الجامع لعلوم الإمام أحمد - الأدب والزهد لخالد الرباط وآخرين ج 1
A
الإكثار من ذكر اللَّه والتنعم بمناجاته
الإكثار من ذكر اللَّه والتنعم بمناجاته
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كان يقول إذا سمع المتهجدين بالقرآن :
يأبى النواحين على أنفسهم قبل يوم القيامة وتندى قلوبهم بذكر اللَّه أو لذكر اللَّه عز وجل .
يمدح رضي الله عنه الخشوع والتباكي ومحاسبة النفس، ويُبين أن ذكر الله هو الذي يجعل القلب ليناً رقيقاً (ندياً) قادراً على التأثر، بدلاً من القسوة والغفلة.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كان يقول إذا سمع المتهجدين بالقرآن :
يأبى النواحين على أنفسهم قبل يوم القيامة وتندى قلوبهم بذكر اللَّه أو لذكر اللَّه عز وجل .
يمدح رضي الله عنه الخشوع والتباكي ومحاسبة النفس، ويُبين أن ذكر الله هو الذي يجعل القلب ليناً رقيقاً (ندياً) قادراً على التأثر، بدلاً من القسوة والغفلة.
أن يكون شفيقًا على عباد اللَّه رحيمًا بهم ، شديدًا على أعدائه
أن يكون شفيقًا على عباد اللَّه رحيمًا بهم، شديدًا على أعدائه
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري رحمه الله قال :
جاء رجل إلى عيسى ابن مريم فقال:
يا معلم الخير ! علمني شيئًا تعلمه وأجهله ، وينفعني ولا يضرك،
قال : ما هو ؟ قال : كيف يكون العبد تقيًا للَّه عز وجل حقًا ؟
قال : بيسير من الأمر ؛ تحب اللَّه حقًا من قلبك ، وتعمل له بكدودك وقوتك ما استطعت ، وترحم بني جنسك برحمتك نفسك ، قال : يَا معلم الخير، ومن بنو جنسي ؟
قال:
ولد آدم كلهم. وما لا تحب أن يؤتى إليك، فلا تأته إلى غيرك ؛ فأنت تقي للَّه حقًا .
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري رحمه الله قال :
جاء رجل إلى عيسى ابن مريم فقال:
يا معلم الخير ! علمني شيئًا تعلمه وأجهله ، وينفعني ولا يضرك،
قال : ما هو ؟ قال : كيف يكون العبد تقيًا للَّه عز وجل حقًا ؟
قال : بيسير من الأمر ؛ تحب اللَّه حقًا من قلبك ، وتعمل له بكدودك وقوتك ما استطعت ، وترحم بني جنسك برحمتك نفسك ، قال : يَا معلم الخير، ومن بنو جنسي ؟
قال:
ولد آدم كلهم. وما لا تحب أن يؤتى إليك، فلا تأته إلى غيرك ؛ فأنت تقي للَّه حقًا .
فصل ما جاء في الذكر / فضيلة الذكر
فصل ما جاء في الذكر
فضيلة الذكر
قال أبو عبد اللَّه الجدلي (عَبْدُ بن عَبِيد) رحمه الله :
أوحى اللَّه عز وجل إلى داود : يا داود ! أحبني وأحب من يحبني، وحبب إلى عبادي ،
قال: يا رب ! كيف هذا ؟ أحبك وأحب من يحبك ، فكيف أحببك إلى عبادك ؟
قال : تذكرني ؛ فلا تذكر إلَّا حسنًا .
فضيلة الذكر
قال أبو عبد اللَّه الجدلي (عَبْدُ بن عَبِيد) رحمه الله :
أوحى اللَّه عز وجل إلى داود : يا داود ! أحبني وأحب من يحبني، وحبب إلى عبادي ،
قال: يا رب ! كيف هذا ؟ أحبك وأحب من يحبك ، فكيف أحببك إلى عبادك ؟
قال : تذكرني ؛ فلا تذكر إلَّا حسنًا .
حكمــــــة
عن عطاء بن يسار رحمه الله قال :
قال موسى عليه السلام : يَا رب ! من أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك ؟
قال : هم البرية أيديهم ، الطاهرة قلوبهم ، الذين يتحابون بجلالي ، الذين إذا ذكرت ذكروا بي ، وإذا ذكروا ذكرت بذكرهم ، الذي يسبغون الوضوء في المكاره ، وينيبون إلى ذكري كما تنيب النسور إلى وكورها ، ويكلفون بحبي كما يكلف الصبي بحب الناس ، ويغضبون لمحارمي إذا استحلت كما يغضب النمر إذا حزب .
قال موسى عليه السلام : يَا رب ! من أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك ؟
قال : هم البرية أيديهم ، الطاهرة قلوبهم ، الذين يتحابون بجلالي ، الذين إذا ذكرت ذكروا بي ، وإذا ذكروا ذكرت بذكرهم ، الذي يسبغون الوضوء في المكاره ، وينيبون إلى ذكري كما تنيب النسور إلى وكورها ، ويكلفون بحبي كما يكلف الصبي بحب الناس ، ويغضبون لمحارمي إذا استحلت كما يغضب النمر إذا حزب .
حكمــــــة
عن محمد بن جحادة رحمه الله قال :
أوحى اللَّه عز وجل إلى داود عليه السلام : انْهَ الظالمين عن ذكري ، وعن قعود في مساجدي ؛ فإني جعلت على نفسي - أو آليت على نفسي - أن من ذكرني ذكرته، وإن الظالم إذا ذكرني لعنته .
والمعنى المراد: هو بيان هوان هؤلاء على الله، وأن مساجد الله طاهرة لا يليق بها من تلطخ بظلم العباد وقهرهم. وهو أسلوب "زجر" و"تنفير" ليعلم الظالم أن صلاته وذكره لا قيمة لهما عند الله ما دام لم يرد المظالم لأهلها.
