الرئيسية
نتائج البحث عن عبارة: "مالي"
آخر ثلاثة أجزاء
﴿ أَلْهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ ﴾ [سورة التكاثر آية:﴿١﴾]
هذا خبر يراد به الوعظ والتوبيخ، ومعنى (ألهاكم): شغلكم، و(التكاثر): المباهاة بكثرة المال والأولاد، وأن يقول هؤلاء: «نحن أكثر»، ويقول هؤلاء: «نحن أكثر». ولما قرأها النبي ﷺ قال: (يقول ابن آدم: مالي مالي. وليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت). ابن جزي: 2/605.
آية
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسى
{ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) } المعنى المخالف: أن المؤمن ربحت تجارته، أحد الصحابة كان في طريقه إلى المدينة يبدو أن الكفار كَمَنوا لهم، أرادوا أن يصرفوه عن الهجرة، قال لهم: خذوا كلَّ مالي في مكة ودَلَّهم عليه فأطلقوا سراحه، خذوا كل مالي، خَبَّأ ماله في مكان معين في البيت، قال لهم: مالي في المكان الفلاني خذوه ودعوني، فتركوه، فلما وصل المدينة أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، ماذا قال النبي؟ قال: ربحت التجارة أبا يحيى، ربحت تجارتك، ضَحَّى بماله كلّه من أجل أن يصل إلى النبي، ربحت تجارتك
فوائد من كتاب المنثور
استعملت زوجة محمد بن واسع لبَداً تجري عليها دموعه، لأنّ الدموع كانت أكلت،خدّيه حتى بدت أضراسُهْ إذا رأيتم باكياً فارحموه، واذا شاهدتم واجداً فاعذروه، فإنه قد وجد ما لم تجدوهْ. مالي سوى قلبي وفيكَ أَذَبْتُهُ... مالي سوى دمعي وفيك بكيتُهُ ما كنتُ أعرفُ ما الغرام ولا الأَسى... والشوق والتبريح حتى ذُقْتُهُ لو أنّ عندي والدموعُ سواجمٌ... رمل القفار من الدموع بللتُه
فوائد من كتاب صفة الصفوة 12
كان عتبة الغلام من نساك أهل البصرة وكان من أصحاب الفلق. وكان قد قوت لنفسه ستين فلقة يتعشى كل ليلة بفلقة ويتسحر بأخرى، وكان يصوم الدهر ويأتي السواحل والجبابين. كان عتبة يجالسنا فقال لنا يوما: إنه لا يعجبني رجل لا يكون في يده حرفة. فقلنا: ما نراك تحترف. فقال: بلى رأس مالي طسوج أشتري به خوصا أعمله وأبيعه بثلاثة طساسيج فطسوج رأس مالي وقيراط خبزي.
من أقوال الشيخ الشعراوي
الرزق هو ما ينتفع به ٬ وليس هو ما تحصل عليه ٬ فقد تربح مالاً وافراً ولكنك لا تنفقه ولا تستفيد منه فلا يكون هذا رزقك ولكنه رزق غيرك ٬ وأنت تظل حارساً عليه ٬ لا تنفق منه قرشاً واحداً ٬ حتى توصله إلى صاحبه ٬ قال عليه الصلاة والسلام: يقول ابن آدم مالي مالي ٬ وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ٬ ولبست فأبليت ٬ أو تصدقت فأمضيت
فوائد من سير السلف الجزء الثالث
قال إسحاق: كان سليمان الخواص أتى بيروت فدخل عليه سعيد بن عبد العزيز، وقال: مالي أراك في الظلمة؟ قال: ظلمة القبر أشد، قال: مالي أراك ليس لك رفيق؟ قال: أخاف أن يكون لي رفيق لا أقدر أن أقوم بحقه، قال له سعيد: خذ هذه الدراهم فأنا لك بها يوم القيامة، قال: يا سعيد إن نفسي لم تجبني إلى هذا الذي أجبتني إليه إلا بعد كد، فأنا أكره أن أعود بها مثل دراهمك هذه، فمن لي بمثلها إذا أنا أصبحت لا حاجة لي فيها.
باب فضل الزهد في الدنيا
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن الشخير - بكسر الشين والخاء المشددة المعجمتين - رضي الله عنه -، أنه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقرأ: {ألهاكم التكاثر} قال: «يقول ابن آدم: مالي، مالي، وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت»؟!. رواه مسلم.
----------------
أي ليس لك من مالك إلا ما انتفعت به في دنياك، بأكل أو لبس أو ادخرته لآخرتك، وما سوى ذلك فهو لورثتك. قال بعض السلف: اجعل ما عندك ذخيرة لك عند الله، واجعل الله ذخيرة لأولادك.
فوائد من كتاب الزهد الجزء الثانى
عن الحسن قال: إن المؤمن قوام على نفسه بحساب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة، إن المؤمن يفجأه الشيء يعجبه فيقول: والله إن لأشتهيك وإنك لمن حاجتي ولكن والله ما من وصلة إليك هيهات حيل بيني وبينك، ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول ما أردت إلى هذا مالي ولهذا والله مالي عذر بها ووالله لا أعود لهذا أبداً إن شاء الله، إن المؤمنين قوم أوثقهم القرآن وحال بينهم وبين هلكتهم، إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى فكاك رقبته إلى يأمن شيئاً حتى يلقى الله عز وجل، يعلم أنه مأخوذ عليه من ذلك كله.
10. فوائد من كتاب بهجة المجالس
قال أبو الدرداء في خطبة خطبها بدمشق: مالي أراكم تجمعون مالا تأكلون، وتبنون مالا تسكنون، وتأملون مالا تدركون، إن من كان قبلكم جمعوا كثيراً وبنوا شديداً وأملوا بعيداً، فأصبح جميعهم بوراً ومنازلهم قبوراً، وأملهم غروراً، هذه منازل عاد وثمود بين قطري الأرض ما يسرني أنها لي بدرهمين.
تدبــــر - المجموعة السادسة
كثير من الناس لا يفهم من الرزق - في قوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2-3] - إلا الرزق المالي ونحوه من المحسوسات، ولكن تأمل ماذا يقول ابن الجوزي: " ورزق الله يكون بتيسير الصبر على البلاء ". [صيد الخاطر]
قول الله تعالى : ﴿ يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ﴾ .
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قول الله تعالى: ﴿ يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ﴾. النحل (13)
----------------
قال مجاهد: ” ما معناه هو قول الرجل: هذا مالي ورثته عن آبائي “. وقال عون بن عبد الله: ” يقولون لولا فلان لم يكن كذا “. وقال ابن قتيبة: ” يقولون هذا بشفاعة آلهتنا “.
فوائد من كتاب " حلية المسلم والمسلمة في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف " لماجد إسلام البنكانى
عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: نَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، فَقُلنَا يَا رَسُولَ اللهِ لَو اِتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً، فَقَالَ: « مَالِي وَلِلدُّنْيَا مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا » (السلسلة الصحيحة).
1. فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم
إن بركة المال الحلال أثرها واضح وجلي في صلاح الذُّرِّية، قال إسماعيل المحدث والد الإمام البخاري عند موته: " لا أعلم في جميع مالي درهمًا من شبهة ". ويكفي هذا الأب فخرًا وعظم أجره إنجابه وتربيته لابنه صاحب أصحِّ الكتب بعد كتاب الله عزَّ وجلَّ: صحيح البخاري الذي تلقته الأمة بالقبول.
صور من أخوة الصحابة وإيثارهم على أنفسهم
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
لقد غرس النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأخوة الصادقة في قلوب المهاجرين والأنصار، يوم وقف الأنصاري أمام أخيه المهاجر فقال: أخي! هذا مالي بيني وبينك، هذه دنياي! نصفُها لي ونصفها لك، هاتان زوجتاي! انظر إلى أحسنهما أطلقها وهي لك.
6. فوائد من كتاب بهجة المجالس
قال الأحنف بن قيس يوماً لقومه:إنّما أنا رجل منكم ليس لي فضل عليكم،ولكني أبسط لكم وجهي،وأبذل لكم مالي،وأفضى حقوقكم،وأحفظ حرمتكم،فمن فعل مثل فعلي فهو مثلي، ومن زاد علىّ فهو خير مني،ومن زدت عليه فأنا خير منه.قيل له:يا أبا محمد!ما يدعوك إلى هذا الكلام؟ قال:أحضّنهم على مكارم الأخلاق.
من أقوال د. أبو بكر القاضي
#سورة_القصص_تقول_لنا
لا يكمن الخطر الداهم على الطائفة المؤمنة المستضعغة
في الطغيان الفرعوني السلطوي
وﻻ في الطغيان القاروني المالي اﻹعلامي
ﻷن اﻷول ملكه على موج مضطرب يوشك أن يغرق..
والثاني زينته زائفة يوشك أن يخسف بها في التراب..
وإنما يكمن
في الطغيان الداخلي
في الغوي المبين
في عجلته..في كبره وعلوه..في جهله وضلاله..في جرأته...
في تحرشه بالمسلمين ونياتهم وأعراضهم..
الذي يؤخر الدعوات أعواما وأعوام..!
فقه الدعوة والاصلاح .. والتعامل مع المخالف
أسطر في النقل والعقل والفكر - عبدالعزيز الطريفي
اعظم بلاء العقول إجتماع الجهل والكِبر فيها، فتحب العُلوَّ فلا تجد ما يرفعها، إلا بإظهار الجهل في صورة العلم، قال أعرابي لإبنه: مالي أراكَ ساكتاً والناس يتكلمون؟ قال: لا أحسن ما يحسنون، قال: إن قيّل: لا، فُقل: نعم، وإن قيّلَ: نعم فَقُل أنت: لا، وشاغبهم ولا تقعد غافلاً لا يُشعرُ بك.
من كتاب الزهد لهناد بن السري بن مصعب
عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال:
" في المال ثلاثة شركاء: القدر لا يستأمرك أن يذهب بخيرها أو شرها من هلاك أو موت، والوارث ينتظر أن تضع رأسك ثم يستاقها وأنت ذميم، وأنت الثالث فإن استطعت أن لا تكون أعجز الثلاثة فلا تكونن فإن الله تبارك وتعالى يقول: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن هذا الجمل مما كنت أحب من مالي فأحببت أن أقدمه لنفسي ".
باب بيان جماعة من الشهداء في ثواب الآخرة
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: «فلا تعطه مالك» قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: «قاتله» قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: «فأنت شهيد» قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: «هو في النار». رواه مسلم.
----------------
الأمر بالمقاتله للإباحة، وجميع من ذكر من الشهداء يغسلون ويصلى عليهم، إلا شهيد المعركة، والله أعلم.
من كتاب الزهد لهناد بن السري بن مصعب
عن الحسن البصري رحمه الله:
أن أصحاب هرم بن حيان قالوا له: أوصنا قال:
" أوصيكم بآخر سورة النحل ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " إلى آخر السورة،
فقالوا له: أوص،
فقال: " بما أوصي إن نفسي صدقتني في الحياة فصدقتها عند الموت مالي إلا مصحفي وسلاحي وفرسي فإذا أنا مت فاجعلوه في سبيل الله " فكان يقول فيما يقول: " لم أر مثل الجنة نام طالبها، ولم أر مثل النار نام هاربها ".
1. المنتقى النفيس
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: يا أهل دمشق أنتم الإخوان في الدين والجيران في الدار والأنصار على الأعداء ما يمنعكم من مودتي وإنما مؤنتي على غيركم مالي أرى علماءكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون وأراكم قد أقبلتم على ما تكفل لكم به وتركتم ما أمرتم به ألا إن قوما بنوا شديدا وجمعوا كثيرا وأملوا بعيدا فأصبح بنيانهم قبورا وأملهم غرورا وجمعهم بورا ألا فتعلموا وعلموا فان العالم والمتعلم في الأجر سواء ولا خير في الناس بعدهما.
فوائد من الثبات عند الممات
عن محمد بن نافع قال كان أبو نواس لي صديقا فمات فرأيته في المنام فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي بأبيات قلتها هي تحت الوسادة فأتيت أهله فإذا رقعة فيها شعر مكتوب وهو... يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة... فلقد علمت بأن عفوك أعظم... إن كان لا يرجوك إلا محسن... فمن الذي يدعو ويرجو المجرم... أدعوك رب كما أمرت تضرعا... فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم... مالي إليك وسيلة إلا الرجا... وجميل عفوك ثم إني مسلم...
فوائد من كتاب تسهيل الوصول لفوائد سير أعلام النبلاء لفرحان العطار
قال أبو الدرداء: مالي أرى علماءكم يذهبون؟ وجهالكم لا يتعلمون؟ تعلموا فإن العالم والمتعلم شريكان في الأجر. وعن أبي الدرداء – من وجه مرسل-: لن تكون عالما حتى تكون متعلما، ولا تكون متعلما حتى تكون بما علمت عاملا، إن أخوف ما أخاف إذا وقفت للحساب أن يقال لي: ما عملت فيما علمت؟. جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال أبو الدرداء: ويل للذي لا يعلم مرة، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات.
فوائد من كتاب ثلاثون خطوة عملية لتربية الأبناء على العمل لهذا الدين لسالم صالح بن ماضي 2
مثال عملي وقصة تدلُّ على أهمية تحلِّي الأبناء بـ«الإيثار» في بناء الشخصية:1- لَمَّا قدم المهاجرون المدينة، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، فقال سعد لعبد الرحمن بن عوف: إنِّي أكثر الأنصار مالاً، فاقسم مالي قسمين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمِّها لي أطلقها، فإذا انقضت عدَّتها فتزوجها.. قال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، أي سوقكم؟ فدلّوه على سوق بني قينقاع، فما انقلب إلا ومعه فضل من أقطٍ وسمن(البخاري).
