من أقوال أ. وجدان العلي
A
حكمــــــة
سبحان الله! تأمل قوله تعالى:" ولو رُدُّوا لعادوا لما نُهُوا عنه وإنهم لكاذبون"!
بعد كل هذا الهول الهائل الذي تتلظى فيه النار وتشيب النواصي ويتناهى الفزع وما شئت من هول=تظل هنالك نفوسٌ مردت على الضلال وتلبست بحمأته، حتى لو عادت من بعد هذا كله لعادت لما كانت عليه عصيانًا ومقارفة للفجور!
هل تستوعب هذا؟!
اللهم عفوك وعافيتك!
بعد كل هذا الهول الهائل الذي تتلظى فيه النار وتشيب النواصي ويتناهى الفزع وما شئت من هول=تظل هنالك نفوسٌ مردت على الضلال وتلبست بحمأته، حتى لو عادت من بعد هذا كله لعادت لما كانت عليه عصيانًا ومقارفة للفجور!
هل تستوعب هذا؟!
اللهم عفوك وعافيتك!
حكمــــــة
بينما تجلس ذاويًا ذابلًا تحدق في وجه المرض والمشاعر تغدو وتروح في أودية النفس، فيتسلل إليك طيفٌ يمسح عنك العنت، ويصب في قلبك هدأة غامرةً، وسكينةً مبتسمة، فتعلم أن هنالك من يجلس ويجتهد في كتابة اسمك في صحائف الدعاء والضراعة!
ذلك الطيف الأبيض، يهدهد روحك المغتربة، ويقول لك: لست وحدك! فاطمئن!
ذلك الطيف الأبيض، يهدهد روحك المغتربة، ويقول لك: لست وحدك! فاطمئن!
حكمــــــة
من ثمار النهي عن الغيبة والنميمة والسب، حفظ النفس من رصد المعايب والنقائص، والاهتمام بها، ونقلها من زاوية المعرفة إلى التحدث عنها، وهذا كله نثرٌ للتعب والأذى في عالم النفس وعالم الناس.
وديننا لأنه رحمةٌ كله؛ فإنه يحمل من آمن به على طلب السكينة وأسبابها، وليس من ذلك رصد تفاصيل الأخطاء والعيوب والتحدث بها.
وكل من يعلم طبيعة النفس يعلم أن وقوع الألم يكون مضاعفًا إذا انشغل الإنسان به تفكيرا وتحدثًا.
وديننا لأنه رحمةٌ كله؛ فإنه يحمل من آمن به على طلب السكينة وأسبابها، وليس من ذلك رصد تفاصيل الأخطاء والعيوب والتحدث بها.
وكل من يعلم طبيعة النفس يعلم أن وقوع الألم يكون مضاعفًا إذا انشغل الإنسان به تفكيرا وتحدثًا.
حكمــــــة
السجود صلاةٌ وحده! فيها ذلك الخضوع الساجد والنَّفس المبتهل والحرف المخبت الأواه، واللسان الذي يؤذن في محراب الطمع بحاجاته، ولهفة الشوق بأنات النجوى وهمهمات الشكوى!
وليس عجيبًا أن اشترط بعض الفقهاء لسجود التلاوة ما يُشترط للصلاة؛ من الطهارة ونفي الخبث واستقبال القبلة، وعللوا ذلك " بأنه صلاة أو في معنى الصلاة".
وليس عجيبًا أن اشترط بعض الفقهاء لسجود التلاوة ما يُشترط للصلاة؛ من الطهارة ونفي الخبث واستقبال القبلة، وعللوا ذلك " بأنه صلاة أو في معنى الصلاة".
حكمــــــة
"إنا قَدْ حُرِّرنا عَن رِقِّ الأشياء فِي الأزل"!
كان لبعض العارفين ولدٌ يشتغل على عادة كثير من الشباب بالبطالة واللهو، مع أن أباه هو هو علمًا وحالًا!
فمر بعض المريدين بذلك الشاب وهو في صخبه ولهوه، فتألم قلبه وقال: مسكينٌ ذلك الشيخ! قد ابتُلي بمقاساة هذا الابن!
فلما دخل على ذلك العارف وجده في سكينةٍ وارفةٍ لا يحس هما وكأنه لا خبر عنده!
فقال له ذلك المريد: فديتُ من
لا تؤثر فيه الجبال الرواسي!
فقال له ذلك العارف: إنا قَدْ حُرِّرنا عَن رِقِّ الأشياء فِي الأزل.
كان لبعض العارفين ولدٌ يشتغل على عادة كثير من الشباب بالبطالة واللهو، مع أن أباه هو هو علمًا وحالًا!
فمر بعض المريدين بذلك الشاب وهو في صخبه ولهوه، فتألم قلبه وقال: مسكينٌ ذلك الشيخ! قد ابتُلي بمقاساة هذا الابن!
فلما دخل على ذلك العارف وجده في سكينةٍ وارفةٍ لا يحس هما وكأنه لا خبر عنده!
فقال له ذلك المريد: فديتُ من
لا تؤثر فيه الجبال الرواسي!
فقال له ذلك العارف: إنا قَدْ حُرِّرنا عَن رِقِّ الأشياء فِي الأزل.
حكمــــــة
من أجلِّ آيات الله المشهودة بالقلوب=أن القلب يكون غيبًا محجوبًا حتى عن صاحبه، فقد يرى ويسمع ويبصر، ثم تأتي ساعة فينكشف عنه الغطاء ويلوح له ما لم يكن يعلم، فيجد أن هذا الستر الذي كان على قلبه، كان من رحمة الله به لكي لا تفسد عليه حياته بمعرفته له-مع وجوده فيه، وحضور أسبابه بين يديه!
حتى إذا ارتفعت الحُجُبُ وأسفر الغيب=التمع بصر القلب، وأوغل في نور البصيرة، وشاهد ما لم يره، وانتبه لخفقات سرٍّ كان مكتومًا في خبيء صدره، تلوح بين يديه حيةً تفوح بالروح، ويقول دَهِشًا: لقد كنت أحس هذا ولم أكن أعلم سببه، ولا ألتفت إليه!
فهو يعيش أزمنةً ينسخ بعضها بعضا، حتى يكون له ختامٌ يرقى فيه إلى صفاء الاصطفاء، مهيمنا على ما سبق، ويكون كل ماضيه دَرَجًا صعد عليه إلى غايته التي كان يهيأُ لها!
حتى إذا ارتفعت الحُجُبُ وأسفر الغيب=التمع بصر القلب، وأوغل في نور البصيرة، وشاهد ما لم يره، وانتبه لخفقات سرٍّ كان مكتومًا في خبيء صدره، تلوح بين يديه حيةً تفوح بالروح، ويقول دَهِشًا: لقد كنت أحس هذا ولم أكن أعلم سببه، ولا ألتفت إليه!
فهو يعيش أزمنةً ينسخ بعضها بعضا، حتى يكون له ختامٌ يرقى فيه إلى صفاء الاصطفاء، مهيمنا على ما سبق، ويكون كل ماضيه دَرَجًا صعد عليه إلى غايته التي كان يهيأُ لها!
حكمــــــة
كلام مدهش عن القرآن المجيد يختطف القلب من روعته بقلم علامة كبير جليل القدر.
فما هو إلا أن جاء القرآن.. وإذا الأسواق قد انفضت، إلا منه، وإذا الأندية قد صَفِرت، إلا عنه، فما قدر أحد منهم أن يُباريَه أو يجاريَه، أو يقترح فيه إبدال كلمة بكلمة، أو حذف كلمة أو زيادة كلمة، أو تقديم واحدة وتأخير أخرى؛ ذلك على أنه لم يَسُدَّ عليهم باب المعارضة بل فتحه على مصراعيه، بل دعاهم إليه أفرادًا أو جماعات. بل تحداهم وكرر عليهم ذلك التحدي في صور شتى، متهكمًا بهم متنزلًا معهم إلى الأخف فالأخف: فدعاهم أول مرة أن يجبئوا بمثله، ثم دعاهم أن يأتوا بعشر سور مثله، ثم أن يأتوا بسورة واحدة مثله، ثم بسورة واحدة من مثله!
وأباح لهم في كل مرة أن يستعينوا بمن شاءوا ومن استطاعوا، ثم رماهم والعالم كله بالعجز في غير مواربة؛ فقال: {لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} وقال: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} !
فانظر أي إلهاب، وأي استفزاز!
لقد أجهز عليهم بالحكم الباتِّ المؤبَّد في قوله {وَلَنْ تَفْعَلُوا} ثم هددهم بالنار، ثم سواهم بالأحجار!
فلعَمري لو كان فيهم لسان يتحرك لما صمتوا عن منافسته وهم الأعداء الألدَّاء، وأباة الضيم الأعزاء، وقد أصاب منهم موضع عزتهم وفخارهم، ولكنهم لم يجدوا ثغرة ينفذون منها إلى معارضته، ولا سُلَّمًا يصعدون به إلى مزاحمته، بل وجدوا أنفسهم منه أمام طودٍ شامخ، فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا...!
حتى إذا استيأسوا من قدرتهم واستيقنوا عجزهم ما كان جوابهم إلا أن ركبوا متن الحتوف، واستنطقوا السيوف بدل الحروف. وتلك هي الحيلة التي يلجأ إليها كل مغلوب في الحجة والبرهان، وكل من لا يستطيع دفعًا عن نفسه بالقلم واللسان.اهـ
العلامة الكبير محمد عبد الله دراز في كتابه الحجة الفرد: النبأ العظيم.