أوحى اللَّه عز وجل إلى داود عليه السلام : انْهَ الظالمين عن ذكري ، وعن قعود في مساجدي ؛ فإني جعلت على نفسي - أو آليت على نفسي - أن من ذكرني ذكرته، وإن الظالم إذا ذكرني لعنته .
والمعنى المراد: هو بيان هوان هؤلاء على الله، وأن مساجد الله طاهرة لا يليق بها من تلطخ بظلم العباد وقهرهم. وهو أسلوب "زجر" و"تنفير" ليعلم الظالم أن صلاته وذكره لا قيمة لهما عند الله ما دام لم يرد المظالم لأهلها.
حكمــــــة
قال أبو الدرداء رضي الله عنه :
لأن أكبر مائة مرة أحب إليّ من أن أتصدق بمائة دينار .
وعن سالم بن أبي الجعد - وهو سالم بن رافع الأشجعي قال:
قيل لأبي الدرداء رضي الله عنه:
إن أبا سعد بن منبه أعتق مائة محرر ،
فقال :
إن مائة محرر من مال رجل لكثير ، وإن شئت أنبأتك بما هو أفضل من ذلك: إيمان ملزوم بالليل والنهار ، ولا يزال لسانك رطبًا من ذكر اللَّه عز وجل .
لأن أكبر مائة مرة أحب إليّ من أن أتصدق بمائة دينار .
وعن سالم بن أبي الجعد - وهو سالم بن رافع الأشجعي قال:
قيل لأبي الدرداء رضي الله عنه:
إن أبا سعد بن منبه أعتق مائة محرر ،
فقال :
إن مائة محرر من مال رجل لكثير ، وإن شئت أنبأتك بما هو أفضل من ذلك: إيمان ملزوم بالليل والنهار ، ولا يزال لسانك رطبًا من ذكر اللَّه عز وجل .
فضيلة مجالس الذكر ومجالسة الصالحين
فضيلة مجالس الذكر ومجالسة الصالحين
عن معاوية بن قرة رحمه الله قال :
قال لقمان لابنه : يا بني ! جالس الصالحين من عباد اللَّه ؛ فإنك تصيب من محاسنهم خيرًا، ولعله أن يكون آخر ذلك أن تنزل عليهم الرحمة ، فتصيبك معهم ، يا بني ! لا تجالس الأشرار؛ فإنك لا تصيب من مجالستهم خيرًا ، ولعله أن يكون في آخر ذلك أن تنزل عليهم عقوبة ، فتصيبك معهم .
عن معاوية بن قرة رحمه الله قال :
قال لقمان لابنه : يا بني ! جالس الصالحين من عباد اللَّه ؛ فإنك تصيب من محاسنهم خيرًا، ولعله أن يكون آخر ذلك أن تنزل عليهم الرحمة ، فتصيبك معهم ، يا بني ! لا تجالس الأشرار؛ فإنك لا تصيب من مجالستهم خيرًا ، ولعله أن يكون في آخر ذلك أن تنزل عليهم عقوبة ، فتصيبك معهم .
حكمــــــة
عن المعلى بن زياد رحمه الله قال :
قال رجل للحسن : يا أبا سعيد ! أشكو إليك قسوة قلبي .
قال : ادنه من الذكرى - أي : ممن يذكر .
عن الحسن رحمه الله قال :
بينما قوم يذكرون اللَّه عز وجل إذ أتاهم رجل فجلس إليهم فنزلت الرحمة ثم ارتفعت ، فقالوا : يا رب ! فيهم عبدك فلان . فقال : غشوهم رحمتي ، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
قال رجل للحسن : يا أبا سعيد ! أشكو إليك قسوة قلبي .
قال : ادنه من الذكرى - أي : ممن يذكر .
عن الحسن رحمه الله قال :
بينما قوم يذكرون اللَّه عز وجل إذ أتاهم رجل فجلس إليهم فنزلت الرحمة ثم ارتفعت ، فقالوا : يا رب ! فيهم عبدك فلان . فقال : غشوهم رحمتي ، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
حكمــــــة
عن خالد بن معدان رحمه الله قال :
إن للَّه تبارك وتعالى في الأرض آنية ، وأحب آنية اللَّه إليه ما رق منها وصفا ، وآنية اللَّه في الأرض قلوب عباده الصالحين .
قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - :
" إذا جلس القوم يذكرون اللَّه عز وجل قال اللَّه لملائكته : إني قد غفرتُ لهم ، فجللوهم بالرحمة ، قالت الملائكة : يا ربنا ! إن فيهم فلانًا ، قال : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " .
وأصله في البخاري ومسلم .
إن للَّه تبارك وتعالى في الأرض آنية ، وأحب آنية اللَّه إليه ما رق منها وصفا ، وآنية اللَّه في الأرض قلوب عباده الصالحين .
قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - :
" إذا جلس القوم يذكرون اللَّه عز وجل قال اللَّه لملائكته : إني قد غفرتُ لهم ، فجللوهم بالرحمة ، قالت الملائكة : يا ربنا ! إن فيهم فلانًا ، قال : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " .
وأصله في البخاري ومسلم .
الحث على الذكر جماعة وفرادى وعلى كل حال
الحث على الذكر جماعة وفرادى وعلى كل حال
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - قال :
" ما قَعَدَ قَوْمٌ مَقْعَدًا لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عز وجل فيه ، ويُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، إِلّا كانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ القِيامَةِ ، وإِنْ دَخَلُوا الجَنَّةَ لِلثَّوابِ " .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - قال :
" ما قَعَدَ قَوْمٌ مَقْعَدًا لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عز وجل فيه ، ويُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، إِلّا كانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ القِيامَةِ ، وإِنْ دَخَلُوا الجَنَّةَ لِلثَّوابِ " .
