24. حياة السلف بين القول والعمل
حكمــــــة
حال السلف مع نعم الله وما قيل في ذلك: قال ابن السماك: كتبت إلي محمد بن الحسن رحمه الله حين ولي القضاء بالرقة: أما بعد فلتكن التقوى من بالك على كل حالٍ، وخف الله - عزَّ وجلَّ - في كل نعمة عليك، لقلة الشكر عليها مع المعصية بها؛ فإن في النعمة حجةً وفيها تبعةٌ؛ فأما الحجة فيها فالمعصية بها، وأما التبعة فيها فقلة الشكر عليها؛ فعفا الله عنك كلما ضيعت من شكرٍ، أو ركبت من ذنبٍ، أو قصرت من حقٍّ. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/492].
حكمــــــة
حال السلف مع نعم الله وما قيل في ذلك: عن عبد الله بن أبي نوح رحمه الله، قال: قال لي رجل، على بعض السواحل: كم عاملته تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب؟ قلت: ما أحصي ذلك كثرةً. قال: فهل قصرت إليه في أمر كربك فخذلك؟ قالت: لا والله، ولكنه أحسن إلي فأعانني. قال: فهل سألته شيئًا قط فأعطاك؟ قلت: وهل منعني شيئا ًسألته؟ ما سألته شيئا ًقط إلا أعطاني، ولا استغثت به إلا أغثني. قال: أرأيت لو أن بعض بني آدم فعل بك هذه الخلال ما كان جزاؤه عندك؟ قلت: ما كنت أقدر له على مكافأة ولا جزاء. قال: فربك أحق وأحرى أن تدئب نفسك له في أداء شكر نعمته عليك، وهو المحسن قديمًا وحديثا ًإليك؛ والله لشكره أيسر من مكافأة عباده، إنه تبارك وتعالى رضي بالحمد من العباد شكرًا. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/511].
حكمــــــة
حال السلف مع نعم الله وما قيل في ذلك: كان عروة رحمه الله إذا أتي بطعامه لم يزل مخمرا ًحتى يقول هؤلاء الكلمات: الحمد لله الذي هدانا وأطعمنا، وسقانا ًونعَّمنا، الله أكبر، اللهم ألْفَتنا نعمتُك ونحن بكل شرٍّ، فأصبحنا وأمسينا منها بكل خيرٍ، أسألك تمامها وشكرها، لا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك، إله الصالحين ورب العالمين، الحمد لله، لا إله إلا الله، ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/520].
حكمــــــة
حال السلف مع نعم الله وما قيل في ذلك: عن كعب رحمه الله، قال: ما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فشكرها لله وتواضع بها لله، إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا، ورفع له بها درجة في الآخرة؛ وما أنعم الله على عبدٍ من نعمةٍ في الدنيا فلم يشكرها لله، ولم يتواضع بها لله، إلا منعه الله نفعها في الدنيا، وفتح له طبقًا من النار، يعذبه إن شاء، أو يتجاوز عنه. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/526].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استُخف به، ومن أكثر من شيء عُرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه قل خيره، ومن كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة، ومن كثر نومه لم يجد في عمره بركة، ومن كثر كلامه في الناس سقط حقه عند الله، وخرج من الدنيا على غير الاستقامة. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/79].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: عن سعيد بن أبي هلال؛ أن أبا الدرداء رضى الله عنه كان يقول: يا معشر أهل دمشق ألا تستحيون؟ تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتأملون ما لا تبلغون. قد كان القرون من قبلكم يجمعون فيوعون، ويأملون فيطيلون، وينبون فيوثقون. فأصبح جمعهم بورا، وأملهم غرورًا، وبيوتهم قبورًا. هذه عاد قد ملأت ما بين عدن إلى عمان أموالاً وأولادًا، فمن يشتري مني تركة آل عاد بدرهمين؟ [الحلية (تهذيبه) 1 / 174].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أنه كان يقول إذا قعد: إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، من زرع خيرًا فيوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شرًا يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع مثل ما زرع، لا يَسبق بطيءٌ بحظه، ولا يُدرِك حريصٌ ما لم يقدَّر له، فمن أعطي خيرًا فالله أعطاه، ومن وقي شرًا فالله وقاه، والمتقون سادة، والعلماء، قادة، ومجالستهم زيادة. