الجامع لعلوم الإمام أحمد - الأدب والزهد لخالد الرباط وآخرين ج 1
A
استحباب مباسطة الضِّيفان على الطعام
استحباب مباسطة الضِّيفان على الطعام
قال محمد بن جعفر القطيعي : قال أحمد لأبي : تغدَّ اليوم عندي .
قال : فأجابه، قال : فقدم كشكية وقلية .
قال: فجعلت آكل وفيَّ انقباض لموضع أحمد، قال: فقال لي: كل ولا تحتشم .
قال: فجعلت آكل - قالها ثلاثًا أو مرتين - ثم قال: في الثالثة يا بني، كل ولا تحتشم ؛ فإنّ الطعامَ أهونُ مما يحلَف عليه.
(1) قال ابن مفلح: قال أبو جعفر النحاس فيما يحتاج إليه الكُتَّاب، في باب الاصطلاح المحدث الذي باستعماله خطأ، وقال: واستعملوا احتّشَمَ بمعنى استحى، ولا نعرف أحتشم بمعنى استحى ولا نعرف احتشم إلَّا بمعنى غضب، وقال الجوهريُ في "الصحاح" عن أبي زيد: حشمت الرجل وأحشمته بمعنى، وهو أن يجلس إليك فتوذيه وتغضبه. وقال ابن الأعرابي: حشمته أخجلته، وأحشمته أغضبته، والاسم الحِشمة وهو الاستحياء والغضب أيضًا . وقال الأصمعي: الحشمة إنما هي بمعنى الغضب لا بمعنى الاستحياء، واحتشمه واحتشم منه بمعنى، ورجل حشيم، أي: محتشم، وحَشَمُ الرجل خدمه ومن يغضب له، سموا بذلك ؛ لأنهم يغضبون له، ذكر ذلك الجوهري. وقال ابن برِّي: قد جاء الحشمة بمعنى الحياء. قال أبو زيد: الإبةَ: الحياء، يقال: أوأبْتُهُ فاتَّأب أي: احتشم.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لكل داخل دهشة، ولكل طاعم حشمة، فابدءوه باليمين، وقال للمنقبض عن الطعام: ما الذي حشمك ؟ انتهى كلامه.
وإنما ذكرت هذا لئلا ينسب بعض من يقف على استعمال الإمام أحمد -رضي اللَّه عنه- ذلك إلى ما لا ينبغي، واللَّه أعلم.
قال محمد بن جعفر القطيعي : قال أحمد لأبي : تغدَّ اليوم عندي .
قال : فأجابه، قال : فقدم كشكية وقلية .
قال: فجعلت آكل وفيَّ انقباض لموضع أحمد، قال: فقال لي: كل ولا تحتشم .
قال: فجعلت آكل - قالها ثلاثًا أو مرتين - ثم قال: في الثالثة يا بني، كل ولا تحتشم ؛ فإنّ الطعامَ أهونُ مما يحلَف عليه.
(1) قال ابن مفلح: قال أبو جعفر النحاس فيما يحتاج إليه الكُتَّاب، في باب الاصطلاح المحدث الذي باستعماله خطأ، وقال: واستعملوا احتّشَمَ بمعنى استحى، ولا نعرف أحتشم بمعنى استحى ولا نعرف احتشم إلَّا بمعنى غضب، وقال الجوهريُ في "الصحاح" عن أبي زيد: حشمت الرجل وأحشمته بمعنى، وهو أن يجلس إليك فتوذيه وتغضبه. وقال ابن الأعرابي: حشمته أخجلته، وأحشمته أغضبته، والاسم الحِشمة وهو الاستحياء والغضب أيضًا . وقال الأصمعي: الحشمة إنما هي بمعنى الغضب لا بمعنى الاستحياء، واحتشمه واحتشم منه بمعنى، ورجل حشيم، أي: محتشم، وحَشَمُ الرجل خدمه ومن يغضب له، سموا بذلك ؛ لأنهم يغضبون له، ذكر ذلك الجوهري. وقال ابن برِّي: قد جاء الحشمة بمعنى الحياء. قال أبو زيد: الإبةَ: الحياء، يقال: أوأبْتُهُ فاتَّأب أي: احتشم.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لكل داخل دهشة، ولكل طاعم حشمة، فابدءوه باليمين، وقال للمنقبض عن الطعام: ما الذي حشمك ؟ انتهى كلامه.
وإنما ذكرت هذا لئلا ينسب بعض من يقف على استعمال الإمام أحمد -رضي اللَّه عنه- ذلك إلى ما لا ينبغي، واللَّه أعلم.
حكمــــــة
قال جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ :
قال لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ عِيدٍ : خُذْ عَلَيْكَ رِداءَكَ وادْخُلْ . قال : فَدَخَلْتُ، فَإِذا مائِدَةٌ وَقَصْعَة على خِوالب عَلَيْها عِراقٌ، وَقَدْ زالَ جانِبُهُ ،
فقال لِي: كُلْ .
فَلَمّا رَأى ما نَزَلَ بِي قال: إنَّ الحَسَنَ كانَ يَقُولُ: واللَّه لَتأْكُلَنَّ. وكانَ ابن سِيرِينَ يَقُولُ: إنَّما وُضِعَ الطَّعامُ لِيُؤْكَلَ. وَكانَ إبْراهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَبِيعُ ثِيابَهُ وَيُنْفِقُها على أَصْحابِهِ، وكانَتِ الدُّنْيا أَهْوَنَ عَلَيْهِ مَنْ ذاكَ. وَأَوْمأَ إلَى جِذْعٍ مَطْرُوحٍ، قال: فانْبَسَطْت فَأَكَلْتُ، فقال: لَتَأْكُلَنَّ هذِه .
وَقَصْعَة على خِوالب القَصْعَة: وعاء كبير للطعام. خِوالب: جمع خُلْب، وهو قطعة من الجلد أو خشب أو خرقة وُضعت تحت القصعة.
عَلَيْها عِراقٌ العِرَاق: هو جمع عَرْق (بفتح العين)، وهي العظمة التي أُخذ عنها معظم اللحم وبقي عليها القليل منه.
وَقَدْ زَالَ جانِبُهُ زال جانبه (العراق) أي: أُكل منه أو تفرق بعضه (أو تفرق لحمه عن عظمه).
قال لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ عِيدٍ : خُذْ عَلَيْكَ رِداءَكَ وادْخُلْ . قال : فَدَخَلْتُ، فَإِذا مائِدَةٌ وَقَصْعَة على خِوالب عَلَيْها عِراقٌ، وَقَدْ زالَ جانِبُهُ ،
فقال لِي: كُلْ .
فَلَمّا رَأى ما نَزَلَ بِي قال: إنَّ الحَسَنَ كانَ يَقُولُ: واللَّه لَتأْكُلَنَّ. وكانَ ابن سِيرِينَ يَقُولُ: إنَّما وُضِعَ الطَّعامُ لِيُؤْكَلَ. وَكانَ إبْراهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَبِيعُ ثِيابَهُ وَيُنْفِقُها على أَصْحابِهِ، وكانَتِ الدُّنْيا أَهْوَنَ عَلَيْهِ مَنْ ذاكَ. وَأَوْمأَ إلَى جِذْعٍ مَطْرُوحٍ، قال: فانْبَسَطْت فَأَكَلْتُ، فقال: لَتَأْكُلَنَّ هذِه .
وَقَصْعَة على خِوالب القَصْعَة: وعاء كبير للطعام. خِوالب: جمع خُلْب، وهو قطعة من الجلد أو خشب أو خرقة وُضعت تحت القصعة.
عَلَيْها عِراقٌ العِرَاق: هو جمع عَرْق (بفتح العين)، وهي العظمة التي أُخذ عنها معظم اللحم وبقي عليها القليل منه.
وَقَدْ زَالَ جانِبُهُ زال جانبه (العراق) أي: أُكل منه أو تفرق بعضه (أو تفرق لحمه عن عظمه).
كراهة الجلوس بين الظل والشمس
كراهة الجلوس بين الظل والشمس
قال إسحاق بن منصور: قُلْتُ: تكره أَنْ يَجْلِسَ الرجلُ بين الظلِّ والشَّمسِ ؟
قال: هذا مكروه، أليس قد نهي عن ذا ؟
قال إسحاق: قَدْ صَحَّ النهي فيه عن النبيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، ولكن لو ابتدأ فجلس فيه أهون .
يعني الكراهة للمتعمد وهي أهون لغير المتعمد .
قال إسحاق بن منصور: قُلْتُ: تكره أَنْ يَجْلِسَ الرجلُ بين الظلِّ والشَّمسِ ؟
قال: هذا مكروه، أليس قد نهي عن ذا ؟
قال إسحاق: قَدْ صَحَّ النهي فيه عن النبيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، ولكن لو ابتدأ فجلس فيه أهون .
يعني الكراهة للمتعمد وهي أهون لغير المتعمد .
حكمــــــة
قال أبو داود:
ورأيت أحمد كنا نقعد إليه كثيرًا فيقوم ولا يستأذنا، وربما استأذنا .
