مختارات
" أمر الله تعالى في كتابه بالصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل، فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه، والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه ". [ابن القيم]
قوله تعالى (فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ ) . والأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات ، فإن الاستباق إليها يتضمن فعلها وتكميلها ، وإيقاعها على أكمل الأحوال ، والمبادرة إليها ، ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات ، فهو السابق في الآخرة إلى الجنات
(ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) علاج ضيقة الصدر بسبب ما يقول الأعداء : التسبيح السجود
﴿ لَا تَحْزَنْ ﴾ [ سورة التوبة آية:﴿٤٠﴾ ]
الحزن قد يعرض لخواص عباد الله الصديقين، مع أن الأَولَى إذا نزل بالعبد أن يسعى في ذهابه عنه؛ فإنه مضعف للقلب، مُوهِنٌ للعزيمة. السعدي:338.
﴿ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنۢ بَعْدِ ٱلْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَآئِفَةً مِّنكُمْ ۖ ﴾ [ سورة آل عمران آية:﴿١٥٤﴾ ]
وقد استجدوا بذلك نشاطهم، ونسوا حزنهم؛ لأن الحزن تبتدئ خفته بعد أول نومة تعفيه، كما هو مشاهد في أحزان الموت وغيرها. ابن عاشور: 4/133.
﴿ فَإِن تَابُوا۟ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّوا۟ سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ سورة التوبة آية:﴿٥﴾ ]
هذه الآية دالة على أن من قال: «قد تبت»؛ أنه لا يجتزأ بقوله حتى ينضاف إلى ذلك أفعاله المحققة للتوبة؛ لأن الله -عز وجل- شرط هنا مع التوبة إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة؛ ليتحقق بهما التوبة. القرطبي:10/114.
﴿ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلْوَدُودُ ﴾ [ سورة البروج آية:﴿١٤﴾ ]
قالوا المودة هي المحبة الصافية، وفي هذا سر لطيف، حيث قرن الودود بالغفور، ليدل ذلك على أن أهل الذنوب إذا تابوا إلى الله وأنابوا غفر لهم ذنوبهم وأحبهم. السعدي:919.
قوله تعالى ( إنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) . وتوبته نوعان : توفيقه أولاً ، ثم قبوله للتوبة إذا اجتمعت شروطها ثانياً
﴿ نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلْءَاخِرَةِ ۖ ﴾ [ سورة فصلت آية:﴿٣١﴾ ]
أي: تقول لهم الملائكة الذين تتنزل عليهم بالبشارة: (نحن أولياؤكم)، قال مجاهد: أي: نحن قرناؤكم الذين كنا معكم في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة قالوا: لا نفارقكم حتى ندخلكم الجنة. القرطبي: 18/418.
{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} "نحن لا نخشى ضياع القرآن -فإن الله تكفل بحفظه- وإنما نخشى: إعراض المسلمين عن تلاوته، وجهلهم لما اشتمل عليه من أصول وحقائق وآداب. [محمد الخضر حسين]
حينما تهم بالنفقة، ثم تغل يدك خشية الفقر؛ فاعلم أن الشيطان قد نفذ المهمة: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ}[البقرة:268] [إبراهيم السكران]
سمى الله الإنسان ضعيفا، وقال عن كيد الشيطان: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} والضعيفان إذا اقتتلا ولم يكن لواحد منهما معين لم يظفر بصاحبه؛ فأمر الله الإنسان الضعيف أن يستعين بالرب اللطيف من كيد الشيطان الضعيف؛ ليعصمه منه ويعينه عليه. [ابن الجوزي]
"إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته" : أي إذا قرأ القرآن ألقى الشيطان الوساوس في قراءته ، وليست من الأماني .
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱدْخُلُوا۟ فِى ٱلسِّلْمِ كَآفَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ ﴾ [ سورة البقرة آية:﴿٢٠٨﴾ ]
ولما كان الدخول في السلم كافة لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان، قال: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان). السعدي: 94.
إذا قارف العبد الذنب، ولم يبادر إلى التوبة؛ فلا يأمن أن يسلط الله عليه الشيطان؛ فيستزله ويغويه: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }.[د.عبدالله السكاكر]
لما قال تعالى: {الله لا إله إلا هو} قال بعدها: الحي القيوم، فبعد أن ذكر استحقاقه للعبودية ذكر سبب ذلك وهو كماله في نفسه ولغيره، فلا تصلح العبادة إلا لمن هذه شأنه: {وتوكل على الحي الذي لا يموت}(الفرقان:58)، "ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"! [ينظر العبودية لابن تيمية]
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم :"أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟ . قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال : ( قل هو الله أحد ) تعدل ثلث القرآن ".
الأحاديث الصحيحة التي وردت في سورة الإخلاص
رواه الترمذي وصححه الألباني / 2323
عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله إني أحب هذه السورة ( قل هو الله أحد ) فقال : "إن حبك إياها يدخلك الجنة "
فضل سورة البقرة
رواه مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة "
فضل الصلاة
صحيح الترغيب للالبانى
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق
فضل الاستغفار
صحيح الجامع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من استغفر للمؤمنين و للمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن و مؤمنة حسنة "
الصبر : (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) رواه البخاري
قراءة القرآن وتلاوته : ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه [ رواه مسلم ]
فضل الاستغفار
صحيح الجامع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ فإن ندم و استغفر الله منها ألقاها و إلا كتبت واحدة "
ما يقال في المجلس
الترمذى
عن ابن عمر قال : كان يعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور "
الدعاء عند الكرب
صحيح الترمذي
عن أنس رضى الله عنه قال: كـان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كـان كَـرَبَهُ أمـر قـال: (( يا حيُّ يا قيومُ برحمتك أستغيث ))
إلهي ... كيف أمتنع بالذنب من الدعاء ولا أراك تمتنع مع الذنب من العطاء؟ فإن غفرت فخير راحم أنت وإن عذبت فغير ظالم أنت.
رب اجعل أيامنا كلها سعادة رب بدد الأحزان وأبرئ الأسقام وابسط الأرزاق وحسن الأخلاق وانشر الرحمات وامح السيئات تباركت يا رب البريات يا رب الأرض والسماوات.
ربنا اجعلنا لك ذكارين ، لك شكارين ، إليك أواهين منيبين ، تقبل يا رب توبتنا ، واغسل حوبتنا ، وأجب دعواتنا ، وثبت حجتنا ، واسلل سخائم صدورنا ، وعافنا واعف عنا.
إلهي ، كيف أفرح وقد عصيتك ، وكيف لا أفرح وقد عرفتك ، وكيف أدعوك وأنا خاطىء ، وكيف لا أدعوك وأنت كريم.
سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك.
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا عيبا إلا أصلحته، ولا حاجة لنا من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولنا فيها صلاح إلا يسرتها وقضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين.
ربنا يا واسع الفضل والرحمة تول أمرنا وأحسن خلاصنا، كن لنا وليا ومعينا وظهيرا ونصيرا، انصرنا بما تنصر به أولياءك، استعملنا فيما تشغل به أحبابك، دلنا بهدايتك لما يرضيك عنا وخذ بنواصينا إليه حل بيننا وبين ما يغضبك واصرفه عنا.
يا أكرم الأكرمين نسألك بركتك وعطفك ولطفك وعافيتك وبرك ورحمتك وحبك، نعوذ بك من تقلبات القلوب والأيام اعصمنا من المعاصي والآثام، اشغلنا بخير ما يرضيك عنا، احمنا من أذى الناس، اشغلنا بك عن همومنا اجعل الآخرة كل همنا.
ربنا يا وهاب نسألك بركات ما أنزلت من السماء وما أخرجت من الأرض، ربنا امنحنا و لا تمتحنا، أنزل رحمتك و بركتك و عافيتك علينا ولا تبتلنا، نعوذ بك من فراغ العين و القلب، نعوذ بك من حب الدنيا و التعلق بشيء منها أو الانشغال به عنك.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، لا أحصي ثناءا عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
ربنا لك الحمد على جمالك وجلالك وعظمتك وكبريائك، رب اعصمنا من الزلل، واجبر ما بنا من خلل، نعوذ بك من طول الأمل، وحبوط العمل.
مناجاة السلف
كتاب اسرار المحبين
الهي...انت الذي خلقتني وفي الرحم صورتني فارحمني الهي فكما مننت علي بالاسلام فامنن علي بطاعتك وبترك معصيتك ابدا ما ابقيتني ولا بسرائري ولا تخذلني بكثرة فضائحي.
فيا ربِّ إلى مَن أشتكِي ، وأنتَ العليمُ القادر ، أم إلى مَن ألتجِئُ ، وأنتَ الكريمُ الساتِر ، أم بمن أستَنصِرُ وأنتَ الوليُّ الناصِر ، أم بمن أستغِيثُ ، وأنتَ الوليُّ القاهِر ، أم مَن ذا الذي يجبُر كسري ، وأنتَ للقُلوبِ جابِر ، أم مَن ذا الذي يغفِرُ ذنبي ، وأنتَ الرحيم الغافر ؟! أنتَ العليمُ بالسرائِر ، الخبيرُ بالضمائِر ، المطّلعُ على الخواطِر .
اللهُمّ إنّي أستغفِرُكَ مِن كُلِّ ذنبٍ ، إنّك أنتَ ربي ، لا إله إلاّ أنتَ ، وأنا عبدُك الأثيمُ ، يا مَن لا تَضرّه مَعصيتي ، ولا تنفعُه طاعتي ، إنّي ظلمتُ نفسِي بجهلي ، واعترفتُ بذنبي، وتُبتُ إليكَ مِن إصراري وتَفريطِي ، فاغفِر لي ، فإنّه لا يغفِرُ الذنُوبَ إلاّ أنتَ ، فَصَلِّ يَا رَبِّ وَسَلِّم وَبَارِك عَلَى سَيِّدِنا محمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا محمَّدٍ ، وَاغفِر لي يَا خَيرَ الغَافِرينَ .
اللهُمَّ أنتَ أحقُّ مَن ذُكر ، وأحقُّ مَن عُبِد ، وأنصرُ مَن ابتُغِيَ ، وأرأفُ مَنْ ملَكَ ، وأجودُ مَن سُئل ، وأوسعُ مَن أعطى . اللهم ! حُجّتي حاجَتي ، وعُدَّتي فَاقَتي ، وأنتَ رَجائي فارحمني .
فاللهم تمّ نورُك فهديتَ فلَكَ الحمدُ ، عظُمَ حِلمُكَ فعفوتَ فلَكَ الحمدُ ، بَسطتَّ يدَك فأعطيتَ فلَكَ الحمدُ ، ربَّنا وجهُك أكرمُ الوجُوهِ ، وجاهُك أعظمُ الجاه ، وعطيّتُك أفضلُ العطيّة وأهناها . تُطاعُ ربَّنا فتَشكرُ ، فلكَ الحمدُ ، وتُعْصَى ربَّنا فتَغفرُ ، فلكَ الحمدُ ، وتُجيبُ المُضطَرَّ ، وتَكشِفُ الضُّرَّ ، وتَشفي السقم ، وتَغفرُ الذنبَ ، وتقبلُ التوبةَ ، ولا يجزِي بآلائِك أحدٌ ، ولا يَبلغ مِدحتَك قولُ قائِلٍ .
إلهي أبعدَ الإيمانِ تُعذّبُني ، ومِنْ مُقطَّعاتِ النيرانِ تُلبِسُني ، وإلى جهنّمَ مع الأشقياءِ تحشُرُني ، وإلى مَالكٍ خازنِها تُسلِمُني ، وفيها يا ذا العفوِ والإحسانِ تُدخِلُني ، وعفوَك الذي كنتُ أرجُو تحرمني ! فيا مَن هُو غنِيٌّ عَن عَذابي وأنا مُفتقِرٌ إلى عفوِه ورحمتِه اغفِر لي ، وارحمني ، واقبلني .
اللهُمّ يا حبيبَ التائبينَ ، ويا سرورَ العابدين ، ويا قُرّةَ أعينِ العارفين ، ويا أنيسَ المنفردين ، ويا حِرزَ اللاجئين ، ويا ظَهير المنقطعِين ، ويا مَن حنّت إليهِ قلوبُ الصدّيقين ، اجعلنا مِن أوليائِكَ المقرّبينَ ، وحِزبِك المفلحين . إلهي ! كلُّ فرحٍ بغيرِك زائل ، وكلُّ شُغلٍ بسواكَ باطل ، والسرورُ بك هو السرور ، والسرورُ بغيرِك هو الزورُ والغُرور .
