن بالهجر والإعراض؟!
وهل أدركت الآن لماذا ثقُلَ على الكثيرين هجرُ الذنب ولو كان صغيرًا، وامتثال الأمر ولو كان يسيرا؟!
وهل أدركت سرَ تهاوي الأخلاق في أخاديد الفرقة والنزاع؟!
إن محنتنا كلها إنما هي من هَجِيرِ هَجْرِه!
وفلاحنا كله في تلقيه تلقيَ الظامئِ المحبِّ الذي يوقن اليقين كُلَّه أنه بدونه ميت، وبغيره هالك= فلا يزال يرتوي، ويتضلع منه، فيُنَقَّى ويُرَقَّى، إلى أن يسمَعَها من ربه في جنات الخلد: اقرأ وارقَ كما كنت تقرأ في الدنيا!
اللهم قلبًا تحبه وترضى عنه!
فاهتدى واللهِ ونَعِمَ بالسكينة من أقبل على القرآن يغسل في نوره نفسَه المعتمة!
فما لَهُ الإنسان! يُعْرِضُ عن كلام ربه، ثم يجلس يشكو ضِيقًا وقَلَقًا وحَيْرَةً وثِقَلًا للطاعة، وتعثرًا في المعصية؟!
ومتى ينهض ابن التراب وهو بعيدٌ عن أنوار الوحي؟!
وهل ينضر هذا الترابي إلا بهذا النور الإلهي؟!
وهل يعي هذا الترابي معنى أن يُشَرِّفَهُ ربه بأن يُطيقَ لسانُه النُّطْقَ بالكلام الذي تكلم به ربُّ العالمين؟!
وهل يعي هذا الترابي معنى أن يشهد قلبُه هذا النورَ ويعاينَ معانيَه، فلا يبقى فيه موضعُ مرضٍ إلا وبسطتْ عليه العافية رداءها؟!
هل تدري كيف صار إليك هذا المحفوظُ بين يديك؟!
وهل علمت كم تَعِبَ وحَزِنَ وجاهد وصابر ورابط النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليؤدي أمانة الوحي الذي تلقاه الكثيرون الآن بالهجر والإعراض؟!
وهل أدركت الآن لماذا ثقُلَ على الكثيرين هجرُ الذنب ولو كان صغيرًا، وامتثال الأمر ولو كان يسيرا؟!
وهل أدركت سرَ تهاوي الأخلاق في أخاديد الفرقة والنزاع؟!
إن محنتنا كلها إنما هي من هَجِيرِ هَجْرِه!
وفلاحنا كله في تلقيه تلقيَ الظامئِ المحبِّ الذي يوقن اليقين كُلَّه أنه بدونه ميت، وبغيره هالك= فلا يزال يرتوي، ويتضلع منه، فيُنَقَّى ويُرَقَّى، إلى أن يسمَعَها من ربه في جنات الخلد: اقرأ وارقَ كما كنت تقرأ في الدنيا!
اللهم قلبًا تحبه وترضى عنه!
حكمــــــة
وأما أنت يا مولانا فتتكئ على وسادة الجفاء، لا تذوق ما ذاق القوم، ولم تنغمس في تيار مكابداتهم ومواجيدهم، فأنكرت بالقلم القاحل، والقلب المقفل= أحوالهم وأذواقهم، وكان همك وسَدَمك التبديع والتضليل والرمي بالفواقر، ثم أنت بعدُ تنتسب نسبة الزور إلى أبي العباس ابن تيمية وأبي عبدالله ابن قيم الجوزية!
ولا والله ما كان أحدٌ في المتأخرين أعذر للقوم، وأفسح صدرًا لحمل كلامهم على أحسن المحامل من أبي العباس وأبي عبدالله رضي الله عنهما، وما ذاك إلا لأنهما نطقا عن وجد، وحررا العلم بقلم الذوق الصحيح والحال الراسخة.
ولقد كان يرد الحال العظيم على شيخ الإسلام فيقطعه عن الناس ويخرجه من بين البيوت فليس إلا قلبه والخلوة في الفضاء الفسيح!
وكان ذلك حال أبي عبدالله رضي الله عنه، فقد ذكر شيخ الإسلام ابن رجب وهو تلميذه حال شيخه فقال:
وَكَانَ رحمه الله ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إِلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشفف بالمحبة، والإِنابة والاستغفار، والافتقار إِلَى الَلَّه، والانكسار لَهُ، والاطِّراح بَيْنَ يديه عَلَى عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله فِي ذَلِكَ!
