الجامع لعلوم الإمام أحمد - الأدب والزهد لخالد الرباط وآخرين ج 1
A
حكمــــــة
قال أبو موسى هارون بن عبد اللَّه السمسار:
مرض شاب، فوصف له الترفق - دواء يصب عليه من هذا المسكر - فامتنع الشاب أن يشرب وكانت له معرفة ، فحلف عليه أبوه ، وقال: أمه طالق ثلاثًا إن لم يشربه .
قال أبو موسى : فجاءوني، فأتيت أبا عبد اللَّه أسأله عن هذِه المسألة، فسألته ؟ فالتفت إليَّ مغضبًا، ثم قال: تريد مني أن أرخص له في شرب الحرام ؟ لا يشربه .
مرض شاب، فوصف له الترفق - دواء يصب عليه من هذا المسكر - فامتنع الشاب أن يشرب وكانت له معرفة ، فحلف عليه أبوه ، وقال: أمه طالق ثلاثًا إن لم يشربه .
قال أبو موسى : فجاءوني، فأتيت أبا عبد اللَّه أسأله عن هذِه المسألة، فسألته ؟ فالتفت إليَّ مغضبًا، ثم قال: تريد مني أن أرخص له في شرب الحرام ؟ لا يشربه .
حكمــــــة
روى أبو الحارث عنه : في رجل تسأله أمه أن "يشترى لها مِلْحَفة للخروج . قال: إن كان خروجها في باب من أبواب البر كعيادة مريض أو جار أو قرابة لأمر واجب: لا بأس ،
وإن كان غير ذلك، فلا يعينها على الخروج.
وروى جعفر بن محمد النسائي :
قيل له : إن أمرني أبي بإتيان السلطان ، له عليَّ طاعة.
قال : لا .
وإن كان غير ذلك، فلا يعينها على الخروج.
وروى جعفر بن محمد النسائي :
قيل له : إن أمرني أبي بإتيان السلطان ، له عليَّ طاعة.
قال : لا .
إذا أمراه بترك صوم أَو صلاة النفل ؟
إذا أمراه بترك صوم أَو صلاة النفل ؟
نقل عنه أبو الحارث في رجل يصوم التطوع ، فسأله أبواه أو أحدهما أن يفطر ؟
قال : يُروى عن الحسن أنه قال : يفطر ، وله أجر البر وأجر الصوم إذا أفطر .
روى عنه هارون بن عبد اللَّه : في غلام يصوم وأبواه ينهيانه .
قال : ما يعجبني أن يصوم إذا نهياه ، لا أحب أن ينهياه - يعني: عن التطوع .
نقل عنه أبو الحارث في رجل يصوم التطوع ، فسأله أبواه أو أحدهما أن يفطر ؟
قال : يُروى عن الحسن أنه قال : يفطر ، وله أجر البر وأجر الصوم إذا أفطر .
روى عنه هارون بن عبد اللَّه : في غلام يصوم وأبواه ينهيانه .
قال : ما يعجبني أن يصوم إذا نهياه ، لا أحب أن ينهياه - يعني: عن التطوع .
أمر الوالدين بالمعروف ونهيهما عن المنكر
أمر الوالدين بالمعروف ونهيهما عن المنكر
قال أبو داود : سمعت أحمد سئل عن رجل له والدة تسيء الصلاة والوضوء ؟
قال: يأمرها ويعلمها .
قال : تأبى أن يعلمها ، تقول : أنا أكبر منك ، تعلمني ؟
قال : فترى له أن يهجرها ، أو يضربها على ذلك ؟
قال : لا ، ولكن يعلمها ، ويقول لها وجعل يأمره أن يأمرها بالرفق .
قال أبو داود : سمعت أحمد سئل عن رجل له والدة تسيء الصلاة والوضوء ؟
قال: يأمرها ويعلمها .
قال : تأبى أن يعلمها ، تقول : أنا أكبر منك ، تعلمني ؟
قال : فترى له أن يهجرها ، أو يضربها على ذلك ؟
قال : لا ، ولكن يعلمها ، ويقول لها وجعل يأمره أن يأمرها بالرفق .
حكمــــــة
قال ابن هانئ : وسألته عن رجل له أبوان ولهما كَرْم، وهما يعصران عنبه ، ويجعلانه خمرًا، فيبيعانه، أفيأكل من مالهما ؟
قال: يأمرهم وينهاهم، فإن لم يقبلا منه، يخرج ، لا يأوي معهم .
قال المروذي : وسمعت أبا عبد اللَّه : وسئل عن رجل له أب مُربٍ ، ويرسله يتقاضى له ، ترى أن يفعل ؟
قال : لا ، ولكن يقول له : لا أذهب حتى تتوب .
قال: يأمرهم وينهاهم، فإن لم يقبلا منه، يخرج ، لا يأوي معهم .
قال المروذي : وسمعت أبا عبد اللَّه : وسئل عن رجل له أب مُربٍ ، ويرسله يتقاضى له ، ترى أن يفعل ؟
قال : لا ، ولكن يقول له : لا أذهب حتى تتوب .
حكمــــــة
قال حرب : قلت لإسحاق : الرجل يأمر أباه بالمعروف وينهاه عن المنكر ؟
قال : في رفق ، عظه ، ولا تفعله على رءوس الناس .
روى يوسف بن موسى عنه قال : يأمر أبويه بالمعروف وينهاهما عن المنكر .
وروى حنبل عنه قال : إذا رأى أباه على أمر يكرهه ،
يكلمه بغير عنف ولا إساءة ، ولا يغلظ له في الكلام ، ليس الأب كالأجنبي.
قال : في رفق ، عظه ، ولا تفعله على رءوس الناس .
روى يوسف بن موسى عنه قال : يأمر أبويه بالمعروف وينهاهما عن المنكر .
وروى حنبل عنه قال : إذا رأى أباه على أمر يكرهه ،
يكلمه بغير عنف ولا إساءة ، ولا يغلظ له في الكلام ، ليس الأب كالأجنبي.
يستحب أن يستأذن الصبي إذا بلغ
يستحب أن يستأذن الصبي إذا بلغ
قال الخلال : وأخبرني عبد الملك بن عبد الحميد أنه قال لأبي عبد اللَّه في الغلام سن عشر ؟
قا ل : تضربه على الصلاة لعشر.
قلت : يُفرق بينهم في المضاجع لعشر ؟
قال : نعم ، إذا ضربوا على الصلاة ، فُرَّق بينهم في المضاجع .
قلت : وإذا كان رجلًا ، أستأذن ؟
قال : إني لأجما أن يستأذن ، وما أكره ذاك .
و" أَجْمَأَ " قد تأتي بمعنى : أحبَّ واستحسن .
قال الخلال : وأخبرني عبد الملك بن عبد الحميد أنه قال لأبي عبد اللَّه في الغلام سن عشر ؟
قا ل : تضربه على الصلاة لعشر.
قلت : يُفرق بينهم في المضاجع لعشر ؟
قال : نعم ، إذا ضربوا على الصلاة ، فُرَّق بينهم في المضاجع .
قلت : وإذا كان رجلًا ، أستأذن ؟
قال : إني لأجما أن يستأذن ، وما أكره ذاك .
و" أَجْمَأَ " قد تأتي بمعنى : أحبَّ واستحسن .
حكمــــــة
قال مثنى بن جامع :
قلت لأبي عبد اللَّه : الرجل يكون له القرابة من النساء ، فلا يقومون بين يديه ، فأيش يجب عليه من برهم ؟ وفي كم ينبغي أن يأتيهم ؟ قال : اللطف والسلام .
وقال الفضل بن عبد الصمد لأبي عبد اللَّه : رجل له إخوة وأخوات بأرض غصب ، ترى أن يزورهم ؟
قال :
نعم، ويزورهم ويراودهم على الخروج منها ، فإن أجابوا إلى ذلك وإلا لم يقم معهم ، ولا يدع زيارتهم .
قلت لأبي عبد اللَّه : الرجل يكون له القرابة من النساء ، فلا يقومون بين يديه ، فأيش يجب عليه من برهم ؟ وفي كم ينبغي أن يأتيهم ؟ قال : اللطف والسلام .
وقال الفضل بن عبد الصمد لأبي عبد اللَّه : رجل له إخوة وأخوات بأرض غصب ، ترى أن يزورهم ؟
قال :
نعم، ويزورهم ويراودهم على الخروج منها ، فإن أجابوا إلى ذلك وإلا لم يقم معهم ، ولا يدع زيارتهم .
باب معاملة الجار / حد الجوار
باب معاملة الجار
حد الجوار
قال ابن هانئ وسئل عن حديث النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - في الجوار ؟
قال: أربعين دارًا يمنة، ويسرة، وقدام، وخلف .
قال عبد اللَّه : سألت أبي عن رجل أوصى أن يفرق من ثلثه في جيرانه ؛ فما حد الجوار عندك ؟
فقال : حد الجوار ثلاثون دارًا حول دارك ، وأشار بيده وأدارها .
حد الجوار
قال ابن هانئ وسئل عن حديث النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - في الجوار ؟
قال: أربعين دارًا يمنة، ويسرة، وقدام، وخلف .
قال عبد اللَّه : سألت أبي عن رجل أوصى أن يفرق من ثلثه في جيرانه ؛ فما حد الجوار عندك ؟
فقال : حد الجوار ثلاثون دارًا حول دارك ، وأشار بيده وأدارها .
باب صلة الأرحام
باب صلة الأرحام
قال المروذي :
أدخلت على أبي عبد اللَّه رجلًا قدم من الثغر، فقال : لي قرابة بالمراغة ، فترى لي أن ارجع إلى الثغر ، أو ترى أن أذهب ، فأسلم على قرابتي ، وإنما جئت قاصدًا لأسألك ؟
فقال له أبو عبد اللَّه : قد روي:
" صلوا أرحامكم ولو بالسلام " ، استخر اللَّه، واذهب فسلم عليهم .
قال المروذي :
أدخلت على أبي عبد اللَّه رجلًا قدم من الثغر، فقال : لي قرابة بالمراغة ، فترى لي أن ارجع إلى الثغر ، أو ترى أن أذهب ، فأسلم على قرابتي ، وإنما جئت قاصدًا لأسألك ؟
فقال له أبو عبد اللَّه : قد روي:
" صلوا أرحامكم ولو بالسلام " ، استخر اللَّه، واذهب فسلم عليهم .
