23. حياة السلف بين القول والعمل
حكمــــــة
فضل الأخوة والصحبة في الله والإحسان إليهم: عن كعب الأحبار رضى الله عنه قال: رب قائم مشكور له، ورب نائم مغفور له، وذلك أن الرجلين يتحابان في الله، فقام أحدهما يصلي، فرضي الله صلاته ودعاءه، فلم يرد عليه من دعائه شيئًا، فذكر أخاه ذلك في دعائه من الليل، فقال: يا رب أخي فلان اغفر له فغفر الله له وهو نائم. [الحلية (تهذيبه) 2 / 253].
حكمــــــة
فضل الأخوة والصحبة في الله والإحسان إليهم: عن واصل مولى أبن عيينة قال: كنت مع محمد بن واسع رحمه الله بمرو، فأتاه عطاء بن مسلم ومعه ابنه عثمان، فقال عطاء لمحمد: أي عمل في الدنيا أفضل؟ قال: صحبة الأصحاب، ومحادثة الإخوان إذا اصطحبوا على البر والتقوى، فحينئذ يذهب الله بالخلاف من بينهم فواصلوا وتواصلوا ولا خير في صحبة الأصحاب ومحادثة الإخوان إذا كانوا عبيد بطونهم، لأنهم إذا كانوا كذلك ثبَّط بعضهم بعضًا عن الآخرة. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/399، 400]
حكمــــــة
فضل الأخوة والصحبة في الله والإحسان إليهم: قال أبو الحسين العتكي: سمعت إبراهيم الحَرْبي رحمه الله يقول لجماعةٍ عندَه: من تعُدُّون الغريبَ في زمانكم؟ فقال رجلٌ: الغريبُ: مَن نأى عن وطنه. وقال آخر: الغريب: من فارقَ أحبابَه. فقال إبراهيم: الغريبُ في زماننا: رجلٌ صالحٌ، عاشَ بين قومٍ صالحين، إن أمر بمعروفٍ آزروه، وإن نهى عن منكر عانوه، وإن احتاج إلى سبب من الدنيا مانوه، ثم ماتوا وتركوه. [السير (تهذيبه) 3/1095].
حكمــــــة
الصبر علي الإخوان والأصحاب والتجاوز عن تقصيرهم، والتماس العذر لهم: عن أنس بن مالك رضى الله عنه في قول الله تبارك وتعالى: " وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " [فصلت: 34، 35] قال: الرجل يشتمه أخوه، فيقول: إن كنتَ صادقا فغفر الله لي، وإن كنتَ كاذبا فغفر الله لك. [موسوعة ابن أبي الدنيا 7/525].
حكمــــــة
الصبر علي الإخوان والأصحاب والتجاوز عن تقصيرهم، والتماس العذر لهم: عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: معاتبة الأخ خير لك من فقده، ومن لك بأخيك كله، أعط أخاك ولِن له، ولا تطع فيه حاسدًا فتكون مثله، غدًا يأتيك الموت فيكفيك فقده، وكيف تبكيه بعد الموت وفي حياته ما قد كنت تركت وصله؟ [الحلية (تهذيبه) 1 / 172].
حكمــــــة
الصبر علي الإخوان والأصحاب والتجاوز عن تقصيرهم، والتماس العذر لهم: عن عون بن عبد الله، عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه. قال: من يتفقد يفقد، ومن لا يَعُدَّ الصبر لفواجع الأمور يعجز. إن قارضت الناس قارضوك، وإن تركتهم لم يتركوك، قال: فما تأمرني؟ قال: اقرض من عرضك ليوم فقرك. [الحلية (تهذيبه) 1 / 175].
حكمــــــة
نصائح وتوجيهات للصديق: عن الجنيد بن محمد قال: كنت أعود السري السقطي رحمه الله في كل ثلاثة أيام عيادة السُّنَّة، فدخلت عليه وهو يجود بنفسه، فجلست عند رأسه، فبكيت وسقط من دموعي على خده، ففتح عينيه ونظر إليّ فقلت له: أوصني، فقال: لا تصحب الأشرار، ولا تشتغل عن الله بمجالسة الأخيار. [الحلية (تهذيبه) 3 / 289].
حكمــــــة
نصائح وتوجيهات للصديق: عن العمريّ قال: قال رجلٌ لعمر بن الخطاّب رضى الله عنه: إنّ فلانًا رجلُ صدْقٍ. قال: سافرتَ معه؟ قال: لا. قال: فكانت بينك وبينه خصومةٌ؟ قال: لا. قال: فهل ائتمنته على شيءٍ؟ قال: لا. قال: فأنت الذي لا علم لَك به، أُراك رأيتَه يرفع رأسَه ويَخْفِضه في المسجد!. [عيون الأخبار 3/160].
