من نماذج الفقراء
من نماذج الفقراء
1- النبي عليه الصلاة والسلام:
انظر إليه بعد أن بلغ رسالة ربه، و استفرغ فيها وسعه و طاقته، و دانت له جزيرة العرب في يوم الحج الأكبر يوم عرفة يدعو الله عز وجل بهذا الدعاء الذي ارتقى فيه أعلى قمم الضعف و العجز: يقول لنتعلم منه:
" اللهم انك ترى مكاني و تسمع كلامي و لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر المغترف بذنبه، أسالك مسالة المسكين، و ابتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، و ادعوك دعاء الخائف الضرير، دعاء من خضعت لك رقبته، و ذل لك جسده، ورغم لك انفه، و فاضت لك عيناه، اللهم لا تجعلني بدعائك شقيا، و كن بي رءوفا رحيما،يا خير المسئولين و يا خير المعطين يا رب العالمين ".
و هكذا كان دأبه عليه الصلاة والسلام في أسمى مواقف الانتصار: يكون في أعلى درجات الفقر و التضرع، كما حدث يوم فتح مكة، دخلها منتصرا بعد أن اخرج منها… فإذا به يدخلها ساجدا على ظهر فرسه تواضعا لله و شكرا لنعمته، انتصر فتواضع أو إن شئت قلت: تواضع فانتصر.
2- ابن تيمية:
قال تلميذه ابن قيم الجوزية: كان شيخنا ابن تيمية- قدس الله روحه- كثير اللهج بهذه الكلمات: مالي شيء و ما عندي شيء و ما مني شيء.
أنا المكدى و ابن المكدى و هكذا كان أبي وجدي
أنا الفقير إلى رب البريات أنا المسكين في مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي و الخير إن يأتي فهو من عنده يأتي
ثم يقول:
و الفقر لي وصف ذات لازم أبدا كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
و هذه الحال حال الخلق كلهم و كلهم عنده عبد له آتي
فمن بغى مطلبا من غير خالقه فهو الظلوم الجهول المشرك العاتي
و كان يقول:
و الله منذ احتلمت وبلغت و عقلت ما اعلم أني أسلمت إسلاما جيدا، و أنا أصحح إسلامي إلى الآن.
قال ابن القيم: قال هذا في أواخر أيامه.
3- ابن أبي ذؤيب:
دخل الخليفة المهدي مسجد النبي عليه الصلاة والسلام، و في المسجد أكثر من خمسمائة من طلبة الحديث أهل العمائم و المحابر و الأقلام، فقام الناس جميعا إلا ابن أبي ذؤيب، فقال المهدي: يا ابن أبي ذؤئب…قام الناس جميعا إلا أنت !! قال: و الله الذي لا إله إلا هو، لقد أردت أن أقوم لك فلما تهيأت للقيام تذكرت قول الله عز وجل: " يوم يقوم الناس لرب العالمين "، فتركت هذا القيام للقيام ذلك اليوم. قال:
اجلس… و الله ما بقي في راسي شعرة إلا وقفت.
و ماذا بعد الكلام
*اغتنم أوقات إجابة الدعاء:
v ثلث الليل الآخر.
v آخر ساعة من نهار الجمعة.
v في السجود.
v وقت طلوع الإمام المنبر يوم الجمعة.
v بين الآذان و الإقامة.
* احضر قلبك أولا ثم ادع بما تشاء، فالدعاء اللساني دون حضور القلب لا قيمة له.
* أكثر من السجود، فبكى سجدة تسجدها ترتفع بك عند الله درجة، " كان سجود النبي عليه الصلاة والسلام مقدار قراءة خمسين آية ".
* استصغر عملك: كلما صغرت عبادتك في عينك عظمت عند الله، و كلما عظمت في عينك صغرت عند الله.
* بالضغط تتلاءم الأجزاء المتبعثرة: و بالمحن يمحى الذنب و يصح الفقر فيستجاب الدعاء.
* من أدام قرع الباب أوشك أن يفتح له: " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: قد دعوت… فلم يستجب لي ".
مختارات