فالحمْدُ للهِ الذي يُطعِمُ ولا يُطعَمُ ، منَّ عليْنا فهدانا ، وأطعمنا وسقانا ، وكلَّ بلاءٍ حَسَنٍ أبلانا ، الحمدُ للهِ غيرَ مُودَّعٍ ، ولا مَكفُورٍ ، ولا مستغنىً عنه ربّنا . الْحَمْدُ لله ذي القدرةِ الباهرة ، والآلاءِ الظاهرة ، والنعمِ المتظاهرة ، حمداً يُؤذِنُ بمزيدِ نعمِه ، ويكونُ حصناً مانعاً مِن نقمِه .
إلهي ! أتحرِقُ بالنارِ وجهاً كان لكَ ساجداً ، ولساناً كانَ لكَ ذاكراً ، وقلباً كان بكَ عارِفاً ؟ إلهي أنتَ ملاذُنا إن ضاقَتِ الحيَل ، وملجؤُنا إذا انقطعَ الأمل ، بذِكرِك نَتنعّمُ ونفتخِر ، وإلى جودِك نلتجِئُ ونفتقِر ، فبكَ فخرُنا ، وإليك فقرُنا .
فاللهم لك الحمد على التوفيق للحمد ، ولك الشكر أن أجريت على لساننا كلمات الشكر لك ، والله لا نحصي ثناء عليك ، فيا أحق من ذكر ، وأحق من عبد ، وأرأف من ملك ، ويا أجود من سئل ، ويا أوسع من أعطى منَّ علينا يا مولانا بالقبول ، ولا تحرمنا قربك ولا لذة مناجاتك .
اللهم بك أعوذ ، وبك ألوذ ، اللهم اجعل لي في اللهف إلى جودك والرضا بضمانك مندوحة عن منع الباخلين ، وغنى عما في أيدي المستأثرين . اللهم فرجك القريب ، ومعروفك القديم ، وعادتك الحسنة
إلهي ما ألطفَكَ بي معَ عظيمِ جَهلِي ! ومَا أرحَمَكَ بي معَ قَبيحِ فِعلِي ! إلهي كلّمَا أخرَسَني لُؤمِي وظُلمِي ، أنطَقَني كَرَمُك ، وكلّمَا أيأسَتني أوصَافِي أطمَعَتني مِننُكَ إلهي ماذَا وجَدَ مَن فقدَكَ ؟ ومَا الذي فقدَ مَن وَجَدَك ؟! إلهي كيفَ يُرجَى سِواكَ ، وأنتَ ما قَطعتَ الإحسانَ ؟ وكيفَ يُطلَبُ مِن غيرِك وأنتَ مَا بدّلتَ عَادةَ الامتنان ؟! إلهي كيفَ أخيبَ وأنتَ أملِي .؟ أم كيفَ أُهانُ وعليكَ مُتَّكَلِي ؟!
آهِ مِن كثرةِ الذنُوبِ والعِصيان ! آهِ مِن وحشةِ الجفاءِ والحِرمان .! آهِ مِن الإفلاسِ يَومَ تُكشَفُ الأستار ، وتَفضَحُ الأوزارُ ، ولا يَنْفَعُ اعتذار ! إلهي .. أنتَ تَعلمُ سِرّي وعَلانيتي فاقبلْ مَعذرَتي ، واغفر زلتي ، واعتق رقبتي ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني .
فياإلهي كيفَ يحيطُ بكَ عقلٌ أنتَ خلقتَه ؟!أم كيفَ يُدركُكَ بصرٌ أنتَ شققتَه ؟ أم كيفَ يدنُو منكَ فِكرٌ أنتَ وفّقتَه ؟ أم كيفَ يُحصِي الثناءَ عليك لسانٌ أنتَ خلقتَه وأنطقتَه ؟ إلهي ! كيفَ يُناجيكَ في الصلواتِ مَن يَعصيكَ في الخلَوات ؟ أم كيفَ يدعُوك في الحاجاتِ والكُرُباتِ مَن يَنساكَ عندَ النعماء لولا فضلُك .؟
ربنا اجعلنا لك ذكارين ، لك شكارين ، إليك أواهين منيبين ، تقبل يا رب توبتنا ، واغسل حوبتنا ، وأجب دعواتنا ، وثبت حجتنا ، واسلل سخائم صدورنا ، وعافنا واعف عنا .
اللهم ندعوك وقد اصطفيتنا بالإسلام ، ومننت علينا بنعمة الإيمان ، فلا تحرمنا لذة القرب منك ، ولا لذة الشوق إلى لقائك ، واجعلنا ممن قد رضيت عنهم بمحض برك وفضلك وجودك وإن كنا على يقين بأنا لا نستحق ذلك
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تنظر إلينا في ساعتنا هذه فتنزل علينا رحمة من عندك وحنانا من لدنك تغننا بها عن رحمة وحنان من سواك .
أدعية للشيخ محمد حسين يعقوب
موقع الربانية
لا إله إلا أنت سبحانك يا قاهر فوق عبادك نسألك بعزتك إلا رحمتنا وعفوت عنّا وبلطفك الخفي دبّر لنا الخِيرة من أمرنا وأحوالنا وأقدارنا نعوذ بك من شّرنا فعافيتك أوسع لنا نعوذ بك أن ننساك فتنسانا أو تُنسّينا أو أن نَسقط من عينك
أدعية للشيخ محمد حسين يعقوب
موقع الربانية
اللهم لا غنى لنا عن بركتك كن لنا لا علينا وخذنا إليك منا ولا تجعلنا مفتونين بأنفسنا ارزقنا عملا صالحا بلا فتور ولا ابتداع نعوذ بك من الميل إلى الدنيا ومن طمع يهدي إلى طبع ومن معرفة تجر إلى معصية ومن شغل نهايته ندم
((اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض أن تجعلني في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك))
يا رب رضاك أسمى أمانينا، فارض عنا وارحمنا، وعافيتك أوسع لنا فعافنا ولا تبتلنا واعف عنا، أنت حيي تحب الستر فاسترنا ولا تفضحنا في الدنيا والآخرة.
إلهي ! كل فرح بغيرك زائل ، وكل شغل بسواك باطل ، والسرور بك هو السرور ، والسرور بغيرك هو الزور والغرور.
اللهم يا حبيب التائبين ، ويا سرور العابدين ، ويا قرة أعين العارفين ، ويا أنيس المنفردين ، ويا حرز اللاجئين ، ويا ظهير المنقطعين ، ويا من حنت إليه قلوب الصديقين ، اجعلنا من أوليائك المقربين ، وحزبك المفلحين.
الحمد لله بجميع محامده كلها ما علمت منها وما لم أعلم، على جميع نعمه كلها ما علمت منها وما لم أعلم، عدد خلقه كلهم ما علمت منهم وما لم أعلم.
اللهم كن لنا ولا تكن علينا اللهم كن لنا ولا تكن علينا اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولا تعذبنا فأنت علينا قادر.
اللهم اجعلنا ممن توكل عليك فكفيته واستهداك فهديته واستغفرك فغفرت له واستنصرك فنصرته ودعاك فأجبته.
اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك، اللهم اجعل حبك أحب إليَّ من نفسي وأهلي ومالي وولدي ومن الماء البارد على الظمأ.
إلهي حبب إليّ طاعتك ، فلا أعود أتكلفها و إنما أقبل عليها إقبال المريد المحب المشتاق .. فتصبح عندي لذة لا عبئاً و هوى لا واجباً و حياة متجددة لا عادة جامدة
لبيك ربنا وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، إنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
اللهم يامن على العرش استوى ، يامن خلق فسوى وقدر فهدى ، وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى، اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور التام.
اللهم إني أسألك فواتح الخير ، وخواتـمه ، وجوامعه ، وأوله ، وظاهره ، وباطنه ، والدرجات العلى من الجنة.
رب أعني ولا تعن علي ، وانصرني ولا تنصر علي ، وامكر لي ولا تمكر علي ، واهدني ويسر الهدى إلي ، وانصرني على من بغى علي .
اللهم إنا نسألك يسرا ليس بعده عسر ، وغنى ليس بعده فقر ، وأمنا ليس بعده خوف ، وسعادة ليس بعدها شقاء .
اللهم اجعلنا هادين مهتدين ، غير ضالين ولا مضلين ، سلما لأوليائك ، وحربا على أعدائك ، نحب بحبك من أحبك ، ونعادي بعداوتك من خالفك.
اللهم اشغل قلوبنا بحبك ، وألسنتنا بذكرك ، وأبداننا بطاعتك ، وعقولنا بالتفكر في خلقك والتفقه في دينك.
اللهم اجعل أول يومي صلاحا ، وأوسطه فلاحا ، وآخره نجاحا ، أسألك خير الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين.
اللهم صل على نبينا محمد في الأولين وصل على نبينا محمد في الآخرين وصل على نبينا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
الحمد لله حمد الشاكرين، والحمد لله في كل وقت وحين. الحمد لله حمداً على كل النعم.. والحمد لله على حمد النعم.. والحمد لله حمداً يليق برب النعم.. فيا ربنا لك الحمد.
اللهم ياغفار الذنوب وياعلام الغيوب ويامفرج الكروب ياكاشف الغمة ويارافع الظلمة اجعل لي من ضيقي مخرجا ومن همي فرجا، أنت اللطيف يا الله سبحانك تبت إليك فقني عذاب النار وأدخلني الجنة برحمتك مع الأبرار.
يا أكرم الأكرمين ، نسألك بركتك وعطفك ولطفك وعافيتك وبرك ورحمتك وحبك ، نعوذ بك من تقلبات القلوب والأيام ، اعصمنا من المعاصي والآثام ، اشغلنا بخير ما يرضيك عنا ، احمنا من أذى الناس ، اشغلنا بك عن همومنا ، اجعل الآخرة كل همنا.
اللَّهُمَّ أحيني على سنة نبيك محمّد صلى الله عليه وسلم وتوفني على ملته وأعذني من مضلات الفتن.
اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إليّ ، واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندي ، واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك ، و إذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم ، فأقرر عيني من عبادتك.
اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ، حتى أعلم أنه لايُصيبني إلا ما كتبت لي ، ورضني من المعيشة بما قسمت لي.
اللهم أنت خلقت نفسي، وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها.
اللهم إني أسألك نعيما لا يبيد وقرة عين لا تنفد ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد.
اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء ومن صاحب السوء ومن كل سوء في الدنيا والآخرة.
أدعية للشيخ محمد حسين يعقوب
موقع الربانية
ربِ ياكريم ياودود اهدِ هذه الأمة إلى الصواب دل هذه الجموع إليك وأرشدهم إلى بابك اجعل لنا فرقانا نستنير به في هذه الظلمات رضّنا بأحكامك وانفّعنا بمقدوراتك رقّنا إلى التقرب إليك بمفعولاتك علّمنا إلزام حاجاتنا ببابك
((اللهم: إني أسألك بأن لك الحمد لا إله ألا أنت، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم))
اللهم فرغني لما خلقتني له، ولا تشغلني بما قد تكفلت لي به، ولا تحرمني وأنا أسألك، ولا تعذبني وأنا أستغفرك . يا عظيم العفو، يا واسع المغفرة، يا قريب الرحمة، يا ذا الجلال والإكرام، هب لي العافية في الدنيا والآخرة.
قال الحسن البصري رحمه الله : فساد القلوب متولد من ستة أشياء، أولها: يذنبون برجاء التوبة، ويتعلمون العلم ولا يعملون به، وإذا عملوا لا يخلصون، ويأكلون رزق الله ولا يشكرون، ولا يرضون بقسمة الله، ويدفنون موتاهم ولا يعتبرون.
قال مالك بن دينار رحمه الله : "مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قيل له وما أطيب ما فيها ، قال ، معرفة الله عز وجل ومحبته".