أنواع توقير الله في القلب
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
1 - ومن وقاره أن لا تعدل به شيئا من خلقه لا في اللفظ بحيث تقول والله وحياتك مالي إلا الله وأنت وما شاء الله وشئت.
2 - ولا في الحب والتعظيم والإجلال.
3 - ولا في الطاعة فتطيع المخلوق في أمره ونهيه كما تطيع الله بل أعظم كما عليه أكثر الظلمة والفجرة.
4 - ولا في الخوف والرجاء ويجعله أهون الناظرين إليه ولا يستهين بحقه ويقول هو مبني على المسامحة ولا يجعله على الفضلة ويقدم حق المخلوق عليه.
فوائد من كتاب الزهد لابن المبارك 4
عَن مالك بن أنس - قَالَ حَدَّثَنَا عَبد الله بن أبي بكر أن رجُلاً من الأنصار كان يصلي في حائط له بالقف في زمن الثمر والنخل قد ذللت وهي مطوقة بثمرها فنظر إلى ذلك فأعجبه ما رأى من ثمرها ثم رجع إلى صلاته وهو لاَ يدري كم صلى فقال لقد أصابني في مالي هذا فتنة فأتى عثمان بن عفان فذكر له فقال له إنه صدقة فاجعله في سبل الخير فباعه عثمان رضي الله عنه بخمسين ألفا فكان اسم ذلك المال الخمسين
2. المنتقى النفيس
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كنا مع أبي موسى في مسير له فسمع الناس يتحدثون فسمع فصاحة فقال مالي يا أنس هلم فلنذكر ربنا فإن هؤلاء يكاد أحدهم أن يفرى الأديم بلسانه ثم قال يا أنس ما أبطأ بالناس عن الآخرة وما ثبرهم أتدري ما ثبر الناس أي ما الذي صدهم ومنعهم من طاعة الله ثم قال والثبر الحبس عنها قال قلت الشهوات والشيطان قال لا والله ولكن عجلت لهم الدنيا وأخرت الآخرة ولو عاينوا ما عدلوا وما ميلوا.
الزواجر عن اقتراف الكبائر - 10
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
قال بعضهم: دخلت على مريض قد نزل به الموت فجلعت ألقنه الشهادة ولسانه لا ينطق بها، فلما أفاق قلت له يا أخي مالي ألقنك الشهادة ولسانك لا ينطق بها؟ قال يا أخي لسان الميزان على لساني يمنعني من النطق بها، فقلت له: بالله أكنت تزن ناقصا؟ فقال: لا والله، ولكني كنت أقف مدة لا أعتبر صنجة ميزاني، فإذا كان هذا حال من لا يعتبر صنجة ميزانه، فكيف حال من يزن ناقصا.
فوائد من كتاب صفة الصفوة 11
كان يونس إذا طلب المتاع أرسل وكيله بالسوس أن أعلم من تشتري منه أن المتاع يطلب. وكلاما ذا معناه. غلا الحرير. وقال أحدهما: بالخز في موضع كان إذا غلا هناك غلا بالبصرة. وكان يونس بن عبيد خزازا علم بذلك فاشترى من رجل متاعا بثلاثين ألفا فلما كان بعد ذلك قال لصاحبه: هل كنت قد علمت أن المتاع قد غلا بأرض كذا وكذا؟ قال: لا ولو علمت لم أبع قال: هلم هلم إلى مالي وخذ مالك. ورد عليه الثلاثين ألفا.
الزواجر عن اقتراف الكبائر - 1
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
في الصحيحين: { قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه { وأنذر عشيرتك الأقربين } فقال: يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا }.
20. حياة السلف بين القول والعمل
اعتزال الناس وعدم الإكثار من مخالطتهم والحذر منهم: عن أبي عبد الله قال: قال لي محمد بن أسلم رحمه الله: يا أبا عبد الله مالي ولهذا الخلق كنت في صلب أبي وحدي، ثم صرت في بطن أمي وحدي، ثم دخلت إلى الدنيا وحدي، ثم تقبض روحي وحدي، فأدخل في قبري وحدي، فيأتيني منكر ونكير فيسألاني وحدي، فأصير إلى حيث صرت وحدي، وتوضع عملي وذنوبي في الميزان وحدي، وإن بعثت إلى الجنة بعثت وحدي، وإن بعثت إلى النار بعثت وحدي، فما لي والناس!. [المنتظم 11 / 303].
فوائد من كتاب الرقة والبكاء
عن رياح بن عبيدة الباهلي قال: كنت قاعدا عند عمر بن عبد العزيز، فجاء أعرابي فقال: يا أمير المؤمنين، جاءت بي الحاجة، وانتهيت الغاية والله سائلك عني يوم القيامة. قال: « ويحك أعد علي » فأعاد عليه، فنكس عمر رأسه، وأرسل دموعه، حتى ابتلت الأرض ثم رفع رأسه فقال: « ويحك كم أنتم؟ » قال: أنا وثلاث بنات لي ففرض له على ثلاثمائة، وفرض لبناته على مائة، وأعطاه مائة درهم، وقال له: « هذه المائة أعطيتك من مالي، ليس من أموال المسلمين اذهب فاستنفقها حتى تخرج أعطيات المسلمين فتأخذ معهم ».
