من أقوال أ. وجدان العلي
A
حكمــــــة
كلمتان من كلام السلف رضي الله عنهم أنظر إليهما مستحييا خزيان القلب والنفس والضمير!
الأولى: يقول أبو علي الفضيل بن عياض رضي الله عنه:
وددتُ أنه شاع في الناس أني متُّ؛ حتى لا أُذْكَر!
والثانية كلمة سيدنا أبي عبدالله الشافعي رضي الله عنه، عن علمه:
وددتُ لو أنَّ الخلقَ تعلموه ولا يُنسَب إليَّ منه شيء!
أستغفر الله وأتوب إليه!
حكمــــــة
أما لو أنك شهدتَ جمالَه، فنعمتَ برؤية فضله عليك في جميع أمرك، فنادى كل ما فيك مردِّدًا قوله سبحانه وبحمده " ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا "..فرأيت جمال ستره عليك وأنت أنت، تعلم خبء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه، وهو يجمع عليك قلب من لا يعرفك، ويُنطِق بالمحبة من لم يرك، ويبسط كفَّ قصيٍّ بعيد بالدعاء لك!
أما لو أنك شهدت جماله؛ إذ يُقيتك، ويغذوك، ويطعم قلبك وروحك وبدنك وباطنك وظاهرك، ويحشد من حولك صنوف َبره وإحسانه وكرمه، وأنت أنت! تعلم خَبْء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه! فلم يقطع عنك مع ديمومة الذنب فضله، وما حجب عنك مع قبيح الفعل منك إحسانه!
أما لو أنك شهدت جماله فعاينت تودده إليك بالضائقة تنضج قلبك، وتحيي موات الضراعة في روحك، وتزيل الحجب التي بينك وبين انهمار غيث التوبة يغسلك كلك، وأنت تحصي بضبط مدهش، وذاكرة حادة كالبرق، كل مواطن السوء التي التحقت بها، ومنازل الغفلة التي أويت إليها، فتتنفس بالندم مستغفرًا تائبًا ذليلةً نفسك بالتوبة، فتتطاير عنك خلائق السوء وتتباعد عن خصال السوء وأفعال السوء، فيكرمك وأنت أنت، ويفرح بتوبتك، ويدنيك منه، ويؤويك إليه، ويجعلك أنت أنت، من أصفيائه الذين ينعم عليهم بمحبته " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " !
أما لو أنك شاهدت جماله إذ..وإذ..وإذ، حيث يفنى العمر ويفنى العالم ولا ينتهي جماله، ولا تُحصَى نعمه؛ لفرحت أنك عبده، وأنه ربك، ولنطقت قائلا:
" قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الأنعام.
أما لو أنك شهدت جماله؛ إذ يُقيتك، ويغذوك، ويطعم قلبك وروحك وبدنك وباطنك وظاهرك، ويحشد من حولك صنوف َبره وإحسانه وكرمه، وأنت أنت! تعلم خَبْء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه! فلم يقطع عنك مع ديمومة الذنب فضله، وما حجب عنك مع قبيح الفعل منك إحسانه!
أما لو أنك شهدت جماله فعاينت تودده إليك بالضائقة تنضج قلبك، وتحيي موات الضراعة في روحك، وتزيل الحجب التي بينك وبين انهمار غيث التوبة يغسلك كلك، وأنت تحصي بضبط مدهش، وذاكرة حادة كالبرق، كل مواطن السوء التي التحقت بها، ومنازل الغفلة التي أويت إليها، فتتنفس بالندم مستغفرًا تائبًا ذليلةً نفسك بالتوبة، فتتطاير عنك خلائق السوء وتتباعد عن خصال السوء وأفعال السوء، فيكرمك وأنت أنت، ويفرح بتوبتك، ويدنيك منه، ويؤويك إليه، ويجعلك أنت أنت، من أصفيائه الذين ينعم عليهم بمحبته " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " !
أما لو أنك شاهدت جماله إذ..وإذ..وإذ، حيث يفنى العمر ويفنى العالم ولا ينتهي جماله، ولا تُحصَى نعمه؛ لفرحت أنك عبده، وأنه ربك، ولنطقت قائلا:
" قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الأنعام.
حكمــــــة
فقدنا شطرًا عظيمًا من معنى الإنسان فينا، واستعمرتنا مدائن المعدن المصغرة، وحوصرت مشاعرنا بالأسلاك والبلاستيك، وصار كثير من مجال التعبير فينا إليكترونيا!
فتقلصت مساحة الشغف، وضمرت ذواكرنا؛ فهي سريعة النسيان، سريعة التغير، وصرنا معها سريعي النسيان، سريعي التغير!
قلوبنا كخيام البدو، سريعة التنقل والارتحال!
يحتاج الإنسان فينا أن يجلس إلى ذاته قليلا؛ لعله يستعيد شغفه الهارب، ومشاعره الحقيقية!
فتقلصت مساحة الشغف، وضمرت ذواكرنا؛ فهي سريعة النسيان، سريعة التغير، وصرنا معها سريعي النسيان، سريعي التغير!
قلوبنا كخيام البدو، سريعة التنقل والارتحال!
يحتاج الإنسان فينا أن يجلس إلى ذاته قليلا؛ لعله يستعيد شغفه الهارب، ومشاعره الحقيقية!
حكمــــــة
السرائر، وما كان مطويًّا مخبوءًا في أودية النفس، يجلوها رب العالمين لعباده بنور الهداية من لدنه، فيبصرون في وجوه الناس وكلماتهم ما لا يبصره غيرهم.
حتى إذا أذن الله تعالى جعل هذه السرائر معلنةً للناس، باديةً في القول والفعل والعمل، فتقع البغضاء " العامة " للشخص من الناس، وكل الذي كان: أن " سره " صار " علانية "، وأن " الزينة اللفظية " كانت كلماتٍ ثلجية، خرجت إلى شمس العلانية فذابت.
وكان الصالحون يقولون " كانوا..فبانوا " !
أي كان لهم شأن وقُربى، فأُبعِدوا عياذًا بالله!