حكمــــــة
قال عبد اللَّه بن بُسْر رضي الله عنه :
جاء أعرابيان إلى رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - فقال أحدهما : يا رسول اللَّه ! أي الناس خير ؟
قال : " مَنْ طالَ عُمُرُهُ ، وحَسُنَ عَمَلُهُ "،
وقال الآخر : يا رسول اللَّه ! إن شرائع الإسلام قد كثرت علي ، فأمرني بأمر أتشبث به.
فقال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: " لا يَزالُ لِسانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ " .
جاء أعرابيان إلى رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - فقال أحدهما : يا رسول اللَّه ! أي الناس خير ؟
قال : " مَنْ طالَ عُمُرُهُ ، وحَسُنَ عَمَلُهُ "،
وقال الآخر : يا رسول اللَّه ! إن شرائع الإسلام قد كثرت علي ، فأمرني بأمر أتشبث به.
فقال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: " لا يَزالُ لِسانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ " .
الحث على مجالسة الصالحين
الحث على مجالسة الصالحين
عن جعفر أبو غالب رحمه الله قال :
بلغنا أن هذا الكلام في وصية عيسى ابن مريم عليه السلام :
يا معشر الحواريين ! تحببوا إلى اللَّه عز وجل ببغض أهل المعاصي ، وتقربوا إليه بالمقت لهم ، والتمسوا رضاه بسخطهم .
قالوا : يا نبي اللَّه ! فمن نجالس ؟
قال : جالسوا من يزيد في أعمالكم منطقه ، ومن تذكركم باللَّه رؤيته ، ويزهدكم في دنياكم عمله .
عن جعفر أبو غالب رحمه الله قال :
بلغنا أن هذا الكلام في وصية عيسى ابن مريم عليه السلام :
يا معشر الحواريين ! تحببوا إلى اللَّه عز وجل ببغض أهل المعاصي ، وتقربوا إليه بالمقت لهم ، والتمسوا رضاه بسخطهم .
قالوا : يا نبي اللَّه ! فمن نجالس ؟
قال : جالسوا من يزيد في أعمالكم منطقه ، ومن تذكركم باللَّه رؤيته ، ويزهدكم في دنياكم عمله .
حكمــــــة
عن قيس بن عباد رحمه الله :
إن داود كان يدعو يقول : يا ماراه - أي : يا رباه - أسألك جليسًا إذا ذكرتك أعانني ، وإذا نسيتك ذكرني ، يا ماراه ، أعوذ بك من جليس إذا ذكرتك لم يُعِنِّي ، وإذا نسيتك لم يذكرني ، يا ماراه ، إذا مررت بقوم يذكرونك ، فأردت أن أجاوزهم ، فاكسر رجلي التي تليهم ؛ حتى أجلس، فأذكرك معهم .
فذكرنا هذا الأمر الذي أنعم اللَّه به علينا فقالوا : يوم السبت . ثم قالوا لا نجامع اليهود في يومهم . قالوا : فيوم الأحد . قالوا لا نجامع النصارى في يومهم .
قالوا : فيوم العروبة وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة . فاجتمعوا في بيت أبي أمامة أسعد ابن زرارة ، فذبحت لهم شاة فكفتهم .
إن داود كان يدعو يقول : يا ماراه - أي : يا رباه - أسألك جليسًا إذا ذكرتك أعانني ، وإذا نسيتك ذكرني ، يا ماراه ، أعوذ بك من جليس إذا ذكرتك لم يُعِنِّي ، وإذا نسيتك لم يذكرني ، يا ماراه ، إذا مررت بقوم يذكرونك ، فأردت أن أجاوزهم ، فاكسر رجلي التي تليهم ؛ حتى أجلس، فأذكرك معهم .
فذكرنا هذا الأمر الذي أنعم اللَّه به علينا فقالوا : يوم السبت . ثم قالوا لا نجامع اليهود في يومهم . قالوا : فيوم الأحد . قالوا لا نجامع النصارى في يومهم .
قالوا : فيوم العروبة وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة . فاجتمعوا في بيت أبي أمامة أسعد ابن زرارة ، فذبحت لهم شاة فكفتهم .
2 - الخشوع والطمأنينة
2 - الخشوع والطمأنينة
عن أبي الجلد (جيلان بن فروة الأسدي) رحمه الله قال :
أن اللَّه عز وجل أوحى إلى موسى عليه السلام :
إذا ذكرتني فاذكرني وأنت تنتفض أعضاؤك ، وكن عند ذكري خاشعًا مطمئنًا ، فإذا ذكرتني فاجعل لسانك من وراء قلبك ، وإذا قمت بين يدي فقم مقام العبد الحقير الذليل ، وذم نفسك ؛ فهي أولى بالذم ، وناجني حين تناجيني بقلب وجل ، ولسان صادق .
عن أبي الجلد (جيلان بن فروة الأسدي) رحمه الله قال :
أن اللَّه عز وجل أوحى إلى موسى عليه السلام :
إذا ذكرتني فاذكرني وأنت تنتفض أعضاؤك ، وكن عند ذكري خاشعًا مطمئنًا ، فإذا ذكرتني فاجعل لسانك من وراء قلبك ، وإذا قمت بين يدي فقم مقام العبد الحقير الذليل ، وذم نفسك ؛ فهي أولى بالذم ، وناجني حين تناجيني بقلب وجل ، ولسان صادق .
حكمــــــة
عن أبو هريرة رضي الله عنه قال :
أخذت الناس ريح بطريق مكة وعمر بن الخطاب حاج ، فاشتدت عليهم ، فقال عمر لمن حوله : من يحدثنا عن الريح ، فلم يرجعوا إليه شيئا ، فبلغني الذي سأل عنه عمر - رضي اللَّه عنه - من ذلك، فاستحثثت راحلتي حتى أدركته، فقلت له: يا أمير المؤمنين ! أخبرت أنك سألت عن الريح، وإني سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: " الريح تأتي بالرحمة ، وتأتي بالعذابِ ، فإذا رأيتموها فلا تسبوها ، واسألوا اللَّه خيرها، واستعيذوا باللَّه مِنْ شرِّها " .
