لا تحزن ولا تيأس
فائدة
من كتاب لا تحزن
تتوقع زوال النعم وحلول النقم ، بل على الله توكل . - أعط المشكلة حجمها الطبيعي ولا تضخم الحوادث . - تخلص من عقدة المؤامرة وانتظار المكاره . - بسط الحياة واهجر الترف ، ففضول العيش شغل ، ورفاهية الجسم عذاب للروح . - قارن بين النعم التي عندك والمصائب التي حلت بك لتجد الأرباح أعظم من الخسائر.
فائدة
من كتاب لا تحزن
- الأقوال السيئة التي قيلت فيك لن تضرك ، بل تضر صاحبها فلا تفكر فيها . - صحح تفكيرك ، ففكر في النعم والنجاح والفضيلة . - لا تنتظر شكرا من أحد ، فليس لك على أحد حق ، وافعل الإحسان لوجه الله فحسب . - حدد مشروعا نافعا لك ، وفكر فيه وتشاغل به لتنسى همومك . - احسم عملك في الحال ولا تؤخر عمل اليوم إلى غد .
فائدة
من كتاب لا تحزن
فكر واشكر المعنى : أن تذكر نعم الله عليك فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحت قدميك ﴿ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ﴾ صحة في بدن ، أمن في وطن ، غذاء وكساء ، وهواء وماء ، لديك الدنيا وأنت ما تشعر ، تملك الحياة وأنت لا تعلم ﴿ وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة﴾ عندك عينان ، ولسان وشفتان ، ويدان ورجلان ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾
فائدة
من كتاب لا تحزن
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعا ؛ لأنه طول أمل ، وهو مذموم عقلا ؛ لأنه مصارعة للظل. إن كثيرا من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع العري والمرض والفقر والمصائب ، وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لن تهدأ أعصابك وتسكن بلابل نفسك ، وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر ، جف القلم بما أنت لاق فلا تذهب نفسك حسرات ، لا تظن أنه كان بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار ، وحبس الماء أن ينسكب ، ومنع الريح أن تهب ، وحفظ الزجاج أن ينكسر ، هذا ليس بصحيح على رغمي ورغمك ، وسوف يقع المقدور ، وينفذ القضاء ، ويحل المكتوب { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } .
فائدة
من كتاب لا تحزن
إن عمر الدنيا قصير وكنزها حقير ، والآخرة خير وأبقى فمن أصيب هنا كوفئ هناك ، ومن تعب هنا ارتاح هناك ، أما المتعلقون بالدنيا العاشقون لها الراكنون إليها ، فأشد ما على قلوبهم فوت حظوظهم منها وتنغيص راحتهم فيها لأنهم يريدونها وحدها فلذلك تعظم عليهم المصائب وتكبر عندهم النكبات ؛ لأنهم ينظرون تحت أقدامهم فلا يرون إلا الدنيا الفانية الزهيدة الرخيصة.
فائدة
من كتاب لا تحزن
الإيمان هو الحياة الأشقياء بكل معاني الشقاء هم المفلسون من كنوز الإيمان ، ومن رصيد اليقين ، فهم أبدا في تعاسة وغضب ومهانة وذلة ﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ﴾ . لا يسعد النفس ويزكيها ويطهرها ويفرحها ويذهب غمها وهمها وقلقها إلا الإيمان بالله رب العالمين ، لا طعم للحياة أصلا إلا بالإيمان .
فائدة
من كتاب لا تحزن
اقبل الحياة كما هي حال الدنيا منغصة اللذات ، كثيرة التبعات ، جاهمة المحيا ، كثيرة التلون ، مزجت بالكدر ، وخلطت بالنكد ، وأنت منها في كبد . ولن تجد والدا أو زوجة ، أو صديقا ، أو نبيلا ، ولا مسكنا ولا وظيفة إلا وفيه ما يكدر ، وعنده ما يسوء أحيانا ، فأطفئ حر شره ببرد خيره ، لتنجو رأسا برأس ، والجروح قصاص .
فائدة
من كتاب لا تحزن
تعز بأهل البلاء تلفت يمنة ويسرة ، فهل ترى إلا مبتلى ؟ وهل تشاهد إلا منكوبا في كل دار نائحة ، وعلى كل خد دمع ، وفي كل واد بنو سعد . كم من المصائب ، وكم من الصابرين ، فلست أنت وحدك المصاب ، بل مصابك أنت بالنسبة لغيرك قليل ، كم من مريض على سريره من أعوام ، يتقلب ذات اليمين وذات الشمال ، يئن من الألم ، ويصيح من السقم . كم من محبوس مرت به سنوات ما رأى الشمس بعينه ، وما عرف غير زنزانته . كم من رجل وامرأة فقدا فلذات أكبادهما في ميعة الشباب وريعان العمر . كم من مكروب ومدين ومصاب ومنكوب .