وإنَّ في إبليس لعبرة! كان في محل رفيف الملائكة، ثم صار إلى ما صار إليه، ولقد كان أخبر الله ﷻ عنه فقال: " إني أعلم ما لا تعلمون "
قال مجاهد: (علم من إبليس " كِتمانَه الكِبْرَ " أن لا يسجد لآدم).
بينما كان عليه سيماء العبادة، كان في قلبه نار الكبر، وكم من نارٍ حسبها الناس نورا!
ياحي يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين!
حتى إذا أذن الله تعالى جعل هذه السرائر معلنةً للناس، باديةً في القول والفعل والعمل، فتقع البغضاء " العامة " للشخص من الناس، وكل الذي كان: أن " سره " صار " علانية "، وأن " الزينة اللفظية " كانت كلماتٍ ثلجية، خرجت إلى شمس العلانية فذابت.
وكان الصالحون يقولون " كانوا..فبانوا " !
أي كان لهم شأن وقُربى، فأُبعِدوا عياذًا بالله!
وإنَّ في إبليس لعبرة! كان في محل رفيف الملائكة، ثم صار إلى ما صار إليه، ولقد كان أخبر الله ﷻ عنه فقال: " إني أعلم ما لا تعلمون "
قال مجاهد: (علم من إبليس " كِتمانَه الكِبْرَ " أن لا يسجد لآدم).
بينما كان عليه سيماء العبادة، كان في قلبه نار الكبر، وكم من نارٍ حسبها الناس نورا!
ياحي يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين!
حكمــــــة
بعض الناس يكون وجوده في الحياة وجودَ الذنب، يُتاب منه، ويُعقد العزم على عدم العودة إليه؛ فتلك عافية القلب وسلامة الصدر.
ومنهم من يكون كالطاعة المُتَقَبَّلة، تجد حلاوتها في قلبك، وتحب الاستكثار منها..وأعظم الطاعة طاعة الخفاء، وكذلك ستجد أعظم الصداقات وأوثقها في الأخفياء الذين لم يشغلهم بهرج الدنيا عن القيام بحقيقة المحبة لك.
ومنهم من يكون كالطاعة المُتَقَبَّلة، تجد حلاوتها في قلبك، وتحب الاستكثار منها..وأعظم الطاعة طاعة الخفاء، وكذلك ستجد أعظم الصداقات وأوثقها في الأخفياء الذين لم يشغلهم بهرج الدنيا عن القيام بحقيقة المحبة لك.
حكمــــــة
امتحان القلب بحسن الإغضاء وعافية العفو، ومقابلة السيئة بالحسنة=لا يظفر بالنجح فيه إلا ذو حظٍّ عظيم من الذلة لله تعالى ورجاء ما عنده، ثم بمعرفة أحوال الخلق ومسكنتهم في باب الخُلق خاصة..
ولذلك كان يقول من فقه هذه الجِبلَّة، كأبي علي الفضيل بن عياض رضي الله عنه: مَن عرَف الخَلق استراح..وإنها لراحةٌ للنفس أن لا تطالب معدمًا مفلسًا بالزكاة، وهذا بابٌ نافعٌ في إعذار الخلق، والرفق بهم..
وما أطيب حياةَ من سلم منه الناس، وسلم قلبه لهم " وما يُلَقَّاها إلا الذين صبروا وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍّ عظيم " !
ولذلك كان يقول من فقه هذه الجِبلَّة، كأبي علي الفضيل بن عياض رضي الله عنه: مَن عرَف الخَلق استراح..وإنها لراحةٌ للنفس أن لا تطالب معدمًا مفلسًا بالزكاة، وهذا بابٌ نافعٌ في إعذار الخلق، والرفق بهم..
وما أطيب حياةَ من سلم منه الناس، وسلم قلبه لهم " وما يُلَقَّاها إلا الذين صبروا وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍّ عظيم " !
حكمــــــة
نحن بارعون في اصطياد الظنون الهاربة وتعليقها على ناصية القلب هاديًا ودليلا! نتقن بتفردٍ إهدار علاقاتنا وذبح أوردتها بسكين الجفاء والصدود! بالإهمال المتثائب الذي يسكن زوايا سلوكنا! صباحاتنا رماديةٌ تغرق فيها شمسنا المنطفئة!
لم نوقد يومًا قنديل حب.. كل علاقتنا بالورود مزهريةٌ منسيةٌ في زاوية ما من غرفنا المغلقة، حتى إذا مللنا أوراقها البالية= حملناها بلا تردد إلى سلة المهملات؛ لنمارس من جديد طقسنا الخشبي وادعاءاتنا العريضة أننا آدميون، يحسن الواحد منهم أن يردد كلمة الحب بكل ما في قلبه من برود!
حكمــــــة
" أنا عند ظن عبدي بي
وأنا معه إذا ذكرني
فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي!
وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم!
وإن تقرب إليَّ بشبر تقربت إليه ذراعًا
وإن تقرب إليَّ ذراعا تقربت إليه باعًا!
وإن أتاني يمشي أتيته هرولة "
هذا بيان ربنا الودود في الحديث الإلهي، وهذا جمال تودده مع استغنائه، وجلال كرمه وعطائه، وهو الغني عنك غنًى تامًّا وأنت الفقير إليه فقرًا تامًّا!
وهذا الحديث أكبر من الدنيا وما فيها؛ فمن ذا الذي يتقرب، ويمشي، ويهرول لينال بركات المعية وأنس الحب وجمال الإقبال؟!
وأنا معه إذا ذكرني
فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي!
وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم!
وإن تقرب إليَّ بشبر تقربت إليه ذراعًا
وإن تقرب إليَّ ذراعا تقربت إليه باعًا!
وإن أتاني يمشي أتيته هرولة "
هذا بيان ربنا الودود في الحديث الإلهي، وهذا جمال تودده مع استغنائه، وجلال كرمه وعطائه، وهو الغني عنك غنًى تامًّا وأنت الفقير إليه فقرًا تامًّا!
وهذا الحديث أكبر من الدنيا وما فيها؛ فمن ذا الذي يتقرب، ويمشي، ويهرول لينال بركات المعية وأنس الحب وجمال الإقبال؟!