ولا أشك أن طالب علم يريد شرف البيان الباذخ، وجلال الإيمان الراسخ=لا يقرأ مثل هذا الكتاب الشريف المدهش
فما هو إلا أن جاء القرآن.. وإذا الأسواق قد انفضت، إلا منه، وإذا الأندية قد صَفِرت، إلا عنه، فما قدر أحد منهم أن يُباريَه أو يجاريَه، أو يقترح فيه إبدال كلمة بكلمة، أو حذف كلمة أو زيادة كلمة، أو تقديم واحدة وتأخير أخرى؛ ذلك على أنه لم يَسُدَّ عليهم باب المعارضة بل فتحه على مصراعيه، بل دعاهم إليه أفرادًا أو جماعات. بل تحداهم وكرر عليهم ذلك التحدي في صور شتى، متهكمًا بهم متنزلًا معهم إلى الأخف فالأخف: فدعاهم أول مرة أن يجبئوا بمثله، ثم دعاهم أن يأتوا بعشر سور مثله، ثم أن يأتوا بسورة واحدة مثله، ثم بسورة واحدة من مثله!
وأباح لهم في كل مرة أن يستعينوا بمن شاءوا ومن استطاعوا، ثم رماهم والعالم كله بالعجز في غير مواربة؛ فقال: {لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} وقال: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} !
فانظر أي إلهاب، وأي استفزاز!
لقد أجهز عليهم بالحكم الباتِّ المؤبَّد في قوله {وَلَنْ تَفْعَلُوا} ثم هددهم بالنار، ثم سواهم بالأحجار!
فلعَمري لو كان فيهم لسان يتحرك لما صمتوا عن منافسته وهم الأعداء الألدَّاء، وأباة الضيم الأعزاء، وقد أصاب منهم موضع عزتهم وفخارهم، ولكنهم لم يجدوا ثغرة ينفذون منها إلى معارضته، ولا سُلَّمًا يصعدون به إلى مزاحمته، بل وجدوا أنفسهم منه أمام طودٍ شامخ، فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا...!
حتى إذا استيأسوا من قدرتهم واستيقنوا عجزهم ما كان جوابهم إلا أن ركبوا متن الحتوف، واستنطقوا السيوف بدل الحروف. وتلك هي الحيلة التي يلجأ إليها كل مغلوب في الحجة والبرهان، وكل من لا يستطيع دفعًا عن نفسه بالقلم واللسان.اهـ
العلامة الكبير محمد عبد الله دراز في كتابه الحجة الفرد: النبأ العظيم.
ولا أشك أن طالب علم يريد شرف البيان الباذخ، وجلال الإيمان الراسخ=لا يقرأ مثل هذا الكتاب الشريف المدهش
حكمــــــة
اصطفى ربنا سبحانه وبحمده لمصر زمرةً من القراء الذين كانوا استثناءً بين الناس في محاريب التلاوة.
وكلما صحبتَ واحدًا منهم زمنًا
وجدت فيه من الأسرار الجاذبة والنفحات المباركة، ما يجعلك تقول عنه: هذا هذا!
هذا تقوله في سيدنا الشيخ رفعت! كما تقوله في سيدنا الشيخ المنشاوي، كما تقوله في سيدنا الشيخ الحصري، كما تقوله في سيدنا الشيخ مصطفى، كما تقوله في سيدنا الشيخ محمود علي البنا، كما تقوله في سيدنا الشيخ عبد الباسط، كما تقوله في سيدنا الشيخ الفشني، كما تقوله في سيدنا الشيخ عمران، كما تقوله في سيدنا الشيخ الشعشاعي، والشيخ شعيشع..
رحمهم الله ورضي عنهم وتقبلهم!
وكلما صحبتَ واحدًا منهم زمنًا
وجدت فيه من الأسرار الجاذبة والنفحات المباركة، ما يجعلك تقول عنه: هذا هذا!
هذا تقوله في سيدنا الشيخ رفعت! كما تقوله في سيدنا الشيخ المنشاوي، كما تقوله في سيدنا الشيخ الحصري، كما تقوله في سيدنا الشيخ مصطفى، كما تقوله في سيدنا الشيخ محمود علي البنا، كما تقوله في سيدنا الشيخ عبد الباسط، كما تقوله في سيدنا الشيخ الفشني، كما تقوله في سيدنا الشيخ عمران، كما تقوله في سيدنا الشيخ الشعشاعي، والشيخ شعيشع..
رحمهم الله ورضي عنهم وتقبلهم!
حكمــــــة
والله يا بني ربنا كريم! واحنا ملناش وش معاه أصلا"!
اعتياد الشكوى للناس، واتخاذها مُتَنَفسَّ الإنسان؛ تفعل بالنفس فعلَ الذي أراد الراحة بعد يوم طويل، فاتخذ لنفسه وسادةً حشوها جمرٌ يسند عليها رأسه بعد عناء يومه الطويل!
والمُشاهد في الناس أن من اعتاد الشكوى لم تكد تصفو له نعمةٌ، وكيف تصفو له وهو محجوبٌ عنها من وراء سور الضجر والضيق؟!
صديقٌ لي أصيب بحالة غريبة فقد معها سوائل جسده حتى فقد ريقه! فكان يقول لي: تخيل! عرفت نعمة "الريق" ذلك اللعاب الذي لا نكاد نلتفت إليه، ولا نحس نعمة الله به علينا، ولولاه ما ساغ طعام ولا أطقنا الكلام!
وآخر حدثني عن ذلك الصفير المزمن الذي أصاب أذن أحد كبار رجال الأعمال في بلد عربي، سافر لعلاجه في أرقى المستشفيات بالعالم فلم يُجدِ معه العلاج شيئا..فجلس مع بعضهم وهو يقول: ليتني فقدت مالي وأذهب الله عني هذا الصفير!
فقال له جليسه الذي يعلم أنه يجلس بين يدي ملياردير:
مالك كله من أجل هذه؟!
قال: لقد ذقت المال وعرفت طرق صيده، لكنَّي عاجزٌ أمام هذا المرض، وما نفعني مالي كله لصرف هذا عني، إلا أن يمن الله ويكرم!
ولو بسطت باب مشاهدات النعم فلن يُغلق!
نعم! تغلبنا النفس أحيانا فنشكو، لكن من عرف بعض حق ربه عليه، وفضله عليه، وكان "صادقًا" مع نفسه، طلب ما يطلب بلسان الذل والحياء، لا بلسان الضجر والضيق الذي يبدو حتى في حمده لله ! عندما تسأل أحدهم عن حاله، فيقول بلسان كله لوم لربه، وصوت متكدر، ونبرة تقطر مرارة: الحمد لله!
وصدق من قال: والله يابني ربنا كريم واحنا ملناش وش معاه أصلا!
اعتياد الشكوى للناس، واتخاذها مُتَنَفسَّ الإنسان؛ تفعل بالنفس فعلَ الذي أراد الراحة بعد يوم طويل، فاتخذ لنفسه وسادةً حشوها جمرٌ يسند عليها رأسه بعد عناء يومه الطويل!
والمُشاهد في الناس أن من اعتاد الشكوى لم تكد تصفو له نعمةٌ، وكيف تصفو له وهو محجوبٌ عنها من وراء سور الضجر والضيق؟!
صديقٌ لي أصيب بحالة غريبة فقد معها سوائل جسده حتى فقد ريقه! فكان يقول لي: تخيل! عرفت نعمة "الريق" ذلك اللعاب الذي لا نكاد نلتفت إليه، ولا نحس نعمة الله به علينا، ولولاه ما ساغ طعام ولا أطقنا الكلام!
وآخر حدثني عن ذلك الصفير المزمن الذي أصاب أذن أحد كبار رجال الأعمال في بلد عربي، سافر لعلاجه في أرقى المستشفيات بالعالم فلم يُجدِ معه العلاج شيئا..فجلس مع بعضهم وهو يقول: ليتني فقدت مالي وأذهب الله عني هذا الصفير!
فقال له جليسه الذي يعلم أنه يجلس بين يدي ملياردير:
مالك كله من أجل هذه؟!
قال: لقد ذقت المال وعرفت طرق صيده، لكنَّي عاجزٌ أمام هذا المرض، وما نفعني مالي كله لصرف هذا عني، إلا أن يمن الله ويكرم!
ولو بسطت باب مشاهدات النعم فلن يُغلق!
نعم! تغلبنا النفس أحيانا فنشكو، لكن من عرف بعض حق ربه عليه، وفضله عليه، وكان "صادقًا" مع نفسه، طلب ما يطلب بلسان الذل والحياء، لا بلسان الضجر والضيق الذي يبدو حتى في حمده لله ! عندما تسأل أحدهم عن حاله، فيقول بلسان كله لوم لربه، وصوت متكدر، ونبرة تقطر مرارة: الحمد لله!
وصدق من قال: والله يابني ربنا كريم واحنا ملناش وش معاه أصلا!
حكمــــــة
يتسع الصدر انشراحًا باتساع حدقة البصيرة في مشاهدات النعم!
إن لله تعالى عبادًا اختصهم بالسفر في ملكوت الشكر، يتقنون جمال رصد التفاصيل الصغيرة من فضل الله عليهم، فهم دائمًا في فرحة الشكر، والإقرار بالعجز عن الشكر!
وما ضاق صدرٌ بمثل محاصرته بأسلاك الشكوى! هؤلاء الذين لديهم قدرة مدهشةٌ على تحويل رحابة هذا الكون إلى مثل رأس الإبرة ضيقًا واختناقا!
لسانهم دائما ترجمانُ همٍّ، وسفير شكاية!
فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم.
إن لله تعالى عبادًا اختصهم بالسفر في ملكوت الشكر، يتقنون جمال رصد التفاصيل الصغيرة من فضل الله عليهم، فهم دائمًا في فرحة الشكر، والإقرار بالعجز عن الشكر!