ولا رأيت أوسع منه علما، ولا أعرف بمعاني الْقُرْآن والسنة وحقائق الإيمان منه.. وَكَانَ فِي مدة حبسه مشتغلا بتلاوة القراَن بالتدبر والتفكر، ففتح عَلَيْهِ من ذَلِكَ خير كثير، وحصل لَهُ جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذَلِكَ عَلَى الْكَلام فِي علوم أهل المعارف، والدخول فِي غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بِذَلِكَ، وحج مرات كثيرة، وجاور بمكة. وَكَانَ أهل مَكَّة يذكرون عَنْهُ من شدة العبادة، وكثرة الطواف أمرا يتعجب منه اهـ
ويقول عنه صاحبه ابن كثير رحمه الله كلمة عظيمة كبيرة: " ولا أعلم في هذا العالم في زماننا من هو أكثر عبادةً منه " !
كان هذا حاله، لذلك أحسن الدخول والفهم والبيان تصويبا وتخطئة، لا بالنفس البارد والكبد الغليظ، المستتر خلف نسبةٍ هو أبعد الناس منها!
ولا والله ما كان أحدٌ في المتأخرين أعذر للقوم، وأفسح صدرًا لحمل كلامهم على أحسن المحامل من أبي العباس وأبي عبدالله رضي الله عنهما، وما ذاك إلا لأنهما نطقا عن وجد، وحررا العلم بقلم الذوق الصحيح والحال الراسخة.
ولقد كان يرد الحال العظيم على شيخ الإسلام فيقطعه عن الناس ويخرجه من بين البيوت فليس إلا قلبه والخلوة في الفضاء الفسيح!
وكان ذلك حال أبي عبدالله رضي الله عنه، فقد ذكر شيخ الإسلام ابن رجب وهو تلميذه حال شيخه فقال:
وَكَانَ رحمه الله ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إِلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشفف بالمحبة، والإِنابة والاستغفار، والافتقار إِلَى الَلَّه، والانكسار لَهُ، والاطِّراح بَيْنَ يديه عَلَى عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله فِي ذَلِكَ!
ولا رأيت أوسع منه علما، ولا أعرف بمعاني الْقُرْآن والسنة وحقائق الإيمان منه.. وَكَانَ فِي مدة حبسه مشتغلا بتلاوة القراَن بالتدبر والتفكر، ففتح عَلَيْهِ من ذَلِكَ خير كثير، وحصل لَهُ جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذَلِكَ عَلَى الْكَلام فِي علوم أهل المعارف، والدخول فِي غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بِذَلِكَ، وحج مرات كثيرة، وجاور بمكة. وَكَانَ أهل مَكَّة يذكرون عَنْهُ من شدة العبادة، وكثرة الطواف أمرا يتعجب منه اهـ
ويقول عنه صاحبه ابن كثير رحمه الله كلمة عظيمة كبيرة: " ولا أعلم في هذا العالم في زماننا من هو أكثر عبادةً منه " !
كان هذا حاله، لذلك أحسن الدخول والفهم والبيان تصويبا وتخطئة، لا بالنفس البارد والكبد الغليظ، المستتر خلف نسبةٍ هو أبعد الناس منها!
حكمــــــة
أما لو أنك شهدتَ جمالَه، فنعمتَ برؤية فضله عليك في جميع أمرك، فنادى كل ما فيك مردِّدًا قوله سبحانه وبحمده " ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا "..فرأيت جمال ستره عليك وأنت أنت، تعلم خبء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه، وهو يجمع عليك قلب من لا يعرفك، ويُنطِق بالمحبة من لم يرك، ويبسط كفَّ قصيٍّ بعيد بالدعاء لك!
أما لو أنك شهدت جماله؛ إذ يُقيتك، ويغذوك، ويطعم قلبك وروحك وبدنك وباطنك وظاهرك، ويحشد من حولك صنوف َبره وإحسانه وكرمه، وأنت أنت! تعلم خَبْء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه! فلم يقطع عنك مع ديمومة الذنب فضله، وما حجب عنك مع قبيح الفعل منك إحسانه!
أما لو أنك شهدت جماله فعاينت تودده إليك بالضائقة تنضج قلبك، وتحيي موات الضراعة في روحك، وتزيل الحجب التي بينك وبين انهمار غيث التوبة يغسلك كلك، وأنت تحصي بضبط مدهش، وذاكرة حادة كالبرق، كل مواطن السوء التي التحقت بها، ومنازل الغفلة التي أويت إليها، فتتنفس بالندم مستغفرًا تائبًا ذليلةً نفسك بالتوبة، فتتطاير عنك خلائق السوء وتتباعد عن خصال السوء وأفعال السوء، فيكرمك وأنت أنت، ويفرح بتوبتك، ويدنيك منه، ويؤويك إليه، ويجعلك أنت أنت، من أصفيائه الذين ينعم عليهم بمحبته " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " !
