17. حياة السلف بين القول والعمل
حكمــــــة
بعض الآداب في الدعاء وبعض الأخطاء فيه: قال جعفر: أنبأ ثابت البناني، عن رجل من العبّاد: أنه قال يومًا لإخوانه: إني لأعلم، حين يستجيب لي ربّي - عزَّ وجلَّ - قال: فعجبوا من قوله، قالوا: تعلم حين يستجيب لَك ربّك؟ قال: نعم، قالوا: وكيف تعلم ذلك؟ قال: إذا وجِل قلبي، واقشعرّ جلْدي، وفاضت عيني، وفُتح لي في الدعاء، فَثمّ أعلم أنْ قد استُجيب لي. [صفة الصفوة].
حكمــــــة
الخوف والخشية: وعن المسور بن مخرمة قال لما طعن عمر رضى الله عنه جعل يألم فقال له ابن عباس- وكأنه يجزعه-: يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون، قال: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه فإنما ذاك من منَّ الله تعالى من به علي، وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذاك من من الله جل ذكره من به علي، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك، والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله - عزَّ وجلَّ - قبل أن أراه. [رواه البخاري:3416].
حكمــــــة
الخوف والخشية: عن سمير الرياحي عن أبيه قال: شرب عبد الله بن عمر رضى الله عنه ماء مبرّدًا، فبكى فاشتد بكاؤه، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: ذكرت آية في كتاب الله - عزَّ وجلَّ -: " وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ " [سبأ:54]، فعرفت أن أهل النار لا يشتهون شيئًا، شهوتهم الماء، وقد قال الله - عزَّ وجلَّ -: " أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ " [الأعراف:50]. [صفة الصفوة 1/274].
حكمــــــة
الخوف والخشية: قال سفيان: بلغنا أن أم الربيعِ بن خثيم رحمه الله كانت تنادي، فتقول: يا بنيّ، يا ربيع، ألا تنام، فيقول: يا أماه من جنّ عليه الليل وهو يخاف البيات حُق له أن لا ينام. قال: فلما بلغ ورأت ما يلقى من البكاء والسهر نادته فقالت: يا بني لعلك قتلت قتيلاً؟ فقال: نعم يا والدة، قتلت قتيلاً، فقالت: ومن هذا القتيل يا بني نتحمل على أهله فيُعْفوك، والله لو علموا ما تلقَى من البكاء والسهر لقد رحموك، فيقول: يا والدتي هيَ نفسِي. [صفة الصفوة 3/43].
حكمــــــة
الخوف والخشية: قال فرقد السبخي رحمه الله: قرأت في بعض الكتب أن العبد إذا بكى من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه كيوم ولدته أمه، ولو أن عبدا جاء بجبال الأرض ذنوبا وآثاما لوسعته الرحمة إذا بكى، وإن الباكي على الجنة لتشفع له الجنة إلى ربها فتقول: يا رب أدخله الجنة كما بكى علي، وإن النار لتستجير له من ربها فتقول: يا رب أجره من النار كما استجارك مني وبكى خوفا من دخولي. [موسوعة ابن أبي الدنيا 3/177].
حكمــــــة
الخوف والخشية: عن مالك بن ضيغم قال: حدثني الحكم بن نوح رحمه الله قال: بكى أبوك ليلة من أول الليل إلى آخره ولم يسجد فيها سجدة ولم يركع فيها ركعة، ونحن معه في البحر، فلما أصبحنا قلت: يا أبا مالك لقد طالت ليلتك لا مصليا ولا داعيا فبكى، ثم قال: لو يعلم الخلائق ماذا يستقبلون غداً ما لذوا بعيش أبداً، إني والله لما رأيت الليل وهوله وشدة سواده، ذكرت به الموقف وشدة الأمر هناك، وكل امرئ يومئذ تهمه نفسه، لا يغني والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا. [موسوعة ابن أبي الدنيا 3/227].