حكمــــــة
“وجئنا ببضاعةٍ مُزجاةٍ فأوفِ لنا الكيلَ وتصدَّق علينا”!
لمّا طالعوا فقرهم نطقوا بقدرهم فقالوا: وجئنا ببضاعة مُزْجاة- أي رديئة!
ولما شاهدوا قدر يوسف سألوا على قدره فقالوا: أوف لنا الكيل!
ويقال، قالوا: كِلْنا كَيْلًا يليق بفضلك لا بفقرنا، وبكرمك لا بِعُدْمنا!
ثم تركوا هذا اللسان وقالوا: «وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا»: نزلوا أوضعَ منزل، كأنهم قالوا: إن لم نستوجب معاملة البيع والشراء فقد استحققنا بذلَ العطاء، على وجه المكافأة والجزاء اهـ
الأستاذ أبو القاسم القشيري رضوان الله عليه!
اللهم كِلْنا كَيْلا يليق بفضلك لا بفقرنا، وبكرمك لا بعُدْمنا، أنت الكريم الجميل!
لمّا طالعوا فقرهم نطقوا بقدرهم فقالوا: وجئنا ببضاعة مُزْجاة- أي رديئة!
ولما شاهدوا قدر يوسف سألوا على قدره فقالوا: أوف لنا الكيل!
ويقال، قالوا: كِلْنا كَيْلًا يليق بفضلك لا بفقرنا، وبكرمك لا بِعُدْمنا!
ثم تركوا هذا اللسان وقالوا: «وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا»: نزلوا أوضعَ منزل، كأنهم قالوا: إن لم نستوجب معاملة البيع والشراء فقد استحققنا بذلَ العطاء، على وجه المكافأة والجزاء اهـ
الأستاذ أبو القاسم القشيري رضوان الله عليه!
اللهم كِلْنا كَيْلا يليق بفضلك لا بفقرنا، وبكرمك لا بعُدْمنا، أنت الكريم الجميل!
حكمــــــة
ليس التنفس بالسخرية، واتخاذ السب والشتم سبيلًا موصلًا إلى الله رب العالمين.
ولقد كان أحد أعظم كتب النقد في العصر الحديث كتاب العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني " التنكيل "، وما ذكر الشيخ العلامة محمد زاهد الكوثري رحمه الله بمثلبة، وما اتخذ عرضه متكأً للطعن واللعن، وقد كان المجال فسيحًا للنفس لتقضم وتفري، ولكن العلم الحق يحجب صاحبه عن الاعتداء والبغي.
حكمــــــة
وأما أنت يا مولانا فتتكئ على وسادة الجفاء، لا تذوق ما ذاق القوم، ولم تنغمس في تيار مكابداتهم ومواجيدهم، فأنكرت بالقلم القاحل، والقلب المقفل= أحوالهم وأذواقهم، وكان همك وسَدَمك التبديع والتضليل والرمي بالفواقر، ثم أنت بعدُ تنتسب نسبة الزور إلى أبي العباس ابن تيمية وأبي عبدالله ابن قيم الجوزية!
ولا والله ما كان أحدٌ في المتأخرين أعذر للقوم، وأفسح صدرًا لحمل كلامهم على أحسن المحامل من أبي العباس وأبي عبدالله رضي الله عنهما، وما ذاك إلا لأنهما نطقا عن وجد، وحررا العلم بقلم الذوق الصحيح والحال الراسخة.
ولقد كان يرد الحال العظيم على شيخ الإسلام فيقطعه عن الناس ويخرجه من بين البيوت فليس إلا قلبه والخلوة في الفضاء الفسيح!
وكان ذلك حال أبي عبدالله رضي الله عنه، فقد ذكر شيخ الإسلام ابن رجب وهو تلميذه حال شيخه فقال:
وَكَانَ رحمه الله ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إِلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشفف بالمحبة، والإِنابة والاستغفار، والافتقار إِلَى الَلَّه، والانكسار لَهُ، والاطِّراح بَيْنَ يديه عَلَى عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله فِي ذَلِكَ!
ولا رأيت أوسع منه علما، ولا أعرف بمعاني الْقُرْآن والسنة وحقائق الإيمان منه.. وَكَانَ فِي مدة حبسه مشتغلا بتلاوة القراَن بالتدبر والتفكر، ففتح عَلَيْهِ من ذَلِكَ خير كثير، وحصل لَهُ جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذَلِكَ عَلَى الْكَلام فِي علوم أهل المعارف، والدخول فِي غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بِذَلِكَ، وحج مرات كثيرة، وجاور بمكة. وَكَانَ أهل مَكَّة يذكرون عَنْهُ من شدة العبادة، وكثرة الطواف أمرا يتعجب منه اهـ
ويقول عنه صاحبه ابن كثير رحمه الله كلمة عظيمة كبيرة: " ولا أعلم في هذا العالم في زماننا من هو أكثر عبادةً منه " !
كان هذا حاله، لذلك أحسن الدخول والفهم والبيان تصويبا وتخطئة، لا بالنفس البارد والكبد الغليظ، المستتر خلف نسبةٍ هو أبعد الناس منها!
ولا والله ما كان أحدٌ في المتأخرين أعذر للقوم، وأفسح صدرًا لحمل كلامهم على أحسن المحامل من أبي العباس وأبي عبدالله رضي الله عنهما، وما ذاك إلا لأنهما نطقا عن وجد، وحررا العلم بقلم الذوق الصحيح والحال الراسخة.
ولقد كان يرد الحال العظيم على شيخ الإسلام فيقطعه عن الناس ويخرجه من بين البيوت فليس إلا قلبه والخلوة في الفضاء الفسيح!
وكان ذلك حال أبي عبدالله رضي الله عنه، فقد ذكر شيخ الإسلام ابن رجب وهو تلميذه حال شيخه فقال:
وَكَانَ رحمه الله ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إِلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشفف بالمحبة، والإِنابة والاستغفار، والافتقار إِلَى الَلَّه، والانكسار لَهُ، والاطِّراح بَيْنَ يديه عَلَى عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله فِي ذَلِكَ!