مر إبراهيم بن أدهم برجل يتحدث فيما لا يعنيه فوقف عليه، فقال: كلامك هذا ترجو به الثواب؟ قال: لا، فقال: أفتأمن عليه العقاب؟ قال: لا. قال: فما تصنع بكلام لا ترجو عليه ثوابا وتخاف منه عقابا.
قال ابن القيم رحمه الله : " المؤمن المخلص لله من أطيب الناس عيشا وأنعمهم بالا وأشرحهم صدرا وأسرهم قلبا، وهذه جنة عاجلة قبل الجنة الآجلة "
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إني لأكره أن أرى الرجل فارغا لا في أمر دنياه ولا في أمر دينه.
قال لقمان لابنه: يا بني بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا ولا تبع آخرتك بدنياك تخسرهما جميعا.
قال الحسن البصري رحمه الله : المؤمن قوام على نفسه يحاسبها لله تعالى وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.
جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال : علمني شيئا ينفعني الله به قال : « أكثر من ذكر الموت وأقصر أملك ، وخصلة ثالثة ، إن أنت أصبتها بلغت الغاية القصوى ، وظفرت بالعبادة . قال : ما هي ؟ قال : التوكل على الله ».
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : " من خاف الله لم يضره أحد ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد "
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : " والله ما يحل لك أن تؤذي كلبا ولا خنزيرا بغير حق فكيف تؤذي مسلما. "
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله : " أفضل الدعاء الإلحاح على الله عز وجل والتضرع إليه. "
قال حذيفة رضي الله عنه : " أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ورب مصل لا خير فيه ويوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيهم خاشعا "
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن القرآن : قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
قال الحسن البصري رحمه الله : " نزل القرآن ليُتدبر ويُعمل به فاتخذوا تلاوته عملا "
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما كانت الدنيا هم أحد قط إلا لزم قلبه أربع خصال: فقر لا يدرك غناه وهم لا ينقضي مداه وشغل لا ينفد أولاه وأمل لا يبلغ منتهاه.
قال الامام على - رضى الله عنه - : يادنيا إليك عنى أبى تعرضت أم إلى تشوقت , لا حان حنينك هيهات هيهات , غرى غيرى لا حاجة لى فيك قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيهم , فعيشك قصير , وخطرك يسير , وأملك حقير , آه من قلة الزاد , وطول الطريق , وبعد السفر , وعظيم المورد
قيل للحسن البصرى - رحمه الله - : ما سر زهدك فى الدنيا ؟ فقال: علمت بأن رزقى لن يأخذه غيرى فاطمأن قلبى له , وعلمت بأن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به , وعلمت أن الله مطلع على فاستحييت أن أقابله على معصية , وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء الله
قال الحسن - رحمه الله - : لا تزال كريما على الناس ما لم تنازعهم ما فى أيديهم , فإذا فعلت ذلك استخفوا بك , وكرهوا حديثك وأبغضوك
قال عمر - رضى الله عنه - : ويل لمن كانت الدنيا أمله , والخطايا عمله , عظيم بطنته , قليل فطنته , عالم بأمر دنياه , جاهل بأمر آخرته.
قال حكيم : عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذى منه هرب , ويفوته الغنى الذى اياه طلب , فيعيش فى الدنيا عيش الفقراء , ويحاسب فى الآخرة حساب الاغنياء
قال لقمان الحكيم : ثلاثة لا يعرفون الا فى ثلاثة مواطن : الحليم عند الغضب , والشجاع عند الحرب , والصديق عند الحاجة.
قال أبو سليمان الدارانى : من صدق فى ترك شهوة أذهبها الله من قلبه , والله أكرم من أن يعذب قلبا بشهوة تركت له
قال وهب بن منبه - رحمه الله - : إذا سمعت الرجل يقول فيك من الخير ما ليس فيك فلا تأمن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك.
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه.
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ما رأيت يقينًا أشبه بالشك من يقين الناس بالموت ثم لا يستعدون له.
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : ما قرن شئ إلى شئ أحسن من حلم إلى علم، ومن عفو إلى قدرة.
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : ما كنت على حال من حالات الدنيا فيسرنى أنى على غيرها.
عن عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: قال لي أبي: يا بني إذا سمعت كلمة من امرىء مسلم فلا تحملها على شيء من الشر ما وجدت لها محملاً من الخير.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: خمس من علامات الشقوة : القسوة في القلب ، وجمود العين ، وقلة الحياء ، والرغبة في الدنيا ، وطول الأمل.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ما رأيت أحدا عظم الدنيا فقرت عينه فيها ولا انتفع بها وما حقرها أحد إلا تمتع بها.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: حرام على قلوبكم أن تصيب حلاوة الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في إمام، فصلاح الإمام صلاح البلاد والعباد.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة.
قال الحسن البصري رحمه الله: ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية ؟ فإن كانت طاعته تقدمت ، وإن كانت معصية تأخرت.
قال الحسن البصري رحمه الله: لا تلقى المؤمن إلا يحاسب نفسه ، ماذا أردتِ تعملين ؟ وماذا أردتِ تأكلين ؟ والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه.
قال الحسن البصري رحمه الله: يا ابن آدم نهارك ضيفك فأحسن إليه ، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك ، وإن أسأت إليه ارتحل بذمك.
قال الحسن البصري رحمه الله: إن النفس أمارة بالسوء ، فإن عصتْك في الطاعة فاعصها أنت في المعصية.
قال الحسن البصري رحمه الله: ابن آدم : إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ، ولكنه بما وقر في القلب وصدقته الأعمال.
قال الحسن البصري رحمه الله: من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره.
قال الحسن البصري رحمه الله: من علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه.
عن أبي سليمان الداراني رحمه الله قال: لا يصبر عن شهوات الدنيا إلا من كان في قلبه ما يشغله من الآخرة.
عن أبي سليمان الداراني رحمه الله قال: إذا لذت لك القراءة : فلا تركع ، ولا تسجد ؛ وإذا لذ لك السجود : فلا تركع ، ولا تقرأ ؛ الأمر الذي يفتح لك فيه ، فالزمه.
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: ليس الزاهد من ألقى غم الدنيا واستراح فيها، إنما الزاهد من ألقى غمها وتعب فيها لآخرته.
قال أبو سليمان الداراني لما بلغه مقولة ابن سيرين ( قلت مرة لرجل : يا مفلس فعوقبت ) : قلت ذنوب القوم فعرفوا من أين أتوا، و كثرث ذنوبنا فلم ندر من أين نؤتى.
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: إنما عصَى الله - عزَّ وجلَّ - من عَصَاه لِهوَانهم عليه، ولو كَرُموا عليه لحجزهم عن مَعَاصيه.
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: لو أن الدنيا كلها لي في لقمة ثم جاءني أخ لأحببت أن أضعها في فيه.
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: الخاسر من أبدى للناس صالح عمله، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد.
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: جلساء الرحمن عز و جل يوم القيامة من جعل فيه خصال الكرام والسخاء والحلم والرحمة والرأفة والشكر والبر والصبر.
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: ترك شهوة من الشهوات أنفع للقلب من صيام سنة وقيامها.
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: لكل شيء علم، وعلم الخذلان ترك البكاء، ولكل شيء صدأ، وصدأ القلب الشبع.
عن أبي سليمان الداراني في قوله تعالى : " وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا "، قال: صبروا عن الشهوات"
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: ما أتى من أتى - إبليس وقارون وبلعام - إلا أن أصل نياتهم على غش، فرجعوا إلى الغش الذي في قلوبهم، والله أكرم من أن يمنّ على عبد بصدق ثم يسلبه إياه.
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأله حاجته ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله عز وجل يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما.
قال رجل لأبى هريرة - رضى الله عنه - : أريد أن أتعلم العلم وأخاف أن اضيعه فقال له : كفى بترك العلم إضاعة.
قال وهب بن منبه - رحمه الله - : من جعل شهوته تحت قدمه فزع الشيطان من ظله , ومن غلب علمه هواه فذلك العالم الغلاب
قال حكيم : صحة الجسم فى قلة الطعام , وصحة القلب فى قلة الذنوب والآثام , وصحة النفس فى قلة الكلام.
قال حكيم : "والله إنى لاستحي من الله أن اكون مقبلا على عصيانه وهو مقبل على بنعمه ، مسبلا على ستره ، فكيف لا أكون من التائبين وهو الغفور الرحيم".
قيل لزاهد : كيف سلخت نفسك عن الدنيا ؟ قال أيقنت انى خارج منها كارها , فأحببت ان اخرج منها طائعا.
قال رجل : كنت أمشى مع سفيان بن عيينة إذ أتاه سائل ولم يكن معه ما يعطيه فبكى فقلت يا أبا محمد , ما الذى بكاك ؟ قال: أى مصيبة أعظم من أن يؤمل فيك رجل خيرا فلا يصيبه.
قيل لحكيم : ما تشتهى ؟ قال : عافية يوم فقيل له : ألست فى العافية سائر الايام ؟ قال : العافية أن يمر بك اليوم بلا ذنب.
قال أبو حازم : شيئان إذا عملت بهمها أصبت خيرى الدنيا والاخرة : تحمل ما تكره إذا أحبه الله , وتترك ما تحب إذا كرهه الله
قال مورق العجلى - رحمه الله - : يابن آدم تؤتى كل يوم برزقك وانت تحزن , وينقص عمرك وأنت لا تحزن , تطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك
احتضر أحد الصالحين فقال وهو يعانى سكرات الموت : ما تأسفى على دار الهموم والأنكاد والأحزان والخطايا والذنوب , وإنما تأسفى على ليلة نمتها , ويوم أفطرته , وساعة غفلت فيها عن ذكر الله.
قال لقمان الحكيم لابنه : يابنى اجعل خطاياك بين عينيك إلى أن تموت , وأما حسناتك فاله عنها , فإنه قد أحصاها من لا ينساها.
ثلاثة بثلاثة: إذا تجددت لك نعمة.. فاحمد الله وإذا أبطأ عنك الرزق فاستغفر الله وإذا أصابتك شدة فأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله وجماع الثلاثة : أكثر من الصلاة والسلام على رسول الله.
اللهم إن كان ذنبي قد أخافني ، فإن حسن ظني قد أجارني ، اللهم سترت عليّ في الدنيا ذنوباً أنا إلى سترها في القيامة أحوج ، وقد أحسنت بي إذ لم تظهرها لعصابة من المسلمين ، فلا تفضحني في ذلك اليوم على رؤوس العالمين ، يا أرحم الراحمين
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: لست آمركم بترك الدنيا ، آمركم بترك الذنوب ، ترك الدنيا فضيلة ، وترك الذنوب فريضة ، وأنتم إلى إقامة الفريضة أحوج منكم إلى الحسنات والفضائل.
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: إن قال لي يوم القيامة : عبدي ما غرّك بي ؟ قلت : إلهي برّك بي.
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: الدنيا خراب ، وأخرب منها قلب من يعمرها ، والآخرة دار عمران وأعمر منها قلب من يطلبها.
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: يا ابن آدم طلبت الدنيا طلب من لا بد له منها ، وطلبت الآخرة طلب من لا حاجة له إليها ، والدنيا قد كفيتها وإن لم تطلبها ، والآخرة بالطلب منك تنالها فاعقل شأنك.
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: كم من مستغفر ممقوت ، وساكت مرحوم ، ثم قال : هذا استغفر الله وقلبه فاجر ، وهذا سكت وقلبه ذاكر.
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: مصيبتان للمرء في ماله عند موته لم يسمع الأولون والآخرون بمثلهما ، قيل : ما هما ؟ قال : يؤخذ منه كله ، ويُسأل عنه كله.
ـ ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه
إياك أن تظن أن الأمية عَيْب في رسول الله ٬ فإنْ كانت عيباً في غيره ٬ فهي فيه شرف ؛ لأن معنى أمي يعني على فطرته كما ولدتْه أمه ٬ لم يتعلم شيئاً من أحد ٬ وكذلك رسول الله لم يتعلَّم من الخَلْق ٬ إنما تعلم من الخالق فعلَتْ مرتبةُ علمه عن الخَلْق.
