الجامع لعلوم الإمام أحمد - الأدب والزهد لخالد الرباط وآخرين ج 1
A
حكمــــــة
قال الحسن رحمه الله :
واللَّه لقد أدركتُ أقواما ما طوي لأحد منهم ثوب قط، ولا أمر في أهله بصنعة طعام قط ، ولا جعل بينه وبين الأرض شيئا قط ، وإن كان أحدهم ليقول : لوددتُ أني أكلتُ أكلة فتصير في جوفي مثل الآجرة .
وكان يقول : بلغنا أن الآجرة تبقى في الماء ثلاثمائة سنة .
والآجُرُّ أو الآجُرَّةُ هي القِطْعَةُ التي تُصنَع من الطِّينِ وتُعْرَضُ لِلشَّمْسِ أو تُحْرَقُ بِالنَّارِ لِتَصِيرَ صَلْبَةً ومُتَمَاسِكَةً، وتُستخدم في البناء . وتُعرف في اللغة المعاصرة بـ القرميد ، أو الطوب المحروق ، أو البلوك الطيني الصلب .
واللَّه لقد أدركتُ أقواما ما طوي لأحد منهم ثوب قط، ولا أمر في أهله بصنعة طعام قط ، ولا جعل بينه وبين الأرض شيئا قط ، وإن كان أحدهم ليقول : لوددتُ أني أكلتُ أكلة فتصير في جوفي مثل الآجرة .
وكان يقول : بلغنا أن الآجرة تبقى في الماء ثلاثمائة سنة .
والآجُرُّ أو الآجُرَّةُ هي القِطْعَةُ التي تُصنَع من الطِّينِ وتُعْرَضُ لِلشَّمْسِ أو تُحْرَقُ بِالنَّارِ لِتَصِيرَ صَلْبَةً ومُتَمَاسِكَةً، وتُستخدم في البناء . وتُعرف في اللغة المعاصرة بـ القرميد ، أو الطوب المحروق ، أو البلوك الطيني الصلب .
حكمــــــة
عن الحسن رحمه الله قال :
سألته ؛ فقلت: يا أبا سعيد ! رجل آتاه اللَّه مالا فهو يحج منه ، ويصل منه ، أله أن يتنعم فيه ؟
فقال الحسن رحمه الله:
لا ؛ لو كانت الدنيا له ما كان له إلا الكفاف ، ويقدم فضل ذلك ليوم فقره وفاقته ، إنما كان المتمسك من أصحاب رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - ومن أخذ عنهم من التابعين كانوا يكرهون أن يتخذوا العقر والأموال في الدنيا ليركنوا إليها ولتشتد ظهورهم ، فكانوا ما آتاهم اللَّه من رزق أخذوا منه الكفاف ، وقدموا فضل ذلك ليوم فقرهم وفاقتهم ، ثم حوائجهم بعد في أمر دينهم ودنياهم فيما بينهم وبين اللَّه عز وجل .
سألته ؛ فقلت: يا أبا سعيد ! رجل آتاه اللَّه مالا فهو يحج منه ، ويصل منه ، أله أن يتنعم فيه ؟
فقال الحسن رحمه الله:
لا ؛ لو كانت الدنيا له ما كان له إلا الكفاف ، ويقدم فضل ذلك ليوم فقره وفاقته ، إنما كان المتمسك من أصحاب رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - ومن أخذ عنهم من التابعين كانوا يكرهون أن يتخذوا العقر والأموال في الدنيا ليركنوا إليها ولتشتد ظهورهم ، فكانوا ما آتاهم اللَّه من رزق أخذوا منه الكفاف ، وقدموا فضل ذلك ليوم فقرهم وفاقتهم ، ثم حوائجهم بعد في أمر دينهم ودنياهم فيما بينهم وبين اللَّه عز وجل .
حكمــــــة
قال الحسن لأصحابه :
يا ابن آدم إلى متى ، يا أهلاه غدوني ، يا أهلاه عشوني ، يوشك واللَّه يغدى بك ، يوشك واللَّه يراح بك ، أما هو إلا أكلًا وبلعًا وشرطًا شرطًا أحمق إنما تجمع مالك لامرأة تذهب به إلى زوجها ، أو رجل يذهب به إلى زوجته فإن استطعت أن تكون أخسر الثلاثة نصيبًا فافعل .
قال وسمعتُ الحسن رحمه الله:
يقول ابن آدم ! مالي مالي . هل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو أعطيت فأمضيت ؟ !
يا ابن آدم إلى متى ، يا أهلاه غدوني ، يا أهلاه عشوني ، يوشك واللَّه يغدى بك ، يوشك واللَّه يراح بك ، أما هو إلا أكلًا وبلعًا وشرطًا شرطًا أحمق إنما تجمع مالك لامرأة تذهب به إلى زوجها ، أو رجل يذهب به إلى زوجته فإن استطعت أن تكون أخسر الثلاثة نصيبًا فافعل .
قال وسمعتُ الحسن رحمه الله:
يقول ابن آدم ! مالي مالي . هل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو أعطيت فأمضيت ؟ !
حكمــــــة
قال أبو عبيد الناجي رحمه الله :
دخلنا على الحسن نعوده في مرضه فقال :
مرحبًا بكم وأهلا بكم ، حياكم اللَّه بالسلام، وأحلنا وإياكم دار السلام، هذِه علانية حسنة إن صبرتم وصدقتم ، وأقسم لا يكونن حظكم من هذا الخبر رحمكم اللَّه أن تسمعوه بهذِه الأذن فيخرج من هذِه الأذن ، فإنه من رأى محمدًا - صلى اللَّه عليه وسلم - فقد رأى غاديًا رائحًا، لم يضع لبنة على لبنة ، ولا قصبة على قصبة ؛ ولكن رفع له علم فشمر إليه ؛ الوحا الوحا ، ثم النجا النجا ،
علامَ تعرجون ؟ ! أتيتم ورب الكعبة كأنكم والأمر معًا .
والوحا أي الإسراع الإسراع ، أو العجلة العجلة.
دخلنا على الحسن نعوده في مرضه فقال :
مرحبًا بكم وأهلا بكم ، حياكم اللَّه بالسلام، وأحلنا وإياكم دار السلام، هذِه علانية حسنة إن صبرتم وصدقتم ، وأقسم لا يكونن حظكم من هذا الخبر رحمكم اللَّه أن تسمعوه بهذِه الأذن فيخرج من هذِه الأذن ، فإنه من رأى محمدًا - صلى اللَّه عليه وسلم - فقد رأى غاديًا رائحًا، لم يضع لبنة على لبنة ، ولا قصبة على قصبة ؛ ولكن رفع له علم فشمر إليه ؛ الوحا الوحا ، ثم النجا النجا ،
علامَ تعرجون ؟ ! أتيتم ورب الكعبة كأنكم والأمر معًا .
والوحا أي الإسراع الإسراع ، أو العجلة العجلة.
حكمــــــة
عن الحسن رحمه الله قال :
واللَّه ! لقد أدركت أقواما وصحبت طوائف منهم ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل ولا يتأسفون على شيء منها أدبر ، ولهِيَ كانت أهون في أعينهم من هذا التراب ، كان أحدهم يعيش خمسين سنة لم يُطوَ له ثوب قط ، ولا نُصِب له قدر ، ولا جعل بينه وبين الأرض شيئا ، ولا أمر في بيته بصنعة طعام قط ، فإذا كان الليل فقيام على أطرافهم يفترشون وجوههم تجري دموعهم على خدودهم يناجون ربهم في فكاك رقابهم كانوا إذا عملوا الحسنة دأبوا في شكرها ، وسألوا اللَّه أن يقبلها ، وإذا عملوا السيئة أحزنتهم ، وسألوا اللَّه أن يغفرها، فما زالوا كذلك على ذلك، فواللَّه ما سلموا من الذنوب ولا نجوا إلا بالمغفرة ، وإنكم أصبحتم في أجل منقوص ، والعمل محفوظ، والموت واللَّه في رقابكم ، والنار بين أيديكم ، فتوقعوا قضاء اللَّه عز وجل في كلِّ يوم وليلة .
واللَّه ! لقد أدركت أقواما وصحبت طوائف منهم ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل ولا يتأسفون على شيء منها أدبر ، ولهِيَ كانت أهون في أعينهم من هذا التراب ، كان أحدهم يعيش خمسين سنة لم يُطوَ له ثوب قط ، ولا نُصِب له قدر ، ولا جعل بينه وبين الأرض شيئا ، ولا أمر في بيته بصنعة طعام قط ، فإذا كان الليل فقيام على أطرافهم يفترشون وجوههم تجري دموعهم على خدودهم يناجون ربهم في فكاك رقابهم كانوا إذا عملوا الحسنة دأبوا في شكرها ، وسألوا اللَّه أن يقبلها ، وإذا عملوا السيئة أحزنتهم ، وسألوا اللَّه أن يغفرها، فما زالوا كذلك على ذلك، فواللَّه ما سلموا من الذنوب ولا نجوا إلا بالمغفرة ، وإنكم أصبحتم في أجل منقوص ، والعمل محفوظ، والموت واللَّه في رقابكم ، والنار بين أيديكم ، فتوقعوا قضاء اللَّه عز وجل في كلِّ يوم وليلة .
