5. حياة السلف بين القول والعمل
حكمــــــة
نساء السلف: عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: مرض ابن لأبي طلحة من أم سليم رضي الله عنها، قال: فمات الصبي في المخدع فسجته، ثم قامت فهيأت لأبي طلحة إفطاره كما كانت تهيء له كل ليلة، فدخل أبو طلحة وقال لها: كيف الصبي؟ قالت: بأحسن حال، فحمد الله ثم قامت فقربت إلى أبي طلحة إفطاره، ثم قامت إلى ما تقوم إليه النساء فأصاب أبو طلحة من أهله، فلما كان السحر قالت: يا أبا طلحة ألم تر آل فلان استعاروا عارية فتمتعوا بها، فلما طلبت منهم شق عليهم، قال: ما أنصفوا. قالت: فإن ابنك كان عارية من الله - عزَّ وجلَّ - وإن الله تعالى قد قبضه، فحمد الله واسترجع ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا طلحة بارك الله لكما في ليلتكما) فحملت بعبد الله بن أبي طلحة. [مسند الإمام أحمد: 12028].
حكمــــــة
نساء السلف: عن أنس رضى الله عنه قال: لما كان يوم أحد حاص أهل المدينة حَيْصة وقالوا: قُتل محمد. حتى كثرت الصَّوارخ في نواحي المدينة، فخرجت امرأة من الأنصار - رضي الله عنها - فاستُقبلتْ بأخيها وأبيها وزوجها وابنها، لا أدري بأيّهم استُقبلت أوّلاً، فلما مرت على آخرهم، قالت: مَن هذا؟ قالوا: أخوكِ وأبوكِ وزوجُكِ وابنُكِ. قالت: فما فعل النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: أمامَك فذهبتْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذتْ بناحية ثوبه، ثم جعلت تقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي إذا سَلِمْتَ من عطَب [صفة الصفوة 2 /433].
حكمــــــة
نساء السلف: عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضى الله عنهما: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت بلى! قال: هذه المرأة السوداء أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي. قال: (إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت أن يعافيك) قالت: أصبر ولكن ادع الله أن لا أتكشف. فدعا لها. [رواه البخاري: 5328].
حكمــــــة
نساء السلف: روى عمر بن الخطاب رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما التفتُّ يوم أُحد يمينًا ولا شمالاً إلا وأراها - أي أم عمارة - تقاتل دوني ". قال الواقدي رحمه الله: قاتلتْ ـ أي أم عمارة ـ يوم أُحد وجُرحت اثنتي عشرة جراحة، وداوت جرحًا في عنقها سنة، ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأّسد فشدّت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم. وعن محمد بن إسحاق رحمه الله قال: حضرتْ البيعة بالعقبة امرأتان قدْ بايعتا: إحداهما نَسِيبة بنت كعب(هى أم عمارة)، وكانت تشهد الحرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهدت معه أُحدًا، وخرجت مع المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر في الردة، فباشرت الحرب بنفسها حتى قتل الله مسيلمة، ورجعت وبها عشر جراحات من طعنة وضربة. [صفة الصفوة 2/426].
حكمــــــة
نساء السلف: عن سفيان بن عبد الرحمن الجمحي عن أمه، قالت: دخل عبد الله بن عمر رضى الله عنه المسجد وابن الزبير رضى الله عنه قد قتل وصلب، فقيل له: هذه أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - في المسجد فمال إليها وقال: اصبري فإن هذه الجثث ليست بشيء وإنما الأرواح عند الله، فقالت: وما يمنعني من الصبر وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل. [المنتظم 6 / 141].
حكمــــــة
نساء السلف: عن ثابت البناني: أن صلة بن أشيم كان في مغزًى له، ومعه ابن له فقال: أيْ بنيّ تقدّم فقاتل حتى أحتَسبك، فحمل فقاتل حتى قُتل رحمه الله، ثم تقدّم فقتل، فاجتمعت النساء عند امرأته مُعاذة العَدَوِيّة رحمها الله، فقالت: مرحبًا، إن كنتنّ جئتُنّ لتهنّئْننيّ فمرحبًا بكم، وإن كنتُنّ جئتنّ لغير ذلك فارجعْن. [صفة الصفوة 2/153].