لا يتحقق الشكر علي الوجه المرجو حتي يعجز الأنسان عن الشكر، العجز عن الشكر تمام الشكر. و أبشر عبد الله إذا أنت رزقت الشكر، لأن الشكر أساس المزيد، الله جل و علا قال {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}سورة إبراهيم 7
إن كنت بحق تعيش لرسالة ،تعيش لله ،تعيش لنصرة دين الله، تعيش والآخرة أكبر همك ،هكذا أبدا فسيرى ذلك فى أحوالك ،سيرى ذلك فى أمورك كلها ،،،
إلى أي شيء يلتفت قلبك يا عبد الله ؟... وبأي شيء يلتفت ؟....أبدنيا مؤثرة!!!؟ ، أبشهوات فانيات ؟..... كل إناء بما فيه ينضح ، فإن كان العبد مشغولا بالدنيا ، ومشغولا بملذاته وشهواته فكيف بالله لا يلتفت قلبه ؟ هذا القلب قلب مهموم بغير الله ، فكيف إذا دخل في الصلاة والله سبحانه وتعالى يقبل عليه في صلاته فكيف لا يلتفت القلب ؟....
{..فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ .. } [الأنفال: 40] فاعلموا جيدًا أنه ليس لكم من دون الله تعالى ولي .. لن يتولى أموركم إلا الله سبحانه وتعالى .. فاحذر أن يكون وليك نفسك أو الشيطان وأنت لا تدري!!
للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ، ولو كانت من فاجر أو ظالم ، بل من كافر ، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء ، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم ، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه
الذكر أفضل من الدعاء ، لأن الذكر ثناء على الله بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه ، والدعاء سؤال العبد حاجته فأين هذا من هذا والدعاء الذي يتقدمـه الذكر والثناء ، أفضل وأقرب إلى الإجابـة من الدعاء المجرد ، فإن إنضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته وافتقاره واعترافه كان أبلغ في الإجابة وأفضل .
قال محمد بن سيرين رحمه الله : إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا جعل له واعظا من قلبه يأمره وينهاه .
قال يونس بن عبيد رحمه الله : " خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما من أمره: صلاته ولسانه " .
قال حكيم : إن سر تعاسة الانسان فى خمسة أشياء داخل نفسه : الشهوة والغضب والغرور والأنانية والتملك.
قال الفضيل - رحمه الله - : كفى بالله محبا , وبالقرآن مؤنسا , وبالموت واعظا , اتخذ الله صاحبا , وذر الناس جانبا.
قال مالك بن دينار رحمه الله : "مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قيل له وما أطيب ما فيها ، قال ، معرفة الله عز وجل ومحبته".
لا تحزن إذا ارهقتك الهموم .وضاقت بك الدنيا بما رحبت فربما أحب الله أن يسمع صوتك وأنت تدعوه
حتى تكون أسعد الناس : عش مع القران حفظاً وتلاوة وسماعاً وتدبراً فإنه من أعظم العلاج لطرد الحزن والهم .
قال الإمام الشافعي رحمه الله : " اشد الأعمال ثلاثة : الجود من قلة ، والورع في خلوة ، وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف "
قال أبو الدرداء - رضى الله عنه - : نعم صومعة الرجل بيته , يكف سمعه وبصره ودينه , وعرضه , وإياكم والجلوس فى الأسواق فإنها تلغي وتلهي.
قال عمر - رضى الله عنه - : وقد سئل عن السرور ؟ سيرى فى سبيل الله , ووضع جبهتى لله , ومجالستى أقواما ينتقون أطايب الحديث كما ينتقى أطايب الثمر.
قال الحسن البصري رحمه الله: الصبر كنز من كنوز الجنة ، وإنما يدرك الإنسان الخير كله بصبر ساعة.
لا تسكن الحكمة قلباً فيه ثلاث خصال : هم الرزق ، وحسد الخلق ، وحب الجاه أعداء الإنسان ثلاثة : دنياه ، وشيطانه ، ونفسه ، فاحترز من الدنيا بالزهد ، ومن الشيطان بمخالفته ، ومن النفس بترك الشهوات
قال عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه: إنّ مما يصفى لك ودّ أخيك أن تبدأه بالسلام إذا لقيته ، وأن تدعوه بأحبّ الأسماء إليه ، وأن توسّع له في المجلس.
قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه: ثمرة القناعة الراحة وثمرة التواضع المحبة.
قال عمر بن عبد العزيز: "أكثر من ذكر الموت، فإن كنت واسع العيش ضيقه عليك، وإن كنت ضيق العيش وسعه عليك".
قال أبو سليمان الداراني رَحمه الله : أصل كُـل خَيـر في الدنيَـا وَالآخـرة, الخَوف مِن الله تعالى .
قال عون بن عبدالله رحمه الله : قال لي عبدالله بن مسعود ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : والله الذي لا إله غيره ما يضر عبدا يصبح على الإسلام ويمسي عليه ما أصابه في الدنيا .
قال أبو قلابة رحمه الله : إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك فان لم تجد له عذرا فقل في نفسك لعل لأخي عذرا لا أعلمه .
إنما تحصل الهموم والغموم والأحزان من جهتين : أحدهما : الرغبة في الدنيا والحرص عليها . والثاني : التقصير في أعمال البر والطاعة
فائدة
من كتاب لا تحزن
- الأقوال السيئة التي قيلت فيك لن تضرك ، بل تضر صاحبها فلا تفكر فيها . - صحح تفكيرك ، ففكر في النعم والنجاح والفضيلة . - لا تنتظر شكرا من أحد ، فليس لك على أحد حق ، وافعل الإحسان لوجه الله فحسب . - حدد مشروعا نافعا لك ، وفكر فيه وتشاغل به لتنسى همومك . - احسم عملك في الحال ولا تؤخر عمل اليوم إلى غد .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا عجب أن يرتاح الذاكرون ، فهذا هو الأصل الأصيل ، لكن العجب العجاب كيف يعيش الغافلون عن ذكره ﴿ أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون ﴾ . يا من شكى الأرق ، وبكى من الألم ، وتفجع من الحوادث ، ورمته الخطوب ، هيا اهتف باسمه المقدس ، { هل تعلم له سميا } .
فائدة
من كتاب لا تحزن
من أعظم النعم لو كنا نعقل – هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة كفارة لذنوبنا ، رفعة لدرجاتنا عند ربنا ، ثم هي علاج عظيم لمآسينا ، ودواء ناجع لأمراضنا ، تسكب في ضمائرنا مقادير زاكية من اليقين ، وتملأ جوانحنا بالرضا أما أولئك الذين جانبوا المسجد ، وتركوا الصلاة ، فمن نكد إلى نكد ، ومن حزن إلى حزن ، ومن شقاء إلى شقاء ﴿ فتعسا لهم وأضل أعمالهم ﴾
فائدة
من كتاب لا تحزن
لما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار قال : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فجعلها الله عليه بردا وسلاما ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما هددوا بجيوش الكفار ، وكتائب الوثنية قالوا : { حسبنا الله ونعم الوكيل {173} فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم } .
فائدة
من كتاب لا تحزن
الحزن ليس بمطلوب ، ولا مقصود ، ولا فيه فائدة ، وقد استعاذ منه النبي فقال : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن )) فهو قرين الهم ، والفرق ، وإن كان لما مضى أورثه الحزن ، وكلاهما مضعف للقلب عن السير ، مفتر للعزم .
فائدة
من كتاب لا تحزن
الحزن تكدير للحياة وتنغيص للعيش ، وهو مصل سام للروح ، يورثها الفتور والنكد والحيرة ، ويصيبها بوجوم قاتم متذبل أمام الجمال ، فتهوي عند الحسن ، وتنطفئ عند مباهج الحياة ، فتحتسي كأس الشؤم والحسرة والألم .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحزن : لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا ، رسب ابنك فحزنت ، فهل نجح؟! مات والدك فحزنت فهل عاد حيا ؟! خسرت تجارتك فحزنت، فهل عادت الخسائر أرباحا؟!
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحزن : إن كنت فقيرا فغيرك محبوس في دين ، وإن كنت لا تملك وسيلة نقل ، فسواك مبتور القدمين ، وإن كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون على الأسرة البيضاء ومنذ سنوات ، وإن فقدت ولدا فسواك فقد عددا من الأولاد في حادث واحد .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحزن : لأن القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع ، والأقلام جفت ، والصحف طويت ، وكل أمر مستقر ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئا ولا يؤخر ، ولا يزيد ولا ينقص .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحزن : فإن الله يدافع عنك، والملائكة تستغفر لك، والمؤمنون يشركونك في دعائهم كل صلاة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يشفع ، والقرآن يعدك وعدا حسنا ، وفوق هذا رحمة أرحم الراحمين .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحزن : فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، والسيئة بمثلها إلا أن يعفو ربك ويتجاوز ، فكم لله من كرم ما سمع مثله ! ومن جود لا يقاربه جود!
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحزن من فعل الخلق معك وانظر إلى فعلهم مع الخالق عند أحمد في كتاب الزهد ، أن الله يقول : (( عجبا لك يا ابن آدم ! خلقتك وتعبد غيري ، ورزقتك وتشكر سواي ، أتحبب إليك بالنعم وأنا غني عنك ، وتتبغض إلي بالمعاصي وأنت فقير إلي ، خيري إليك نازل ، وشرك إلي صاعد )) !! . وقد ذكروا في سيرة عيسى عليه السلام أنه داوى ثلاثين مريضا ، وأبرأ عميان كثيرين ، ثم انقلبوا ضده أعداء .
حتى تكون أسعد الناس : اترك المستقبل حتى يأتي , ولا تهتم بالغد لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك . طهر قلبك من الحسد , ونقه من الحقد , وأخرج منه البغضاء , وأزل منه الشحناء .
فائدة
من كتاب لا تحزن
يقولُ ابنُ القيِّم : (( أجمع العارفون بالله على أنَّ الخِذْلان : أنْ يكلك اللهُ على نفسِك ، ويُخلِّي بينك وبينها . والتوفيقُ أنْ لا يكِلك اللهُ إلى نفسِك .
فائدة
من كتاب لا تحزن
كان يقالُ : المِحنُ آدابُ اللهِ عزَّ وجلَّ لخلقِهِ ، وتأديبُ اللهِ يفتحً القلوب والأسماع والأبصار . ووصف الحّسَنُ بنُ سَهْلٍ المِحن فقال : فيها تمحيصٌ من الذنبِ ، وتنبيهٌ من الغفلةِ ، وتعرُّضٌ للثوابِ بالصبرِ ، وتذكيرٌ بالنعمةِ ، واستدعاءٌ للمثوبةِ ، وفي نظرِ اللهِ عزَّ وجلَّ وقضائِهِ الخيارُ .
فائدة
من كتاب لا تحزن
تعلُّقُ القلبِ باللهِ وحدهُ واللَّهجُ بذِكرِهِ والقناعةُ : أسبابٌ لزوالِ الهمومِ والغمومِ ، وانشراحُ الصدرِ والحياةُ الطَّيِّبة . والضِّدُّ بالضِّدِّ ، فلا أضْيقُ صدراً ، وأكْثَرُ همّاً ، ممَّنْ تعلَّق قلبُه بغيرِ اللهِ ، ونسي ذِكْر اللهِ ، ولم يقْنَعْ بما آتاهُ اللهُ ، والتَّجرِبةُ أكبرُ شاهدٍ
للدعاء مع البلاء ثلاث مقامات : أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه . الثاني : أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً . الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه .
ما استجلبت نعم الله واستدفعت نقمه بمثل طاعته ، والتقرب إليه ، والإحسان إلى خلقه
أعظم الناس غروراً من اغتر بالدنيا وعاجلها ، فآثرها على الآخرة ، ورضي بها بديلاً من الآخرة .
لا تحسب إن قوله تعالى : ( إن الأبرار لفي نعيم . وإن الفجار لفي جحيم ) مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط ، بل في دورهم الثلاثة كذلك ، أعني دار الدنيا ، ودار البرزخ ، ودار القرار ، فهؤلاء في نعيم ، وهؤلاء في جحيم ، وهل النعيم إلا نعيم القلب ؟ وهل العذاب إلا عذاب القلب ؟ .