حكمــــــة
قال المروذي : قلتُ لأبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل - رضي اللَّه عنه -:
إن أصحاب التقلل يقولون : ليس شيء أفضل من القلة والجوع ، وإذا عود الرجل نفسه ألا يأكل إلَّا في كلِّ يومين أو ثلاثة آجر له ، وهو بمنزلة من تعود صيام الدهر ؟
قال: إنما يجوز هذا لمن كان وحده ، فأما من كان معيلًا فكيف يقوى ؟ لقد أفطرت أمس، ودعتني نفسي إلى أن أفطر اليوم ، ما أعدل بالفقر شيئًا. إنِّي لأذكر أولئك الفتيان أصحاب الصلاة.
ثم قال : إذا شبعوا مِنَ الخبز والتَّمر فأيش يريدون ؟ وجعل يعظم أمر الجوع والفقر .
قال المروذي : قلتُ لأبي عبد اللَّه : يؤجر الرجل في ترك الشهوات ؟
قال : وكيف لا يؤجر ، وابن عمر يقول : ما شبعتُ منذ أربعة أشهر .
إن أصحاب التقلل يقولون : ليس شيء أفضل من القلة والجوع ، وإذا عود الرجل نفسه ألا يأكل إلَّا في كلِّ يومين أو ثلاثة آجر له ، وهو بمنزلة من تعود صيام الدهر ؟
قال: إنما يجوز هذا لمن كان وحده ، فأما من كان معيلًا فكيف يقوى ؟ لقد أفطرت أمس، ودعتني نفسي إلى أن أفطر اليوم ، ما أعدل بالفقر شيئًا. إنِّي لأذكر أولئك الفتيان أصحاب الصلاة.
ثم قال : إذا شبعوا مِنَ الخبز والتَّمر فأيش يريدون ؟ وجعل يعظم أمر الجوع والفقر .
قال المروذي : قلتُ لأبي عبد اللَّه : يؤجر الرجل في ترك الشهوات ؟
قال : وكيف لا يؤجر ، وابن عمر يقول : ما شبعتُ منذ أربعة أشهر .
حكمــــــة
قال المروذي : قلت لأبي عبد اللَّه : لا يجد الرجل من قلبه رقة وهو يشبع ؟
قال : ما أرى .
وقال معاذ الخلال وغيره من أصحابنا : كان محمد بن الحسين يزن قوته .
عن ابن سيرين قال : قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما : ألا أجيئك بجوارش ؟
قال : وأي شيء هو ؟ قال : شيء يهضم الطعام إذا أكلته !
قال : ما شبعت منذ أربعة أشهر ، فليس ذاك أني لا أقدر عليه ، ولكن أدركتُ أقوامًا ، يجوعون أكثر مما يشبعون .
قال : ما أرى .
وقال معاذ الخلال وغيره من أصحابنا : كان محمد بن الحسين يزن قوته .
عن ابن سيرين قال : قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما : ألا أجيئك بجوارش ؟
قال : وأي شيء هو ؟ قال : شيء يهضم الطعام إذا أكلته !
قال : ما شبعت منذ أربعة أشهر ، فليس ذاك أني لا أقدر عليه ، ولكن أدركتُ أقوامًا ، يجوعون أكثر مما يشبعون .
حكمــــــة
قلتُ: يَا أبا عبد الرحمن ! رقت مضغتك، وكبر سنك ، وجلساؤك لا يعرفون لك حقك ، ولا شرفك ، فلو أمرت أهلك أن يجعلوا لك شيئًا ؛ يلطفوك إذا رجعت إليهم !
قال : ويحك ، واللَّه ما شبعتُ منذ إحدى عشرة سنة ، ولا اثنتي عشرة سنة ، ولا ثلاث عشرة سنة ، ولا أربع عشرة سنة ، مرة واحدة، فكيف بي، وإنما بقي منه كظمئ الحمار.
وهو كناية عن أن الطعام الذي يتناوله لا يساوي شيئاً ولا يترك أي أثر للشبع أو الاكتفاء ، بل هو مجرد سد للرمق، كالقليل من الماء الذي لا يروي الحمار .
قال : ويحك ، واللَّه ما شبعتُ منذ إحدى عشرة سنة ، ولا اثنتي عشرة سنة ، ولا ثلاث عشرة سنة ، ولا أربع عشرة سنة ، مرة واحدة، فكيف بي، وإنما بقي منه كظمئ الحمار.
وهو كناية عن أن الطعام الذي يتناوله لا يساوي شيئاً ولا يترك أي أثر للشبع أو الاكتفاء ، بل هو مجرد سد للرمق، كالقليل من الماء الذي لا يروي الحمار .
حكمــــــة
قال المقدام رضي الله عنه يقول :
سمعتُ رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول :
" ما ملَأَ آدَمِيٌّ وِعاءً، شرًّا مِنْ بَطْنٍ ، حَسْب ابن آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كانَ لا مَحالةَ، فَثُلُثٌ لِطَعامِ، وثُلُثٌ لِشَرابِ، وثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ".
و المِقْدام رضي الله عنه هو الصحابي الجليل: المِقْدامُ بنُ مَعْدِي كَرِبَ الكِنْدِيُّ .
سمعتُ رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول :
" ما ملَأَ آدَمِيٌّ وِعاءً، شرًّا مِنْ بَطْنٍ ، حَسْب ابن آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كانَ لا مَحالةَ، فَثُلُثٌ لِطَعامِ، وثُلُثٌ لِشَرابِ، وثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ".
و المِقْدام رضي الله عنه هو الصحابي الجليل: المِقْدامُ بنُ مَعْدِي كَرِبَ الكِنْدِيُّ .
حكمــــــة
قال حنشً رحمه الله ؛
أن أم أيمن غربلت دقيقًا ؛ لتصنع لرسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - رغيفً ا، فمر بها النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -
فقال: " ما هذا ؟ " قالت: طعام صنعته في أرضنا، وأحببتُ أن أصنع لك رغيفًا ، فقال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " رُدِّيه، ثم اعجنيه " .
وحنش هو ابن عبد الله الصنعاني الإباضي (ت بعد 100 هـ) .
وأم أيمن هي بَرَكَةُ بنتُ ثَعْلَبَةَ الحبشية (ت 5 هـ) .
وهي صحابية جليلة ومولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته .
أن أم أيمن غربلت دقيقًا ؛ لتصنع لرسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - رغيفً ا، فمر بها النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -
فقال: " ما هذا ؟ " قالت: طعام صنعته في أرضنا، وأحببتُ أن أصنع لك رغيفًا ، فقال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " رُدِّيه، ثم اعجنيه " .
وحنش هو ابن عبد الله الصنعاني الإباضي (ت بعد 100 هـ) .
وأم أيمن هي بَرَكَةُ بنتُ ثَعْلَبَةَ الحبشية (ت 5 هـ) .
وهي صحابية جليلة ومولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته .
حكمــــــة
قال مسلمة بن عبد الملك :
دخلتُ على عمر بن عبد العزيز رحمه الله بعد الفجر - في بيت كان يخلو فيه ، فلا يدخل عليه أحد - فجاءته جارية بطبقٍ عليه تمر صيحاني - وكان يعجبه التمر - فرفع بكفه منه،
فقال: يَا مسلمة ! أترى لو أن رجلًا أكل هذا ، ثم شرب عليه من الماء أكان يجزيه إلى الليل ؟ قلت: لا أدري.
قال : فرفع أكثر منه . فقال: هذا ؟
قلت : نعم يَا أمير المؤمنين، كان كافيه دون هذا ، حتَّى لا يبالي أن لا يذوق طعامًا غيره .
فقال : فعلَام يدخل النار !
قال مسلمة : فما وقعت مني موعظة ما وقعت هذِه .
وتمر الصَّيْحَانِي من التمور المشهورة والفاخرة وهو أجود أنواع التمور التي تُزرع في المدينة المنورة .
دخلتُ على عمر بن عبد العزيز رحمه الله بعد الفجر - في بيت كان يخلو فيه ، فلا يدخل عليه أحد - فجاءته جارية بطبقٍ عليه تمر صيحاني - وكان يعجبه التمر - فرفع بكفه منه،
فقال: يَا مسلمة ! أترى لو أن رجلًا أكل هذا ، ثم شرب عليه من الماء أكان يجزيه إلى الليل ؟ قلت: لا أدري.
قال : فرفع أكثر منه . فقال: هذا ؟
قلت : نعم يَا أمير المؤمنين، كان كافيه دون هذا ، حتَّى لا يبالي أن لا يذوق طعامًا غيره .
فقال : فعلَام يدخل النار !
قال مسلمة : فما وقعت مني موعظة ما وقعت هذِه .
وتمر الصَّيْحَانِي من التمور المشهورة والفاخرة وهو أجود أنواع التمور التي تُزرع في المدينة المنورة .
حكمــــــة
عن عَسْعَسُ بنُ سَلَامَةَ رخمه الله كان يقول :
تعال فلنجعل يومنا طرسًا: يعني : الطرس الذي لا يأكل ولا يشرب .
والطِّرْسُ (بكسر الطاء ، وسكون الراء) لها معنيان :
المعنى اللغوي الأصلي:
الطِّرْسُ هو الصَّحِيفَةُ (الورقة) التي مُحِيَ ما كُتِبَ فيها وأُعِيدَت الكتابة عليها.
يُقال "صحيفة طرس" - أي: صحيفة كُتبت، ثم مُحيت ليعاد الكتابة عليها مرة أخرى.
والمعنى المقصود هنا : كناية عن الصيام التام والإمساك المطلق .
تعال فلنجعل يومنا طرسًا: يعني : الطرس الذي لا يأكل ولا يشرب .