وما ضاق صدرٌ بمثل محاصرته بأسلاك الشكوى! هؤلاء الذين لديهم قدرة مدهشةٌ على تحويل رحابة هذا الكون إلى مثل رأس الإبرة ضيقًا واختناقا!
لسانهم دائما ترجمانُ همٍّ، وسفير شكاية!
فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم.
حكمــــــة
قلب الصادق
لا تجد في قلب الصادق نفَس استحقاقٍ بين يدي المنن!
بل تراه فارغًا من شهود نفسه، صائمًا عن الدعاوى..
انظر أنفاس الإخبات الموسوية عند الكليم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه عندما كلمه ربه سبحانه وبحمده:
"قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون (٣٣) وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون (٣٤)" القصص.
قال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله:
"تعلل بكل وجه رجاء أن يعافى من مشقة التبليغ ومقاساة البلاء لأنه علم أن النبوة فيها مشقة، فلم يجد الرخصة والإعفاء مما كُلِّف".
فلما عاين فقره وفر من ضعفه آواه ربه إليه وشد عضده بأخيه وآزره بمعيته ونصرته وهدايته وتثبيته.
وهذا شواهده الأعظم في سيدنا ﷺ، رجع خائفًا يرجف فؤاده، يقول لزوجه خديجة رضي الله عنها: لقد خشيت على نفسي!
وكان شعاره في خلوته وجلوته: إنما أنا عبد!
فعاين فقره وفر من ضعفه فآواه ربه إليه وأقامه في الأولين والآخرين المقام المحمود؛ لتمام عبوديته لربه وافتقاره إليه!
وانظر أمنا الصديقة عائشة رضي الله عنها تقول في حديث الإفك:
والله ما كنت أظن أن الله منزلٌ في شأني وحيًا يُتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمرٍ يُتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله ﷺ في النوم رؤيا يُبرئني الله بها!
فعاينت فقرها وفرت من ضعفها فآواها الله تعالى إلى كرمه ورحمته وشرفها بالوحي تبرئةً لها، شرفًا لا يبلى مدى الآباد!
فاعقل هذا الأصل: خلِّ نفسك، واغسلها من رعونة التطلع، وأنفاس الاستحقاق؛ تنل حلية الكرامة وشرف المعية الإلهية والتأييد الرباني.
لا تجد في قلب الصادق نفَس استحقاقٍ بين يدي المنن!
بل تراه فارغًا من شهود نفسه، صائمًا عن الدعاوى..
انظر أنفاس الإخبات الموسوية عند الكليم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه عندما كلمه ربه سبحانه وبحمده:
"قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون (٣٣) وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون (٣٤)" القصص.
قال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله:
"تعلل بكل وجه رجاء أن يعافى من مشقة التبليغ ومقاساة البلاء لأنه علم أن النبوة فيها مشقة، فلم يجد الرخصة والإعفاء مما كُلِّف".
فلما عاين فقره وفر من ضعفه آواه ربه إليه وشد عضده بأخيه وآزره بمعيته ونصرته وهدايته وتثبيته.
وهذا شواهده الأعظم في سيدنا ﷺ، رجع خائفًا يرجف فؤاده، يقول لزوجه خديجة رضي الله عنها: لقد خشيت على نفسي!
وكان شعاره في خلوته وجلوته: إنما أنا عبد!
فعاين فقره وفر من ضعفه فآواه ربه إليه وأقامه في الأولين والآخرين المقام المحمود؛ لتمام عبوديته لربه وافتقاره إليه!
وانظر أمنا الصديقة عائشة رضي الله عنها تقول في حديث الإفك:
والله ما كنت أظن أن الله منزلٌ في شأني وحيًا يُتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمرٍ يُتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله ﷺ في النوم رؤيا يُبرئني الله بها!
فعاينت فقرها وفرت من ضعفها فآواها الله تعالى إلى كرمه ورحمته وشرفها بالوحي تبرئةً لها، شرفًا لا يبلى مدى الآباد!
فاعقل هذا الأصل: خلِّ نفسك، واغسلها من رعونة التطلع، وأنفاس الاستحقاق؛ تنل حلية الكرامة وشرف المعية الإلهية والتأييد الرباني.
حكمــــــة
وفي التوبة مشهد الفرح الرباني الذي لو أيقن به قلب الشارد لنفض عنه غبار غفلته؛ ليكتب اسمه في ديوان من يفرح بهم رب العالمين!
وهذا مشهد تنكسر عنده الحروف وتبلى الكلمات!
فما أشد حرمانَ من انقطع عن هذا النور، فتثاقل متهاونًا، وجلس على رصيف الوحشة مظلم القلب! "ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون"!
وقد أبصر العارف هذا الجمال، فلم يزل قلبه يلهج مستغفرًا تائبًا، كأنما يجعل قلبه مترددًا على النهل من هذا الكوثر المضيء! أن أكون أنا! نسل الطين وحفنة التراب=أحدَ مَن يفرح بهم أغنى الأغنياء عن عبادة الخلق سبحانه!
وهذا مشهد تنكسر عنده الحروف وتبلى الكلمات!
فما أشد حرمانَ من انقطع عن هذا النور، فتثاقل متهاونًا، وجلس على رصيف الوحشة مظلم القلب! "ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون"!
وقد أبصر العارف هذا الجمال، فلم يزل قلبه يلهج مستغفرًا تائبًا، كأنما يجعل قلبه مترددًا على النهل من هذا الكوثر المضيء! أن أكون أنا! نسل الطين وحفنة التراب=أحدَ مَن يفرح بهم أغنى الأغنياء عن عبادة الخلق سبحانه!
حكمــــــة
نحتاج من يؤازرنا بالثناء والكلمة المثبتة في زمن عاصف، ولو كان أحدٌ مستغنيًا عن شد أزره لكان أنبياء الله!
ولقد قال الكليم عليه السلام: "أخي
اشدد به أزري وأشركه في أمري"!
ولم تزل كلمات النور الخديجية
معلقةً فوق سقف الوجود فياضةً بالصدق واليقين والحياة!
في حاجةٍ تامةٍ نحن إلى من يهدهد أرواحنا، ويعتصم بالصفاء سرًّا وعلانية، إيمانًا واحتواءً واحتمالا!
من يستثمر في حقول خيرنا، ويعيننا على أنفسنا، ويكفُّ شرَّه وشرَّ أنفسنا عنا.
من يرقب الله فينا، ويحمل هم تجويد ذواتنا، فيتمم نقصنا، ويرحم ضعفنا، ويقبلنا بشرا لا يعرفون العصمة لكن يعرفون الصدق!
من يكفينا مؤنة حمل دفاتر الشرح، ومجلدات التفسير لأفعالنا.. من يقاطع مقدماتنا التي نتعنَّى في اختراعها؛ لأنه يعيشنا، ويحسن رؤية ملامح قلوبنا!
من لا يحاصرنا بالأسئلة ويكون هو إجابتنا الصادقة العذبة في هذا الوجود!
من نتكئ في حضرته تخففًا من الأصباغ الاجتماعية..ونسكن بين يديه فننام آمنين!
من يرى عوراتنا فيسترها، ويُسدلُ عليها جميلَ الظن، وعافيةَ الإحسان!
من لم تلوثه حقارة الدنيا فيضنَّ بالبذل أو يأسره البخل.
من يستعذب لثغة بياننا، وتمتمة شفاهنا المتلعثمة!
من يكون فصاحتَنا المبينة حين تهرب منا الكلمات!
من يرقب سعادة يوم " على سرر متقابلين"! ونراه فنذكر ربنا ونجدد الإيمان بأنفسنا وتقر أعيننا، وتحضر في بهاء وجوده طفولتنا المرحة، الباكية، المشاكسة، المخطئة، الصادقة!
ولقد قال الكليم عليه السلام: "أخي
اشدد به أزري وأشركه في أمري"!
ولم تزل كلمات النور الخديجية
معلقةً فوق سقف الوجود فياضةً بالصدق واليقين والحياة!
في حاجةٍ تامةٍ نحن إلى من يهدهد أرواحنا، ويعتصم بالصفاء سرًّا وعلانية، إيمانًا واحتواءً واحتمالا!
من يستثمر في حقول خيرنا، ويعيننا على أنفسنا، ويكفُّ شرَّه وشرَّ أنفسنا عنا.
من يرقب الله فينا، ويحمل هم تجويد ذواتنا، فيتمم نقصنا، ويرحم ضعفنا، ويقبلنا بشرا لا يعرفون العصمة لكن يعرفون الصدق!
من يكفينا مؤنة حمل دفاتر الشرح، ومجلدات التفسير لأفعالنا.. من يقاطع مقدماتنا التي نتعنَّى في اختراعها؛ لأنه يعيشنا، ويحسن رؤية ملامح قلوبنا!
من لا يحاصرنا بالأسئلة ويكون هو إجابتنا الصادقة العذبة في هذا الوجود!
من نتكئ في حضرته تخففًا من الأصباغ الاجتماعية..ونسكن بين يديه فننام آمنين!
من يرى عوراتنا فيسترها، ويُسدلُ عليها جميلَ الظن، وعافيةَ الإحسان!
من لم تلوثه حقارة الدنيا فيضنَّ بالبذل أو يأسره البخل.
من يستعذب لثغة بياننا، وتمتمة شفاهنا المتلعثمة!
من يكون فصاحتَنا المبينة حين تهرب منا الكلمات!