ولا رأيت أوسع منه علما، ولا أعرف بمعاني الْقُرْآن والسنة وحقائق الإيمان منه.. وَكَانَ فِي مدة حبسه مشتغلا بتلاوة القراَن بالتدبر والتفكر، ففتح عَلَيْهِ من ذَلِكَ خير كثير، وحصل لَهُ جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذَلِكَ عَلَى الْكَلام فِي علوم أهل المعارف، والدخول فِي غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بِذَلِكَ، وحج مرات كثيرة، وجاور بمكة. وَكَانَ أهل مَكَّة يذكرون عَنْهُ من شدة العبادة، وكثرة الطواف أمرا يتعجب منه اهـ
ويقول عنه صاحبه ابن كثير رحمه الله كلمة عظيمة كبيرة: " ولا أعلم في هذا العالم في زماننا من هو أكثر عبادةً منه " !
كان هذا حاله، لذلك أحسن الدخول والفهم والبيان تصويبا وتخطئة، لا بالنفس البارد والكبد الغليظ، المستتر خلف نسبةٍ هو أبعد الناس منها!
حكمــــــة
" كان ﷺ أشد حياءً من العذراء في خدرها "..حديث مهجورٌ عند كثير من الرجال، كأن الحياء خُلقٌ متعلق بالمرأة وحدها!
ويقول سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما، في تفسير قوله تعالى: " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ":
(الرفث، الجماعُ، ولكن الله كريم يَكني)
ولكنَّ الله كريمٌ يكني!
ولكنَّ الله كريمٌ يَكني!
فلا تنس هذا الأصل والاعتصام بنوره ولو كثرت أدخنة الألفاظ العارية والأخلاق المتآكلة!
حكمــــــة
تصلي وتسلم عليه ﷺ فيحمل الملَكُ اسمك إليه ويرد عليك سيدنا السلام!
وليس يصبر المحب والله عن بعث الصلاة والسلام عليه؛ ليشرف بذكر اسمه بين يديه وعلى لسانه!
" مَا مِن أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلا رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيهِ السَّلَامَ ".
" أكثروا الصلاةَ عليَّ؛ فإن الله وكَّل بي ملكا عند قبري، فإذا صلى عليَّ رجلٌ من أمتي قال لي ذلك المَلَكُ: يا محمدُ! إن فلان بن فلانٍ صلى عليك الساعة " !
اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد ﷺ وعلى آله وصحبه أجمعين!
وليس يصبر المحب والله عن بعث الصلاة والسلام عليه؛ ليشرف بذكر اسمه بين يديه وعلى لسانه!
" مَا مِن أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلا رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيهِ السَّلَامَ ".
" أكثروا الصلاةَ عليَّ؛ فإن الله وكَّل بي ملكا عند قبري، فإذا صلى عليَّ رجلٌ من أمتي قال لي ذلك المَلَكُ: يا محمدُ! إن فلان بن فلانٍ صلى عليك الساعة " !
اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد ﷺ وعلى آله وصحبه أجمعين!
حكمــــــة
بينما تجلس ذاويًا ذابلًا تحدق في وجه المرض والمشاعر تغدو وتروح في أودية النفس، فيتسلل إليك طيفٌ يمسح عنك العنت، ويصب في قلبك هدأة غامرةً، وسكينةً مبتسمة، فتعلم أن هنالك من يجلس ويجتهد في كتابة اسمك في صحائف الدعاء والضراعة!
ذلك الطيف الأبيض، يهدهد روحك المغتربة، ويقول لك: لست وحدك! فاطمئن!
حكمــــــة
سأله: أترى فراشة الضوء التي تنثر العطر بقلبك؟!
أتشم رحيق المسافات وأنت مقبلٌ على روحك، ساعٍ إليها؟!
هل وشت بحبك النسائم التي تغزلها بأهدابك لتقدمها هديةً إليها؟!
فأجابه:
كيف يخبئ الإنسان قلبه عن روحه، أو يواري روحه عن قلبه؟! والخفق واحد والصدر واحد والمشاعر واحدة؟!
إن سر الحب الأكبر وحدانيته! وهذا الذي يجعله سرا عاريا عند من تحبه مهما خبأته! لأنه يسكنك ويبصرك ويتنفسك!
أتشم رحيق المسافات وأنت مقبلٌ على روحك، ساعٍ إليها؟!
هل وشت بحبك النسائم التي تغزلها بأهدابك لتقدمها هديةً إليها؟!
فأجابه:
كيف يخبئ الإنسان قلبه عن روحه، أو يواري روحه عن قلبه؟! والخفق واحد والصدر واحد والمشاعر واحدة؟!
إن سر الحب الأكبر وحدانيته! وهذا الذي يجعله سرا عاريا عند من تحبه مهما خبأته! لأنه يسكنك ويبصرك ويتنفسك!
حكمــــــة
خير ما تلزمه في سرك وعلانيتك أن تكون ذليلا لله، فارًّا إليه من مطالعة نفسك وعملك وحولك وقوتك، فتكون عبدًا يرى الخير كله بيد الله، والفضل كله لله، وأنه لو وُكِل إلى نفسه طرفة عين لهلك، فترحم الناس وتحب لهم الخير وتشفق عليهم.
واعلم أن أكذب الناس عبدٌ مستكبرٌ، معجب بعمله، ولو فقه المسكين لامتلأت نفسه بقول الله تعالى: " ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا "، فيعلم أن الفضل لله، يستر ويحلم ويعفو ويغفر، ويمد عبده بأسباب النعم والتوبة والهداية، فليس منا والله شيء، والفضل كله لله وحده..وحده لا شريك له!
واعلم أن أكذب الناس عبدٌ مستكبرٌ، معجب بعمله، ولو فقه المسكين لامتلأت نفسه بقول الله تعالى: " ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا "، فيعلم أن الفضل لله، يستر ويحلم ويعفو ويغفر، ويمد عبده بأسباب النعم والتوبة والهداية، فليس منا والله شيء، والفضل كله لله وحده..وحده لا شريك له!
حكمــــــة
وإنك لتعجب العجبَ كلَّه، وتخاف الخوف كلَّه من أناس يهدمون دينهم بألسنة السوء؛ ليدفعوا عن دينهم-زعموا- السوء!