والطِّرْسُ (بكسر الطاء ، وسكون الراء) لها معنيان :
المعنى اللغوي الأصلي:
الطِّرْسُ هو الصَّحِيفَةُ (الورقة) التي مُحِيَ ما كُتِبَ فيها وأُعِيدَت الكتابة عليها.
يُقال "صحيفة طرس" - أي: صحيفة كُتبت، ثم مُحيت ليعاد الكتابة عليها مرة أخرى.
والمعنى المقصود هنا : كناية عن الصيام التام والإمساك المطلق .
حكمــــــة
قال أَحمد بن حنبل رحمه الله يقول :
ما أعدل بالفقر شيئًا ، أتدري الصبر على الفقر أي شيء هو ؟
قد رأيتُ قومًا صالحين: لقد رأيتُ عبد اللَّه بن إدريس وعليه جبة لبود ، وقد أتى عليه السنون والدهور، ولقد رأيتُ أبا داود الحفري وعليه جبة مخرقة ، قد خرج القطن منها ، يصلي بين المغرب والعشاء وهو يترجَّح من الجوع، ورأيتُ أيوب بن النجار بمكة وقد خرج مما كان فيه ومعه رشاء يستقي به في مكة وقد خرج من كل ما يملكه، وكان من العابدين ، وكان في دنيا فتركها في يدي يحيى القطان، وقد رأيتُ ابن بجالة العابد وكنتُ أسمع صوت خفه في الطواف بالليل ، ولقد كان في المسجد رجل يقال له : العَرَفي، يقوم من أول الليل إلى الصباح يبكي .
قال: فاشتهيتُ النظر إليه ، فإذا هو شاب مصفر ، ولقد رأيتُ حسينًا الجُعْفيّ ، وكان يُشَبّه بالراهب ، ما رأيتُ بالكوفة أفضل من حُسيْن الجُعْفِيّ ، وسعيد بن عامر بالبصرة .
ما أعدل بالفقر شيئًا ، أتدري الصبر على الفقر أي شيء هو ؟
قد رأيتُ قومًا صالحين: لقد رأيتُ عبد اللَّه بن إدريس وعليه جبة لبود ، وقد أتى عليه السنون والدهور، ولقد رأيتُ أبا داود الحفري وعليه جبة مخرقة ، قد خرج القطن منها ، يصلي بين المغرب والعشاء وهو يترجَّح من الجوع، ورأيتُ أيوب بن النجار بمكة وقد خرج مما كان فيه ومعه رشاء يستقي به في مكة وقد خرج من كل ما يملكه، وكان من العابدين ، وكان في دنيا فتركها في يدي يحيى القطان، وقد رأيتُ ابن بجالة العابد وكنتُ أسمع صوت خفه في الطواف بالليل ، ولقد كان في المسجد رجل يقال له : العَرَفي، يقوم من أول الليل إلى الصباح يبكي .
قال: فاشتهيتُ النظر إليه ، فإذا هو شاب مصفر ، ولقد رأيتُ حسينًا الجُعْفيّ ، وكان يُشَبّه بالراهب ، ما رأيتُ بالكوفة أفضل من حُسيْن الجُعْفِيّ ، وسعيد بن عامر بالبصرة .
فضل الفقراء على الأغنياء
فضل الفقراء على الأغنياء
عن أَبِي ذَرٍّ - رضي اللَّه عنه - قال :
قال لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" يَا أبا ذَرٍّ ! انْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ في المَسْجِدِ "
قال : فَنَظَرْتُ فَإِذا رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ ، قال: قُلْتُ: هذا ،
قال: " انْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ في المَسْجِدِ "
قال: فَنَظَرْتُ فَإذا رَجُلٌ عَلَيْهِ أَخْلاقٌ ، قال: فقُلْتُ: هذا،
فقال : فَقال رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - :
" لَهذا خير عِنْدَ اللَّهِ عز وجل يَوْمَ القِيامَةِ مِنْ مِلْءِ الأَرْض مِنْ مِثْلِ هذا " .
عن أَبِي ذَرٍّ - رضي اللَّه عنه - قال :
قال لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" يَا أبا ذَرٍّ ! انْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ في المَسْجِدِ "
قال : فَنَظَرْتُ فَإِذا رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ ، قال: قُلْتُ: هذا ،
قال: " انْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ في المَسْجِدِ "
قال: فَنَظَرْتُ فَإذا رَجُلٌ عَلَيْهِ أَخْلاقٌ ، قال: فقُلْتُ: هذا،
فقال : فَقال رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - :
" لَهذا خير عِنْدَ اللَّهِ عز وجل يَوْمَ القِيامَةِ مِنْ مِلْءِ الأَرْض مِنْ مِثْلِ هذا " .
حكمــــــة
عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه يقول :
كان رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - إذا صلى بالناس غيّر رجال من مقامهم في الصلاة ؛ لما بهم من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتَّى يقول الأعراب: إن هؤلاء مجانين، فإذا قضى رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - الصلاة انصرف إليهم فقال: " لَوْ تعْلَمونَ ما لَكُمْ عِنْدَ اللَّه عز وجل لأَحْبَبْتُمْ لَوْ أَنَّكُمْ تَزْدادُونَ حاجَةً وفاقَةً ".
قال فضالة: وأنا مع رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم- يومئذ .
كان رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - إذا صلى بالناس غيّر رجال من مقامهم في الصلاة ؛ لما بهم من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتَّى يقول الأعراب: إن هؤلاء مجانين، فإذا قضى رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - الصلاة انصرف إليهم فقال: " لَوْ تعْلَمونَ ما لَكُمْ عِنْدَ اللَّه عز وجل لأَحْبَبْتُمْ لَوْ أَنَّكُمْ تَزْدادُونَ حاجَةً وفاقَةً ".
قال فضالة: وأنا مع رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم- يومئذ .
حكمــــــة
عَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال :
كُنْتُ في حَلْقَةٍ مِنْ الأَنْصارِ، وإِنَّ بَغضَنا لَيَسْتَتِرُ بِبَعْضٍ مِنْ العُرْيِ ، وقارِئٌ لَنا يَقْرَأُ عَلَيْنا، فَنَحْنُ نَسْمَعُ إلى كِتابِ اللَّهِ عز وجل ؛ إِذ وقَفَ عَلَيْنا رَسولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - وقَعَدَ فِينا، لِيَعُدَّ نَفسَهُ مَعَهُمْ، فَكَفَّ القارِئُ، فَقال: " ما كُنْتُمْ تَقُولُونَ ؟ "
قال: قُلْنا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! كانَ قارِئٌ لَنا يَقرَأُ عَلَيْنا كِتابَ اللَّهِ عز وجل، فَقال رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - بِيَدِهِ وحَلَّقَ بِها يُومِئُ إِلَيْهمْ أَن تَحَلَّقُوا، فاسْتَدارَتِ الحَلْقَةُ، قال : فَما رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - عَرَفَ مِنهُمْ أَحَدًا غَيْرِي، قال: فَقال: " أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الصَّعالِيكِ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِياءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ، وذَلِكَ خَمْسُمِائَةِ عامٍ " .
كُنْتُ في حَلْقَةٍ مِنْ الأَنْصارِ، وإِنَّ بَغضَنا لَيَسْتَتِرُ بِبَعْضٍ مِنْ العُرْيِ ، وقارِئٌ لَنا يَقْرَأُ عَلَيْنا، فَنَحْنُ نَسْمَعُ إلى كِتابِ اللَّهِ عز وجل ؛ إِذ وقَفَ عَلَيْنا رَسولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - وقَعَدَ فِينا، لِيَعُدَّ نَفسَهُ مَعَهُمْ، فَكَفَّ القارِئُ، فَقال: " ما كُنْتُمْ تَقُولُونَ ؟ "
قال: قُلْنا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! كانَ قارِئٌ لَنا يَقرَأُ عَلَيْنا كِتابَ اللَّهِ عز وجل، فَقال رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - بِيَدِهِ وحَلَّقَ بِها يُومِئُ إِلَيْهمْ أَن تَحَلَّقُوا، فاسْتَدارَتِ الحَلْقَةُ، قال : فَما رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - عَرَفَ مِنهُمْ أَحَدًا غَيْرِي، قال: فَقال: " أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الصَّعالِيكِ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِياءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ، وذَلِكَ خَمْسُمِائَةِ عامٍ " .
حكمــــــة
وعن قتادة رحمه الله قال:
ذكر لنا أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - دخل على أهل الصفة وكان يجتمع بها فقراء المسلمين وكانوا يرقعون ثيابهم بآدم ، ولا يجدون رقاعا، فقال: " أنتم اليوم خير، أو يوم يغدو أحدكم في حلة، ويروح في أخرى، وتغدو عليه جفنة، ويراح عليه بأخرى، ويستر بيته كما تستر الكعبة ؟ " قالوا: لا ، بل نحن يومئذ خير فقال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " لا، بل أنتم اليوم خير " .
ذكر لنا أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - دخل على أهل الصفة وكان يجتمع بها فقراء المسلمين وكانوا يرقعون ثيابهم بآدم ، ولا يجدون رقاعا، فقال: " أنتم اليوم خير، أو يوم يغدو أحدكم في حلة، ويروح في أخرى، وتغدو عليه جفنة، ويراح عليه بأخرى، ويستر بيته كما تستر الكعبة ؟ " قالوا: لا ، بل نحن يومئذ خير فقال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " لا، بل أنتم اليوم خير " .