فوائد من ذم الهوى 2
سمعت أبا عمرو بن علوان يقول خرجت يوما إلى سوق الرحبة في حاجة فرأيت جنازة فتبعتها لأصلي عليها ووقفت في جملة الناس حتى يدفن الميت فوقعت عيني على امرأة مسفرة من غير تعمد فلححت بالنظر واسترجعت واستغفرت الله وعدت إلى منزلي فقالت لي عجوز يا سيدي مالي أرى وجهك أسود فأخذت المرآة فنظرت فإذا وجهي أسود فرجعت إلى سري أنظر من أين دهيت فتذكرت النظرة فانفردت في موضع أستغفر الله وأسأله الإقالة أربعين يوما فخطر في قلبي أن زر شيخك الجنيد فانحدرت إلى بغداد فلما جئت الحجرة التي هو فيها طرقت الباب فقال لي ادخل يا أبا عمرو تذنب بالرحبة وتستغفر ربك ببغداد
فوائد من كتاب الاعتبار
قدم على الوليد بن عبد الملك ذلك اليوم قوم من بني عبس فيهم رجل ضرير فسأله عن عينيه فقال له بت ليلة في بطن واد ولا أعلم في الأرض عبسيا يزيد ماله على مالي فطرقنا سيل فذهب ما كان لي من أهل وولد ومال غير صبي مولود وبعير وكان البعير صعبا فند فوضعت الصبي واتبعت البعير فلم أجاوزه حتى سمعت صيحة الصبي فرجعت إليه ورأس الذئب في بطنه يأكله واستدبرت البعير لأحبسه فنفحني برجله فأصاب وجهي فحطمه وذهبت عيناي فأصبحت لا أهل ولا مال ولا ولد فقال الوليد انطلقوا به إلى عروة فيخبره خبره ليعلم أن في الناس من هو أعظم منه بلاء
آية
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسى
{ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) } هذه كلمة ﴿ إلى حين ﴾ إذا فهمها الإنسان ترتعد مفاصِلُه، ﴿إلى حين﴾، عدة سنوات، اعمل ما شئت لا بد من الموت، إذا شيَّع الواحد جنازة، ووقف على القبر، وضع هذا الميت في القبر، هذه الحادثة الرهيبة كلنا سوف نصل إليها، كلنا، مهما كان حجمك المالي، مهما كان بيتك فخماً، مهما كان لك هيمنة على الناس، مهما كان لك أذواق رفيعة جداً في الاستمتاع، مهما كنت أنيقاً عندك أذواق عالية، مهما كان رصيدك كبيراً، هذه اللحظة لا بد منها، لذلك العاقل هو الذي يعد لهذه اللحظة التي لا بد منها عدتها
فوائد من كتاب التخويف من النار لابن رجب الحنبلى رحمه الله
عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: قلت ليزيد بن مرثد: مالي أرى عينك لا تجف؟ قال: و ما مسألتك عنه؟ قلت: عسى الله أن ينفعني به قال: يا أخي إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار و الله لو لم يوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لكنت حريا أن لا تجف لي عين قلت له: فهكذا أنت في صلاتك؟ قال: و ما مسألتك عنه؟ قلت: عسى الله أن ينفعني به قال: و الله إن ذلك ليعرض لي حين أسكن إلى أهلي فيحول بيني و بين ما أريد و إنه ليوضع الطعام بين يدي فيعرض لي فيحول بيني و بين أكله حتى تبكي امرأتي و تبكي صبياننا ما يدرون ما أبكانا و ربما أضجر ذلك امرأتي فتقول: يا ويحها و ما خصه من طول الحزن معك في الحياة الدنيا ما يقر لي معك عين.
فوائد من كتاب مجابو الدعوة
عن منيعة بنت زربي قال: (كنت بمكة مع مولاي فإذا امرأة عليها الناس مجتمعون يسألونها وامرأة تسألها فقالت لها عائشة: (مالي أرى يدك شلاء؟قالت: أنا أخبرك كان لي أبوان أما أبي فكان رجلا سخيا كثير المعروف وكانت أمي شحيحة لم أرها صنعت من المعروف شيئا قط إلا أن أبي ذبح بقرة فرأيتها تصدقت منها بشحمة ورأيتها تصدقت يوما بخرقة فهلك أبواي فرأيت فيما يرى النائم كأن أبي على حوض كبير كثير الآنية يسقي الناس الماء فالتفت ورائي فإذا أمي مستلقية على ظهرها وفي فمها تلك الشحمة بعينها أعرفها وتلك الخرقة على فرجها وهي تقطع الشحمة بأصبعها وتقول واعطشي فقلت: هذه أمي عطشى وهذا أبي يسقي الناس الماء فلو أتيت أنا من هذه الآنية فسقيت أمي فاغترفت بإناء منها فأتيتها لأسقيها فسمعت مناديا من السماء: (ألا من سقاها شلت يمينه) فأصبحت ويدي كما ترين.
من أقوال أ. وجدان العلي
" يا فاطمةُ بنتَ محمد! سليني من مالي ما شئتِ، لا أُغني عنكِ من الله شيئًا ".
سيدي رسول الله ﷺ
نسبتك صورةً أو معنًى إلى شيخ، والمكاثرة باسمه، أو صورته، لن تغني عنك من الله شيئًا.
وإن نسبة المرء إلى مُعظَّمٍ توجب عند البصير الذي يعلم موقفه بين يدي الله، زيادةَ رعاية وحسنَ خُلق وأدبًا في اللفظ وبُعدًا عن الأسواء ظاهرًا وباطنًا،.
ويا أخي! إن العلم لا يقاس بفصاحة اللسان ولا طوله، ولا بالتحريش بين عباد الله، والتنابز بالألقاب، والخوض في أعراض حملة العلم لخطأ أو ضلالة حتى!
وإنما العلم الخشية، إنما العلم الخشية.
ومن حاقَقَ نفسه وعرفها، وعرف ستر الله عليه ومنته، خشي والله أن يمسَّ أحدًا بسوء، وارتجف قلبه قبل اللفظة والكلمة، ونأى بعيدًا عن الخوض في أوحال القيل والقال!
" ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم "
-محمد صلى الله عليه وسلم مع الأقارب.
من حياة محمد صلى الله عليه وسلم: - -عنه قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. فلما نزلت هذه الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} (آل عمران 92) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب مالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند الله تعالى فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بخ! ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين) فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. متفق عليه.
الزواجر عن اقتراف الكبائر - 2
الزواجر عن اقتراف الكبائر - ابن حجر الهيتمي
عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: قلت ليزيد بن مرثد: مالي أرى عينك لا تجف؟ قال: وما مسألتك عنه؟ فقلت له: عسى الله أن ينفعني به، قال: يا أخي إن الله قد توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في حمام لكنت حريا أن لا تجف لي عين، قال: فقلت له: فهكذا أنت في خلواتك، قال: وما مسألتك عنه؟ قلت: عسى الله أن ينفعني بذلك، فقال: والله إن ذلك ليعرض لي حين أسكن إلى أهلي: أي لإرادة وطئها، فيحول ذلك بيني وبين ما أريد، وإنه ليوضع الطعام بين يدي فيعرض لي فيحول بيني وبين أكله حتى تبكي امرأتي ويبكي صبياننا لا يدرون ما أبكانا، ولربما أضجر ذلك امرأتي فتقول: يا ويحها ما خصت به من طول الحزن معك في الحياة الدنيا ما تقر لي معك عين.
باب أداء الخمس من الإيمان
[53] حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن أبي جمرة قال كنت أقعد مع بن عباس يجلسني على سريره فقال أقم عندي حتى أجعل لك سهما من مالي فأقمت معه شهرين ثم قال إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال من القوم أو من الوفد قالوا ربيعة قال مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى فقالوا يا رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة وسألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع أمرهم بالإيمان بالله وحده قال أتدرون ما الإيمان بالله وحده قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس ونهاهم عن أربع عن الحنتم والدباء والنقير والمزفت وربما قال المقير وقال احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم
باب بر الوالدين وصلة الأرحام
تطريز رياض الصالحين
عن أنس - رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان... رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها، ويشرب من ماء فيها طيب، فلما نزلت هذه الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران (92)] قام أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إن الله تبارك وتعالى يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب مالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله تعالى، أرجو برها وذخرها عند الله تعالى، فضعها يا رسول الله! حيث أراك الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بخ! ذلك مال رابح، ذلك مال رابح! وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين»، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله! فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. متفق عليه.