حكمــــــة
نساء السلف: قال عبيد الله بن عبد الخالق: سَبى الروم نساءً مسلماتٍ، فبلغ الخبر الرّقَّة وبها هارون الرشيد أمير المؤمنين، فَقِيل لمنصور بن عمَّار: لو اتَّخذت مجلسًا بالقُرْب من أمير المؤمنين، فحرّضت الناس على الغزو. فَفَعَل، فبينا هو يذكِّرهم ويحرّض إذا نحْن بخرقةٍ مَصْرورة مختومة قد طرِحت إلى منصور، وإذا كتاب مضموم إلى الصُّرّة فَفكَّ الكتابَ، فقرأه فإذا فيه: إني امرأة من أهل البيوتات من العرب، بلغني ما فَعَلَ الروم بالمسْلمات، وسمعت تحريضَك الناس على الغزو، وترغيبك في ذلك، فعمدت إلى أكرم شيءٍ مِن بدني وهما: ذُؤابتايَ فقطعتُهما وصَرَرْتُهما في هذه الخِرْقة المختومة، وأُناشِدُك بالله العظيم لما جعلتَهما قَيْدَ فرسٍ غازٍ في سبيل الله، فلَعَلَّ الله أن يَنْظُر إليَّ على تلك الحال نظرةً فيرحمني بها. قال: فبكى وأبكى الناس، وأمر هارون أن ينادَى بالنَّفير، فغَزا بنفسه فأنكى فيهم وفتح الله عليهم. قال ابن الجوزي رحمه الله: هذه امرأة حَسُنَ قَصدها وغلطَت في فعلها؛ لأنها جهلت أنَّ ما فعلَت مَنهيٌّ عنه، فليُنظر إلى قَصدها. [صفة الصفوة].
حكمــــــة
نساء السلف: عن جويرية بنت أسماء رحمها الله قالت: أن إخوة ثلاثة من بني قطيعة شهدوا يوم تُستَر، فاستُشهِدوا، فخرجت أمهم يومًا إلى السوق لبعض شأْنها، فتلقَّاها رجل قد حضَر أمْرَ تُستَر فعرَفَته فسألته عن بَنيها، فقال: استشهدوا. فقالت: أمُقْبلين أم مُدْبرين؟ فقال: مُقْبِلين، فقالت: الحمد لله نالوا الفوز وحاطُوا الذمارِ، بنفسي هم وأبي وأُمِّي. [صفة الصفوة 4/589].
حكمــــــة
نساء السلف: عن عبدة بنت أبي شوال قالت: كانت رابعة رحمها الله تصلي الليل كله فإذا طلع الفجر هجعت في مصلاها هجعة خفيفة حتى يسفر الفجر، قالت: فكنت أسمعها تقول إذا وثبت من رقدتها: ويلك يا نفس كم تنامين؟ وإلى كم لا تقومين؟ أوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا بصرخة يوم النشور، قالت: فكان هذا دأبها دهرها حتى ماتت. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/268].
حكمــــــة
نساء السلف: قال ابن أبي الدنيا رحمه الله: حدثني أبو الوليد رحمه الله، قال: ربما رأيت فاطمة بنت بزيع رحمها الله تصلي من أول الليل إلى آخره. وحدثني أبو الوليد، قال: ربما رأيت غضنة وعالية رحمهما الله تقوم إحداهما من الليل فتقرأ البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف في ركعة. وكان محمد بن الحسين حدثني بهذه الأحاديث عن أبي الوليد فلقيت أبا الوليد فحدثني بها. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/270].
حكمــــــة
نساء السلف: تزوج رياح القيسي امرأة فبنا بها، فلما أصبح قامت إلى عجينها، فقال: لو نظرتِ امرأةً تكفيك هذا، قالت: إنما تزوجت رياح القيسي لم أر أني تزوجت جبارًا عنيدًا، فلما كان الليل نام ليختبرها، فقامت ربع الليل ثم نادته: قم يا رياح، مضى الليل وعسكر المحسنون وأنت نائم، ليت شعري من غرني بك يا رياح، قال: وقامت الربع الباقي.[موسوعة ابن أبي الدنيا 1/282].
حكمــــــة
نساء السلف: عن محمد بن حنيف قال: كان غزل أخته - أي أخت بشر بن الحارث رحمها الله - فيما ذكر أنها قصدت أحمد بن حنبل فقالت: إنا قوم نغزل بالليل ومعاشنا منه، وربما يمر بنا مشاعل بني طاهر، ولاة بغداد، ونحن على السطح فنغزل في ضوئها الطاقة والطاقتين، أفتحله لنا أم تحرمه؟ فقال لها: من أنت؟ قالت: أخت بشر. فقال: آه يا آل بشر، لا عدمتكم، لا أزال أسمع الورع الصافي من قبلكم. [الحلية (تهذيبه) 3 / 99].