حكمــــــة
وعَنِ ابن عَبّاسٍ رضي الله عنهما قال النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" الْتَقَى مُؤْمِنانِ عَلَى بابِ الجَنَّةِ : مُؤْمِنٌ غَنِيٌّ ومُؤْمِنٌ فَقِيرٌ كانا في الدُّنْيا، فَأُدْخِلَ الفَقِيرُ الجَنَّةَ ، وحُبِسَ الغَنِيُّ ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يُحْبَسَ ثُمَّ أُدْخِلَ الجَنَّةَ فَلَقِيَهُ الفَقِيرُ، فقال : أَيْ أَخِي، ماذا حَبَسَكَ ؟ واللَّه لَقَدْ احْتُبِسْت حَتَّى خِفْتُ عَلَيْكَ، فَيَقُولُ: أَيْ أَخِي، إِنِّي حُبِسْتُ بَعْدَكَ مَحْبِسًا فَظِيعًا كَرِيهًا وما وصَلْتُ إِلَيْكَ حَتَّى سالَ مِنِّي العَرَقُ ما لَوْ ورَدَهُ أَلْفُ بَعِيرٍ كُلُّها آكلَةُ حَمْضٍ لَصَدَرَتْ عَنْها رِواءً " .
" الْتَقَى مُؤْمِنانِ عَلَى بابِ الجَنَّةِ : مُؤْمِنٌ غَنِيٌّ ومُؤْمِنٌ فَقِيرٌ كانا في الدُّنْيا، فَأُدْخِلَ الفَقِيرُ الجَنَّةَ ، وحُبِسَ الغَنِيُّ ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يُحْبَسَ ثُمَّ أُدْخِلَ الجَنَّةَ فَلَقِيَهُ الفَقِيرُ، فقال : أَيْ أَخِي، ماذا حَبَسَكَ ؟ واللَّه لَقَدْ احْتُبِسْت حَتَّى خِفْتُ عَلَيْكَ، فَيَقُولُ: أَيْ أَخِي، إِنِّي حُبِسْتُ بَعْدَكَ مَحْبِسًا فَظِيعًا كَرِيهًا وما وصَلْتُ إِلَيْكَ حَتَّى سالَ مِنِّي العَرَقُ ما لَوْ ورَدَهُ أَلْفُ بَعِيرٍ كُلُّها آكلَةُ حَمْضٍ لَصَدَرَتْ عَنْها رِواءً " .
فضل الورع ومنزلته
فضل الورع ومنزلته
عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه قال :
إن الدين ليس بالطنطنة من آخر الليل ، ولكن الدين الورع .
والطَّنْطَنَةُ (بفتح الطاءين) الضجيج والصوت المرتفع. وهي في الأصل صوت الشيء المصمت عند قرعه (صوت الطبل أو النحاس) ، ثم استُعيرت للدلالة على الصوت الصارخ أو العالي.
ومعناه هنا : رفع الصوت بالصلاة والذكر والدعاء في جوف الليل ، أو إظهار التعبد والمغالاة فيه بشكل مبالغ فيه ليُسمع الناس أو ليُفتخر به، أو يُراد بها الثرثرة والكلام الكثير في غير فائدة.
عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه قال :
إن الدين ليس بالطنطنة من آخر الليل ، ولكن الدين الورع .
والطَّنْطَنَةُ (بفتح الطاءين) الضجيج والصوت المرتفع. وهي في الأصل صوت الشيء المصمت عند قرعه (صوت الطبل أو النحاس) ، ثم استُعيرت للدلالة على الصوت الصارخ أو العالي.
ومعناه هنا : رفع الصوت بالصلاة والذكر والدعاء في جوف الليل ، أو إظهار التعبد والمغالاة فيه بشكل مبالغ فيه ليُسمع الناس أو ليُفتخر به، أو يُراد بها الثرثرة والكلام الكثير في غير فائدة.
حكمــــــة
عن معاوية بن قرة رحمه الله قال :
أتينا الحسن فسألناه : أي العبادة أشد ؟
قال: فقال قائل منا: أشد العبادة: الجهاد في سبيل اللَّه ، وقال قائل : أشد العبادة: الصلاة ، وقال قائل: أشد العبادة : الزكاة، وقال قائل: الصيام.
قال: فقلت بيني وبين نفسي: لأكلمنه.
قال: قلت: يَا أبا سعيد ! إنِّي لم أجد من العبادة أشد من الورع،
فقال : لا أبا لك، فهل ينتفع بشيء من هذا إلَّا بالورع.
قال: فقال الحسن: إنِّي لم أجد من العبادة شيئًا أشد من الصلاة في جوف هذا الليل.
أتينا الحسن فسألناه : أي العبادة أشد ؟
قال: فقال قائل منا: أشد العبادة: الجهاد في سبيل اللَّه ، وقال قائل : أشد العبادة: الصلاة ، وقال قائل: أشد العبادة : الزكاة، وقال قائل: الصيام.
قال: فقلت بيني وبين نفسي: لأكلمنه.
قال: قلت: يَا أبا سعيد ! إنِّي لم أجد من العبادة أشد من الورع،
فقال : لا أبا لك، فهل ينتفع بشيء من هذا إلَّا بالورع.
قال: فقال الحسن: إنِّي لم أجد من العبادة شيئًا أشد من الصلاة في جوف هذا الليل.
الحب على ألا يطعم إلَّا طيبًا
الحب على ألا يطعم إلَّا طيبًا
قال المعافى بن عمران رحمه الله :
كان عشرة فيمَنْ مضى من أهل العلم ينظرون في الحلال النظر الشديد ، لا يدخلون بطونهم إلا ما يعرفون من الحلال ، وإلا استفوا التراب ، ثم عد: بشر وإبراهيم بن أدهم. وسليمان الخواص، وعلي بن الفضيل . وأبو معاوية الأسود ، ويوسف بن أسباط، ووهيب بن الورد، وحذيفة - شيخ من أهل حران - وداود الطائي، فعد عشرة كانوا لا يدخلون بطونهم إلَّا ما يعرفون من الحلال ، وإلا استفوا التراب.
قال المعافى بن عمران رحمه الله :
كان عشرة فيمَنْ مضى من أهل العلم ينظرون في الحلال النظر الشديد ، لا يدخلون بطونهم إلا ما يعرفون من الحلال ، وإلا استفوا التراب ، ثم عد: بشر وإبراهيم بن أدهم. وسليمان الخواص، وعلي بن الفضيل . وأبو معاوية الأسود ، ويوسف بن أسباط، ووهيب بن الورد، وحذيفة - شيخ من أهل حران - وداود الطائي، فعد عشرة كانوا لا يدخلون بطونهم إلَّا ما يعرفون من الحلال ، وإلا استفوا التراب.
حكمــــــة
عن أم عبد اللَّه - أخت شداد بن أوس - رضي الله عنها :
أنها بعثت إلى النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - بقدح لبن عند فطره ، وذاك في طول النهار وشدة الحر، فرد إليها رسولها : " أنى لك هذا اللبن ؟ " قالت: من شاة . قال: " وكيف وصلت إليك ؟ " فقالت: اشتريتها من مالي فشرب. فلما كان من الغد ، أتت أم عبد اللَّه رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - فقالت : يَا رسول اللَّه ! بعثت إليك بهذا اللبن ؛ مرثية لك من طول النهار وشدة الحر ، ورددت إليّ الرسول ! فقال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " بذلك أُمِرتْ الرسلُ قبلي ؛ أن لا يأكلوا إلَّا طيبًا، ولا يعملوا إلَّا صالحًا " .
أنها بعثت إلى النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - بقدح لبن عند فطره ، وذاك في طول النهار وشدة الحر، فرد إليها رسولها : " أنى لك هذا اللبن ؟ " قالت: من شاة . قال: " وكيف وصلت إليك ؟ " فقالت: اشتريتها من مالي فشرب. فلما كان من الغد ، أتت أم عبد اللَّه رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - فقالت : يَا رسول اللَّه ! بعثت إليك بهذا اللبن ؛ مرثية لك من طول النهار وشدة الحر ، ورددت إليّ الرسول ! فقال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " بذلك أُمِرتْ الرسلُ قبلي ؛ أن لا يأكلوا إلَّا طيبًا، ولا يعملوا إلَّا صالحًا " .
الأمر بالوقوف عند الشبهة
الأمر بالوقوف عند الشبهة
قال إسحاق بن منصور: قُلْتُ لإسحاقَ: تفسير: " الحلالُ بيّن، والحرامُ بيّن " ؟
قال : أمّا ما جاء عَنِ النبيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - :
" الحلالُ بيّن، والحرامُ بيّن " ، نقول : ما أحلَّ اللَّهُ عز وجل في كتابِه، وأحله الرسول - صلى اللَّه عليه وسلم - فذلك بيّن ، لا يجوز إلَّا التمسك به ، وكذلك الحرام بيّن في كتابِ اللَّهِ سبحانه وتعالى وبين الرسول - صلى اللَّه عليه وسلم - إرادة اللَّه سبحانه وتعالى في ذَلِكَ ؛ كي ينتهيَ النَّاسُ عنه ، وبيْن الحلالِ والحرام أمور مُشتبهةٌ تخفى على أهل العلمِ ، فلا يدرون أيتقدمون عليها ، أم يتأخرون عنها ؛ لما لا يجدون في القرآنِ أو سنة رسولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - بيانَ حلالها مِنْ حرامها، فالوقوف عند ذَلِكَ خير من التقحم عليها ، وهي أمور مشكلة. مِنْ ههنا ذكر في غيرِ حديثٍ عَنِ النبيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - وأصحابه - رضي اللَّه عنهم - : أن الرجل ينبغي له أن يكونَ بينه وبين الحرامِ سترًا مِنَ الحلالِ، حَتَّى يكونَ قد استبرأ لدينِه وعرضه ، فإنَّه إذا استوعبَ الحلال كله أفضى إلى الحرامِ، وقد ضرب النبيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - لذلك مثلًا ، فقال : المتقدمُ على الشُبهةِ كالرّاعي حولَ الحمى، يوشكُ أنْ يواقع الحمى .