من يرقب سعادة يوم " على سرر متقابلين"! ونراه فنذكر ربنا ونجدد الإيمان بأنفسنا وتقر أعيننا، وتحضر في بهاء وجوده طفولتنا المرحة، الباكية، المشاكسة، المخطئة، الصادقة!
حكمــــــة
لا تكف عن الطمع في ربنا سبحانه وبحمده؛ فإنه لا أكرم منه ولا أرحم منه ولا أحبَّ للإحسان منه.
ولا يكن طمعك دنيويا فحسب، بل اطمع في بعث قلبك وارتقاء همتك، وارتفاع أخلاقك عن الدنايا، وكفايتك به سبحانه استغناءً وحُبًّا!
سبحان من هو رب كل شيء! وعنده خزائن كل شيء، وهو القادر على كل شيء، وهو يحب أن تدعوه، فكيف لا نطمع فيه؟!
سبحانك اللهم سبحانك! لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك.
ولا يكن طمعك دنيويا فحسب، بل اطمع في بعث قلبك وارتقاء همتك، وارتفاع أخلاقك عن الدنايا، وكفايتك به سبحانه استغناءً وحُبًّا!
سبحان من هو رب كل شيء! وعنده خزائن كل شيء، وهو القادر على كل شيء، وهو يحب أن تدعوه، فكيف لا نطمع فيه؟!
سبحانك اللهم سبحانك! لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك.
حكمــــــة
للأنثى ضعفها الذي يمدها بجمالٍ آسر يجعل منها مهاد السكينة والروح والحياة، إذا نعمت بأنوثتها التي فطرت عليها، وأوت إلى من يفقه هذه الأبجدية الأنثوية، فلا يجعل منها نقشًا مُعقَّدًا في معبد الشقاء، وينحتها نحتًا بسلوكه المسماري الصلد!
وما مُسِخَت الحياة بمثل غياب نبل الرجل ومروءته، فتكون
مساحة الحياة في عين المرأة هي هي مساحة التابوت يحيط جسد الميت، وإن طَعِمَتْ وشَرِبَتْ وكان منها الولد!
نحتاج إلى تلك النفوس الكبيرة التي تحتوي هذا الضعف، وترتفع عن الأخطاء العابرة، وتغضي عن نزق المسكينة التي تحب أن تتنفس ولو ببعض التحامق؛ لتعلم أين هي من هذا الذي وُضِعَتْ في ظله! فلم لا يكون مرتفعا بخلقه حتى يصل إلى حسن ظنها فيه يوم قبلت به شريكا في هذه الحياة؟!
كم يفرحني قول سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما بفقهه ونافذ بصيرته: ما أحب أن استنظف(يعني أستوعب) جميع حقي عليها؛ لأن الله تعالى ذكره يقول:" وللرجال عليهن درجة".
ولقد أعلم أن هنالك من يكره من هي في كنفه، ويغضي
عن ذلك، متعاملا بالفضل والإحسان على خير ما يطيق، رفعةً بنفسه، وارتفاعا إلى حسن ظن الذي أسلمه ابنته فيه.
وددت أن أعلم: ما الجمال في أن يكون المرء دنيئا خسيس الخلق، يتعشق الغدر، ويتلذذ بالأذى كأنه نعت أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله؟!
وهنالك قباحة ذاك الذي يتوكأ على ضعف الأنثى جاءت تشكو إليه، أو تطلب منه النصح، فيضحك عليها بخيالاته، ويستنزف دمعها في كأسه الدنسةِ خمرًا تروي روحه الآسنة، لا يبالي بها، ولا بآلامها، حتى صار كالدهشة أن تجد نبيلا شريف النفس سامي المعدن!
وما مُسِخَت الحياة بمثل غياب نبل الرجل ومروءته، فتكون
مساحة الحياة في عين المرأة هي هي مساحة التابوت يحيط جسد الميت، وإن طَعِمَتْ وشَرِبَتْ وكان منها الولد!
نحتاج إلى تلك النفوس الكبيرة التي تحتوي هذا الضعف، وترتفع عن الأخطاء العابرة، وتغضي عن نزق المسكينة التي تحب أن تتنفس ولو ببعض التحامق؛ لتعلم أين هي من هذا الذي وُضِعَتْ في ظله! فلم لا يكون مرتفعا بخلقه حتى يصل إلى حسن ظنها فيه يوم قبلت به شريكا في هذه الحياة؟!
كم يفرحني قول سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما بفقهه ونافذ بصيرته: ما أحب أن استنظف(يعني أستوعب) جميع حقي عليها؛ لأن الله تعالى ذكره يقول:" وللرجال عليهن درجة".
ولقد أعلم أن هنالك من يكره من هي في كنفه، ويغضي
عن ذلك، متعاملا بالفضل والإحسان على خير ما يطيق، رفعةً بنفسه، وارتفاعا إلى حسن ظن الذي أسلمه ابنته فيه.
وددت أن أعلم: ما الجمال في أن يكون المرء دنيئا خسيس الخلق، يتعشق الغدر، ويتلذذ بالأذى كأنه نعت أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله؟!
وهنالك قباحة ذاك الذي يتوكأ على ضعف الأنثى جاءت تشكو إليه، أو تطلب منه النصح، فيضحك عليها بخيالاته، ويستنزف دمعها في كأسه الدنسةِ خمرًا تروي روحه الآسنة، لا يبالي بها، ولا بآلامها، حتى صار كالدهشة أن تجد نبيلا شريف النفس سامي المعدن!
حكمــــــة
أقصر الطرق إلى حاجتك: أن تشكو إلى الله تعالى حالك وما بك، متعرضا لكرمه وعفوه وإحسانه..اشكُ كل ما يكون بك، واعرض حالك عليه، وقل: بي كذا وكذا، وأرجو كذا وكذا..
ولا يغِبْ عنك مشهد نداءات زكريا وأيوب ويونس وهمهمات الحزن اليعقوبية وهواجس الخوف الموسوية!
وما أجمل أن تصحب هذا كله بالثناء عليه والاستغفار من ذنبك ومعاينة الفقر التام له سبحانه، مع اليقين التام في قدرته على كل شيء، ومحبته سماع الشكوى منك، وأن أمرك كله عليه هينٌ سبحانه وبحمده.
ولا يغِبْ عنك مشهد نداءات زكريا وأيوب ويونس وهمهمات الحزن اليعقوبية وهواجس الخوف الموسوية!
وما أجمل أن تصحب هذا كله بالثناء عليه والاستغفار من ذنبك ومعاينة الفقر التام له سبحانه، مع اليقين التام في قدرته على كل شيء، ومحبته سماع الشكوى منك، وأن أمرك كله عليه هينٌ سبحانه وبحمده.
حكمــــــة
ما رأيت زاهدًا في معرفة نفسه مثل عربيٍّ زهد في معرفة لسانه!
النحو عصب العربية، وملاذ أسرار العباقرة ومخبأ سحرة البيان الذي به يخفضون ويرفعون من شاءوا بمجرد الحذف أو التصريح أو التقديم أو التأخير!
فلا أدري لم يعكف من يعكف الساعات والليالي والسنين يحسن كل شيء-ظنَّ- إلا عربيته ولسانه!
كيف يضل الإنسان عن عبقرية الجمال ويصدِفُ عن تذوق الحياة المتوهجة في الحروف، ويكسل عن خوض مغامرة اكتشاف العلائق بين الكلمات؟!
ما رأيت زاهدًا في معرفة نفسه مثل عربيٍّ زهد في معرفة لسانه!
لقد كان أسرار البلاغة لعبد القاهر انتصارًا للإنسان، وحراسةً لأصل الحياة فيه: البيان!
النحو عصب العربية، وملاذ أسرار العباقرة ومخبأ سحرة البيان الذي به يخفضون ويرفعون من شاءوا بمجرد الحذف أو التصريح أو التقديم أو التأخير!
فلا أدري لم يعكف من يعكف الساعات والليالي والسنين يحسن كل شيء-ظنَّ- إلا عربيته ولسانه!
كيف يضل الإنسان عن عبقرية الجمال ويصدِفُ عن تذوق الحياة المتوهجة في الحروف، ويكسل عن خوض مغامرة اكتشاف العلائق بين الكلمات؟!
ما رأيت زاهدًا في معرفة نفسه مثل عربيٍّ زهد في معرفة لسانه!
لقد كان أسرار البلاغة لعبد القاهر انتصارًا للإنسان، وحراسةً لأصل الحياة فيه: البيان!
حكمــــــة
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"..قال صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء"
/
يجري هذا الذكر على لسان العبد الفقير وهو يشهد قيومية الرب وقهره وعزه وسلطانه على خلقه، وتدبيره لهذا العالم كله، وعلمه المحيط به= وأنَّ كل شيء تحت سلطانه وقهره وفي قبضته= وأنه القدوس السلام الذي لا يضر مع اسمه شيء قط في الأرض بكل ما فيها من جن وإنس وجماد وحيوان وما نرى وما لا نرى=ولا في السماء بكل ما يكون فيها، ومن الأقضية والأقدار التي تتنزل منها=موقنًا بسمع الله تبارك اسمه، وإحاطة علمه بخلقه جميعا.
فانظر بعض ثمار هذا الذكر المبارك، وانظر نفعَه في حياطة العبد وحفظِه من البلاء كلِّه صغيره وكبيره، مع يُسر لفظه وسهولة القيام به، واحمد الله تعالى على هذه الشريعة المباركة السمحة، وصلِّ على معلِّم الناس الخيرَ، الذي ما كسِل ولا توانى عن إبلاغنا كلَّ خير، وتحذيرنا من كل شر، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
/
يجري هذا الذكر على لسان العبد الفقير وهو يشهد قيومية الرب وقهره وعزه وسلطانه على خلقه، وتدبيره لهذا العالم كله، وعلمه المحيط به= وأنَّ كل شيء تحت سلطانه وقهره وفي قبضته= وأنه القدوس السلام الذي لا يضر مع اسمه شيء قط في الأرض بكل ما فيها من جن وإنس وجماد وحيوان وما نرى وما لا نرى=ولا في السماء بكل ما يكون فيها، ومن الأقضية والأقدار التي تتنزل منها=موقنًا بسمع الله تبارك اسمه، وإحاطة علمه بخلقه جميعا.