كل من أحب شيئاً غير الله عذب به ثلاث مرات : في هذه الدار ، فهو يعذب به قبل حصوله حتى يحصل ، فإذا حصل عذب به حال حصوله بالخوف من سلبه وفواته ، والتنغيص والتنكيد عليه وأنواع المعارضات ، فإذا سلبه اشتد عذابه عليه ، فهذه ثلاثة أنواع من العذاب في هذه الدار
إذا أراد الله بعبده خيراً فتح له من أبواب التوبة ، والندم ، والانكسار ، والذل ، والافتقار ، والاستعانة به ، وصدق الملجأ إليه ، ودوام التضرع ، والدعاء ، والتقرب إليه بما أمكن من الحسنات .
استقامة القلب بشيئين : أحدهما : أن تكون محبة الله تعالى تتقدم عنده على جميع المحاب ، فإذا تعارض حب الله وحب غيره ، سبق حب الله حب ما سواه ، وما أسهل هذا بالدعوى ، وما أصعبه بالفعل الثانية : تعظيم الأمر والنهي ، وهو ناشئ عن تعظيم الآمر والناهي
قضى الله قضاء لا يرد ولا يدفع ، أن من أحب شيئاً سواه عذب به ولا بد ، وأن من خاف غيره سلط عليه ، وأن من اشتغل بشيء غيره كان شؤماً عليه ، ومن آثر غيره عليه لم يبارك فيه
ليس الشأن في العمل ، إنما الشأن كل الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه و معرفة ما يفسد الأعمال في حال وقوعها ، ويبطلها ويحبطها بعد وقوعها من أهم ما ينبغي أن يفتش عليه العبد ، ويحرص على عمله ويحذره .
ما أمر الله بأمر إلا كان للشيطان نزغتان إما تقصير وتفريط ، وإما إفراط وغلو ، فلا يبالي بما ظفر من العبد من الخطيئتين
أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها
دخل الناس النار من ثلاثة أبواب : باب شبهة أورثت شكاً في دين الله . وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته . وباب غضب أورث العدوان على الآخرين .
أصول الخطايا كلها ثلاثة : الكبر : وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره . والحرص : وهو الذي أخرج آدم من الجنة . والحسد : وهو الذي جر أحد ابني آدم على قتل أخيه .
أخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله بنفسه ، بل أخسر منه من اشتغل عن نفسه بالناس .
إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله سبحانه حوائجه كلها ، وحمل عنه كل ما أهمه ، وفرغ قلبه لمحبته ، ولسانه لذكره ، وجوارحه لطاعته
ما ضربَ عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله . خلقت النار لإذابة القلوب القاسية . أبعد القلوب من الله القلب القاسي
إذا قسا القلب قحطت العين . قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة : الأكل والنوم والكلام والمخالطة . كما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب ، فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجح فيه المواعظ .
خراب القلب من الأمن والغفلة ، وعمارته من الخشية والذكر . الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يُروّح عنه وهج الدنيا
ليس على العبد أضر من ملَلهِ لنِعَم الله ، فإنه لا يراها نعمة ، ولا يشكره عليها ولا يفرح بها ، بل يسخطها ويشكوها ويعدّها مصيبة ، هذا وهي من أعظم نعم الله عليه ، فأكثر الناس أعداء نعم الله عليهم .
للعبد بين يدي الله موقفان : موقف بين يديه في الصلاة ، وموقف بين يديه يوم لقائه . فمن قام بحق الموقف الأول هوّن عليه الموقف الآخر ، ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف
إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله ، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله ، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله ، وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة ، فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه ، تنل بذلك غاية العز والرفعة .
إن الله إذا أراد بعبده خيراً سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه ، والإخبار بها من لسانه ، وشغله برؤية ذنبه ، فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة
طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، وويل لمن نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس ، فالأول علامة السعادة والثاني علامة الشقاوة
على قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار ، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم، وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذاك الصراط، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالطرْف، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الركاب
كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة ، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل
الرضى يفرغ قلب العبد ويقلل همه وغمه فيتفرغ لعبادة ربه بقلب خفيف من أثقال الدنيا وهمومها . وأن الرضى يخلص العبد من مخاصمة الرب تعالى في أحكامه وأقضيته فإن السخط عليه مخاصمة له فيما لم يرض به العبد .
متى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نوراً وإشراقاً وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط وهم وغم فامتلأ محبة لله وخوفاً منه ورضيً به وشكراً له وتوكلاً عليه
المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه، والرب تعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه.
دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهِمَّة. فإن لم تدافعها صارت فعلا.
من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق. لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا إلا كما يدخل الجمل في سم الإبرة. إذا أحب الله عبدا اصطنعه لنفسه واجتباه لمحبته واستخلصه لعبادته فشغل همته بخدمته.
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله : تمامُ الخذلان انشغال العبد بالنعمة عن المنعم وبالبلية عن المبتلي؛ فليس دومًا يبتلي ليعذّب وإنما قد يبتلي ليُهذّب.
قَـال ابن القَيم رَحمهُ الله: مَن دعَا إلـى مـَحَـبّـة الله أَحـَـبَّـه الله.
قال ابن القيم : ((ولله الهمم ما أعجب شأنها وأشد تفاوتها!, فهمة متعلقة بالعرش, وهمة حائمة حول الأنتان والحُش)) .
قال الشيخ عبدالقادر الجيلاني لغلامه: ((ياغلام: لا يكن همك ما تأكل وما تشرب, وما تلبس وما تنكح, وما تسكن وما تجمع, كل هذا همُّ النفس والطبع فأين همُّ القلب, همك ما أهمك فليكن همك ربك عز وجل وما عنده)) .
قال عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه: إنّ مما يصفى لك ودّ أخيك أن تبدأه بالسلام إذا لقيته ، وأن تدعوه بأحبّ الأسماء إليه ، وأن توسّع له في المجلس.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بين العبد ورزقه حجاب إذا رضي وقنع أتاه الرزق وإن اقتحم وهتك الحجاب لم يزد فوق رزقه.
قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : ويل لمن كانت الدنيا همه ، والخطايا عمله ، كيفما يقدم غدًا، بقدر ما تحرثون تحصدون.
قال عمر بن الخطاب لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة.
سمع عمر بن الخطاب رضي الله رجلا يثني على رجل فقال : أسافرت معه ؟ قال : لا قال : أخالطته ؟ قال : لا قال : والله الذي لا آله غيره ما تعرفه.
قال عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه: من كتم سره كان الخيار بيده ، ومن عرّض نفسه للتّهمة فلا يلومنّ من أساء الظنّ به.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عليك بإخوان الصدق فعش في أكنافهم فإنهم زين في الرخاء وعدة في البلاء.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن الخير كُلُّه في الرِّضا، فإن استطعت أن ترضى وإلَّا فاصبر.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا من الشعر ما يكون لكم حكما ويدلكم على مكارم الأخلاق.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إذا رأيت الرجل يضيع من الصلاة فهو والله لغيرها أشد تضييعًا.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أصل الرجل عقله، وحسبه دينه، ومروءته خلقه.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا يحل لامرئٍ مسلم سمع من أخيه كلمة أن يظن بها سوءاً ، وهو يجد لها في شئ من الخير مخرجاً. قال عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه : لا ينتفع بنفسه من لا ينتفع بظنه.
قال عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه: بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح.
قال عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه: لا تعتمد على خلق رجل حتى تجربه عند الغضب.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسم.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أشد الأعمال ثلاثة إعطاء الحق من نفسك وذكر الله على كل حال ومواساة الأخ في المال.
قال علىّ بن طالب رضي الله عنه: حسن الظنّ باللّه ألا ترجو إلا اللّه ، ولا تخاف إلا ذنبك.
قال علي بن أبي طالب رضى اللّه عنه: العاقل من لم يحرمه نصيبه من الدنيا حظّه من الآخرة.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لو كان الصبر رجلا كان أكمل الرجال ، وإن الجزع والجهل والشره والحسد لفروع أصلها واحد.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا تعمل شيئا من الخير رياء ولا تتركه حياء.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: من زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: عجبا لمن يهلك ومعه النجاة، قيل له: وما هي؟ قال: التوبة والاستغفار.
قال على بن أبي طالب رضي الله عنه: لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ صديقه في غيبته وبعد وفاته.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الاستشارة عين الهداية وقد خاطر من استغنى برأيه.
قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه: من اشتاق إلى الجنة؛ سلا عن الشهوات في الدنيا.
قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه: أخوف ما أخاف عليكم اثنتان : طول الأمل واتباع الهوى ، فطول الأمل ينسي الآخرة ، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق.
قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه: دولة الباطل ساعة ، ودولة الحق حتى قيام الساعة.
قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه: لا راحة لحسود ولا إخاء لملول ولا محب لسيء الخلق.
قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه: كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه.
قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه: إن الدنيا أدبرت وإن الآخرت أقبلت فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا.
روي عن ابن المبارك رحمه الله أنه قال: تَركُ فِلسٍ من حرام أفضل من مائة ألف فلس أتصدق بها.
قال ابن المبارك - رحمه الله - : اغتنم ركعتين زلفى الى الله إذا كنت ريحا مستريحا، وإذا هممت بالنطق فى الباطل، فاجعل مكانه تسبيحا.
قال ابن المبارك رحمه اله تعالى: لا يزال المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظنَّ أنه قد علم فقد جهل.
قال ابن المبارك رحمه الله: «من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصيرًا ثم لا يبالي، ولا يحزن عليه!».
قال الحسن بن عرفة: قال لي ابن المبارك: استعرت قلمًا بأرض الشام، فذهبت على أن أرده، فلما قدمت (مرو) نظرت فإذا هو معي، فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه.
قال مالك بن دينار : إن العالم إذا لم يعمل زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا. (القطر: المطر، الصفا: الحجر الأملس)
كان مالك بن دينار يقول: من لم يأنس بحديث الله عن حديث المخلوقين ، فقد قل علمه، وعمي قلبه، وضيع أمره.
كان مالك بن دينار يبكي ويبكي أصحابه ، ويقول في خلال بكائه : « اصبروا على طاعته ، فإنما هو صبر قليل وغنم طويل ، والأمر أعجل من ذلك »
قال مالك بن دينار رحمه الله: أقسم لكم لو نبت للمنافقين أذناب ما وجد المؤمنون أرضا يمشون عليها.
قال مالك بن دينار رحمه الله: عجبا لمن يعلم أن الموت مصيره والقبر مورده كيف تقر بالدنيا عينه؟ وكيف يطيب فيها عيشه؟
قال مالك بن دينار رحمه الله: البكاء على الخطيئة يحط الخطايا كما تحط الريح الورق اليابس.
دخل على مالك بن دينار لص فما وجد ما يأخذ ، فناداه مالك لم تجد شيئا من الدنيا ، فترغب في شيء من الآخرة ؟ قال : نعم ، قال : توضأ وصل ركعتين ، ففعل ثم جلس وخرج إلى المسجد ، فسئل من ذا ؟ قال : جاء ليسرق فسرقناه.
قال مالك بن دينار رحمه الله: منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم. ولم أكره مذمتهم. قيل: ولم ذاك؟ قال: لأن حامدهم مفرط وذامهم مفرط.
كان مالك بن دينار يقوم طول ليله قابضًا على لحيته، ويقول: «يا رب قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار، ففي أي الدارين منزل مالك».
رأى مالك بن دينار رجلا يسيء صلاته فقال: ما أرحمني لعياله. فقيل له: يسيء هذا صلاته وترحم عياله؟ قال: إنه كبيرهم ومنه يتعلمون.
قال مالك بن دينار رحمه الله: كان الأبرار يتواصــــون بثلاث :بسجـــن لســـان وكثرة الاستغفار والعزلة.
عن عبد الله بن احمد بن حنبل قال قلت لابي يا ابي أي رجل كان الشافعي؟ سمعتك تكثر من الدعاء له، فقال يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس فانظر هل لهذين من خلف او عوض؟
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: ما بلغني حديث إلا عملت به ، وما عملت به إلا حفظته.
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: عزيز عليّ أن تذيب الدنيا أكباد رجال وعت صدورهم القرآن.
