25. حياة السلف بين القول والعمل
حكمــــــة
ما قيل في العقل والعقلاء: عن كعب الأحبار رضي الله عنه. قال: تجد الرجل مستكثرًا من أنواع أعمال البر، ويبلغ صنائع المعروف، ويكابد سهر الليل، وظمأ الهواجر، ولعله لا يساوي في ذلك كله عند ربه جيفة حمار. قيل: وكيف ذلك يا أبا إسحاق؟ قال لقلة عقله وسوء رغبته، وتجد الرجل ينام الليل ويفطر النهار، ولا يعرف بشيء من البر، ولا صنائع المعروف، ولعله عند الله من المقربين، قيل: وكيف ذلك يا أبا إسحاق؟ قال لما قسم الله له من العقل، فإن الله تعالى فرض على عباده أن يعرفوه وأن يطيعوه وأن يعبدوه، وإنما عبده وعرفه وأطاعه من خلقه العاقلون، وأما الجهال فهم الذين جهلوه فلم يعرفوه ولم يطيعوه ولم يعبدوه. [الحلية (تهذيبه) 2 / 252].
حكمــــــة
ما قيل في العقل والعقلاء: قال وهب بن منبه رحمه الله: إني وجدت في بعض ما أنزل الله على أنبيائه: أن الشيطان لم يكابد شيئًا أشد عليه من مؤمن عاقل، وأنه يكابد مائة ألف جاهل فيسخر بهم، حتى يركب رقابهم، فينقادون له حيث شاء، ويكابد المؤمن العاقل فيصعب عليه حتى لا ينال منه شيئًا. [الحلية (تهذيبه) 2 / 37].
حكمــــــة
ما قيل في العقل والعقلاء: عن الخليل بن أحمد رحمه الله قال: الناس أربعة، فكلِّم ثلاثة وواحدا لا تكلمه، قال: رجل يعلم وهو يعلم أنه يعلم: فكلمه. ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فكلمه. ورجل لا يعلم وهو يعلم أنه لا يعلم فكلمه. ورجل لا يعلم وهو يرى أنه يعلم فلا تكلمه. [موسوعة ابن أبي الدنيا 6/483].
حكمــــــة
حفظ السمع عن الحرام: قال الحسن رحمه الله: صوتان ملعونان: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة، وقال: وذكر الله المؤمنين فقال: " فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم " [المعارج: 24، 25] وجعلتم أنتم في أموالكم حقا معلوما للمغنية عند النعمة، وللنائحة عند المصيبة. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/286].
حكمــــــة
حفظ السمع عن الحرام: عن مجاهد رحمه الله قال: في قول الله تعالى: " وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ " [الإسراء: 64] قال: المزمار، " وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ " [الإسراء: 64] قال: كل راكب ركب من معصية الله فهو في خيل إبليس، وكل رِجْل سعت في معصية الله فهي في رجل إبليس. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/289].
حكمــــــة
إجمام النفس وترويحها: قال وهب بن منبه رحمه الله: مكتوب في حكمة آل داود - عليهم السلام -: ينبغي للعاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يناجي فيها ربه، وساعة يلقى فيها إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه، ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذَّاتها فيما يحلّ ويجملّ، فإن في هذه الساعة عونًا على تلك الساعات، وفضلَ بلغة واستجماعًا للقلوب. [جامع العلوم والحكم / 396، موسوعة ابن أبي الدنيا 6/471].
حكمــــــة
موقف السلف من الرخص والأخذ بها: قال ابن القيم رحمه الله: الرخصة نوعان: 1- الرخصة المستقرة المعلومة من الشرع نصا، كأكل الميتة والدم عند الضرورة، فليس في تعاطي هذه الرخصة ما يوهن رغبته، ولا ينقص طلبه وإرادته البتة. 2- رخص التأويلات واختلاف المذاهب، فهذه تتبعها حرام. ا.هـ بتصرف. مدارج السالكين 2/254.
حكمــــــة
قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني: مؤمل دنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه لا يدري أساخط ربّ العالمين عليه، أم راض عنه. وثلاث أحزنّني حتى أبكينني فراق محمد وحزْبه، وهول المطلع، والوقوف بين يدي ربي - عزَّ وجلَّ - ولا أدري إلى جنة أو إلى نار. [صفة الصفوة 1/259].
حكمــــــة
عن خيثمة رحمه الله قال: تقول الملائكة: يا ربّ عبدُك المؤمن تزْوِي عنه الدنيا، وتُعرّضه للبلاء؟ قال: فيقول للملائكة: اكشفوا لهم عن ثوابه، فإذا رأوا ثوابه قالوا: يا ربّ لا يضره ما أصابه في الدنيا قال: ويقولون: عبدك الكافر تَزِوِي عنه البلاءَ، وتبسط له الدنيا؟ قال: فيقول للملائكة: اكشفوا لهم عن عقابه، قال: فإذا رأوا عقابه قالوا: يا ربِّ لا ينفعه ما أصابه من الدنيا. [صفة الصفوة].