أخذت الناس ريح بطريق مكة وعمر بن الخطاب حاج ، فاشتدت عليهم ، فقال عمر لمن حوله : من يحدثنا عن الريح ، فلم يرجعوا إليه شيئا ، فبلغني الذي سأل عنه عمر - رضي اللَّه عنه - من ذلك، فاستحثثت راحلتي حتى أدركته، فقلت له: يا أمير المؤمنين ! أخبرت أنك سألت عن الريح، وإني سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: " الريح تأتي بالرحمة ، وتأتي بالعذابِ ، فإذا رأيتموها فلا تسبوها ، واسألوا اللَّه خيرها، واستعيذوا باللَّه مِنْ شرِّها " .
ما يقول عند الفزع
ما يقول عند الفزع
قال عبد اللَّه : هذا كتاب كتبه إلى أبي بخطه للفزع ونسخته أنا منه :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم : أعوذ بكلمات اللَّه التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن.
ثم كتب أيضًا :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم : أعوذ بكلمات اللَّه التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ، اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضلت . وذكر شيئا درس من الرقعة، وسمعته يقول للفزع : تبدد أعداء اللَّه وعز جار اللَّه، وأظنه قال : وذل عدو اللَّه، قال أبو عبد الرحمن عبد اللَّه : قال أبي: وبعض هذا الكلام عن أبي النضر .
قال عبد اللَّه : هذا كتاب كتبه إلى أبي بخطه للفزع ونسخته أنا منه :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم : أعوذ بكلمات اللَّه التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن.
ثم كتب أيضًا :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم : أعوذ بكلمات اللَّه التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ، اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضلت . وذكر شيئا درس من الرقعة، وسمعته يقول للفزع : تبدد أعداء اللَّه وعز جار اللَّه، وأظنه قال : وذل عدو اللَّه، قال أبو عبد الرحمن عبد اللَّه : قال أبي: وبعض هذا الكلام عن أبي النضر .
باب ما جاء في الدعاء / الحث على الدعاء والمسألة
باب ما جاء في الدعاء
الحث على الدعاء والمسألة
عن سلمان - رضي اللَّه عنه - قال :
لما خلق اللَّه عز وجل آدم عليه السلام قال : واحدة لي، وواحدة لك ، وواحدة بيني وبينك ؛ فأما التي لي: تعبدني ولا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك: فما عملت من شيء جزيتك به وأنا اغفر، وأنا غفور رحيم، وأما التي بيني وبينك : منك المسألة والدعاء ، وعليّ الإجابة والعطاء .
الحث على الدعاء والمسألة
عن سلمان - رضي اللَّه عنه - قال :
لما خلق اللَّه عز وجل آدم عليه السلام قال : واحدة لي، وواحدة لك ، وواحدة بيني وبينك ؛ فأما التي لي: تعبدني ولا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك: فما عملت من شيء جزيتك به وأنا اغفر، وأنا غفور رحيم، وأما التي بيني وبينك : منك المسألة والدعاء ، وعليّ الإجابة والعطاء .
منزلة الدعاء
منزلة الدعاء
قال ثابت البناني رحمه الله :
تَعَبَّدَ رجل سبعين سنة ، قال : فكان في دعائه : رب اجزني بعملي ، قال : فمات فأدخل الجنة ، فكان بها سبعين عاما، فلما وفت قيل له: اخرج فقد استوفيت عملك فقلب أمره ؛ أي شيء كان في الدنيا أوثق في نفسه ؟ فلم يجد شيئا أوثق في نفسه من دعاء اللَّه عز وجل ، والرغبة إليه، فأقبل يقول في دعائه: يا رب ! سمعتك وأنا في الدنيا وأنت تقيل العثرات، فأقل اليوم عثرتي ؛ فترك في الجنة .
قال ثابت البناني رحمه الله :
تَعَبَّدَ رجل سبعين سنة ، قال : فكان في دعائه : رب اجزني بعملي ، قال : فمات فأدخل الجنة ، فكان بها سبعين عاما، فلما وفت قيل له: اخرج فقد استوفيت عملك فقلب أمره ؛ أي شيء كان في الدنيا أوثق في نفسه ؟ فلم يجد شيئا أوثق في نفسه من دعاء اللَّه عز وجل ، والرغبة إليه، فأقبل يقول في دعائه: يا رب ! سمعتك وأنا في الدنيا وأنت تقيل العثرات، فأقل اليوم عثرتي ؛ فترك في الجنة .
أن يكون الداعي متوسلًا إليه سبحانه بتوحيده وأسمائه وصفاته والعمل الصالح
أن يكون الداعي متوسلًا إليه سبحانه بتوحيده وأسمائه وصفاته والعمل الصالح
عن أبي الصديق الناجي رحمه الله قال :
خرج سليمان بن داود عليهما السلام بالناس يستسقي ، فمر على نملة مستلقية على قفاها، رافعة قوائمها في السماء وهي تقول : اللهم إنا خلق من خلقك، ليس بنا غنى عن رزقك ؛ فإما أن تسقينا ، وإما أن تهلكنا ، فقال سليمان للناس : ارجعوا ؛ فقد سقيتم بدعوة غيركم .
عن أبي الصديق الناجي رحمه الله قال :
خرج سليمان بن داود عليهما السلام بالناس يستسقي ، فمر على نملة مستلقية على قفاها، رافعة قوائمها في السماء وهي تقول : اللهم إنا خلق من خلقك، ليس بنا غنى عن رزقك ؛ فإما أن تسقينا ، وإما أن تهلكنا ، فقال سليمان للناس : ارجعوا ؛ فقد سقيتم بدعوة غيركم .
