الجامع لعلوم الإمام أحمد - الأدب والزهد لخالد الرباط وآخرين ج 1
A
سكرات الموت تكفير للسيئات
سكرات الموت تكفير للسيئات
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، فإنه كانت فيهم الأعاجيب " ثم أنشأ يحدث - صلى اللَّه عليه وسلم - قال: " خرجت طائفة من بني إسرائيل حتى أتوا مقبرة لهم من مقابرهم، فقالوا: لو صلينا ركعتين ودعونا اللَّه عز وجل أن يخرج لنا رجلا ممن قد مات، نسأله عن الموت؟ قال: ففعلوا فبينما هم كذلك إذ أطلع رجل رأسه من قبر من تلك المقابر، خلاسي بين عينيه أثر السجود، فقال: يا هؤلاء، ما أردتم إلى؟ فقد مت منذ مائة سنة، فما سكنت عني حرارة الموت، حتى كان الآن، فادعوا اللَّه عز وجل لي يعيدني كما كنت ".
وخلاسي أي بين أبيض وأسود.
عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، فإنه كانت فيهم الأعاجيب " ثم أنشأ يحدث - صلى اللَّه عليه وسلم - قال: " خرجت طائفة من بني إسرائيل حتى أتوا مقبرة لهم من مقابرهم، فقالوا: لو صلينا ركعتين ودعونا اللَّه عز وجل أن يخرج لنا رجلا ممن قد مات، نسأله عن الموت؟ قال: ففعلوا فبينما هم كذلك إذ أطلع رجل رأسه من قبر من تلك المقابر، خلاسي بين عينيه أثر السجود، فقال: يا هؤلاء، ما أردتم إلى؟ فقد مت منذ مائة سنة، فما سكنت عني حرارة الموت، حتى كان الآن، فادعوا اللَّه عز وجل لي يعيدني كما كنت ".
وخلاسي أي بين أبيض وأسود.
حكمــــــة
وعن نافع بن جبير رحمه الله :
أن سلمان رحمه اللَّه أتى بيت علجة أو مشركة يلتمس مكانًا يصلي فيه ، فقالت : ابتغ قلبًا طاهرًا، وصلِّ حيث شئت.
فقال سلمان رحمه اللَّه : فقهت .
وعن ميمون رحمه الله قال :
حذيفة وسلمان نزلا على نبطية ، فلما حضرت الصلاة قالا : ههنا مكان طاهر نصلي فيه، قالت: طهِّر قلبك. قال أحدهما للآخر : خذها كلمة حكم من قلب كافر .
أن سلمان رحمه اللَّه أتى بيت علجة أو مشركة يلتمس مكانًا يصلي فيه ، فقالت : ابتغ قلبًا طاهرًا، وصلِّ حيث شئت.
فقال سلمان رحمه اللَّه : فقهت .
وعن ميمون رحمه الله قال :
حذيفة وسلمان نزلا على نبطية ، فلما حضرت الصلاة قالا : ههنا مكان طاهر نصلي فيه، قالت: طهِّر قلبك. قال أحدهما للآخر : خذها كلمة حكم من قلب كافر .
حكمــــــة
كتبَ عمر بن عبد العزيز إلى سالم بن عمر رحمهم الله :
أما بعد ! فإن اللَّه عز وجل ابتلاني بما ابتلاني به من هذا الأمر عن غير مشورة ولا طلب له ، ولكن كان ما قدر اللَّه عز وجل ، فأسأل اللَّه الذي ابتلاني بما ابتلاني أن يعينني عليه ، فإذا جاءك كتابي هذا فابحث إليَّ بكتب عمر بن الخطاب وقضائه وسيرته في أهل الذمة ، فإني متبع أثره وسائر بسيرته إن أعانني اللَّه على ذلك والسلام .
فكتب إليه سالم : جاءني كتابك تذكر أنَّ اللَّه عز وجل ابتلاك بما ابتلاك به من هذا الأمر من غير طلب ولا مشورة كان منك ، ولكن ما كان قدر اللَّه أن يبتليك، فأسأل اللَّه الذي ابتلاك بما ابتلاك به أن يعينك عليه ؛ فإنك لستَ في زمان عمر وليس عندك رجال عمر ، فإنْ نويتَ الحق وأردتَه أعانك اللَّهُ عليه ، وأتاح لك عمالا ، وأتاك بهم مِنْ حيث لا تحتسب ، فإن عون اللَّه على قدر النية، فمن تمت نيته في الخير تم عون اللَّه له، ومن قصرت نيته قصر من العون بقدر ما قصر منه والسلام .