فائدة
من كتاب لا تحزن
الصلاة .. الصلاة { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة } إذا داهمك الخوف وطوقك الحزن ، وأخذ الهم بتلابيبك ، فقم حالا إلى الصلاة ، تثب لك روحك ، وتطمئن نفسك ، إن الصلاة كفيلة – بأذن الله باجتياح مستعمرات الأحزان والغموم ، ومطاردة فلول الاكتئاب . كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال : (( أرحنا بالصلاة يا بلال )) فكانت قرة عينه وسعادته وبهجته .
فائدة
من كتاب لا تحزن
يــا الله ﴿ يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن ﴾ : إذا اضطرب البحر ، وهاج الموج ، وهبت الريح ، نادى أصحاب السفينة : يا الله. إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركب عن الطريق ، وحارت القافلة في السير ، نادوا : يا الله. إذا وقعت المصيبة ، وحلت النكبة وجثمت الكارثة ، نادى المصاب المنكوب : يا الله. إذا أوصدت الأبواب أمام الطالبين ، وأسدلت الستور في وجوه السائلين ، صاحوا : يا الله .
فائدة
من كتاب لا تحزن
إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الآمال وتقطعت الحبال ، نادوا : يا الله. إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت ، فاهتف: يا الله. إليه يصعد الكلم الطيب ، والدعاء الخالص ، والهاتف الصادق ، والدمع البريء ، والتفجع الواله . إليه تمد الأكف في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملمات ، والأسئلة في الحوادث.
فائدة
من كتاب لا تحزن
من أعظم النعم لو كنا نعقل – هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة كفارة لذنوبنا ، رفعة لدرجاتنا عند ربنا ، ثم هي علاج عظيم لمآسينا ، ودواء ناجع لأمراضنا ، تسكب في ضمائرنا مقادير زاكية من اليقين ، وتملأ جوانحنا بالرضا أما أولئك الذين جانبوا المسجد ، وتركوا الصلاة ، فمن نكد إلى نكد ، ومن حزن إلى حزن ، ومن شقاء إلى شقاء ﴿ فتعسا لهم وأضل أعمالهم ﴾
فائدة
من كتاب لا تحزن
حسبنا الله ونعم الوكيل تفويض الأمر إلى الله ، والتوكل عليه ، والثقة بوعده ، والرضا بصنيعه وحسن الظن به ، وانتظار الفرج منه ؛ من أعظم ثمرات الإيمان ، وأجل صفات المؤمنين ، وحينما يطمئن العبد إلى حسن العاقبة ، ويعتمد على ربه في كل شأنه ، يجد الرعاية ، والولاية ، والكفاية ، والتأييد ، والنصرة . ﴾
فائدة
من كتاب لا تحزن
لما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار قال : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فجعلها الله عليه بردا وسلاما ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما هددوا بجيوش الكفار ، وكتائب الوثنية قالوا : { حسبنا الله ونعم الوكيل {173} فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم } .
فائدة
من كتاب لا تحزن
إن الانزواء في الغرفة الضيقة مع الفراغ القاتل طريق ناجح للانتحار ، وليست غرفتك هي العالم ، ولست أنت كل الناس فلم الاستسلام أمام كتائب الأحزان ؟ ألا فاهتف ببصرك وسمعك وقلبك : ﴿ انفروا خفافا وثقالا ﴾ ، تعال لتقرأ القرآن هنا بين الجداول والخمائل ، بين الطيور وهي تتلو خطب الحب ، وبين الماء وهو يروي قصة وصوله من التل .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك نفر من الناس تدور في نفوسهم حرب عالمية ، وهم على فرش النوم ، فإذا وضعت الحرب أوزارها غنموا قرحة المعدة ، وضغط الدم والسكري . يحترقون مع الأحداث ، يغضبون من غلاء الأسعار ، يثورون لتأخر الأمطار ، يضجون لانخفاض سعر العملة ، فهم في انزعاج دائم ، وقلق واصب ﴿ يحسبون كل صيحة عليهم ﴾ .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحطمك التوافه كم من مهموم سبب همه أمر حقير تافه لا يذكر !! . انظر إلى المنافقين ، ما أسقط هممهم ،وما أبرد عزائمهم . هذه أقوالهم : ﴿ لا تنفروا في الحر ﴾ ، ﴿ ائذن لي ولا تفتني ﴾ ، ﴿ بيوتنا عورة ﴾ ، ﴿ نخشى أن تصيبنا دآئرة ﴾ ، ﴿ ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ﴾ . يا لخيبة هذه المعاطس يا لتعاسة هذه النفوس .