قال المَرُّوذِيُّ: كُنّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ إذا أَرادَ أَنْ يَقُومَ كانَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَكُنْت رُبَّما غَمَزْت بَعْضَ أَصْحابِنا فَأَقُولُ: قُمْ، فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَقُومَ .
ورأيت أحمد كنا نقعد إليه كثيرًا فيقوم ولا يستأذنا، وربما استأذنا .
قال المَرُّوذِيُّ: كُنّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ إذا أَرادَ أَنْ يَقُومَ كانَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَكُنْت رُبَّما غَمَزْت بَعْضَ أَصْحابِنا فَأَقُولُ: قُمْ، فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَقُومَ .
استحباب التفاؤل وكراهية الطيرة عند السفر
استحباب التفاؤل وكراهية الطيرة عند السفر
قال أبو داود : سمعتُ أحمد يقولُ في حديثٍ: " أَقِرُّوا الطَّيرَ عَلَى مَكِناتِها "
قال: كان أحدُهم -يعني : أهل الجاهلية - يريدُ الأمر فيثيرُ الطيرَ -يعني: يتفاءل إن جاء عن يمينه كذا، وإن جاء عن يساره قال: كذا - فقال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " أَقِرُّوا الطَّيْرَ " أي: على مكناتها - أي: إنها لا تضركم.
قال عبد اللَّه: سألت أبي عن الفرخ يؤخذ من عشه يجوز ؟
قال: حديث: " أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِناتِها "، قال بعضهم: كانت العرب إذا أراد أحدهم أن يخرج نفر الطير، فإن أخذ - يعني : في طريق أخذ منه- كأنه من الطيرة. وقد قال بعضهم: لا، بل هو " أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِناتِها " : أن لا تؤخذ من أوطانها.
قال أبو داود : سمعتُ أحمد يقولُ في حديثٍ: " أَقِرُّوا الطَّيرَ عَلَى مَكِناتِها "
قال: كان أحدُهم -يعني : أهل الجاهلية - يريدُ الأمر فيثيرُ الطيرَ -يعني: يتفاءل إن جاء عن يمينه كذا، وإن جاء عن يساره قال: كذا - فقال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " أَقِرُّوا الطَّيْرَ " أي: على مكناتها - أي: إنها لا تضركم.
قال عبد اللَّه: سألت أبي عن الفرخ يؤخذ من عشه يجوز ؟
قال: حديث: " أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِناتِها "، قال بعضهم: كانت العرب إذا أراد أحدهم أن يخرج نفر الطير، فإن أخذ - يعني : في طريق أخذ منه- كأنه من الطيرة. وقد قال بعضهم: لا، بل هو " أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِناتِها " : أن لا تؤخذ من أوطانها.
استحباب الصحبة عند السفر
استحباب الصحبة عند السفر
قال إسحاق بن منصور: قُلْتُ: تكره أنْ يسافرَ الرجلُ وحده ؟
قال: إنِّي أخبرك أكرهه ، وأكره أن يبيت وحده في البيتِ .
قال إسحاق : كما قال سواء .
قال أبو الفضل صالح: وقال في الرجل يسير وحده قال: مع الجماعة أحب إليَّ.
وقال: قال القاسم بن محمد: بعث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يزيد إلى رجل.
قال جعفر بن محمد النسائي: وَسَأَلْت أَحْمَدَ عَن الرَّجُلِ يُسافِرُ وَحْدَهُ ؟
قال : لا يُعْجبُنِي .
قال إسحاق بن منصور: قُلْتُ: تكره أنْ يسافرَ الرجلُ وحده ؟
قال: إنِّي أخبرك أكرهه ، وأكره أن يبيت وحده في البيتِ .
قال إسحاق : كما قال سواء .
قال أبو الفضل صالح: وقال في الرجل يسير وحده قال: مع الجماعة أحب إليَّ.
وقال: قال القاسم بن محمد: بعث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يزيد إلى رجل.
قال جعفر بن محمد النسائي: وَسَأَلْت أَحْمَدَ عَن الرَّجُلِ يُسافِرُ وَحْدَهُ ؟
قال : لا يُعْجبُنِي .
متى تحتحب الصبية وتسافر مع ذي محرم
متى تحتحب الصبية وتسافر مع ذي محرم
قال ابن هانئ : سألته عن الجارية متى يجب عليها ألا تسافر إلَّا مع ذي محرم ؟
قال أبو عبد اللَّه : إذا كانت بنت تسع .
قال ابن هانئ : قال أبو عبد اللَّه :
إذا كانت الصبية تُشتهى فلا تخرج إِلَّا مع محرم منها،
(أترى) أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم - كان يجامع عائشة ويغتسل، ولا تغتسل ؟ !
قال أبو عبد اللَّه: وبعض الناس يقول في هذا قولًا شنيعًا ، ولم يسم الرجل .
وفي المطبوع من "مسائل ابن هانئ" (ألا ترى) وهو خطأ يوهم أن الإمام أحمد يشير إلى ورود هذا عن عائشة رضي الله عنها مع إقرار النبي بذلك. والمثبت هو الصواب حيث أنه قال ذلك على الإنكار لهذا الفعل ؛ لأن النصوص التي رواها هو وغيره تثبت أنها كانت تغتسل، وقد وردت المسألة في "المغني" 1/ 338، "الشرح الكبير" 1/ 235 على الوجه الذي ذكرناه، واللَّه أعلم..
قال ابن هانئ : سألته عن الجارية متى يجب عليها ألا تسافر إلَّا مع ذي محرم ؟
قال أبو عبد اللَّه : إذا كانت بنت تسع .
قال ابن هانئ : قال أبو عبد اللَّه :
إذا كانت الصبية تُشتهى فلا تخرج إِلَّا مع محرم منها،
(أترى) أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم - كان يجامع عائشة ويغتسل، ولا تغتسل ؟ !
قال أبو عبد اللَّه: وبعض الناس يقول في هذا قولًا شنيعًا ، ولم يسم الرجل .
وفي المطبوع من "مسائل ابن هانئ" (ألا ترى) وهو خطأ يوهم أن الإمام أحمد يشير إلى ورود هذا عن عائشة رضي الله عنها مع إقرار النبي بذلك. والمثبت هو الصواب حيث أنه قال ذلك على الإنكار لهذا الفعل ؛ لأن النصوص التي رواها هو وغيره تثبت أنها كانت تغتسل، وقد وردت المسألة في "المغني" 1/ 338، "الشرح الكبير" 1/ 235 على الوجه الذي ذكرناه، واللَّه أعلم..
هل يكون المشرك محرمًا للمسلمة في السفر ؟
هل يكون المشرك محرمًا للمسلمة في السفر ؟
قال أبو الحارث قال: قيل لأبي عبد اللَّه : المجوسي محرم لأمه وهي مسلمة ؟ قال : لا .
وقال: أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر قالا: حدثنا أبو الحارث قال: سُئل أبو عبد اللَّه عن امرأة مسلمة لها ابن مجوسي وهي تريد سفرًا يكون لها محرمًا يسافر بها ؟
قال: لا يلي هذا نكاح أمه ، كيف يكون لها محرمًا وهو لا يؤمن عليها .
وقال: قرأت على علي بن الحسين بن سليمان عن مهنا قال : سألت أحمد عن مجوسيّ أسلصت ابنته وهي تريد تخرج إلى مكة وليس معها محرم ، يسافر معها أبوها ؟ قال: لا يؤمن عليها .
وقال : أخبرنا محمد بن علي بن بحر قال : حدثنا مهنا قال : سألت أبا عبد اللَّه عن رجل مجوسي وله أبنة مجوسية أسلمت ، وهي تريد الحج، وليس لها محرم إلَّا أبوها، تحج مع أبيها ؟ قال : لا يؤمن عليها. قال: وسألت أحمد عن المجوسيّ تسلم ابنته وهو مجوسيّ يفرق بينه وبينها ؟ قال : نعم إن كان يتقى منه.
فقلت له : وأي شيء يتقى منه ؟ قال : يجامعها.
قال الخلال: وسأله محمد بن علي عن اليهودي أو النصراني إذا أسلمت ابنته، يسافر معها ؟ قال: لا يسافر معها. ثم قال لي أحمد بن حنبل : ليس هو بمحرم .
وقال محمد بن علي في موضع آخر ، وعلي بن الحسن : لا يسافر معها ؟ قال : نعم .
قال أبو بكر: وهو الصواب .
قال أبو الحارث قال: قيل لأبي عبد اللَّه : المجوسي محرم لأمه وهي مسلمة ؟ قال : لا .
وقال: أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر قالا: حدثنا أبو الحارث قال: سُئل أبو عبد اللَّه عن امرأة مسلمة لها ابن مجوسي وهي تريد سفرًا يكون لها محرمًا يسافر بها ؟
قال: لا يلي هذا نكاح أمه ، كيف يكون لها محرمًا وهو لا يؤمن عليها .
وقال: قرأت على علي بن الحسين بن سليمان عن مهنا قال : سألت أحمد عن مجوسيّ أسلصت ابنته وهي تريد تخرج إلى مكة وليس معها محرم ، يسافر معها أبوها ؟ قال: لا يؤمن عليها .