----------------
وسبق بيان ألفاظه في باب الإنفاق مما يحب. في هذا الحديث: أن أفضل الصدقة ما كان على الأقارب؛ لأنها صدقة وصلة.
2. فوائد من كتاب أسعـد امـرأة في العـالـم
الدَّرة الثامنة: حفظتْ الله فحفظها: حُكي أن امرأة حسنة الوجه كثيرة المال تأخرت في دارها هي ووصيفاتها وجواريها عن الهروب حين الوقعة بالإسكندرية، فدخلت الإفرنج إليها بأيديهم السيوف المسلولة، فقال لها أحدهم: أين المال؟ فقالت – وهي فزعة -: المال في هذا الصناديق التي هي داخل هذا البيت، فقال أحدهم لها: لا تخافي، فأنتِ تكونين عندي، وفي مالي وخيري ترتعين، ففهمت عنه أنه أحبها ويريدها لنفسه، فمالت إليه، وقالت لك بكلام خفي: أريد أن أدخل بيت الخلاء، ورقَّقت له القول. ففهم عنها أنها أرادته، وأشار إليها أن تمضي لقضاء حاجتها، فمضت واشتغلوا بنهب الصناديق، فخرجت المرأة من باب دارها، ودخلت مخزناً غلساً مملوءاً تبناً بزقاق دارها، فحفرت في التبن حفرة واندفنت بها، فطلبتها الإفرنج بعد نهبهم لدارها فلم يجدوها، فاشتغلوا بحمل النهب، ومضوا، فسلمتْ المرأة من الأسر بحيلتها تلك، وكذلك وصيفاتها وجواريها سلمْنَ من الأسْر بصعودهنَّ سطح الدار. فقالت المرأة عند ذلك سلامة الدين والعرض خير من المال الذي لم يدخر عند ذوي المروءات إلا لغرض مثل هذا، لأن الفقر خير من الأسر والافتتانِ بتغيير الدين بالقهر.
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: (جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت: يا ⦗١٩٨⦘ رسول الله، قد بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا، قلت: فالشطر يا رسول الله؟ قال: لا، قلت: فالثلث قال: الثلث، والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في في امرأتك. قال: قلت: يا رسول الله أخلف بعد أصحابي؟ قال: إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة، ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام، ويضر بك آخرون. اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن مات بمكة). ⦗١٩٩⦘
يعودني: يزورني في مرضي.
تذرهم: تتركهم.
عالة: فقراء.
يتكففون: يمدون أيديهم للسؤال.
آية
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسى
{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا (23) } أعلى مرتبة في الطب أن تحمل بورد، أو (إف آر إس) من بريطانيا، أو (أكريجيه) من فرنسا، هذه أعلى شهادة بالطب، أعلى شهادة في الآداب أن تحمل دكتوراه دولة وتأخذ عليها جائزة نوبل مثلاً، هذه مراتب الدنيا، رجل ألَّف إنتاجاً أدبياً فقُدِّر عالياً إلى درجة أنه منح عليه جائزة نوبل، لكن يا ترى ما هي أعلى مرتبة عند الله عزَّ وجل؟ أعلى مرتبة في المال أن يكون معك آلاف الملايين بالعملات الصعبة الغالية جداً ـ آلاف الملايين ـ الذي اخترع الكمبيوتر ويقود الآن صناعة متفوقة فيه، حجمه المالي الآن ثلاثين مليار دولار، هذه مرتبة مالية عالية، وهناك مرتبة علمية كأينشتاين الذي جاء بالنظرية النسبية، وهناك مرتبة إدارية كالذي يتربَّع على عرش أقوى دولة في العالم هو في قمة هذا المجتمع، لكن ما هي أعلى مرتبة في عالم الدين؟ أعلى مرتبة هي التي وصل إليها النبي، مرتبة العبودية لله، أن تكون حقاً عبداً لله: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا (23) ﴾. أنت في أعلى درجة عند الله حينما تكون عبداً له، معنى عبد: انصياعٌ كامل، حبٌ كامل، إخلاصٌ كامل، رضى بقضاء الله وقدره، طُمأنينة إلى وعد الله
فوائد من كتاب الاعتبار
عن نابل بن نجيح قال: كان باليمامة رجلان ابنا عم فكثر مالهما فوقع بينهما ما يقع بين الناس فرحل أحدهما عن صاحبه قال فإني ليلة قد ضجرت برغاء الإبل والغنم والكثرة إذ أخذت بيد صبي لي وعلوت في الجبل فأنا كذلك إذ أقبل السيل فجعل مالي يمر بين ولا أملك منه شيئا حتى رأيت ناقة لي قد علق خطامها بشجرة فقلت لو نزلت إلى هذه فأخذتها لعلي أنجو عليها أنا وبني هذا فنزلت فأخذت الخطام وجذبها السيل فرجع علي غصن الشجرة فذهب ماء إحدى عيني وأفلت الخطام من يدي فذهبت الناقة ورجعت إلى الصبي فوجدته قد أكله الذئب فأصبحت لا أملك شيئا فقلت لو ذهبت إلى بن عمي لعله يعطيني شيئا فمضيت إليه فقال لي قد بلغني ما أصابك والله ما أحببت أنه قد أخطأك فكان ذلك أشد مما أصابني فقلت أمضي إلى الشام فأطلب فلما دخلت إلى دمشق إذا الناس يتحدثون أن عبد الملك بن مروان أصيب بابن له فاشتد حزنه عليه فأتيت الحاجب فقلت إني أحدث أمير المؤمنين بحديث يعزيه عن مصيبته هذه فقال أذكر ذلك له وذكره فقال أدخله فأدخلني فحدثته بمصيبتي فقال قد عازيتني بمصيبتك عن مصيبتي وأمر لي بمال فعدت وتراجعت حالي.
باب الإنفاق مما يحب ومن الجيد
تطريز رياض الصالحين
عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان أبو طلحة - رضي الله عنه - أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قام أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إن الله تعالى أنزل عليك:... {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب مالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله تعالى، أرجو برها، وذخرها عند الله تعالى، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بخ! ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين»، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه، وبني عمه. متفق عليه.