أما بعد ! فإن اللَّه عز وجل ابتلاني بما ابتلاني به من هذا الأمر عن غير مشورة ولا طلب له ، ولكن كان ما قدر اللَّه عز وجل ، فأسأل اللَّه الذي ابتلاني بما ابتلاني أن يعينني عليه ، فإذا جاءك كتابي هذا فابحث إليَّ بكتب عمر بن الخطاب وقضائه وسيرته في أهل الذمة ، فإني متبع أثره وسائر بسيرته إن أعانني اللَّه على ذلك والسلام .
فكتب إليه سالم : جاءني كتابك تذكر أنَّ اللَّه عز وجل ابتلاك بما ابتلاك به من هذا الأمر من غير طلب ولا مشورة كان منك ، ولكن ما كان قدر اللَّه أن يبتليك، فأسأل اللَّه الذي ابتلاك بما ابتلاك به أن يعينك عليه ؛ فإنك لستَ في زمان عمر وليس عندك رجال عمر ، فإنْ نويتَ الحق وأردتَه أعانك اللَّهُ عليه ، وأتاح لك عمالا ، وأتاك بهم مِنْ حيث لا تحتسب ، فإن عون اللَّه على قدر النية، فمن تمت نيته في الخير تم عون اللَّه له، ومن قصرت نيته قصر من العون بقدر ما قصر منه والسلام .
بَعد العبادة / (الصبر عن إفشائها والتظاهر بها لأجل الرياء والسمعة، وذكر ما جاء في الحث على إخفاء العبادة وخمول الذكر وذم الجاه والرياء) :
بَعد العبادة / (الصبر عن إفشائها والتظاهر بها لأجل الرياء والسمعة، وذكر ما جاء في الحث على إخفاء العبادة وخمول الذكر وذم الجاه والرياء):
عن سالم بن أبي الجعد رحمه الله قال: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - :
" إن من أمتي من لو أتى باب أحدكم فسأله دينارًا لم يعطه إياه، ولو سأله درهمًا لم يعطه إياه، ولو سأله فلسًا لم يعطه إياه ، ولو سأل اللَّه الجنَّةَ لأعطاها إياه، ولو سأله الدنيا لم يعطها إياه ، وما يمنعها إياه لهوانه عليه ؛ ذو طمرين، لا يؤبه له ، لو يقسم على اللَّه عز وجل لأبره " .
عن سالم بن أبي الجعد رحمه الله قال: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - :
" إن من أمتي من لو أتى باب أحدكم فسأله دينارًا لم يعطه إياه، ولو سأله درهمًا لم يعطه إياه، ولو سأله فلسًا لم يعطه إياه ، ولو سأل اللَّه الجنَّةَ لأعطاها إياه، ولو سأله الدنيا لم يعطها إياه ، وما يمنعها إياه لهوانه عليه ؛ ذو طمرين، لا يؤبه له ، لو يقسم على اللَّه عز وجل لأبره " .
حكمــــــة
قال الجريري عن بعض أشياخه قال :
كان أصحاب رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - غزاة بسجستان ، فاشتد عليهم القتال والطلب بقلعة سجستان ، وفيهم رجل قال : وكان أصحاب رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يجلسون حِلقًا حِلقًا، فتقوم طائفة فيقاتلون ثم يجيئون ، ثم تقوم طائفة أخرى فيقاتلون ثم يجيئون ، قال : فقال بعضهم لبعض: هل ترون في هذا الرجل النعت الذي قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - ؟
قال: فقال هذا لهذا : نعم، وهذا لهذا : نعم، حتى اجتمعوا على ذلك، فقالوا: أيها الرجل إنه قد اشتد علينا القتال والطلب لهذِه القلعة، وإنا نرى فيك النعت الذي قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فأقسم على ربك تبارك وتعالي أن يفتح علينا، قال : فخرج من قولهم، وقال: إني إنسان مسكين ضعيف ليست لي من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صحبة ، إنما صحبتكم أرجو بركتكم وأتعلم منكم ، قال : فأعادوا عليه ، فجزع من ذلك، قال : فقالوا له : إنا نسألك بحق الصحبة لما أقسمت على ربك عز وجل أن يفتح علينا ، قال: أقسمت عليك يارب لما فتحت علينا وجعلتني أول مقتول . قال : ففتح اللَّه عليهم وكان أول مقتول .
