15. حياة السلف بين القول والعمل
حكمــــــة
معنى الزهد وأنواعه: قال أيوب السختياني رحمه الله: الزهد في الدنيا ثلاثة أشياء؛ أحبها إلى الله وأعلاها عند الله وأعظمها ثوابًا عند الله تعالى، الزهد في عبادة من عبد دون الله من كل ملك، وصنم، وحجر، ووثن. ثم الزهد فيما حرم الله تعالى من الأخذ والإعطاء. ثم يقبل علينا فيقول: زهدكم هذا يا معشر القراء فهو والله أخسَّه عند الله؛ الزهد في حلالا الله - عزَّ وجلَّ [الحلية (تهذيبه).
حكمــــــة
معنى الزهد وأنواعه: عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: قلت لأبي حازم رحمه الله يومًا: إني لأجد شيئًا يحزنني. قال: وما هو يا ابن أخي؟ قلت: حبي الدنيا. فقال لي: اعلم يا ابن أخي، إن هذا الشيء ما أعاتب نفسي على حب شيء حببه الله تعالى إلي؛ لأن الله - عزَّ وجلَّ - قد حبب هذه الدنيا إلينا. ولكن لتكن معاتبتا أنفسنا في غير هذا، أن لا يدعونا حبها إلى أن نأخذ شيئًا من شيء يكرهه الله، ولا أن نمنع شيئًا من شيء أحبه الله، فإذا نحن فعلنا ذلك لا يضرنا حبنا إياها. [الحلية (تهذيبه) 1 / 527].
حكمــــــة
معنى الزهد وأنواعه: عن أحمد بن أبي الحواري قال: قلت لسفيان بن عيينة رحمه الله رحمه الله: يا أبا محمد أي شيء الزهد في الدنيا؟ قال: من إذا أنعم الله عليه نعمة فشكرها، وابتلي ببلية فصبر، فذلك الزهد. قلت له: يا أبا محمد فإن أنعم عليه بنعمة فشكر، وابتلي فصبر وهو ممسك للنعمة، كيف يكون زاهدًا؟ قال: اسكت فمن لم تمنعه البلوى من الصبر والنعمة من الشكر فذلك الزاهد [الحلية (تهذيبه).
حكمــــــة
معنى الزهد وأنواعه: قال شقيق البلخي رحمه الله: ثلاث خصال هي تاج الزاهد، الأولى: أن يميل على الهوى، ولا يميل مع الهوى، والثانية: ينقطع الزاهد إلى الزهد بقلبه، والثالثة: أن يذكر كلما خلا بنفسه كيف مدخله في قبره وكيف مخرجه، ويذكر الجوع والعطش والعري، وطول القيامة والحساب والصراط، وطول الحساب والفضيحة البادية، فإذا ذكر ذلك شغله عن ذكر دار الغرور، فإذا كان ذلك كان من محبي الزهاد، ومن أحبهم كان معهم [الحلية (تهذيبه).
حكمــــــة
معنى الزهد وأنواعه: قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: اختلفوا علينا في الزهد بالعراق، فمنهم من قال: الزهد في ترك لقاء الناس، ومنهم من قال: في ترك الشهوات، ومنهم من قال: في ترك الشبع، وكلامهم قريب بعضه من بعض، قال: وأنا أذهب إلى أنّ الزهد في ترك ما يشغلك عن الله - عزَّ وجلَّ [الحلية (تهذيبه).