أما لو أنك شاهدت جماله إذ..وإذ..وإذ، حيث يفنى العمر ويفنى العالم ولا ينتهي جماله، ولا تُحصَى نعمه؛ لفرحت أنك عبده، وأنه ربك، ولنطقت قائلا:
" قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الأنعام.
أما لو أنك شهدت جماله؛ إذ يُقيتك، ويغذوك، ويطعم قلبك وروحك وبدنك وباطنك وظاهرك، ويحشد من حولك صنوف َبره وإحسانه وكرمه، وأنت أنت! تعلم خَبْء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه! فلم يقطع عنك مع ديمومة الذنب فضله، وما حجب عنك مع قبيح الفعل منك إحسانه!
أما لو أنك شهدت جماله فعاينت تودده إليك بالضائقة تنضج قلبك، وتحيي موات الضراعة في روحك، وتزيل الحجب التي بينك وبين انهمار غيث التوبة يغسلك كلك، وأنت تحصي بضبط مدهش، وذاكرة حادة كالبرق، كل مواطن السوء التي التحقت بها، ومنازل الغفلة التي أويت إليها، فتتنفس بالندم مستغفرًا تائبًا ذليلةً نفسك بالتوبة، فتتطاير عنك خلائق السوء وتتباعد عن خصال السوء وأفعال السوء، فيكرمك وأنت أنت، ويفرح بتوبتك، ويدنيك منه، ويؤويك إليه، ويجعلك أنت أنت، من أصفيائه الذين ينعم عليهم بمحبته " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " !
أما لو أنك شاهدت جماله إذ..وإذ..وإذ، حيث يفنى العمر ويفنى العالم ولا ينتهي جماله، ولا تُحصَى نعمه؛ لفرحت أنك عبده، وأنه ربك، ولنطقت قائلا:
" قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الأنعام.
حكمــــــة
أما لو أنك شهدتَ جمالَه، فنعمتَ برؤية فضله عليك في جميع أمرك، فنادى كل ما فيك مردِّدًا قوله سبحانه وبحمده" ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا"..فرأيت جمال ستره عليك وأنت أنت، تعلم خبء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه، وهو يجمع عليك قلب من لا يعرفك، ويُنطِق بالمحبة من لم يرك، ويبسط كفَّ قصيٍّ بعيد بالدعاء لك!
أما لو أنك شهدت جماله؛ إذ يُقيتك، ويغذوك، ويطعم قلبك وروحك وبدنك وباطنك وظاهرك، ويحشد من حولك صنوف َبره وإحسانه وكرمه، وأنت أنت! تعلم خَبْء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه! فلم يقطع عنك مع ديمومة الذنب فضله، وما حجب عنك مع قبيح الفعل منك إحسانه!
أما لو أنك شهدت جماله فعاينت تودده إليك بالضائقة تنضج قلبك، وتحيي موات الضراعة في روحك، وتزيل الحجب التي بينك وبين انهمار غيث التوبة يغسلك كلك، وأنت تحصي بضبط مدهش، وذاكرة حادة كالبرق، كل مواطن السوء التي التحقت بها، ومنازل الغفلة التي أويت إليها، فتتنفس بالندم مستغفرًا تائبًا ذليلةً نفسك بالتوبة، فتتطاير عنك خلائق السوء وتتباعد عن خصال السوء وأفعال السوء، فيكرمك وأنت أنت، ويفرح بتوبتك، ويدنيك منه، ويؤويك إليه، ويجعلك أنت أنت، من أصفيائه الذين ينعم عليهم بمحبته" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"!
أما لو أنك شاهدت جماله إذ..وإذ..وإذ، حيث يفنى العمر ويفنى العالم ولا ينتهي جماله، ولا تُحصَى نعمه؛ لفرحت أنك عبده، وأنه ربك، ولنطقت قائلا:
" قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الأنعام.
أما لو أنك شهدت جماله؛ إذ يُقيتك، ويغذوك، ويطعم قلبك وروحك وبدنك وباطنك وظاهرك، ويحشد من حولك صنوف َبره وإحسانه وكرمه، وأنت أنت! تعلم خَبْء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه! فلم يقطع عنك مع ديمومة الذنب فضله، وما حجب عنك مع قبيح الفعل منك إحسانه!