ولكن هكذا صار الأمر في أزمنة السوء: ينقلب السبُّ دينًا والطعنُ قربةً، والغيبة والبهتانُ عملًا يرجو صاحبُه عليه الثواب!
" قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون " ؟!
ونعوذ بالله من سكنى ردغة الخبال وساكنيها؛ فقد قال ﷺ: من قال في مؤمنٍ ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال، وليس بخارجٍ!
وردغة الخبال عصارة أهل النار.
حكمــــــة
" يا فاطمةُ بنتَ محمد! سليني من مالي ما شئتِ، لا أُغني عنكِ من الله شيئًا ".
سيدي رسول الله ﷺ
نسبتك صورةً أو معنًى إلى شيخ، والمكاثرة باسمه، أو صورته، لن تغني عنك من الله شيئًا.
وإن نسبة المرء إلى مُعظَّمٍ توجب عند البصير الذي يعلم موقفه بين يدي الله، زيادةَ رعاية وحسنَ خُلق وأدبًا في اللفظ وبُعدًا عن الأسواء ظاهرًا وباطنًا،.
ويا أخي! إن العلم لا يقاس بفصاحة اللسان ولا طوله، ولا بالتحريش بين عباد الله، والتنابز بالألقاب، والخوض في أعراض حملة العلم لخطأ أو ضلالة حتى!
وإنما العلم الخشية، إنما العلم الخشية.
ومن حاقَقَ نفسه وعرفها، وعرف ستر الله عليه ومنته، خشي والله أن يمسَّ أحدًا بسوء، وارتجف قلبه قبل اللفظة والكلمة، ونأى بعيدًا عن الخوض في أوحال القيل والقال!
" ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم "
حكمــــــة
الستر خُلقٌ شريفٌ نادر، ومن أدق صوره وأخفاها=سترُ العبد عملَه الصالحَ الذي وفقه الله إليه؛ والصبر عن بثه في الناس..فترى الواحدَ يمن فيستكثر، ويذكر العمل وُفِّق إليه أمام العالمين في غير ضرورة! وفي تعرية العمل وبثه في الناس بلا ضرورة شرعية=تعريضه لآفات الرياء والسمعة، وتلك مصيبةٌ عظيمة..
وهنالك ستر شريفٌ لا يقوم به إلا الأفذاذ ذوو المروءة، وهو ستر عيب من خالفك أنتَ، وحبْسُ اللسان عن تناول خُلقه، وهتك ستره، وكشف أمره؛ فإن في الناس صنفًا يحسب أن مفتاح استباحة أعراض الناس =مجرد مخالفتهم له، أو لمُعَظَّم عنده، ومن نظر أحوال الناس في الطلاق أو الشقاق شابت نواصي قلبه.
وبعضهم يطغى فيُطلق لسانه بالفِرى والطعنِ لا يطْرف له جفن، وما استكثر المسكين إلا من حظه من ردغة الخبال يطْعَمُها في الآخرةِ!
قال سيدي صلى الله عليه وسلم: " ومن قال في مؤمن ما ليسَ فيه، أسكنهُ اللهُ ردْغَةَ الخَبَال حتى يَخرُجَ مِمَّا قال "..
وردغة الخبال عصارة أهل النار..
والخُلقان (المن والأذى) فاشيان في هذه الجدران الزرقاء فشوًّا دالًّا على تآكل معالم الإنسان فينا، ونسيان مشهد الآخرة.
حكمــــــة
قال لشيخه: أريد أن أكون مشهورًا!
فقال له:
الشهرة! ذلك المرض العضال الذي يستعمر قلب صاحبه، فيضيق فيه مساحات الحرية؛ حتى يعبد نفسه، أو يعبد الناس!
الشهرة! بقعة الظلام التي تحاصر الإنسان فتجعله يلهث ويلهث ويلهث..ثم يصطدم في نهاية سرابه أنه فقد كل النور الذي يحتضنه الخافتون الذين تحرروا من عبودية الأنا!
الشهرة! صنم الضجر الذي يقيم في صدر صاحبه فيجعله دومًا في سخطٍ لا يرضى!
وسكت قليلًا..ثم استأنف قائلًا:
وشهرة أيامكم يا بنيَّ كذب فارغ يستكثر ليملأ فراغه من كثرة المشاركات والمشاهدات والإعجابات!
فقال له:
الشهرة! ذلك المرض العضال الذي يستعمر قلب صاحبه، فيضيق فيه مساحات الحرية؛ حتى يعبد نفسه، أو يعبد الناس!
الشهرة! بقعة الظلام التي تحاصر الإنسان فتجعله يلهث ويلهث ويلهث..ثم يصطدم في نهاية سرابه أنه فقد كل النور الذي يحتضنه الخافتون الذين تحرروا من عبودية الأنا!
الشهرة! صنم الضجر الذي يقيم في صدر صاحبه فيجعله دومًا في سخطٍ لا يرضى!
وسكت قليلًا..ثم استأنف قائلًا:
وشهرة أيامكم يا بنيَّ كذب فارغ يستكثر ليملأ فراغه من كثرة المشاركات والمشاهدات والإعجابات!
حكمــــــة
هذه هذه!
1/وِرْدُ الحياة: بالنظر في المصحف تلاوة وتفكرًا، يهديان القلب إلى كوثر الحب، فلا يأوي إلا إلى الملأ الأعلى!
2/الأذكار الموظفة لا سيما أذكار الصباح والمساء؛ فهي حَبُّ السماء الذي لا تحليق لطير الفردوس إلا بالتقاطه!
3/ركعتا الاستخارة؛ فإنهما شعار الفقراء، والدليلان الهاديان في درب العمر، الموصلان إلى فرحة المعية وسكينة الرضا وبركتها!
4/ الضراعة؛ فإنها خزانة الخير التي لا تنفد في السراء والضراء أبدًا!
حكمــــــة
في محفل الصحراء، ومحراب الأفق، بعيدًا عن صلصلة الصخب وضجيج الصفيح والمعدن والأحجار، ناداني حبيبي أن تعال فصلِّ.. كنتُ أحسب أن الصلاة ستكون هنالك على البساط الذي كنا نجلس عليه، أشرب لبن الإبل لأول مرة في حياتي، ونطعم التمر..