وكذلك قال عمرُ بنُ الخَطَّاب - رضي اللَّه عنه -:
دعوا الربا والريبة . لمّا خاف إذا تناولت الريبة وقعت في الربا وأنت لا تعلم .
وكذلك أخبرني عيسى بنُ يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي
كثير قال: كان ابن عمر رضي اللَّه عنهما إذا كان أمرانِ أَخَذَ بأوثقِهما، فإن اختلفوا عليه سكت .
فالاحتياطُ للمسلم الوقوف عند الشبهات ؛ نحو هذِه العيبات التي احتال النّاس فيها، أو الصيرف حين يُدخِلون بين الدنانير فضة أو بين الدراهم ذهبًا، لِيُحَللوا الحرامَ، والحيلُ لا تحلُّ حرامًا ولا تحرِّمُ حلالًا ، وكذلك كل ما أشبه ذَلِكَ مِنْ نحو المسكر، والأشربةِ الخبيثة وما أشبهه مما تركنا فلم نصف فهو كما وصفنا، وإنما الشبهات هي نحو من المسائل التى وصفنا يشتبهن على أهلِ العلمِ بالكتاب والسنة لما انقطع العلم فيها بأعيانها، ويحتاجون أن يشبهوا ذَلِكَ بالأصولِ الثابتة فلا يجدون إلى ذَلِكَ سبيلًا .
قال إسحاق بن منصور: قُلْتُ لإسحاقَ: تفسير: " الحلالُ بيّن، والحرامُ بيّن " ؟
قال : أمّا ما جاء عَنِ النبيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - :
" الحلالُ بيّن، والحرامُ بيّن " ، نقول : ما أحلَّ اللَّهُ عز وجل في كتابِه، وأحله الرسول - صلى اللَّه عليه وسلم - فذلك بيّن ، لا يجوز إلَّا التمسك به ، وكذلك الحرام بيّن في كتابِ اللَّهِ سبحانه وتعالى وبين الرسول - صلى اللَّه عليه وسلم - إرادة اللَّه سبحانه وتعالى في ذَلِكَ ؛ كي ينتهيَ النَّاسُ عنه ، وبيْن الحلالِ والحرام أمور مُشتبهةٌ تخفى على أهل العلمِ ، فلا يدرون أيتقدمون عليها ، أم يتأخرون عنها ؛ لما لا يجدون في القرآنِ أو سنة رسولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - بيانَ حلالها مِنْ حرامها، فالوقوف عند ذَلِكَ خير من التقحم عليها ، وهي أمور مشكلة. مِنْ ههنا ذكر في غيرِ حديثٍ عَنِ النبيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - وأصحابه - رضي اللَّه عنهم - : أن الرجل ينبغي له أن يكونَ بينه وبين الحرامِ سترًا مِنَ الحلالِ، حَتَّى يكونَ قد استبرأ لدينِه وعرضه ، فإنَّه إذا استوعبَ الحلال كله أفضى إلى الحرامِ، وقد ضرب النبيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - لذلك مثلًا ، فقال : المتقدمُ على الشُبهةِ كالرّاعي حولَ الحمى، يوشكُ أنْ يواقع الحمى .
وكذلك قال عمرُ بنُ الخَطَّاب - رضي اللَّه عنه -:
دعوا الربا والريبة . لمّا خاف إذا تناولت الريبة وقعت في الربا وأنت لا تعلم .
وكذلك أخبرني عيسى بنُ يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي
كثير قال: كان ابن عمر رضي اللَّه عنهما إذا كان أمرانِ أَخَذَ بأوثقِهما، فإن اختلفوا عليه سكت .
فالاحتياطُ للمسلم الوقوف عند الشبهات ؛ نحو هذِه العيبات التي احتال النّاس فيها، أو الصيرف حين يُدخِلون بين الدنانير فضة أو بين الدراهم ذهبًا، لِيُحَللوا الحرامَ، والحيلُ لا تحلُّ حرامًا ولا تحرِّمُ حلالًا ، وكذلك كل ما أشبه ذَلِكَ مِنْ نحو المسكر، والأشربةِ الخبيثة وما أشبهه مما تركنا فلم نصف فهو كما وصفنا، وإنما الشبهات هي نحو من المسائل التى وصفنا يشتبهن على أهلِ العلمِ بالكتاب والسنة لما انقطع العلم فيها بأعيانها، ويحتاجون أن يشبهوا ذَلِكَ بالأصولِ الثابتة فلا يجدون إلى ذَلِكَ سبيلًا .
حكمــــــة
عن الحسن رحمه الله يقول :
واللَّه لقد أدركت أقواما وإن كان أحدهم ليرث المال العظيم ، قال : وإنه واللَّه لمجهود شديد الجهد.
قال : فيقول لأخيه : يَا أخي ! إنِّي قد علمت أن ذا ميراث ، وهو حلال ، ولكني أخاف أن يفسد عليّ قلبي وعملي ، فهو لك لا حاجة لي فيه . قال: فلا يرزأ منه شيئًا أبدًا . قال : وهو واللَّه مجهود شديد الجهد .
واللَّه لقد أدركت أقواما وإن كان أحدهم ليرث المال العظيم ، قال : وإنه واللَّه لمجهود شديد الجهد.
قال : فيقول لأخيه : يَا أخي ! إنِّي قد علمت أن ذا ميراث ، وهو حلال ، ولكني أخاف أن يفسد عليّ قلبي وعملي ، فهو لك لا حاجة لي فيه . قال: فلا يرزأ منه شيئًا أبدًا . قال : وهو واللَّه مجهود شديد الجهد .
يتوضأ للصلاة من البئر ؟
يتوضأ للصلاة من البئر ؟
قال المروذي : قلتُ لأبي عبد اللَّه :
الرجل يُبعث إليه بالشيء قد تنزَّه عنه ، ترى إذا احتاجَ أن يرهنها عند بعض التجار ، ويأخذ الشيء الذي يتقوته ؟ فقال أبو عبد اللَّه : أخاف أن يكون التاجر ينفق الدنانير .
قيل لأبي عبد اللَّه : وإنه لا ينفقها .
قال : إن كان لا ينفقها فليس بهذا بأس .
قال المروذي : قلتُ لأبي عبد اللَّه :
الرجل يُبعث إليه بالشيء قد تنزَّه عنه ، ترى إذا احتاجَ أن يرهنها عند بعض التجار ، ويأخذ الشيء الذي يتقوته ؟ فقال أبو عبد اللَّه : أخاف أن يكون التاجر ينفق الدنانير .
قيل لأبي عبد اللَّه : وإنه لا ينفقها .
قال : إن كان لا ينفقها فليس بهذا بأس .
حكمــــــة
قال المروذي : سمعت أبا عبد اللَّه يقول :.. سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول :
قلت يَا رسول اللَّه ! أخبرني ما يحل لي وما يحرم عليّ .
قال :
فصعد النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - البصر فيَّ وصوب ، فقال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " الْبِرُّ ما سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، واطْمَأَنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ ، والْإِثْمُ ما لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، ولَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ ، وإِنْ أَفْتاكَ المُفْتُونَ " .
قلت يَا رسول اللَّه ! أخبرني ما يحل لي وما يحرم عليّ .
قال :
فصعد النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - البصر فيَّ وصوب ، فقال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " الْبِرُّ ما سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، واطْمَأَنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ ، والْإِثْمُ ما لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، ولَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ ، وإِنْ أَفْتاكَ المُفْتُونَ " .
هل المكروهات تقع تحت حد الشبهات ؟
هل المكروهات تقع تحت حد الشبهات ؟
قال إسحاق بن منصور: سُئِلَ إسْحاقُ عن المكروهاتِ، من وقف عليها أَنَّها حرام ؟
قال : ليسَ لما وصَفتَ حدّ يعرف ينتهى إليه لا يجاوزه ، ولكن مَعْنى المكروهاتِ إلى التَّحريمِ أقربُ، وفيها قال ابن عمرَ - رضي اللَّه عنهما - وغيرُهُ :
يعجبنا أنْ يكونَ بيننا وبينَ الحرامِ سترٌ مِنَ الحلالِ .
ما يدلّ أنَّ المكروهاتِ صارَ في حدِّ الشبهاتِ ، وقدْ صحَّ عن النبيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - أنَّ :
" مَنْ اتَّقَى الشبهاتِ فَقَدْ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضهِ " .
قال إسحاق بن منصور: سُئِلَ إسْحاقُ عن المكروهاتِ، من وقف عليها أَنَّها حرام ؟
قال : ليسَ لما وصَفتَ حدّ يعرف ينتهى إليه لا يجاوزه ، ولكن مَعْنى المكروهاتِ إلى التَّحريمِ أقربُ، وفيها قال ابن عمرَ - رضي اللَّه عنهما - وغيرُهُ :
يعجبنا أنْ يكونَ بيننا وبينَ الحرامِ سترٌ مِنَ الحلالِ .