حكمــــــة
أطفال السلف: " عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان عمر رضى الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لم تدخل هذا الفتى معنا، ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم، قال: فدعاهم ذات يوم، ودعاني معهم، وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني. فقال: ما تقولون: " إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ " [النصر: 1] حتى ختم السورة؟ فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله تعالى ونستغفره، إذا جاء نصر الله وفتح علينا وقال بعضهم: لا ندري؟ ولم يقل بعضهم شيئًا فقال لي: يا ابن عباس كذاك تقول؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله، " إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ " فتح مكة، فذاك علامة أجلك. " فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا " [النصر: 3] فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم. [رواه البخاري رقم: 4043].
حكمــــــة
أطفال السلف: قال أسلم: بينا أنا مع عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو يَعُسّ المدينةَ إذْ عيِيَ فاتَّكأ إلى جانب جدار في جوف الليل، فإذا امرأة تقول لابنتها: يا ابنتاه قُومي إلى ذلك اللَّبن فامذُقيه بالماء، فقالت لها: يا أُماه أو ماعلمتِ ما كان من عزْمة أمير المؤمنين اليوم؟ قالت: وما كان من عَزمته يا بنيّة؟ قالت: إِنّه أمر مناديه فنادَى: أن لا يُشابَ اللَّبن بالماءِ. فقالت لها: يا بنيَة قُومي إلى ذلك اللّبن فامذُقيه بالماءِ، فإنّك بموضعٍ لا يراكِ عُمر ولا مُنادِي عمر، فقالت الصبية لأمها: يا أمَّاه والله ما كنتُ لأطيعه في الملأ وأعْصِيه في الخلاءِ. [صفة الصفوة 4/593].
حكمــــــة
أطفال السلف: قدم إياس بن معاوية رحمه الله الشام وهو غلام فقدّم خصماً له إلى قاض لعبد الملك بن مروان وكان خصمه شيخًا كبيرًا. فقال له القاضي: أتقدّم شيخًا كبيرًا؟ فقال له إياس: الحق أكبر منه. قال: اسكت. قال: فمن ينطق بحجتي؟ قال: ما أظنك تقول حقًا حتى تقوم. قال: أشهد أن لا إله إلا الله. فقام القاضي فدخل على عبد الملك فأخبره بالخبر فقال: اقضِ حاجتَه وأخرجه من الشام لا يفسدْ عليَّ الناس. [عيون الأخبار 1 /112].
حكمــــــة
أطفال السلف: قال ابن الجوزي رحمه الله: بلغنا أن أم جعفر عاتبت الرشيد على تقريبه المأمون دون ابنها محمد، فدعا خادمًا بحضرتها، وقال له: وجّه إلى عبد الله ومحمد خادمين حصيفين يقولان لكل واحد منهما على الخلوة: ما يفعل به إذا أفضت الخلافة إليه؟. فأما محمد فقال للخادم الذي مضى إليه: أقطعك وأوليك وأبلغ لك. وأما المأمون فرمى الخادم بالدواة وقال: يا ابن اللخناء تسلني ما أفعل بك بموت أمير المؤمنين؟ بل نكون جميعًا فداء له. فرجع بالخبر كل منهما. فقال لأم جعفر: كيف ترين ما أقدم ابنك إلا متابعة لرأيك وتركًا للجزع، وقد كان المأمون يعنى بالعلم قبل ولايته كثيرًا حتى جعل لنفسه مجلس نظر. [المنتظم 10/50، 51].
حكمــــــة
الجهاد والتضحية في سبيل الله: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر استشار الناس، فقام المقداد بن عمرو رضى الله عنه فقال: يا رسول الله امض لما أمرك الله به فنحن معك، والله ما نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى - عليه السلام -: " فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ " [المائدة:24] ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون، والله الذي بعثك بالحق نبيًا لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا ودعا له. [الحلية (تهذيبه) 1/148].