لا لا، سنصلي هنا، على الرمل..استجبتُ على تردد خفي، ووقفت للصلاة،..الله أكبر..فحضرتني السكينة، وسقطت عني كل الرسوم والنعوت والأسماء، ولم يبق شيء أعاينه سوى نعت الفقر!
" فقيرٌ " يُطعم جبهتَه الرملَ، فيجد هنالك معنى الذِّلَّة لله، وشرف السجود له سبحانه وبحمده، فوالله ثم والله إن حبات الرمل على جبهة الساجد حينها لأبهى وأجمل وأنْفَسُ من ذهب الدنيا ونضارها!
كأني علمتُ حينها لم كره الفقهاء مسح الجبهة في الصلاة: إنهم يستبقون عليك سيماء الفقر، وتاج الذلة لله تعالى!
لا لا، سنصلي هنا، على الرمل..استجبتُ على تردد خفي، ووقفت للصلاة،..الله أكبر..فحضرتني السكينة، وسقطت عني كل الرسوم والنعوت والأسماء، ولم يبق شيء أعاينه سوى نعت الفقر!
" فقيرٌ " يُطعم جبهتَه الرملَ، فيجد هنالك معنى الذِّلَّة لله، وشرف السجود له سبحانه وبحمده، فوالله ثم والله إن حبات الرمل على جبهة الساجد حينها لأبهى وأجمل وأنْفَسُ من ذهب الدنيا ونضارها!
كأني علمتُ حينها لم كره الفقهاء مسح الجبهة في الصلاة: إنهم يستبقون عليك سيماء الفقر، وتاج الذلة لله تعالى!
حكمــــــة
(يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمتُه؛ فاستطعموني أطعمكم).
هو تعالى من يُقيتُ الأبدان والأرواح والقلوب والبصائر، ويُطعِمها طعامًا يُغنيها به عن السِّوَى، ويرويها ريًّا لا احتياجَ بعدَه..
اللهم إنا نستطعمك فأطْعِمنا، ونستسقيك فاسْقِنا، ونسْتَكسوك فاكْسُنا، فلا نظمأ ولا نجوع ولا نعرَى وأنت ربنا الكريم الجميل، الودود الرحيم.
هو تعالى من يُقيتُ الأبدان والأرواح والقلوب والبصائر، ويُطعِمها طعامًا يُغنيها به عن السِّوَى، ويرويها ريًّا لا احتياجَ بعدَه..
اللهم إنا نستطعمك فأطْعِمنا، ونستسقيك فاسْقِنا، ونسْتَكسوك فاكْسُنا، فلا نظمأ ولا نجوع ولا نعرَى وأنت ربنا الكريم الجميل، الودود الرحيم.
حكمــــــة
تربية هذا الدين الإلهي المجيد أصحابَه كانت على نهجٍ رفيع من السمو، حتى إنه ليجعل الإحسان إلى من تتيقن عداوته=من أجلِّ القربات عند الله تعالى.
ففي المسند وغيره أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصدقاتِ أفضل؟
قال: على ذي الرحم " الكاشِح ".
وهذا النهج يجعل العبد مترفعًا عن الدنايا ومخبآت السوء، فإذا جالسته أو كلمته فكأنك من صفاء نفسه في مجلس من مجالس السماء، والمحب لا يرضى لنفسه بغير المعالي، ونعوذ بالرحمن الرحيم من التكالب على الحطام.
ففي المسند وغيره أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصدقاتِ أفضل؟
قال: على ذي الرحم " الكاشِح ".
وهذا النهج يجعل العبد مترفعًا عن الدنايا ومخبآت السوء، فإذا جالسته أو كلمته فكأنك من صفاء نفسه في مجلس من مجالس السماء، والمحب لا يرضى لنفسه بغير المعالي، ونعوذ بالرحمن الرحيم من التكالب على الحطام.
حكمــــــة
من جماله سبحانه إلباسُ " الأمر " محابَّ النفس، وكسوة " النهي " بما تبغضه وتنفر عنه الفِطَر السليمة، مع أن مقتضى الألوهية خضوع العبد وذلته لسطوة الأمر والنهي، لكنه سبحانه يتودد إلى عباده وهو الغني عنهم، ويلطف بهم، ويسوقهم إلى الطاعة سوقًا رحيمًا كله الودُّ والجمال، ويصرفهم عن المعاصي بتقبيحها وتقبيح ثمارها وعواقبها في نفوسهم!
فالحمد لله أن ربنا الله تعالى لا شريك له الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.
فالحمد لله أن ربنا الله تعالى لا شريك له الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.
حكمــــــة
كلما أويت إلى مكتبةٍ، وجلست بين الكتب، وملأت أنفي برائحة الأوراق=عادت إلى قلبي نضرته، وشملتني سكينةٌ سابغةٌ، كأن أرواحنا كلما أطالت الجلوس في سراب " المعدن " صدئتْ، فإذا عادت إلى جذورها وتباعدت عن صلصلة السوشيال ميديا وزعيقها والكلام الذي لا ينتهي، والحروف التي لا تنتهي، والشكوى التي لا تنتهي، والأخبار التي لا تنتهي=عندما تفر من هذا كله تعود إلينا ملامحنا، نكون أكثر هدوءًا، وأصفى فِكرًا، وأندى روحًا..
هي هي السكينة نفسها التي كنت أشم رائحتها في مساجد القاهرة العتيقة، عندما يحملني الشوق إلى الغورية فأجلس في مسجد " المؤيد شيخ "، وأتحسس من جديدٍ معالم روحي..
لقد كان لي أستاذ يقول لي عندما كنت أجلس معه على أرض الحديقة وأنا صغيرٌ: يا بنيَّ! نحن خُلقنا من التراب، ولن تجد راحةً في قلبك إلا عندما تجلس على التراب، فأنت تتصل بأصلك..
قاعدة الجمال في ترك التكلف، والهروب من الصنعة، والنزوع إلى الفطرة الأولى، ورحم الله أبا الطيب، إذ يقول:
أفدي ظِباءَ فلاةٍ ما عرفنَ بها
مضغَ الكلام ولا صبغَ الحواجيبِ!