ما يدلّ أنَّ المكروهاتِ صارَ في حدِّ الشبهاتِ ، وقدْ صحَّ عن النبيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - أنَّ :
" مَنْ اتَّقَى الشبهاتِ فَقَدْ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضهِ " .
من أكل طعامًا فبان فيه شبهة فقاءه
من أكل طعامًا فبان فيه شبهة فقاءه
قال المروذي: سأَلتُ أبا عبد اللَّه عن شيء من أمر الورع فاحتج بحديث أبي بكر الصديق - رضي اللَّه عنه - في القيء، عن قيس قال:
كان لأبي بكر رضوان اللَّه عليه غلامٌ ، فكان إذا جاء بغلته لم يأكلْ حتَّى يسأله ، قال : فنسي ليلة فأكل ولم يسأله، ثم سأله فأخبره أنه من شيء يكرهه ، فأدخل يده في فيه فتقيأ حتَّى لم يترك شيئًا .
عن محمد بن سيرين رحمه الله قال :
لم أر أحدًا استقاء من طعام غير أبي بكر ، فإنَّه أتي له بطعام فأكل ، ثم قيل له جاء به ابن النعيمان ، قال: فأطعمتموني كهانة ابن النعيمان ؟ !
ثم استقاء هذا أو نحوه .
قال المروذي: سأَلتُ أبا عبد اللَّه عن شيء من أمر الورع فاحتج بحديث أبي بكر الصديق - رضي اللَّه عنه - في القيء، عن قيس قال:
كان لأبي بكر رضوان اللَّه عليه غلامٌ ، فكان إذا جاء بغلته لم يأكلْ حتَّى يسأله ، قال : فنسي ليلة فأكل ولم يسأله، ثم سأله فأخبره أنه من شيء يكرهه ، فأدخل يده في فيه فتقيأ حتَّى لم يترك شيئًا .
عن محمد بن سيرين رحمه الله قال :
لم أر أحدًا استقاء من طعام غير أبي بكر ، فإنَّه أتي له بطعام فأكل ، ثم قيل له جاء به ابن النعيمان ، قال: فأطعمتموني كهانة ابن النعيمان ؟ !
ثم استقاء هذا أو نحوه .
حكمــــــة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه :
أنَّهم خرجوا مع رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - في سفر فنزلوا رفقًا، رفقة مع فلان، ورفقه مع فلان. قال فنزلت في رفقة أبي بكر فكان معنا أعرابي من أهل البادية، فنزلنا بأهل بيت من الأعراب وفيهم امرأة حامل ، فقال لها الأعرابي : أيسرك أنْ تلدي غلامًا ، إن أعطيتِني شاة ولدتِ غلامًا، فأعطتْه شاة وسجع لها أساجيع ، قال:
فذبح الشاة، فلما جنس القوم يأكلون قال: أتدرون من أين هذِه الشاة ؟ فأخبرهم ، فرأيتُ أبا بكر رضي الله عنه يتقيأ .
عن محمد بن المنكدر أن أبا بكر - رضي اللَّه عنه - شرب لبنا ، فأخبر أنه من الصدقة فتقيأ .
أنَّهم خرجوا مع رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - في سفر فنزلوا رفقًا، رفقة مع فلان، ورفقه مع فلان. قال فنزلت في رفقة أبي بكر فكان معنا أعرابي من أهل البادية، فنزلنا بأهل بيت من الأعراب وفيهم امرأة حامل ، فقال لها الأعرابي : أيسرك أنْ تلدي غلامًا ، إن أعطيتِني شاة ولدتِ غلامًا، فأعطتْه شاة وسجع لها أساجيع ، قال:
فذبح الشاة، فلما جنس القوم يأكلون قال: أتدرون من أين هذِه الشاة ؟ فأخبرهم ، فرأيتُ أبا بكر رضي الله عنه يتقيأ .
عن محمد بن المنكدر أن أبا بكر - رضي اللَّه عنه - شرب لبنا ، فأخبر أنه من الصدقة فتقيأ .
حكمــــــة
قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: أُخْبِرتُ أنَّ بشر بن الحارث رحمه الله ، أرسل أخوه بتمر من الأبلة ، وكان على شيء . فانتقت أمه تمرة من التمر الذي كان يفرقه - يعني : على أهل بيته - فلما دخل بشر ، قالت له أمه: بحقي عليك - أو بحق ثديي - لما أكلت هذِه التمرة . فأكلها ، وصعد إلى فوق . وصعدت خلفه . فإذا هو يتقيأ. فقال أبو عبد اللَّه: قد روي عن أبي بكر نحو هذا .
حكمــــــة
عن فاطمة ابنة عبد الملك ، قالت :
اشتهى عمر بن عبد العزيز يومًا عسلًا ، فلم يكن عندنا، فوجهنا رجلًا على دابة من دواب البريد إلى بعلبك بدينار، فأتى بعسل . فقالت: إنك ذكرت عسلًا ، وعندنا عسل . فهل لك فيه ؟ قالت : فأتيناه به فشرب، ثم قال: من أين لكم هذا العسل ؟ قالت وجهنا رجلًا على دابة من دواب البريد ، بدينار إلى بعلبك ، فاشترى لنا عسلًا ، فأرسل إلى الرجل فقال: انطلق بهذا العسل إلى السوق فبعه ، واردد إلينا رأس مالنا ، وانظر إلى الفضل، فاجعله في علف دواب البريد ، ولو كان ينفع المسلمين قيء لتقيأت.
اشتهى عمر بن عبد العزيز يومًا عسلًا ، فلم يكن عندنا، فوجهنا رجلًا على دابة من دواب البريد إلى بعلبك بدينار، فأتى بعسل . فقالت: إنك ذكرت عسلًا ، وعندنا عسل . فهل لك فيه ؟ قالت : فأتيناه به فشرب، ثم قال: من أين لكم هذا العسل ؟ قالت وجهنا رجلًا على دابة من دواب البريد ، بدينار إلى بعلبك ، فاشترى لنا عسلًا ، فأرسل إلى الرجل فقال: انطلق بهذا العسل إلى السوق فبعه ، واردد إلينا رأس مالنا ، وانظر إلى الفضل، فاجعله في علف دواب البريد ، ولو كان ينفع المسلمين قيء لتقيأت.
من كره الأكل أو الشرب من الصدقة
من كره الأكل أو الشرب من الصدقة
قال ابن هانئ : وسئل عن رجل وجد تمرة ألقاها طير أيأكلها ؟
قال : لا يأكلها .
قال المروذي :
وسمعت رجلًا من بني هاشم - وهو: ابن الكردية - يقول لأبي عبد اللَّه :
ما تقول في صدقة الماء ، ترى الشرب منه ؟
قال : أحب أن يُتوقى ؛ فإنِّي لا آمن أن يكون من الزكاة، وذكر حديث أبي رافع ، أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - من قال: " لا تحل الصدقة لبني هاشم، ولا مواليهم " .
عن أبي رافع، أنه استأذن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - أن يخرج مع ساع بعثه رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - مصدقًا ، قال: " لا ، أجلس يَا أبا رافع ، فإنَّه لا ينبغي لنا أن نأكل من الصدقة " .
قال ابن هانئ : وسئل عن رجل وجد تمرة ألقاها طير أيأكلها ؟
قال : لا يأكلها .
قال المروذي :
وسمعت رجلًا من بني هاشم - وهو: ابن الكردية - يقول لأبي عبد اللَّه :
ما تقول في صدقة الماء ، ترى الشرب منه ؟
قال : أحب أن يُتوقى ؛ فإنِّي لا آمن أن يكون من الزكاة، وذكر حديث أبي رافع ، أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - من قال: " لا تحل الصدقة لبني هاشم، ولا مواليهم " .
عن أبي رافع، أنه استأذن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - أن يخرج مع ساع بعثه رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - مصدقًا ، قال: " لا ، أجلس يَا أبا رافع ، فإنَّه لا ينبغي لنا أن نأكل من الصدقة " .
حكمــــــة
قال المروذي:
قيل لأبي عبد اللَّه : الرجل يجد التمرة ، قد ألقاها العصفور ؟
قال : لا يتعرض لها ، قد تعار النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - من الليل في التمرة ؛ مخافة أن تكون من الصدقة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - قال: :
" إنِّي لأنقلب إلى أهلي ، فأجد التمرة ساقطة على فراشي - أو : في فراشي - فأرفعها لأكلها، ثم أخشى أن تكون من الصدقة ، فألقيها " .
قيل لأبي عبد اللَّه : الرجل يجد التمرة ، قد ألقاها العصفور ؟
قال : لا يتعرض لها ، قد تعار النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - من الليل في التمرة ؛ مخافة أن تكون من الصدقة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - قال: :
" إنِّي لأنقلب إلى أهلي ، فأجد التمرة ساقطة على فراشي - أو : في فراشي - فأرفعها لأكلها، ثم أخشى أن تكون من الصدقة ، فألقيها " .
السراج أو النار أو الحطب لمن تكره ناحيته يستضاء به أو يخبز أو يطبخ
السراج أو النار أو الحطب لمن تكره ناحيته يستضاء به أو يخبز أو يطبخ
قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: يحضر يوم الجمعة يوم بارد ، ترى أن يسخن الماء من الموضع الذي أكره ؟
قال : لا ، ترك الغسل أعجب إليّ من هذا .