----------------
قوله - صلى الله عليه وسلم -: «مال رابح»، روي في الصحيحين «رابح» و «رايح» بالباء الموحدة وبالياء المثناة، أي: رايح عليك نفعه، و «بيرحاء»: حديقة نخل، وروي بكسر الباء وفتحها. في هذا الحديث: دليل على فضل إنفاق أحب الأموال على أقرب الأقارب، وأن النفقة عليهم أفضل من الأجانب. وفيه: جواز دخول أهل الفضل للحوائط والبساتين، والاستظلال بظلها، والأكل من ثمرها، والراحة، والتنزه، إذا علم رضا المالك.
حديث شريف
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (أن فلان بن فلان قال: يا رسول الله، أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة، كيف يصنع؟ إن تكلم تكلم بأمر عظيم، وإن سكت سكت على مثل ذلك. قال: فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يجبه. فلما كان بعد ذلك أتاه فقال: إن الذي سألتك عنه قد ابتليت به. فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات في سورة النور (والذين يرمون أزواجهم) فتلاهن عليه ووعظه وذكره. وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة. فقال: لا، والذي بعثك بالحق، ما كذبت عليها. ثم دعاها، فوعظها، وأخبرها: أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة. فقالت: لا، والذي بعثك بالحق، إنه لكاذب. فبدأ بالرجل فشهد أربع شهادات بالله: إنه لمن الصادقين. والخامسة: أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين. ثم ثنى بالمرأة. فشهدت أربع شهادات بالله: إنه لمن الكاذبين، والخامسة: أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين. ثم فرق بينهما. ثم قال: إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب؟) ثلاثا. ⦗٢٢٤⦘
وفي لفظ (لا سبيل لك عليها قال: يا رسول الله، مالي؟ قال: لا مال لك. إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها وإن كنت كذبت فهو أبعد لك منها).
باب الإخلاص وإحضار النية
تطريز رياض الصالحين
عن أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف ابن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري - رضي الله عنه - أحد العشرة المشهود لهم بالجنة - رضي الله عنهم - قال: جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي، فقلت: يا رسول الله! إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: «لا»، قلت: فالشطر يا رسول الله؟ فقال: «لا»، قلت: فالثلث يا رسول الله؟ قال: «الثلث،والثلث كثير - أو كبير - إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك»، قال: فقلت: يا رسول الله، أخلف بعد أصحابي؟ قال: «إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة، ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون. اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة». يرثي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن مات بمكة.
----------------
في هذا الحديث: مشروعية عيادة المريض. وفيه: الإنفاق على من تلزمه مؤنتهم، والحث على الإخلاص في ذلك. وفيه: أن من ترك مالا قليلا، فالاختيار له: ترك الوصية، وإبقاء المال للورثة، ومن ترك مالا كثيرا، جاز له الوصية بالثلث فما دون. والله أعلم.
قول الله تعالى : ﴿ أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون . ولا يستطيعون لهم نصرا ﴾
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن أبي هريرة قال: (قام رسول الله حين أنزل عليه ﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ فقال: يا معشر قريش ـ أو كلمة نحوها ـ اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عبّاس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسـول الله لا أغني عنكِ من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئاً). رواه البخاري (2753) ومسلم (1 / 192).
----------------
(قام رسول الله ) في الصحيح من رواية ابن عباس: (صعد النبي على الصفا). (حين أنزل الله عليه: وأنذر عشيرتك الأقربين) عشيرة الرجل بنو أبيه الأدنون أو قبيلته. (الأقربين) أي الأقرب فالأقرب منهم، لأنهم أحق الناس ببرك. (اشتروا أنفسكم) أي بتوحيد الله وإخلاص العبادة له، وعدم الإشراك به، وطاعته فيما أمر والانتهاء عما عنه زجر. (يا عباس بن عبد المطلب) هو عم النبي ، وعبد المطلب جد النبي . فإن قيل: كيف يقول النبي عبد المطلب مع أنه لا يجوز أن يضاف عبد إلا إلى الله عز وجل؟ الجواب: أن هذا ليس إنشاءً بل هو خبر، فاسمه عبد المطلب ولم يسمه النبي ، لكن اشتهر بعبد المطلب، ولهذا انتمى إليه النبي فقال: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب وفي قوله (اشتروا أنفسكم) دفع ما عساه أن يتوهمه بعضهم أنه يغني عنهم من الله شيئاً بشفاعته، فإذا كان لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، ولا يدفع عن نفسه عذاب ربه ولو عصا، فكيف يملك لغيره نفعاً أو ضراً، أو يدفع عنه عذاب الله. وفي قوله (لا أغني عنكم من الله شيئاً) حجة على من تعلق على الأنبياء والصالحين ورغب إليهم ليشفعوا له وينفعوه، أو يدفعوا عنه، فإن ذلك هو الشرك الذي حرمه الله تعالى، وأقام نبيه بالإنذار عنه، كما أخبر تعالى عن المشركين بقوله: ﴿ الذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ﴾
فصل: في الأذكار والدعوات المستحبّات بعرفات.
قد قدَّمنا في أذكار العيد حديث النبيّ صلى اللّه عليه وسلم " خَيْرُ الدُّعاءِ يَوْمَ عَرَفَة، وَخَيْرُ ما قُلْتُ أنا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " .
فيُستحبّ الإِكثارُ من هذا الذكر والدعاء، ويَجتهدُ في ذلك، فهذا اليوم أفضلُ أيام السنة للدعاء، وهو مُعظم الحج، ومقصودُه والمعوّل عليه، فينبغي أن يستفرغَ الإِنسانُ وُسعَه في الذكر والدعاء وفي قراءة القرآن، وأن يدعوَ بأنواع الأدعية، ويأتي بأنواع الأذكار، ويدعو لنفسه ويذكر في كلّ مكان، ويدعو منفرداً ومع جماعة، ويدعو لنفسه ووالديه وأقاربه ومشايخه وأصحابه وأصدقائه وأحبابه، وسائر مَن أحسن إليه وجميع المسلمين. وليحذر كلَّ الحذرِ من التقصير في ذلك كله، فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه، بخلاف غيره. ولا يتكلَّفُ السجعَ في الدعاء، فإنّه يُشغل القلبَ ويُذهبُ الانكسار والخضوعَ والافتقار والمسكنة والذلّة والخشوع، ولا بأس بأن يدعو بدعواتٍ محفوظة معه له أو غيره مسجوعة إذا لم يشتغل بتكلّف ترتيبها ومراعاة إعرابها.
والسُّنّة أن يخفضَ صوته بالدعاء، ويكثر من الاستغفار والتلفّظ بالتوبة من جميع المخالفات مع الاعتقاد بالقلب ويلحّ في الدعاء ويكرّره، ولا يستبطىء الإِجابة، ويفتح دعاءه ويختمه بالحمد للّه تعالى والثناء عليه سبحانه وتعالى، والصلاة والتسليم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وليختمه بذلك وليحرص على أن يكون مستقبلَ الكعبة وعلى طهارة.