/
حُسْن الحضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ
وفي البداوة حسنٌ غير مجلوبِ!
وتلك حياة خاليةٌ من الأصباغ، لا يعرفها من لا يستطيع العيش إلا من وراء كاميرا وهاتف، إذا طَعِم أو شَرِب أو فرح أو حزن؛ فإن قبلة قلبه هاتفه، حتى إذا انطفأ هاتفه أو انقطع عنه النت=اختنق فلا يدري ماذا يفعل!
هي هي السكينة نفسها التي كنت أشم رائحتها في مساجد القاهرة العتيقة، عندما يحملني الشوق إلى الغورية فأجلس في مسجد " المؤيد شيخ "، وأتحسس من جديدٍ معالم روحي..
لقد كان لي أستاذ يقول لي عندما كنت أجلس معه على أرض الحديقة وأنا صغيرٌ: يا بنيَّ! نحن خُلقنا من التراب، ولن تجد راحةً في قلبك إلا عندما تجلس على التراب، فأنت تتصل بأصلك..
قاعدة الجمال في ترك التكلف، والهروب من الصنعة، والنزوع إلى الفطرة الأولى، ورحم الله أبا الطيب، إذ يقول:
أفدي ظِباءَ فلاةٍ ما عرفنَ بها
مضغَ الكلام ولا صبغَ الحواجيبِ!
/
حُسْن الحضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ
وفي البداوة حسنٌ غير مجلوبِ!
وتلك حياة خاليةٌ من الأصباغ، لا يعرفها من لا يستطيع العيش إلا من وراء كاميرا وهاتف، إذا طَعِم أو شَرِب أو فرح أو حزن؛ فإن قبلة قلبه هاتفه، حتى إذا انطفأ هاتفه أو انقطع عنه النت=اختنق فلا يدري ماذا يفعل!
حكمــــــة
" ما رأيت أحدا ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام، إلا أن تكون له سريرة ".
تلك الكلمة الكبيرة من الإمام أبي عبدالرحمن عبدالله ابن المبارك رحمه الله تشغلني كثيرا في مواقف كثيرة من الحياة..ففيها ما فيها من الإشارة إلى خبيئة العبد وإخلاصه ورفع الله عبدَه بما لا يعلمه الناس من سرائر الخير ومضمرات الإحسان..
لكن لفت نظري أمس وأنا أتأمل هذه الكلمة أنَّ أبا عبدالرحمن لم ينفس على أخيه مالك مكانته، بل أبان عنها، ونوه بها، واحتج لها بأعظم ما يكون في إنسان: وهو اعتقاد أنَّ له سرًّا مع الله تعالى.
فلقد يصحب الإنسان إنسانًا فينفس عليه حب الناس له، ويستكثر عليه إقبالهم عليه، ويجد في نفسه قلقًا متسائلًا لا يستطيع له دفعًا: لماذا لماذا؟! لقد صحبته فما وجدت له كثير صلاة ولا صيام..! وهو يقول ذلك لا بحثًا عن العلة التي ارتفع بها صاحبه، بل عن العلة التي يسقطه بها ولو في نفسه، ولربما طغى به البغي فاختلق له وعنه ما يسقطه..
وهذا كله ترجمان الحسد الخفي الذي يتسلل إلى نفس صاحبه مستترا بـ " النصيحة "، و " النقد العلمي "، والحب في الله والبغض في الله!
رضي الله عن تلك القلوب التي سلمت من الأحقاد والضغائن، ولم تستتر بما آتاها الله من العلم لتقدح وتجرح وتنفث الضغن ملتويًا يفوح برائحة الحسد التي لا تخطئها بصيرة صادق مع نفسه.
تلك الكلمة الكبيرة من الإمام أبي عبدالرحمن عبدالله ابن المبارك رحمه الله تشغلني كثيرا في مواقف كثيرة من الحياة..ففيها ما فيها من الإشارة إلى خبيئة العبد وإخلاصه ورفع الله عبدَه بما لا يعلمه الناس من سرائر الخير ومضمرات الإحسان..
لكن لفت نظري أمس وأنا أتأمل هذه الكلمة أنَّ أبا عبدالرحمن لم ينفس على أخيه مالك مكانته، بل أبان عنها، ونوه بها، واحتج لها بأعظم ما يكون في إنسان: وهو اعتقاد أنَّ له سرًّا مع الله تعالى.
فلقد يصحب الإنسان إنسانًا فينفس عليه حب الناس له، ويستكثر عليه إقبالهم عليه، ويجد في نفسه قلقًا متسائلًا لا يستطيع له دفعًا: لماذا لماذا؟! لقد صحبته فما وجدت له كثير صلاة ولا صيام..! وهو يقول ذلك لا بحثًا عن العلة التي ارتفع بها صاحبه، بل عن العلة التي يسقطه بها ولو في نفسه، ولربما طغى به البغي فاختلق له وعنه ما يسقطه..
وهذا كله ترجمان الحسد الخفي الذي يتسلل إلى نفس صاحبه مستترا بـ " النصيحة "، و " النقد العلمي "، والحب في الله والبغض في الله!
رضي الله عن تلك القلوب التي سلمت من الأحقاد والضغائن، ولم تستتر بما آتاها الله من العلم لتقدح وتجرح وتنفث الضغن ملتويًا يفوح برائحة الحسد التي لا تخطئها بصيرة صادق مع نفسه.
حكمــــــة
ومن طرق الولاية =إنعام النظر في الوحي الذي به قوام حياة المرء، لاسيما ما شرع الله تبارك اسمه لنا تكرارَه، والمداومة عليه، وأرشدنا نبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلى فضله وعظيم ثوابه=كالفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذات " وهي تشمل سورة الصمد على الصحيح كما حققه أبو الفضل ابن حجر رضي الله عنه " وخواتيم البقرة.
فإن مطالعة العبد لأنوار هذه الآيات، وتدبره في مقاصدها، والإصغاء إلى معانيها، والاستشراف للأجزية العظيمة التي صحت في فضلها=يعرج به إلى سماوات رحبةٍ من العرفان الذي يغذو القلب بحلاوة الإيمان ونوره وبشاشته، ويدهشه بخفقات السكينة وأنس المعية، فيبصر لم تعلقت تلك الفضائل الجليلة بهذه الآيات المباركات من كلام رب العالمين سبحانه وبحمده.