فانظر بعض ثمار هذا الذكر المبارك، وانظر نفعَه في حياطة العبد وحفظِه من البلاء كلِّه صغيره وكبيره، مع يُسر لفظه وسهولة القيام به، واحمد الله تعالى على هذه الشريعة المباركة السمحة، وصلِّ على معلِّم الناس الخيرَ، الذي ما كسِل ولا توانى عن إبلاغنا كلَّ خير، وتحذيرنا من كل شر، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
حكمــــــة
وفي التوبة مشهد الفرح الرباني الذي لو أيقن به قلب الشارد لنفض عنه غبار غفلته؛ ليكتب اسمه في ديوان من يفرح بهم رب العالمين!
وهذا مشهد تنكسر عنده الحروف وتبلى الكلمات!
فما أشد حرمانَ من انقطع عن هذا النور، فتثاقل متهاونًا، وجلس على رصيف الوحشة مظلم القلب! "ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون"!
وقد أبصر العارف هذا الجمال، فلم يزل قلبه يلهج مستغفرًا تائبًا، كأنما يجعل قلبه مترددًا على النهل من هذا الكوثر المضيء! أن أكون أنا! نسل الطين وحفنة التراب=أحدَ مَن يفرح بهم أغنى الأغنياء عن عبادة الخلق سبحانه!
الله الله
وهذا مشهد تنكسر عنده الحروف وتبلى الكلمات!
فما أشد حرمانَ من انقطع عن هذا النور، فتثاقل متهاونًا، وجلس على رصيف الوحشة مظلم القلب! "ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون"!
وقد أبصر العارف هذا الجمال، فلم يزل قلبه يلهج مستغفرًا تائبًا، كأنما يجعل قلبه مترددًا على النهل من هذا الكوثر المضيء! أن أكون أنا! نسل الطين وحفنة التراب=أحدَ مَن يفرح بهم أغنى الأغنياء عن عبادة الخلق سبحانه!
الله الله
حكمــــــة
أما لو أنك شهدتَ جمالَه، فنعمتَ برؤية فضله عليك في جميع أمرك، فنادى كل ما فيك مردِّدًا قوله سبحانه وبحمده" ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا"..فرأيت جمال ستره عليك وأنت أنت، تعلم خبء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه، وهو يجمع عليك قلب من لا يعرفك، ويُنطِق بالمحبة من لم يرك، ويبسط كفَّ قصيٍّ بعيد بالدعاء لك!
أما لو أنك شهدت جماله؛ إذ يُقيتك، ويغذوك، ويطعم قلبك وروحك وبدنك وباطنك وظاهرك، ويحشد من حولك صنوف َبره وإحسانه وكرمه، وأنت أنت! تعلم خَبْء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه! فلم يقطع عنك مع ديمومة الذنب فضله، وما حجب عنك مع قبيح الفعل منك إحسانه!
أما لو أنك شهدت جماله فعاينت تودده إليك بالضائقة تنضج قلبك، وتحيي موات الضراعة في روحك، وتزيل الحجب التي بينك وبين انهمار غيث التوبة يغسلك كلك، وأنت تحصي بضبط مدهش، وذاكرة حادة كالبرق، كل مواطن السوء التي التحقت بها، ومنازل الغفلة التي أويت إليها، فتتنفس بالندم مستغفرًا تائبًا ذليلةً نفسك بالتوبة، فتتطاير عنك خلائق السوء وتتباعد عن خصال السوء وأفعال السوء، فيكرمك وأنت أنت، ويفرح بتوبتك، ويدنيك منه، ويؤويك إليه، ويجعلك أنت أنت، من أصفيائه الذين ينعم عليهم بمحبته" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"!
أما لو أنك شاهدت جماله إذ..وإذ..وإذ، حيث يفنى العمر ويفنى العالم ولا ينتهي جماله، ولا تُحصَى نعمه؛ لفرحت أنك عبده، وأنه ربك، ولنطقت قائلا:
" قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الأنعام.
أما لو أنك شهدت جماله؛ إذ يُقيتك، ويغذوك، ويطعم قلبك وروحك وبدنك وباطنك وظاهرك، ويحشد من حولك صنوف َبره وإحسانه وكرمه، وأنت أنت! تعلم خَبْء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه! فلم يقطع عنك مع ديمومة الذنب فضله، وما حجب عنك مع قبيح الفعل منك إحسانه!
أما لو أنك شهدت جماله فعاينت تودده إليك بالضائقة تنضج قلبك، وتحيي موات الضراعة في روحك، وتزيل الحجب التي بينك وبين انهمار غيث التوبة يغسلك كلك، وأنت تحصي بضبط مدهش، وذاكرة حادة كالبرق، كل مواطن السوء التي التحقت بها، ومنازل الغفلة التي أويت إليها، فتتنفس بالندم مستغفرًا تائبًا ذليلةً نفسك بالتوبة، فتتطاير عنك خلائق السوء وتتباعد عن خصال السوء وأفعال السوء، فيكرمك وأنت أنت، ويفرح بتوبتك، ويدنيك منه، ويؤويك إليه، ويجعلك أنت أنت، من أصفيائه الذين ينعم عليهم بمحبته" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"!
أما لو أنك شاهدت جماله إذ..وإذ..وإذ، حيث يفنى العمر ويفنى العالم ولا ينتهي جماله، ولا تُحصَى نعمه؛ لفرحت أنك عبده، وأنه ربك، ولنطقت قائلا:
" قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الأنعام.
حكمــــــة
" وليست السماء بأعظمَ حُرمةً من المؤمن، وحراسة اللهِ تعالى له أتمُّ من حراسة السماء.
والسماءُ مُتَعَبَّد الملائكة ومُسْتَقَرُّ الوحي وفيها أنوار الطاعات، وقلب المؤمن مُسْتَقَرُّ التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان، وفيه أنوارها، فهو حقيقٌ أن يُحرس ويُحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئًا ".
أبو عبد الله ابن قيم الجوزية رضي الله عنه
والسماءُ مُتَعَبَّد الملائكة ومُسْتَقَرُّ الوحي وفيها أنوار الطاعات، وقلب المؤمن مُسْتَقَرُّ التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان، وفيه أنوارها، فهو حقيقٌ أن يُحرس ويُحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئًا ".
أبو عبد الله ابن قيم الجوزية رضي الله عنه
حكمــــــة
اللغة شهود محدود بما يطيقه الحس، والروح غيب فسيح متراحب لا يتناهى المعنى فيه، وهذا سر من أسرار البيان: أن الرجلين يسمعان الكلمة الواحدة، وأحدهما ينفذ منها إلى غيب مستور، ويسري بروحه في ظلال الكلمة فلا ينتهي الأمر حتى يصل إلى معاينة المعنى ماثلا أمام عينيه، فيقطع فيما يراه غيره ظنا، ويستبد به اليقين فيقسم فيما يقف الآخر بين يديه متلددا حائرا!
ولقد يحسب المرء مسألة من مسائل العلم هينة صغيرة، لا تستعجم على البيان، وإنها لكبيرة متوالدة متنامية في نفسٍ أخرى نفذت من وراء الحرف، واقتعدت الكلمة، ولقفت المعنى ساخنا حيًّا، حتى إذا ما أرادت البيان عنه أسرها اللفظ، وحاصرتها قيود اللغة، وآصار العلائق والوشائج بين الكلمات، فيبقى الأمر متكلما في الروح بمعانيه، لا يؤازره لسان ببيان ولا حرف بتعبير!
وهذا الذوق آية من آيات الله، في تلقي العلم وصيد معانيه الهاربة.
حكمــــــة
رحم الله عباده فجعل تعلقهم واستغاثتهم وسجودهم وخفقات الدمع وأنفاس النجوى حقا خالصا له وحده سبحانه وبحمده، ومتى انهدم في القلب هذا الركن فلا عمارة له أبدًا!
وكل عارفٍ بالله، متضلع من نور حبه، مستأنس بمعيته وكلاءته؛ لا يبث نشيج الاستغاثة، ولواعج الفقر والمسكنة إلا لسيده سبحانه وبحمده!
قد نعم بنور " إياك " فكان مريدًا لربه مرادًا منه سبحانه وتعالى " أولئك الذين أردتُّ، غرستُ كرامتهم بيدي " !
وذاق ولاية " فبي يسمع وبي يبصر " !
اللهم عرفانًا منيرًا بصفاء نورك، خالصًا من شوب الخضوع لغيرك، فنعم المولى أنتَ، ونعمَ النصيرُ!
وكل عارفٍ بالله، متضلع من نور حبه، مستأنس بمعيته وكلاءته؛ لا يبث نشيج الاستغاثة، ولواعج الفقر والمسكنة إلا لسيده سبحانه وبحمده!
قد نعم بنور " إياك " فكان مريدًا لربه مرادًا منه سبحانه وتعالى " أولئك الذين أردتُّ، غرستُ كرامتهم بيدي " !
وذاق ولاية " فبي يسمع وبي يبصر " !
اللهم عرفانًا منيرًا بصفاء نورك، خالصًا من شوب الخضوع لغيرك، فنعم المولى أنتَ، ونعمَ النصيرُ!