أن يظهر الداعي الافتقار والمسكنة بين يدي اللَّه سبحانه، وفي حال شريفة من حضور القلب والرجاء والإقبال على اللَّه
أن يظهر الداعي الافتقار والمسكنة بين يدي اللَّه سبحانه، وفي حال شريفة من حضور القلب والرجاء والإقبال على اللَّه
عن أبي الجَلَد قال :
أوحى اللَّه عز وجل إلى موسى عليه السلام: أن يا موسى إذا دعوتني فاجعل لسانك من وراء قلبك ، وكن عند ذكري خاشعًا مطمئنًا ، وإذا قمت بين يدي فقم مقام الحقير الذليل ، وذم نفسك ؛ فهي أولى بالذم ، وناجني حين تناجيني بقلبٍ وَجِلٍ ، ولسان صادق .
عن أبي الجَلَد قال :
أوحى اللَّه عز وجل إلى موسى عليه السلام: أن يا موسى إذا دعوتني فاجعل لسانك من وراء قلبك ، وكن عند ذكري خاشعًا مطمئنًا ، وإذا قمت بين يدي فقم مقام الحقير الذليل ، وذم نفسك ؛ فهي أولى بالذم ، وناجني حين تناجيني بقلبٍ وَجِلٍ ، ولسان صادق .
غير مستعجل ولا مستبطئ الإجابة ولا قانط
غير مستعجل ولا مستبطئ الإجابة ولا قانط
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قال :
" لا يَزاكُ العَبْدُ بِخَيْرٍ ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ " قالُوا: وكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ، قال: " يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ رَبِّي عز وجل فَلَمْ يَسْتَجبْ لِي " .
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قال :
" لا يَزاكُ العَبْدُ بِخَيْرٍ ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ " قالُوا: وكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ، قال: " يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ رَبِّي عز وجل فَلَمْ يَسْتَجبْ لِي " .
غير معتد في الدعاء
غير معتد في الدعاء
قال أبو الفضل : سألت أبي عن الاعتداء في الدعاء ،
فقال رحمه الله :
يدعو بدعاءٍ معروفٍ .
"الدعاء المعروف":
المقصود بالمعروف هنا هو "المأثور"، وينقسم إلى درجات:
الأدعية القرآنية: مثل {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً...}.
الأدعية النبوية: وهي التي وردت في الصحاح والسنن، مثل "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى".
أدعية الصحابة والسلف : وهي الكلمات الجامعة التي أُثرت عنهم ولا تخالف أصول الشرع .
فالاعتداء في الدعاء هو تجاوز الحد في اللفظ أو المعنى . والعلاج عند الإمام أحمد هو "الاتباع" .
قال أبو الفضل : سألت أبي عن الاعتداء في الدعاء ،
فقال رحمه الله :
يدعو بدعاءٍ معروفٍ .
"الدعاء المعروف":
المقصود بالمعروف هنا هو "المأثور"، وينقسم إلى درجات:
الأدعية القرآنية: مثل {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً...}.
الأدعية النبوية: وهي التي وردت في الصحاح والسنن، مثل "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى".
أدعية الصحابة والسلف : وهي الكلمات الجامعة التي أُثرت عنهم ولا تخالف أصول الشرع .
فالاعتداء في الدعاء هو تجاوز الحد في اللفظ أو المعنى . والعلاج عند الإمام أحمد هو "الاتباع" .
حكمــــــة
قال أبو العَبّاسِ الفضلُ بنُ مِهْرانَ :
سألتُ يَحْيى بْن مَعِينٍ وأحمدَ بْنَ حنبلٍ ، قُلْتُ : إنَّ عِنْدَنا قَوْمًا يَجْتَمِعونَ فَيَدْعونَ ويَقرءونَ القُرآنَ ويذكرونَ اللَّهَ تَعالَى ؛ فما تَرى فِيهِمْ ؟
قال : فأمّا يحيى بن معينٍ ، فَقال : يَقرأُ فِي المُصْحَفِ، ويَدْعُو بَعْدَ صَلاةٍ ، ويذكرُ اللَّهَ في نفسِهِ .
قُلْتُ: فَأخٌ لي يفعلُ هذا ؟ قال : انْهَهُ.
قُلْتُ : لا يقبلُ ؟ قال : عِظْهُ.
قلتُ : لا يقبلُ، أَهْجُرُهُ ؟ قال : نَعَمْ .
ثُمَّ أَتَيْتُ أَحْمَدَ، وحَكَيْتُ لَهُ نَحْوَ هذا الكَلامِ ، فقال لِي أَحْمَدُ أَيْضًا : يَقْرَأُ فِي المُصْحَفِ ، ويَذْكُرُ اللَّهَ تَعالَى فِي نَفْسِهِ ، ويطلب حَدِيث رَسولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - .
قُلْتُ : فَأَنْهاهُ ؟ قال: نَعَمْ.
قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَقْبَلْ. قال : بلى إنْ شاءَ اللَّهُ تَعالَى ؛ فَإِنَّ هذا مُحْدَثٌ : الاجْتِماعُ والَّذِي تَصِفُ .
قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَهْجُرُهُ ؟ فَتَبَسَّمَ وسَكَتَ .
سَأَلَه المَرُّوذِيُّ عَنْ القَوْمِ يَجْتَمِعونَ فَيَقْرَأُ قارِئٌ ويَدْعونَ حَتَّى يُصْبِحوا ؟
قال : أَرْجُو أَنْ لا يَكُونَ بِهِ بَأْسٌ .
قال المَرُّوذِيُّ : قال لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ :
كُنْت أُصَلِّي فَرَأَيْت إلَى جَنْبِي رَجُلًا عَلَيْهِ كِساءٌ، ومَعَهُ نَفْسانِ يَدْعُوَنِ، فَدَنَوْت فَدَعَوْت مَعَهُمْ ، فَلَمّا قُمْت رَأَيْت جَماعَةً يَدْعُونَ، فَأَرَدْت أَنْ أَعْدِلَ إلَيْهِمْ، ولَوْلا مَخافَةُ الشُّهْرَةِ لَقَعَدْت مَعَهُمْ.