فافهم هذا الباب واحرص عليه؛ فإن فيه حياتك وفرحة قلبك ونعيم روحك، وإن فيه مقامات الإيمان ومنازله العليا، وإن فيه حفظك من كل سوء، وصيانتك من كل شر، وإن فيه سعادة الدنيا وفلاح الآخرة، فلله الحمد رب العالمين.
فإن مطالعة العبد لأنوار هذه الآيات، وتدبره في مقاصدها، والإصغاء إلى معانيها، والاستشراف للأجزية العظيمة التي صحت في فضلها=يعرج به إلى سماوات رحبةٍ من العرفان الذي يغذو القلب بحلاوة الإيمان ونوره وبشاشته، ويدهشه بخفقات السكينة وأنس المعية، فيبصر لم تعلقت تلك الفضائل الجليلة بهذه الآيات المباركات من كلام رب العالمين سبحانه وبحمده.
فافهم هذا الباب واحرص عليه؛ فإن فيه حياتك وفرحة قلبك ونعيم روحك، وإن فيه مقامات الإيمان ومنازله العليا، وإن فيه حفظك من كل سوء، وصيانتك من كل شر، وإن فيه سعادة الدنيا وفلاح الآخرة، فلله الحمد رب العالمين.
حكمــــــة
لا تعجل ببذل قلبك، أو إلباس شخصٍ ثياب الأخوة والصداقة..
أكثر الناس لا يطيق حمل هذه النعوت، فإذا مضيت عنه تحسب أنك من لسانه آمنٌ=سعى حثيثًا في تمزيق أديمك، وجعل أذنه متكأً لكل فمٍ، وقلبه مأوًى لكل ظن..والسعيد من عامل الله في خلقه، ورجا رضاه وحده!
وقد كان العارف الرباني إبراهيم بن أدهم ينشد قائلا:
ارضَ بالله صاحبا
ودعِ الناس جانبا!
ومصانعة وجهٍ واحدٍ تكفيك كل الوجوه، كما قال العارفون بالله وبالناس.
أكثر الناس لا يطيق حمل هذه النعوت، فإذا مضيت عنه تحسب أنك من لسانه آمنٌ=سعى حثيثًا في تمزيق أديمك، وجعل أذنه متكأً لكل فمٍ، وقلبه مأوًى لكل ظن..والسعيد من عامل الله في خلقه، ورجا رضاه وحده!
وقد كان العارف الرباني إبراهيم بن أدهم ينشد قائلا:
ارضَ بالله صاحبا
ودعِ الناس جانبا!
ومصانعة وجهٍ واحدٍ تكفيك كل الوجوه، كما قال العارفون بالله وبالناس.
حكمــــــة
الروح إذا سكنت إلى إلْفِها جعلت البيت مراحًا للسكينة، وموئلًا للرحمة، وليس هذا بمعجزة اندثرت، بل ما زال في الناس رجالا ونساء الخير..
فلقد ذكر أبو عبدالله أحمد بن حنبلٍ رضي الله عنه أنه أقام مع زوجه أم صالح ثلاثين عامًا فما اختلف معها في كلمة!
وذكر الرافعي رحمه الله بقاءه أكثر من خمس وعشرين عامًا مع زوجه لم يختلف إلا مرةً واحدة كان هو المخطئ فيها!
وذكرت لي أم فهرٍ رحمها الله لما سألتها: هل تذكرين خلافا بينك وبين الأستاذ محمود، فقالت لي: ممكن مرة..لكن شيء عابر..
وهؤلاء ليسوا بمعصومين وليسوا بصحابةٍ، فلم قحلت النفوس إذن؟!
لخلوها من دين يهدي وروح تبصر، وانغماسها في المادة وأثقالها، فشقيت وشقي بها العالم!
فلقد ذكر أبو عبدالله أحمد بن حنبلٍ رضي الله عنه أنه أقام مع زوجه أم صالح ثلاثين عامًا فما اختلف معها في كلمة!
وذكر الرافعي رحمه الله بقاءه أكثر من خمس وعشرين عامًا مع زوجه لم يختلف إلا مرةً واحدة كان هو المخطئ فيها!
وذكرت لي أم فهرٍ رحمها الله لما سألتها: هل تذكرين خلافا بينك وبين الأستاذ محمود، فقالت لي: ممكن مرة..لكن شيء عابر..
وهؤلاء ليسوا بمعصومين وليسوا بصحابةٍ، فلم قحلت النفوس إذن؟!
لخلوها من دين يهدي وروح تبصر، وانغماسها في المادة وأثقالها، فشقيت وشقي بها العالم!
حكمــــــة
اللهم لا تجعلْ إحسانك إليَّ بحسب ثنائي عليك، ولا رأفتك بي على قدر تضرعي إليك؛ فتسلبَني كريم ما خوَّلتني، وتنزعَ عني جميلَ ما عوَّدْتني، وتحرمَني موهبتَك أنْ تُفيضَها عليَّ، وتمنعني رحمتك أن تُنزلها إليَّ!
من نفيس كلام ابن المستوفي في صدر كتابه " النظام في شرح شعر المتنبي وأبي تمام "، وهو في أحد عشر مجلدًا نادرة.
حكمــــــة
صلاة الله ربنا سبحانه وبحمده على عبده تخرجه من غمرة الظلمات إلى فضاء النور:
" هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور ".
فقد ربح الخيرَ كلَّه وهُدِي إلى الاستقامة بأنوارها مَن صلى على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكل صلاة منه بعشرٍ من رب العالمين سبحانه وبحمده، وأي نورٍ وبركةٍ وجمالٍ فوق هذا؟!
" هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور ".
فقد ربح الخيرَ كلَّه وهُدِي إلى الاستقامة بأنوارها مَن صلى على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكل صلاة منه بعشرٍ من رب العالمين سبحانه وبحمده، وأي نورٍ وبركةٍ وجمالٍ فوق هذا؟!