الجامع لعلوم الإمام أحمد - الأدب والزهد لخالد الرباط وآخرين ج 1
A
حكمــــــة
قال يعقوب بن بختان:
سمعت أحمد - وسئل عن التوكل - فقال :
هو قطع الاستشراف بالإياس من الخلق ،
فقيل له : ما الحجة ؟
فقال: إبراهيم لما وضع في المنجنيق ثم طرح إلى النار فاعترضه جبريل عليه السلام فقال : يا إبراهيم ألك حاجة ؟ فقال: أما إليك فلا . فقال له: سل من لك إليه حاجة . فقال: أحب الأمرين إليه أحبهما إليّ .
سمعت أحمد - وسئل عن التوكل - فقال :
هو قطع الاستشراف بالإياس من الخلق ،
فقيل له : ما الحجة ؟
فقال: إبراهيم لما وضع في المنجنيق ثم طرح إلى النار فاعترضه جبريل عليه السلام فقال : يا إبراهيم ألك حاجة ؟ فقال: أما إليك فلا . فقال له: سل من لك إليه حاجة . فقال: أحب الأمرين إليه أحبهما إليّ .
حكمــــــة
عن الحسن عن جندب قال لأصحابه :
اتلوا القرآن على ما كان بكم من جهد وفاقة، فإن عرض - يعني: بلاء - فابذل مالك دون دينك ، فإن تخوفت فابذل دمك دون دينك ، فإن المحروب من حرب دينه ، وإن المسلوب من سلب دينه، فإنه لا فقر بعد الجنة ، ولا غنى بعد النار ، النار لا يستغني فقيرها ، ولا يفك أسيرها .
/410)
اتلوا القرآن على ما كان بكم من جهد وفاقة، فإن عرض - يعني: بلاء - فابذل مالك دون دينك ، فإن تخوفت فابذل دمك دون دينك ، فإن المحروب من حرب دينه ، وإن المسلوب من سلب دينه، فإنه لا فقر بعد الجنة ، ولا غنى بعد النار ، النار لا يستغني فقيرها ، ولا يفك أسيرها .
/410)
حكمــــــة
وقال قتادة رحمه الله سمعت يونس بن جبير رحمه الله قال:
شيعنا جندب بن عبد اللَّه رضي الله عنه ؛ فلما بلغنا حصن المكاتب قلنا له : أوصنا ،
قال: أوصيكم بتقوى اللَّه والقرآن ؛ فإنه نور الليل المظلم وهدى النهار ؛ فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة، وإن عرض بلاء : فقدم مالك دون نفسك ، فإن تجاوز البلاء: فقدم مالك ونفسك دون دينك ، فإن المحروب من حرب دينه ، والمسلوب من سلب دينه ، إنه لا غنى بعد النار ، ولا فاقة بعد الجنة ، وإن النار لا يفك أسيرها ، ولا يستغني فقيرها .
حصن المكاتب هو موضعٌ أو مكانٌ تاريخي كان يقع في ضواحي مدينة البصرة بالعراق، وبالتحديد في منطقة تُسمى "الخِريبة" (وهي البصرة القديمة).
و يقع على طريق الخارج من البصرة قاصداً الكوفة أو الحجاز.
وكان مكاناً يجتمع فيه "المكاتبون" (وهم العبيد الذين كاتبوا سادتهم على شراء حريتهم بالمال) أو الذين يعملون في الكتابة والدواوين، وقيل إنه كان مركزاً لتجمعهم أو سوقاً لهم في تلك الفترة .
والحصن يقع في "خريبة البصرة"، وهي منطقة شهدت أحداثاً تاريخية كبرى مثل موقعة الجمل .
2. أهميته في السيرة والأثر:
ارتبط اسم هذا الحصن في كتب الحديث بكونه "نقطة الوداع":
فكان من عادة أهل البصرة (التابعين) أن يخرجوا مع علمائهم وصحابة رسول الله ﷺ إذا أرادوا السفر لتشييعهم ووداعهم .
وهناك يتوقفون للوداع.