سألتُ يَحْيى بْن مَعِينٍ وأحمدَ بْنَ حنبلٍ ، قُلْتُ : إنَّ عِنْدَنا قَوْمًا يَجْتَمِعونَ فَيَدْعونَ ويَقرءونَ القُرآنَ ويذكرونَ اللَّهَ تَعالَى ؛ فما تَرى فِيهِمْ ؟
قال : فأمّا يحيى بن معينٍ ، فَقال : يَقرأُ فِي المُصْحَفِ، ويَدْعُو بَعْدَ صَلاةٍ ، ويذكرُ اللَّهَ في نفسِهِ .
قُلْتُ: فَأخٌ لي يفعلُ هذا ؟ قال : انْهَهُ.
قُلْتُ : لا يقبلُ ؟ قال : عِظْهُ.
قلتُ : لا يقبلُ، أَهْجُرُهُ ؟ قال : نَعَمْ .
ثُمَّ أَتَيْتُ أَحْمَدَ، وحَكَيْتُ لَهُ نَحْوَ هذا الكَلامِ ، فقال لِي أَحْمَدُ أَيْضًا : يَقْرَأُ فِي المُصْحَفِ ، ويَذْكُرُ اللَّهَ تَعالَى فِي نَفْسِهِ ، ويطلب حَدِيث رَسولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - .
قُلْتُ : فَأَنْهاهُ ؟ قال: نَعَمْ.
قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَقْبَلْ. قال : بلى إنْ شاءَ اللَّهُ تَعالَى ؛ فَإِنَّ هذا مُحْدَثٌ : الاجْتِماعُ والَّذِي تَصِفُ .
قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَهْجُرُهُ ؟ فَتَبَسَّمَ وسَكَتَ .
سَأَلَه المَرُّوذِيُّ عَنْ القَوْمِ يَجْتَمِعونَ فَيَقْرَأُ قارِئٌ ويَدْعونَ حَتَّى يُصْبِحوا ؟
قال : أَرْجُو أَنْ لا يَكُونَ بِهِ بَأْسٌ .
قال المَرُّوذِيُّ : قال لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ :
كُنْت أُصَلِّي فَرَأَيْت إلَى جَنْبِي رَجُلًا عَلَيْهِ كِساءٌ، ومَعَهُ نَفْسانِ يَدْعُوَنِ، فَدَنَوْت فَدَعَوْت مَعَهُمْ ، فَلَمّا قُمْت رَأَيْت جَماعَةً يَدْعُونَ، فَأَرَدْت أَنْ أَعْدِلَ إلَيْهِمْ، ولَوْلا مَخافَةُ الشُّهْرَةِ لَقَعَدْت مَعَهُمْ.
اغتنام الأحوال الصالحة
اغتنام الأحوال الصالحة
قال خالدا الحذاء رحمه الله :
كان عيسى ابن مريم إذا سرح رسله ؛ يحيون الموتى قال : فكان يقول لهم : قولوا كذا، قولوا كذا، فإذا وجدتم قشعريرة ودمعة ، فادعوا عند ذلك .
لا يوجد حديث صحيح ولا حسن ولا حتى ضعيف معتبر ينصّ على أن الحواريين كانوا يحيون الموتى. بل إسرائيليات .
قال خالدا الحذاء رحمه الله :
كان عيسى ابن مريم إذا سرح رسله ؛ يحيون الموتى قال : فكان يقول لهم : قولوا كذا، قولوا كذا، فإذا وجدتم قشعريرة ودمعة ، فادعوا عند ذلك .
لا يوجد حديث صحيح ولا حسن ولا حتى ضعيف معتبر ينصّ على أن الحواريين كانوا يحيون الموتى. بل إسرائيليات .
حكمــــــة
عن الحارث بن سويد رحمه الله :
أن رجلًا من أهل الكوفة وشى بعمار رحمه الله إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
قال : فقال له عمار :
إن كنت كاذبًا فأكثر اللَّه مالك وولدك وجعلك موطأ العقبين .
قال سعيد الجريري:
لما سير عامر بن عبد اللَّه، قال : شيعه إخوانه، قال : فكان بظهر المربد. قال: إني داع فأمنوا. قالوا: هات فقد كنا نستبطئ هذا منك ،
قال: اللهم من وشى بي وكذب علي ، وأخرجني من مصري ، وفرق بيني وبين إخواني، اللهم فأكثر ماله وولده، وأصح جسمه وأطل عمره .
أن رجلًا من أهل الكوفة وشى بعمار رحمه الله إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
قال : فقال له عمار :
إن كنت كاذبًا فأكثر اللَّه مالك وولدك وجعلك موطأ العقبين .
قال سعيد الجريري:
لما سير عامر بن عبد اللَّه، قال : شيعه إخوانه، قال : فكان بظهر المربد. قال: إني داع فأمنوا. قالوا: هات فقد كنا نستبطئ هذا منك ،
قال: اللهم من وشى بي وكذب علي ، وأخرجني من مصري ، وفرق بيني وبين إخواني، اللهم فأكثر ماله وولده، وأصح جسمه وأطل عمره .
اغتنام الأوقات الفاضلة
اغتنام الأوقات الفاضلة
قال معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه :
إنك مجالس قوما لا محالة يخوضون في الحديث ، فإذا رأيتهم غفلوا: فارغب إلى ربك عز وجل عند ذلك رغبات،
قال الوليد : فذكرت لعبد الرحمن بن يزيد بن جابر،
فقال:
نعم حدثني أبو طلحة حكيم بن دينار أنهم كانوا يقولون: آية الدعاء المستجاب : إذا رأيت الناس غفلوا ، فارغب إلى ربك عز وجل عند ذلك رغبات .