ضربهم على الصلاة ، والتفريق بينهم في المضاجع
ضربهم على الصلاة، والتفريق بينهم في المضاجع
عن جعفر بن محمد قال :
سمعت أبا عبد اللَّه وسئل عن الغلام إذا بلغ عشر سنين ،
قال : يُفرق بينهم في المضاجع، ويُضرب على الصلاة .
قال بكر بن محمد قال : سئل أبو عبد اللَّه : في كم يؤمر الصبي بالصلاة ؟
فذكر الجواب قال : ويُفرق بينهم في المضاجع لعشر ؛ الغلام عن الغلام ، والجاريه عن الجارية،
قال : لأنه يهيج لعشر .
عن جعفر بن محمد قال :
سمعت أبا عبد اللَّه وسئل عن الغلام إذا بلغ عشر سنين ،
قال : يُفرق بينهم في المضاجع، ويُضرب على الصلاة .
قال بكر بن محمد قال : سئل أبو عبد اللَّه : في كم يؤمر الصبي بالصلاة ؟
فذكر الجواب قال : ويُفرق بينهم في المضاجع لعشر ؛ الغلام عن الغلام ، والجاريه عن الجارية،
قال : لأنه يهيج لعشر .
حقوق الجار
حقوق الجار
قال أبو داود : ذكرتُ لأحمد حديث النبيِّ : " إذا طبختَ قدرًا فأكثر ماءه وأهد لجيرانك "
قيلَ: أحذنا يكونُ في دار السبيل فيطبخُ القدر ، ومعه في الدار ثلاثون أو أربعون نفسًا ، كيف يعطيهم ؟
قال : يبدأُ بنفسه ؛ قال : النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: " ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " فإن فضل فضلٌ أعطاهُ .
قلتُ : يعطي الأقرب إليه ؟ قال : نعم ، وكيف يمكنهُ يعطيهم كلَّهم ؟ !
قلت لأحمد: لعلَّ الذي هو جاره يتهاونُ بذلك القدر وليس له عندهُ موقعٌ ؟
فرأيتُ أنَّه رآهُ واسعًا ألا يبعث إليه .
قال أبو داود : ذكرتُ لأحمد حديث النبيِّ : " إذا طبختَ قدرًا فأكثر ماءه وأهد لجيرانك "
قيلَ: أحذنا يكونُ في دار السبيل فيطبخُ القدر ، ومعه في الدار ثلاثون أو أربعون نفسًا ، كيف يعطيهم ؟
قال : يبدأُ بنفسه ؛ قال : النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: " ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " فإن فضل فضلٌ أعطاهُ .
قلتُ : يعطي الأقرب إليه ؟ قال : نعم ، وكيف يمكنهُ يعطيهم كلَّهم ؟ !
قلت لأحمد: لعلَّ الذي هو جاره يتهاونُ بذلك القدر وليس له عندهُ موقعٌ ؟
فرأيتُ أنَّه رآهُ واسعًا ألا يبعث إليه .
استحباب السترة لمن يشرف على جاره لأجل النظر
استحباب السترة لمن يشرف على جاره لأجل النظر
قال إسحاق بن منصور: قُلْتُ : رجل أشرفَ على جارِه ، على من السترةِ ؟
قال : على مَنْ يُشرف .
قال إسحاق : كما قال .
روى عنه محمد بن يحيى الكحال في الذي يكون أعلى من جاره، قال: يستر على نفسه .
والمعنى : يرى الإمام أحمد أن المسؤولية تقع على عاتق صاحب البناء الأعلى الذي تسبب في الإشراف على جاره؛ لأنه هو الذي أحدث الضرر. وواجب عليه أن يرفع جدار بيته أو يضع حاجزاً يمنع به رؤية جاره، إزالةً للضرر وحفظاً لخصوصية الجار.
قال إسحاق بن منصور: قُلْتُ : رجل أشرفَ على جارِه ، على من السترةِ ؟
قال : على مَنْ يُشرف .
قال إسحاق : كما قال .
روى عنه محمد بن يحيى الكحال في الذي يكون أعلى من جاره، قال: يستر على نفسه .
والمعنى : يرى الإمام أحمد أن المسؤولية تقع على عاتق صاحب البناء الأعلى الذي تسبب في الإشراف على جاره؛ لأنه هو الذي أحدث الضرر. وواجب عليه أن يرفع جدار بيته أو يضع حاجزاً يمنع به رؤية جاره، إزالةً للضرر وحفظاً لخصوصية الجار.
حكمــــــة
عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أن أصحابه كانوا ينتظرونه، فلما خرج ، قالوا: ما أبطأك عنّا أيها الأمير، قال: أما إني سوف أحدثكم: إنَّ أخًا لكم ممن كان قبلكم ؛ وهو موسى عليه السلام قال : يارب، حدثني بأحب الناس إليك . قال : ولم ؟ قال: لأحبه بحبك إياه . قال : عبد في أقصى الأرض -أو في طرف الأرض - سمع به عبد آخر في أقصى الأرض - أو في طرف الأرض - لا يعرفه فإن أصابته مصيبة فكأنما أصابته ، وإن شاكته شوكة فكأنما شاكته ، لا يحبه إلا لي، فذلك أحب خلقي إليَّ .
قال : يارب ، خلقتَ خلقًا تدخلهم النار وتعذبهم ؟
فأوحى اللَّه عز وجل إليه : كلهم خلقي، ثم قال: ازرع زرعًا. فزرعه، فقال: أسقه فسقاه، ثم قال له: قم عليه. فقام عليه أو ما شاء اللَّه من ذلك فحصده ورفعه، فقال: ما فعل زرعك يا موسى ؟ قال: فرغتُ منه، ورفعتُه.
قال: ما تركتَ منه شيئا ؟ قال : ما لا خير فيه أو : ما لا حاجة لي فيه ، قال : كذلك أنا ؛ لا أعذب إلا من لا خير فيه، أو ما لا حاجة لي فيه .
قال : يارب ، خلقتَ خلقًا تدخلهم النار وتعذبهم ؟
فأوحى اللَّه عز وجل إليه : كلهم خلقي، ثم قال: ازرع زرعًا. فزرعه، فقال: أسقه فسقاه، ثم قال له: قم عليه. فقام عليه أو ما شاء اللَّه من ذلك فحصده ورفعه، فقال: ما فعل زرعك يا موسى ؟ قال: فرغتُ منه، ورفعتُه.
قال: ما تركتَ منه شيئا ؟ قال : ما لا خير فيه أو : ما لا حاجة لي فيه ، قال : كذلك أنا ؛ لا أعذب إلا من لا خير فيه، أو ما لا حاجة لي فيه .
كسوتهم والإغداق عليهم
كسوتهم والإغداق عليهم
كان مُورق العجلي يَتَّجِر ، فيصيب المال ، فلا يأتي عليه جمعة وعنده منها شيء ، كان يلقى الأخ فيعطيه أربعمائة، خمسمائة ، ثلاثمائة ، فيقول : ضعها لنا عندك حتى نحتاج إليها ، ثم يلقاه بعد فيقول : شأنك بها ويقول الآخر : لا حاجة لي فيها ، فيقول : أما واللَّه ما نحن بآخذيها أبدًا، فشأنك بها .
كان مُورق العجلي يَتَّجِر ، فيصيب المال ، فلا يأتي عليه جمعة وعنده منها شيء ، كان يلقى الأخ فيعطيه أربعمائة، خمسمائة ، ثلاثمائة ، فيقول : ضعها لنا عندك حتى نحتاج إليها ، ثم يلقاه بعد فيقول : شأنك بها ويقول الآخر : لا حاجة لي فيها ، فيقول : أما واللَّه ما نحن بآخذيها أبدًا، فشأنك بها .
حكمــــــة
دخل سفيان الثوري على مجمع التيمي، قال : فإذا في إزار سفيان خرق ، قال : فأخذ أربعة دراهم، فناول سفيان، فقال : اشتر إزارًا . قال سفيان : لا احتاج إليها . قال مجمع : صدقت أنت لا تحتاج ، ولكن أنا احتاج . قال: فأخذها ، فاشترى بها إزارًا ، قال : فكان سفيان يقول : كساني مجمع جزاه اللَّه خيرًا . وقال سفيان : ليس شيء من عملي أرجو أن لا يشوبه شيء كحبي مجمعًا التيميَّ .
إطعامهم أطيب الطعام
إطعامهم أطيب الطعام
كان للحسن رحمه الله بيت إذا فتح بابه فهو إذنه ، فمن جاءه من أصحابه فرأى الباب مفتوحًا دخل ، قال : فجاء رجل فرأى الباب مفتوحًا، فدخل، فنظر، فلم ير الحسن في البيت، قال: فنظر إلى سل تحت سريره ، فجره إليه فإذا فيه طعام ، فأقبل يأكل منه ، قال : وأقبل الحسن من مخرج له ، فلما رأى ما يصنع الرجل قام ينظر إليه، ثم جعلت عينه تدمع ، وجعل يبكي ، فقال له الرجل: ما يبكيك يا أبا سعيد ؟ قال : ذكرتني أخلاق قوم مضوا.
كان للحسن رحمه الله بيت إذا فتح بابه فهو إذنه ، فمن جاءه من أصحابه فرأى الباب مفتوحًا دخل ، قال : فجاء رجل فرأى الباب مفتوحًا، فدخل، فنظر، فلم ير الحسن في البيت، قال: فنظر إلى سل تحت سريره ، فجره إليه فإذا فيه طعام ، فأقبل يأكل منه ، قال : وأقبل الحسن من مخرج له ، فلما رأى ما يصنع الرجل قام ينظر إليه، ثم جعلت عينه تدمع ، وجعل يبكي ، فقال له الرجل: ما يبكيك يا أبا سعيد ؟ قال : ذكرتني أخلاق قوم مضوا.
