22. حياة السلف بين القول والعمل
حكمــــــة
اللذة والأنس وانشراح الصدر: قال أبو سعيد الخزاز رحمه الله: إن الله عجل لأرواح أوليائه التلذذ بذكره، والوصول إلى قربه، وعجل لأبدانهم النعمة بما نالوه من مصالحهم، وأجزل لهم نصيبهم من كل كائن، فعيش أبدانهم عيش الجانين، وعيش أرواحهم عيش الربانيين. لهم لسانان، لسان في الباطن يُعرهم صنع الصانع في المصنوع، ولسان في الظاهر يعلمهم علم المخلوقين. فلسان الظاهر يكلم أجسامهم، ولسان الباطن يناجي أرواحهم. [الحلية (تهذيبه) 3 / 366].
حكمــــــة
شؤم المعصية وما ينتج عنها: ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي عددًا من أضرار المعاصي، منها: حرمان العلم، حرمان الرزق، الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس ولاسيما أهل الخير منهم، تعسير أموره عليه، حرمان الطاعة، هوان العاصي على ربه، تورث الذل، تفسد العقل، تطبع على القلب، تجلب الفساد في الأرض، تطفئ الغيرة، تذهب الحياء، تنسي الله جل جلاله عبده، تضعف القلب، تزيل النعم، تلقي الخوف الرعب في القلب، تسقط الكرامة، تمحق البركة، تجعل صاحبها من السفلة، تجرئ على الإنسان أعداءه، تضعف العبد أمام نفسه.
حكمــــــة
شؤم المعصية وما ينتج عنها: عن جبير بن نفير قال: لما فتحت قبرس فرق بين أهلها فبكى بعضها إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء رضى الله عنه جالسًا وحده يبكي. فقلت: يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: ويحك يا جبير، ما أهون الخلق على الله - عزَّ وجلَّ - إذا تركوا أمره. بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله، فرأيتهم كما ترى. [صفة الصفوة 1/303].
حكمــــــة
شؤم المعصية وما ينتج عنها: عن أنس بن مالك أنه دخل على عائشة - رضي الله عنها - ورجل معه، فقال لها الرجل: يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة، فقالت: إذا استباحوا الزنا، وشربوا الخمر، وضربوا بالمغاني، وغار الله - عزَّ وجلَّ - في سمائه، فقال للأرض تزلزلي بهم. فإن تابوا ونزعوا وإلا هدمها عليهم، قال: قلت: يا أم المؤمنين أعذاب لهم؟ قالت: بل موعظة ورحمة وبركة للمؤمنين، ونكال وعذاب وسخط على الكافرين، قال أنس: ما سمعت حديثا بعد رسول الله أنا أشد فرحاً مني بهذا الحديث. [موسوعة ابن أبي الدنيا 4/433].
حكمــــــة
شؤم المعصية وما ينتج عنها: عن حذيفة رضى الله عنه قال: إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصير به منافقا، وإني لأسمعها اليوم في المقعد الواحد أربع مرات، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتحاضن على الخير، أو ليسحتنكم الله تعالى جميعا بعذاب، أو ليؤمرن عليكم شراركم، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم. [موسوعة ابن أبي الدنيا 4/441].
حكمــــــة
شؤم المعصية وما ينتج عنها:عن ابن عباس رضى الله عنه أنه قال: يا صاحب الذنب لا تأمننّ سوء عاقبته، وَلَما يتْبع الذنبَ أعظمُ من الذنب إذا عملْتَه، قلَّة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظمُ من الذنب الذي صنعته، وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانعٌ بك أعظم من الذنب، وفرَحك بالذنب إذا عملته أعظم من الذنب، وحُزْنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب إذا ظفرت به، وخوفك من الريح إذا حركتْ ستْر بابِك وأنت على الذنب، ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظمُ من الذنب إذا عملتَه. [صفة الصفوة 1/372].
حكمــــــة
شؤم المعصية وما ينتج عنها: قال كعب الأحبار رضى الله عنه: إذا رأيت السيوف قد عريت، والدماء قد أهريقت، فاعلم أن أمر الله قد ضيع في الأرض فانتقم الله من بعضهم لبعض، وإذا رأيت قطر السماء قد منع فاعلم أن الزكاة قد منعت فمنع الله ما عنده، وإذا رأيت الوباء قد فشا فاعلم أن الزنا قد فشا. [الحلية (تهذيبه) 2 / 256].
حكمــــــة
شؤم المعصية وما ينتج عنها: قال أبو حازم رحمه الله: لا يُحْسِن عبد فيما بينه وبين الله إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد، ولا يُعْور فيما بينه وبين الله - عزَّ وجلَّ - إلا أعْوَرَ فيما بينه وبين العباد، ولمُصانَعةُ وجهٍ واحدٍ أيسرُ من مصانعة الوجوه كلّها، إنك إذا صانعت هذا الوجه مالت الوجوه كلها إليك، وإذا أفسدت ما بينك وبينه شَنِئتْك الوجوه كلّها. [صفة الصفوة 2/489].
حكمــــــة
شؤم المعصية وما ينتج عنها: عن إبراهيم الصنعاني رحمه الله قال: أوحى الله - عزَّ وجلَّ - إلى يوشع بن نون - عليه السلام -: إني مهلك قومك أربعين ألفا من خيارهم، وستين ألفا من شرارهم، قال: يا رب هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار، قال: إنهم لم يغضبوا، وكانوا يؤاكلونهم ويشاربونهم. [موسوعة ابن أبي الدنيا 4/432].