الموضع الذي أكره أفران الحمامات ، وكان الإمام أحمد وكثير من السلف يكرهون دخول الحمامات العامة لما فيها من كشف العورات أو التساهل في النجاسات .
قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: يحضر يوم الجمعة يوم بارد ، ترى أن يسخن الماء من الموضع الذي أكره ؟
قال : لا ، ترك الغسل أعجب إليّ من هذا .
الموضع الذي أكره أفران الحمامات ، وكان الإمام أحمد وكثير من السلف يكرهون دخول الحمامات العامة لما فيها من كشف العورات أو التساهل في النجاسات .
من كره أن يشم رائحة الطيب والبخور لمن تكره ناحيته
من كره أن يشم رائحة الطيب والبخور لمن تكره ناحيته
قال المروذي : وقلت لأبي عبد اللَّه :
إني أكون في مسجد في شهر رمضان ، فيجاء بالعود من الموضع الذي يكره ؟
فقال : وهل يراد من العود إلا رائحته ! إن خفي خروجك فاخرج .
عن عبد اللَّه بن راشد - صاحب الطيب - قال :
أتيت عمر بن عبد العزيز بالطيب الذي كان يصنع للخلفاء من بيت المال ، فأمسك على أنفه ، وقال : إنما ينتفع بريحه .
قلتُ لأبي عبد اللَّه : أرويه عنك ؟ فأجازه .
قال المروذي : وقلت لأبي عبد اللَّه :
إني أكون في مسجد في شهر رمضان ، فيجاء بالعود من الموضع الذي يكره ؟
فقال : وهل يراد من العود إلا رائحته ! إن خفي خروجك فاخرج .
عن عبد اللَّه بن راشد - صاحب الطيب - قال :
أتيت عمر بن عبد العزيز بالطيب الذي كان يصنع للخلفاء من بيت المال ، فأمسك على أنفه ، وقال : إنما ينتفع بريحه .
قلتُ لأبي عبد اللَّه : أرويه عنك ؟ فأجازه .
حكمــــــة
قدم على عمر - رضي اللَّه عنه - مسك وعنبر من البحرين .
فقال عمر : واللَّه لوددت أني أجد امرأة حسنة الوزن تزن لي هذا الطيب حتَّى أفرقه بين المسلمين .
فقالت له امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل: أنا جيدة الوزن ، فهلم أزن لك . قال : لا .
قالت : ولِمَ ؟ قال : إني أخشى أن تأخذيه هكذا ، وأدخل أصابعه في صدغيه ، وتمسحين عنقك، فأصيب فضلًا عن المسلمين .
فقال عمر : واللَّه لوددت أني أجد امرأة حسنة الوزن تزن لي هذا الطيب حتَّى أفرقه بين المسلمين .
فقالت له امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل: أنا جيدة الوزن ، فهلم أزن لك . قال : لا .
قالت : ولِمَ ؟ قال : إني أخشى أن تأخذيه هكذا ، وأدخل أصابعه في صدغيه ، وتمسحين عنقك، فأصيب فضلًا عن المسلمين .
حكمــــــة
وعن العطارة رحمها الله قالت :
كان عمر يدفع إلى امرأته طيبًا من طيب المسلمين . قالت: فتبيعه امرأته ، قالت: فبايعتني ، فجعلت تقوم، وتزيد ، وتنقص، وتكسره بأسنانها، فيعلق بإصبعها شيء منه. فقالت به هكذا بإصبعها في فيها، ثم مسحت به على خمارها . قالت : فدخل عمر، فقال : ما هذِه الريح ؟ فأخبرته الذى كان .
فقال : طيب المسلمين تأخذينه أنت ، فتتطيبين به ! قالت: فانتزع الخمار من رأسها، وأخذ جزءًا من الماء ، فجعل يصب الماء على الخمار ، ثم يدلكه في التراب، ثم يشمه ، ثم يصب عليه الماء ، ثم يدلكه في التراب، ثم يشمه، ففعل ذلك ما شاء اللَّه .
فقالت العطارة : ثم أتيتها مرة أخرى ، فلما وزنت لي علق بإصبعها منه شيء، فعمدت فأدخلت إصبعها في فيها، ثم مسحت بإصبعها التراب . قالت : فقلت : ما هكذا صنعت أول مرة ! قالت : أو ما علمت ما لقيت منه ، لقيت منه كذا ! ! لقيت منه كذا ! !
و"العطارة" هي أسماء بنت مُخَرِّبَة بن جندل التميمية ، وهي أم الصحابي الجليل عَيَّاش بن أبي ربيعة ، وهي أيضاً أم أبي جهل بن هشام (لكنها أسلمت وحسن إسلامها).
عُرفت بـ "العطارة" لأنها كانت تتاجر في العطر (الطيب) في المدينة المنورة ، وكانت النسوة يدخلن عليها ليشترين منها .
كان عمر يدفع إلى امرأته طيبًا من طيب المسلمين . قالت: فتبيعه امرأته ، قالت: فبايعتني ، فجعلت تقوم، وتزيد ، وتنقص، وتكسره بأسنانها، فيعلق بإصبعها شيء منه. فقالت به هكذا بإصبعها في فيها، ثم مسحت به على خمارها . قالت : فدخل عمر، فقال : ما هذِه الريح ؟ فأخبرته الذى كان .
فقال : طيب المسلمين تأخذينه أنت ، فتتطيبين به ! قالت: فانتزع الخمار من رأسها، وأخذ جزءًا من الماء ، فجعل يصب الماء على الخمار ، ثم يدلكه في التراب، ثم يشمه ، ثم يصب عليه الماء ، ثم يدلكه في التراب، ثم يشمه، ففعل ذلك ما شاء اللَّه .
فقالت العطارة : ثم أتيتها مرة أخرى ، فلما وزنت لي علق بإصبعها منه شيء، فعمدت فأدخلت إصبعها في فيها، ثم مسحت بإصبعها التراب . قالت : فقلت : ما هكذا صنعت أول مرة ! قالت : أو ما علمت ما لقيت منه ، لقيت منه كذا ! ! لقيت منه كذا ! !
و"العطارة" هي أسماء بنت مُخَرِّبَة بن جندل التميمية ، وهي أم الصحابي الجليل عَيَّاش بن أبي ربيعة ، وهي أيضاً أم أبي جهل بن هشام (لكنها أسلمت وحسن إسلامها).
عُرفت بـ "العطارة" لأنها كانت تتاجر في العطر (الطيب) في المدينة المنورة ، وكانت النسوة يدخلن عليها ليشترين منها .
توبة من اختلط ماله بحرام
توبة من اختلط ماله بحرام
قال المروذي : سألت أبا عبد اللَّه: عن الرجل يكون معه ثلاثة دراهم، منها درهم حرام لا يعرفه ؟
قال : لا يأكل منه شيئًا حتَّى يعرفه ، واحتج أبو عبد اللَّه بحديث عدي ابن حاتم أنه سأل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال : إني أرسل كلبي فأجد معه كلبًا آخر ، فقال : " لا تأكل حتَّى تعلم أن كلبك قتله " .
قلت له : فإن كانت دراهم كثيرة ؟
فقال : إذا كانت دراهم كثيرة ، فهو أعجب إليَّ ، إذا كانت ثلاثين أو نحوها ، وفيها درهم حرام أخرج الدرهم.
قلت له: إن بشرًا قال : يخرج درهمًا من الثلاثة .
فقال : بشر بن الوليد ؟ قلت : لا ، بشر بن الحارث.
قال : ما ظننته إلَّا قول بشر بن الوليد ؛ هذا قول أصحاب الرأي .
قال المروذي : سألت أبا عبد اللَّه: عن الرجل يكون معه ثلاثة دراهم، منها درهم حرام لا يعرفه ؟
قال : لا يأكل منه شيئًا حتَّى يعرفه ، واحتج أبو عبد اللَّه بحديث عدي ابن حاتم أنه سأل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال : إني أرسل كلبي فأجد معه كلبًا آخر ، فقال : " لا تأكل حتَّى تعلم أن كلبك قتله " .
قلت له : فإن كانت دراهم كثيرة ؟
فقال : إذا كانت دراهم كثيرة ، فهو أعجب إليَّ ، إذا كانت ثلاثين أو نحوها ، وفيها درهم حرام أخرج الدرهم.
قلت له: إن بشرًا قال : يخرج درهمًا من الثلاثة .
فقال : بشر بن الوليد ؟ قلت : لا ، بشر بن الحارث.
قال : ما ظننته إلَّا قول بشر بن الوليد ؛ هذا قول أصحاب الرأي .
حكمــــــة
قال المروذي : قلت لأبي عبد اللَّه : كيف توبة الرجل إذا اكتسب مالًا من غير جهته ؟
قال : يخرج ما في يديه .
قال المروذي: سألت أبا عبد اللَّه:
عن الرجل يتعامل بالمكحلة المزيقة ، ويذم إذا اشترى ، ويمدح إذا باع ، ثم نظر في مكسبه ؟
قال : يتصدق منه ، حتَّى لا يشك .
قلت : فتوقت فيه شيئًا ؟
قال : يتصدق حتَّى لا يكون في قلبه منه شيء .