قال معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه :
إنك مجالس قوما لا محالة يخوضون في الحديث ، فإذا رأيتهم غفلوا: فارغب إلى ربك عز وجل عند ذلك رغبات،
قال الوليد : فذكرت لعبد الرحمن بن يزيد بن جابر،
فقال:
نعم حدثني أبو طلحة حكيم بن دينار أنهم كانوا يقولون: آية الدعاء المستجاب : إذا رأيت الناس غفلوا ، فارغب إلى ربك عز وجل عند ذلك رغبات .
حكمــــــة
عن محمد بن نافع قال:
أقبلنا مع هرم بن حيان من خراسان ، حتى إذا كنا في بعض الطريق تمثلت ليلة سحر ببيت من الشعر، قال : فرفع هرم على السوط فجلدني جلدة على الظهر التويت منها، قال لي : أفي هذِه الساعة التي ينزل فيها الرحمن، ويستجاب فيها الدعاء تتمثل بالشعر ؟ ! وقال عبد الصمد: الساعة التي يستجاب فيها الدعاء وتنزل فيها الرحمة.
أقبلنا مع هرم بن حيان من خراسان ، حتى إذا كنا في بعض الطريق تمثلت ليلة سحر ببيت من الشعر، قال : فرفع هرم على السوط فجلدني جلدة على الظهر التويت منها، قال لي : أفي هذِه الساعة التي ينزل فيها الرحمن، ويستجاب فيها الدعاء تتمثل بالشعر ؟ ! وقال عبد الصمد: الساعة التي يستجاب فيها الدعاء وتنزل فيها الرحمة.
فصل: ما جاء في موانع إجابة الدعاء / الوقوع في شيء من محارم اللَّه
فصل: ما جاء في موانع إجابة الدعاء
الوقوع في شيء من محارم اللَّه
عن مالك بن دينار رحمه الله قال :
استعان ابن رجل على العشارين، قال : فأتاهم فشفعوه ، وقالوا له : يا أبا يحيى لو دعوت بدعوة، قال : ولهم كوز عليه جلد مختوم يجعلون فيه نفقتهم ، قال : فقال: ارفعوا أيديكم ، قال : ثم أخذ مالك الكوز تحت إبطه ثم قال: لا واللَّه لا يستجيب لنا ما دام هذا الكوز معنا .
العشَّارين: هم الجُباة الذين يأخذون "العُشر" من أموال الناس أو تجاراتهم لحساب السلاطين. وفي ذلك العصر، كان يُنظر إليهم غالباً كظلمة لأنهم كانوا يأخذون أكثر من الحق أو يأخذون أموال الناس بالباطل.
الوقوع في شيء من محارم اللَّه
عن مالك بن دينار رحمه الله قال :
استعان ابن رجل على العشارين، قال : فأتاهم فشفعوه ، وقالوا له : يا أبا يحيى لو دعوت بدعوة، قال : ولهم كوز عليه جلد مختوم يجعلون فيه نفقتهم ، قال : فقال: ارفعوا أيديكم ، قال : ثم أخذ مالك الكوز تحت إبطه ثم قال: لا واللَّه لا يستجيب لنا ما دام هذا الكوز معنا .
العشَّارين: هم الجُباة الذين يأخذون "العُشر" من أموال الناس أو تجاراتهم لحساب السلاطين. وفي ذلك العصر، كان يُنظر إليهم غالباً كظلمة لأنهم كانوا يأخذون أكثر من الحق أو يأخذون أموال الناس بالباطل.
أن يكون الداعي ضعيفًا في نفسه
أن يكون الداعي ضعيفًا في نفسه
عن مالك بن مغول رحمه الله قال :
كان الربيع بن خثيم رحمه الله يأتي علقمة يوم الجمعة ، فيتحدث إليه ، فأتاه ذات يوم فقال: ألا تعجب : دخل على رجل من أهل الكتاب فقال : ألا ترى إلى كثرة دعاء الناس وقلة الإجابة لهم ؟ وهل يدرون مم ذلك ؟ وما ذاك إلا أن اللَّه عز وجل لا يقبل إلا الفاضل من الدعاء، فقال عبد الرحمن بن يزيد - وكان جالسًا معهم - لئن قال ذاك لقد قال عبد اللَّه: إن اللَّه لا يسمع من مسمَّع، ولا من مراء ، ولا من لاعب ، ولا من داع إلا داع دعاء ثبتًا من قلبه.
عن مالك بن مغول رحمه الله قال :
كان الربيع بن خثيم رحمه الله يأتي علقمة يوم الجمعة ، فيتحدث إليه ، فأتاه ذات يوم فقال: ألا تعجب : دخل على رجل من أهل الكتاب فقال : ألا ترى إلى كثرة دعاء الناس وقلة الإجابة لهم ؟ وهل يدرون مم ذلك ؟ وما ذاك إلا أن اللَّه عز وجل لا يقبل إلا الفاضل من الدعاء، فقال عبد الرحمن بن يزيد - وكان جالسًا معهم - لئن قال ذاك لقد قال عبد اللَّه: إن اللَّه لا يسمع من مسمَّع، ولا من مراء ، ولا من لاعب ، ولا من داع إلا داع دعاء ثبتًا من قلبه.
حكمــــــة
باب ما جاء في الحياء
قال أبو داود: سمعتُ أحمد بن حنبل سئل عن تفسير حديث أبي مسعود رضي الله عنه :
" إِذا لَمْ تَسْتَحْي: فاصْنَعْ ما شِئْتَ " قال تفسيره : إذا لم يستحي الإنسانُ يصنعُ كلَّ شيءٍ ، ليس تفسيره : فاصنع ما شئت .
سمعت أحمد قيل له: إن فلانًا فسره : إذا لم تستح فاصنع ما شئت من الصلاة والخير ؟
قال : إذا نُزع الحياء من الإنسان نُزع منه الخيرُ .