وكان التابعون يستغلون الفرصة ويقولون للعالم أو الصحابي : "أوصنا" ، فخرجت أجمل الوصايا النبوية والتربوية عند هذا الحصن .
شيعنا جندب بن عبد اللَّه رضي الله عنه ؛ فلما بلغنا حصن المكاتب قلنا له : أوصنا ،
قال: أوصيكم بتقوى اللَّه والقرآن ؛ فإنه نور الليل المظلم وهدى النهار ؛ فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة، وإن عرض بلاء : فقدم مالك دون نفسك ، فإن تجاوز البلاء: فقدم مالك ونفسك دون دينك ، فإن المحروب من حرب دينه ، والمسلوب من سلب دينه ، إنه لا غنى بعد النار ، ولا فاقة بعد الجنة ، وإن النار لا يفك أسيرها ، ولا يستغني فقيرها .
حصن المكاتب هو موضعٌ أو مكانٌ تاريخي كان يقع في ضواحي مدينة البصرة بالعراق، وبالتحديد في منطقة تُسمى "الخِريبة" (وهي البصرة القديمة).
و يقع على طريق الخارج من البصرة قاصداً الكوفة أو الحجاز.
وكان مكاناً يجتمع فيه "المكاتبون" (وهم العبيد الذين كاتبوا سادتهم على شراء حريتهم بالمال) أو الذين يعملون في الكتابة والدواوين، وقيل إنه كان مركزاً لتجمعهم أو سوقاً لهم في تلك الفترة .
والحصن يقع في "خريبة البصرة"، وهي منطقة شهدت أحداثاً تاريخية كبرى مثل موقعة الجمل .
2. أهميته في السيرة والأثر:
ارتبط اسم هذا الحصن في كتب الحديث بكونه "نقطة الوداع":
فكان من عادة أهل البصرة (التابعين) أن يخرجوا مع علمائهم وصحابة رسول الله ﷺ إذا أرادوا السفر لتشييعهم ووداعهم .
وهناك يتوقفون للوداع.
وكان التابعون يستغلون الفرصة ويقولون للعالم أو الصحابي : "أوصنا" ، فخرجت أجمل الوصايا النبوية والتربوية عند هذا الحصن .
حكمــــــة
عن الحسن رحمه الله قال :
ابن آدم ! تبصر القذى في عين أخيك وتدع الجذل معترضا في عينك ،
وقال : إن للخير أهلا وللشر أهلا ، من ترك شيئا كفيه .
قال: أحب العباد إلى اللَّه الذين يحببون اللَّه إلى عباده ويعملون في الأرض نصحًا وقال : يُحشَر الأمراء والأغنياء فيقال لهم : إنكم كنتم حكام المسلمين وأهل الغنى ، قِبَلكم طلبتي .
ابن آدم ! تبصر القذى في عين أخيك وتدع الجذل معترضا في عينك ،
وقال : إن للخير أهلا وللشر أهلا ، من ترك شيئا كفيه .
قال: أحب العباد إلى اللَّه الذين يحببون اللَّه إلى عباده ويعملون في الأرض نصحًا وقال : يُحشَر الأمراء والأغنياء فيقال لهم : إنكم كنتم حكام المسلمين وأهل الغنى ، قِبَلكم طلبتي .
حكمــــــة
قال وهبًا لرجل من جلسائه :
ألا أعلمك طبًّا لا يتعايا الأطباء فيه ، وفقها لا يتعايا الفقهاء فيه ، وحلما لا يتعايا الحلماء فيه ؟
قالوا: بلى يا أبا عبد اللَّه، قال: أما الطب الذي لا يتعايا الأطباء فيه فلا تأكل طعاما إلا سميت اللَّه عز وجل على أوله وحمدته على آخره ، وأما الفقه الذي لا يتعايا الفقهاء فيه فإن سئلت عن شيء عندك فيه علم وإلا فقل لا أدري ، وأما الحلم الذي لا يتعايا الحلماء فيه فأكثر الصمت إلا أن تسأل عن شيء .