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك فصنه عن المسألة لغيرك.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن من التواضع أن تبدأ بالسلام كلَّ من لقيت.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ليس حفظ القرآن بحفظ الحروف، ولكن إقامة حدوده.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كفى بخشية الله علما ، وكفى بالاغترار به جهلا.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: الصَّبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كُلُّه.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: عنوان صحيفة الميت ثناء الناس عليه
قال ابن مسعود رضى الله عنه : من كان منكم مستنا، فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: إياكم وفضول الكلام حسب امرئ ما بلغ حاجته.
قال ابن مسعود رضى الله عنه : درهم ينفقه أحدكم في صحته وشحه؛ أفضل من مائة يوصى بها عند الموت).
قال ابن مسعود رضى الله عنه: من أراد علم الأولين والآخرين، فليتدبر القرآن.
جاء رجل إلى ابن مسعود رضي الله عنه ، فقال له : إن لي جارًا يؤذيني، ويشتمني، ويضيق علي , فقال ابن مسعود: اذهب فإن هو عصى الله فيك، فأطع الله فيه.
جاء رجل إلى ابن مسعود رضى الله عنه فقال له : حدثنا عن النار كيف هي ؟! فقال ابن مسعود رضى الله عنه : (لو رأيتها لزال قلبك من مكانه!).
في حلية الأولياء عن سفيان قال : قال عمر بن عبد العزيز : كانت لي نفس تواقة، فكنت لا أنال منها شيئاً إلا تاقت الى ما هو أعظم ، فلما بلغت نفسي الغاية ، تاقت الى الآخرة !. هذا هو السمو..!
اسمع الى الوحي يخاطبك بأن ترتفع (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ)(آل عمران: الآية139) ، لا يصيبك إحباط ولا يأس ولا فشل ، وأنت تسجد لله ومعك القرآن ، وقد هديت الى تكبيرة الإحرام ، ومعك أخوة صالحون، ومعك دعاة وعلماء ، إن الله يحب معالي الأمور.
قال اهل العلم : المجد والسمو في ثلاثة : أن تمرغ وجهك ساجداً لله ، وأن تأكل الحلال، وأن تكون سليم الصدر ، ثم لا يضرك ما فاتك من الدنيا من دورها وقصورها وذهبها.
صلاح الدين الأيوبى: ذكروا أنه لم يمزح ولم يبتسم، فسأله أصحابه : مالك؟ قال: لا أمزح ولا أبتسم حتى أفتح بيت المقدس!.. وفتح بيت المقدس .
هذا حاتم الطائى في الجاهلية يقول: والله إني أطوي بطني، والله إني أترك الخبز واللحم لئلا يقال بخيل؟!، وهو لا يرجو ثواباً ولا يخاف عقاباً، فكيف بمن صلي الخمس، وصام الشهر، وحج البيت؟!
يقول أحد الخطباء في العصر العباسي : إذ أعجبتك وجبة شهية فقدمها للفقير، فإنك سوف تأكلها في الجنة، ولا تأكلها أنت فإنك سوف تلقيها في بيت الخلاء. وهذا من فقهيات سمو الهمم.
قيل للشعبي: بم حصلت على هذا العلم؟ قال: بسهر طير النوم من عيني، وبسهاد، وبتبكير كتبكير الغراب.
قال صلى الله عليه وسلم : ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) [أخرجه مسلم].
قالوا: كن كغيث إذا أقبل استبشر به الناس. وإذا حَطَّ نفعهم. وإن رحل ظَلّ أثره فيهم.
قالوا: عظيم الهمة لا يقنع بملء أوقاته بالطاعات وإنما يفكر ألا تموت حسناته بموته.
كان صلى الله عليه وسلم إذا صلّى يُسمع له أزيز كأزيز المِرْجل. والأزيز: الصوت, والمِرْجل: القدر, أي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلّى خشع حتى صار لجوفه صوت كغليان القدر إذا اشتد . أخرجه النسائي في سننه.
التفاؤل والثقة: لابد لمريد الأثر النافع أن يكون متفائلاً، واثقاً بالنصر والتمكين، بعيداً عن النظرات السوداوية، والتشاؤم المُهلِك، ناظراً إلى الحياة على أنها سلسلة من البلاءات يتخللها ثقة وتفاؤل، ويعقبها نصر وتمكين وتداول
((أعظم ما ينمي الشجاعة ويمدها: الإيمان بالله، وقوة التوكل على الله، وكمال الثقة به سبحانه، وعِلْمُ العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن لصيبه، ويمده أيضاً الإكثار من ذكر الله والثناء عليه ...
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [النساء:85]
{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} (1) بعضهم يتردد في الشفاعة يخاف على مكانته ويظنها خيرا لمن شفع له وحده فوعده الله بالنصيب منها دنيا وآخرة
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [الإسراء:69]
{أَم أَمِنتُم أَن يعِيدكم فِيه تَارة أُخرَىٰ} (1)حين نجتاز بفضل الله أزمة في حياتنا علينا أن نشكر ربنا فهو قادر أن يعيدنا لنفس المأزق من جديد.
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [هود:56]
{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} (1) كل الكائنات التي ستقابلها اليوم تدبيرها بيد ربك توكل عليه وحده ولا يقلقونك
أعظم الناس ظلما لصاحبه، الذي يراه على باطل يخسر به آخرته، ثم يجامله ويسكت حفاظا على صداقته ومودته، (بئس القرين)
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [طه:132]
{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} (1) حمل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر واعتنى به حتى فاضت روحه وكان آخر كلامه الصلاة الصلاة.
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [المزمل:9]
{فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} (1) التوكل الحق ليس أن تفوض وتعتمد على ربك في قضية واحدة. بل أن تتخذه وكيلا تفوض إليه كل شؤونك دون استثناء.
في حديث الشفاعة : "فأقوم بين يديه فأحمده بمحامد لا أقدر عليها الآن" أعظم مضايق الخلائق فرجها الله بالحمد مهما خنقتك الظروف ردد الحمد لله
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [يونس:84]
{وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ (آمَنْتُمْ بِاللَّهِ) فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا} (1) اختبر إيمانك بالتوكل. بقدر مافيك من تفويض همومك لربك يكون إيمانك.
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [نوح:13]
{مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} (1) لا يلتفت قلبٌ لمخلوق، ويتعلق به، إلا من ضعف توقيره وتعظيمه لربه.
رب لا تكلنا لغيرك
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [الأنعام:108]
{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} (1) حين تكون مهذبا في لغتك فأنت تصون المقدس في حياتك من كلمات الجاهلين
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [يوسف:36]
{إِنَّا (نَرَاكَ) مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (1) إحسانك يقرأه الناس في وجهك، في ملامحك، في شيء يجدونه في قلوبهم تجاهك
أشفق على المدخن.... لا يكاد يشعل سيجارة إلا وظلم بها خلقا وآذى برائحتها أبرياء. ما أكثر خصومه.
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [يوسف:23]
قال: {مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} (1) يالها من لحظة صبر عابرة كتب الله له بها الخلود والرفعة والثناء.
قل: معاذ الله كلما راودتك الخطيئة.
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [هود:56]
{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ} (1) نحن نتوكل ليس لأننا عاجزون فحسب. بل ولأننا لا نعرف مالذي يصلح لنا وكيف يتحقق. أسلم الأمر كله لله.
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [المجادلة:10]
{إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} (1) علينا أن ننتبه لكلماتنا وأفعالنا ونتأكد ألا نسبب حزنا للمؤمنين إحزان المؤمن فعل الشياطين
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [القصص:83]
{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ} (1) مكانك في الآخرة بقدر مقاومتك المخلصة لنزعات الرغبة في الارتفاع والعلو على الناس
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [القلم:10-11]
{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ. هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} (1) لا تصدق أهل الغيبة والنميمة، ولا تستمع لنصائحهم هذه وصية القرآن.
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [الحجر:42]
{إنَّ (عِبَادِي) لَيْسَ لَك عَلَيْهِمْ سُلْطَان} (1) بقدر ما فيك من المحبة والذل لربك يضعف خلوص الشيطان إليك.
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [الكهف:54]
{وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} (1) في نفوسنا رغبة جامحة للجدال والخصومة قاومها بقوة لا تجادل إلا حين يكون الأمر ضروريا
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [العنكبوت:60]
{وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا (اللَّهُ يَرْزُقُهَا)} (1) ملايين الكائنات بلا جيوب ولا خزائن ولا أرصدة تنام الآن دون أن تشعر بالقلق لرزق غدها.
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [التغابن:17]
{إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} (1)
هل تشعر بآلام الذنوب؟
هل تثقلك همومها؟
وعد الله المقرضين المتصدقين بأن يغفر ذنوبهم
"احفظ الله يحفظك"
أعظم حفظه لك
أن يحفظ لك قلبا سليما
في خضم فتن الدنيا وأمواجها المتلاطمة..!
القـلوب لا ترتـاح إلا بالله، والأرواح لا تـأنس إلا بالله جل جلاله، والأيام لا تـطيب إلا بالقرب من الله سبحانه وتعالى..
من استغنى بالله جل جلاله: جبـر الله كسره، وأصلـح الله أمره، ونفس الله كربه، وأذهـب الله همـه..
أسعد الناس في الدنيا: من عـرف الله جل جلاله، ومن أعـظم أسباب المـعـرفة بالله سبحانه وتعالى: معـرفـة النـعـم..
والله إذا ما طابـت الحياة بالقرب من الله فلن تطيب بشئ سواه، وإذا ما طابت بفعل فرائض الله وترك محارم الله، فوالله لا تطيب بشيء سواه..
أي أمر تريده، وأي مصلحة تطـلبها إذا أنزلتـها بباب الله فإن الله لن يخذلك، واصدق مع الله في دعائك، فإن الله لا يخيـبك..
لي رب يجبـر كسري, ويرحم ضعفي, ويعظـم أجري في صبـري, لي رب ما خذلـنـي..
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وعظمت عليك الهموم والغموم، وأصبحت في ضيق، وغلق العباد أبوابهم فاعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يغلق بابه،"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء".
المتعلـق بالله سبحانه وتعالى من أصدق دلائـله: أنك تجده من أغنى الناس بالله عز وجل، فلو عرضت عليه الدنيا بحذافيرها من فتنها، وزينتها، وزخارفها، ولهوها، لا يلقي لها بالا إذا لم تكن على طاعة الله سبحانه وتعالى..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما أحدٌ أحبَّ إليه المدح من الله".وهذا الثناء الذي ينطلق به لسان العبد، لا يدع القلب إلا مغمورًا بالنور، محفوفًا بالرحمات والبركات والمنن التي لا يلحقها وصفٌ.
نِعمَ الربُّ ربُّنا! كم من شاردٍ جاءه اليوم فقرَّبه إليه وأدناه منه، " ومن أتاني يمشي أتيته هرولة"!
الكسل خُلقٌ يتجاوز الجسد، ويلحق العقلَ والقلبَ والنفسَ، فترى صاحبه راضيًا بالدون معطَّلًا عن معالي الأخلاق، وقد وُفِّقَ إلى الخير من طالع قلبُه هذه المعاني عند استعاذته من الكسل.
عَوِّدِ النفسَ أن يكون مفتاحُ حلِّ أي مشكلة البدءَ بالصلاة، ستجد فَرجًا كبيرًا وفرَحا غامرًا.
كان السلف إذا قيل للرجل: اتـق الله، جلس يبكي من خشيـة الله عز وجل، والخوف منه، وبذلك سمت نفوسهم إلى العـليـا وإلى الخـيرات، ففازوا بخيري الدين والدنيا والآخرة..
التعلق بالله سبحانه وتعالى أن تدعوا الله أن يجعل الآخرة أكبر همك، ومبـلغ علمك، وغاية رغبـتك وسؤلك.
مختارات من الحكم والمواعظ
مدارج السالكين لابن القيم
كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة ، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل.
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله : " كل ما أشغلك عن الله فهو عليك مشؤوم. "
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " إن الدنيا أدبرت وإن الآخرت أقبلت فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا "
قال الحسن البصري رحمه الله : " من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره "
قال بعض العلماء: لا تنزلن حاجتك من أغلق دونك أبوابه وجعل عليها حجابه؛ ولكن انزلها بمن بابه مفتوح لك إلى يوم القيامة أمرك أن تدعوه وضمن لك أن يستجيب لك.