حكمــــــة
من تفرس في معالم الكون وطاف في أروقة النفس ودروب الحياة؛ طالعَ من شواهد منن الله تعالى عليه ما لا يملك أمامه سوى حمد العاجز وشكر المفتقر الذي يعلم أنه لولا فضل الله عليه ورحمته لهلك!
وإن لله تعالى الحكمة البالغةَ في ابتداء كتابه المجيد بالحمد!
فالحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم..
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزِنةَ عرشه ومِدادَ كلماته.
وإن لله تعالى الحكمة البالغةَ في ابتداء كتابه المجيد بالحمد!
فالحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم..
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزِنةَ عرشه ومِدادَ كلماته.
حكمــــــة
كلما دوَّى في صدره صوت المَلَكِ في ملكوت الضراعة: " ولك بمثل " = استدار في فلك أسماء من يحبهم فلم يغادر منهم أحدًا!
ما أجملها من رحلةٍ سماويةٍ يتحسس فيها القلب حال الذين سكنوا فيه، ولو لم يلقهم إلا مرةً واحدة!
مثل هذا لا ينتظر أن يقال له: ادع لي!
إنه ليحب أخاه، ويحب سماع صوت المَلَك الآتي من الملأ الأعلى!
ما أجملها من رحلةٍ سماويةٍ يتحسس فيها القلب حال الذين سكنوا فيه، ولو لم يلقهم إلا مرةً واحدة!
مثل هذا لا ينتظر أن يقال له: ادع لي!
إنه ليحب أخاه، ويحب سماع صوت المَلَك الآتي من الملأ الأعلى!
حكمــــــة
للهدية من حبيبٍ أثرها النافذ في أحناء النفس، كأنها بوابة القلب للإطلالة على موسم الطفولة الأول بفرحه المتجدد، وفراشاته المضيئة الملونةِ في شِعاب الروح=واستبقاءٌ لكلمة الحب نقيةً من أثَرَةِ النفس، صافيةً من شوائب الدنيا الفانية=ورسالةٌ تنطق عن صاحبها: أحبك، وكل ما أريده أن تكون سعيدًا!
ويظل عمل هذه الهدية في النفس متناميًا بخفقات الحب والامتنان التي لا تنتهي إلا بآخر خفقة في الصدر.
كثيرًا ما أقف بين يدي تلك اللوحة الإنسانية المعلقةِ على جدار الوجود؛ لأنفذ منها إلى مشهد الإحسان الإلهي، وتلمُّسِ تجلِّيَاتِ اسمه تعالى: " الأول "، متدبرًا في كرمه السابق قبل البدء، وإحسانه الموصول إلى العباد كُلِّهِم، وهو يعلم خَبْءَ نفوسِهِم قبل خلقهم، ويُطْعِمُ عبدَه ويَغذوه بنعمه، يستوي في ذلك أجحد الناس لربه، وأعبدهم له!
فأعي تلك السجدة الضارعة لأعلمِ الخلق به وأشدهم له خشية صلى الله عليه وسلم وهو ساجدٌ ضارعٌ يناجي رب العالمين:.. لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك!
وأَعلمُ أن عمر الإنسان كله في كلمتين اثنتين، يقولهما العارف بنعمة ربه عليه، مُطْرِقًا، حافِيَ القلب: " أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي " !
ويظل عمل هذه الهدية في النفس متناميًا بخفقات الحب والامتنان التي لا تنتهي إلا بآخر خفقة في الصدر.
كثيرًا ما أقف بين يدي تلك اللوحة الإنسانية المعلقةِ على جدار الوجود؛ لأنفذ منها إلى مشهد الإحسان الإلهي، وتلمُّسِ تجلِّيَاتِ اسمه تعالى: " الأول "، متدبرًا في كرمه السابق قبل البدء، وإحسانه الموصول إلى العباد كُلِّهِم، وهو يعلم خَبْءَ نفوسِهِم قبل خلقهم، ويُطْعِمُ عبدَه ويَغذوه بنعمه، يستوي في ذلك أجحد الناس لربه، وأعبدهم له!
فأعي تلك السجدة الضارعة لأعلمِ الخلق به وأشدهم له خشية صلى الله عليه وسلم وهو ساجدٌ ضارعٌ يناجي رب العالمين:.. لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك!
وأَعلمُ أن عمر الإنسان كله في كلمتين اثنتين، يقولهما العارف بنعمة ربه عليه، مُطْرِقًا، حافِيَ القلب: " أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي " !
حكمــــــة
سائغٌ عند أهل العلم بالحديث تمشية ما خفَّ ضعفه، وتساهلوا في رواية هذا الصنف من الأحاديث، مع أمن مخالفة ما صحَّ، والدخول تحت أصل عامٍّ، وتبيان ضعف تلك الرواية، على كلام كثيرٍ لأهل العلم في هذا الباب.
وهذا الأصل يصلح أن يكون متكأ للإنسان في معاملته الناس في بابة الإعذار؛ إذ الغالب على كثير من الناس إهمال ضبط باب الخلق، وترك العناية بالمكارم؛ فيفشو فيهم نواقض الخُلق الحسن، ويرتضي الكثير الإخلاد إلى الأرض، لا يبالي على أي حال هو.
ومتى أطلق الإنسان بصره، وأقام ميزان النقد فلن يصفو له كبير أحد، وإنما يستفتح على نفسه باب هم وتعبٍ وشيءٍ من الأذى كبير، على ما قال الشاعر:
من راقب الناس مات همًّا
وفاز باللذة الجسورُ!
وخيرٌ منه حديث نبينا ﷺ: " الناس كإبلٍ مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ".
فلا بأس من تمشية الأعذار الواهية وقبول الضعيف منها، كرمًا وبسطًا لمعنى العفو والصفح الذي أمرنا به الرحمن الرحيم.
ثم إن الإنسان إذا استقام له ذلك النظر ارتفع فصار كريم النفس فاعتذر هو لنفسه عن غيره بما يعلم هو ضعفه، وقبض لسانه وفكره عن الناس، فصدق فيه قول النبي ﷺ عن أهل الجنة " كل هين لين قريب سهل "..
وتلك السهولة التي يؤازرها اللين لا يسلم معها تنقيب وتدقيق، ولم وهلا! بل هو مرور الكرام وقد سلمت نفوسهم وسلم منهم الناس جميعًا.
" وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍّ عظيم ".
وهذا الأصل يصلح أن يكون متكأ للإنسان في معاملته الناس في بابة الإعذار؛ إذ الغالب على كثير من الناس إهمال ضبط باب الخلق، وترك العناية بالمكارم؛ فيفشو فيهم نواقض الخُلق الحسن، ويرتضي الكثير الإخلاد إلى الأرض، لا يبالي على أي حال هو.
ومتى أطلق الإنسان بصره، وأقام ميزان النقد فلن يصفو له كبير أحد، وإنما يستفتح على نفسه باب هم وتعبٍ وشيءٍ من الأذى كبير، على ما قال الشاعر:
من راقب الناس مات همًّا
وفاز باللذة الجسورُ!
وخيرٌ منه حديث نبينا ﷺ: " الناس كإبلٍ مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ".
فلا بأس من تمشية الأعذار الواهية وقبول الضعيف منها، كرمًا وبسطًا لمعنى العفو والصفح الذي أمرنا به الرحمن الرحيم.
ثم إن الإنسان إذا استقام له ذلك النظر ارتفع فصار كريم النفس فاعتذر هو لنفسه عن غيره بما يعلم هو ضعفه، وقبض لسانه وفكره عن الناس، فصدق فيه قول النبي ﷺ عن أهل الجنة " كل هين لين قريب سهل "..
وتلك السهولة التي يؤازرها اللين لا يسلم معها تنقيب وتدقيق، ولم وهلا! بل هو مرور الكرام وقد سلمت نفوسهم وسلم منهم الناس جميعًا.
" وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍّ عظيم ".
حكمــــــة
الأثرة ليست هي التي تحضر في منفعة المال والمادة وحسب، ولكن هنالك من يذبحون غيرهم ذبحًا لأنهم أصيبوا بداء الأثرة:
ذلك الزوج الذي يعلم بغض زوجته له، ويصر على أن يكون مهيمنا عليها، وتلك الزوجة التي تعلم إدبار زوجها عنها، وتنافر روحيهما، وهي تصر على أن تستبد به لتدعه حطاما مركوما!
ذلك الصديق الذي يجعل من أخيه أداة لنيل مآربه، لا يبالي بمشاعره ولا يتفقد حاله، إنما تبرق صورته عنده يوم تلوح له حاجة إليه، بينما هو مهجور في دعائه منسي في صلته!
أبجدية مطموسة!
ذلك الأب الذي يهدم عمر ابنته بقيد الزواج ممن لا تريد، وتلك الفتاة التي تستقيل من مشاعرها لدنيا لاحت لها، وهي لا تدري أنها ستكون لوحة جدارية معلقة، تلك الأنا التي تحضر في التلقي والتعلم والتعامل بانتصار الكل لنفسه لا للحق، وحشد كل أدوات النصرة ولو بالباطل والوهم والكذب!
وصنوف كثار لا تنتهي!
الأثرة شقاء الروح وقتل النفس بسكين بارد! والله المستعان
ذلك الزوج الذي يعلم بغض زوجته له، ويصر على أن يكون مهيمنا عليها، وتلك الزوجة التي تعلم إدبار زوجها عنها، وتنافر روحيهما، وهي تصر على أن تستبد به لتدعه حطاما مركوما!