وقال : أخبرنا محمد بن علي بن بحر قال : حدثنا مهنا قال : سألت أبا عبد اللَّه عن رجل مجوسي وله أبنة مجوسية أسلمت ، وهي تريد الحج، وليس لها محرم إلَّا أبوها، تحج مع أبيها ؟ قال : لا يؤمن عليها. قال: وسألت أحمد عن المجوسيّ تسلم ابنته وهو مجوسيّ يفرق بينه وبينها ؟ قال : نعم إن كان يتقى منه.
فقلت له : وأي شيء يتقى منه ؟ قال : يجامعها.
قال الخلال: وسأله محمد بن علي عن اليهودي أو النصراني إذا أسلمت ابنته، يسافر معها ؟ قال: لا يسافر معها. ثم قال لي أحمد بن حنبل : ليس هو بمحرم .
وقال محمد بن علي في موضع آخر ، وعلي بن الحسن : لا يسافر معها ؟ قال : نعم .
قال أبو بكر: وهو الصواب .
حكمــــــة
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي: حدثنا أبو معاوية الغلابي قال: قال رجل لهشام أخي ذي الرمة وأراد السفر إلى مكة فقال له: وصيتك بتقوى اللَّه عز وجل ، وصل الصلاة لوقتها ، فإنك مصليها لا محالة فصلها وهي تنفعك ، وإياك أن تكون كلب رفقتك ، فإن لكل رفقة كلبًا ينبح دونهم ، فإن كان خيرًا شكروه ، وإن كان عارًا تقلده دونهم، فإياك أن تكون كلب رفقتك .
حكمــــــة
قال علِيُّ بْنُ المَدِينِيِّ:
قال لي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إنِّي لَأُحِبُّ أَنْ أَصْحَبَكَ إلى مكّةَ، فَما يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنِّي أَخافُ أن أَمَلَّكَ أَوْ تمَلَّنِي،
فَلَمّا ودَّعْتُهُ قُلْت: يا أبا عَبْدِ اللَّهِ، تُوصِينِي بِشَيءٍ ؟
قال: أَلْزِمْ التَّقْوى قَلْبَكَ، واجْعَلْ الآخِرَةَ أمامَكَ .
قال لي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إنِّي لَأُحِبُّ أَنْ أَصْحَبَكَ إلى مكّةَ، فَما يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنِّي أَخافُ أن أَمَلَّكَ أَوْ تمَلَّنِي،
فَلَمّا ودَّعْتُهُ قُلْت: يا أبا عَبْدِ اللَّهِ، تُوصِينِي بِشَيءٍ ؟
قال: أَلْزِمْ التَّقْوى قَلْبَكَ، واجْعَلْ الآخِرَةَ أمامَكَ .
ركوب المحامل
ركوب المحامل
قال أبو الفضل صالح : وسئل عن المحامل ، فقال : قد ركبها العلماء ، ورخص فيها .
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا سفيان قال:
أول ما اتخذت المحامل زمن الحجاج ، شيعت أمي خرجت حاجة، فما رأيت في القادسية محملًا ، إنما الناس على الرحال.
قال سفيان : كان يقال: حج الأبرار على الرحال .
قال الفضل بن زياد لأحمد : لِمَ كُرِهَ الركوب في المحمل في الشق الأيمن ؟
قال : لموضع البصاق .
قال أبو الفضل صالح : وسئل عن المحامل ، فقال : قد ركبها العلماء ، ورخص فيها .
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا سفيان قال:
أول ما اتخذت المحامل زمن الحجاج ، شيعت أمي خرجت حاجة، فما رأيت في القادسية محملًا ، إنما الناس على الرحال.
قال سفيان : كان يقال: حج الأبرار على الرحال .
قال الفضل بن زياد لأحمد : لِمَ كُرِهَ الركوب في المحمل في الشق الأيمن ؟
قال : لموضع البصاق .
جواز المناهدة في السفر
جواز المناهدة في السفر
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ لأحمد - رضي اللَّه عنه -: النهد في السفرِ ؟
قال : ما زال الناسُ يتناهدون .
قال إسحاق : سنةٌ مسنونةٌ ، وهو أحبُّ إليَّ مِن أَنْ يدعوَ كل يومٍ واحدًا من أصحابه ؛ لما لا يخلو ذَلِكَ مِنَ المباهاةِ والتباري ، وقد نهى النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عنه .
والمناهدة أو التناهد :
أن يُخرج كل فرد من الرفقة (المسافرين) مبلغًا من المال أو شيئًا من النفقة (زاد الطعام)، ثم يُجمع هذا المال أو الطعام المشترك ويُدفع إلى شخص واحد منهم (كأن يكون الوكيل أو الأمين) ليُنفق على الرفقة جميعًا من هذا المال المشترك خلال مدة السفر.
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ لأحمد - رضي اللَّه عنه -: النهد في السفرِ ؟
قال : ما زال الناسُ يتناهدون .
قال إسحاق : سنةٌ مسنونةٌ ، وهو أحبُّ إليَّ مِن أَنْ يدعوَ كل يومٍ واحدًا من أصحابه ؛ لما لا يخلو ذَلِكَ مِنَ المباهاةِ والتباري ، وقد نهى النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عنه .
والمناهدة أو التناهد :
أن يُخرج كل فرد من الرفقة (المسافرين) مبلغًا من المال أو شيئًا من النفقة (زاد الطعام)، ثم يُجمع هذا المال أو الطعام المشترك ويُدفع إلى شخص واحد منهم (كأن يكون الوكيل أو الأمين) ليُنفق على الرفقة جميعًا من هذا المال المشترك خلال مدة السفر.
حكمــــــة
قال محمد بن واسع : قال أبو ذر :
أوصاني خليلي بسبع :
أن انظر إلى من هو أسفل مني ، ولا انظر إلى من هو فوقي ، وأن أحب المساكين ، وأدنو منهم، وأن أقول بالحق وإن كان مُرًّا ، وأن لا أسأل أحدًا شيئًا ، وأن أصل رحمي وإن أدبرت ، وأن لا أخاف في اللَّه لومة لائم ، وأن أكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا باللَّه .
أوصاني خليلي بسبع :
أن انظر إلى من هو أسفل مني ، ولا انظر إلى من هو فوقي ، وأن أحب المساكين ، وأدنو منهم، وأن أقول بالحق وإن كان مُرًّا ، وأن لا أسأل أحدًا شيئًا ، وأن أصل رحمي وإن أدبرت ، وأن لا أخاف في اللَّه لومة لائم ، وأن أكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا باللَّه .
حكمــــــة
عن سلمان رضي الله عنه قال :
لو يعلم الناس عون اللَّه للضعيف ما غالوا بالظهر .
قال : إن اللَّه عز وجل يستحيي من العبد يبسط إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردهما خائبين .
قال له : لو بات رجل يطاعن الأقران ، وبات آخر يذكر اللَّه عز وجل ، رأيت أن ذاكر اللَّه وذاكر القرآن أفضل .
قال : ما من رجل يتوضأ ، فيحسن الوضوء ، ثم يأتي المسجد فلا يأتيه إلا لعبادة ، إلا كان زائرا للَّه عز وجل ، وحق على اللَّه كرامة الزائر .
لو يعلم الناس عون اللَّه للضعيف ما غالوا بالظهر .
قال : إن اللَّه عز وجل يستحيي من العبد يبسط إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردهما خائبين .
قال له : لو بات رجل يطاعن الأقران ، وبات آخر يذكر اللَّه عز وجل ، رأيت أن ذاكر اللَّه وذاكر القرآن أفضل .
قال : ما من رجل يتوضأ ، فيحسن الوضوء ، ثم يأتي المسجد فلا يأتيه إلا لعبادة ، إلا كان زائرا للَّه عز وجل ، وحق على اللَّه كرامة الزائر .
أوضاع يكره النوم عليها
أوضاع يكره النوم عليها
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ: تكره للمرأةِ أن تستلقيَ على قفاها ؟
فقال : إي واللَّه ، يروى عن عمر بن عبد العزيز - رضي اللَّه عنه - أنه كرهه .
قال إسحاق : كما قال .
قال مهنا : سألت أبا عبد اللَّه عن المرأة تنام على قفاها ؟
فقال : يكره لها ذلك . قلت : فإذا ماتت فكيف يضعونها في غسلها ؟
فقال : إنما كره لها أن تنام على قفاها في حياتها، وليس ذلك في الموت .
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ: تكره للمرأةِ أن تستلقيَ على قفاها ؟
فقال : إي واللَّه ، يروى عن عمر بن عبد العزيز - رضي اللَّه عنه - أنه كرهه .
قال إسحاق : كما قال .
قال مهنا : سألت أبا عبد اللَّه عن المرأة تنام على قفاها ؟
فقال : يكره لها ذلك . قلت : فإذا ماتت فكيف يضعونها في غسلها ؟
فقال : إنما كره لها أن تنام على قفاها في حياتها، وليس ذلك في الموت .