كان أصحاب رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - غزاة بسجستان ، فاشتد عليهم القتال والطلب بقلعة سجستان ، وفيهم رجل قال : وكان أصحاب رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يجلسون حِلقًا حِلقًا، فتقوم طائفة فيقاتلون ثم يجيئون ، ثم تقوم طائفة أخرى فيقاتلون ثم يجيئون ، قال : فقال بعضهم لبعض: هل ترون في هذا الرجل النعت الذي قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - ؟
قال: فقال هذا لهذا : نعم، وهذا لهذا : نعم، حتى اجتمعوا على ذلك، فقالوا: أيها الرجل إنه قد اشتد علينا القتال والطلب لهذِه القلعة، وإنا نرى فيك النعت الذي قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فأقسم على ربك تبارك وتعالي أن يفتح علينا، قال : فخرج من قولهم، وقال: إني إنسان مسكين ضعيف ليست لي من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صحبة ، إنما صحبتكم أرجو بركتكم وأتعلم منكم ، قال : فأعادوا عليه ، فجزع من ذلك، قال : فقالوا له : إنا نسألك بحق الصحبة لما أقسمت على ربك عز وجل أن يفتح علينا ، قال: أقسمت عليك يارب لما فتحت علينا وجعلتني أول مقتول . قال : ففتح اللَّه عليهم وكان أول مقتول .
لا ينبغي ترك الطاعات خوفًا من الرياء
لا ينبغي ترك الطاعات خوفًا من الرياء
عن محمد بن واسع رحمه الله قال :
رأى أويس رجلا يصلي يقوم ويقعد ؛ قال : ما لك ؟ قال : أقوم فيجيء الشيطان فيقول: إنك ترائي فاجلس ، ثم تنازعني نفسي إلى الصلاة فأقوم ، ثم يقول: إنك ترائي فاجلس، فقال : لو خلوت كنت تصلي هذِه الصلاة ؟ قال : نعم . قال : صلِّ ؛ فلست ترائي .
عن محمد بن واسع رحمه الله قال :
رأى أويس رجلا يصلي يقوم ويقعد ؛ قال : ما لك ؟ قال : أقوم فيجيء الشيطان فيقول: إنك ترائي فاجلس ، ثم تنازعني نفسي إلى الصلاة فأقوم ، ثم يقول: إنك ترائي فاجلس، فقال : لو خلوت كنت تصلي هذِه الصلاة ؟ قال : نعم . قال : صلِّ ؛ فلست ترائي .
ما جاء في الثناء الحسن وذكر من كره المدح
ما جاء في الثناء الحسن وذكر من كره المدح
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول اللَّه ! إن الرجل يعمل العمل ويسره، فإذا أطلع عليه سره ، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-:
" له أجران، أجر السر، وأجر العلانية " .
قال إسحاق: كلما اطلع عليه فأعجبه ، فإذا كان ذلك منه ليقتدي به الناس وليُذكر بخير ؛ صار له أجر سره وأجر ما نوى من اقتداء الناس به وذكهم إياه بخير.
وإسناده ضعيف .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول اللَّه ! إن الرجل يعمل العمل ويسره، فإذا أطلع عليه سره ، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-:
" له أجران، أجر السر، وأجر العلانية " .
قال إسحاق: كلما اطلع عليه فأعجبه ، فإذا كان ذلك منه ليقتدي به الناس وليُذكر بخير ؛ صار له أجر سره وأجر ما نوى من اقتداء الناس به وذكهم إياه بخير.
وإسناده ضعيف .