ذلك الصديق الذي يجعل من أخيه أداة لنيل مآربه، لا يبالي بمشاعره ولا يتفقد حاله، إنما تبرق صورته عنده يوم تلوح له حاجة إليه، بينما هو مهجور في دعائه منسي في صلته!
أبجدية مطموسة!
ذلك الأب الذي يهدم عمر ابنته بقيد الزواج ممن لا تريد، وتلك الفتاة التي تستقيل من مشاعرها لدنيا لاحت لها، وهي لا تدري أنها ستكون لوحة جدارية معلقة، تلك الأنا التي تحضر في التلقي والتعلم والتعامل بانتصار الكل لنفسه لا للحق، وحشد كل أدوات النصرة ولو بالباطل والوهم والكذب!
وصنوف كثار لا تنتهي!
الأثرة شقاء الروح وقتل النفس بسكين بارد! والله المستعان
حكمــــــة
اجعل القرآن معيار يومك وقِوام حياتك؛ على قدر زيادتك منه تلاوةً وتدبرًا وسماعًا وإقبالا يكون حظك من الحياة والنور والهداية.
فأنت تعلم أنك تكون بالي النفس ثقيل الروح منطفئا، ثم يكرمك ربنا الجميل، فتجلس تاليًا، أو تصغي مستمعًا، فتنهال عليك بركات الحياة، وتلبس روحك حدائق ذات بهجة.
ثم لا تنكر عزة الكتاب وجلاله إذ تُعرض ساهيا منشغلا، فيتأخر عنك مدد الخشوع والراحة عند العودة؛ ليقال لك بشاهد منك: أدِم الإقبال علينا نرفع لك الحُجُب وندنيك من نفحات حبنا، ونغمرك بنور من لدنا!
شواهد ما فيك تقول لك: لا حياة بغير كلام الله!
فأنت تعلم أنك تكون بالي النفس ثقيل الروح منطفئا، ثم يكرمك ربنا الجميل، فتجلس تاليًا، أو تصغي مستمعًا، فتنهال عليك بركات الحياة، وتلبس روحك حدائق ذات بهجة.
ثم لا تنكر عزة الكتاب وجلاله إذ تُعرض ساهيا منشغلا، فيتأخر عنك مدد الخشوع والراحة عند العودة؛ ليقال لك بشاهد منك: أدِم الإقبال علينا نرفع لك الحُجُب وندنيك من نفحات حبنا، ونغمرك بنور من لدنا!
شواهد ما فيك تقول لك: لا حياة بغير كلام الله!
حكمــــــة
“فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قريبًا“!
لم تزل قلوب الصحابة رضي الله عنهم مُسرجةً بالنور بعد هذا المدح العلوي من رب العرش العظيم!
ولا أعلم شرفًا بعد النبيين والمرسلين يقارب هذا الشرف أو يدانيه.
وتلك والله هي الغاية الكبرى! أن يعلم ما في قلبك فيرضاه، وينعم عليك بالسكينة والفتح ومدد البركات والعطايا!
وهنا وجل العمر كله ورجاء العمر كله !
حكمــــــة
أبان ربنا المجيد ﷻ شرف تلاوة القرآن بيانًا جليلًا فقال تعالى: " وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عملٍ إلا كنا عليكم شهودًا إذ تفيضون فيه " !.
فانظر كيف خصَّ تلاوة القرآن بالذكر دون سائر الأعمال؟ لأنها أهم شئونه ﷺ، وينبغي أن تكون تلاوة القرآن والنهل من بركات نوره أهمَّ شئوننا، فالله المستعان.
فانظر كيف خصَّ تلاوة القرآن بالذكر دون سائر الأعمال؟ لأنها أهم شئونه ﷺ، وينبغي أن تكون تلاوة القرآن والنهل من بركات نوره أهمَّ شئوننا، فالله المستعان.
حكمــــــة
نتشبث لضعفنا عن مطالعة كرمه بـ“ فأقبلت امرأته في صَرَّةٍ فصكَّتْ وجها وقالت: عجوزٌ عقيم”؟!
ومن أشرق في قلبه اليقين هرول إلى ظلال أجنحة الملائكة مرددا معهم“ قالوا كذلكِ قال ربك إنه هو الحكيم العليم”!
وتمتد سهام الأسئلة الجافة من صحراء العُسرة: أنَّى..أنَّى؟!
فيهمي مطر الرحمة يبل ظمأ القلوب: “هو عليَّ هيِّن”!
ومن أشرق في قلبه اليقين هرول إلى ظلال أجنحة الملائكة مرددا معهم“ قالوا كذلكِ قال ربك إنه هو الحكيم العليم”!
وتمتد سهام الأسئلة الجافة من صحراء العُسرة: أنَّى..أنَّى؟!
فيهمي مطر الرحمة يبل ظمأ القلوب: “هو عليَّ هيِّن”!
حكمــــــة
من مأثور أخلاق العلامة النبيل البارع الوفي أبي محمد محمود محمد الطناحي رحمه الله=أنه لما نهض بإعادة تحقيق طبقات الشافعية الكبرى، كان المرض قد أقعد صاحبه الدكتور المحقق عبد الفتاح الحلو رحمه الله، وحجبه عن العمل معه، فنهض به وحده، وكان تحقيقًا آخر ناسخًا لتحقيقه السابق في بدء شبابه، ومع هذا أبى عليه خلقه وما طُبِع عليه من نبل وشرف معدن، إلا أن يُبقيَ اسم صاحبه وأخيه عبد الفتاح الحلو في الطبعة الجديدة!
هكذا كانوا! فانظر ما صار إليه حال من تصطخب ألقابهم بين أيديهم وعن أيمانهم وشمائلهم من بخس الناس أشياءهم والهرولة سراعًا إلى طمس آثارهم ومحو فضائلهم!
حكمــــــة
وفي ترجمة الإمام أبي الحسين ابن سمعون البغدادي الواعظ في تاريخ الإسلام للذهبي:
قال البرقاني: قلت له يوما-يعني لأبي الحسين ابن سمعون-: تدعو الناس إلى الزهد وتلبس أحسن الثياب، وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا؟
فقال: كُلُّ ما يصلحك لله فافعله، إذا صلَحَ حالك مع الله.اهـ
وهذا يفتح لك بابًا من سياسة النفس، وهي سياسة المشارطة، أن تكفيها في غير طغيان، شرطَ أن تطيعك في نهيها عن العصيان، فإن وفتْ وصلح لك حالها فافعل.
قال البرقاني: قلت له يوما-يعني لأبي الحسين ابن سمعون-: تدعو الناس إلى الزهد وتلبس أحسن الثياب، وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا؟
فقال: كُلُّ ما يصلحك لله فافعله، إذا صلَحَ حالك مع الله.اهـ
وهذا يفتح لك بابًا من سياسة النفس، وهي سياسة المشارطة، أن تكفيها في غير طغيان، شرطَ أن تطيعك في نهيها عن العصيان، فإن وفتْ وصلح لك حالها فافعل.
حكمــــــة
ضوءان:
-دخل الصِّديق سيدنا رضي الله عنه على أم أبيها فاطمة عليها السلام في مرضها قبل موتها، وجعل يترضاها، وقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله، ومرضاتكم أهل البيت.
قال: ثم ترضاها حتى رضيت!
" مرسل صحيح ".
-عن الحسين عليه السلام، قال:
صعدت المنبر إلى عمر رضي الله عنه، فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك.
فقال: إن أبي لم يكن له منبر!
فأقعدني معه، فلما نزل، قال: أي بُنَيَّ! من علمك هذا؟
قلت: ما علمنيه أحد.
قال: أي بني!
وهل أنبتَ على رءوسنا الشَّعَرَ إلا الله ثم أنتم؟!
ووضع يده على رأسه، وقال: أي بُنَيَّ! لو جعلتَ تأتينا وتغشانا
إسناده صحيح.
اللهم ارض عن ساداتنا أبي بكر وعمر وآل بيت نبينا ﷺ
-دخل الصِّديق سيدنا رضي الله عنه على أم أبيها فاطمة عليها السلام في مرضها قبل موتها، وجعل يترضاها، وقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله، ومرضاتكم أهل البيت.
قال: ثم ترضاها حتى رضيت!
" مرسل صحيح ".
-عن الحسين عليه السلام، قال:
صعدت المنبر إلى عمر رضي الله عنه، فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك.
فقال: إن أبي لم يكن له منبر!
فأقعدني معه، فلما نزل، قال: أي بُنَيَّ! من علمك هذا؟
قلت: ما علمنيه أحد.
قال: أي بني!
وهل أنبتَ على رءوسنا الشَّعَرَ إلا الله ثم أنتم؟!
ووضع يده على رأسه، وقال: أي بُنَيَّ! لو جعلتَ تأتينا وتغشانا
إسناده صحيح.
اللهم ارض عن ساداتنا أبي بكر وعمر وآل بيت نبينا ﷺ
حكمــــــة
كل بُعْدٍ عن القرآن هلاكٌ تتآكل فيه النفس ولا يبقى فيها إلا أشلاء الحيرة وأثقال الاختناق!
" وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون " !
وكل بصيرٍ في حاجةٍ إلى تفقد مصابيح صدره في عواصف الفتن أن لا تنطفئ، ولا يُبقي صدرك منيرًا مثل كلام رب العالمين يصب فيك الهدى والشفاء والسكينة صبًّا.
" وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون " !
وكل بصيرٍ في حاجةٍ إلى تفقد مصابيح صدره في عواصف الفتن أن لا تنطفئ، ولا يُبقي صدرك منيرًا مثل كلام رب العالمين يصب فيك الهدى والشفاء والسكينة صبًّا.