حكمــــــة
الخوف والخشية: عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أنه ذكر عمر وأبا بكر ابني المنكدر رحمهما الله، قال: لما حضر أحدَهما الموتُ بكى، فقيل له: ما يبكي؟ إن كنا لنغبطك بهذا اليوم!، قال: أما والله ما أبكي أن أكون ركبت شيئا من معاصي الله اجتراء على الله، ولكني أخاف أن أكون أتيت شيئا هينا، وهو عند الله عظيم، قال: وبكى الآخر عند الموت، فقيل له مثل ذلك فقال: إني سمعت الله يقول لقوم: " وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ " [الزمر: 47] فأنا أنتظر ما ترون، والله ما أدري ما يبدو لي. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/358].
حكمــــــة
الخوف والخشية: عن المعافي قال: سمعت ُسفيان الثوري رحمه الله يقول: لوددت أن كلَّ حديثٍ في صدري نسخ من صدري، فقلت: يا أبا عبد الله، هذا العلم ُالصحيح، وهذه السنَّةُ الواضحة، تتمنَّى أن تُنسخ من صدرك؟ قال: اسكت! أتريدُ أن أوقف يوم القيامة حتى أسأل عن كلِّ مجلس جلستُه، وعن كلَّ حديث حدثته: أيَّ شيءٍ أردتَ به. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2 / 555، 556].
حكمــــــة
الخوف والخشية: عن المُعلّى بن زياد قال: كان هرِم بن حيَّان رحمه الله يخرجُ في بعض اللّيل ويُنادي بأعلى صوته: عجبتُ من الجَنَّة كيف نامَ طالبُها؟ وعجبتُ من النار كيف نام هاربُها؟ ثم يقول: " أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا " [الأعراف: 97]. [السير (تهذيبه) 1/440].
حكمــــــة
الخوف والخشية: عن أبي إسحاق قال: أوى أبو ميسرة رحمه الله عمرو بن شرحبيل إلى فراشه. فقال: يا ليت أمي لم تلدني فقالت له امرأته: أبا ميسرة أليس قد أحسن الله إليك؟ هداك للإسلام، وفعل بك كذا. قال: بلى! ولكن الله أخبرنا إنا واردون على النار ولم يبين لنا إنا صادرون عنها. [الحلية (تهذيبه) 2 / 70].
حكمــــــة
الخوف والخشية: عن عبد الأعلى التيمي رحمه الله قال: من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق أن لا يكون أوتي علمًا ينفعه، لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال: " إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا " [الإسراء: 107]. [الحلية (تهذيبه) 2 / 149].
حكمــــــة
عن عبد الله الشامي قال: أتيت طاووسًا رحمه الله فخرج إليَّ ابنه شيخ كبير فقلت: أنت طاووس؟ فقال: أنا ابنه، قلت: فإن كنت ابنه فإن الشيخ قد خرّف؟ فقال: إن العالم لا يخرف، فدخلت عليه فقال لي طاووس: سل وأوجز، قلت: إن أوجزت أوجزت لك، قال: تريد أن أجمع لك في مجلسي هذا، التوراة والإنجيل والزبور والفرقان؟ قلت: نعم! قال: خف الله تعالى مخافة لا يكون عندك شيء أخوف منه، وأرجه رجاء هو أشد من خوفك إياه، وأحب للناس ما تحب لنفسك. [الحلية (تهذيبه) 1 / 30].
حكمــــــة
الخوف والخشية: عن عطاء بن أبي رباح، قال: حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنها دخلت عليه، فإذا هو في مُصَلاَّه يدُهُ على خدِّه، سائلة دموعه، فقلت: يا أمير المؤمنين! ألشيءٍ حدث؟ قال: يا فاطمةُ! إني تقلَّدت أمرَ أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم، فتفكَّرْتُ في الفقير الجائع، والمريض الضائعِ، والعاري المجهود، والمظلوم المقهُور، والغريب المأسور، والكبير، وذي العيال في أقطار الأرض، فعلمتُ أنَ ربِّي سيسألني عنهم، وأن خَصْمَهُمْ دونهم محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم فخشيتُ ألا تثبتَ لي حُجَّة عند خصومته، فَرَحِمْتُ نفسي فَبَكيْتُ. [السير (تهذيبه) 2 / 589].