حكمــــــة
التقوى: عن يحيى الغساني قال: جاء سائل إلى عبد الله بن عمر رضى اله عنه، فقال لابنه: أعطه دينارًا، فلما انصرف قال له ابنه: تقبَّل الله منك يا أبتاه. فقال: لو علمتُ أن الله يقبل مني سجدة واحدة، وصدقة درهمٍ لم يكن غائب أحبَّ إلي من الموت، أتدري ممن يتقبل؟ إنما يتقبل الله من المتقين. [صفة الصفوة 1/273].
حكمــــــة
التقوى: عن بكر المزني، قال: لمَّا كانَت فِتنَةُ ابن الأشعث قال طلق بن حبيب رحمه الله: اتَّقُوها بالتقوى. فقيل له: صف لنا التقوى. فقال: العَمَلُ بطاعة الله، على نور من الله، رجاءَ ثوابِ الله، وتركُ معاصي الله، على نور من الله، مخافةَ عذابِ الله. * قال الذهبي رحمه الله: أبدعَ وأوجزَ، فلا تقوى إلاَّ بعَمَل، ولا عمل إلاَّ بتروٍّ من العِلم والاتِّباع، ولا ينفعُ ذلك إلاَّ بالإخلاص لله. لا ليقال فلان تارك للمعاصي بنور الفقه، إذ المعاصي يفتقر اجتنابُها إلى معرفتها، ويكونُ التَّركُ خَوفًا من الله، لا لِيُمدَحَ بتركها، فمن داوم على هذه الوصيَّة فقد فاز. [السير (تهذيبه) 2/ 566، 567].
حكمــــــة
ما قيل في الحكمة والحكماء: قال ابن القيم رحمه الله: الحكمة حكمتان: علمية، وعملية. فالعلمية: الإطلاع على بواطن الأشياء، ومعرفة ارتباط الأسباب بِمُسَبباتها خَلْقًا وأمرًا، قدرًا وشرعًا، والعملية: هي وضع الشيء في موضعه. وكل نظام الوجود مرتبط بهذه الصفة، وكل خلل في الوجود وفي العبد فسببه: الإخلال بها. فأكمل الناس: أوفرهم منها نصيبا، وأنقصهم وأبعدهم عن الكمال: أقلهم منها ميراثا. ولها ثلاثة أركان: العلم، والحلم، والأناة. وآفاتها أضدادها: الجهل، والطيش، والعجلة. فلا حكمة لجاهل، ولا طائش، ولا عَجول. ا.هـ بتصرف. مدارج السالكين3/350-353.
حكمــــــة
مخايل السؤدد وأسبابه ومخايل السوء: قال معاوية رضى الله عنه لعرابة بن أوس بن قيظي الأنصاري: بم سدت قومك؟ فقال: لستُ بسيدهم، ولكني رجل منهم، فعزم عليه فقال: أعطيتُ في نائبهم وحلمتُ عن سفيههم، وشددت على يدي حليمهم، فمن فعل منهم مثل فعلي فهو مثلي، ومن قصر عنه فأنا أفضل منه، ومن تجاوزه فهو أفضل مني. [الكامل في اللغة والأدب /136].
حكمــــــة
مخايل السؤدد وأسبابه ومخايل السوء: عن نوح قال: قيل لإياس بن معاوية رحمه الله: فيك أربع خصال: دمامة، وكثرة كلام، وإعجاب بنفسك، وتعجيلك بالقضاء، قال: أما الدمامة فالأمر فيها إلى غيري، وأما كثرة الكلام فبصواب أتكلم أم بخطأ؟ قالوا: بصواب. قال: فالإكثار من الصواب أمثل، وأما إعجابي بنفسي أفيعجبكم ما ترون مني؟ قالوا: نعم! قال: فإني أحق أن أعجب بنفسي، وأما قولكم إنك تعجل بالقضاء فكم هذه وأشار بيده خمسة، قالوا: خمسة. فقال: عجلتم، ألا قلتم واحد واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة، قالوا: ما نعد شيئًا قد عرفناه، قال: فما أجس شيئًا قد تبين لي فيه الحكم. [الحلية (تهذيبه) 1 / 476].
حكمــــــة
مخايل السؤدد وأسبابه ومخايل السوء: عن أبي عبد الله الخواص قال: لما دخل حاتم الأصم رحمه الله بغداد اجتمع إليه أهلها فقالوا له: أنت رجل أعجمي، ليس يكلمك أحد إلا قطعته لأي معنى؟ قال حاتم: معي ثلاث خصال، أظهر بها على خصمي، قالوا: ما هي؟ قال: أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن إذا أخطأ، وأحفظ نفسي لأتجاهل عليه، فبلغ ذلك أحمد بن حنبل فقال: سبحان الله ما كان أعقله من رجل. [المنتظم 11 / 254].