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/506].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: عن يونس بن جبير قال: شيعنا جندب بن عبد الله رضى الله عنه فلما بلغنا حصن المكاتب قلنا له أوصنا قال: أوصيكم بتقوى الله والقرآن فإنه نور الليل المظلم وهدى النهار فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة وإن عرض بلاء فقدم مالك دون نفسك فإن تجاوز البلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك فإن المحروب من حرب دينه والمسلوب من سلب دينه، إنه لا غنى بعد النار ولا فاقة بعد الجنة وأن النار لا يفك أسيرها ولا يستغني فقيرها. [الزهد للإمام أحمد / 360].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: قال بلال بن سعد رحمه الله: عبادَ الرحمن! هل جاءكم مخبر يخبركم أن شيئًا من أعمالكم تقبل منكم، أو شيئًا من خطاياكم غفر لكم؟ " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ " [المؤمنون: 115]، والله لو عجل لكم الثواب في الدنيا لاستقللتم كلكم ما افترض " أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ " [الرعد: 35]. [الحلية (تهذيبه) 2 / 192].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: قال وهب بن منبه رحمه الله: من يرحم يُرحم، ومن يصمت يسلم، ومن يجهل يُغلب، ومن يعجل يخطئ، ومن يحرص على الشر لا يسلم، ومن لا يدع المراء يُشتم، ومن لا يكره الشتم يأثم، ومن يكره الشر يُعصم، ومن يتبع وصية الله يحفظ، ومن يحذر الله يأمن، ومن يتولى الله يُمنع، ومن لا يسأل الله يفتقر، ومن لا يكن مع الله يخذل، ومن يستعن بالله يظفر. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/477، 478].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: عن الحسن رحمه الله قال: (من علامات المسلم: قوة في دين، وحزم في لين، وإيمان في يقين، وحلم في علم، وكَيس في رفق، وإعطاء في حق، وقصد في غنى، وتجمل في فاقة، وإحسان في قدرة، وطاعة معها نصيحة، وتورع في رغبة، وتعفف في جهد، وصبر في شدة، لا ترده رغبته، ولا يبدره لسانه، ولا يغلبه فرجه، ولا يميله هواه، ولا يفضحه بطنه، ولا يستخفه حرصه، ولا تقصر به نيته). [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/36].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: عن حصين قال: كان من كلام إبراهيم التيمي رحمه الله أنه يقول: أي حسرة أكبر على امرئ من أن يرى عبدًا كان له، خوله الله إياه في الدنيا، هو أفضل منزلة منه عند الله يوم القيامة؟ وأي حسرة على امرئ أكبر من أن يصيب مالاً فيرثه غيره، فيعمل فيه بطاعة الله تعالى، فيصير وزره عليه وأجره لغيره؟ وأي حسرة على امرئ أكبر من أن يرى من كان مكفوف البصر ففتح له عن بصره يوم القيامة وعمي هو؟ إن من كان قبلكم يفرون من الدنيا وهي مقبلة عليهم، ولهم من القدم مالهم، وأنتم تتبعونها وهي مدبرة عنكم، ولكم من الأحداث مالكم، فقيسوا أمركم وأمر القوم. [الحلية (تهذيبه) 2 / 89].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: قال الربيع بن عبد الرحمن رحمه الله: إن لله عبادًا أخمصوا له البطون عن مطاعم الحرام، وغضوا له الجفون عن مناظر الآثام، وأهملوا له العيون لما اختلط عليهم الظلام، رجاء أن ينير ذلك لهم قلوبهم إذا تضمنتهم الأرض بين أطباقها، فهم في الدنيا مكتئبون، وإلى الآخرة متطلعون، نفذت أبصار قلوبهم بالغيب إلى الملكوت، فرأت فيه ما رجت من عظم ثواب الله، فازدادوا والله بذلك جدا واجتهادا عند معاينة أبصار قلوبهم ما انطوت عليه آمالهم، فهم الذين لا راحة لهم في الدنيا، وهم الذين تقر أعينهم غدا بطلعة ملك الموت عليهم، قال: ثم بكى حتى بل لحيته بالدموع. [الحلية (تهذيبه) 2 / 344].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: قال صالح بن عبد الجليل رحمه الله: ذهب المطيعون لله بلذيذ العيش في الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى لهم يوم القيامة: رضيتم بي بدلاً دون خلقي، وآثرتموني على شهواتكم في الدنيا، فعندي اليوم فباشروها، فلكم اليوم عندي تحياتي وكرامتي، فبي فافرحوا، وبقربي فتنعموا، فوعزتي وجلالي ما خلقت الجنات إلا من أجلكم. [الحلية (تهذيبه) 3 / 180].