حكمــــــة
عن عبد اللَّه رضي الله عنه قال :
إن الرجل ليخرج من بيته ومعه دينه ، فيلقى الرجل له إليه الحاجة فيقول: إنك لذيت وذيت يثني، وعسى أن لا يخلى من حاجته بشيء ، فيرجع وقد أسخط اللَّه عليه، وما معه من دينه شيء .
"إنك لَذِيتَ وذِيتَ"
كلمة "ذِيتَ وذِيتَ" (بكسر الذال أو فتحها) هي تعبير عربي قديم يُستعمل للدلالة على "كذا وكذا" أو "كَيْت وكَيْت". وهي تُستخدم لذكر الصفات دون التصريح بها، أي أنك تصفه بكل صفة حسنة متخيلة.
إن الرجل ليخرج من بيته ومعه دينه ، فيلقى الرجل له إليه الحاجة فيقول: إنك لذيت وذيت يثني، وعسى أن لا يخلى من حاجته بشيء ، فيرجع وقد أسخط اللَّه عليه، وما معه من دينه شيء .
"إنك لَذِيتَ وذِيتَ"
كلمة "ذِيتَ وذِيتَ" (بكسر الذال أو فتحها) هي تعبير عربي قديم يُستعمل للدلالة على "كذا وكذا" أو "كَيْت وكَيْت". وهي تُستخدم لذكر الصفات دون التصريح بها، أي أنك تصفه بكل صفة حسنة متخيلة.
حكمــــــة
قال عبدُ اللَّهِ :
جاءَ رجلٌ إلى أبي ؛ فذَكرَ أنّهُ كانَ عندَ بِشْرٍ ؛ فَذَكَرُوهُ ؛ فَأَثْنَى عَلَيْهِ بِشْرٌ ، وقال :
لا يَنْسَى اللَّهُ لِأحمدَ صنِيعَهُ ، ثَبَتَ وثَبَتْنا ، ولَوْلاهُ لهَلَكْنا .
قال عَبْدُ اللَّهِ : ووَجْهُ أَبِي يَتَهَللُ ، فَقُلْت : يا أَبَتِ أَلَيْسَ تَكْرَهُ المَدْحَ فِي الوَجْهِ ؟
فَقال : يا بُنَيَّ إنَّما ذُكِرْت عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ عِبادِ اللَّهِ الصّالِحِينَ ، وما كانَ مِنِّي ؛ فَحَمِدَ صنِيعِي ، وقَدْ قال - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ المُؤْمِنِ " .
وحسنه الألباني
جاءَ رجلٌ إلى أبي ؛ فذَكرَ أنّهُ كانَ عندَ بِشْرٍ ؛ فَذَكَرُوهُ ؛ فَأَثْنَى عَلَيْهِ بِشْرٌ ، وقال :
لا يَنْسَى اللَّهُ لِأحمدَ صنِيعَهُ ، ثَبَتَ وثَبَتْنا ، ولَوْلاهُ لهَلَكْنا .
قال عَبْدُ اللَّهِ : ووَجْهُ أَبِي يَتَهَللُ ، فَقُلْت : يا أَبَتِ أَلَيْسَ تَكْرَهُ المَدْحَ فِي الوَجْهِ ؟
فَقال : يا بُنَيَّ إنَّما ذُكِرْت عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ عِبادِ اللَّهِ الصّالِحِينَ ، وما كانَ مِنِّي ؛ فَحَمِدَ صنِيعِي ، وقَدْ قال - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ المُؤْمِنِ " .
وحسنه الألباني
فصل: ما جاء في آداب الصبر / سكون الجوارح واللسان
فصل: ما جاء في آداب الصبر
سكون الجوارح واللسان
قال ثابت رحمه الله :
مات عبد اللَّه بن مطرف - وكان قد زهد في الدنيا حتى استعمل - فخرج مطرف على قومه في ثياب حسنة وقد ادهن فغضبوا،
قالوا : يموت عبد اللَّه ثم يخرج في ثياب مثل هذِه مدهنا !
قال مطرف : فأستكين لها ، وقد وعدني ربي تبارك وتعالى عليها ثلاث خصال كل خصلة منها أحب إليّ من الدنيا كلها، قال اللَّه عز وجل: { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } فأستكين لها بعد هذا ،
قال ثابت :
وقال مطرف : ما شيء أعطيته في الآخرة قدر كوز من ماء إلا وددت أنه أخذ مني في الدنيا.