قال يحيى بن معاذ رحمه الله : من أعظم الاغترار عندي التمادي في الذنوب على رجاء العفو من غير ندامة، وتوقع القرب من الله تعالى بغير طاعة. وانتظار زرع الجنة ببذر النار، وطلب دار المطيعين بالمعاصي، وانتظار الجزاء بغير عمل، والتمني على الله مع الإفراط.
قال سعيد بن جبير رحمه الله : إن الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيته بينك وبين معصيتك فتلك الخشية والذكر طاعة الله، فمن أطاع الله فقد ذكره ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن.
قال حذيفة المرعشي: إياكم وهدايا الفجار والسفهاء، فإنكم إن قبلتموها ظنوا أنكم قد رضيتم فعلهم.
قال أحد العلماء: لا يكن هم أحدهم في كثرة العمل؛ ولكن ليكن همه في إحكامه وإتقانه وتحسينه، فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه.
رأى مالك بن دينار رجلا يسيء في صلاته، فقال: ما أرحمني لعياله. فقيل له: يسيء هذا صلاته وترحم عياله، قال: إنه كبيرهم ومنه يتعلمون.
قال بعض العارفين: ما أحب أن حسابي يوم القيامة يجعل إلى أبوي؛ لأني أعلم وأتيقن أن الله جل وعلا أرحم بي منهم.
ما أنعم الله على عبد نعمة أفضل من أن عرفه لا إله إلا الله، وفهمه معناها، ووفقه للعمل بمقتضاها، والدعوة إليها. أشرف الأشياء قلبك ووقتك فإذا اهملت قلبك وضيعت وقتك، فما بقي معك؟
قال إبراهيم الخواص رحمه الله : دواء القلب في خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.
قال بعض العلماء إذا عصيت الله بموضع بأن حصل منك ذنب فاعمل في ذلك الموضع طاعة كاستغفار وذكر لله ونحو ذلك فكما يشهد عليك يشهد لك.
قال الحسن البصري رحمه الله : " قيام الليل شرف المؤمنين وعزهم الاستغناء عما في أيدي الناس "
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: كان يقال: من أخلاق الأنبياء والأصفياء الأخيار الطاهرة قلوبهم، خلائق ثلاثة: الحلم والإنابة وحظ من قيام الليل.
قال سفيان الثوري رحمه الله : ليس شيء أقطع لظهر إبليس ، من قول : لا إله إلا الله ؛ ولا شيء يضاعف ثوابه من الكلام مثل : الحمد لله.
قال رجل لمعروف الكرخي رحمه الله - أوصني قال : توكل على الله حتى يكون جليسك وأنيسك وموضع شكواك.
قال الإمام يحيى بن معاذ رحمه الله : " على قدر خوفك من الله يهابك الخلق ، وعلى قدر حبك لله يحبك الخلق ، وعلى قدر شغلك بالله يشتغل الخلق بأمرك "
قال الحسن البصري رحمه الله : " إن أحباء الله هم الذين ورثوا الحياة الطيبة وذاقوا نعيمها بما وصلوا إليه من مناجاة حبيبهم، وبما وجدوا من حلاوة حبه في قلوبهم "
قال الحسن البصري رحمه الله : " إياك أن ينظر الله إليك وتنظر إلى غيره .. وتسأل الله الجنة وتعوذ به من النار .. وقلبك ساه لا تدري ما تقول بلسانك. "
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ومن الآفات التي تمنع أثر الدعاء أن يستعجل العبد، ويستبطئ الإجابة، فيستحسر، ويدع الدعاء.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: " إنا صعب علينا حفظ القرآن وسهل علينا العمل به، وإن من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به "
قال الحسن البصري رحمه الله : " من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ، ومن خاف الناس أخافه الله من كل شيء. "
قال الحسن البصري رحمه الله : " ليس حسن الجوار كف الأذى ، وإنما احتمال الأذى "
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن أشد آية في القرآن تفويضا {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}
قال ابن القيم رحمه الله تعالى التوكل نصف الدين والنصف الثاني الإنابة فإن الدين استعانة وعبادة، فالتوكل هو الاستعانة والإنابة هي العبادة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (بالصبر واليقين؛ تُنال الإمامة في الدين)
قال الحسن البصري رحمه الله: أحب عباد الله إلى الله أكثرهم له ذكرا واتقاهم قلبا.
قال إبراهيم الجنيد رحمه الله : " كان يقال من علامة المحب لله دوام الذكر بالقلب واللسان، وقلما ولع المرء بذكر الله إلا أفاد منه حب الله. "
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : "حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن."
قال سعيد بن المسيب رحمه الله : إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول: إن لأحب هذا الرجل.
قال الإمام أحمد رحمه الله : الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب لأن الطعام والشراب يحتاج إليه فى اليوم مرة أو مرتين والعلم يحتاج إليه بعدد الأنفاس.
سئل أعرابي بم عرفت ربك؟ فقال: إن البعرة تدل على البعير وآثار السير تدل على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج، ألا تدل على اللطيف الخبير؟.
قال جعفر بن محمد رحمه الله : من نقله الله عزوجل من ذل المعاصي إلى عز الطاعة أغناه بلا مال، وآنسه بلا أنيس وأعزه بلا عشيرة.
سمع أعرابي رجلا يقع في الناس، فقال:قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس، لأن الطالب لها يطلبها بقدرما فيه منها.
قال ابن مسعود : لا تعادوا نعم الله عزوجل. قيل: ومن يعادي نعم الله ؟ قال:الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.
سمع أعرابي رجلا يقول: إن الله تعالى يتولى محاسبة عباده بنفسه , فقال الأعرابي:إن الكريم إذا تولى شيئا أحسن فيه.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا يحل لامرئٍ مسلم سمع من أخيه كلمة أن يظن بها سوءاً ، وهو يجد لها في شئ من الخير مخرجاً.
قال علىّ بن طالب رضي الله عنه : حسن الظنّ باللّه ألا ترجو إلا اللّه ، ولا تخاف إلا ذنبك.
قال الحسن البصري رحمه الله : إن الله لم يأمر نبيه بمشاورة أصحابه حاجة منه إلى رأيهم ، ولكنه أراد أن يعرفهم ما في المشورة من البركة.
رأى ابن عمر رجلا يطوف بالبيت حاملا أمه ، وهو يقول لها : أتريني جزيتك يا أمه ? فقال ابن عمر : ولا طلقة واحدة ، أو قال : ولا زفرة واحدة.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أشد الأعمال ثلاثة إعطاء الحق من نفسك وذكر الله على كل حال ومواساة الأخ في المال .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إني لأكره أن أرى الرجل فارغا لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إنما هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : والله الذي لا إله إلا هو ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إن للقلوب شهوة وإقبالا وإن للقلوب فترة وادبارا فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها ودعوها عند فترتها وإدبارها .
قال رجل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أوصني يا أبا عبدالرحمن ، قال : ليسعك بيتك واكفف لسانك وابك على ذكر خطيئتك .
قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه : يولدون للموت ويعمرون للخراب ويحرصون على ما يفنى ويتركون ما يبقى ألا حبذا المكروهان الموت والفقر .
قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه : هل ترى الناس ما أكثرهم ما فيهم خير إلا تقي أو تائب .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ويل لمن لا يعلم ولو شاء الله لعلمه وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع مرات .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : من فقه الرجل ممشاه ومدخله ومخرجه ومجلسه مع أهل العلم .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : لا تكلفوا الناس ما لم يكلفوا ولا تحاسبوا الناس دون ربهم ابن آدم عليك نفسك فإنه من تتبع ما يرى في الناس يطل حزنه ولا يشف غيظه .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : تعلموا قبل أن يرفع العلم إن رفع العلم ذهاب العلماء .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إني لآمركم بالأمر وما أفعله ولكني أرجو أن أوجر عليه .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : لا يكون تقياً حتى يكون عالماً ولن يكون بالعلم جميلاً حتى يكون به عاملاً .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إنما أخشى على نفسي أن يقال لي على رؤوس الخلائق يا عويمر هل علمت فأقول نعم فيقال ماذا عملت فيما علمت .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ذروة الإيمان الصبر للحكم والرضى بالقدر والإخلاص في التوكل والاستسلام للرب عز وجل .
لما احتضر أبو الدرداء رضي الله عنه جعل يقول من يعمل لمثل يومي هذا من يعمل لمثل ساعتي هذه من يعمل لمثل مضجعي هذا ثم يقول ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ثلاث من ملاك أمر ابن آدم لا تشك مصيبتك ولا تحدث بوجعك ولا تزك نفسك بلسانك .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ادع الله تعالى في يوم سرائك لعله أن يستجيب لك في يوم ضرائك .
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : اعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن يؤجركم الله بعلم حتى تعملوا .
قال حذيفة رضي الله عنه : يا معشر القراء أسلكوا الطريق فلئن سلكتموه لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا .
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه : لا يكون الرجل من العلم بمكان حتى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه ولا يبتغي بالعلم ثمنا .
قال فضالة ابن عبيد رضي الله عنه : لأن أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها لأن الله تعالى يقول " إنما يتقبل الله من المتقين " .
عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : رأيت أبا بكرٍ رضى الله عنه آخذًا بلسانه يقول : «هذا أوردني الموارد» (الزهد؛ لأحمد بن حنبل) .
قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه : «بلغنا أنَّه إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ : أين أهل العفو ؟ فيكافئهم الله تعالى بما كان من عفوهم عن الناس» ( مسند الصديق لأبي بكر المروزي) .
قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه : أطوع الناس لله أشدُّهم بغضًا لمعصيته» (جمهرة خطب العرب) .
قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : «ما أبالي على أيِّ حالٍ أصبحت! على ما أحبُّ، أم على ما أكره؛ ذلك بأنِّي لا أدري الخيرة فيما أحبُّ أم فيما أكره» (الزهد لأبي داود) .
قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : «عليكم بذكر الله فإنَّه شفاء، وإيَّاكم وذكر الناس فإنَّه داء» (الزهد لأحمد بن حنبل) .
قال عثمان بن عفان رضى الله عنه : «لو طهرت قلوبكم، ما شبعت من كلام الله عز وجل» (الزهد لأحمد بن حنبل) .
قال عثمان بن عفان رضى الله عنه : «ما أحبُّ أن يأتي عليَّ يومٌ وليلةٌ إلاَّ أنظر في كلام الله عز وجل»، وفي لفظٍ «إلى عهد الله»؛ يعني: القراءة في المصحف (فضائل عثمان بن عفان، لعبد الله بن أحمد).
قال على بن أبى طالب رضى الله عنه يعزِّي رجلًا في ابنه : «إنَّك إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور!» (التعازي؛ لأبي الحسن المدائني) .
قال على بن أبى طالب رضى الله عنه : «إنَّ النِّعمة موصَّلةٌ بالشُّكر، والشُّكر معلَّقٌ بالمزيد، وهما مقرونان في قرنٍ، فلن ينقطع المزيد من الله حتَّى ينقطع الشُّكر من العبد» (الشكر؛ لابن أبي الدنيا) .
قال على بن أبى طالب رضى الله عنه : «من لانت كلمته، وجبت محبَّته» (العقد الفريد) .
قال على بن أبى طالب رضى الله عنه : «أخاف عليكم اثنين : اتِّباع الهوى، وطول الأمل؛ فإنَّ اتِّباع الهوى يصدُّ عن الحقِّ، وطول الأمل ينسي الآخرة» (أدب الدنيا والدين) .
قال على بن أبى طالب رضى الله عنه : «الناس نيامٌ، فإذا ماتوا انتبهوا» (ينظر: المغني عن حمل الأسفار) .
صحبة الاخوان
مواعظ الأمام الشافعي - صالح الشامي
قال الشافعي رحمه الله:
ليس سرور يعدل صحبة الاخوان, ولا غمّ يعدل فراقهم.
قطوف من مواعظ الإمام الشافعي
مواعظ الأمام الشافعي - صالح الشامي
قال الشافعي رحمه الله :
وددت أن الخلق يتعلمون هذا العلم , ولا ينسب اليّ منه شيء.
قال مالك بن دينار: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها، قيل: وما هو؟ قال: معرفة الله تعالى .
