" أفأمنوا مكر الله..!! "
" أفأمنوا مكر الله..!! "
تمادى في غيه.. لم يعد له قلب يستجيب لنداء الفطرة.. تراكمت الذنوب عليه وغشيه الران.. تبلد حسه حتى غدا كالأنعام لا هم له إلا إشباع غرائزه البهيمية..
لا هم له إلا النساء.. تزوج مرارا وتكرارا.. رسى على امرأة أنجبت له البنين والبنات.. ظنت أنها بهذا ستردعه عن غيه.. ولكنه سرعان ما كان يعود إلى طريق الشيطان..
نفذ ماله.. لم يبق معه شيء.. ماذا سيفعل.. ضاق ذرعا بحاله.. ضاقت عليه الأرض بما رحبت.. لم يعد يجد ما يحقق به نزواته أو يستجيب به لرغباته..
ساءت أخلاقه مع أهله وأبنائه.. خيمت عليهم ظلمات ضلاله..
إلى متى يا أبي؟ ألا تخاف الله؟..
أغلق فمك أيها الغر..
ألا تبحث عن عمل؟..
سأحصل على النقود.. سأحقق كل ما أتمنى.. لن أقف مكتوف اليدين هكذا..
كيف ستحصل على النقود؟.. سترون..
ويهرع إلى أصحابه.. ويطرق الأبواب..
أعطني بعض المال أرجوك.. عيالي جياع.. أنا محتاج.. إني لا أعمل ولا أجد عملا مناسبا أجني منه نقود لعيالي..
لا حول ولا قوة إلا بالله.. خذ هذا المبلغ واستعن به على حوائجك..
شكرا لك.. شكرا لك..
وينتقل إلى آخر.. وينال بعض المال.. ويجمع من هذا وذلك حتى يصبح لديه مبلغ كبير..
يبتسم وهو يعد النقود.
تدخل عليه زوجته..
من أين كل هذا المال..
يجمعه بسرعة ويدخله في كمه..
وما شأنك أنت بهذا؟!!
إننا بحاجة لبعض المال.. أعطنا شيئا ننفقه على العيال..
ومن أخبرك أن هذا المال مالي..؟!!
مال من إذن؟!
لا شأن لك بذلك.. اغربي عن وجهي..
وتتولى المرأة المسكينة منكسرة لا تجد ما يسد رمق أبنائها..
ويسافر زوجها إلى حيث المتعة الحرام.. ويتجول هنا وهناك يمارس الرذيلة ويعيش حياة الإثم والفجور.. وينفق المال كله ويعود..
ويعود لما كان عليه.. يتسول ويجمع المال مرة أخرى.. وتزداد حالة عياله سوءا.. ويسافر مرة أخرى.. ويقضي أوقاته في أوكار الفحش والخنا.. ويتزود من المعاصي والذنوب.. ويعود مكللا بالعار.. وتتكرر سفراته الآثمة مرات ومرات.. ويركب الطائرة متوجها إلى حيث الملاهي والدنس..
يموت قلبه.. يتحول شيطانا من الشياطين..
يلهث وراء الفاجرات.. يستعذب الخنا والذلة للشياطين.. يقع في غرام امرأة.. ينال منها ويعدها بالمال الوفير.. يكرر فعلته الشنعاء.. ينفد المال.. تطالبه بما وعدها به.. يعتذر لها لعدم وجود المال.. تغضب منه ويتغير لونها.. تهدده وتتوعده.. يضربها.. تتركه وتمضي..
يتهيأ للعودة، يجهز حقائبه للسفر.. يتصل بمكتب ليرسل له سيارة لنقله للمطار..
وبينما يستعد للخروج من الفندق يفاجأ بشخص يدخل عليه شاهرا خنجره.. يتراجع للوراء.. يهج عليه بوحشية.. يصرخ ويركن إلى الجدار.. يوجه الرجل خنجره إلى صدره.. يطعنه بقوة.. يصرخ.. يواصل الطعن.. يخر على الأرض والدماء تسيل من جسده بغزارة.. يهرب القاتل..
وتصل الأخبار لأهله.. لم تدمع عيونهم لهذا المصاب.. شعروا براحة بعد ذهاب هذا الكابوس الذي جثم على صدورهم سنين طويلة.. تنهدت زوجته..
إن الله يمهل ولا يهمل.. سبحانه الله !!
مختارات