سكون الجوارح واللسان
قال ثابت رحمه الله :
مات عبد اللَّه بن مطرف - وكان قد زهد في الدنيا حتى استعمل - فخرج مطرف على قومه في ثياب حسنة وقد ادهن فغضبوا،
قالوا : يموت عبد اللَّه ثم يخرج في ثياب مثل هذِه مدهنا !
قال مطرف : فأستكين لها ، وقد وعدني ربي تبارك وتعالى عليها ثلاث خصال كل خصلة منها أحب إليّ من الدنيا كلها، قال اللَّه عز وجل: { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } فأستكين لها بعد هذا ،
قال ثابت :
وقال مطرف : ما شيء أعطيته في الآخرة قدر كوز من ماء إلا وددت أنه أخذ مني في الدنيا.
حكمــــــة
ذكر النعيم
قال المروذي : سمعت أبا عبد اللَّه يقول:
أنا منذ أكثر من سبعين سنة في كل نعيم ، وقال : ما قل من الدنيا أقل للحساب .
قلت له : إن رجلًا قال : إن أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث ليس هم عندي زهادًا ؛ أحمد له خبز يأكله ، وبشر له دراهم تجيئه من خراسان .
فتبسم أبو عبد اللَّه، وقال : أمن الزهاد أنا ؟!
قال المروذي : سمعت أبا عبد اللَّه يقول:
أنا منذ أكثر من سبعين سنة في كل نعيم ، وقال : ما قل من الدنيا أقل للحساب .
قلت له : إن رجلًا قال : إن أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث ليس هم عندي زهادًا ؛ أحمد له خبز يأكله ، وبشر له دراهم تجيئه من خراسان .
فتبسم أبو عبد اللَّه، وقال : أمن الزهاد أنا ؟!
حكمــــــة
عن قتادة في قوله : { عِلْمَ الْيَقِينِ } كنا نحدث أنه الموت .
و عن قتادة في قوله { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } قال : إن اللَّه تبارك وتعالى سائل كل ذي نعمة فيما أنعم عليه .
قال معمر : وكان الحسن وقتادة رحمهما الله يقولان :
ثلاث لا يسأل عنهن ابن آدم ، وما خلاهن ففيه المسألة والحساب ، إلا ما شاء اللَّه : كسوة يواري بها سوأته ، وكسرة يشد بها صلبه ، وبيت يكنه من الحر والبرد .
و عن قتادة في قوله { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } قال : إن اللَّه تبارك وتعالى سائل كل ذي نعمة فيما أنعم عليه .
قال معمر : وكان الحسن وقتادة رحمهما الله يقولان :
ثلاث لا يسأل عنهن ابن آدم ، وما خلاهن ففيه المسألة والحساب ، إلا ما شاء اللَّه : كسوة يواري بها سوأته ، وكسرة يشد بها صلبه ، وبيت يكنه من الحر والبرد .
حكمــــــة
وعن قتادة : {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} قال :
كانوا يقولون : نحن أكثر من بني فلان ، ونحن أعز من بني فلان ، وكل يوم يتساقطون إلى الأرض - قال يونس : يتساقطون إلى الآخرة - واللَّه ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور ، وفي { كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ } قال : كنا نحدث أن اليقين أن يعلم أن اللَّه باعثه من بعد الموت ، وفي قوله : {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} أن اللَّه سائل كل عبد عما كان استودعه من نعمته وحقه ، قال يونس: عما استودعه من نعمه وحقه .
عن بكير بن عتيق قال : أتيت سعيد بن جبير بقدح فيه شربة فشربه ثم قال: لتسألن عن هذا. قلت: لم ؟ قال: إني شربته فاستلذذته .
كانوا يقولون : نحن أكثر من بني فلان ، ونحن أعز من بني فلان ، وكل يوم يتساقطون إلى الأرض - قال يونس : يتساقطون إلى الآخرة - واللَّه ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور ، وفي { كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ } قال : كنا نحدث أن اليقين أن يعلم أن اللَّه باعثه من بعد الموت ، وفي قوله : {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} أن اللَّه سائل كل عبد عما كان استودعه من نعمته وحقه ، قال يونس: عما استودعه من نعمه وحقه .