حكمــــــة
عن إسماعيل بن العلاء حدثني أبي قال :
دعاني رزق اللَّه الكلْواذيّ ، فقدم إلينا طعامًا كثيرًا ، وكان في القوم أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين ، وأبو خيثمة وجماعة ، فقدّم لَوْزِينَجًا أنفق عليه ثمانين درهما ، فقال أبو خيثمة : هذا إسراف ، فقال أحمد بن حنبل: لا ، لو أن الدنيا جمُعت حتى تكون في مقدار لقمة ، ثم أخذها امرؤ مسلم ، فوضعها في فم أخيه المسلم لما كان مسرفًا ، فقال له يحيى : صدقت يا أبا عبد اللَّه .
دعاني رزق اللَّه الكلْواذيّ ، فقدم إلينا طعامًا كثيرًا ، وكان في القوم أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين ، وأبو خيثمة وجماعة ، فقدّم لَوْزِينَجًا أنفق عليه ثمانين درهما ، فقال أبو خيثمة : هذا إسراف ، فقال أحمد بن حنبل: لا ، لو أن الدنيا جمُعت حتى تكون في مقدار لقمة ، ثم أخذها امرؤ مسلم ، فوضعها في فم أخيه المسلم لما كان مسرفًا ، فقال له يحيى : صدقت يا أبا عبد اللَّه .
حفظ أسرارهم
حفظ أسرارهم
قال الحسن بن ثواب : كنت إذا دخلت إلى أبي عبد اللَّه يقول لي :
إني أفشي إليك ما لا أفشيه إلى ولدي ولا إلى غيرهم .
فأقول له : لك عندي ما قال العباس لابنه عبد اللَّه:
إن عمر بن الخطاب يكرمك ويقدِّمك، فلا تفشينَّ له سرًّا ؛
فإن أمت فقد ذهب ، وإن أعش فلن أحدث بها عنك يا أبا عبد اللَّه ، فيفشي إليه أشياء كثيرة .
قال الحسن بن ثواب : كنت إذا دخلت إلى أبي عبد اللَّه يقول لي :
إني أفشي إليك ما لا أفشيه إلى ولدي ولا إلى غيرهم .
فأقول له : لك عندي ما قال العباس لابنه عبد اللَّه:
إن عمر بن الخطاب يكرمك ويقدِّمك، فلا تفشينَّ له سرًّا ؛
فإن أمت فقد ذهب ، وإن أعش فلن أحدث بها عنك يا أبا عبد اللَّه ، فيفشي إليه أشياء كثيرة .
شكر أهل المعروف
شكر أهل المعروف
قال مثنى بن جامع: إنه سمع أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل يذكر عن وهب بن منبه: ترك المكافأة من التطفيف .
وروى حنبل عنه في رجل له على رجل معروف وأيادٍ ، قال :
ما أحسن أن يخبر بفعاله به ليشكره الناس ويدعو له ، قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-:
" مَنْ لا يشكر الناس لا يشكر اللَّه عز وجل " واللَّه تبارك وتعالى يحب أن يشكر ويحمد ، والنبي - صلى اللَّه عليه وسلم - أحب الشكر .
قال مثنى بن جامع: إنه سمع أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل يذكر عن وهب بن منبه: ترك المكافأة من التطفيف .
وروى حنبل عنه في رجل له على رجل معروف وأيادٍ ، قال :
ما أحسن أن يخبر بفعاله به ليشكره الناس ويدعو له ، قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-:
" مَنْ لا يشكر الناس لا يشكر اللَّه عز وجل " واللَّه تبارك وتعالى يحب أن يشكر ويحمد ، والنبي - صلى اللَّه عليه وسلم - أحب الشكر .
إكرام كريم القوم وإنزال الناس منازلهم
إكرام كريم القوم وإنزال الناس منازلهم
قال أبو داود : رأيت أحمد جاءه ابنٌ لمصعب الزبيري ، فأراد أحمد أن يخرج من المسجد فقال لابن مصحب :
تقدَّم ، فأبَى وحلف ابن مصعب ، فتقدم أبو عبد اللَّه بين يديه في المشى .
قال الحسن بن الليث الرازي : قِيْلَ لأحمد : يحبك بشر - يعنون بشر بن الحارث - فقال : لا تعنوا الشيخ ، نحنُ أحق أن نذهب إليه.
قيل له: نجيء به ؟ قال : لا، أكره أنْ يجاءَ به إلى أو أذهب إليه فيتصنع لي وأتصنع له ، فنهلك .
قال أبو داود : رأيت أحمد جاءه ابنٌ لمصعب الزبيري ، فأراد أحمد أن يخرج من المسجد فقال لابن مصحب :
تقدَّم ، فأبَى وحلف ابن مصعب ، فتقدم أبو عبد اللَّه بين يديه في المشى .
قال الحسن بن الليث الرازي : قِيْلَ لأحمد : يحبك بشر - يعنون بشر بن الحارث - فقال : لا تعنوا الشيخ ، نحنُ أحق أن نذهب إليه.
قيل له: نجيء به ؟ قال : لا، أكره أنْ يجاءَ به إلى أو أذهب إليه فيتصنع لي وأتصنع له ، فنهلك .
حكمــــــة
قُلْت : يا أبا عبدِ اللَّهِ ، الرَّجُلُ السُّوءُ والرَّجُلُ الصّالِحُ في هذا واحِدٌ ؟
قال : لا . قُلْتُ : فَإِنْ كانَ رَجُلَ سُوءٍ يُكْرِمُهُ ؟
قال : لا .
وَرَأَيْت أبا عبد اللَّهِ وَقَدْ حَضرَ غلامٌ مِنْ بَنِي هاشِمٍ وَمَعَهُ إبْراهِيمُ سبلانُ ،
فرأَيتُه قدَّمَ الغُلامَ .
وَرَأَيتُ رجلًا مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ في المسجِدِ ، فرأَيْت أبا عبدِ اللَّهِ قد قَدَّمَهُ فِي الخُرُوجِ مِنْ المسجِدِ ، وكانَ حَديثَ السِّنِّ ، فَجَعَلَ الفَتَى يَمْتَنِعُ ، وَجَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يأبي حَتَّى قَدَّمَهُ .
قال عَبْدُ اللَّهِ : رَأَيْت أَبي إذا جاءَ الشَّيْخُ والْحَدَثُ مِنْ قُرَيْشٍ أَوْ غَيْرِهِمْ مِنْ الأَشْرافِ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ بابِ المسجدِ حَتَّى يُخْرِجَهُمْ ، فَيَكُونُوا هُمْ يَتَقَدَّمُونَهُ ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ بَعْدِهِمْ .
قال عبدُ المَلِكِ بنُ عبدِ الحَميدِ: رأيتُ أبا عَبْدِ اللَّهِ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْ عَمِّهِ، فَرُبَّما تَقَدَّمَ فَيَكُونُ أَمامَهُ .
قال عَبْدُ اللَّهِ : قال أبي : ما كانَ أَعْقَلَ بِشْرَ بْنِ المُفَضَّلِ ! كانَ بِشْرٌ أَسَنَّ مِنْ مُعاذِ بْنِ مُعاذٍ ، وَكانَ بِشْرُ لا يَخْرُجُ مِنْ المسجِدِ حَتَّى يَخْرُجَ مُعاذٌ ؛ إكْرامًا مِنْهُ لِمُعاذٍ .
قال : لا . قُلْتُ : فَإِنْ كانَ رَجُلَ سُوءٍ يُكْرِمُهُ ؟
قال : لا .
وَرَأَيْت أبا عبد اللَّهِ وَقَدْ حَضرَ غلامٌ مِنْ بَنِي هاشِمٍ وَمَعَهُ إبْراهِيمُ سبلانُ ،
فرأَيتُه قدَّمَ الغُلامَ .
وَرَأَيتُ رجلًا مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ في المسجِدِ ، فرأَيْت أبا عبدِ اللَّهِ قد قَدَّمَهُ فِي الخُرُوجِ مِنْ المسجِدِ ، وكانَ حَديثَ السِّنِّ ، فَجَعَلَ الفَتَى يَمْتَنِعُ ، وَجَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يأبي حَتَّى قَدَّمَهُ .
قال عَبْدُ اللَّهِ : رَأَيْت أَبي إذا جاءَ الشَّيْخُ والْحَدَثُ مِنْ قُرَيْشٍ أَوْ غَيْرِهِمْ مِنْ الأَشْرافِ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ بابِ المسجدِ حَتَّى يُخْرِجَهُمْ ، فَيَكُونُوا هُمْ يَتَقَدَّمُونَهُ ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ بَعْدِهِمْ .
قال عبدُ المَلِكِ بنُ عبدِ الحَميدِ: رأيتُ أبا عَبْدِ اللَّهِ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْ عَمِّهِ، فَرُبَّما تَقَدَّمَ فَيَكُونُ أَمامَهُ .
قال عَبْدُ اللَّهِ : قال أبي : ما كانَ أَعْقَلَ بِشْرَ بْنِ المُفَضَّلِ ! كانَ بِشْرٌ أَسَنَّ مِنْ مُعاذِ بْنِ مُعاذٍ ، وَكانَ بِشْرُ لا يَخْرُجُ مِنْ المسجِدِ حَتَّى يَخْرُجَ مُعاذٌ ؛ إكْرامًا مِنْهُ لِمُعاذٍ .
معاملتهم بما يحب أن يعاملوك به
معاملتهم بما يحب أن يعاملوك به
عن أبي الجلد (جِيلان بن فَروَة) رحمه الله :
أن موسى سأل ربه عز وجل، قال : أي رب، أنزل على آية محكمة ؛ أسير بها في عبادك، قال: فأوحى اللَّه إليه: أن يا موسى أن أذهب، فما أحببت أن يأتيه عبادي إليك فأته إليهم .
وعن الحسن رحمه الله قال:
سأل موسى - صلى اللَّه عليه وسلم - جُمّاعًا، فأوحى اللَّه إليه: انظر الذي تحب يصاحبك به الناس، فصاحب به الناس.
وجُمّاعًا ـــ أي: "جُمّاع الخير" أو "خلاصة الأدب".
عن أبي الجلد (جِيلان بن فَروَة) رحمه الله :
أن موسى سأل ربه عز وجل، قال : أي رب، أنزل على آية محكمة ؛ أسير بها في عبادك، قال: فأوحى اللَّه إليه: أن يا موسى أن أذهب، فما أحببت أن يأتيه عبادي إليك فأته إليهم .