حكمــــــة
قال عَبْدُ اللَّه : سَمِعْت أَبِي، يَقُولُ :
لا يُسافِرُ الرَّجُلُ وَحْدَهُ ، وَلا يَبِيتُ الرَّجُلُ في بَيْتٍ وَحْدَهُ .
قال جَعْفَرٌ بن محمد النسائي : سَأَلْت أَحْمَدَ عَنْ الرَّجُلِ يَبِيتُ وَحْدَهُ ؟
قال : أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَتَوَقَّى ذَلِكَ .
روى الحَسَن بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحَسَنِ عنه قال : ما أُحِبُّ ذَلِكَ - يَعْنِي: مسألة أن يسافر الرجل وحده أو يبيت وحده - إلّا أَنْ يُضْطَرَّ مُضْطَرٌّ.
لا يُسافِرُ الرَّجُلُ وَحْدَهُ ، وَلا يَبِيتُ الرَّجُلُ في بَيْتٍ وَحْدَهُ .
قال جَعْفَرٌ بن محمد النسائي : سَأَلْت أَحْمَدَ عَنْ الرَّجُلِ يَبِيتُ وَحْدَهُ ؟
قال : أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَتَوَقَّى ذَلِكَ .
روى الحَسَن بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحَسَنِ عنه قال : ما أُحِبُّ ذَلِكَ - يَعْنِي: مسألة أن يسافر الرجل وحده أو يبيت وحده - إلّا أَنْ يُضْطَرَّ مُضْطَرٌّ.
باب أدب الخطاب والمراسلات / كيف يصوغ كتابه
باب أدب الخطاب والمراسلات / كيف يصوغ كتابه
قال صالح : وسئل، وأنا شاهد: يكتب لأبي فلان ؟
قال : يكتب : إلى أبي فلان أحب إليَّ .
عن ابن سيرين ، عن بعض ولد العلاء ، قال : كان العلاء بن الحضرمي عاملًا للنبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، فكان إذا كتب إليه النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - بدأ بنفسه .
قال حرب: قلت لأحمد: كيف يجب أن يكتب الرجل في صدر الكتاب ؟
فسهل في ذلك، وقال: الأمر فيه واسع .
قال: قلت لأحمد : فكيف يُكتب في عنوان الكتاب ؟
قال : يُكتب : إلى أبي فلان ، ولا يكتب: لأبي فلان، ليس له معنى إذا كُتب: لأبي فلان.
قلت : فإن كتب : إلى أبي فلان حفظه اللَّه، ونحو ذلك ؟
فسهَّل في ذلك ولم يحيى به بأسًا . قلت : فإن كتب : إلى أبي فلان في سطر، وكتب تحته: فلان بن فلان ؟ فلم يعرف هذا كيف هو.
قال حرب : سألت إسحاق ، قلت: كيف أحب إليك أن يكتب عنوان الكتاب ؟
قال: يكتب: من فلان إلى فلان، فإن كان الأب والابن فإنه يبدأ بالأب. ورأيت أبا يعقوب يكتب كثيرًا: إلى أبي فلان.
قال صالح : وسئل، وأنا شاهد: يكتب لأبي فلان ؟
قال : يكتب : إلى أبي فلان أحب إليَّ .
عن ابن سيرين ، عن بعض ولد العلاء ، قال : كان العلاء بن الحضرمي عاملًا للنبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، فكان إذا كتب إليه النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - بدأ بنفسه .
قال حرب: قلت لأحمد: كيف يجب أن يكتب الرجل في صدر الكتاب ؟
فسهل في ذلك، وقال: الأمر فيه واسع .
قال: قلت لأحمد : فكيف يُكتب في عنوان الكتاب ؟
قال : يُكتب : إلى أبي فلان ، ولا يكتب: لأبي فلان، ليس له معنى إذا كُتب: لأبي فلان.
قلت : فإن كتب : إلى أبي فلان حفظه اللَّه، ونحو ذلك ؟
فسهَّل في ذلك ولم يحيى به بأسًا . قلت : فإن كتب : إلى أبي فلان في سطر، وكتب تحته: فلان بن فلان ؟ فلم يعرف هذا كيف هو.
قال حرب : سألت إسحاق ، قلت: كيف أحب إليك أن يكتب عنوان الكتاب ؟
قال: يكتب: من فلان إلى فلان، فإن كان الأب والابن فإنه يبدأ بالأب. ورأيت أبا يعقوب يكتب كثيرًا: إلى أبي فلان.
حكمــــــة
قال ابن الجوزي:..... عن ابي جعفر أحمد بن سعيد الدارمي، يقول:
كتب إليَّ أبو عبد اللَّه أحمد بن حنبل : لأبي جعفر أكرمه اللَّه ، من أحمد بن حنبل .
قال ابن الجوزي: ............. قال: أنا أبو بكر المروذي ، قال : كان أبو عبد اللَّه يكتب عنوان الكتاب: إلى أبي فلان ، وقال : هو أصوب من أن يكتب : لأبي فلان .
قال ابن الجوزي:...... قال سعيد بن يعقوب يقول : كتب إليَّ أحمد بن حنبل :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من أحمد بن محمد، إلى سعيد بن يعقوب،
أما بعد: فإن الدنيا داء، والسلطان داء، والعالم طبيب ، فإذا رأيت الطبيب يَجُرُّ الداء إلى نفسه فاحذره، والسلام عليك.
قال ابن الجوزي:............ عن حنبل، قال: كانت كتب أبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل التي يكتب بها : إلى فلان من فلان ، فسألته عن ذلك ؟
فقال : النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كتب إلى كسرى وقيصر ، وكتب كل ما كتب على ذلك ، وأصحاب النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - ، وعمر - رضي اللَّه عنه - كتب إلى عتبة بن فرقد ، وهذا الذي يكتب اليوم لفلان محدث ، لا أعرفه ، قلت : فالرجل يبدأ بنفسه ؟
قال : أما الأب فلا أحب أن يقدمه باسمه ، ولا يبدأ ولد باسمه على والده الكبير السن كذلك يوقره به ، وغير ذلك فلا بأس.
كتب إليَّ أبو عبد اللَّه أحمد بن حنبل : لأبي جعفر أكرمه اللَّه ، من أحمد بن حنبل .
قال ابن الجوزي: ............. قال: أنا أبو بكر المروذي ، قال : كان أبو عبد اللَّه يكتب عنوان الكتاب: إلى أبي فلان ، وقال : هو أصوب من أن يكتب : لأبي فلان .
قال ابن الجوزي:...... قال سعيد بن يعقوب يقول : كتب إليَّ أحمد بن حنبل :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من أحمد بن محمد، إلى سعيد بن يعقوب،
أما بعد: فإن الدنيا داء، والسلطان داء، والعالم طبيب ، فإذا رأيت الطبيب يَجُرُّ الداء إلى نفسه فاحذره، والسلام عليك.
قال ابن الجوزي:............ عن حنبل، قال: كانت كتب أبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل التي يكتب بها : إلى فلان من فلان ، فسألته عن ذلك ؟
فقال : النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كتب إلى كسرى وقيصر ، وكتب كل ما كتب على ذلك ، وأصحاب النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - ، وعمر - رضي اللَّه عنه - كتب إلى عتبة بن فرقد ، وهذا الذي يكتب اليوم لفلان محدث ، لا أعرفه ، قلت : فالرجل يبدأ بنفسه ؟
قال : أما الأب فلا أحب أن يقدمه باسمه ، ولا يبدأ ولد باسمه على والده الكبير السن كذلك يوقره به ، وغير ذلك فلا بأس.
ذكر الدعاء في الكتب (حفظه اللَّه - أبقاه اللَّه)
ذكر الدعاء في الكتب (حفظه اللَّه - أبقاه اللَّه)
قال أبو داود : رأيتُ أحمد كتب إلى عليِّ بن عبد اللَّه وأبي بكر بن أبي شيبة ، فرأيته بدأ بهما على ظهر الكتاب، كتب : إلى أبي الحسن علي بن عبد اللَّه من أحمد بن محمد بن حنبل، وكتب : إلى أبي بكر - ولم يذكر حفظه اللَّه ولا أبقاهُ اللَّه، ولا شيء من الدعاء ، من أحمد بن محمد بن حنبل .
قال ابن هانئ : وجئت أبا عبد اللَّه بكتاب من خراسان ، فإذا عنوانه : لأبي عبد اللَّه أبقاه اللَّه. فأنكره وقال: أيش هذا ؟
قال أبو داود : رأيتُ أحمد كتب إلى عليِّ بن عبد اللَّه وأبي بكر بن أبي شيبة ، فرأيته بدأ بهما على ظهر الكتاب، كتب : إلى أبي الحسن علي بن عبد اللَّه من أحمد بن محمد بن حنبل، وكتب : إلى أبي بكر - ولم يذكر حفظه اللَّه ولا أبقاهُ اللَّه، ولا شيء من الدعاء ، من أحمد بن محمد بن حنبل .