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ما من ليلة اختلط ظلامها، وأرخى الليل سربال سترها، إلا نادى الجليل جل جلاله: من أعظم مني جودًا، والخلائق لي عاصون، وأنا لهم مراقب، أكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني، وأتولى حفظهم كأنهم لم يذنبوا، من بيني وبينهم، أجود بالفضل على العاصي، وأتفضل على المسيء، من ذا الذي دعاني فلم أسمع إليه؟ أو من ذا الذي سألني فلم أعطه؟ أم من ذا الذي أناخ ببابي ونحيته، أنا الفضل ومني الفضل، أنا الجود ومني الجود، أنا الكريم ومني الكرم، ومن كرمي أن أغفر للعاصي بعد المعاصي، ومن كرمي أن أعطي التائب كأنه لم يعصني، فأين عني تهرب الخلائق، وأين عن بابي يتنحى العاصون؟. [الحلية (تهذيبه) 3 / 12].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: عن الحسن بن علي العابد قال: قال فضيل بن عياض رحمه الله لرجل: كم أتت عليك؟ قال: ستون سنة، قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك توشك أن تبلغ، فقال الرجل: يا أبا علي إنا لله وإنا إليه راجعون، قال له الفضيل: تعلم ما تقول؟ قال الرجل: قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. قال الفضيل: تعلم ما تفسيره؟ قال الرجل: فسره لنا يا أبا علي، قال: قولك إنا لله، تقول: أنا لله عبد وأنا إلى الله راجع، فمن علم أنه عبد الله وأنه إليه راجع، فليعلم بأنه موقوف، ومن علم بأنه موقوف، فليعلم بأنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول، فليعد للسؤال جوابًا، فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال: [يسيرة] () قال: ما هي؟ قال: تحسن فيما بقي، يغفر لك ما مضى وما بقي، فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي. [الحلية (تهذيبه) 3 / 28].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: عن وهيب بن الورد رحمه الله قال: بلغنا أنه ما من ميت يموت، حتى يتراءى له ملكاه اللذان كانا يحفظان عليه عمله في الدنيا، فإن كان صحبهما بطاعة، قالا له: جزاك الله عنا من جليس خيرًا، فربَّ مجلس صدق قد أجلستناه، وعمل صالح قد أحضرتناه، وكلام حسن قد أسمعتناه، فجزاك الله عنا من جليس خيرًا، وإن كان صحبهما بغير ذلك، مما ليس لله برضى، قلبا عليه الثناء فقالا: لا جزاك الله عنا من جليس خيرًا، فرب مجلس سوء قد أجلستناه، وعمل غير صالح قد أحضرتناه، وكلام قبيح قد أسمعتناه، فلا جزاك الله عنا من جليس خيرًا. قال: فذاك شخوص بصر الميت إليهما، ولا يرجع إلى الدنيا أبدًا. [الحلية (تهذيبه) 3 / 34].
حكمــــــة
مواعظ وخطب: قال يحيى بن معاذ رحمه الله: لو رأت العقول بعيون الإيمان نزهة الجنة لذابت النفوس شوقًا، ولو أدركت القلوب كنه هذه المحبة لخالقها لانخلعت مفاصلها إليه ولها عليه، ولطارت الأرواح إليه من أبدانها دهشًا، فسبحان من أغفل الخليقة عن كنه هذه الأشياء، وألهاهم بالوصف عن حقائق هذه الأشياء. [الحلية (تهذيبه) 3 / 259].
حكمــــــة
وصايا وتوجيهات وحِكَم: قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه: ألا إن الفقيه كل الفقيه، الذي لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم من عذاب الله، ولا يرخص لهم في معاصي الله، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ولا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في علم لا فهم فيه، ولا خير في قراءة لا تدبر فيها. [الحلية (تهذيبه) 1 / 83].
حكمــــــة
وصايا وتوجيهات وحِكَم: عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: من تطاول تعظيمًا خفضه الله - عزَّ وجلَّ - ومن تواضع لله تخشعًا رفعه الله - عزَّ وجلَّ - وإن للملك لمَّة وللشيطان لمَّة، فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق، إذا رأيتم ذلك فاحمدوا الله - عزَّ وجلَّ - ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق، فإذا رأيتم ذلك فتعوذوا بالله - عزَّ وجلَّ. [الزهد للإمام أحمد / 290].