وعن الحسن رحمه الله قال:
سأل موسى - صلى اللَّه عليه وسلم - جُمّاعًا، فأوحى اللَّه إليه: انظر الذي تحب يصاحبك به الناس، فصاحب به الناس.
وجُمّاعًا ـــ أي: "جُمّاع الخير" أو "خلاصة الأدب".
حكمــــــة
قال ابن هانئ:
كنت مع أبي عبد اللَّه في المسجد الجامع فصلينا ، ثم رجعنا فقعد فاستراح، وأنا معه ، فجاء رجل كأنه محموم فقال : يا أبا عبد اللَّه ! إني كنت شارب مسكر ، فتكلمت فيك بشيء، فاجعلني في حِلٍّ .
فقال أبو عبد اللَّه : أنت في حِل إنْ لم تعد .
قال: قلت له: يا أبا عبد اللَّه : لم قلت له ؟ لعله يعود .
قال: ألم تر إلى ما قلت له : إن لم تعد ؟ فقد اشترطت عليه .
ثم قال : ما أحسن الشرط ! إذا أراد أن يعود فلا يعود إن كان له دين .
كنت مع أبي عبد اللَّه في المسجد الجامع فصلينا ، ثم رجعنا فقعد فاستراح، وأنا معه ، فجاء رجل كأنه محموم فقال : يا أبا عبد اللَّه ! إني كنت شارب مسكر ، فتكلمت فيك بشيء، فاجعلني في حِلٍّ .
فقال أبو عبد اللَّه : أنت في حِل إنْ لم تعد .
قال: قلت له: يا أبا عبد اللَّه : لم قلت له ؟ لعله يعود .
قال: ألم تر إلى ما قلت له : إن لم تعد ؟ فقد اشترطت عليه .
ثم قال : ما أحسن الشرط ! إذا أراد أن يعود فلا يعود إن كان له دين .
حكمــــــة
قال المروذي: سمعت رجلًا يقول لأبي عبد اللَّه : اجعلني في حل ، قال : من أي شيء ؟ قال : كنت أذكرك - أي: أتكلم فيك - فقال له : ولم أردت أن تذكرني ؟ فجعل يعترف بالخطأ ، فقال له أبو عبد اللَّه: على ألا تعود إلى هذا.
قال له: نعم . قال : قم ، ثم التفت إلى وهو يبتسم ، فقال : لا أعلم أنني شددت على أحد إلا على رجل جاءني فدق على الباب، وقال : اجعلني في حل فإني كنت أذكرك ، ولم أردت أن تذكرني ؟ -أي: هذا الرجل - كأنه أراد منهما التوبة وأن لا يعود .
قال له: نعم . قال : قم ، ثم التفت إلى وهو يبتسم ، فقال : لا أعلم أنني شددت على أحد إلا على رجل جاءني فدق على الباب، وقال : اجعلني في حل فإني كنت أذكرك ، ولم أردت أن تذكرني ؟ -أي: هذا الرجل - كأنه أراد منهما التوبة وأن لا يعود .
الزجر بالهجران لأهل المعاصي والبدع
الزجر بالهجران لأهل المعاصي والبدع
قال حنبل : قال أحمد : إذا علم أنه مقيم على معصية ، وهو يعلم بذلك ، لم يأثم إن هو جفاه حتى يرجع ، وإلا كيف يتبين للرجل ما هو عليه إذا لم ير منكرًا ولا جفوة من صديق ؟
وقال المروذي : يكون في سقف البيت الذهب ، يُجانب صاحبه ؟ قال: يُجفى صاحبه .
روى حنبل عنه :
ليس لمن يسكر، ويقارف شيئًا من الفواحش حرمة ولا صلة ، إذا كان معلنًا بذلك مكاشفًا.
قال حنبل : قال أحمد : إذا علم أنه مقيم على معصية ، وهو يعلم بذلك ، لم يأثم إن هو جفاه حتى يرجع ، وإلا كيف يتبين للرجل ما هو عليه إذا لم ير منكرًا ولا جفوة من صديق ؟
وقال المروذي : يكون في سقف البيت الذهب ، يُجانب صاحبه ؟ قال: يُجفى صاحبه .
روى حنبل عنه :
ليس لمن يسكر، ويقارف شيئًا من الفواحش حرمة ولا صلة ، إذا كان معلنًا بذلك مكاشفًا.
حكمــــــة
قال محمد بْن حَبِيبٍ:
وقد سُئِلَ عَنْ الرجل لا يُكَلِّمُ الرجلَ: أَيُجزِّئُهُ السَّلامَ مِنْ الصَّرْم ،
فقال : أَتَخَوَّفُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُما يَصُدُّ أَحَدُهُما عَنْ صاحِبِهِ، وقد كانا مُتآنِسَيْنِ يَلْقَى أَحَدُهُما صاحِبَهُ بِالْبِشْرِ ، إلّا أَنْ يَتَخَوَّفَ مِنْهُ نِفاقًا .
قال الأَثْرَمُ: سمِعْتُ أبا عَبْدِ اللَّهِ يُسْأَلُ عَنِ السَّلامِ يَقْطَعُ الهِجْرانَ ؟
فقال : قَدْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَقَدْ صَدَّ عَنْهُ ، ثُمَّ قال أبو عبد اللَّه : النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَقُولُ: " يَلْتَقِيانِ فَيَصُدُّ هذا وَيَصُدُّ هذ ا" فَإِدْا كانَ قَدْ عَوَّدَهُ أَنْ يُكَلِّمَهُ، وَأَنْ يُصافِحَهُ، ثُمَّ قال: إلّا أَنَّهُ ما كانَ مِنْ هِجْرانٍ فِي شَيءٍ يُخَافُ عَلَيْهِ فِيهِ الكُفْرُ فَهُوَ جائِزٌ . ثُمَّ قال أبو عبد اللَّه : النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - قال: فِي قِصةِ كَعْبِ ابْنِ مالِكٍ حِين خافَ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَدْرِ ما يَقُولُ فِيهِمْ: " لا تُكَلِّمُوهُمْ "
قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: عُمَرُ قال فِي صبِيغٍ : لا تُجالِسُوهُ .
قال : المُجالَسَةُ الآنَ غَيْرُ الكَلامِ .
وقد سُئِلَ عَنْ الرجل لا يُكَلِّمُ الرجلَ: أَيُجزِّئُهُ السَّلامَ مِنْ الصَّرْم ،
فقال : أَتَخَوَّفُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُما يَصُدُّ أَحَدُهُما عَنْ صاحِبِهِ، وقد كانا مُتآنِسَيْنِ يَلْقَى أَحَدُهُما صاحِبَهُ بِالْبِشْرِ ، إلّا أَنْ يَتَخَوَّفَ مِنْهُ نِفاقًا .
قال الأَثْرَمُ: سمِعْتُ أبا عَبْدِ اللَّهِ يُسْأَلُ عَنِ السَّلامِ يَقْطَعُ الهِجْرانَ ؟
فقال : قَدْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَقَدْ صَدَّ عَنْهُ ، ثُمَّ قال أبو عبد اللَّه : النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَقُولُ: " يَلْتَقِيانِ فَيَصُدُّ هذا وَيَصُدُّ هذ ا" فَإِدْا كانَ قَدْ عَوَّدَهُ أَنْ يُكَلِّمَهُ، وَأَنْ يُصافِحَهُ، ثُمَّ قال: إلّا أَنَّهُ ما كانَ مِنْ هِجْرانٍ فِي شَيءٍ يُخَافُ عَلَيْهِ فِيهِ الكُفْرُ فَهُوَ جائِزٌ . ثُمَّ قال أبو عبد اللَّه : النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - قال: فِي قِصةِ كَعْبِ ابْنِ مالِكٍ حِين خافَ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَدْرِ ما يَقُولُ فِيهِمْ: " لا تُكَلِّمُوهُمْ "
قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: عُمَرُ قال فِي صبِيغٍ : لا تُجالِسُوهُ .
قال : المُجالَسَةُ الآنَ غَيْرُ الكَلامِ .
حكمــــــة
قال أبو داود : قلت لأحمدَ: لنا أقارب بخراسانَ يرونَ الإرجاءَ فنكتبُ إلى خراسانَ نقرئهم السلام ؟
قالَ: سبحان اللَّه لم لا تقرئهم ؟ !
وقال أيضا: قلتُ لأحمدَ : نكلمُهم ؟
قالَ: نعم، إلّا أنْ يكون داعيًا ويخاصمُ فيهِ.
قال أبو داود: قلتُ لأحمدَ: أمرُّ بالقومِ يتقاذفونَ، أسلمُ عليهم؟
قال: هؤلاء قومٌ سفهاءُ، والسلامُ اسمٌ من أسماءِ اللَّهِ.
قال عبد اللَّه بن محمد بن الفضل الصيداوي : قال لي أحمد :
إذا سلم الرجل على المبتدع فهو يحبه ؟ قال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - :
" ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشو السلام بينكم " .
قالَ: سبحان اللَّه لم لا تقرئهم ؟ !
وقال أيضا: قلتُ لأحمدَ : نكلمُهم ؟
قالَ: نعم، إلّا أنْ يكون داعيًا ويخاصمُ فيهِ.
قال أبو داود: قلتُ لأحمدَ: أمرُّ بالقومِ يتقاذفونَ، أسلمُ عليهم؟
قال: هؤلاء قومٌ سفهاءُ، والسلامُ اسمٌ من أسماءِ اللَّهِ.
قال عبد اللَّه بن محمد بن الفضل الصيداوي : قال لي أحمد :
إذا سلم الرجل على المبتدع فهو يحبه ؟ قال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - :
" ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشو السلام بينكم " .
السلام على أهل الذمة ومصافحتهم
السلام على أهل الذمة ومصافحتهم
قال إسحاق بن منصور: قلتُ : مصافحةُ اليهودي والنَّصراني والمجوسي ؟ قال : أتوقاه .
قلتُ : الجُنُب والحائض ؟ قال : لا بأس بِهِ .