قال ابن هانئ : وجئت أبا عبد اللَّه بكتاب من خراسان ، فإذا عنوانه : لأبي عبد اللَّه أبقاه اللَّه. فأنكره وقال: أيش هذا ؟
جواز تعبير الرؤيا
جواز تعبير الرؤيا
قال حرب : قلت لأحمد : يا أبا عبد اللَّه ، الرجل يعبر الرؤيا ؟
قال : وما بأس بذلك . فرخص فيه ، وقال : إنه ينزع من القرآن . وحسنه ، وذكر أن أبا بكر ، وابن المسيب ، وابن سيرين كانوا يفعلون ذلك .
قال أحمد : وقد كان عندكم بكرمان رجل عالم بهذا .
قلت : نعم ، وفسرت له حاله ، فجعل يعجب من علمه .
وقال : لا بأس بالعبارة .
وسألت إسحاق : عن الرجل ينظر في عبارة الرؤيا فرخص فيه .
ثم قال : أخبرنا المرجَّى بن وداعة ، قال : حدثنا غالب القطان قال : قلت لمحمد بن سيرين : إنك تحسن من العبارة على ما يجبن عنه فقهاؤنا ، قال : يا ابن أخ ، ما أنفس عليك أن تعلم مثل ما أعلم ، إنما هو شيء فآخذه من القرآن ، وليس كل ما نقول كما نقول، إذا رأيت الماء فهو فتنة، وإذا رأيت السفينة فهي نجاة، وإذا رأيت اللؤلؤ فهو القرآن، وإذا رأيتَ النَّارَ فهي ثائرة، وإذا رأيتَ الخشبَ فهو نِفاق، وإذا رأيتَ العقد فهو حكمة، وإذا رأيت التاج فهو ملك، وإذا رأيت الحرب فهو الطاعون، والكسوة كلها تعجبنا وأحبها إلينا البياض، وإذا رأيت الصعود فهو هم .
قال حرب : قلت لأحمد : يا أبا عبد اللَّه ، الرجل يعبر الرؤيا ؟
قال : وما بأس بذلك . فرخص فيه ، وقال : إنه ينزع من القرآن . وحسنه ، وذكر أن أبا بكر ، وابن المسيب ، وابن سيرين كانوا يفعلون ذلك .
قال أحمد : وقد كان عندكم بكرمان رجل عالم بهذا .
قلت : نعم ، وفسرت له حاله ، فجعل يعجب من علمه .
وقال : لا بأس بالعبارة .
وسألت إسحاق : عن الرجل ينظر في عبارة الرؤيا فرخص فيه .
ثم قال : أخبرنا المرجَّى بن وداعة ، قال : حدثنا غالب القطان قال : قلت لمحمد بن سيرين : إنك تحسن من العبارة على ما يجبن عنه فقهاؤنا ، قال : يا ابن أخ ، ما أنفس عليك أن تعلم مثل ما أعلم ، إنما هو شيء فآخذه من القرآن ، وليس كل ما نقول كما نقول، إذا رأيت الماء فهو فتنة، وإذا رأيت السفينة فهي نجاة، وإذا رأيت اللؤلؤ فهو القرآن، وإذا رأيتَ النَّارَ فهي ثائرة، وإذا رأيتَ الخشبَ فهو نِفاق، وإذا رأيتَ العقد فهو حكمة، وإذا رأيت التاج فهو ملك، وإذا رأيت الحرب فهو الطاعون، والكسوة كلها تعجبنا وأحبها إلينا البياض، وإذا رأيت الصعود فهو هم .
كيف يكتب إلى أهْلِ الكتاب ؟
كيف يكتب إلى أهْلِ الكتاب ؟
قال إسحاق بن منصور: قُلْتُ: كيف نكتبُ إلى أهلِ الكتابِ ؟
قال: لا أدري كيف أقول الساعة. عاودته بعد ذَلِكَ فسكت .
قُلْتُ : حديثُ النبيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - حين كتبَ إلى قيصر ؟ قال : عَمَّن هو ؟
قُلْتُ: من حديثِ الزهريِّ ؟ .
قال: نعم، يكتبُ: السلامُ على مَنِ اتَّبعَ الهدى. قول ضعيف.
قال إسحاق : السُّنةُ في ذَلِكَ أن لا يبدأَ به إذا كتبَ إليه، ولا يكون في الكتابِ إليه إلَّا ما كان مِنْ أمر الدُّنيا، وإذا سَلَّم في الكتابِ إليه يقول: والسَّلامُ على مَنِ اتبعَ الهدى. ولا يزيد على ذَلِكَ.
قال الخلال: عن الأثرم قال: سمعت أبا عبد اللَّه يُسأل عن الكافر يكتَب إليه كتاب فيه ذكر اللَّه تعالى، وهو يمسّه بيده ؟
فقال : إنما كره أن يتناول المصحف ، فأما الكتب فقد كتب النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - إلى المشركين بذكر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ، وتلا عليهم في كتبه القرآن.
قال الخلال : ....... عن أبي طالب أنه سأل أبا عبد اللَّه :
كيف أكتب إلى اليهودي والنصراني : سلام عليك ، أو سلام على من اتبع ؟
قال : سلام على من اتبع الهدى، يذله .
وقال: ..... عن الأثرم: أن أبا عبد اللَّه قيل له : يكتب إلى النصراني: أبقاك اللَّه، وحفظك، وفقك ؟ قال : لا .
قال إسحاق بن منصور: قُلْتُ: كيف نكتبُ إلى أهلِ الكتابِ ؟
قال: لا أدري كيف أقول الساعة. عاودته بعد ذَلِكَ فسكت .
قُلْتُ : حديثُ النبيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - حين كتبَ إلى قيصر ؟ قال : عَمَّن هو ؟
قُلْتُ: من حديثِ الزهريِّ ؟ .
قال: نعم، يكتبُ: السلامُ على مَنِ اتَّبعَ الهدى. قول ضعيف.
قال إسحاق : السُّنةُ في ذَلِكَ أن لا يبدأَ به إذا كتبَ إليه، ولا يكون في الكتابِ إليه إلَّا ما كان مِنْ أمر الدُّنيا، وإذا سَلَّم في الكتابِ إليه يقول: والسَّلامُ على مَنِ اتبعَ الهدى. ولا يزيد على ذَلِكَ.
قال الخلال: عن الأثرم قال: سمعت أبا عبد اللَّه يُسأل عن الكافر يكتَب إليه كتاب فيه ذكر اللَّه تعالى، وهو يمسّه بيده ؟
فقال : إنما كره أن يتناول المصحف ، فأما الكتب فقد كتب النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - إلى المشركين بذكر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ، وتلا عليهم في كتبه القرآن.
قال الخلال : ....... عن أبي طالب أنه سأل أبا عبد اللَّه :
كيف أكتب إلى اليهودي والنصراني : سلام عليك ، أو سلام على من اتبع ؟
قال : سلام على من اتبع الهدى، يذله .
وقال: ..... عن الأثرم: أن أبا عبد اللَّه قيل له : يكتب إلى النصراني: أبقاك اللَّه، وحفظك، وفقك ؟ قال : لا .
باب التسمية والتكني / تكني من ليس له ولد
باب التسمية والتكني / تكني من ليس له ولد
عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: قال لي أبو جعفر: يا معمر، ما تكنى ؟
قال: قلت: ما اكتنيت ، وما لي من ولد ولا امرأة ولا جارية .
قال : وما يمنعك من ذلك ؟
قال: قلت : أما إن أبي يجهد على أن يزوجني أو يبتاع لي جارية، فأستحي من ذلك .
قال : فما يمنعك أن تكتني ؟
قال : قلت : حديث بلغني عن علي - رضي اللَّه عنه - .
قال: وما هو ؟
قلت: بلغنا أن عليًّا - رضي اللَّه عنه - قال : من اكتنى وليس له ولد فهو أبو جعر .
فقال أبو جعفر : ليس هذا من حديث على . إنا لنكني أولادنا في صغرهم مخافة الشرار يلحق بهم، أنا أكنيك. قال: قلت: أقبل.
قال: أنت أبو محمد.
عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: قال لي أبو جعفر: يا معمر، ما تكنى ؟
قال: قلت: ما اكتنيت ، وما لي من ولد ولا امرأة ولا جارية .
قال : وما يمنعك من ذلك ؟
قال: قلت : أما إن أبي يجهد على أن يزوجني أو يبتاع لي جارية، فأستحي من ذلك .
قال : فما يمنعك أن تكتني ؟
قال : قلت : حديث بلغني عن علي - رضي اللَّه عنه - .
قال: وما هو ؟
قلت: بلغنا أن عليًّا - رضي اللَّه عنه - قال : من اكتنى وليس له ولد فهو أبو جعر .
فقال أبو جعفر : ليس هذا من حديث على . إنا لنكني أولادنا في صغرهم مخافة الشرار يلحق بهم، أنا أكنيك. قال: قلت: أقبل.
قال: أنت أبو محمد.