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: عن بدر بن عثمان عن عمه قال: آخر خطبة خطبها عثمان رضى الله عنه في جماعة: إن الله إنما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة، ولم يعطكموها لتركنوا إليها، إن الدنيا تفنى، والآخرة تبقى، لا تبطرنكم الفانية، ولا تشغلنكم عن الباقية، آثروا ما يبقى على ما يفنى، فإن الدنيا منقطعة، وإن المصير إلى الله - عزَّ وجلَّ - واتقوا الله، فإن تقواه جنة من بأسه، ووسيلة عنده، واحذروا أمر الله، والزموا جماعتكم، ولا تصيروا أحزابا " وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ " [آل عمران: 103]. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/83].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: دخل حدير السلمي على أبي الدرداء رضى الله عنه يعوده، وعليه جبة من صوف، وقد عرق فيها، وهو نائم على حصير، فقال: يا أبا الدرداء ما يمنعك أن تلبس من الثياب التي يكسوك معاوية، وتتخذ فراشا؟ قال: إن لنا دارا لها نعمل، وإليها نظعن، والمخفُّ فيها خير من المثقل. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/344].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: قال ابن عباس رضى الله عنه: يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء، أنيابها بادية، مشوهة خلقها، فتشرف على الخلائق، فيقال: أتعرفون هذه؟ فيقولون: نعوذ بالله من معرفة هذه، فيقال: هذه الدنيا التي تناحرتم عليها، بها تقاطعتم الأرحام، وبها تحاسدتم وتباغضتم، واغتررتم، ثم تقذف في جهنم، فتنادي: أي رب أين أتباعي وأشياعي؟ فيقول الله - عزَّ وجلَّ -: ألحقوا بها أتباعها وأشياعها. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/72].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: عن سعيد بن عبد الله قال: سأل الحجاج بن يوسف خالد بن يزيد رحمه الله عن الدنيا، قال: ميراث، قال: فالأيام؟ قال: دُول، قال فالدهر؟ قال: أطباق والموت بكلِّ سبيله، فيحذر العزيز الذل، والغني الفقر، فكم من عزيز قوم قد ذل، وكم من غني قد افتقر. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/508].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: عن الحسن البصري رحمه الله قال: والله ما أحد من الناس بسط الله - عزَّ وجلَّ - له دنيا فلم يخف أن يكون قد مكر به فيها إلا كان قد نقص علمه وعجز رأيه، وما أمسكها الله - عزَّ وجلَّ - عن عبد فلم يظن أنه قد خير له فيها إلا كان قد نقص علمه وعجز رأيه. [الزهد للإمام أحمد / 104].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: قال محمد بن كعب رحمه الله: الدنيا دار فناء ومنزل بلغة، رغبت عنها السعداء، وأسرعت من أيدي الأشقياء. فأشقى الناس بها أرغب الناس فيها، وأسعد الناس فيها أزهد الناس بها، هي المعذبة لمن أطاعها، المهلكة لمن اتبعها، الخائنة لمن انقاد لها، علمها جهل، وغناؤها فقر، وزيادتها نقصان، وأيامها دول. [الحلية (تهذيبه) 1 / 516].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: قال الربيع بن بره رحمه الله: ابن آدم، إنما أنت جيفة منتنة، طيَّبَ نسيمَك ما رُكب فيك من روح الحياة، فلو قد نزع منك روحك أُلقيت جثة ملقاه، وجيفة منتنة، وجسدًا خاويًا، وقد جَيَّف بعد طيب ريحه، واستوحش منه بعد الأنس بقربه، فأي الخليقة ابن آدم منك أجهل؟ وأي الخليقة منك أعجب؟ إذا كنت تعلم أن هذا مصيرك، وأن التراب مقيلك، ثم أنت بعد هذا لطول جهلك تقر بالدنيا عينًا. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/547].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: قال مالك بن دينار رحمه الله: إن البدن إذا سقم لا ينجع فيه طعام ولا شراب ولا نوم ولا راحة. وكذلك القلب إذا علقه حبُّ الدنيا لم ينجع فيه المَواعظ. وقال: بقدر ما تحزن للدنيا كذلك يخرج همُّ الآخرة من قلبك، وبقدر ما تحزن للآخرة فكذلك يخرج همّ الدنيا من قلبك. [صفة الصفوة 3/198].