قال إسحاق: كما قال ؛ لأنَّ في مصافحةِ غيرِ أهلِ الملَّةِ تعظيمًا ، وقد أُمِرْنا بِتَذْليلهِم إلا أنْ تكونَ حاجة أو أردت أنْ تدعوه إلى الإسلام وَما أشبه ذَلِكَ مِنْ أمْرِ الآخرةِ كالسلامِ ، ليسَ لَكَ أنْ تَبْدَأهُ ؛ لِما فِيهِ تعظيم وتشبيه بتحيةِ المسلم ، فإذا كانَتْ حاجة إليه فَلَكَ أن تَبْدَأهُ بالسَّلامِ ، ومعنى قول النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " لا تبدؤهم بالسلام " ؛ لما خاف أنْ يدَّعوا ذَلِكَ أمانًا ، وكان قد غدا إلى اليهود .
قال أبو داود : سمعتُ أحمدَ سئلَ : هلْ يَبتدئُ الذميَّ بالسلامِ إذا كانتْ لهُ إليهِ حاجةٌ ؟
قالَ : لا يعجبني .
قال ابن هانئ : وسألته عن النصارى يكونون على ظهر الطريق ، أنبدؤهم بالسلام ؟ قال : لا تبدؤهم بالسلام ، ولا يزادون على : وعليكم .
قال إسحاق بن منصور: قلتُ : مصافحةُ اليهودي والنَّصراني والمجوسي ؟ قال : أتوقاه .
قلتُ : الجُنُب والحائض ؟ قال : لا بأس بِهِ .
قال إسحاق: كما قال ؛ لأنَّ في مصافحةِ غيرِ أهلِ الملَّةِ تعظيمًا ، وقد أُمِرْنا بِتَذْليلهِم إلا أنْ تكونَ حاجة أو أردت أنْ تدعوه إلى الإسلام وَما أشبه ذَلِكَ مِنْ أمْرِ الآخرةِ كالسلامِ ، ليسَ لَكَ أنْ تَبْدَأهُ ؛ لِما فِيهِ تعظيم وتشبيه بتحيةِ المسلم ، فإذا كانَتْ حاجة إليه فَلَكَ أن تَبْدَأهُ بالسَّلامِ ، ومعنى قول النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: " لا تبدؤهم بالسلام " ؛ لما خاف أنْ يدَّعوا ذَلِكَ أمانًا ، وكان قد غدا إلى اليهود .
قال أبو داود : سمعتُ أحمدَ سئلَ : هلْ يَبتدئُ الذميَّ بالسلامِ إذا كانتْ لهُ إليهِ حاجةٌ ؟
قالَ : لا يعجبني .
قال ابن هانئ : وسألته عن النصارى يكونون على ظهر الطريق ، أنبدؤهم بالسلام ؟ قال : لا تبدؤهم بالسلام ، ولا يزادون على : وعليكم .
السلام على أهل البدع والعصاة
السلام على أهل البدع والعصاة
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ : الرجلُ يمر على قوم يلعبونَ بالنردِ ، أو بالشطرنج ، يُسلِّمُ عليهم ؟
قال : ما هؤلاء بأهلٍ أن يسلم عليهم .
قال إسحاق: لا ، بَلْ إنْ كان يريدُ أنْ يبينَ لهم ما هم فيه سَلَّم، ثم أمر ونهى، وإن لم يردْ ذَلِكَ فلا، ولا كرامة .
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ : الرجلُ يمر على قوم يلعبونَ بالنردِ ، أو بالشطرنج ، يُسلِّمُ عليهم ؟
قال : ما هؤلاء بأهلٍ أن يسلم عليهم .
قال إسحاق: لا ، بَلْ إنْ كان يريدُ أنْ يبينَ لهم ما هم فيه سَلَّم، ثم أمر ونهى، وإن لم يردْ ذَلِكَ فلا، ولا كرامة .
السلام على المسلمين وفيهم الذمي
السلام على المسلمين وفيهم الذمي
نقل يعقوب بن بختان أنه سأل أبا عبد اللَّه : نعامل اليهود والنصارى ،
فنأتيهم في منازلهم، وعندهم قوم مسلمون، أفنسلم عليهم ؟
قال: نعم ، تنوي السلام على المسلمين.
ونقل أبو الحارث أنه سأل أبا عبد اللَّه قال : فإذا مررت بقوم جلوس ، ومعهم نصراني ، أسلم عليهم ؟ قال: سلم عليهم، ولا تنويه معهم.
نقل يعقوب بن بختان أنه سأل أبا عبد اللَّه : نعامل اليهود والنصارى ،
فنأتيهم في منازلهم، وعندهم قوم مسلمون، أفنسلم عليهم ؟
قال: نعم ، تنوي السلام على المسلمين.
ونقل أبو الحارث أنه سأل أبا عبد اللَّه قال : فإذا مررت بقوم جلوس ، ومعهم نصراني ، أسلم عليهم ؟ قال: سلم عليهم، ولا تنويه معهم.
هل يسلم على قرابته الذميين ؟
هل يسلم على قرابته الذميين ؟
سُئل أبو عبد اللَّه عن رجل له قرابة ذميّ ؟
قال : لا يبدؤهم بالسلام ، يقول : إنه أندرايم - يعني بالفارسية .
وقال : أخبرني إسماعيل بن إسحاق الثقفي، قال:
سُئل أبو عبد اللَّه عن رجل له قرابات من أهل الذمّة فيدخل عليهم فيسلم ؟
قال: لا ، يقول : أندرايم ، ولا يبدؤهم بالسلام .
سُئل أبو عبد اللَّه عن رجل له قرابة ذميّ ؟
قال : لا يبدؤهم بالسلام ، يقول : إنه أندرايم - يعني بالفارسية .
وقال : أخبرني إسماعيل بن إسحاق الثقفي، قال:
سُئل أبو عبد اللَّه عن رجل له قرابات من أهل الذمّة فيدخل عليهم فيسلم ؟
قال: لا ، يقول : أندرايم ، ولا يبدؤهم بالسلام .
حكم أداء السلام إذا تحمله ؟
حكم أداء السلام إذا تحمله ؟
عن أبي قِلابة رحمه الله :
أن رجلا دخل على سلمان وهو يعجن، قال: ما هذا ؟ قال : بعثنا الخادم في عمل - أو قال: في صنعة - فكرهنا أن نجمع عليه عملين - أو قال : صنعتين - ثم قال : فلان يقرئك السلام، قال : متى قدمت ؟ قال: منذ كذا وكذا، قال : أما إنك لو لم تؤدها كانت أمانة لم تؤدها .
عن أبي قِلابة رحمه الله :
أن رجلا دخل على سلمان وهو يعجن، قال: ما هذا ؟ قال : بعثنا الخادم في عمل - أو قال: في صنعة - فكرهنا أن نجمع عليه عملين - أو قال : صنعتين - ثم قال : فلان يقرئك السلام، قال : متى قدمت ؟ قال: منذ كذا وكذا، قال : أما إنك لو لم تؤدها كانت أمانة لم تؤدها .
قوله كيف أمسيت ، وكيف أصبحت بدلًا من السلام
قوله كيف أمسيت، وكيف أصبحت بدلًا من السلام
قال الإِمامُ أَحمدُ -رضي اللَّه عنه - لِصَدَقَةَ وَهم فِي جنازَةٍ :
يا أبا مُحَمَّدٍ، كَيْفَ أَمْسَيْتَ ؟
فقال لَهُ: مَسّاكَ اللَّهُ بِالْخَيْرِ .
قال لِلْمَرُّوذِيِّ: وَقْتَ السَّحَرِ: كَيْفَ أَصبحتَ يا أبا بَكْرٍ ؟ وَقال: إنَّ أَهْلَ مَكَّةَ يَقُولُونَ إذا مَضَى مِنْ اللَّيْلِ - يُرِيدُ بَعْدَ النَّوْمِ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟
فَقال لَهُ المَرُّوذِيِّ : صَبَّحَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ.
قال الإِمامُ أَحمدُ -رضي اللَّه عنه - لِصَدَقَةَ وَهم فِي جنازَةٍ :
يا أبا مُحَمَّدٍ، كَيْفَ أَمْسَيْتَ ؟
فقال لَهُ: مَسّاكَ اللَّهُ بِالْخَيْرِ .
قال لِلْمَرُّوذِيِّ: وَقْتَ السَّحَرِ: كَيْفَ أَصبحتَ يا أبا بَكْرٍ ؟ وَقال: إنَّ أَهْلَ مَكَّةَ يَقُولُونَ إذا مَضَى مِنْ اللَّيْلِ - يُرِيدُ بَعْدَ النَّوْمِ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟
فَقال لَهُ المَرُّوذِيِّ : صَبَّحَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ.
حكم مصافحة الرجال بعضهم بعضًا
حكم مصافحة الرجال بعضهم بعضًا
قال الفضل بن زياد: صافحت أبا عبد اللَّه كثيرًا ، فصافحني، وابتدأني بالمصافحة غير مرة ،
ورأيته يصافح الناس كثيرًا .
قال إبْراهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الجَوْهَرِيُّ:
دَخَلْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَمَدَدْتُ يَدِي إلَيْهِ فَصافَحَنِي، فَلَمّا خَرَجْتُ قال: ما أَحْسَنَ أَدَبَ هذا الفَتَى ! لَوْ أنْكَبَّ عَلَيْنا كُنّا نَحْتاجُ أَنْ نَقُومَ.
قال الفضل بن زياد: صافحت أبا عبد اللَّه كثيرًا ، فصافحني، وابتدأني بالمصافحة غير مرة ،
ورأيته يصافح الناس كثيرًا .
قال إبْراهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الجَوْهَرِيُّ:
دَخَلْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَمَدَدْتُ يَدِي إلَيْهِ فَصافَحَنِي، فَلَمّا خَرَجْتُ قال: ما أَحْسَنَ أَدَبَ هذا الفَتَى ! لَوْ أنْكَبَّ عَلَيْنا كُنّا نَحْتاجُ أَنْ نَقُومَ.
هل يجوز القيام للعناق، وقيام أحد لأحد ؟
هل يجوز القيام للعناق، وقيام أحد لأحد ؟
قال ابن هانئ: خرج أبو عبد اللَّه على قوم في المسجد فقاموا له،
فقال: لا تقوموا لأحد، فإنه مكروه.
قال ابن هانئ: وقيل له : ما معنى الحديث : " لا يقوم أحد لأحد ؟ " ،
فقال : إذا كان على جهة الدنيا، مثل ما روى معاوية فلا يعجبني .