فائدة
من كتاب لا تحزن
﴿ لا تحزن إن الله معنا ﴾ : يقولها كل من يتيقن رعاية الله ، وولايته ولطفه ونصره. ﴿الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ﴾ : كفايته تكفيك ، وولايته تحميك . ﴿يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ﴾ : وكل من سلك هذه الجادة حصل على هذا الفوز . ﴿ وتوكل على الحي الذي لا يموت﴾ : وما سواه فميت غير حي ، زائل غير باق ، ذليل وليس بعزيز .
فائدة
من كتاب لا تحزن
﴿ واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون {127} إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون﴾ : فهذه معيته الخاصة لأوليائه بالحفظ والرعاية والتأييد والولاية ، بحسب تقواهم وجهادهم . ﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾: علوا في العبودية والمكانة .
فائدة
من كتاب لا تحزن
انتظر الفرج في الحديث عند الترمذي : « أفضل العبادة : انتظار الفرج » . ﴿ أليس الصبح بقريب ﴾ . صبح المهمومين والمغمومين لاح ، فانظر إلى الصباح ، وارتقب الفتح من الفتاح . تقول العرب : « إذا اشتد الحبل انقطع » . والمعنى : إذا تأزمت الأمور ، فانتظر فرجا ومخرجا . وقال سبحانه وتعالى : ﴿ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ﴾ . وقال جل شأنه: ﴿ ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ﴾ . ﴿ ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ﴾ .
فائدة
من كتاب لا تحزن
أكثر من الاستغفار ﴿ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا{10} يرسل السماء عليكم مدرارا{11} ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا﴾ . فأكثر من الاستغفار ، لترى الفرح وراحة البال ، والرزق الحلال ، والذرية الصالحة ، والغيث الغزير . ﴿ وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله ﴾ . وفي الحديث : (( من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا )) .
فائدة
من كتاب لا تحزن
اطلب ثوابك من ربك اجعل عملك خالصا لوجه الله ، ولا تنتظر شكرا من أحد ، ولا تهتم ولا تغتم إذا أحسنت لأحد من الناس ، ووجدته لئيما ، لا يقدر هذه اليد البيضاء ، ولا الحسنة التي أسديتها إليه ، فاطلب أجرك من الله . يقول سبحانه عن أوليائه : ﴿ يبتغون فضلا من الله ورضوانا ﴾ . وقال سبحانه عن أنبيائه : ﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ . ﴿ قل ما سألتكم من أجر فهو لكم﴾ .﴿ وما لأحد عنده من نعمة تجزى﴾ . ﴿ إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا﴾ .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحزن من قلة ذات اليد ، فإن القلة معها السلامة كلما ترفه الجسم تعقدت الروح ، والقلة فيها السلامة ، والزهد في الدنيا راحة عاجلة يقدمها الله لمن شاء من عباده : ﴿ إنا نحن نرث الأرض ومن عليها ﴾ . قال أحدهم : ماء وخبز وظل ذاك النعيم الأجل كفرت نعمة ربي إن قلت إني مقل ما هي الدنيا إلا ماء بارد وخبز دافئ ، وظل وارف !!
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحزن مما يتوقع وجد في التوراة مكتوبا : أكثر ما يخاف لا يكون ! ومعناه : إن كثيرا مما يتخوفه الناس لا يقع ، فإن الأوهام في الأذهان ، أكثر من الحوادث في الأعيان . إذا جاءك حدث ، وسمعت بمصيبة ، فتمهل وتأن ولا تحزن ، فإن كثيرا من الأخبار والتوقعات لا صحة لها ، إذا كان هناك صارف للقدر فيبحث عنه، وإذا لم يكن فأين يكون؟! ﴿ أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد{44}فوقاه الله سيئات ما مكروا ﴾.