التكني بأبي القاسم أو بأبي محمد أو أبي عيسى
التكني بأبي القاسم أو بأبي محمد أو أبي عيسى
قال إسحاق بن منصورْ قُلْتُ: تكره أن يكنّى بأبي القاسم أو بأبي عيسى ؟
قال : عمر - رضي اللَّه عنه - عنه :
كره أبا عيسى ، وأما إذا لم يكن اسمه محمدًا فهو أهون، وهو يثقل عليَّ - يعني : أن يكنى بأبي القاسم.
قال إسحاق: كما قال.
قال أبو الفضل صالح : قلت : رجل يكتني بأبي القاسم ؟
قال : قد رخص بعض الناس في ذلك ، والذي يعجبنا ألا يفعل ، وروى بعض الناس: " ولا تجمعوا بين اسمي وكنيتي " .
نقل حنبل عنه : لا يكني ولده بأبي القاسم ؛ لأنه يروى عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - أنه نهى عنه.
سأله علي بن سعيد عن الحديث : " تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي " هو أن يجمع ببن اسمه وكنيته أو يفرد أحدهما، فقال: آخر الحديث: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي ".
قال عثمان بن سعيد الدارمي: رأيت أحمد بن حنبل يذهب إلى كراهية الاكتناء بأبي القاسم .
قال إسحاق بن منصورْ قُلْتُ: تكره أن يكنّى بأبي القاسم أو بأبي عيسى ؟
قال : عمر - رضي اللَّه عنه - عنه :
كره أبا عيسى ، وأما إذا لم يكن اسمه محمدًا فهو أهون، وهو يثقل عليَّ - يعني : أن يكنى بأبي القاسم.
قال إسحاق: كما قال.
قال أبو الفضل صالح : قلت : رجل يكتني بأبي القاسم ؟
قال : قد رخص بعض الناس في ذلك ، والذي يعجبنا ألا يفعل ، وروى بعض الناس: " ولا تجمعوا بين اسمي وكنيتي " .
نقل حنبل عنه : لا يكني ولده بأبي القاسم ؛ لأنه يروى عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - أنه نهى عنه.
سأله علي بن سعيد عن الحديث : " تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي " هو أن يجمع ببن اسمه وكنيته أو يفرد أحدهما، فقال: آخر الحديث: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي ".
قال عثمان بن سعيد الدارمي: رأيت أحمد بن حنبل يذهب إلى كراهية الاكتناء بأبي القاسم .
تكنية المرأة والصبي
تكنية المرأة والصبي
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ : تكتني المرأة ؟
قال: عائشةُ - رضي اللَّه عنها - كناها النبيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - أم عبد اللَّه .
قال إسحاق : حسن كما قال .
وعن عائشة قالت : قال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " ألا تكتنين ؟ قلت: بمن أكتنى ؟ قال: اكتني بابنك عبد اللَّه " - يعني: ابن الزبير .
قال : فكانت تكنى بأم عبد اللَّه .
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ : تكتني المرأة ؟
قال: عائشةُ - رضي اللَّه عنها - كناها النبيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - أم عبد اللَّه .
قال إسحاق : حسن كما قال .
وعن عائشة قالت : قال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " ألا تكتنين ؟ قلت: بمن أكتنى ؟ قال: اكتني بابنك عبد اللَّه " - يعني: ابن الزبير .
قال : فكانت تكنى بأم عبد اللَّه .
حكمــــــة
قال حرب:
قلت : فالصبي يكنى ؟ قال: نعم ، أليس قد قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم -: " أبا عُمَيْرٍ ما فَعَلَ النُّغَيْرُ " .
روى حَنْبَلٌ عنه : لا بأْسَ أَنْ يُكْنَى الصَّبِيُّ ، قال النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - لِأَبِي عُمَيْرٍ
وَكانَ صَغِيرًا: "يا أبا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ".
قلت : فالصبي يكنى ؟ قال: نعم ، أليس قد قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم -: " أبا عُمَيْرٍ ما فَعَلَ النُّغَيْرُ " .
روى حَنْبَلٌ عنه : لا بأْسَ أَنْ يُكْنَى الصَّبِيُّ ، قال النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - لِأَبِي عُمَيْرٍ
وَكانَ صَغِيرًا: "يا أبا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ".
المكروه من الكنى والأسماء
المكروه من الكنى والأسماء
قال حرب: قلتُ لإسحاق: فالرجل يقول للمشرك: إنه رجل عاقل ؟
قال: لا ينبغي أن يقال ؛ لأنه ليست لهم عقول .
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول : سألت أبا عمرو الشيباني عن قوله - صلى اللَّه عليه وسلم -: " أخنع اسم عند اللَّه يوم القيامة: رجل تسمى بملك الأملاك " ، فقال: أوضع اسم.
قال حرب: قلتُ لإسحاق: فالرجل يقول للمشرك: إنه رجل عاقل ؟
قال: لا ينبغي أن يقال ؛ لأنه ليست لهم عقول .
قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول : سألت أبا عمرو الشيباني عن قوله - صلى اللَّه عليه وسلم -: " أخنع اسم عند اللَّه يوم القيامة: رجل تسمى بملك الأملاك " ، فقال: أوضع اسم.
فيمن له لقب لا يُعرف إلَّا به، وهو لا يكرهه
فيمن له لقب لا يُعرف إلَّا به، وهو لا يكرهه
قال أبو داود : سمعت أحمد سُئل عن الرجل يكون له اللقب لا يعرف إلَّا به ولا يكرهه ؟
قال : أليس يقال : سليمان الأعمش وحميد الطويل ؟ ! كأنه لا يرى به بأسًا .
سألت أحمد عنه مرة أخرى فرخص فيه .
قال أحمد : كان يكره أن يقول: الأعمش، قال الفضيل، زعموا كان يقول: سليمان.
قال أبو داود : سمعت أحمد سُئل عن الرجل يكون له اللقب لا يعرف إلَّا به ولا يكرهه ؟
قال : أليس يقال : سليمان الأعمش وحميد الطويل ؟ ! كأنه لا يرى به بأسًا .
سألت أحمد عنه مرة أخرى فرخص فيه .
قال أحمد : كان يكره أن يقول: الأعمش، قال الفضيل، زعموا كان يقول: سليمان.
حكمــــــة
عن هشام بن عروة، عن أبيه قال :
مكتوب في الحكمة : بُنَيَّ، لتكن كلمتك طيبة ، وليكن وجهك بسيطًا ، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء ، وقال : مكتوب في الحكمة ، أو في التوراة : الرفق رأس الحكمة ، وقال : مكتوب في التوراة : كما تَرحمون تُرحمون، وكما تزرعون تحصدون، وقال: مكتوب في الحكمة: أحب خليلك، وخليل أبيك.
مكتوب في الحكمة : بُنَيَّ، لتكن كلمتك طيبة ، وليكن وجهك بسيطًا ، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء ، وقال : مكتوب في الحكمة ، أو في التوراة : الرفق رأس الحكمة ، وقال : مكتوب في التوراة : كما تَرحمون تُرحمون، وكما تزرعون تحصدون، وقال: مكتوب في الحكمة: أحب خليلك، وخليل أبيك.
حكمــــــة
عن أم الدرداء رضي الله عنها عن أبي الدرداء رضي الله عنه قالت :
بات أبو الدرداء الليلة يصلي، فجعل يبكي ، ويقول : اللهم أحسنت خَلْقي فأحسن خُلُقي ، حتَّى أصبح، فقلت: يا أبا الدرداء ما كان دعاؤك منذ الليلة إلَّا في حسن الخلق ، قال : يا أم الدرداء إن العبد المسلم يحسن خلقه حتَّى يدخله حسن خلقه الجنّة ، ويسوء خلقه حتَّى يدخله سوء خلقه النار، وإن العبد المسلم ليغفر له، وهو نائم، قال: قلت : وكيف ذاك يا أبا الدرداء ؟ قال : يقوم أخوه من الليل ، فيتهجد ، فيدعو اللَّه ؟ فيستجيب له ويدعو لأبيه ، فيستجيب له .
بات أبو الدرداء الليلة يصلي، فجعل يبكي ، ويقول : اللهم أحسنت خَلْقي فأحسن خُلُقي ، حتَّى أصبح، فقلت: يا أبا الدرداء ما كان دعاؤك منذ الليلة إلَّا في حسن الخلق ، قال : يا أم الدرداء إن العبد المسلم يحسن خلقه حتَّى يدخله حسن خلقه الجنّة ، ويسوء خلقه حتَّى يدخله سوء خلقه النار، وإن العبد المسلم ليغفر له، وهو نائم، قال: قلت : وكيف ذاك يا أبا الدرداء ؟ قال : يقوم أخوه من الليل ، فيتهجد ، فيدعو اللَّه ؟ فيستجيب له ويدعو لأبيه ، فيستجيب له .
حكمــــــة
قال خُلَيْد بن عبد اللَّه العصري (ابن دَعْلج) رحمه الله قال:
تلقى المؤمن عقيفًا سئولًا، وتلقاه عزيزًا ذليلًا ، وتلقاه غنيًا فقيرًا،
قال:
تلقاه عفيفًا عن الناس، سئولًا إلى ربه، وتلقاه ذليلًا لربه عزيزًا في نفسه، وتلقاه غنيًا عن الناس فقيرًا إلى ربه، قال قتادة: تلك أخلاق المؤمنين، وهو أحسن الناس معرفة، وأهونه مئونة.