وروينا في كتاب الترمذي، عن عليّ رضي اللّه عنه قال:أكثرُ دعاءِ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم يوم عَرَفة في الموقف: " اللَّهُمَّ لَكَ الحمدُ كالذي نقولُ، وخيراً مما نقولُ؛ اللَّهُمَّ لَكَ صَلاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيايَ وَمَمَاتِي، وإلَيْكَ مآلِي، وَلَكَ رَبِّ تُرَاثي؛ اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَوَسْوَسَةِ الصَّدْرِ، وَشَتاتِ الأمْرِ؛ اللَّهُمَّ إِني أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ ما تجيءُ بهِ الرّيحُ " .
ويُستحبّ الإِكثار من التلبية فيما بين ذلك، ومن الصَّلاة والسلام على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأن يُكثِرَ من البكاء مع الذكر والدعاء، فهنالك تُسكبُ العَبَرات، وتُستقال العثرات، وترتجى الطلبات، وإنه لموقفٌ عظيم ومَجمع جليل، يجتمعُ فيه خيار عباد اللّه المخلصين، وهو أعظم مجامع الدنيا.
ومن الأدعية المختارة : " اللَّهُمَّ آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذَابَ النَّارِ " .
" اللَّهُمَّ إني ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً، وإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ، فاغْفرْ لي مَغْفِرَةً مِنْ عندِكَ، وَارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ " .
" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي مَغْفِرَةً تُصْلِحْ بِها شأني فِي الدَّارَيْنِ، وارْحَمْنِي رَحْمَةً أسْعَدُ بِهَا في الدَّارَيْنِ، وَتُبْ عليَّ تَوْبَةً نَصُوحاً لا أنْكُثُها أبَداً، وألْزِمْنِي الاسْتِقَامَةِ لا أَزيغُ عَنْها أبَداً " .
" اللَّهُمَّ انْقُلْنِي مِنْ ذُلِّ المَعْصِيَةِ إلى عِزَّ الطَّاعَةِ، وأغْنِنِي بحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَبِطاعَتِكَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَبِفَضْلِكَ عَمَّن سِوَاكَ " .
" وَنَوِّرْ قَلْبِي وَقَبْرِي وأعِذْنِي مِنَ الشَّرَّ كُلِّهِ، واجْمَعْ لي الخَيْرَ كُلَّهُ " .
باب المراقبة
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقول: «إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، أراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس؛ فمسحه فذهب عنه قذره وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. فقال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل - أو قال: البقر شك الراوي - فأعطي ناقة عشراء، فقال: بارك الله لك فيها. فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس؛ فمسحه فذهب عنه وأعطي شعرا حسنا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأعطي بقرة حاملا، وقال: بارك الله لك فيها. فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس؛ فمسحه فرد الله إليه بصره. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شاة والدا، فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم. ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال، بعيرا أتبلغ به في سفري، فقال: الحقوق كثيرة. فقال: كأني اعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله!؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد هذا، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري؟ فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله - عز وجل -. فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم. فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك».
----------------
و «الناقة العشراء» بضم العين وفتح الشين وبالمد: هي الحامل. قوله: «أنتج» وفي رواية: «فنتج» معناه: تولى نتاجها، والناتج للناقة كالقابلة للمرأة. وقوله: «ولد هذا» هو بتشديد اللام: أي تولى ولادتها، وهو بمعنى أنتج في الناقة، فالمولد، والناتج، والقابلة بمعنى؛ لكن هذا للحيوان وذاك لغيره. وقوله: «انقطعت بي الحبال» هو بالحاء المهملة والباء الموحدة: أي الأسباب. وقوله: «لا أجهدك» معناه: لا أشق عليك في رد شيء تأخذه أو تطلبه من مالي. وفي رواية البخاري: «لا أحمدك» بالحاء المهملة والميم ومعناه: لا أحمدك بترك شيء تحتاج إليه، كما قالوا: ليس على طول الحياة ندم: أي على فوات طولها. في هذا الحديث: التحذير من كفران النعم، والترغيب في شكرها، والاعتراف بها، وحمد الله عليها. وفيه: فضل الصدقة، والحث على الرفق بالضعفاء، وإكرامهم وتبليغهم مآربهم. وفيه: الزجر عن البخل؛ لأنه حمل صاحبه على الكذب وعلى جحد نعمة الله تعالى.
محمد صلى الله عليه وسلم زاهداً :
محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه د. عائض بن عبدالله القرني
كان زهده صلى الله عليه وسلم زهد من علم فناء الدنيا وسرعة زوالها وقلة زادها وقصر عمرها، وبقاء الآخرة وما أعدّه الله لأوليائه فيها من نعيم مقيم وأجر عظيم وخلود دائم، فرفض صلى الله عليه وسلم الأخذ من الدنيا إلا بدقر ما يسدّ الرمق ويقيم الأود، مع العلم أن الدنيا عرضت عليه وتزيّنت له وأقبلت إليه، ولو أراد جبال الدنيا أن تكون ذهبا وفضة لكانت، بل آثر الزهد والكفاف، فربما بات جائعا ويمرّ الشهر لا توقد في بيته نار، ويستمر الأيام طاويا لا يجد رديء التمر يسدّ به جوعه، وما شبع من خبز الشعير ثلاث ليال متواليات، وكان ينام على الحصير حتى أثّر في جنبه، وربط الحجر على بطنه من الجوع، وكان ربما عرف أصحابه أثر الجوع في وجهه عليه الصلاة والسلام. وكان بيته من طين، متقارب الأطراف، داني السقف، وقد رهن درعه في ثلاثين صاعا من شعير عند يهودي، وربما لبس إزارا ورداء فحسب، وما أكل على خوان قط، وكان أصحابه ربما أرسلوا له الطعام لما يعلمون من حاجته إليه، كل ذلك إكراما لنفسه عن أدران الدنيا، وتهذيبا لروحه وحفظا لدينه ليبقى أجره كاملا عند ربه، وليتحقق له وعد مولاه { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} الضحى، فكان يقسم الأموال على الناس ثم لا يحوز منها درهما واحدا، ويوّزع الإبل والبقر والغنم على الأصحاب والأتباع والمؤلفة قلوبهم ثم لا يهب بناقة ولا بقرة ولا شاة، بل يقول عليه الصلاة والسلام: " لو كان لي كعضاة ـ أي شجر ـ تهامة مالا لقسمته ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا ". أخرجه مالك في الموطأ 977، والطبراني في الأوسط 1864 والكامل لابن عدي 3\97. وراودته الجبال الشمّ من ذهب عن نفسه فأراها أيما شمم بل وكان عليه الصلاة والسلام الأسوة العظمى في الإقبال على الآخرة وترك الدنيا وعدم الإلتفات إليها أو الفرح بها أو جمعها أو التلذذ بطيباتها أو التنعم بخيراتها، فلم يبن قصرا، ولم يدّحر مالا، ولم يكن له كنز ولا جنة يأكل منها، ولم يخلف بستانا ولا مزروعة، وهو القائل: " لا نورّث، ما تركناه صدقة " أخرجه البخاري [3039، 3712] ومسلم برقم 1758، وكان يدعو بقوله وفعله وحاله الى الزهد في الدنيا والاستعداد للآخرة والعمل. ما نظر إليه صلى الله عليه وسلم وهو إمام المسلمين وقائد المؤمنين وأفضل الناس أجمعين يسكن في بيت طين وينام على حصير بال ويبحث عن تمرات تقيم صلبه، وربما اكتفى باللبن. بل خُيّر بين أن يكون ملكا رسولا أو عبدا رسولا فاختار أن يكون عبدا رسولا، يشبع يوما ويجوع يوما، حتى لقي الله عز وجل. ومن زهده في الدنيا سخاؤه وجوده كما تقدم، فكان لا يرد سائلا ولا يحجب طالبا ولا يخيّب قاصدا، وأخبر أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وقال: " كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل " أخرجه البخاري 6416 عن ابن عمر رضي الله عنهما. ويروى عنه أنه قال: " ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس " أخرجه ابن ماجه 4102 والطبراني في الكبير 10522 والحاكم 7833 عن سهل بن سعد الساعدي. وقال: " مالي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل رجل قال في ظل شجرة ثم قام وتركها " أخرجه أحمد [3701، 4196] والترمذي 2377، وابن ماجه 4109 عن عبدالله بن مسعود وقال الترمذي حسن صحيح، وقال: " الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلما " أخرجه الترمذي 2322 وابن ماجه 4112 عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال: " ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت " أخرجه مسلم 2958.