قال أبو داود: سمعتُ أحمد بن حنبل سئل عن تفسير حديث أبي مسعود رضي الله عنه :
" إِذا لَمْ تَسْتَحْي: فاصْنَعْ ما شِئْتَ " قال تفسيره : إذا لم يستحي الإنسانُ يصنعُ كلَّ شيءٍ ، ليس تفسيره : فاصنع ما شئت .
سمعت أحمد قيل له: إن فلانًا فسره : إذا لم تستح فاصنع ما شئت من الصلاة والخير ؟
قال : إذا نُزع الحياء من الإنسان نُزع منه الخيرُ .
حكمــــــة
عن جابر رضي الله عنه قال : قال معاذ - رضي اللَّه عنه - :
يا رسول اللَّه ! من الكبر أن يكون لأحدنا الثياب يلبسها، والدابة يركبها، والطعام يجمع عليه أصحابه ؟
قال صلى الله عليه وسلم:
" لا ، ولكن الكبر أن تسفه الحق ، وتغمض المؤمن ، وسأنبئكم بخلال من كن فيه فليس بمتكبر: اعتقال الشاة، ولبس الصوف، وركوب الحمار، ومجالسة الفقراء والمؤمنين : وإن أكل أحدكم مع عياله " .
يا رسول اللَّه ! من الكبر أن يكون لأحدنا الثياب يلبسها، والدابة يركبها، والطعام يجمع عليه أصحابه ؟
قال صلى الله عليه وسلم:
" لا ، ولكن الكبر أن تسفه الحق ، وتغمض المؤمن ، وسأنبئكم بخلال من كن فيه فليس بمتكبر: اعتقال الشاة، ولبس الصوف، وركوب الحمار، ومجالسة الفقراء والمؤمنين : وإن أكل أحدكم مع عياله " .
حكمــــــة
قال أبو صالح الغفاري رحمه الله :
أن رجلا أتى عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه فقال :
إن قومي قدموني فصليت بهم ثم أمروني أن أقص عليهم ، ففعلت ،
فقال له عمر رضي اللَّه عنه: صل بهم ولا تقص عليهم ، فتردد إلى عمر ثلاث مرات أو أربعًا ،
فقال له عمر :
لا تقص ؛ فإني أخاف عليك أن ترفع نفسك فيضعك اللَّه قبضة .
أن رجلا أتى عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه فقال :
إن قومي قدموني فصليت بهم ثم أمروني أن أقص عليهم ، ففعلت ،
فقال له عمر رضي اللَّه عنه: صل بهم ولا تقص عليهم ، فتردد إلى عمر ثلاث مرات أو أربعًا ،
فقال له عمر :
لا تقص ؛ فإني أخاف عليك أن ترفع نفسك فيضعك اللَّه قبضة .
حكمــــــة
قال عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه :
من تطاول تعظمًا خفضه اللَّه عز وجل ، ومن تواضع للَّه تخشعا رفعه اللَّه عز وجل ، وإن للملك لمة وللشيطان لمة، فلمة الملك إبعاد بالخير وتصديق بالحق ، فإذا رأيتم ذلك فاحمدوا اللَّه عز وجل ، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق ، فإذا رأيتم ذلك فتعوذوا باللَّه عز وجل .
من تطاول تعظمًا خفضه اللَّه عز وجل ، ومن تواضع للَّه تخشعا رفعه اللَّه عز وجل ، وإن للملك لمة وللشيطان لمة، فلمة الملك إبعاد بالخير وتصديق بالحق ، فإذا رأيتم ذلك فاحمدوا اللَّه عز وجل ، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق ، فإذا رأيتم ذلك فتعوذوا باللَّه عز وجل .
حكمــــــة
قال أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه :
أُهْدِيَتْ لِلنبي - صلى اللَّه عليه وسلم - ثَلاثَةُ طَوائِرَ ، فَأَطْعَمَ خادِمَهُ طائِرًا، فَلَمّا كانَ مِنْ الغَدِ أَتَتْهُ بِهِ، فَقال لَها رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" أَلَمْ أَنْهَكِ أَنْ تَرْفَعِي شَيْئًا لغد ؟ فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يَأْتِي برزْقِ كُلِّ غَدٍ " .
أُهْدِيَتْ لِلنبي - صلى اللَّه عليه وسلم - ثَلاثَةُ طَوائِرَ ، فَأَطْعَمَ خادِمَهُ طائِرًا، فَلَمّا كانَ مِنْ الغَدِ أَتَتْهُ بِهِ، فَقال لَها رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -:
" أَلَمْ أَنْهَكِ أَنْ تَرْفَعِي شَيْئًا لغد ؟ فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يَأْتِي برزْقِ كُلِّ غَدٍ " .
حكمــــــة
عن الربيع بن أنس رحمه الله قال :
أوحى اللَّه عز وجل إلى نبي من الأنبياء عليهم السلام:
ما بال قومك يلبسون مسوك الضأن، ويتشبهون بالرهبان ؟ كلامهم أحلى من العسل ، وقلوبهم أمرُّ من الصبر ، أبي يغترون ؟ ! أم إياي يخادعون ؟ ! وعزتي لأتركن العالم منهم حيران ، ليس مني من تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له ؛ من آمن بي فليتوكل علي ، ومن لم يؤمن بي فليتبع غير ي.
أوحى اللَّه عز وجل إلى نبي من الأنبياء عليهم السلام:
ما بال قومك يلبسون مسوك الضأن، ويتشبهون بالرهبان ؟ كلامهم أحلى من العسل ، وقلوبهم أمرُّ من الصبر ، أبي يغترون ؟ ! أم إياي يخادعون ؟ ! وعزتي لأتركن العالم منهم حيران ، ليس مني من تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له ؛ من آمن بي فليتوكل علي ، ومن لم يؤمن بي فليتبع غير ي.