قال ابن هانئ: وقيل له: يقدم الرجل حاجًّا فيأتيه الناس، وفيهم المشايخ، أيقوم لهم ؟
قال: قد قام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لجعفر - وفي المعانقة احتج بحديث أبي ذر: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عانقه .
قال ابن هانئ: وسألته عن : الرجل يقوم يلقى الرجل أيعانقه ؟
قال: نعم، قد فعله أبو الدرداء .
قال حرب: سُئلَ أحمد عن الرجل يقدم من سفر فيأتيه إخوانه فيقوم لهم ويسلم عليهم ويعانقه ؟
قال : أرجو ألا يكون به بأس ، ثم قال أحمد : استقبل النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - جعفرًا فالتزمه.
قيل: الأجلح عن الشعبي ؟ قال : نعم .
وقال: وسالتُ إسحاقَ عن الرجل يقوم للرجل إذا قدم من سفر ؟
قال: لا بأس، ولم يكرهه البتة.
قال ابن هانئ: خرج أبو عبد اللَّه على قوم في المسجد فقاموا له،
فقال: لا تقوموا لأحد، فإنه مكروه.
قال ابن هانئ: وقيل له : ما معنى الحديث : " لا يقوم أحد لأحد ؟ " ،
فقال : إذا كان على جهة الدنيا، مثل ما روى معاوية فلا يعجبني .
قال ابن هانئ: وقيل له: يقدم الرجل حاجًّا فيأتيه الناس، وفيهم المشايخ، أيقوم لهم ؟
قال: قد قام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لجعفر - وفي المعانقة احتج بحديث أبي ذر: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عانقه .
قال ابن هانئ: وسألته عن : الرجل يقوم يلقى الرجل أيعانقه ؟
قال: نعم، قد فعله أبو الدرداء .
قال حرب: سُئلَ أحمد عن الرجل يقدم من سفر فيأتيه إخوانه فيقوم لهم ويسلم عليهم ويعانقه ؟
قال : أرجو ألا يكون به بأس ، ثم قال أحمد : استقبل النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - جعفرًا فالتزمه.
قيل: الأجلح عن الشعبي ؟ قال : نعم .
وقال: وسالتُ إسحاقَ عن الرجل يقوم للرجل إذا قدم من سفر ؟
قال: لا بأس، ولم يكرهه البتة.
حكمــــــة
قال محمد بن أحمد بن المثنى:
أتيت أحمد بن حنبل، فجلست على بابه أنتظر خروجه، فلما خرج قمت إليه، فقال لي: أما علمت أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - قال: " من أحب أن يتمثل له الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار "، فقلت له: إنما قمت إليك، ولم أقم لك، فاستحسن ذاك.
قال محمد بن سهل بن عسكر: كنت عند أحمد بن حنبل، فدخل محمد بن يحيى، فقام إليه أحمد، وتعجب منه الناس، ثم قال لبنيه وأصحابه: اذهبوا إلى أبي عبد اللَّه، فاكتبوا عنه.
أتيت أحمد بن حنبل، فجلست على بابه أنتظر خروجه، فلما خرج قمت إليه، فقال لي: أما علمت أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - قال: " من أحب أن يتمثل له الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار "، فقلت له: إنما قمت إليك، ولم أقم لك، فاستحسن ذاك.
قال محمد بن سهل بن عسكر: كنت عند أحمد بن حنبل، فدخل محمد بن يحيى، فقام إليه أحمد، وتعجب منه الناس، ثم قال لبنيه وأصحابه: اذهبوا إلى أبي عبد اللَّه، فاكتبوا عنه.
حكمــــــة
نقل مُثَنَّى بن جامع أنَّهُ سَأَلَ أبا عَبْدِ اللَّهِ: ما تَقُولُ فِي المُعانَقَةِ ؟ وَهَلْ يَقُومُ أَحَدٌ لِأَحَدٍ فِي السَّلامِ إذا رَآهُ ؟
قال: لا يَقُومُ أَحَدٌ لِأَحَدٍ ، وَأَمّا إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَلا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا إذا كانَ عَلَى التَّدَيُّنِ يُحِبُّهُ فِي اللَّهِ - أَرْجُو - لِحَدِيثِ جَعْفَرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم - اعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ .
قال: لا يَقُومُ أَحَدٌ لِأَحَدٍ ، وَأَمّا إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَلا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا إذا كانَ عَلَى التَّدَيُّنِ يُحِبُّهُ فِي اللَّهِ - أَرْجُو - لِحَدِيثِ جَعْفَرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم - اعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ .
حكم تقبيل الرجل يد الرجل ورأسه
حكم تقبيل الرجل يد الرجل ورأسه
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ :
جاءه رجلٌ غريب ، فأخذَ بيدِه ، وعانقه ، وقَبَّلَ رأسَه ، فلم أره أنكره .
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ : يقبلُ الرجلُ يدَ الرجلِ ؟
قال : على الإخاءِ .
قال إسحاق : نعم ، هو سنة ، إذا كان على وجه الحبِّ في اللَّهِ عز وجل ، وعلى غير ذَلِكَ بدعة .
قال المروذي: سألت أبا عبد اللَّه عنَ قبلة اليد، فقال : إن كان على طريق التدين فلا بأس ، قد قبَّل أبو عبيدة يدَ عمرَ بن الخطاب - رضي اللَّه عنهما - . وإن كان على طريق الدنيا فلا ، إلا رجلًا يُخاف سيفُه أو سوطه .
قال المروذي : وكرهها على طريق الدنيا .
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن عُمر أنه قبَّل يد النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - .
عن علي بن ثابت قال : سمعت سفيان الثوري يقول : لا بأس بها للإمام العادل، وأكرهها على دنُيا .
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ :
جاءه رجلٌ غريب ، فأخذَ بيدِه ، وعانقه ، وقَبَّلَ رأسَه ، فلم أره أنكره .
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ : يقبلُ الرجلُ يدَ الرجلِ ؟
قال : على الإخاءِ .
قال إسحاق : نعم ، هو سنة ، إذا كان على وجه الحبِّ في اللَّهِ عز وجل ، وعلى غير ذَلِكَ بدعة .
قال المروذي: سألت أبا عبد اللَّه عنَ قبلة اليد، فقال : إن كان على طريق التدين فلا بأس ، قد قبَّل أبو عبيدة يدَ عمرَ بن الخطاب - رضي اللَّه عنهما - . وإن كان على طريق الدنيا فلا ، إلا رجلًا يُخاف سيفُه أو سوطه .
قال المروذي : وكرهها على طريق الدنيا .
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن عُمر أنه قبَّل يد النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - .
عن علي بن ثابت قال : سمعت سفيان الثوري يقول : لا بأس بها للإمام العادل، وأكرهها على دنُيا .
حكمــــــة
قال سليمان بن حرب: تقبيلُ يد الرجل السجدةُ الصغرى .
عن ابن نزار قال : قبلة اليد إحدى السجدتين - يعني أنه كرهه .
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
أخبرني عبد اللَّه بن عمر أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - بعث سريةً فحاصوا حيصةً . قال عبد اللَّه : فكنت فيمن حاص .. فذكر الحديث . قال : فأخذنا يدَ رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - فقبلناها .
قال المروذي : وقال لي أبو عبد اللَّه : قال لي سعيد الحاجب : ألا تُقبل يد ولي عهد المسلمين ؟
قال: فقبلتُ بيدي يدَ ولي عهد المسلمين .
قال: فقلت بيدي هكذا ، ولم يفعل .
قال حرب: قلتُ لإسحاقَ فقبلة اليد وغير ذلك ؟
قال : إذا كان في ذات اللَّه فلا بأس ، وكرهه إذا كان تعظيمًا .
قال مُهَنّا: رأيت أبا عبد اللَّه غير مرةٍ ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع ولا خمس، رأيته كثيرًا يُقبِّل وجهه ورأسه وخده، ولا يقول شيئًا، ولا يمتنع من ذاك، ورأيت سليمان بن داود الهاشمي يقبل جبهته ورأسه، ورأيته لا يمتنع من ذلك ولا يكرهه، ورأيت يعقوب بن إبراهيم بن سعد يقبل جبهته ووجهه.
قال عبدُ اللَّهِ : رأيتُ كثيرًا مِنَ العُلماءِ والفُقهاءِ والمُحَدِّثينَ وَبَنِي هاشِمٍ وَقُرَيْشٍ والْأَنْصارِ يُقَبِّلُونَهُ - يَعْنِي : أَباهُ- بَعْضُهُمْ يَدَه ، وَبَعْضهُمْ رَأْسَهُ ، وَيُعَظِّمُونَهُ تَعْظِيمًا لَمْ أَرَهُمْ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنَ الفُقَهاءِ غَيْرِهُ ، لَمْ أَرَهُ يَشْتَهِي أَنْ يُفْعَلَ ذَلِكَ .
قال إسْماعِيلُ بْنُ إِسْحاقَ أبو بكر السَّرّاجُ : قُلْت لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَوَّلَ ما رَأَيْته : يا أبا عبدِ اللَّهِ ، ائْذَنْ لِي أَنْ أُقَبِّلَ رَأْسَك.
قال : لَمْ أَبْلُغْ أَنا ذاكَ .
قال إسماعيلُ بنُ إسحاق الثَّقَفِيُّ : سألت أبا عبد اللَّه قُلت : تَرى أَنْ يُقَبِّلَ الرَّجُلُ رَأْسَ الرَّجُلِ أَوْ يَدَهُ ؟ قال: نَعَمْ .
عن ابن نزار قال : قبلة اليد إحدى السجدتين - يعني أنه كرهه .
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
أخبرني عبد اللَّه بن عمر أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - بعث سريةً فحاصوا حيصةً . قال عبد اللَّه : فكنت فيمن حاص .. فذكر الحديث . قال : فأخذنا يدَ رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - فقبلناها .
قال المروذي : وقال لي أبو عبد اللَّه : قال لي سعيد الحاجب : ألا تُقبل يد ولي عهد المسلمين ؟
قال: فقبلتُ بيدي يدَ ولي عهد المسلمين .
قال: فقلت بيدي هكذا ، ولم يفعل .
قال حرب: قلتُ لإسحاقَ فقبلة اليد وغير ذلك ؟
قال : إذا كان في ذات اللَّه فلا بأس ، وكرهه إذا كان تعظيمًا .