قيل لابن المبارك: إلى متى تكتب العلم؟ قال: "لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد".
قيل للشعبي:من أين لك كل هذا العلم؟ قال: بنفي الاغتمام، والسير في البلاد، وصبر كصبر الحمار، وبكور كبكور الغراب.
قال عطاء: إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت كأني لم أسمعه، وقد سمعته قبل أن يولد.
قال مجاهد: "طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية ثم رزق الله النية بعد"
قال محمد بن نصر: أول العلم الاستماع والإنصات ثم حفظه ثم العمل به ثم بثه.
قال حماد: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه طائعا، وكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله.
قال الشافعي: "للمروءة أركان أربعة: حسن الخلق، والسخاء، والتواضع، والنسك"
قال الثوري: "ليس شيء أقطع لظهر إبليس من قول: لا إله إلا الله".
قال أبو الدرداء : "إن العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله ، فإذا أبغضه الله بغّضه إلى عباده".
قال عمر بن ذر : "يا أهل معاصي الله ، لا تغتروا بطول حلم الله عنكم، واحذروا أسفه ، فإنه قال: "فلما آسفونا انتقمنا منهم".
قال الفضيل : إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار ، فاعلم أنك محروم كبلتك خطيئتك.
قال طلق بن حبيب : إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد ، وإن نعم الله أكثر من أن تحصى ، ولكن أصبحوا تائبين ، وأمسوا تائبين".
ليست التوبة عيبًا أو مذمة، قال تعالى: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ﴾ [التوبة: 117] بل هي عودة وأوبة وشرف وفرح: «لله أفرح بتوبة أحدكم» والتائب عند الله بمنزلة عظيمة، وحظوة رفيعة: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ﴾ [البقرة: 222].
قال الإمام الشافعي رحمه الله : "الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة، والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء، فكن بين المُنقبض والمنبسط".
قال ابن تيمية: "ومن أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بعقله وتدبره بقلبه وجد فيه من الفهم والحلاوة والهُدى وشفاء القلوب والبركة والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام لا نظمًا ولا نثرًا".
قال سهل التستري: من طعن في الحركة – يعني في السعي والكسب – فقد طعن في السنة، ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان.
قال شيخ الإسلام عند قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ﴾ من طلب من الفقراء الثناء أو الدعاء ، فقد خرج من هذه الآية. [مجموع الفتاوى].
قال ابن القيم: "فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر، فإن الله يدفع بها أنواعًا من البلاء... وأثر الصدقة واضح على النفس وفي بركة الأموال والأولاد، ودفع البلاء وجلب الرخاء".
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾ قال ابن عباس: ضمن الله تعالى لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة.
سأل صالح أباه الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عن حديث ابن عباس: «إياكم والغُلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغُلو» فقال الإمام أحمد: "لا تغلو في شيء حتى الحب والبغض" [مسائل صالح].
وأما الحزن فلم يأمر الله به ولا رسوله ، بل قد نهى عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين ، وذلك لأنه لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه ، وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به ، وقد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه فيكون محموداً من تلك الجهة لا من جهة الحزن ، كالحزين على مصيبة في دينه ، وعلى مصائب المسلمين عموماً فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير وبغض الشر
"وابيضت عيناه من الحزن فهو (كظيم)" لا أحد يعلم بحزننا حتى نصرخ به لكن الله يعلم حزنك ولو كنت صامتا
"فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ" محبوك يهتمون بك ، ينشغلون بهمك، لكنهم لا يراقبون قلبك على الدوام وحده الله لا تغيب عنه ومضة حزن فيه
أشد الأحزان وأعظم الأفراح ننساها فور رحيلها، مهما طال بقاء هذا الحزن أو ذاك الفرح. أليس هذا سببا كافيا للزهد في الدنيا والمسارعة للجنة؟!
عن الفضيل بن عياض قال: حزن الدنيا يذهب بِهَمِ الآخرة، وفرح الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة العبادة.
"فنادى في الظلمات" حين تكون في ظلمات الحزن والألم والاختناق أنت في اللحظة الفارقة التي يسمع فيها النداء
"فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم" قيل: علم مافي قلوبهم من الحزن الله يرى حزنك قبل أن تشعر به ومعه ينزل السكينة
بشرى لمن فاتته صلاة الفجر اليوم! قال بكر بن عبد الله المزني: «الرجل يخرج إلى الصلاة فتفوته في الجماعة،فإذا حزن لذلك أعطاه الله فضل الجماعة».
من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الطاعات وترك الندم على ما فعلته من الذنوب والزلات.
« حزن الدنيا للدنيا يذهب بهم الآخرة ، وفرح الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة العبادة »
قال سفيان الثوري رحمه الله : كتب إلي الحجاج بن فرافصة، قال بديل: «من عرف ربه أحبه، ومن أحبه ترك الدنيا وزهد فيها، والمؤمن لا يلهو حتى يغفل، وإن تفكر حزن» .
"إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن" كان النبيﷺمشغولا بشأن عظيم بالهجرة ومطاردة الكافرين لكنه في خضم انشغاله لم ينس حزن صاحبه لا عذرلنا
إذا أصابك حزن أو سقم أو ذلة أو لأواء – يعني الجوع – فقل: الله ربي لا أشرك به شيئًا: ثلاث مراتٍ، بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بذلك من أصابه شيء من ذلك .
رأيت من البلاء العجاب. أن المؤمن يدعو فلا يجاب، فيكرر الدعاء وتطول المدة، ولا يرى أثراً للإجابة، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي احتاج إلى الصبر. وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب.
فضل الله –عز وجل- في فتح باب التوبة : إن الله وعد بقبول التوبة –مهما عظمت الذنوب قال: "وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ"(سورة الشورى : 25).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: (الذي يضر صاحبه هو ما لم يحصل منه توبة، فأما ما حصل منه توبة فقد يكون صاحبه بعد التوبة أفضل منه قبل الخطيئة).
قال ابن القيم رحمه الله: المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور، ولا يجوز تأخيرها؛ فمتى أخّرها عصى بالتأخر، فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى، وهي توبته من تأخير التوبة.
التوبة النصوح : عرفها ابن كثير –رحمه الله تعالى- بقوله: "توبة صادقة جازمة تمحو ما قبلها من السيئات وتلم شعث التائب وتجمعه وتكفه عما كان يتعاطاه من الدناءات».
"قال رب اشرح لي صدري" في طريقه للتأثير في قلب فرعون سأل الله انشراح الصدر التعبئة الإيمانية وخشوع القلب وصدق الروح أعظم أدوات التأثير
أوضح صفة للملذات أنها عابرة ومؤقتة أما السعادة فإنها عبارة عن تربع على قمة من الانشراح والارتياح. مصدر السعادة شعورنا أننا على الطريق الصحيح وفي الموقع الصحيح.
جمال اﻵﻻم التي يمتحن بها العبد حين تتحول إلى آهات وأنات التضرع والدعاء بين يدي الغفور الودود..!
حين تتﻻطم أمواج اﻵﻻم والمحن فﻻ راد لها وﻻ صاد..
إﻻ السجود بين يدي الغفور الودود..
"فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين"
"وهو (الغفور) (الودود)" قد يغفر الناس لك خطأك إذا اعتذرت لكنهم لا يمنحونك حبا جديدا لكن الله يغفر لك ويقبل عليك بعد ذنبك والتوبة ويحبك
من رحمة الله تعالى وإحسانه إلينا حبه الثناء من عبده عليه..ما أكرمك ربنا ! ومن نحن وما نحن لولا فضلك ورحمتك؟!
"نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ" لا تقلق من أجل رزق صغارك يرزقهم حتى بدونك أنت
"إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا"
الوحي ثقيل
يحتاج منك المجاهدة
لنفسك
و لشيطان الجن
و شيطان الإنس
في الله لتتحقق بالعبودية في كل حال
37 - للسان آفتين غظيمتين وقد يكون لكل منهما أعظم أثما من الأخرى في وقتها وهما :
آفة الكلام وآفة السكوت !
فالساكت عن الحق شيطان أخرس والمتكلم بالباطل شيطان ناطق .
يقال: عمل النمام أضر من عمل الشيطان لأن عمل الشيطان بالخيال والوسوسة، وعمل النمام بالمواجهة والمعاينة (تنبيه الغافلين) .
لا يبلغ الشيطان من إنسان بمقدار ما يبلغ من عالم فاجر، أو عابدٍ جاهل، أو متزهد واعظ.
كل ما تجـد في قلبك، شيئا يخذلك عن العـلم، يضعفك عن العـلم، فاعلم أن الشيطان قد نفـث في قلبك، وأن هذا من توهين الشيطان .
عن سفيان الثوري قال: بلغني أن العبد يعمل العمل سراً فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية، ثم لا يزال الشيطان به حتى يحب أن يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: العاجز من عجز عن سياسة نفسه.
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : " أبخل الناس الذي يبخل بالسلام، وإن أعجز الناس، من عجز بالدعاء " (السلسلة الصحيحة) .
لا عجز عند المؤمن! من جميل الدعاء النبوي: "واجبُرني": أي ما ضاقت به حيلتي وقوتي وعقلي وسعيي فاجبر كسري فيه بقوتك التي لا يُعجزها شيء.
إذا أصابك كرب فقل: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث»؛ فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك عند الكرب .
قال ابن القيم: ومن تجريبات السَّالكين التي جرَّبُوْهَا فألفَوْهَا صحيةً أن من أدمنَ (أي أكثر) من قول: «يا حيُّ يا قيوم لا إله إلا أنت» أورثهُ ذلك حياة القلب والعقْل.
سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى» [رواه أصحاب السنن وغيرهم/ صحيح أبي داود: 1495].
ثمرات الاستعانة بالله
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
عند الاستعانة بالله تعالى لأداء طاعة ، كما في قول لا حول ولا قوة إلا بالله عند سماع " حي على الصلاة، حي على الفلاح " فإنها استعانة بالله تعالى لأداء الصلاة .
حال السلف مع القرآن : عن مكحول رحمه الله قال: اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه. [الحلية (تهذيبه) 2 / 180].
حال السلف مع القرآن : عن عبد الملك بن عمير رحمه الله قال: أبقى الناسِ عقولاً: قَرَأةُ القرآن. [موسوعة ابن أبي الدنيا 7/571].
"وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا" ذنوب الأمم كثيرة لكن الرسول ﷺ اختص هجر القرآن بالشكوى
حال السلف مع القرآن : قال أبو العالية رحمه الله: كنا نعدّ من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجلُ القرآن، ثم ينام عنه حتى ينساه. [صفة الصفوة 3/148].
قال ابن مسعود أنزل القرآن عليهم ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملاً إن أحدكم ليقرأ القرآن مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يُسْقِطُ مِنْهُ حرفاً وقد أسقط العمل به
علامة العلم في القرآن...
خشية في القلب..
قيام بالليل..
شهادة بالحق..
تعظيم شعائر الله..
الصبر عن زينة الدنيا..
اليقين بيوم اللقاء..
أين تلك المواطن في القرآن ؟؟
الدنيا تعب ساعة في مقابل نعيم أبد! فلا تستطِل بلاءك أو تستصعِبه.. إن الأمور تهون بالتهوين.
"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا" كم نكافح لإبقاء حبال المودة مع من نحب وعمل صالح في الخفاء يغنينا عن ذلك التعب والكفاح
(لقد خلقنا الإنسان في كبٓد)
كل الناس في تعب، وجميعنا أصحاب هموم.
لكن أشرفنا وأكرمنا وأعلانا منزلة من كان تعبه لله، وهمومه من أجل أمته ودينه.
من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
(1) [القلم:9]
{وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} (1) ليس لأهل الباطل حق يغارون عليه، أو دين يغضبون من أجله، هم مستعدون للتنازل عن أي شيء المهم عندهم إضعاف الحق وتلبيسه
في ٥ دقائق تقرأ سورة وَقَتْ صاحبها عذاب القبر:
إنها سورة الملك..
ما أيسر الثمن وأعظم الغنيمة!
قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه : «ما دمت في صلاةٍ فأنت تقرع باب الملك، ومن يقرع باب الملك يُفتح له» (صفة الصفوة) .