تلقى المؤمن عقيفًا سئولًا، وتلقاه عزيزًا ذليلًا ، وتلقاه غنيًا فقيرًا،
قال:
تلقاه عفيفًا عن الناس، سئولًا إلى ربه، وتلقاه ذليلًا لربه عزيزًا في نفسه، وتلقاه غنيًا عن الناس فقيرًا إلى ربه، قال قتادة: تلك أخلاق المؤمنين، وهو أحسن الناس معرفة، وأهونه مئونة.
حكمــــــة
قال المروذي:
كان أبو عبد اللَّه لا يَجهل ، وإن جُهل عليه احتمل وحلم ، ويقول :
يكفيني اللَّه، ولم يكن بالحقود، ولا العجول، ولقد وقع بين عمه وجيرانه منازعة، فكانوا يجيئون إلى أبي عبد اللَّه، فلا يُظهر لهم ميله إلى عمه ، ولا يغضب لعمه ويلقاهم بما يعرفونه من الكرامة،
وكان أبو عبد اللَّه كثير التواضع يحب الفقراء ، لم أر الفقير في مجلس أحد أعز منه في مجلسه، مائل إليهم، مُقْصِرٌ عن أهل الدنيا، تعلوه السكينة والوقار، وإذا جلس في مجلسه بعد العصر لا يتكلم حتَّى يُسأل، وإذا خرج إلى مجلسه لم يتصدر، يقعد حيث انتهى به المجلس .
وصحبته في السفر والحضر، وكان حسن الخلق، دائم البشر، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، وكان يحب في اللَّه ويبغض في اللَّه، وكان إذا أحب رجلًا أحب له ما يحب لنفسه، وكره له ما يكره لنفسه، ولم يمنعه حبه له أن يأخذ على يديه ويكفه عن ظلم أو إثم أو مكروه إن كان منه، وكان إذا بلغه عن رجل صلاح أو زهد أو اتباع
الأثر سأل عنه ، وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة، وكان رجلًا وطيئًا إذا كان حديث لا يرضاه اضطرب لذلك، وتبين التغير في وجهه غضبًا للَّه، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها ، فإذا كان في أمر من الدين اشتد غضبه له . وكان أبو عبد اللَّه حسن الجوار ، يؤذى فيصبر، ويحتمل الأذى من الجيران.
كان أبو عبد اللَّه لا يَجهل ، وإن جُهل عليه احتمل وحلم ، ويقول :
يكفيني اللَّه، ولم يكن بالحقود، ولا العجول، ولقد وقع بين عمه وجيرانه منازعة، فكانوا يجيئون إلى أبي عبد اللَّه، فلا يُظهر لهم ميله إلى عمه ، ولا يغضب لعمه ويلقاهم بما يعرفونه من الكرامة،
وكان أبو عبد اللَّه كثير التواضع يحب الفقراء ، لم أر الفقير في مجلس أحد أعز منه في مجلسه، مائل إليهم، مُقْصِرٌ عن أهل الدنيا، تعلوه السكينة والوقار، وإذا جلس في مجلسه بعد العصر لا يتكلم حتَّى يُسأل، وإذا خرج إلى مجلسه لم يتصدر، يقعد حيث انتهى به المجلس .
وصحبته في السفر والحضر، وكان حسن الخلق، دائم البشر، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، وكان يحب في اللَّه ويبغض في اللَّه، وكان إذا أحب رجلًا أحب له ما يحب لنفسه، وكره له ما يكره لنفسه، ولم يمنعه حبه له أن يأخذ على يديه ويكفه عن ظلم أو إثم أو مكروه إن كان منه، وكان إذا بلغه عن رجل صلاح أو زهد أو اتباع
الأثر سأل عنه ، وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة، وكان رجلًا وطيئًا إذا كان حديث لا يرضاه اضطرب لذلك، وتبين التغير في وجهه غضبًا للَّه، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها ، فإذا كان في أمر من الدين اشتد غضبه له . وكان أبو عبد اللَّه حسن الجوار ، يؤذى فيصبر، ويحتمل الأذى من الجيران.
خُلق العفو
خُلق العفو
قال أبو الفضل صالح:
دخلت على أبي يوما فقلت :
بلغني أن رجلًا جاء إلى فضل الأنماطي، فقال له: اجعلني في حل إذا لم أقم بنصرتك فقال فضل : لا جعلت أحدًا في حل، فتبسم أبي وسكت . فلما كان بعد أيام قال لي: مررت بهذِه الآية {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} ، فنظرت في تفسيرها ، فإذا هو ما حدثني به هاشم بن القاسم، حدثني المبارك، حدثني من سمع الحسن يقول : إذا جئت الأمم بين يدي رب العالمين يوم القيامة، ونودوا: ليقم من أجره على اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فلا يقوم إلَّا من عفا في الدنيا .
قال أبي: فجعلت الميت في حل من ضربه إياي، ثم جعل يقول: وما على رجل ألا يعذب اللَّه تعالى بسببه أحدًا.
قال أبو الفضل صالح:
دخلت على أبي يوما فقلت :
بلغني أن رجلًا جاء إلى فضل الأنماطي، فقال له: اجعلني في حل إذا لم أقم بنصرتك فقال فضل : لا جعلت أحدًا في حل، فتبسم أبي وسكت . فلما كان بعد أيام قال لي: مررت بهذِه الآية {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} ، فنظرت في تفسيرها ، فإذا هو ما حدثني به هاشم بن القاسم، حدثني المبارك، حدثني من سمع الحسن يقول : إذا جئت الأمم بين يدي رب العالمين يوم القيامة، ونودوا: ليقم من أجره على اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فلا يقوم إلَّا من عفا في الدنيا .
قال أبي: فجعلت الميت في حل من ضربه إياي، ثم جعل يقول: وما على رجل ألا يعذب اللَّه تعالى بسببه أحدًا.
حكمــــــة
غضب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يوما على رجل غضبًا شديدًا فبعث إليه ، فأتى به، فجرده ومده في الحبال، ثم دعا بالسياط حتَّى إذا قلنا هو ضاربه قال : خلوا سبيله ، أما أني لولا أني غضبان لسؤته قال : وتلا هذِه الآية : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }.
حكمــــــة
عن أبي صالح الحنفي قال : قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" إنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ رحيمٌ ، لا يضعُ رحمتَه إلَّا على رحيم ، ولا يدخلُ الجنّةَ إلَّا رحيما " قالوا : يا رسول اللَّه، إنا لنرحم أموالنا وأهلينا قال : ليس بذلك ولكن ما قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }.
" إنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ رحيمٌ ، لا يضعُ رحمتَه إلَّا على رحيم ، ولا يدخلُ الجنّةَ إلَّا رحيما " قالوا : يا رسول اللَّه، إنا لنرحم أموالنا وأهلينا قال : ليس بذلك ولكن ما قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }.
الستر على المسيء
الستر على المسيء
قال ابن هانئ: وسألته عن : " من ستر على أخيه عورة، فكأنما أحيا موءودة " ؟
قال : كان أهل الجاهلية يقتلون البنات ، ويستحيون الرجال ، فهذا معناه .
قال الفضل بن زياد: قلت لأحمد: إذا علم من الرجل الفجور أيخبر به الناس ؟
قال : لا ، بل يستر عليه إلا أن يكون داعية .
قال المروذي : قلت لأبي عبد اللَّه : اطَّلعنا من رجل على فجور، وهو يتقدم يصلي بالناس ، أخرج من خلفه ؟ قال : اخرج من خلفه خروجًا لا تفحش عليه.
قال ابن هانئ: وسألته عن : " من ستر على أخيه عورة، فكأنما أحيا موءودة " ؟
قال : كان أهل الجاهلية يقتلون البنات ، ويستحيون الرجال ، فهذا معناه .
قال الفضل بن زياد: قلت لأحمد: إذا علم من الرجل الفجور أيخبر به الناس ؟
قال : لا ، بل يستر عليه إلا أن يكون داعية .
قال المروذي : قلت لأبي عبد اللَّه : اطَّلعنا من رجل على فجور، وهو يتقدم يصلي بالناس ، أخرج من خلفه ؟ قال : اخرج من خلفه خروجًا لا تفحش عليه.
حكمــــــة
عن حفصة بنت سيرين رحمها الله قالت :
كان محمد ـ يعني ابن سيرين ـ إذا دخل على أمه لم يكلمها بلسانه كله تحشمًا لها .
«لَمْ يُكَلِّمْهَا بِلِسَانِهِ كُلِّهِ » : كناية عن شدة الخفض في الصوت والمبالغة في التواضع عند الحديث.
ويقابلها « بلسانه كله »: أو يتكلم "بملء فيه" أو "بلسانه كله" هو الذي يتحدث بصوت جهوري، قوي، فصيح، وبجرأة وانطلاق .
