حياة السلف بين القول والعمل
حال السلف مع الاختلاف
((جامع بيان العلم وفضله)) لابن عبد البر (2/ 968).
عن العَبَّاسِ بنِ عبدِ العظيمِ العَنبريِّ، قال: (كنتُ عِندَ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ وجاءه عليُّ بنُ المدينيِّ راكِبًا على دابَّةٍ، قال: فتناظَرا في الشَّهادةِ وارتفَعَت أصواتُهما حتَّى خِفتُ أن يقَعَ بَيْنَهما جفاءٌ، وكان أحمدُ يرى الشَّهادةَ، وعليٌّ يأبى ويدفَعُ، فلمَّا أراد عليٌّ الانصرافَ قام أحمدُ فأخَذ برِكابِه)
ذم البذاءة
((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (9/ 291).
قال أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ عاصمٍ الأنطاكيُّ: (أشَرُّ مَكِنةِ الرَّجُلِ البَذاءُ -وهو الوقيعةُ منه، وهي الغِيبةُ- وذلك أنَّه لا ينالُ بذلك منفعةً في الدُّنيا ولا في الآخرةِ، بل يُبغِضُه عليه المتَّقون ويَهجُرُه الغافِلون، وتجتَنِبُه الملائكةُ، وتَفرَحُ به الشَّياطينُ... والغِيبةُ والنَّميمةُ قرينتانِ، ومخرَجُهما من طريقِ البَغيِ، والنَّمَّامُ قاتِلٌ، والمغتابُ آكِلُ الميتةِ، والباغي مُستكبِرٌ، ثلاثتُهم واحِدٌ، وواحِدُهم ثلاثةٌ، فإذا عوَّد نفسَه ذلك رفَعَه إلى دَرَجةِ البُهتانِ، فيَصيرُ مُغتابًا مباهِتًا كذَّابًا، فإذا ثَبَت فيه الكَذِبُ والبُهتانُ صار مجانِبًا للإيمانِ)
الصبر
((صفة الصفوة)) لابن الجوزي (2/ 205).
قال شُمَيطُ بنُ عَجلانَ: (إنَّ العافيةَ سَتَرَت البَرَّ والفاجِرَ، فإذا جاءَت البلايا استَبانَ عندَها الرَّجُلانِ؛ فجاءَت البلايا إلى المُؤمِنِ فأذهَبَت مالَه وخادِمَه ودابَّتَه حتى جاعَ بَعدَ الشِّبَعِ، ومَشى بَعدَ الرُّكوبِ، وخَدَمَ نفسَه بَعدَ أن كان مَخدومًا، فصَبَرَ ورَضيَ بقَضاءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وقال: هذا نظَرٌ مِن اللهِ عَزَّ وجَلَّ لي، هذا أهونُ لحِسابي غَدًا. وجاءَت البلايا إلى الفاجِرِ فأذهَبت مالَه وخادِمَه ودابَّتَه، فجَزِع وهَلَع، وقال: واللهِ ما لي بهذا طاقةٌ، واللهِ لقد عَوَّدتُ نفسي عادةً ما لي عنها صَبرٌ مِن الحُلوِ والحامِضِ، والحارِّ والبارِدِ، ولينِ العَيشِ، فإن هو أصابَه مِن الحَلالِ وإلَّا طَلَبَه مِن الحَرامِ والظُّلمِ؛ ليعودَ إليه ذلك العَيشُ)