2. حياة السلف بين القول والعمل
حكمــــــة
تعريف العلم وكيفية أخذه، وبيان فضله: عن أبي البختري قال: صحب سلمان الفارسي رضى الله عنه رجل من بني عبس قال: فشرب من دجلة شربة، فقال له سلمان: عد فاشرب قال: قد رويت، قال: أترى شربتك هذه نقصت منها؟ قال: وما ينقص منها شربة شربتها! قال: كذلك العلم لا ينقص فخذ من العلم ما ينفعك. [الحلية (تهذيبه) 1 / 156].
حكمــــــة
تعريف العلم وكيفية أخذه، وبيان فضله: عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: تعلموا العلم فإن تعلمه لله تعالى خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلم صدقة، وبذله لأهله قربة. لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار أهل الجنة، والأنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والدين عند الأجلاء، يرفع الله تعالى به أقواما، ويجعلهم في الخير قادة وأئمة، تقتبس آثارهم، ويقتدى بفعالهم، وينتهى إلى رأيهم. ترغب الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، حتى الحيتان في البحر وهَوَامُه، وسباع الطير وأنعامه. لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصباح الأبصار من الظلم، يبلغ بالعلم منازل الأخيار، والدرجة العليا في الدنيا والآخرة. والتفكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام. به توصل الأرحام، ويعرف الحلال من الحرام، إمام العمال، والعمل تابعه. يلهمه السعداء، ويحرمه الأشقياء. [الحلية (تهذيبه) 1 / 188].
حكمــــــة
تعريف العلم وكيفية أخذه، وبيان فضله: عن الربيع قال: سمعت الشافعي رحمه الله يقول وذكر من يحمل العلم جزافًا، قال: هذا مثل حاطب، أقبل يقطع حزمة حطب فيحملها، ولعل فيها أفعى فتلدغه وهو لا يدري، قال الربيع: يعني الذي لا يسألون عن الحجة من أين؟ يكتب العلم وهو لا يدري على غير فهم، فيكتب عن الكذاب وعن الصدوق، وعن المبتدع وغيره، فيحمل عن الكذاب والمبتدع الأباطيل، فيصير ذلك نقصًا لإيمانه وهو لا يدري. [الحلية (تهذيبه) 3 / 129].
حكمــــــة
ما قيل في العلم والعلماء: عن سفيان بن عيينة رحمه الله قال: قال بعض الفقهاء: كان يقال: العلماء ثلاثة: عالم بالله، وعالم بأمر الله، وعالم بالله وبأمر الله، فأما العالم بأمر الله، فهو الذي يعلم السنة ولا يخاف الله، وأما العالم بالله فهو الذي يخاف الله ولا يعلم السُّنَّة، وأما العالم بالله وبأمر الله، فهو الذي يعلم السنة ويخاف الله. فذاك يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات. [الحلية (تهذيبه) 2 / 430].
حكمــــــة
ما قيل في العلم والعلماء: قال ابن الجوزي رحمه الله: كان مجلس الحسن بن علي بن العباس الملقب نظام الملك: عامرًا بالفقهاء وأئمة المسلمين وأهل التدين حتى كانوا يشغلونه عن مهمات الدولة، فقال له بعض كتابه: هذه الطائفة من العلماء قد بسطتهم في مجلسك حتى شغلوك عن مصالح الرعية ليلاً ونهارًا، فإن تقدمت أن لا يوصل أحد منهم إلا بإذن، وإذا وصل جلس بحيث لا يضيق عليك مجلسك. فقال: هذه الطائفة أركان الإسلام، وهم جمال الدنيا والآخرة، ولو أجلست كلاً منهم على رأسي لاستقللت لهم ذلك. [المنتظم 16 / 303].
حكمــــــة
نصائح وتوجيهات للعالم وطالب العلم: عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة. رواه مسلم في مقدمته وقال الزهري رحمه الله: إن هذا العلم إن أخذته بالمكاثرة غلبك ولم تظفر منه بشيء، ولكن خذه مع الأيام والليالي أخذًا رفيقًا تظفر به. [الحلية (تهذيبه) 2 / 24].
حكمــــــة
نصائح وتوجيهات للعالم وطالب العلم:قال عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله: كان يقال: إذا لقي الرجل الرجل فوقه في العلم، كان يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله دارسه وتعلم منه، وإذا لقي من هو دونه تواضع له وعلمه، ولا يكون إمامًا في العلم من يحدث بكل ما سمع، ولا يكون إمامًا في العلم من يحدث عن كل أحد، ولا يكون إمامًا في العلم من يحدث بالشاذ من العلم، والحفظ: الإتقان. [الحلية (تهذيبه) 3 / 111].
حكمــــــة
نصائح وتوجيهات للعالم وطالب العلم:عن الإمام مالك رحمه الله قال: حَقٌّ على من طلب العلم أن يكون له وقاَرٌ وسكينةٌ وخشية، والعلم حسنٌ لمن رُزق خيره، وهو قَسْم مِن الله تعالى، فلا تمكن الناس من نفسك، فإن من سعادة المرء أن يُوفَّقَ للخير، وإن من شقوة المرء أن لا يزال يُخطئ. [السير (تهذيبه) 2 / 735].
حكمــــــة
نصائح وتوجيهات للعالم وطالب العلم:قال الجنيد بن محمد رحمه الله: متى أردت أن تشرف بالعلم، وتنسب إليه، وتكون من أهله، قبل أن تعطي العلم ماله عليك، احتجب عنك نوره، وبقي عليك وسمه وظهوره. ذلك العلم عليك لا لك، وذلك أن العلم يشير إلى استعماله وإذا لم يستعمل العلم في مراتبه رحلت بركاته. [الحلية (تهذيبه) 3 / 381].
حكمــــــة
ذم العجلة في التصدر في المجالس والتعليم: قال مالك بن أنس رحمه الله:ما أجبت في الفتيا حتى سألت من هو أعلم مني، هل يراني موضعًا لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد، فأمراني بذلك، فقلت: يا أبا عبد الله فلو نَهوْك؟ قال: كنتُ أنتهي، لا ينبغي للرجل أن يرى نفسه أهلاً لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه. [صفة الصفوة 2 / 503].