حكمــــــة
الجهاد والتضحية في سبيل الله: عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص: حدثني أبي أن عبد الله بن جحش رضى الله عنه قال له يوم أحد: ألا تدعو الله، فخلوا في ناحية فدعا عبد الله بن جحش فقال: يا رب إذ لقيت العدو غدًا فلقني رجلاً شديدًا بأسه شديدًا حرده، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدًا قلتَ: يا عبد الله من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك، فتقول: صدقت. قال سعد: فلقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقتان في خيط. [الحلية (تهذيبه) 1 / 104].
حكمــــــة
الجهاد والتضحية في سبيل الله: عن أنس أن أبا طلحة الأنصاري رضى الله عنه قرأ سورة براءة فلما أتى على هذه الآية: " انفرُوا خِفَافَا وَثِقَالاً " [التوبة: 41] قال: أرى ربنا - عزَّ وجلَّ - يستنفرنا شيوخًا وشبانًا جهزوني أي بني، فقال بنوه: يرحمك الله قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات ومع أبي بكر حتى مات ومع عمر - رضي الله عنهما - فنحن نغزو عنك، فأبى فجهزوه فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير فدفنوه فيها. [الزهد للإمام أحمد / 429-430].
حكمــــــة
الدعوة إلى الله: عن أنس رضى الله عنه أن أبا طلحة خطب أم سليم رضي الله عنها، فقالت، يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده خشبة نبتت من الأرض نَجَرَها حبشيُّ بني فلان؟ قال: بلى. قالت: أفلا تستحيي أن تعبد خشبة من نبات الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ لئن أنت أسلمت لم أُرِد منك من الصداق غيره. قال: حتى أنظر في أمري، فذهب ثم جاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، قالت: يا أنس زوّج أبا طلحة. قال ثابت: فما سمعنا بمهرٍ قطُّ كان أكرم من مَهر أم سليم: الإسلام. [صفة الصفوة 2/427].
حكمــــــة
أهمية وفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعاقبة من تركه: قرأَ أبو بكر رضى الله عنه هذه الآية: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ " [المائدة: 105]. ثم قال: إن الناس يضعون هذه الآية على غير موضعها، ألا وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن القوم إذا رأوُا الظالم فلم يأخذوا على يديه، والمنكر فلم يغيروه، عمهم الله بعقابه). [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/193].
حكمــــــة
أهمية وفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعاقبة من تركه: عن أبي الرقاد، قال: خرجت مع مولاي فانتهى إلى حذيفة رضى الله عنه وهو يقول: إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقا، وإني لأسمعها من أحدكم اليوم في المقعد الواحد أربع مرات، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتحاضن على الخير، أو ليسحتنكم الله جميعا بعذاب، أو ليؤمرن عليكم شراركم، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/197].
حكمــــــة
أهمية وفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعاقبة من تركه: عن أبي بكرة رضى الله عنه، قال: والله ما من نفس تخرج أحب إلي من نفسي هذه، ولا نفس هذا الذباب الطائر، ففزع القوم، فقالوا: لِمَ؟ فقال: إني أخشى أن أدرك زمانًا لا أستطيع أن آمر بمعروف، ولا أنهى عن منكر، وما خير يومئذ. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/406].
حكمــــــة
أهمية وفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعاقبة من تركه: عن علي بن الحسين رحمه الله قال: التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كنابذ كتاب الله وراء ظهره، إلا أن يتقي تقاة. قيل: وما تقاته؟ قال: يخاف جبارًا عنيدًا أن يفرط عليه أو أن يطغى. وقال أبو عبد الرحمن العُمريُّ الزاهدُ رحمه الله: إنَّ مِن غفلتك عن نفسك إعراضَك عن الله، بأن ترى ما يُسخطه فتجاوزَه، ولا تأمر، ولا تنهى خوفًا من المخلوق. من ترك الأمر بالمعروف خوف المخلوقين، نُزِعَتْ منه الهيبةُ، فلو أمر ولدَه، لا ستخفَّ به. [السير (تهذيبه) 2/765].
حكمــــــة
أهمية وفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعاقبة من تركه: قال ابن علية رحمه الله في قول أبي بكر المزني: ما فاق أبو بكر رضى الله عنه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء كان في قلبه، قال: الذي كان في قلبه الحبّ لله - عزَّ وجلَّ - والنصيحة في خلقه. [جامع العلوم والحكم / 107].