كان محمد ـ يعني ابن سيرين ـ إذا دخل على أمه لم يكلمها بلسانه كله تحشمًا لها .
«لَمْ يُكَلِّمْهَا بِلِسَانِهِ كُلِّهِ » : كناية عن شدة الخفض في الصوت والمبالغة في التواضع عند الحديث.
ويقابلها « بلسانه كله »: أو يتكلم "بملء فيه" أو "بلسانه كله" هو الذي يتحدث بصوت جهوري، قوي، فصيح، وبجرأة وانطلاق .
حكمــــــة
عن سهل بن أسلم العدوي رحمه الله قال:
عزاني عوف الأعرابي في أبي ، فقال لي:
اعلم أن بعد هذا التفريق اجتماعًا ، فإن استطعت أن تلق أباك وأنت لا تستحيي منه فافعل ؛
إن كان له وصية فأنفذها، أو أمانة فأدها ، أو دين فاقضه ، أو رحم فصلها .
واعلم أن بعد ذلك الاجتماع تفرقا ثم اجتماع لا تفرق بعده ، أو تفرق لا اجتماع بعده .
عزاني عوف الأعرابي في أبي ، فقال لي:
اعلم أن بعد هذا التفريق اجتماعًا ، فإن استطعت أن تلق أباك وأنت لا تستحيي منه فافعل ؛
إن كان له وصية فأنفذها، أو أمانة فأدها ، أو دين فاقضه ، أو رحم فصلها .
واعلم أن بعد ذلك الاجتماع تفرقا ثم اجتماع لا تفرق بعده ، أو تفرق لا اجتماع بعده .
حكمــــــة
قال الميموني : قلت لأبي عبد اللَّه ، كان الشافعي يقول : بر الوالدين فرض ؟
قال : لا أدري.
قلت : فمالِك ؟ قال: ولا أدري .
قلت : فتعلم أن أحدًا قال: فرض ؟ قال : لا أعلمه .
قلت : ما تقول أنت فرض ؟ قال : فرض ! هكذا ! ولكن أقول : واجب ما لم يكن معصية .
ثم قال أبو عبد اللَّه : قال اللَّه تبارك وتعالى : { فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا } { أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } .
وبر الوالدين واجب شرعي محتم، لكن الإمام أحمد لا يسميه "فرضاً" اصطلاحاً ؛ لأن الفرض عنده يختص بأركان الإسلام ؛ أو بما له حدود مقدرة. أو تورعه عن لفظ لم يسبق إليه .
قال : لا أدري.
قلت : فمالِك ؟ قال: ولا أدري .
قلت : فتعلم أن أحدًا قال: فرض ؟ قال : لا أعلمه .
قلت : ما تقول أنت فرض ؟ قال : فرض ! هكذا ! ولكن أقول : واجب ما لم يكن معصية .
ثم قال أبو عبد اللَّه : قال اللَّه تبارك وتعالى : { فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا } { أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } .
وبر الوالدين واجب شرعي محتم، لكن الإمام أحمد لا يسميه "فرضاً" اصطلاحاً ؛ لأن الفرض عنده يختص بأركان الإسلام ؛ أو بما له حدود مقدرة. أو تورعه عن لفظ لم يسبق إليه .
حكمــــــة
قال ابن هانئ:
سألته عن الرجل يكون له أبوان موسران يريد أن يطلب الحديث ، فلا يأذنون له في طلب الحديث ؟
قال : يطلب منه بقدر ما ينفعه .
قال المروذي : وسمعت أبا عبد اللَّه وسئل عن رجل له والدة، يستأذنها أن يرحل يطلب العلم ؟ فقال: إن كان جاهلًا، لا يدري كيف يطلق ولا يصلي، فطلب العلم أوجب، وإن كان عرف، فالمقام عليها أحب إلي .
قلت : فإن كان يرى المنكر فلا يقدر أن يغيره ؟ قال : يستأذنها، فإن أذنت له خرج .
سألته عن الرجل يكون له أبوان موسران يريد أن يطلب الحديث ، فلا يأذنون له في طلب الحديث ؟
قال : يطلب منه بقدر ما ينفعه .
قال المروذي : وسمعت أبا عبد اللَّه وسئل عن رجل له والدة، يستأذنها أن يرحل يطلب العلم ؟ فقال: إن كان جاهلًا، لا يدري كيف يطلق ولا يصلي، فطلب العلم أوجب، وإن كان عرف، فالمقام عليها أحب إلي .
قلت : فإن كان يرى المنكر فلا يقدر أن يغيره ؟ قال : يستأذنها، فإن أذنت له خرج .
حكمــــــة
قال المروذي: وأدخلت على أبي عبد اللَّه رجلًا - وهو حطاب - فقال : إن لي إخوة ، وكسبهم من الشبهة ، فربما طبخت أمُّنا، وتسألنا أن نجتمع ، ونأكل .
فقال له : هذا موضع بِشر (ابن الحارث) ، لو كان حيّا كان موضعًا تسأله، أسأل اللَّه ألا يمقتنا، ولكن تأتي أبا الحسن عبد الوهاب (عبد الوهاب بن عبد الحكم صاحب الإمام أحمد) فتسأله .
فقال له الرجل: فتخبرني بما في العلم .
قال : قد روي عن الحسن البصري رحمه الله:
إذا استأذن والدته في الجهاد (الكفائي)، فأذنت له ، وعلم أن هواها في المقام، فليقم .
فقال له : هذا موضع بِشر (ابن الحارث) ، لو كان حيّا كان موضعًا تسأله، أسأل اللَّه ألا يمقتنا، ولكن تأتي أبا الحسن عبد الوهاب (عبد الوهاب بن عبد الحكم صاحب الإمام أحمد) فتسأله .
فقال له الرجل: فتخبرني بما في العلم .
قال : قد روي عن الحسن البصري رحمه الله:
إذا استأذن والدته في الجهاد (الكفائي)، فأذنت له ، وعلم أن هواها في المقام، فليقم .
حكمــــــة
قال ابن هانئ :
سألت أبا عبد اللَّه عن الرجل يُهدى لأمه الشيء ، وهو شبهة ، فتعزم على ابنها أن يأكل ، وهو يعلم أنه كسب يخالطه شبهة ؟
فقال : إذا علم أنه حرام بعينه ، فلا يأكل منه .
قال المروذي : قلت لأبي عبد اللَّه: هل للوالدين طاعة في الشبهة ؟
فقال: في مثل الأكل ؟ فقلت: نعم. قال : ما أحب أن يقيم معهما عليها ، وما أحب أن يعصيهما، يداريهما ، ولا ينبغي للرجل أن يقيم على الشبهة مع والديه لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:
" من ترك الشبهة فقد أستبرأ لدينه وعرضه " ، ولكن يداري بالشيء بعد الشيء ، فأنا أن يقيم معهما عليها فلا .
سألت أبا عبد اللَّه عن الرجل يُهدى لأمه الشيء ، وهو شبهة ، فتعزم على ابنها أن يأكل ، وهو يعلم أنه كسب يخالطه شبهة ؟
فقال : إذا علم أنه حرام بعينه ، فلا يأكل منه .
قال المروذي : قلت لأبي عبد اللَّه: هل للوالدين طاعة في الشبهة ؟
فقال: في مثل الأكل ؟ فقلت: نعم. قال : ما أحب أن يقيم معهما عليها ، وما أحب أن يعصيهما، يداريهما ، ولا ينبغي للرجل أن يقيم على الشبهة مع والديه لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:
" من ترك الشبهة فقد أستبرأ لدينه وعرضه " ، ولكن يداري بالشيء بعد الشيء ، فأنا أن يقيم معهما عليها فلا .
حكمــــــة
قال المروذي :
وسألت أبا عبد اللَّه عن الرجل له والدان يسألانه أن يأكل معهما - أعني : من الشبهة ؟
فقال : يداريهما .
قلت: فإن لم يطعهما، عليه فيه شيء ؟ قال : ما أحب أن يعصيهما، يداريهما . عن عطية السعدي - وكانت له صحبة - قال : قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: " لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس " .
عن عباس بن خليد قال : قال أبو الدرداء رضي الله عنه: أن إتمام التقوى، أن يتقي اللَّه العبد في مثقال ذرة، حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حرامًا ، يكون حجابًا بينه وبين الحرام ، فإن اللَّه عز وجل قد بين للعباد الذي مصيرهم إليه.
وسألت أبا عبد اللَّه عن الرجل له والدان يسألانه أن يأكل معهما - أعني : من الشبهة ؟
فقال : يداريهما .
قلت: فإن لم يطعهما، عليه فيه شيء ؟ قال : ما أحب أن يعصيهما، يداريهما . عن عطية السعدي - وكانت له صحبة - قال : قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: " لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس " .
عن عباس بن خليد قال : قال أبو الدرداء رضي الله عنه: أن إتمام التقوى، أن يتقي اللَّه العبد في مثقال ذرة، حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حرامًا ، يكون حجابًا بينه وبين الحرام ، فإن اللَّه عز وجل قد بين للعباد الذي مصيرهم إليه.