ألا أعلمك طبًّا لا يتعايا الأطباء فيه ، وفقها لا يتعايا الفقهاء فيه ، وحلما لا يتعايا الحلماء فيه ؟
قالوا: بلى يا أبا عبد اللَّه، قال: أما الطب الذي لا يتعايا الأطباء فيه فلا تأكل طعاما إلا سميت اللَّه عز وجل على أوله وحمدته على آخره ، وأما الفقه الذي لا يتعايا الفقهاء فيه فإن سئلت عن شيء عندك فيه علم وإلا فقل لا أدري ، وأما الحلم الذي لا يتعايا الحلماء فيه فأكثر الصمت إلا أن تسأل عن شيء .
حكمــــــة
عن جعفر الخطمي أن جده عمير بن حبيب أوصى بنيه وكانت له صحبة فقال :
يا بني ! إياكم ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم داء، إنه من يحلم عن السفيه ليس ينظر بحلمه، ومن لا يفر بقليل ما يأتي به السفيه يفر بالكبير، ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب، وإذا أراد أحدكم أن يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، فليوطن نفسه على الصبر على الأذى، وليوقن بالثواب من اللَّه، فإنه من يثق بالثواب من اللَّه لا يجد مس الأذى.
يا بني ! إياكم ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم داء، إنه من يحلم عن السفيه ليس ينظر بحلمه، ومن لا يفر بقليل ما يأتي به السفيه يفر بالكبير، ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب، وإذا أراد أحدكم أن يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، فليوطن نفسه على الصبر على الأذى، وليوقن بالثواب من اللَّه، فإنه من يثق بالثواب من اللَّه لا يجد مس الأذى.
حكمــــــة
قال ابن الجوزي : وبلغنا عن أبي بكر المرُّوذي قال :
دخلت على أحمد يومًا، فقلت : كيف أصبحت ؟
فقال: كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرض ، ونبيه يطالبه بأداء السنة ، والملكان يطالبانه بتصحيح العمل، ونفسه تطالبه بهواها ، وإبليس يطالبه بالفحشاء ، وملك الموت يطالبه بقبض روحه ، وعياله يطالبونه بالنفقة ؟ !
دخلت على أحمد يومًا، فقلت : كيف أصبحت ؟
فقال: كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرض ، ونبيه يطالبه بأداء السنة ، والملكان يطالبانه بتصحيح العمل، ونفسه تطالبه بهواها ، وإبليس يطالبه بالفحشاء ، وملك الموت يطالبه بقبض روحه ، وعياله يطالبونه بالنفقة ؟ !
باب ما جاء في أخبار أهل الزهد والورع / من له اسمان من الأنبياء
باب ما جاء في أخبار أهل الزهد والورع
من له اسمان من الأنبياء
قال عبد اللَّه : وجدت في كتاب أبي بخط يده ، قال : سمعنا أن سِتّة من الأنبياء لهم في القرآن (اسمان) :
محمد : أحمد ، إبراهيم: إبراهام ، ويعقوب: إسرائيل ، ويونس: ذو النون ، والياس: الياسين ، وعيسى: المسيح .
من له اسمان من الأنبياء
قال عبد اللَّه : وجدت في كتاب أبي بخط يده ، قال : سمعنا أن سِتّة من الأنبياء لهم في القرآن (اسمان) :
محمد : أحمد ، إبراهيم: إبراهام ، ويعقوب: إسرائيل ، ويونس: ذو النون ، والياس: الياسين ، وعيسى: المسيح .
ما جاء في زهد النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - وأخباره
ما جاء في زهد النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - وأخباره
قال حرب : سمعت أحمد يقول في حديث أنس إن رجلًا قال للنبي - صلى اللَّه عليه وسلم - :
يا خير البرية . قال: " ذاك أبي إبراهيم "
قال : قد روي غير هذا أنه قال: " أَنا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ " وقال اللَّه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وذهب فيه إلى أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - أراد به التواضع .
قال حرب : سمعت أحمد يقول في حديث أنس إن رجلًا قال للنبي - صلى اللَّه عليه وسلم - :
يا خير البرية . قال: " ذاك أبي إبراهيم "
قال : قد روي غير هذا أنه قال: " أَنا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ " وقال اللَّه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وذهب فيه إلى أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - أراد به التواضع .

