" أقسام محاسبة النفس "
" أقسام محاسبة النفس "
القسم الأول: محاسبة النفس قبل العمل وهي:
أن يقف عند أول همه وإرادته ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه فينظر في همه وقصده، فالمرء إذا نفى الخطرات قبل أن تتمكن من القلب سهل عليه دفعها، فالخطرة النفسية والهم القلبي قد يقويان حتى يصبحا وساوس، والوسوسة تصبح إرادة والإرادة الجازمة لابد أن تكون فعلاً، قال الحسن البصري: (كان أحدهم إذا أراد أن يتصدق بصدقة نظر وتثبت فإن كانت لله أمضاها) [إحياء علوم الدين للغزالي ج4 ص400].
والقسم الثاني: محاسبة النفس بعد العمل وهي على ثلاثة أنواع:
1-النوع الأول: محاسبة النفس على التقصير في الطاعات في حق الله تعالى التي لم تؤد على الوجه الذي ينبغي، وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور:
أ) الإخلاص في العمل.
ب) النصيحة لله تعالى.
ج) متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه.
د) شهود مشهد الإحسان فيه.
هـ) شهود منة الله عليه فيه.
و) شهود تقصيره فيه. [إغاثة اللهفان لابن القيم، ج1، ص83].
2-النوع الثاني: محاسبة النفس على معصية الله تعالى، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: (وبداية المحاسبة أن تقايس نعمته سبحانه وتعالى وجنايتك، فحينئذ يظهر لك التفاوت، وتعلم أنه ليس إلا عفوه ورحمته، أو الهلال والعطب، وبهذه المقايسة تعلم أن الرب رب وأن العبد عبد، ومن ثم يتبين لك حقيقة النفس وصفاتها وعظمة جلال الربوبية وتفرد الرب بالكمال والإفضال، وأن كل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل) [مدارج السالكين، 1/170].
3-النوع الثالث: محاسبة النفس على أمر كان تركه خيراً من فعله، أو على أمر مباح، ما سبب فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ أم أنه أراد به التقليد والدنيا العاجلة؟ قال الحسن البصري: (إن المؤمن يفجؤه الشيء ويعجبه فيقول: والله إني لأشتهيك، وإنك لمن حاجتي، ولكن والله ما من صلة إليك، هيهات حيل بيني وبينك، ويفرط منه الشيء، فيرجع إلى نفسه فيقول: ما أردت إلا هذا، ومالي ولهذا، ما أردت إلا هذا ومالي ولهذا؟ والله مالي عذر بها، والله لا أعود لهذا أبداً إن شاء الله تعالى) [ذم الهوى لابن الجوزي، 40].
مختارات