حكمــــــة
الخوف والخشية: عن محمد بن المنكدر رحمه الله: أنه بينما هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى، فكثر بكاؤه حتى فزع له أهله، فسألوه: ما الذي أبكاك؟ فاستعجَمَ عليهم، فتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم وأخبروه بأمره، فجاء أبو حازم إليه، فإذا هو يبكي، فقال: يا أخي ما الذي أبكاك قد رُعْتَ أهْلك؟ فقال له: إني مرت بي آية من كتاب الله - عزَّ وجلَّ. قال: ما هي؟ قال: قول الله - عزَّ وجلَّ -: " وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ " [الزمر:47] قال: فبكى أبو حازم معه، واشتدّ بكاؤهما. قال: فقال بعض أهله لأبي حازم: جئنا بك لتفرّج عنه فزِدْته. قال: فأخبرهم ما الذي أبكاهما. [صفة الصفوة 2/479].
حكمــــــة
الخوف والخشية: عن إبراهيم التيمي رحمه الله قال: ينبغي لمن لا يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار؛ لأن أهل الجنة قالوا: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ " [فاطر:34]. وينبغي لمن لا يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة؛ لأنهم قالوا: " إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ " [الطور:26]. [صفة الصفوة 3/62].
حكمــــــة
الخوف والخشية: قال المَرُّوذي: كان أبو عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله إذا ذكر الموت خَنَقَتْه العَبرة وكان يقول: الخوف يمنعُني أكْلَ الطعام والشراب، وإذا ذكرتُ الموت هان علي كلُّ أمرِ الدنيا. إنما هو طعامٌ دونَ طعام، ولباسٌ دون لباس وإنها أيامٌ قلائل. ما أعدِلُ بالفقر شيئًا، ولو وجدتُ السبيل لخرجتُ حتى لا يكون لي ذكر. [السير (تهذيبه) 2/929].
حكمــــــة
الخوف والخشية: قال ابن الجوزي رحمه الله: ولقد كنت أقرأ على شيخنا عبد الوهاب الأنماطي رحمه الله الحديث في زمان الصّبا، ولم أذق بعدُ طعم العلْم، فكان يبكي بكاءً متّصلاً، وكان ذلك البكاء يَعمل في قلبي، وأقول: ما يبكي هذا هكذا إلا لأمر عظيم. فاستفدت ببكائه ما لم أستفد بروايته. [صفة الصفوة 2/703].
حكمــــــة
الرجاء وإحسان الظن بالله: عن محمد بن سيرين قال: قال علي رضى الله عنه: أي آية في القرآن أوسع؟ قال: فجعلوا يذكرون آيًا من القرآن: " وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا " [النساء: 110] أو نحوها فقال علي رضى الله عنه: ما في القرآن آية أوسع من " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " [الزمر: 53]. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/84، 85].
حكمــــــة
الرجاء وإحسان الظن بالله: عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: يدني الله العبد يوم القيامة فيضع عليه كنفه فيستره من الخلائق كلها ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك قال: فيمر بالحسنة فيبيض وجهه ويسر بها قلبه قال: فيقول الله - عزَّ وجلَّ - له: تعرف يا عبدي، فيقول: نعم أي رب أعرف، قال فيقول: فإني تقبلتها منك، قال: فيخر لله ساجدًا قال: فيقول: ارفع رأسك يا ابن آدم وعد في كتابك قال: فيمر بالسيئة فيسود وجهه ويوجل منها قلبه فيقول الله - عزَّ وجلَّ -: أتعرف يا عبدي؟ قال: فيقول: نعم يا رب أعرف، قال: فيقول: إني قد غفرتها لك، قال: فلا يزال حسنة تقبل فيسجد وسيئة تغفر فيسجد ولا يرى الخلائق منه إلا السجود قال: حتى ينادي الخلائق بعضها بعضًا طوبى لهذا العبد لم يعص الله قط، قال: ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين الله مما قد وقفه عليه. [الزهد للإمام أحمد / 316].