حكمــــــة
قال لي وهو يقف من وراء غمام بكائه:
أقول لك شيئًا؟! لقد خلقني ضعيفًا فقيرًا مجبولا على الحاجة، عاريًا من العصمة، فلست أملك غير سؤاله، وإن امتلأت حقيبة نفسي من الآثام والمعاصي، فوالله إني لأكرهها، وأتوب منها، ولكني لا غنى بي طرفة عين عن كرمه، وما ردني على قبح ما بي أبدا!
ولا أدري كيف يذوق الحياة من لا يعرف ربَّه ويسأله ويسجد له ويتوب إليه؟!
ثم سكت وما سكتت عينه!
أقول لك شيئًا؟! لقد خلقني ضعيفًا فقيرًا مجبولا على الحاجة، عاريًا من العصمة، فلست أملك غير سؤاله، وإن امتلأت حقيبة نفسي من الآثام والمعاصي، فوالله إني لأكرهها، وأتوب منها، ولكني لا غنى بي طرفة عين عن كرمه، وما ردني على قبح ما بي أبدا!
ولا أدري كيف يذوق الحياة من لا يعرف ربَّه ويسأله ويسجد له ويتوب إليه؟!
ثم سكت وما سكتت عينه!
حكمــــــة
نفحةُ إخبات:
اجتمع الفضيل والثوري، فتذاكرا فرقَّ سفيان وبكى، ثم قال: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمةً وبركة.
فقال له الفضيل: لكني يا أبا عبد الله، أخاف أن لا يكون أضرَّ علينا منه، ألستَ تخلَّصتَ إلى أحسن حديثك، وتخلَّصتُ أنا إلى أحسن حديثي، فتزينتَ لي، وتزينتُ لك؟
فبكى سفيان، وقال: أحييتني، أحياك الله.
/
وعن ابن المبارك، قال: إذا نظرتُ إلى الفضيل جدَّد لي الحزن، ومقتُّ نفسي، ثم بكى!
/
وقال الفضيل:
أخذتُ بيد سفيانَ بنِ عيينة في هذا الوادي، فقلت: إن كنتَ تظن أنه بقي على وجه الأرض شرٌّ مني ومنك، فبئس ما تظن!
وكل هذا في السير في ترجمة الفضيل رضي الله عنه..فإن أحببت فاقرأها.
حكمــــــة
وإن من أقبح الناس غفلةً=مٓن يُكرمه الله تبارك وتعالى، فيظل مفتشًا في حقيبة أعماله عن ذلك العمل الذي " استحق " به نيلٓ الكرم، ناسيًا أن توفيقه للعمل، وقبوله منه على ما فيه من كدر=محضُ منته تبارك اسمه..
وإنك لتبصرهم في النعيم الخالد يقولون بلسان الصدق: " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله "..فالحمد لله وحده لا شريك له.
وإنك لتبصرهم في النعيم الخالد يقولون بلسان الصدق: " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله "..فالحمد لله وحده لا شريك له.
حكمــــــة
" بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم "..قال صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء "
/
يجري هذا الذكر على لسان العبد الفقير وهو يشهد قيومية الرب وقهره وعزه وسلطانه على خلقه، وتدبيره لهذا العالم كله، وعلمه المحيط به= وأن كل شيء تحت سلطانه وقهره وفي قبضته= وأنه القدوس السلام الذي لا يضر مع اسمه شيء قط في الأرض بكل ما فيها من جن وإنس وجماد وحيوان وما نرى وما لا نرى=ولا في السماء بكل ما يكون فيها، ومن الأقضية والأقدار التي تتنزل منها=موقنًا بسمع الله تبارك اسمه، وإحاطة علمه بخلقه جميعا.
فانظر بعض ثمار هذا الذكر المبارك، وانظر نفعَه في حياطة العبد وحفظِه من البلاء كلِّه صغيره وكبيره، مع يُسر لفظه وسهولة القيام به، واحمد الله تعالى على هذه الشريعة المباركة السمحة، وصلِّ على معلِّم الناس الخيرَ، الذي ما كسِل ولا توانى عن إبلاغنا كلَّ خير، وتحذيرنا من كل شر، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
/
يجري هذا الذكر على لسان العبد الفقير وهو يشهد قيومية الرب وقهره وعزه وسلطانه على خلقه، وتدبيره لهذا العالم كله، وعلمه المحيط به= وأن كل شيء تحت سلطانه وقهره وفي قبضته= وأنه القدوس السلام الذي لا يضر مع اسمه شيء قط في الأرض بكل ما فيها من جن وإنس وجماد وحيوان وما نرى وما لا نرى=ولا في السماء بكل ما يكون فيها، ومن الأقضية والأقدار التي تتنزل منها=موقنًا بسمع الله تبارك اسمه، وإحاطة علمه بخلقه جميعا.
فانظر بعض ثمار هذا الذكر المبارك، وانظر نفعَه في حياطة العبد وحفظِه من البلاء كلِّه صغيره وكبيره، مع يُسر لفظه وسهولة القيام به، واحمد الله تعالى على هذه الشريعة المباركة السمحة، وصلِّ على معلِّم الناس الخيرَ، الذي ما كسِل ولا توانى عن إبلاغنا كلَّ خير، وتحذيرنا من كل شر، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
حكمــــــة
ربنا الرحيم الودود!
ولقد يكون تأخّرُ الإجابة سدًّا عظيمًا بين يدي بلاءٍ شديدٍ كان سيهدم بنيانَك لو لم يكرمك الله بدعائه، فإن الدعاء قد يصرف الله به من السوء عن العبد؛ ما لا يعلمه إلا الله.
ويجلس العبد المسكين ليس يدري لطف ربه وإحسانه إليه، ويقول: لم يُستجب لي!
ولقد يكون في تأخير الإجابة تذليلُ القلب، وإلانتُه؛ فينعم الله على عبده نعمتين:
نعمة القلب الذي أذلّته الحاجة لربّه فصار ربّانيًّا، ونعمة قضاء تلك الحاجة.
وقد يكون تأخير الإجابة تأديبًا للنفس وكسرًا لرعونتها، واختبارًا من الرّبّ لصدق المقبل عليه، والذي إنما أتى ليقضي حاجته ثم يعرض عنه!
وقد يكون تأخير الإجابة هو عينُ الخير الذي لو تعجّل للعبد؛ لحاقَ به من الضنك والضرّ ما يجعل حياته ألمًا عاجلًا وسعيرًا مختنقًا! فيقول بعد ذلك: ليت ربّي ما أجابني!
وقد يكون تأخير الإجابة ليبعث الله في قلبك بصرَ التفتيش في أعمالك ومالِك وشأنِك كلِّه؛ فتصلح الخلل، وتستشفي من العلل الخفية التي كان التأخير بسببها.
وقد يكون تأخير الإجابة ليُطعم قلبَك حلاوةَ مناجاته وجمالَ الإقبال عليه، فلو تعجّل قضاء حاجتك؛ لبقي قلبُك حيث هو في غفلته وجفائه!
ولقد يؤخّر الإجابةَ لتعظم النعمة بها؛ فينطق القلب بالشكر والثناء على الله، فلو كانت معجّلةً؛ لما أحسّ العبدُ شرفَ النعمة!
وقد وقد وقد..!
والأصل: أن ربّك كريمٌ جميل، قريبٌ مجيب، وأنّك عبدُه!
فأحسِن به الظنَّ ولا تغادرْ بابَ الذِلّةِ بين يديه ضارعًا مُخبِتًا مستغفرًا.
ولقد يكون تأخّرُ الإجابة سدًّا عظيمًا بين يدي بلاءٍ شديدٍ كان سيهدم بنيانَك لو لم يكرمك الله بدعائه، فإن الدعاء قد يصرف الله به من السوء عن العبد؛ ما لا يعلمه إلا الله.
ويجلس العبد المسكين ليس يدري لطف ربه وإحسانه إليه، ويقول: لم يُستجب لي!
ولقد يكون في تأخير الإجابة تذليلُ القلب، وإلانتُه؛ فينعم الله على عبده نعمتين:
نعمة القلب الذي أذلّته الحاجة لربّه فصار ربّانيًّا، ونعمة قضاء تلك الحاجة.
وقد يكون تأخير الإجابة تأديبًا للنفس وكسرًا لرعونتها، واختبارًا من الرّبّ لصدق المقبل عليه، والذي إنما أتى ليقضي حاجته ثم يعرض عنه!
وقد يكون تأخير الإجابة هو عينُ الخير الذي لو تعجّل للعبد؛ لحاقَ به من الضنك والضرّ ما يجعل حياته ألمًا عاجلًا وسعيرًا مختنقًا! فيقول بعد ذلك: ليت ربّي ما أجابني!
وقد يكون تأخير الإجابة ليبعث الله في قلبك بصرَ التفتيش في أعمالك ومالِك وشأنِك كلِّه؛ فتصلح الخلل، وتستشفي من العلل الخفية التي كان التأخير بسببها.
وقد يكون تأخير الإجابة ليُطعم قلبَك حلاوةَ مناجاته وجمالَ الإقبال عليه، فلو تعجّل قضاء حاجتك؛ لبقي قلبُك حيث هو في غفلته وجفائه!
ولقد يؤخّر الإجابةَ لتعظم النعمة بها؛ فينطق القلب بالشكر والثناء على الله، فلو كانت معجّلةً؛ لما أحسّ العبدُ شرفَ النعمة!
وقد وقد وقد..!
والأصل: أن ربّك كريمٌ جميل، قريبٌ مجيب، وأنّك عبدُه!
فأحسِن به الظنَّ ولا تغادرْ بابَ الذِلّةِ بين يديه ضارعًا مُخبِتًا مستغفرًا.