6. حياة السلف بين القول والعمل
حكمــــــة
عبادة السلف: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الذنوب إنما تقع إذا كانت النفس غير ممتثلة لما أمرت به، ومع امتثال المأمور لا تفعل المحظور، فإنهما ضدان. قال تعالى: " كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ " الآية [ يوسف: 24]. وقال: " إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ " [الحجر: 42] فعباد اللّه المخلصون لا يغويهم الشيطان، والغي خلاف الرشد، وهو اتباع الهوى، فمن مالت نفسه إلى محرم؛ فليأت بعبادة اللّه كما أمر اللّه مخلصًا له الدين، فإن ذلك يصرف عنه السوء والفحشاء. مجموع الفتاوى10/314
حكمــــــة
عبادة السلف: قال بُرْدٌ مَولى ابن المسيِّب لسعيد بن المسيِّب رحمه الله: ما رأيتُ أحسنَ ما يصنع هؤلاء قال سعيد: وما يصنعون؟ قال: يُصلِّي أحدُهم الظهر، ثم لا يزالُ صافًّا رجليه حتى يُصَلِّي العصر. فقال: ويحك يا بُرد أما والله ما هِي بالعبادة، إنَّما العبادة التفكُّر في أمر الله، والكفُّ عن محارم الله. [السير (تهذيبه) 1/488].
حكمــــــة
عبادة السلف: عن مطرِّف بن عبد الله رحمه الله أنه كان يقول: يا إخْوتاه اجتهدوا في العمل، فإن يكن الأمر كما نرجو من رحمة الله، وعفوه كانت لنا درجات في الجنة، وإن يكن الأمر شديدًا كما نخاف ونحاذر لم نقل: " رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ " [فاطر:37]. نقول: قد عملنا فلم ينفعنا ذلك. [صفة الصفوة 3/158].
حكمــــــة
عبادة السلف: قيل لأبي مسلم الخولاني رحمه الله حين كَبِرَ ورقَّ: لو قصرتَ عن بعض ما تصنع. فقال: أرأيتم لو أرسلتم الخيل في الحلبة ألستم تقولون لفارسها: دعْها وارفُق بها حتى إذا رأيتم الغاية لم تَسْتَبْقُوا منها شيئًا؟ قالوا: بلى قال: فإنِّي قد أبصرت الغاية، وإنَّ لكل ساعةٍ غايةً، وغايةُ كلّ ساعةٍ الموتُ، فسابقٌ ومسبوقٌ. [صفة الصفوة 4/427].
حكمــــــة
الصلاة وأهميتها: عن أبي بحرية قال: دخلت مسجد حمص فسمعت معاذ بن جبل رضى الله عنه يقول: من سره أن يأتي الله - عزَّ وجلَّ - وهو آمن، فليأت هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، فإنهن من سنن الهدى، ومما سنه لكم نبيكم صلى الله عليه وسلم، ولا يقل إن لي مصلى في بيتي فأصلي فيه، فإنكم إن فعلتم ذلك تركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم رضى الله عنه لضللتم. [الحلية (تهذيبه) 1 / 184].
حكمــــــة
الصلاة وأهميتها: عن هشام بن عروة أن أباه عروة رحمه الله كان إذا دخل على أحد من أهل الدنيا فيرى من دنياهم ما يرى رجع إلى منزله فقرأ: " وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى * وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا " [طه: 131، 132] ويقول: الصلاة الصلاة. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/345].
حكمــــــة
الصلاة وأهميتها: عن محمد بن سماعة القاضي رحمه الله أنه قال: مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يومًا واحدًا ماتت فيه أمي، ففاتني فيه صلاة واحدة في جماعة، فقمت فصليت خمسًا وعشرين صلاة أريد بذلك التضعيف فغلبتني عيني، فأتاني آت فقال: يا محمد قد صليت خمسًا وعشرين صلاة ولكن كيف لك بتأمين الملائكة؟ [المنتظم 11 / 197].
حكمــــــة
قيام الليل: عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصّها على النبي صلى الله عليه وسلم قال: وكنت غلامًا عزبًا، فكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان، وأرى فيها ناسًا قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار فلقيهما ملك آخر فقال لي: لن تُرعْ، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل "، قال سالم: فكان عبد الله بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً. [رواه البخاري رقم: 1105].