أما لو أنك شهدت جماله فعاينت تودده إليك بالضائقة تنضج قلبك، وتحيي موات الضراعة في روحك، وتزيل الحجب التي بينك وبين انهمار غيث التوبة يغسلك كلك، وأنت تحصي بضبط مدهش، وذاكرة حادة كالبرق، كل مواطن السوء التي التحقت بها، ومنازل الغفلة التي أويت إليها، فتتنفس بالندم مستغفرًا تائبًا ذليلةً نفسك بالتوبة، فتتطاير عنك خلائق السوء وتتباعد عن خصال السوء وأفعال السوء، فيكرمك وأنت أنت، ويفرح بتوبتك، ويدنيك منه، ويؤويك إليه، ويجعلك أنت أنت، من أصفيائه الذين ينعم عليهم بمحبته" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"!
أما لو أنك شاهدت جماله إذ..وإذ..وإذ، حيث يفنى العمر ويفنى العالم ولا ينتهي جماله، ولا تُحصَى نعمه؛ لفرحت أنك عبده، وأنه ربك، ولنطقت قائلا:
" قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الأنعام.
حكمــــــة
قال سيدنا أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " وما أحدٌ أحبَّ إليه المدح من الله ".وهذا الثناء الذي ينطلق به لسان العبد، لا يدع القلب إلا مغمورًا بالنور، محفوفًا بالرحمات والبركات والمنن التي لا يلحقها وصفٌ.
وهذا مقامٌ له شرفٌ وهيبةٌ وجلال: فهذا عبدٌ عاين منةَ رب العالمين عليه فانطلق لسانه بالثناء إقرارًا بفضل ربه عليه وإحسانه إليه=وهذا عبدٌ لا يلتفت إلى عمله، ولا يبصر منه شيئًا، فلا يرى وسيلةً إلى ربه إلا الثناءَ عليه=وهذا عبدٌ قد جهِده الكرب وأحاطت به الهموم، ولا يرى ربُّه منه إلا حُسْنَ الثناء عليه=وهذا عبدٌ قد بسط الحبُّ سلطانه على قلبه فهو مشغولٌ بحبيبه لا يلتفت عنه ولا يبصر لنفسه حاجةً إلا أن يثني عليه=وهذا عبدٌ أبصر جلال أسماء ربه وصفاته، وباشرَ قلبَهُ أنوارُها، فامَّحت من قلبه أسئلتُه وحاجاتُه ورغائبه، وليس إلا الثناء على ربه وسيده وفاطره ورازقه ومُقيتِه وراحمه، الذي لم يزل يعفو عنه، ويستره، ويعافيه، ويكلؤه، ويعينه، ويسدده، ويهديه، ويبسط له من الحب في قلوب الخلق، والرزق الذي تقوم به حياته، يصرف عنه السوء، ويقضي له حاجاته، ويُحسن إليه مع إساءته وتقصيره، ويجيبه في ضرائه وشدته، ويشكره على القليل، ويحجب عن الخلق سوءاته ومثالبه، ويحوجه إليه ليمنَّ عليه، ويضطره إليه ليلوذ به..
فيردد الفقير ما قاله أعلم الخلق به: سبحانك لا أحصي ثناءً عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نفسك!
فمن قام بقلبه مثل هذه المشاهد العلوية= ارتفعت عنه أدخنة المحن، وتكشفت عنه سحب الهم، وقام يرفل في سعادةٍ تضحك وتهرول في أودية الروح هرولة الطفل في حقول النور..
ولذلك كانت أدعية الكرب ناطقةً بالثناء على الرب تبارك اسمه وتعالى جَدُّه: لا إله إلا الله العظيم الحليم..لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيم..لا إله إلا الله ربُّ السموات وربُّ الأرض رب العرش الكريم.
الله الله ربي لا أشرك به شيئا..
لا إله إلا أنت سبحانك! إني كنتُ من الظالمين!
وإنها لأبجدية حبٍّ، تسبق بالضراعة سبقًا بعيدًا، وتحمل أنفاسها صاعدةً بها إلى العرش، عائدةً بالإجابة من ربٍّ شكور، كريم، كتب على نفسه الرحمةَ مِنَّةً منه وفضلا!
حكمــــــة
كلام مدهش عن القرآن المجيد يختطف القلب من روعته بقلم علامة كبير جليل القدر.