باب التوبة
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب - رضي الله عنه - من بنيه حين عمي، قال: سمعت كعب بن مالك - رضي الله عنه - يحدث بحديثه حين تخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك. قال كعب: لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك، غير أني قد تخلفت في غزوة بدر، ولم يعاتب أحد تخلف عنه؛ إنما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله تعالى بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد. ولقد شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها. وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة،والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة، فغزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا ومفازا، واستقبل عددا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجههم الذي يريد، والمسلمون مع رسول الله كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ (يريد بذلك الديوان) قال كعب: فقل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفى به ما لم ينزل فيه وحي من الله، وغزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، فأنا إليها أصعر، فتجهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معه، فأرجع ولم أقض شيئا، وأقول في نفسي: أنا قادر على ذلك إذا أردت، فلم يزل يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد، فأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غاديا والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا، ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا، فلم يزل يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو، فهممت أن أرتحل فأدركهم، فيا ليتني فعلت، ثم لم يقدر ذلك لي، فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحزنني أني لا أرى لي أسوة، إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق، أو رجلا ممن عذر الله تعالى... من الضعفاء، ولم يذكرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم بتبوك: «ما فعل كعب بن مالك؟» فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه برداه والنظر في عطفيه. فقال له معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: بئس ما قلت! والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فبينا هو على ذلك رأى رجلا مبيضا يزول به السراب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كن أبا خيثمة»، فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه المنافقون. قال كعب: فلما بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي، فطفقت أتذكر الكذب وأقول: بم أخرج من... سخطه... غدا؟ وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أظل قادما، زاح عني الباطل حتى عرفت أني لن أنجو منه بشيء أبدا، فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قادما، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعا وثمانين رجلا، فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله تعالى، حتى جئت، فلما سلمت تبسم تبسم المغضب. ثم قال: «تعال»، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: «ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟» قال: قلت: يا رسول الله، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر؛ لقد أعطيت جدلا، ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي،وإن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عقبى الله - عز وجل -، والله ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك». وسار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي: والله ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما اعتذر إليه المخلفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لك. قال: فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكذب نفسي، ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي من أحد؟ قالوا: نعم، لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت، وقيل لهما مثل ما قيل لك، قال: قلت: من هما؟ قالوا: مرارة بن الربيع العمري، وهلال ابن أمية الواقفي؟ قال: فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة، قال: فمضيت حين ذكروهما لي. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس - أو قال: تغيروا لنا - حتى تنكرت لي في نفسي الأرض، فما هي بالأرض التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان. وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد، وآتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ ثم أصلي قريبا منه وأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني،حتى إذا طال ذلك علي من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي، فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام، فقلت له: يا أبا قتادة، أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؟ فسكت، فعدت فناشدته فسكت، فعدت فناشدته، فقال: الله ورسوله أعلم. ففاضت عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار، فبينا أنا أمشي في سوق المدينة إذا نبطي من نبط... أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له إلي حتى جاءني فدفع إلي كتابا من ملك غسان، وكنت كاتبا. فقرأته فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك، فقلت حين قرأتها: وهذه أيضا من البلاء، فتيممت بها التنور فسجرتها، حتى إذا مضت أربعون من الخمسين واستلبث الوحي إذا رسول... رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيني، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تعتزل امرأتك، فقلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ فقال: لا، بل اعتزلها فلا تقربنها، وأرسل إلى صاحبي بمثل ذلك. فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر. فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت له: يا رسول الله، إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ قال: «لا، ولكن لا يقربنك» فقالت: إنه والله ما به من حركة إلى شيء، ووالله ما زال يبكي منذ ن السرور: «أبشر بخير يوم مر عليك مذ ولدتك أمك» فقلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: «لا، بل من عند الله - عز وجل -»، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أمسك عليك بعض مالك فهو خير... لك». فقلت: إني أمسك سهمي الذي بخيبر. وقلت: يا رسول الله، إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت، فوالله ما علمت أحدا من المسلمين أبلاه الله تعالى في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن مما أبلاني الله تعالى، والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومي هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله تعالى فيما بقي، قال: فأنزل الله تعالى: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} حتى بلغ: {إنه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت} حتى بلغ: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}... [التوبة (117: قال كعب: والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذبوا؛ إن الله تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد، فقال الله تعالى: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} [التوبة (95، 96)] قال كعب: كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا حتى قضى الله تعالى فيه بذلك. قال الله تعالى: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو، وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه
----------------
في هذا الحديث: فوائد كثيره منها: فضيلة الصدق، والحكم بالظاهر، وأن القوي في الدين يؤاخذ بأشد مما يؤاخذ ضعيف الدين. وفيه: جواز هجران المذنب أكثر من ثلاث إذا ظهرت فائدته، ولم يترتب عليه مفسدة، واستحباب الصدقة عند التوبة