حكمــــــة
ما قيل في المعاصي والحذر منها وفضل من تجنبها: قال أبو عبد الله بن علان رحمه الله: ما من عبد حفظ جوارحه إلا حفظ الله عليه قلبه، وما من عبد حفظ الله عليه قلبه إلا جعله الله أمينًا في أرضه، وما من عبد جعله الله أمينًا في أرضه إلا جعله إمامًا يقتدى به، وما من عبد جعله الله إمامًا يقتدى به إلا جعله حجة على خلقه. [الحلية (تهذيبه) 3 / 452].
حكمــــــة
أهمية وفضل محاسبة النفس: قال معاوية بن هشام لخالد بن صفوان: لِمَ بلغ فيكم الأحنف بن قيس رحمه الله ما بلغ؟ قال: إن شئت حدَّثتك ألفًا، وإن شئت حذفت لك الحديث حذفًا، قال: احذفه حذفًا، قال: إن شئت ثلاثًا، وإن شئت فاثنتين، وإن شئت فواحدة، قال: ما الثلاث؟ قال: أما الثلاث فإنه كان لا يشره، ولا يحسد، ولا يمنع حقًا. قال: فما الثنتان؟ قال: كان موفقًا للخير معصومًا عن الشر. قال: فما الواحدة؟ قال: كان أشد الناس على نفسه سلطانًا. [المنتظم 6 / 94].
حكمــــــة
توجيهات ونصائح في محاسبة النفس: قال الربيع بن خثيم رحمه الله: إذا تكلمتَ فاذكرْ سَمْعَ الله إليك، وإذا هممتَ فاذكر عِلْمَه بك، وإذا نظرتَ فاذكر نظَره إليك، وإذا تفكرْت فاذكُر اطّلاعه عليك، فإنه يقول تعالى: " إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " [الإسراء:36]. [صفة الصفوة 3/46].
حكمــــــة
أهمية معرفة عيوب النفس وآفاتها وترك عيب الناس: عن مجاهد رحمه الله قال: إن لبني آدم جلساءَ من الملائكة، فإذا ذكر الرجلُ أخاه المسلم بخير قالت الملائكة: ولك بمثله، وإذا ذكره بسوء قالت الملائكة: ابنَ آدم المستورَ عورتَه، أرْبِع على نفسك واحمد الله الذي ستر عورتك. [موسوعة ابن أبي الدنيا 7/332].
حكمــــــة
توجيهات ونصائح في محاسبة النفس: عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم رحمه الله قال: كان أبي يقول: أي بني كيف تعجبك نفسك؟ وأنت لا تشاء أن ترى من عباد الله من هو خير منك إلا رأيته، يا بني لا ترى أنك خير من أحد يقول لا إله إلا الله، حتى تدخل الجنة ويدخل النار، فإذا دخلت الجنة ودخل النار تبين لك أنك خير منه. [الحلية (تهذيبه) 1 / 517].
حكمــــــة
توجيهات ونصائح في محاسبة النفس: قال الحسن البصري رحمه الله: يا بن آدم إنك لا تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب من نفسك فتصلحه، فإذا فعلت ذلك لم تصلح عيبًا إلا وجدت عيبًا آخر لم تصلحه، فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصة نفسك، وأحبُّ العباد إلى الله تعالى من كان كذلك. [صفة الصفوة 3/165، موسوعة ابن أبي الدنيا 7/138].
حكمــــــة
توجيهات ونصائح في محاسبة النفس: قال ابن القيم رحمه الله: من علامات الإنابة: ترك الاستهانة بأهل الغفلة، والخوف عليهم، مع فتحك باب الرجاء لنفسك، فترجوا لنفسك الرحمة وتخشى على أهل الغفلة النقمة، ولكن ارجُ لهم الرحمة واخشَ على نفسك النقمة، فإن كان لابد مستهينًا بهم ماقتًا لهم: فكن لنفسك أشد مقتًا منك لهم، وكن أرجى لهم لرحمة الله منك لنفسك. مدارج السالكين 2/13.
حكمــــــة
توجيهات ونصائح في محاسبة النفس:عن عبد الرحمن بن زيد قال: قال ابن المنكدر لأبي حازم: يا أبا حازم ما أكثر من يلقاني فيدعو لي بالخير، ما أعرفهم وما صنعت إليهم خيرًا قط، قال له أبو حازم: لا تظن أن ذلك من عملك؟ ولكن انظر الذي ذلك من قبله فاشكره. وقرأ ابن زيد: " إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا " [مريم: 96] [الحلية (تهذيبه) 1 / 520].
حكمــــــة
توجيهات ونصائح في محاسبة النفس: قال ابن القيم رحمه الله: فعلامَةُ السَّعادَةِ أنْ تكونَ حسناتُ العَبدِ خَلْفَ ظَهرهِ، وسيِّئاتهُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ. وعلامَةُ الشقاوَة أن يَجعَلَ حَسناتِهِ نُصْبَ عينيهِ وسيِّئاتهِ خَلْفَ ظَهرهِ واللهُ المُستعانُ. (مفتاح دار السعادة 2 / 295). وقال رحمه الله: فطُوبى لمَن شغَلهُ عَيبُهُ عن عُيوبِ النَّاسِ وَويلٌ لمن نَسِيَ عَيبَهُ وتفرَّغَ لِعُيوبِ النَّاسِ. (مفتاح دار السعادة 2 / 297).
حكمــــــة
مجاهدة النفس: قال قتادة رحمه الله: ابن آدم إن كنت لا تريد أن تأتي الخير إلا بنشاط، فإن نفسك إلى السآمة وإلى الفترة وإلى الملل أميل، ولكن المؤمن هو المتحامل، والمؤمن المتقوى، وأن المؤمنين هم العجاجون إلى الله بالليل والنهار. وما زال المؤمنون يقولون ربنا ربنا في السر والعلانية حتى استجاب لهم. [الحلية (تهذيبه) 1 / 408].