قال مُهَنّا: رأيت أبا عبد اللَّه غير مرةٍ ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع ولا خمس، رأيته كثيرًا يُقبِّل وجهه ورأسه وخده، ولا يقول شيئًا، ولا يمتنع من ذاك، ورأيت سليمان بن داود الهاشمي يقبل جبهته ورأسه، ورأيته لا يمتنع من ذلك ولا يكرهه، ورأيت يعقوب بن إبراهيم بن سعد يقبل جبهته ووجهه.
قال عبدُ اللَّهِ : رأيتُ كثيرًا مِنَ العُلماءِ والفُقهاءِ والمُحَدِّثينَ وَبَنِي هاشِمٍ وَقُرَيْشٍ والْأَنْصارِ يُقَبِّلُونَهُ - يَعْنِي : أَباهُ- بَعْضُهُمْ يَدَه ، وَبَعْضهُمْ رَأْسَهُ ، وَيُعَظِّمُونَهُ تَعْظِيمًا لَمْ أَرَهُمْ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِأَحَدٍ مِنَ الفُقَهاءِ غَيْرِهُ ، لَمْ أَرَهُ يَشْتَهِي أَنْ يُفْعَلَ ذَلِكَ .
قال إسْماعِيلُ بْنُ إِسْحاقَ أبو بكر السَّرّاجُ : قُلْت لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَوَّلَ ما رَأَيْته : يا أبا عبدِ اللَّهِ ، ائْذَنْ لِي أَنْ أُقَبِّلَ رَأْسَك.
قال : لَمْ أَبْلُغْ أَنا ذاكَ .
قال إسماعيلُ بنُ إسحاق الثَّقَفِيُّ : سألت أبا عبد اللَّه قُلت : تَرى أَنْ يُقَبِّلَ الرَّجُلُ رَأْسَ الرَّجُلِ أَوْ يَدَهُ ؟ قال: نَعَمْ .
حكمــــــة
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ : التسليمُ على النساءِ ؟
قال : إذا كانت عجوزًا فلا بأسَ به .
قال إسحاق : كما قال .
قال حرب: قلت لأحمد: فالرجل يسلم على النساء ؟
قال : إن كُن شوابًا فأراد أن يستنطقهن: فلا، وكرهه. وإن كن عجائز: فلا بأس.
عن إبراهيم النخعي رحمه الله: لم ير بأسًا بمصافحة المرأة التي قد خلت من وراء الثوب.
قال أبو الفضل صالِحٌ : سَأَلْتُ أَبِي: يُسَلَّمُ عَلَى المَرْأَةِ ؟
قال : أَمّا الكَبِيرَةُ فَلا بَأْسَ ، وَأَمّا الشَّابَّةُ فَلا تُسْتَنْطَقُ .
قال مُحَمَّدُ بْنِ مِهْرانَ: إنَّ أبا عَبْدِ اللَّهِ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُصافِحُ المَرْأَةَ ؟
قال: لا ، وَشَدَّدَ فِيهِ جِدًّا .
قُلْت : فَيُصافِحُها بِثَوْبِهِ ؟ قال : لا .
قال رَجُلٌ : فَإِنْ كانَ ذا مَحْرَمٍ ؟ قال : لا .
قُلْت: ابنتُهُ ؟ قال : إذا كانتِ ابنتَهُ فَلا بَأْسَ .
قال : إذا كانت عجوزًا فلا بأسَ به .
قال إسحاق : كما قال .
قال حرب: قلت لأحمد: فالرجل يسلم على النساء ؟
قال : إن كُن شوابًا فأراد أن يستنطقهن: فلا، وكرهه. وإن كن عجائز: فلا بأس.
عن إبراهيم النخعي رحمه الله: لم ير بأسًا بمصافحة المرأة التي قد خلت من وراء الثوب.
قال أبو الفضل صالِحٌ : سَأَلْتُ أَبِي: يُسَلَّمُ عَلَى المَرْأَةِ ؟
قال : أَمّا الكَبِيرَةُ فَلا بَأْسَ ، وَأَمّا الشَّابَّةُ فَلا تُسْتَنْطَقُ .
قال مُحَمَّدُ بْنِ مِهْرانَ: إنَّ أبا عَبْدِ اللَّهِ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُصافِحُ المَرْأَةَ ؟
قال: لا ، وَشَدَّدَ فِيهِ جِدًّا .
قُلْت : فَيُصافِحُها بِثَوْبِهِ ؟ قال : لا .
قال رَجُلٌ : فَإِنْ كانَ ذا مَحْرَمٍ ؟ قال : لا .
قُلْت: ابنتُهُ ؟ قال : إذا كانتِ ابنتَهُ فَلا بَأْسَ .
تقبيل الرجل ذات محرم منه
تقبيل الرجل ذات محرم منه
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ : يقبّلُ الرجلُ ذات مَحْرمٍ منه ؟
قال : إذا قدمَ مِن سفر ، أو لم يخف على نفسِه ، فذكر حديث خالد بن الوليد - رضي اللَّه عنه - (1) .
قال إسحاق: كما قال ، وقد فعلَ النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - حين قدمَ من الغزو فقبَّلَ فاطمةَ عليها السلام (2)، ولكن لا يفعله على الفم أبدًا ، الجبهة والرأس .
قال إسحاق بن منصور : قُلْتُ : يقبّلُ الرجلُ ذات مَحْرمٍ منه ؟
قال : إذا قدمَ مِن سفر ، أو لم يخف على نفسِه ، فذكر حديث خالد بن الوليد - رضي اللَّه عنه - (1) .
قال إسحاق: كما قال ، وقد فعلَ النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - حين قدمَ من الغزو فقبَّلَ فاطمةَ عليها السلام (2)، ولكن لا يفعله على الفم أبدًا ، الجبهة والرأس .
ثانيًا : تشميت العاطس وآداب ذلك / ما يسن أن يقول عند العطاس ، وما يقال له
ثانيًا : تشميت العاطس وآداب ذلك
ما يسن أن يقول عند العطاس، وما يقال له
قال أبو داود : قلت لأحمد : إذا عطس الرجل ما يقول ؟
قا ل: يحمد اللَّه، ويقال له : يرحمك اللَّه ، ويقول : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم .
قال ابن هانئ: وسألته: إذا عطس الرجل، فشمت، يقول: يهديكم اللَّه ويصلح بالكم .
قال : يقول هو : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم .
قال عبد اللَّه: عطست عند عبد اللَّه بن أبي شيبة ، أو عطس عنده رجل وأنا عنده بالكوفة سنة ثلاثين ومائتين، فحمدت اللَّه ، أو حمد اللَّه الرجل ، فقال : يرحمك اللَّه .
فقلت : يهديكم اللَّه ، أو قال له رجل : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم .
فقال ابن أبي شيبة : قال إبراهيم : أول من أحدث هذا الخوارج - يعني : قوله: يهديكم اللَّه ويصلح بالكم - فقدمت فحدثت بذلك أبي ، فقال : سبحان اللَّه ! وقال : سنة النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - كيف يكون الخوارج تحدثه ؟ ! ما أعجبَ هذا ؟ أو كما قال أبي .
وَعطَسْتُ أنا عند أبي غير مرة ، فحمدت اللَّه، فرد عليّ: رحمك اللَّه.
فقلت له : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم .
حدثني أبي ، قال : نا محمد بن جعفر وحجاج، قالا : نا شُعْبَةُ، عن محمد بْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عن أبيه، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - أنه قال : " إِذا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ للَّه عَلَى كُلِّ حالٍ، وَلْيَقُلْ الذِي يَرُدُّ عَلَيْهِ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَلْيَقُلْ هُوَ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بالَكُمْ " .
قال حرب: عطست عند أحمد بن حنبل، فقال: يرحمك اللَّه. فقلت: يغفر اللَّه لكم، فلم يغير عليّ، ثم عطست ثانية، فقال : يرحمك اللَّه. فقلت : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم . قلت له : ما تختار في هذا يا أبا عبد اللَّه ؟
قال : إذا عطس، فقل: يرحمك اللَّه، ولتجب بقول: يهديكم اللَّه ويصلح بالكم.
قال: وهذا عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم - من وجوه ، وجعل ينكر قول إبراهيم أنه قال: إنما أحدث هذا الخوارج، ويتعجب من ذلك .
وقال: الخوارج مارقة.
وسألتُ إسحاق قلت : كيف أحب إليك إن تشمت العاطس ؟
قال : يقال له: يرحمنا اللَّه وإياك . ويقول هو: يغفر اللَّه لنا ولكم.
وعطس أبو يعقوب يومًا، فقلت: يرحمك اللَّه . فقال: يغفر اللَّه لنا ولكم.
حدثنا إسحاق، قال : أنا أبو عامر، قال : حَدَّثَنا أَبُو مَعْشَرٍ المدني ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يحيى، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالتْ: عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فقال: ماذا أَقُولُ يا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قال: " قُلْ الحَمْدُ للَّه ". قالوا: ماذا نَقُولُ لَهُ ؟ قال: " قُولُوا: يَرْحَمُكَ اللَّهُ ". قال: فماذا أَقُولُ لَهُمْ ؟ قال : " قُلْ لَهُمْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصلِحُ بالَكُمْ " .
قال أبو طالب: قلت : هؤلاء إذا قلنا لهم : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم ، قالوا : إنما يقال هذا لليهود أليس بقرآن { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } قلت: أليس دعاء النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ أهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ" ،
قال : بلى .
روى أَبو طالِبٍ: قال أحمد : التَّشْمِيتُ : يَهْدِيكُمْ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بالَكُمْ .
قال المَرُّوذِيُّ : إنَّ رَجُلًا عَطَسَ عِنْد أَبِي عَبْد اللَّه، فَلَمْ يَحْمَد اللَّهَ، فانْتَظَرَهُ أَنْ يَحْمَد اللَّهَ، فَيُشَمِّتهُ، فَلَمّا أَرادَ أَنْ يَقُومَ، قال لَهُ أَبُو عَبْد للَّه : كَيْف تَقُولُ إذا عَطَسْتَ ؟
قال: أَقُولُ الحَمْدُ للَّه ، فقال لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه: يَرْحَمُكَ اللَّهُ .