فما هو إلا أن جاء القرآن.. وإذا الأسواق قد انفضت، إلا منه، وإذا الأندية قد صَفِرت، إلا عنه، فما قدر أحد منهم أن يُباريَه أو يجاريَه، أو يقترح فيه إبدال كلمة بكلمة، أو حذف كلمة أو زيادة كلمة، أو تقديم واحدة وتأخير أخرى؛ ذلك على أنه لم يَسُدَّ عليهم باب المعارضة بل فتحه على مصراعيه، بل دعاهم إليه أفرادًا أو جماعات. بل تحداهم وكرر عليهم ذلك التحدي في صور شتى، متهكمًا بهم متنزلًا معهم إلى الأخف فالأخف: فدعاهم أول مرة أن يجبئوا بمثله، ثم دعاهم أن يأتوا بعشر سور مثله، ثم أن يأتوا بسورة واحدة مثله، ثم بسورة واحدة من مثله!
وأباح لهم في كل مرة أن يستعينوا بمن شاءوا ومن استطاعوا، ثم رماهم والعالم كله بالعجز في غير مواربة؛ فقال: {لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} وقال: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} !
فانظر أي إلهاب، وأي استفزاز!
لقد أجهز عليهم بالحكم الباتِّ المؤبَّد في قوله {وَلَنْ تَفْعَلُوا} ثم هددهم بالنار، ثم سواهم بالأحجار!
فلعَمري لو كان فيهم لسان يتحرك لما صمتوا عن منافسته وهم الأعداء الألدَّاء، وأباة الضيم الأعزاء، وقد أصاب منهم موضع عزتهم وفخارهم، ولكنهم لم يجدوا ثغرة ينفذون منها إلى معارضته، ولا سُلَّمًا يصعدون به إلى مزاحمته، بل وجدوا أنفسهم منه أمام طودٍ شامخ، فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا...!
حتى إذا استيأسوا من قدرتهم واستيقنوا عجزهم ما كان جوابهم إلا أن ركبوا متن الحتوف، واستنطقوا السيوف بدل الحروف. وتلك هي الحيلة التي يلجأ إليها كل مغلوب في الحجة والبرهان، وكل من لا يستطيع دفعًا عن نفسه بالقلم واللسان.اهـ
العلامة الكبير محمد عبد الله دراز في كتابه الحجة الفرد: النبأ العظيم.
ولا أشك أن طالب علم يريد شرف البيان الباذخ، وجلال الإيمان الراسخ=لا يقرأ مثل هذا الكتاب الشريف المدهش
فما هو إلا أن جاء القرآن.. وإذا الأسواق قد انفضت، إلا منه، وإذا الأندية قد صَفِرت، إلا عنه، فما قدر أحد منهم أن يُباريَه أو يجاريَه، أو يقترح فيه إبدال كلمة بكلمة، أو حذف كلمة أو زيادة كلمة، أو تقديم واحدة وتأخير أخرى؛ ذلك على أنه لم يَسُدَّ عليهم باب المعارضة بل فتحه على مصراعيه، بل دعاهم إليه أفرادًا أو جماعات. بل تحداهم وكرر عليهم ذلك التحدي في صور شتى، متهكمًا بهم متنزلًا معهم إلى الأخف فالأخف: فدعاهم أول مرة أن يجبئوا بمثله، ثم دعاهم أن يأتوا بعشر سور مثله، ثم أن يأتوا بسورة واحدة مثله، ثم بسورة واحدة من مثله!
وأباح لهم في كل مرة أن يستعينوا بمن شاءوا ومن استطاعوا، ثم رماهم والعالم كله بالعجز في غير مواربة؛ فقال: {لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} وقال: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} !
فانظر أي إلهاب، وأي استفزاز!
لقد أجهز عليهم بالحكم الباتِّ المؤبَّد في قوله {وَلَنْ تَفْعَلُوا} ثم هددهم بالنار، ثم سواهم بالأحجار!
فلعَمري لو كان فيهم لسان يتحرك لما صمتوا عن منافسته وهم الأعداء الألدَّاء، وأباة الضيم الأعزاء، وقد أصاب منهم موضع عزتهم وفخارهم، ولكنهم لم يجدوا ثغرة ينفذون منها إلى معارضته، ولا سُلَّمًا يصعدون به إلى مزاحمته، بل وجدوا أنفسهم منه أمام طودٍ شامخ، فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا...!
حتى إذا استيأسوا من قدرتهم واستيقنوا عجزهم ما كان جوابهم إلا أن ركبوا متن الحتوف، واستنطقوا السيوف بدل الحروف. وتلك هي الحيلة التي يلجأ إليها كل مغلوب في الحجة والبرهان، وكل من لا يستطيع دفعًا عن نفسه بالقلم واللسان.اهـ
العلامة الكبير محمد عبد الله دراز في كتابه الحجة الفرد: النبأ العظيم.
ولا أشك أن طالب علم يريد شرف البيان الباذخ، وجلال الإيمان الراسخ=لا يقرأ مثل هذا الكتاب الشريف المدهش