حكمــــــة
وصايا وتوجيهات وحِكَم: عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن أبيه. قال: أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن علمني كلمات جوامع نوافع، فقال: اعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وزل مع القرآن حيث زال، ومن جاءك بالحق فاقبل منه، وإن كان بعيدًا بغيضًا، ومن جاءك بالباطل، فاردد عليه وإن كان حبيبًا قريبًا. [الحلية (تهذيبه) 1 / 121].
حكمــــــة
وصايا وتوجيهات وحِكَم: عن ابن أبي نجيح رحمه الله قال: قال سليمان بن داود - عليه السلام -: أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا، وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئًا أفضل من ثلاث كلمات الحلم في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله في السر والعلانية. [الزهد للإمام أحمد / 108].
حكمــــــة
وصايا وتوجيهات وحِكَم: عن أبي الجلد أن عيسى ابن مريم - عليه السلام - قال للحواريين: الحق أقول لكم ما الدنيا تريدون ولا الآخرة! قالوا: يا رسول الله فسر لنا هذا الأمر، فإنا قد كنا نرى أنا نريد إحداهما، قال: لو أردتم الدنيا لأطعتم رب الدنيا الذي مفاتيح خزائنها بيده فأعطاكم، ولو أردتم الآخرة لأطعتم رب الآخرة الذي يملكها فأعطاكموها ولكن لا هذه تريدون ولا تلك. [الزهد للإمام أحمد / 137].
حكمــــــة
وصايا وتوجيهات وحِكَم: قال شقيق البلخي رحمه الله: استتمام صلاح عمل العبد بست خصال. تضرع دائم، وخوف من وعيده، والثاني: حسن ظنه بالمسلمين، والثالث: اشتغاله بعيبه لا يتفرغ لعيوب الناس، والرابع: يستر على أخيه عيبه، ولا يفشي في الناس عيبه رجاء رجوعه عن المعصية، واستصلاح ما أفسده من قبل، والخامس: ما اطلع عليه من خسة عملها استعظمها رجاء أن يرغب في الاستزادة منها، والسادسة: أن يكون صاحبه عنده مصيب. [الحلية (تهذيبه) 2 / 500].
حكمــــــة
وصايا وتوجيهات وحِكَم: عن أحمد بن عبد الله الزاهد قال: قال شقيق البلخي رحمه الله لأهل مجلسه: أرأيتم إن أماتكم الله اليوم يطالبكم بصلاة غد؟ قالوا: لا، يوم لا نعيش فيه، كيف يطالبنا بصلاته؟ قال شقيق: فكما لا يطالبكم بصلاة غد، فأنتم لا تطلبوا منه رزق غد عسى أن لا تصيرون إلى غد. [الحلية (تهذيبه) 2 / 502].
حكمــــــة
وصايا وتوجيهات وحِكَم: عن خالد الرَّبعي رحمه الله قال: كان لقمان - عليه السلام - عبدًا حبشيًا نجارًا فقال له سيده: اذبح لي شاة، فذبح له شاة فقال له: ائتني بأطيب مضغتين فيها فأتاه باللسان والقلب، فقال: أما كان فيها شيء أطيب من هذين؟ قال: لا، قال: فسكت عنه، ثم قال له: اذبح لي شاة، فذبح له شاة، فقال له: ألق أخبثهما مضغتين، فرمى باللسان والقلب، فقال: أمرتك أن تأتيني بأطيبهما مضغتين فأتيتني باللسان والقلب، وأمرتك أن تلقي أخبثهما مضغتين فألقيت اللسان والقلب، فقال: إنه ليس شيء بأطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا. [الزهد للإمام أحمد / 126].
حكمــــــة
وصايا وتوجيهات وحِكَم: قال الأصمعي رحمه الله: قال لي أبو عمرو بن العلاء رحمه الله: كن على حذرٍ من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمتَه، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته. وليس من الأدب أن تُجيب من لا يسألُك، أو تسأل من لا يُجيبك أو تُحدِّث من لا ينصت لك.[السير(تهذيبه) 2/666].
حكمــــــة
العدل وذم الظلم: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ولهذا قيل: إنَّ الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة. ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (ليس ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم). فالباغي يُصرع في الدنيا، وإن كان مغفورًا له مرحومًا في الآخرة..... وذلك أنَّ العدل نظام كل شيء، فإذا أُقيم أمر الدنيا بالعدل قامت، وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق، ومتى لم تقم بالعدل لم تقم، وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يُجزى به في الآخرة. الاستقامة / 474، 475.