عن بكير بن عتيق قال : أتيت سعيد بن جبير بقدح فيه شربة فشربه ثم قال: لتسألن عن هذا. قلت: لم ؟ قال: إني شربته فاستلذذته .
حكمــــــة
عن الحسن رحمه الله قال :
لما نزلت هذِه الآية { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } قالوا : يا رسول اللَّه ! أي نعيم نسأل عنه، وسيوفنا على عواتقنا ، والأرض كلها لنا حرب ، يصبح أحدنا بغير غداء ، ويمسي بغير عشاء ؟ قال : " عنى بذلك قوم يكونون بعدكم ، أنتم خير منهم، يغدى على أحدهم بجفنة ، ويراح عليه بجفنة ، ويغدو في حلة ، ويروح في حلة ، ويسرون بيوتهم كما تستر الكعبة ، ويفشو فيهم السمن" .
لما نزلت هذِه الآية { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } قالوا : يا رسول اللَّه ! أي نعيم نسأل عنه، وسيوفنا على عواتقنا ، والأرض كلها لنا حرب ، يصبح أحدنا بغير غداء ، ويمسي بغير عشاء ؟ قال : " عنى بذلك قوم يكونون بعدكم ، أنتم خير منهم، يغدى على أحدهم بجفنة ، ويراح عليه بجفنة ، ويغدو في حلة ، ويروح في حلة ، ويسرون بيوتهم كما تستر الكعبة ، ويفشو فيهم السمن" .
حكمــــــة
عن عمران بن حصين ، عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - قال :
" خَيْرُ أُمَّتِي القَرْنُ الذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَنْشَأُ قَوْم يَشْهَدُونَ ولا يُسْتَشْهَدُونَ ، ويحلفون ولا يستحلفون ، ويَخُونُونَ ولا يُؤْتَمَنُونَ ، ويَفْشُو فِيهِمْ السِّمَنُ " .
" خَيْرُ أُمَّتِي القَرْنُ الذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَنْشَأُ قَوْم يَشْهَدُونَ ولا يُسْتَشْهَدُونَ ، ويحلفون ولا يستحلفون ، ويَخُونُونَ ولا يُؤْتَمَنُونَ ، ويَفْشُو فِيهِمْ السِّمَنُ " .
حكمــــــة
وعن عثمان بن عفان - رضي اللَّه عنه -: أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم- قال:
"كُلّ شَيْءٍ سِوى ظِلِّ بَيْتٍ، وجِلْفِ الخُبْزِ، وثَوْب يوارِي عَوْرَتَة ، والْماءِ ، فَما فَضَلَ عَنْ هذا فَلَيْسَ لِابْنِ آدَمَ فِيهِ حَقٌّ " .
عن أبي قلابة عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - في قوله عز وجل : { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } قال :
" ناس من أمتي يعقدون السمن والعسل بالنقي فيأكَلونه " .
"كُلّ شَيْءٍ سِوى ظِلِّ بَيْتٍ، وجِلْفِ الخُبْزِ، وثَوْب يوارِي عَوْرَتَة ، والْماءِ ، فَما فَضَلَ عَنْ هذا فَلَيْسَ لِابْنِ آدَمَ فِيهِ حَقٌّ " .
عن أبي قلابة عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - في قوله عز وجل : { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } قال :
" ناس من أمتي يعقدون السمن والعسل بالنقي فيأكَلونه " .
ما جاء في البكاء من خشية اللَّه
ما جاء في البكاء من خشية اللَّه
عن مالك بن دينار رحمه الله قال :
دخل بنو إسرائيل مسجدًا لهم يوم عيد، فقام فتى شاب على باب المسجد من خارج ، فجعل يبكي، ويرفع صوته بالبكاء ويذري على نفسه ، ويقول: ليس مثلي يدخل معكم ؛ أنا صاحب كذا، أنا صاحب كذا .
فأصبح مكتوبًا على لسان نبي من أنبيائهم: إن فلانًا من الصديقين، لذلك الفتى .