قال المروذي: قلتُ لأبي عبد اللَّه: جاءنا كتاب من طرطوس، فيه أن قومًا خرجوا في نتف الأسل ، فطحن لهم على رحا ، فتبينوا بعد أنَّ الرحا فيه شيء يكرهونه ؛ غصب ، فتصدق بعضهم بنصيبه ، وأبى بعضهم.
وقال: لست آمر فيه ولا أنهى. شيء لا أرضى به ، آكله ولا أتصدق به .
فعجب أبو عبد اللَّه ، وقال : إذا تصدق به فأيش بقي ! وكان مذهب أبي عبد اللَّه أن يتصدق به إذا كان شيء يكرهونه .
قال : يخرج ما في يديه .
قال المروذي: سألت أبا عبد اللَّه:
عن الرجل يتعامل بالمكحلة المزيقة ، ويذم إذا اشترى ، ويمدح إذا باع ، ثم نظر في مكسبه ؟
قال : يتصدق منه ، حتَّى لا يشك .
قلت : فتوقت فيه شيئًا ؟
قال : يتصدق حتَّى لا يكون في قلبه منه شيء .
قال المروذي: قلتُ لأبي عبد اللَّه: جاءنا كتاب من طرطوس، فيه أن قومًا خرجوا في نتف الأسل ، فطحن لهم على رحا ، فتبينوا بعد أنَّ الرحا فيه شيء يكرهونه ؛ غصب ، فتصدق بعضهم بنصيبه ، وأبى بعضهم.
وقال: لست آمر فيه ولا أنهى. شيء لا أرضى به ، آكله ولا أتصدق به .
فعجب أبو عبد اللَّه ، وقال : إذا تصدق به فأيش بقي ! وكان مذهب أبي عبد اللَّه أن يتصدق به إذا كان شيء يكرهونه .
حكمــــــة
قال المروذي : قلت لأبي عبد اللَّه : يُحكى عن فُضيل أن غُلامه جاءه بدرهمين .
فقال : ما عملت في دار فُلان ؟ فذكر من تكره ناحيتُه .
قال : فرمى بها بين الحجارة ، وقال : لا يتقرب إلى اللَّه إلَّا بالطيب ،
فعجب أبو عبد اللَّه ، وقال : رحمه اللَّه .
وذهب أبو عبد اللَّه في مثل هذا الموضع إلى أن يتصدق به ، كأنه عنده أحوط .
قلت لأبي عبد اللَّه: إن أبا معاوية الأسود قال للفضيل: فضل معي شيء - يعني : من الوجه الذي لا يرضاه - قال : أَنْتَ خُذه ، واقعد في جلبة - يعني: زورقا - واقذفه في جوف البحر .
فتبسم أبو عبد اللَّه، وقال: في هذا الموضع : يعجبني أن يتصدق به .
وقال : إذا تصدق به فأي شيء بقي ؟
نقل عنه أبو طالب : فيمن خلط زيتًا حرامًا بمباح ، أعجب إليَّ أن يتصدق به ، هذا غير الدراهم .
فقال : ما عملت في دار فُلان ؟ فذكر من تكره ناحيتُه .
قال : فرمى بها بين الحجارة ، وقال : لا يتقرب إلى اللَّه إلَّا بالطيب ،
فعجب أبو عبد اللَّه ، وقال : رحمه اللَّه .
وذهب أبو عبد اللَّه في مثل هذا الموضع إلى أن يتصدق به ، كأنه عنده أحوط .
قلت لأبي عبد اللَّه: إن أبا معاوية الأسود قال للفضيل: فضل معي شيء - يعني : من الوجه الذي لا يرضاه - قال : أَنْتَ خُذه ، واقعد في جلبة - يعني: زورقا - واقذفه في جوف البحر .
فتبسم أبو عبد اللَّه، وقال: في هذا الموضع : يعجبني أن يتصدق به .
وقال : إذا تصدق به فأي شيء بقي ؟
نقل عنه أبو طالب : فيمن خلط زيتًا حرامًا بمباح ، أعجب إليَّ أن يتصدق به ، هذا غير الدراهم .
فصل: ما جاء في شروط الدعاء وآدابه / طاعة اللَّه وترك معصيته
فصل: ما جاء في شروط الدعاء وآدابه
طاعة اللَّه وترك معصيته
عن هارون وهو ابن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني الكوفي. قال : حدثني ابن عم حنظلة بن سفيان :
أن اللَّه عز وجل أوحى إلى موسى عليه السلام:
إن قومك زينوا مساجدهم ، وأخربوا قلوبهم ، وتسمنوا كما تسمن الخنازير ليوم ذبحها، وإني نظرت إليهم فقلبتهم ؛ فلا أستجيب لهم، ولا أعطيهم مسألتهم.
طاعة اللَّه وترك معصيته
عن هارون وهو ابن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني الكوفي. قال : حدثني ابن عم حنظلة بن سفيان :
أن اللَّه عز وجل أوحى إلى موسى عليه السلام:
إن قومك زينوا مساجدهم ، وأخربوا قلوبهم ، وتسمنوا كما تسمن الخنازير ليوم ذبحها، وإني نظرت إليهم فقلبتهم ؛ فلا أستجيب لهم، ولا أعطيهم مسألتهم.
باب ما جاء في المحبة / بيان علامات محبة اللَّه للعبد / الابتلاء في الدنيا لتمحيصه من ذنوبه حتى يلقى اللَّه وما عليه خطيئة
باب ما جاء في المحبة
بيان علامات محبة اللَّه للعبد
الابتلاء في الدنيا لتمحيصه من ذنوبه حتى يلقى اللَّه وما عليه خطيئة
قال وهب بن منبه يقول : قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" إِنَّ اللَّه عز وجل إِذا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ " .
بيان علامات محبة اللَّه للعبد
الابتلاء في الدنيا لتمحيصه من ذنوبه حتى يلقى اللَّه وما عليه خطيئة
قال وهب بن منبه يقول : قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" إِنَّ اللَّه عز وجل إِذا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ " .
حكمــــــة
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قال :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَيُّ النّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قال : "الْأَنْبِياءُ ، ثُمَّ الصّالِحُونَ ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فالْأَمْثَلُ مِنْ النّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كانَ في دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ في بَلائِهِ ، وإِن كانَ في دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَت عَنْهُ، ولا يَزالُ البَلاءُ في العَبدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ " .
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَيُّ النّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قال : "الْأَنْبِياءُ ، ثُمَّ الصّالِحُونَ ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فالْأَمْثَلُ مِنْ النّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كانَ في دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ في بَلائِهِ ، وإِن كانَ في دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَت عَنْهُ، ولا يَزالُ البَلاءُ في العَبدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ " .
حكمــــــة
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قال :
وضَعَ رَجُلٌ يَدَهُ على النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - فَقال: ما أُطِيقُ أَنْ أَضَعَ يَدِي عَلَيْكَ مِنْ شِدَّةِ حُمّاكَ، فَقال النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" إِنّا مَعْشَرَ الأَنْبِياءِ يُضاعَفُ لَنا البَلاءُ، كما يُضاعَفُ لَنا الأَجْرُ ، إِنْ كانَ النَّبِيُّ مِنْ الأَنْبِياءِ يُبْتَلَى بِالْقُمَّلِ حَتَّى يَقْتُلَهُ، وإِنْ كانَ النَّبِيُّ مِنْ الأَنْبِياءِ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى يَأْخُذَ العَباءَةَ فَيَحبو بها ، وإِنْ كانُوا لَيَفْرَحُونَ بِالْبَلاءِ كما تَفْرَحُونَ بِالرَّخاءِ " .
وضَعَ رَجُلٌ يَدَهُ على النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - فَقال: ما أُطِيقُ أَنْ أَضَعَ يَدِي عَلَيْكَ مِنْ شِدَّةِ حُمّاكَ، فَقال النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" إِنّا مَعْشَرَ الأَنْبِياءِ يُضاعَفُ لَنا البَلاءُ، كما يُضاعَفُ لَنا الأَجْرُ ، إِنْ كانَ النَّبِيُّ مِنْ الأَنْبِياءِ يُبْتَلَى بِالْقُمَّلِ حَتَّى يَقْتُلَهُ، وإِنْ كانَ النَّبِيُّ مِنْ الأَنْبِياءِ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى يَأْخُذَ العَباءَةَ فَيَحبو بها ، وإِنْ كانُوا لَيَفْرَحُونَ بِالْبَلاءِ كما تَفْرَحُونَ بِالرَّخاءِ " .
حكمــــــة
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال :
دخلت على نبي اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - وهو موعوك ، فوضعت يدي فوق ثوبه فوجدت حرها من فوق الثوب، وقلت : يَا نبي اللَّه ! ما رأيت أحدًا تأخذه الحمى أشد من أخذها إياك ؟
قال : " كذلك يضاعف لنا الأجر ، إن أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون وإن كان من الأنبياء لمن يبتلى بالفقر حتَّى يتدرع بالعباءة من الفقر، وإن كان منهم من يسلط عليه القمل حتَّى يقتله " .
دخلت على نبي اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - وهو موعوك ، فوضعت يدي فوق ثوبه فوجدت حرها من فوق الثوب، وقلت : يَا نبي اللَّه ! ما رأيت أحدًا تأخذه الحمى أشد من أخذها إياك ؟
قال : " كذلك يضاعف لنا الأجر ، إن أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون وإن كان من الأنبياء لمن يبتلى بالفقر حتَّى يتدرع بالعباءة من الفقر، وإن كان منهم من يسلط عليه القمل حتَّى يقتله " .