حكمــــــة
الرجاء وإحسان الظن بالله: عن حيان أبي النضر أن واثلة بن الأسقع رضى الله عنه دخل على يزيد بن الأسود، وهو ثقيل، وقد وُجِّه، وقد ذهب عقله، فقال واثلة: أما تخبرني عن شيء أسألك عنه؟ كيف ظنك بالله؟ قال: أغرقتني ذنوب، وأشفيت على هلكة، ولكن أرجو رحمة الله، فكبر واثلة، وكبر أهل البيت تكبيرة، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقول الله: أنا عند ظن عبدي فليظن بي ما شاء. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/306].
حكمــــــة
الرجاء وإحسان الظن بالله: وعن إسحاق بن سويد قال: صحبت مسلم بن يسار رحمه الله عامًا إلى مكة، فلم أسمعه تكلم بكلمة حتى بلغنا ذات عرق، قال: ثم حدثنا فقال: بلغني أنه يؤتى بالعبد يوم القيامة ويوقف بين يدي الله - عزَّ وجلَّ.فيقول: انظروا في حسناته فينظر في حسناته، فلا توجد له حسنة، فيقول: انظروا في سيئاته فتوجد له سيئات كثيرة، فيؤمر به إلى النار، فيذهب به وهو يلتفت. فيقول: ردوه، إلى ما تلتفت؟ فيقول: أي رب لم يكن هذا ظني – أو رجائي فيك – شك إبراهيم فيقول: صدقت فيؤمر به إلى الجنة. [الحلية (تهذيبه) 1 / 396].
حكمــــــة
الرجاء وإحسان الظن بالله: عن معاذ بن معاذ قال: ما رأيت أحدًا أعظم رجاء لأهل الإسلام من ابن عون رحمه الله، لقد ذكر له الحجاج وأنا شاهد. فقيل: إنهم يزعمون أنك تستغفر للحجاج؟ فقال: ما لي لا أستغفر للحجاج من بين الناس، وما بيني وبينه؟ وما كنت أبالي أن أستغفر له الساعة. قال معاذ: وكان إذا ذكر عنده الرجل بعيب. قال: إن الله تعالى رحيم. [الحلية (تهذيبه) 1 / 444].
حكمــــــة
الرجاء وإحسان الظن بالله: عن عمرو بن مالك النكري، قال: كان أبو الجوزاء رحمه الله يقول: لو أن أناسًا من فقهائكم وأغنيائكم، انطلقوا إلى رجل فقيه غني، فسألوه كوزًا من ماء أكان يعطيهم؟ قالوا: يا أبا الجوزاء، ومن يمنع كوزًا من ماء، قال أبو الجوزاء: والله لا الله أجود بجنته من ذلك الرجل بذلك الكوز من ماء. [الحلية (تهذيبه) 1 / 458].
حكمــــــة
الرجاء وإحسان الظن بالله: عن محمد بن إسماعيل البخاري قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: عاد حماد بن سلمة رحمه الله سفيان الثوري. فقال سفيان: يا أبا سلمة أترى يغفر الله لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي، وذلك أن الله تعالى أرحم بي من أبوي. [الحلية (تهذيبه) 2 / 336].
حكمــــــة
الرجاء وإحسان الظن بالله: قال ثابت البناني رحمه الله: كان شاب رهق وكانت أمه تعظه وتقول له: يا بني إن لك يومًا فاذكر يومك قال: فلما نزل أمر الله أكبت عليه أمه فجعلت تقول: يا بني قد كنت أحذرك مصرعك هذا وأقول أن لك يومًا فاذكر يومك. قال: يا أماه إن لي ربًا كثير المعروف وإني لأرجو ألا يعدمني اليوم بعض معروف ربي - عزَّ وجلَّ - وأن يغفر لي، قال: فيقول: مات رحمه الله يحسن ظنه بالله في حاله تلك. [الزهد للإمام أحمد / 517].
حكمــــــة
الرجاء وإحسان الظن بالله: عن حفص الصيرفي قال: بلغني أن عمر بن ذر رحمه الله كان إذا تلا: " وَأَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ " [النحل: 38] قال: ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن من يموت، أتراك تجمع بين القسمين في دار واحدة؟ وبكى أبو حفص بكاء شديدًا. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/54].