حكمــــــة
قيام الليل: عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: يعجب الله من خصلتين يعملهما العباد: رجل قام من الليل فتوضأ فأحسن الوضوء، ثم قام إلى الصلاة، قال: فيقول الله: انظروا إلى عبدي هذا قام من بين أهل داره رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي، ورجل لقي العدو في الزحف ففرَّ أصحابه وأقام، فيقول الله: انظروا إلى عبدي فر أصحابه وأقام رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/295].
حكمــــــة
قيام الليل: عن أصبغ بن زيد قال: كان أويس القرني رحمه الله إذا أمسى يقول: هذه ليلة الركوع، فيركع حتى يصبح وكان يقول إذا أمسى: هذه ليلة السجود، فيسجد حتى يصبح وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب ثم يقول: اللهم من مات جوعًا فلا تؤاخذني به، ومن مات عريانًا فلا تؤاخذني به. [الحلية (تهذيبه) 1 / 300].
حكمــــــة
قيام الليل: عن عطاء الخرساني رحمه الله، قال: كان يقال: قيام الليل محياة للبدن، ونور في القلب، وضياء في البصر، وقوة في الجوارح، وإن الرجل إذا قام من الليل متهجدًا: أصبح فرحًا يجد لذلك فرحًا في قلبه، وإذا غلبته عيناه فنام عن حزبه: أصبح حزينًا منكسر القلب كأنه قد فقد شيئًا، وقد فقد أعظم الأمور له نفعًا. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/249].
حكمــــــة
قيام الليل: عن عثمان بن وكيع رحمه الله قال: جاء رجل إلى بيت المقدس، فمد كساءه في ناحية المسجد، فكان فيه الليل والنار له طعيمة خلف ذلك الكساء الذي مده، فيبيت ليلته أجمع يصلي، فإذا طلع الفجر مد بصوت له عند الصباح يغبط القوم السرى، قال: وكان يقال له: ألا ترفق بنفسك؟ فيقول: إنما هي نفسي أبادرها أن تخرج. [موسوعة ابن أبي الدنيا.1/260].
حكمــــــة
قيام الليل: عن سفيان، قال: زار قيس بن مسلم محمد بن جحادة رحمه الله ذات ليلة، قال: فأتاه وهو في المسجد بعد صلاة العشاء، قال: ومحمد قائم يصلي، قال: فقام قيس بن مسلم في الناحية الأخرى يصلي فلم يزالا على ذلك حتى طلع الفجر، قال: وكان قيس بن مسلم إمام مسجده، قال: فرجع إلى الحي فأمهم، ولم يلتقيا ولم يعلم محمد بمكانه، قال: فقال له أهل المسجد: زارك أخوك قيس بن مسلم البارحة فلم تنفتل إليه، قال: ما علمت بمكانه، قال: فغدا عليه، فلما رآه قيس بن مسلم مقبلاً قام إليه فاعتنقه ثم جلسا جميعًا فجعلا يبكيان. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/268].
حكمــــــة
قيام الليل: عن محمد بن مسعر رحمه الله قال: كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن، فإذا فرغ من ورده لف رداءه، ثم هجع عليه هجعةً خفيفةً، ثم يثب كالرجل الذي قد ضل منه شيء فهو يطلبه، فإنما هو السواك والطهور، ثم يستقبل المحراب، فكذلك إلى الفجر، وكان يجهد علي إخفاء ذلك جدًّا. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/280].
حكمــــــة
قيام الليل: عن أم سعيد بن علقمة النخعي قالت: كان بيننا وبين داود الطائي رحمه الله حائط قصير أسمع حسه عامة الليل لا يهدأ. قالت: وربما سمعته يقول: همك عطل علي الهموم وخالف بيني وبين السهاد، وشوقي إلى النظر إليك أوبق مني الشهوات، وحال بيني وبين اللذات، فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب. قالت: وربما ترنم بالآية، فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع في ترنمه وكان يكون في الدار وحده، وكان لا يُصبَح فيها، أي كان لا يُسرج. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/280].