من أقوال أ. وجدان العلي
من أقوال أ. وجدان العلي
تلك النفوس العلوية!
جاء سيدنا ﷺ إلى بيت ابنته فاطمة عليها السلام، فقال لها: أين ابن عمك؟
فقالت: " كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقِل عندي "
!
فخرج النبي ﷺ فوجده نائما في المسجد فجعل يوقظه ويقول: قم أبا التراب! قم أبا التراب!
يمازحه!
فهذه فاطمة رضي الله عنها لم تفشِ سر زوجها لأعظم الخلق، وأحقهم بإفشاء السر إليه!
وهو بعدُ أبوها وأحب الناس إليها ﷺ !
وقد جاء فسأل وليست هي من ذهب فاشتكى!
بل طوت ما كان بينها وبين زوجها، وأبقته حيث هو بينهما وحدهما!
ولم يسألها أرحم الخلق ﷺ عن قصة الأمر، ولا ماذا كان بينهما، ولا استقصى!
وما فاتح سيدنا عليا رضي الله عنه في شأن الأمر، ولم يذهب إليه يحمل وجها مغضبًا ونفسًا مغضبة!
بل مازحه ولاطفه وما قال له عما كان بينه وبين ابنته فاطمة شيء!
/
تكبر في عيني جدا تلك المرأة المباركة التي إذا خالفت زوجها أو كان بينهما شيء= سترت ما بينهما ولم تحدث به أحدًا!
وما وجدتُ امرأة لديها نهمة كشف خبايا زوجها وسرد صغير التفاصيل وكبيرها بدعوى الشكاية منه إلا نكرتها نفسي، وسقطت من عيني، وجعلت هذا دلالةً على خسة معدنها وقباحة سريرتها.
وإنما تُقام البيوت بالتراحم والتغافر!