حكمــــــة
أهمية وفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعاقبة من تركه: عن وُهَيْبِ بن الوردِ رحمه الله قال: لقي عالم عالمًا هو فوقه في العلم، فقال: يرحمك الله، ما الذي أخفي من عملي؟ قال: ما يظن بك أنك لم تعمل حسنةً قط إلا أداء فرائض. قال: يرحمك الله، فما الذي أعلن من عملي؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه دينُ الله الذي بعث الله به أنبياءه إلى عباده، وقد اجتمع الفقهاء على قول نبي الله صلى الله عليه وسلم: (وجعلني مباركًا أين ما كنت) ما بَرَكَتُهُ تلك؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أينما كان. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/197].
حكمــــــة
أهمية وفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعاقبة من تركه: عن إبراهيم بن عمرو الصنعاني رحمه الله قال: أوحى الله عزم وجل إلى يُوشع بن نون: أني مهلك من قومك أربعين ألفًا من خيارهم، وستين ألفا من شرارهم، قال: ياربً هؤلاء الأشرار، ما بال الأخيار؟ قال: إنهم لم يغضبوا لغضبي، وكانوا يؤاكلُونهم ويشاربونهم. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/312].
حكمــــــة
آداب وواجبات من يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: عن أبي قُلابة أن أبا الدرداء رضى الله عنه مرّ على رجل قد أصاب ذنْبًا، فكانوا يسبّونه. فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليبٍ ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى. قال: فلا تسبّوا أخاكم، واحمدوا الله - عزَّ وجلَّ - الذي عافاكم. قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي. [رواه الطبراني. صفة الصفوة 1/304].
حكمــــــة
آداب وواجبات من يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال وهيب رحمه الله: لو أن علماءنا عفا الله عنا وعنهم نصحوا الله في عباده، فقالوا: يا عباد الله اسمعوا ما نخبركم عن نبيكم وصالح سلفكم من الزهد في الدنيا فاعلموا به، ولا تنظروا إلى أعمالنا هذه الفاسدة: كانوا قد نصحوا لله في عباده، ولكنهم يأبون إلا أن يجروا عباد الله إلى فتنهم وما هم فيه. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/142].
حكمــــــة
آداب وواجبات من يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال الذهبي رحمه الله: الصَّدعُ بالحق عظيم، يحتاج إلى قوة وإخلاص، فالمُخْلِص بلا قوة يعجِزُ عن القيام به، والقويُّ بلا إخلاص يُخْذَلُ، فمن قام بهما كاملاً، فهو صِدِّيق. ومن ضَعُفَ، فلا أقلَّ مِن التألم والإنكار بالقلب. ليس وراء ذلك إيمان، فلا قوة إلا بالله. [السير (تهذيبه) 2/931].
حكمــــــة
وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن كان مقصرًا: قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: لو أن المرء لا يعظ أخاه حتى يحكم أمر نفسه، ويكمل الذي خلق له من عبادة ربه: إذن لتواكل الناس الخير، وإذن لرفع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقل الواعظون والساعون لله - عزَّ وجلَّ - بالنصيحة في الأرض. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/222].
حكمــــــة
قال مالك بن دينار رحمه الله: كان حَبْر من أحبار بني إسرائيل، قال: فرأى بعضَ بنيه يومًا غَمَزَ النساء، فقال: مهلاً يا بنيّ. قال: فسقط من سريره، فانقطع نخاعه، فأسقَطت امرأته، وقُتل بنوه في الجيش، وأوحى الله تعالى إلى نبيّهم أنْ أخبر فلانًا الحبْر أنيّ لا أخرِج من صُلبك صِدِّيقًا أبدًا، ما كان غضبك لي إلا أن قلتَ: مهلاً يا بنيّ مهلاً. [صفة الصفوة 3/195].
حكمــــــة
عن أبي العباس أحمد بن محمد البالوي قال: كان نصر بن زياد القاضي رحمه الله يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقول: لولا هذا لم أتلبس لهم بعمل لكني إذا لم ألي القضاء لم أقدر عليه، وكان يُحيي الليل، ويصوم الاثنين، والخميس، والجمعة، ولا يرضى من العمال حتى يؤدوا حقوق الناس إليهم، فدخل عليه أحمد بن حرب يومًا فوعظه، وأشار في موعظته بأن يستعفي مما هو فيه، فقال: يا أبا عبد الله، ما يحملني على ما أنا فيه إلا نصرة الملهوفين، والقدرة على الانتصار للمظلومين من الظالمين، ولعل الله - عزَّ وجلَّ - قد عرف لي ذلك. [المنتظم 11 / 246، 247].