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ليست الدار دار إقامة، وإنما أهبط آدم إليها عقوبة، ألا ترى كيف يزويها عنه ويمرر عليه بالجوع مرة وبالعري مرة وبالحاجة مرة؟ كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها، تسقيه مرة حضيضًا، ومرة صبرًا، وإنما تريد بذلك ما هو خير له. [الحلية (تهذيبه) 3 / 10].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: قال وهب بن منبه رحمه الله لعطاء الخراساني: كان العلماء قبلنا قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم، فكانوا لا يلتفتون إلى دنيا غيرهم، وكان أهل الدنيا يبذلون لهم دنياهم رغبة في علمهم، فأصبح أهل العلم اليوم فينا، يبذلون لأهل الدنيا علمهم، رغبة في دنياهم، وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم، لما رأوا من سوء موضعهم عندهم، فإياك وأبواب السلاطين، فإن عند أبوابهم، فتنًا كمبارك الإبل، لا تصيب من دنياهم شيئًا إلا وأصابوا من دينك مثله، ثم قال: يا عطاء إن كان يغنيك ما يكفيك فكل عيشك يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك، فليس شيء يكفيك، إنما بطنك بحر من البحور، ووادٍٍ من الأودية لا يسعه إلا التراب. [الحلية (تهذيبه) 2 / 39].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: قال شقيق البلخي رحمه الله: عملت في القرآن عشرين سنة، حتى ميزت الدنيا من الآخرة، فأصبته في حرفين وهو قوله - تعالى -:: " وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى " [القصص: 60]. [الحلية (تهذيبه) 2 / 497].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: قال يحيى بن معاذ رحمه الله: الدنيا أمير من طلبها، وخادم من تركها، الدنيا طالبة ومطلوبة فمن طالبها رفضته ومن رفضها طلبته، الدنيا قنطرة الآخرة فاعبروها ولا تعمروها، ليس من العقل بنيان القصور على الجسور، الدنيا عروس وطالبها ماشطتها، وبالزهد ينتف شعرها ويسود وجهها ويمزق ثيابها. ومن طلق الدنيا فالآخرة زوجته. فالدنيا مطلقة الأكياس لا تنقضي عدتها أبدًا، فخل الدنيا ولا تذكرها، واذكر الآخرة ولا تنسها، وخذ من الدنيا ما يبلغك الآخرة، ولا تأخذ من الدنيا ما يمنعك الآخرة. [الحلية (تهذيبه) 3 / 260].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: عن محمد بن سوقة رحمه الله قال: أمران لو لم نعذب إلا بهما، لكنا مستحقين بهما العذاب، أحدنا يزداد في دنياه فيفرح فرحًا، ما علم الله منه قط أنه فرح بشيء قط زيد في دينه مثله، وأحدنا ينقص من دنياه، فيحزن حزنًا ما علم الله منه قط أنه حزن على شيء نقصه من دينه مثله. [الحلية (تهذيبه) 2 / 127].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك، ذم مولانا الدنيا فمدحناها، وأبغضها فأحببناها، وزهَّدنا فيها فآثرناها ورغبنا في طلبها، وعدكم خراب الدنيا فحصنتموها، ونهيتم عن طلبها فطلبتموها، وأنذرتم الكنوز فكنزتموها. [الحلية (تهذيبه) 2 / 487].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: عن ليث رحمه الله: أن عيسى بن مريم - عليه السلام - رأى الدنيا في صورة عجوز هتماء، عليها من كل زينة، فقال لها: كم تزوجت؟ قالت: لا أحصيهم. قال: كلهم مات عنك أو كلهم طلقك؟ قالت: بل كلهم قتلت. فقال عيسى - عليه السلام -: بؤسا لأزواجك الباقين، ألا يعتبرون بأزواجك الماضين، كيف تهلكينهم واحدا واحدا ولا يكونون منك على حذر. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/30].
حكمــــــة
ذم الركون إلى الدنيا والفرح بمتاعها: قال عون بن عبد الله بن عتبة رحمه الله: ويحي كيف تشتد حاجتي إلى الدنيا وليست بداري، أم كيف أجمع لها وفي غيرها قراري وخلدي، أم كيف تعظم رغبتي فيها والقليل منها يكفيني، أم كيف آمن فيها ولا يدوم فيها حالي، أم كيف يشتد حرصي عليها ولا ينفعني ما تركت منها بعدي، أم كيف أوثرها وقد ضرت من آثرها قبلي، أم كيف لا أبادر بعملي من قبل أن تنصرم مدتي، أم كيف يشتد عجبي بها وهي منقطعة عني. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/94].