عن مالك بن دينار رحمه الله قال :
دخل بنو إسرائيل مسجدًا لهم يوم عيد، فقام فتى شاب على باب المسجد من خارج ، فجعل يبكي، ويرفع صوته بالبكاء ويذري على نفسه ، ويقول: ليس مثلي يدخل معكم ؛ أنا صاحب كذا، أنا صاحب كذا .
فأصبح مكتوبًا على لسان نبي من أنبيائهم: إن فلانًا من الصديقين، لذلك الفتى .
حكمــــــة
قال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه :
كان رجل يقص في هذا المسجد يقال له : الأسود بن سريع ، فسمع أبو موسى أصواتهم ، فقام ليأتيهم فانقطع شسعه ، فاسترجع فقال : ما انقطع شسعي إلا بذنب . فأعطاه رجل شسعا فقال: حملك اللَّه ووصلك كما حملت أخاك . فأتاهم فقال: أبكوا، فإن أهل النار يبكون ولا يرحم بكاؤهم ، فابكوا اليوم فإن بكاءكم اليوم يرحم .
كان رجل يقص في هذا المسجد يقال له : الأسود بن سريع ، فسمع أبو موسى أصواتهم ، فقام ليأتيهم فانقطع شسعه ، فاسترجع فقال : ما انقطع شسعي إلا بذنب . فأعطاه رجل شسعا فقال: حملك اللَّه ووصلك كما حملت أخاك . فأتاهم فقال: أبكوا، فإن أهل النار يبكون ولا يرحم بكاؤهم ، فابكوا اليوم فإن بكاءكم اليوم يرحم .
ما جاء في الإشفاق
ما جاء في الإشفاق
قال مطرف بن الشخير رحمه الله :
تعجبون أنتم ممن هلك ، وأعجب أنا ممن نجا ، إن ابن آدم أول زكمة خلق منها من ضعف، وجعلت الدنيا شهوات، وأحضرت الأنفس الشح، وابتلي بالسراء والضراء ، فإن كانت سراء كان بلاء، وإن كان ضراء كانت بلاء ، ويوكل به عدو يراه من حيث لا يراه ، قال: ثم يقبل على القوم فيقول: واللَّه لو أن أحدكم طلب صيدا فجعل يراه من حيث لا يراه لأوشك أن يظفر به.
قال مطرف بن الشخير رحمه الله :
تعجبون أنتم ممن هلك ، وأعجب أنا ممن نجا ، إن ابن آدم أول زكمة خلق منها من ضعف، وجعلت الدنيا شهوات، وأحضرت الأنفس الشح، وابتلي بالسراء والضراء ، فإن كانت سراء كان بلاء، وإن كان ضراء كانت بلاء ، ويوكل به عدو يراه من حيث لا يراه ، قال: ثم يقبل على القوم فيقول: واللَّه لو أن أحدكم طلب صيدا فجعل يراه من حيث لا يراه لأوشك أن يظفر به.
حكمــــــة
عن سعيد بن مسروق رحمه الله قال :
قدمت الدهاقين الكوفة على عهد ابن مسعود ، فجعلوا يتعجبون من صحتهم وحسن ألوانهم ، فقال ابن مسعود : وما تعجبون ؟ ! تلقون المؤمن أصح شيء قلبًا وأمرض شيء جسمًا ، وتلقون الفاجر والمنافق أصح شيء جسمًا وأمرضه قلبًا، واللَّه لو صحت أجسامكم ومرضت قلوبكم لكنتم أهون على اللَّه من الجعلان .
والدهاقون هم أصحاب الثروة والنفوذ أو جامعو الضرائب .
قدمت الدهاقين الكوفة على عهد ابن مسعود ، فجعلوا يتعجبون من صحتهم وحسن ألوانهم ، فقال ابن مسعود : وما تعجبون ؟ ! تلقون المؤمن أصح شيء قلبًا وأمرض شيء جسمًا ، وتلقون الفاجر والمنافق أصح شيء جسمًا وأمرضه قلبًا، واللَّه لو صحت أجسامكم ومرضت قلوبكم لكنتم أهون على اللَّه من الجعلان .
والدهاقون هم أصحاب الثروة والنفوذ أو جامعو الضرائب .

