شرح ( الدعاء لـمن عرض عليك ماله )
الدُّعَاءُ لِـمَنْ عَرَضَ عَلَيْكَ مَالَهُ
- ((بَارَك اللَّهُ لَكَ فِي أهْلِكَ ومَالِكَ))([1]).
هذا أثر من قول عبدالرحمن بن عوف رضى الله عنه .
وهو بتمامه؛ عن أنس رضى الله عنه قال: قدم عبدالرحمن بن عوف المدينة، فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، وكان سعد ذا غِنى؛ فقال لعبدالرحمن: أُقاسمك مالي نصفين وأُزَوِّجك، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلُّوني على السوق، فما رجع حتى اسْتفضَل أقطاً وسمناً، فأتى به أهل منزله، فمكثنا يسيراً – أو ما شاء الله – فجاء وعليه وضرٌ من صُفرة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ((مَهْيَمْ؟!))، قال: يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار، قال: ((ما سُقْتَ إليها؟)) قال: نواة من ذهب - أو وزن نواة من ذهب – قال: ((أوْلِمْ ولو بشاة)).
قوله: ((وضر)) أي: أثر ((من صُفرة)) أي: طيب يصنع من زعفران وغيره.
قوله: ((مهيم)) أي: ما شأنك أو ما هذا؟! وهي كلمة استفهام مبنية على السكون، وقال ابن مالك رحمه الله: ((هي اسم فعل بمعنى أخبر)).
قوله: ((بارك الله لك في أهلك ومالك)) أي: اللهم اجعل في أهله كثرة الخير وزيادة في الفضل، واجعل ماله في زيادة وكثرة.
([1]) البخاري مع الفتح (4/288) [برقم (2049)]. (ق).