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحزن : فإن المرض يزول ، والمصاب يحول ، والذنب يغفر ، والدين يقضى ، والمحبوس يفك ، والغائب يقدم ، والعاصي يتوب ، والفقير يغتني . لا تحزن : أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع ، والليل البهيم كيف ينجلي ، والريح الصرصر كيف تسكن ، والعاصفة كيف تهدأ ؟! إذا فشدائدك إلى رخاء ، وعيشك إلى هناء ، ومستقبلك إلى نعماء .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تراقب تصرفات الناس فإنهم لا يملكون ضرا ولا نفعا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ، ولا ثوابا ولا عقابا . قال إبراهيم بن أدهم : نحن في عيش لو علم به الملوك لجالدونا عليه بالسيوف . وقال ابن تيمية : إنه ليمر بالقلب حال ، أقول : إن كان أهل الجنة في مثل حالنا إنهم في عيش طيب . قال أيضا : إنه ليمر بالقلب حالات يرقص طربا ، من الفرح بذكره سبحانه وتعالى والأنس به .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحزن من فعل الخلق معك وانظر إلى فعلهم مع الخالق عند أحمد في كتاب الزهد ، أن الله يقول : (( عجبا لك يا ابن آدم ! خلقتك وتعبد غيري ، ورزقتك وتشكر سواي ، أتحبب إليك بالنعم وأنا غني عنك ، وتتبغض إلي بالمعاصي وأنت فقير إلي ، خيري إليك نازل ، وشرك إلي صاعد )) !! . وقد ذكروا في سيرة عيسى عليه السلام أنه داوى ثلاثين مريضا ، وأبرأ عميان كثيرين ، ثم انقلبوا ضده أعداء .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحزن من تعسر الرزق فإن الرزاق هو الواحد الأحد ، فعنده رزق العباد ، وقد تكفل بذلك ، ﴿ وفي السماء رزقكم وما توعدون ﴾ . فإذا كان الله هو الرزاق فلم يتملق البشر ، ولم تهان النفس في سبيل الرزق لأجل البشر ؟! قال سبحانه : ﴿ وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾ . وقال جل اسمه : ﴿ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ﴾ .
فائدة
من كتاب لا تحزن
فوائد الشدائد فإن الشدائد تقوي القلب ، وتمحو الذنب ، وتقصم العجب ، وتنسف الكبر ، وهي ذوبان للغفلة ، وإشعال للتذكر ، وجلب عطف المخلوقين ، ودعاء من الصالحين ، وخضوع للجبروت ، واستسلام للواحد القهار ، وزجر حاضر ، ونذير مقدم ، وإحياء للذكر ، وتضرع بالصبر ، واحتساب للغصص ، وتهيئة للقدوم على المولى ، وإزعاج عن الركون على الدنيا والرضا بها والاطمئنان إليها ، وما خفي من اللطف أعظم ، وما ستر من الذنب أكبر ، وما عفي من الخطأ أجل .
فائدة
من كتاب لا تحزن
دخل ابن السماك الواعظ على هارون الرشيد ، فظمئ هارون وطلب شربة ماء ، فقال ابن السماك : لو منعت هذه الشربة يا أمير المؤمنين ، أتفتديها بنصف ملكك ؟ قال : نعم . فلما شربها ، قال : لو منعت إخراجها ، أتدفع نصف ملكك لتخرج ؟ قال : نعم . قال ابن السماك : فلا خير في ملك لا يساوي شربة ماء . إن الدنيا إذا خلت من الإيمان فلا قيمة لها ولا وزن ولا معنى .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لن تموت قبل أجلِك ﴿ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ . هذه الآيةُ عزاءٌ للجبناءِ الذين يموتون مراتٍ كثيرةً قبل الموتِ ، فلْيعلموا أنَّ هناك أجلاً مسمى ، لا تقديم ولا تأخير ، لا يعجِّلُ هذا الموت أحدٌ ، ولا يؤجِّله بشرٌ ، ولو اجتمع أهل الخافقيْن ، وهذا في حدِّ ذاتهِ يجلبُ للعبدِ الطمأنينة والسكينة والثبات : ﴿ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ﴾ .
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحزنْ على تأخُّر الرِّزقِ ، فإنِّه بأجلٍ مسمّىً الذي يستعجلُ نصيبه من الرِّزقِ ، ويبادرُ الزمن ، ويقلقُ منْ تأخُّرِ رغباتِه ، كالذي يسابقُ الإمام في الصلاةِ ، ويعلُم أنَّه لا يسلِّمُ إلا بعْد الإمام! فالأمورُ والأرزاقُ مقدَّرةٌ ، فُرِغ منها قبل خلْقِ الخليقةِ ، بخمسين ألف سنةٍ ، ﴿ أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾ ، ﴿ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ ﴾ .