ما يسن أن يقول عند العطاس، وما يقال له
قال أبو داود : قلت لأحمد : إذا عطس الرجل ما يقول ؟
قا ل: يحمد اللَّه، ويقال له : يرحمك اللَّه ، ويقول : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم .
قال ابن هانئ: وسألته: إذا عطس الرجل، فشمت، يقول: يهديكم اللَّه ويصلح بالكم .
قال : يقول هو : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم .
قال عبد اللَّه: عطست عند عبد اللَّه بن أبي شيبة ، أو عطس عنده رجل وأنا عنده بالكوفة سنة ثلاثين ومائتين، فحمدت اللَّه ، أو حمد اللَّه الرجل ، فقال : يرحمك اللَّه .
فقلت : يهديكم اللَّه ، أو قال له رجل : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم .
فقال ابن أبي شيبة : قال إبراهيم : أول من أحدث هذا الخوارج - يعني : قوله: يهديكم اللَّه ويصلح بالكم - فقدمت فحدثت بذلك أبي ، فقال : سبحان اللَّه ! وقال : سنة النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - كيف يكون الخوارج تحدثه ؟ ! ما أعجبَ هذا ؟ أو كما قال أبي .
وَعطَسْتُ أنا عند أبي غير مرة ، فحمدت اللَّه، فرد عليّ: رحمك اللَّه.
فقلت له : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم .
حدثني أبي ، قال : نا محمد بن جعفر وحجاج، قالا : نا شُعْبَةُ، عن محمد بْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عن أبيه، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - أنه قال : " إِذا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ للَّه عَلَى كُلِّ حالٍ، وَلْيَقُلْ الذِي يَرُدُّ عَلَيْهِ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَلْيَقُلْ هُوَ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بالَكُمْ " .
قال حرب: عطست عند أحمد بن حنبل، فقال: يرحمك اللَّه. فقلت: يغفر اللَّه لكم، فلم يغير عليّ، ثم عطست ثانية، فقال : يرحمك اللَّه. فقلت : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم . قلت له : ما تختار في هذا يا أبا عبد اللَّه ؟
قال : إذا عطس، فقل: يرحمك اللَّه، ولتجب بقول: يهديكم اللَّه ويصلح بالكم.
قال: وهذا عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم - من وجوه ، وجعل ينكر قول إبراهيم أنه قال: إنما أحدث هذا الخوارج، ويتعجب من ذلك .
وقال: الخوارج مارقة.
وسألتُ إسحاق قلت : كيف أحب إليك إن تشمت العاطس ؟
قال : يقال له: يرحمنا اللَّه وإياك . ويقول هو: يغفر اللَّه لنا ولكم.
وعطس أبو يعقوب يومًا، فقلت: يرحمك اللَّه . فقال: يغفر اللَّه لنا ولكم.
حدثنا إسحاق، قال : أنا أبو عامر، قال : حَدَّثَنا أَبُو مَعْشَرٍ المدني ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يحيى، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالتْ: عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فقال: ماذا أَقُولُ يا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قال: " قُلْ الحَمْدُ للَّه ". قالوا: ماذا نَقُولُ لَهُ ؟ قال: " قُولُوا: يَرْحَمُكَ اللَّهُ ". قال: فماذا أَقُولُ لَهُمْ ؟ قال : " قُلْ لَهُمْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصلِحُ بالَكُمْ " .
قال أبو طالب: قلت : هؤلاء إذا قلنا لهم : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم ، قالوا : إنما يقال هذا لليهود أليس بقرآن { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } قلت: أليس دعاء النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ أهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ" ،
قال : بلى .
روى أَبو طالِبٍ: قال أحمد : التَّشْمِيتُ : يَهْدِيكُمْ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بالَكُمْ .
قال المَرُّوذِيُّ : إنَّ رَجُلًا عَطَسَ عِنْد أَبِي عَبْد اللَّه، فَلَمْ يَحْمَد اللَّهَ، فانْتَظَرَهُ أَنْ يَحْمَد اللَّهَ، فَيُشَمِّتهُ، فَلَمّا أَرادَ أَنْ يَقُومَ، قال لَهُ أَبُو عَبْد للَّه : كَيْف تَقُولُ إذا عَطَسْتَ ؟
قال: أَقُولُ الحَمْدُ للَّه ، فقال لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه: يَرْحَمُكَ اللَّهُ .
استحباب التشميت ثلاثًا
استحباب التشميت ثلاثًا
قال أبو الفضل صالح : وسألته عن الرجل يشمت العاطس في مجلسه ثلاثًا ؟
قال : أكثر ما قيل فيه : ثلاث .
قال مُهَنّا لِأَحْمَدَ: أَيُّ شَيْءٍ مَذْهَبُكَ في العاطِسِ، يُشَمَّتُ إلَى ثَلاثٍ مِرارًا ؟
قال : أذهب إلَى قَوْلِ عَمْرِو بْنِ العاصِ رضي الله عنه .
قُلْتُ: منْ ذَكَرَهُ ؟
قال: هُشَيْمٌ، أخبرنا المُغِيرَةُ، عنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ العاصِ رضي الله عنه قال :
العاطِسُ بِمَنْزِلَةِ الخاطِبِ ، يُشَمَّتُ إلَى ثَلاثٍ مرارًا ، فَما زادَ فَهُوَ داءٌ في الرَأْسِ .
قال أبو الفضل صالح : وسألته عن الرجل يشمت العاطس في مجلسه ثلاثًا ؟
قال : أكثر ما قيل فيه : ثلاث .
قال مُهَنّا لِأَحْمَدَ: أَيُّ شَيْءٍ مَذْهَبُكَ في العاطِسِ، يُشَمَّتُ إلَى ثَلاثٍ مِرارًا ؟
قال : أذهب إلَى قَوْلِ عَمْرِو بْنِ العاصِ رضي الله عنه .
قُلْتُ: منْ ذَكَرَهُ ؟
قال: هُشَيْمٌ، أخبرنا المُغِيرَةُ، عنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ العاصِ رضي الله عنه قال :
العاطِسُ بِمَنْزِلَةِ الخاطِبِ ، يُشَمَّتُ إلَى ثَلاثٍ مرارًا ، فَما زادَ فَهُوَ داءٌ في الرَأْسِ .
هل يشمتُ غير المسلم ؟
هل يشمتُ غير المسلم ؟
قال الفضل بن زياد : سمعت أبا عبد اللَّه يُسأل عن العطاس ، ما يقال له ؟
قال : يقال له يرحمك اللَّه ، ويرد عليه : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم .
قلت : فحديث حكيم بن الديلمي، كيف ؟
قال : ذاك غير هذا. إنما كانت اليهود تَعاَطسْ عند النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - رجاء أن يقول: يرحمكم اللَّه، فقال: " يَهدِيكُمُ اللَّهُ " .
قلت : يا أبا عبد اللَّه ولو عطس يهودي، قلت له: يهديكم اللَّه ؟، فأطرق، ثم قال: أي شيء يقال لليهودي ؟ !
قال الفضل بن زياد : سمعت أبا عبد اللَّه يُسأل عن العطاس ، ما يقال له ؟
قال : يقال له يرحمك اللَّه ، ويرد عليه : يهديكم اللَّه ويصلح بالكم .
قلت : فحديث حكيم بن الديلمي، كيف ؟
قال : ذاك غير هذا. إنما كانت اليهود تَعاَطسْ عند النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - رجاء أن يقول: يرحمكم اللَّه، فقال: " يَهدِيكُمُ اللَّهُ " .
قلت : يا أبا عبد اللَّه ولو عطس يهودي، قلت له: يهديكم اللَّه ؟، فأطرق، ثم قال: أي شيء يقال لليهودي ؟ !
هل يسنُ تشميت المرأة ؟
هل يسنُ تشميت المرأة ؟
قال حرب : قلت لأحمد : الرجل يشمت المرأة إذا عطست ؟
قال : إن أراد أن يستنطقها ليسمع كلامها فلا ؛ لأن الكلام فتنة ، وإن لم يرد ذلك فلا بأس أن يشمتهن.
قال أَبُو طالِبٍ : سَأَلَت أبا عَبْدِ اللَّهِ : يُشَمِّتُ الرَّجُلُ المَرْأَةَ إذا عَطَسَتْ ؟
قال: نَعَمْ ، قَدْ شَمَّتَ أَبُو مُوسَى امْرَأَتَهُ . قُلْتُ : فَإِنْ كانَتْ امْرَأَةً تَمُرُّ أَوْ جالِسَةً فَعَطَسَتْ، أُشَمِّتُها ؟
قال: نَعَمْ .
قال ابن الجَوْزِيِّ : وَقَدْ رُوّيْنا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ - رضي اللَّه عنه - أَنَّهُ كانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ العُبّادِ فَعَطَسَتْ امْرَأَةُ أَحْمَدَ، فَقال لَها العابِدُ: يَرْحَمُكِ اللَّهُ .
فَقال أَحْمَد رَحِمَهُ اللَّهُ : عابِدٌ جاهِلٌ .
قال حرب : قلت لأحمد : الرجل يشمت المرأة إذا عطست ؟
قال : إن أراد أن يستنطقها ليسمع كلامها فلا ؛ لأن الكلام فتنة ، وإن لم يرد ذلك فلا بأس أن يشمتهن.
قال أَبُو طالِبٍ : سَأَلَت أبا عَبْدِ اللَّهِ : يُشَمِّتُ الرَّجُلُ المَرْأَةَ إذا عَطَسَتْ ؟
قال: نَعَمْ ، قَدْ شَمَّتَ أَبُو مُوسَى امْرَأَتَهُ . قُلْتُ : فَإِنْ كانَتْ امْرَأَةً تَمُرُّ أَوْ جالِسَةً فَعَطَسَتْ، أُشَمِّتُها ؟
قال: نَعَمْ .
قال ابن الجَوْزِيِّ : وَقَدْ رُوّيْنا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ - رضي اللَّه عنه - أَنَّهُ كانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ العُبّادِ فَعَطَسَتْ امْرَأَةُ أَحْمَدَ، فَقال لَها العابِدُ: يَرْحَمُكِ اللَّهُ .
فَقال أَحْمَد رَحِمَهُ اللَّهُ : عابِدٌ جاهِلٌ .

