من أقوال أ. وجدان العلي
حكمــــــة
من بركات حلم وكرم ربنا الودود، قوله تعالى:
" وَما ظَنُّ الَّذينَ يَفتَرونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ يَومَ القِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذو فَضلٍ عَلَى النّاسِ وَلكِنَّ أَكثَرَهُم لا يَشكُرونَ " [يونس: ٦٠]
فهو تعالى ذو فضلٍ على هؤلاء المُكَذِّبين، فلا يعجل عليهم بالعقوبة، ويمدهم بحلمه وإمهاله!
ولكنَّ حال أكثرنا: لا نشكره تعالى على هذا الفضل، فنقبل عليه إقبالَ المحب الذي أبصر النعمة فشكر الذي وهبها وتفضل بها!
وهذا حلمه مع الذين يفترون عليه الكذب، فكيف بحلمه على عبده الذي يبسط عليه نور إمهاله؛ ليتوب ويعود وينال بركة الولاية، ورفعة العناية!
حكمــــــة
من مواطن التدبر العظمى مجالسة كلام سيدنا الخليل عليه الصلاة والسلام، في حديثه عن رب العالمين، وفي ضراعاته، وفي دعوته قومه عامةً، وأباه خاصةً..فكل حرفٍ في كلامه عليه صلوات الله وسلامه ناطقٌ بجلال الخُلَّة وجمالها!
إنه ليقول لأبيه: يا أبتِ لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيًّا=فكان سببًا كافيًا لديه -وهو الخليل- لترك عبادة الشيطان: أنه يعصي الرحمن، فليس متصورًا عنده أن تتبع وتحب من حاله عصيان أرحم الراحمين، وكيف يطيق محبٌّ هذا؟!
سبحان من اصطفى نبينا واصطفاه لخُلَّته!
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
حكمــــــة
لا أحسن التعامل مع شخصٍ بينه وبين الناس ستارٌ من رمادٍ؛ فإن من تمام صدق الرجل صفاءَ قصده ووضوح شخصه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هين سهل ".
فانظر هذه الألفاظ الثلاثة، والتمس آثارها في نفسك؛ فإنَّ أضدادَها من شُعَبِ الكِبْر الذي يأخذ بصاحبه فيهوي به في جاحمة النار!
حكمــــــة
تذاكُرُ نِعَمِه تبارك اسمه، من أبواب النور التي يغفل كثير من الناس عنها، وهي من موجبات حبه، المُدنيات من كرمه؛ فإنه يسوق من فضله إلى القلب الذي يطالع كرمه ويتفكر في نعمه= من رحماته وبركاته وجميل كرمه ما لا يقيده بيان، و " لئن شكرتم لأزيدنكم ".
وقد كان الصالحون يتلاقون فيتذاكرون النِّعَم، ويعددونها، كما يتذاكرون الباب من العلم؛ فتشرق النفس بأنوار فضله السابق، وتتشوق إلى بركات فضله المرتقب، سبحانه وبحمده.
حكمــــــة
أكثر الأدواء خفاءً وتلونًا: الرياء، والكِبر. والخلوات الناضرة بالطاعة هي التي تورث صاحبَها:
- ذلةَ العبودية، فيخرج إلى الناس وعليه وسْم المُخبتين، الذين يمرون بالحياةِ وأهلها خِفافًا متواضعين، عليهم سِيماء الفقر.
-وحلاوةَ الإيمان التي إذا أوتْ إلى القلب=انزعج من مطالعة الناسِ خبيئةَ عمله، وطاعته لسيده وربه وإلهه الودود.
حكمــــــة
أولئك الذين كسروا الشمس، وأطفأوا القناديل، وجلسوا على رصيف الحزن، يحملون اليأس في حقائب الشجن والدموع!
هاهي سورة مريم! تفتح باب الأفق بين يديك باتساع المدى رحمةً وحنانا وإجابة للدعاء وتحقيقا للأمل البعيد وجبرا للكسر وخروجًا من ضيق السبب إلى فلق البشارة!!
اقرأها وتذكر أن الذي تقرؤه هو كلام رب العالمين!
حكمــــــة
أولئك الذين كسروا الشمس، وأطفأوا القناديل، وجلسوا على رصيف الحزن، يحملون اليأس في حقائب الشجن والدموع!
هاهي سورة مريم! تفتح باب الأفق بين يديك باتساع المدى رحمةً وحنانا وإجابة للدعاء وتحقيقا للأمل البعيد وجبرا للكسر وخروجًا من ضيق السبب إلى فلق البشارة!!
اقرأها وتذكر أن الذي تقرؤه هو كلام رب العالمين!
حكمــــــة
الثوب الذي لا يليق به غيره، ولا ينال السعادة إلا به، ولا يسمح له بالدخول على من بيده ملكوت كل شيء إلا بارتدائه: هو الفقر إليه تبارك اسمه.
بعضنا يجود الرب عليه بتعريته من الأسباب فلا يبقى له إلا أسمال الفقر، فيجلس حزينًا، وما أراد به ربه إلا الخير؛ أن يقول مفتقرًا بلسان الذل تلك الكلمة التي نسيها كثيرًا لانغماسه في أسباب التراب: يارب!