فائدة
من كتاب لا تحزن
إياك وأربعاً أربعٌ تُورثُ ضنْكَ المعيشةِ وكَدَرَ الخاطرِ وضيِقَ الصَّدْرِ : الأولى : التَّسخُّطُ من قضاءِ اللهِ وقدرِه ، وعَدَمُ الرِّضا بهِ . الثانيةُ : الوقوعُ في المعاصي بلا توبةٍ ﴿ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ ،﴿ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ . الثالثةُ : الحقدُ على الناسِ ، وحُبُّ الانتقامِ منهمْ ، وحَسَدُهم على ما آتاهُمُ اللهُ منْ فضلِه ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾ ، (( لا راحة لحسودِ )) . الرابعةُ : الإعراضُ عنْ ذكرِ اللهِ ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً ﴾ .
فائدة
من كتاب لا تحزن
أحمدُ بنُ حنبل عاش سعيداً ، وكان ثوبُه أبيض مرقَّعاً ، يخيطُه بيدِهِ ، وعندهُ ثلاثُ غُرفٍ منْ طينٍ يسكُنها ، ولا يجدُ إلا كِسرَ الخُبْزِ مع الزيتِ ، وبقي حذاؤه – كما قال المترجمون عنهُ – سبع عشرة سنةً يرقِّعها ويخيطُها ، ويأكلُ اللحم في شهرٍ مرَّةً ويصومُ غالب الأيامِ ، يذرعُ الدنيا ذهاباً وإياباً في طلَبِ الحديثِ ، ومع ذلك وجد الراحة والهدوء والسكينة والاطمئنان ؛ لأنهُ ثابتُ القدم ، مرفوعُ الهامةِ ، عارفٌ بمصيرِه ، طالبٌ لثوابٍ ، ساعٍ لأجرٍ ، عاملٌ لآخرةٍ ، راغبٌ في جنَّةٍ .
فائدة
من كتاب لا تحزن
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ . إي : يدفعُ عنهمُ شرور الدنيا والآخرة . « هذا إخبارٌ ووعدٌ وبشارةٌ من اللهِ للذين آمنوا ، أنه يدفعُ عنهمْ كلَّ مكروهٍ ، ويدفعُ عنهم – بسببِ إيمانِهم – كلَّ شرٍّ منْ شرورِ الكفارِ ، وشرورِ وسوسةِ الشيطانِ ، وشرورِ أنفسِهم ، وسيئاتِ أعمالِهم ، ويحملُ عنهمْ عند نزولِ المكارهِ ما لا يتحملونه ، فيُخفِّف عنهمْ غاية التخفيفِ ، كلُّ مؤمنٍ له منْ هذه المدافعةِ والفضيلةِ بحسب إيمانِه ، فمُستقلٌّ ومُستكثِرٌ » .
فائدة
من كتاب لا تحزن
كان يقالُ : المِحنُ آدابُ اللهِ عزَّ وجلَّ لخلقِهِ ، وتأديبُ اللهِ يفتحً القلوب والأسماع والأبصار . ووصف الحّسَنُ بنُ سَهْلٍ المِحن فقال : فيها تمحيصٌ من الذنبِ ، وتنبيهٌ من الغفلةِ ، وتعرُّضٌ للثوابِ بالصبرِ ، وتذكيرٌ بالنعمةِ ، واستدعاءٌ للمثوبةِ ، وفي نظرِ اللهِ عزَّ وجلَّ وقضائِهِ الخيارُ .
فائدة
من كتاب لا تحزن
تعلُّقُ القلبِ باللهِ وحدهُ واللَّهجُ بذِكرِهِ والقناعةُ : أسبابٌ لزوالِ الهمومِ والغمومِ ، وانشراحُ الصدرِ والحياةُ الطَّيِّبة . والضِّدُّ بالضِّدِّ ، فلا أضْيقُ صدراً ، وأكْثَرُ همّاً ، ممَّنْ تعلَّق قلبُه بغيرِ اللهِ ، ونسي ذِكْر اللهِ ، ولم يقْنَعْ بما آتاهُ اللهُ ، والتَّجرِبةُ أكبرُ شاهدٍ