قول الله تعالى : ﴿ أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون . ولا يستطيعون لهم نصرا ﴾
قول الله تعالى : ﴿ أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون . ولا يستطيعون لهم نصرا ﴾
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن أبي هريرة قال : ( قام رسول الله حين أنزل عليه ﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ فقال : يا معشر قريش ـ أو كلمة نحوها ـ اشتروا أنفسكم ، لا أغني عنكم من الله شيئاً ، يا عبّاس بن عبد المطلب ، لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا صفية عمة رسـول الله لا أغني عنكِ من الله شيئاً ، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت ، لا أغني عنك من الله شيئاً ) . رواه البخاري ( 2753 ) ومسلم ( 1 / 192 ) .
----------------
( قام رسول الله ) في الصحيح من رواية ابن عباس : ( صعد النبي على الصفا ) . ( حين أنزل الله عليه : وأنذر عشيرتك الأقربين ) عشيرة الرجل بنو أبيه الأدنون أو قبيلته . ( الأقربين ) أي الأقرب فالأقرب منهم ، لأنهم أحق الناس ببرك . ( اشتروا أنفسكم ) أي بتوحيد الله وإخلاص العبادة له ، وعدم الإشراك به ، وطاعته فيما أمر والانتهاء عما عنه زجر . ( يا عباس بن عبد المطلب ) هو عم النبي ، وعبد المطلب جد النبي . فإن قيل : كيف يقول النبي عبد المطلب مع أنه لا يجوز أن يضاف عبد إلا إلى الله عز وجل ؟ الجواب : أن هذا ليس إنشاءً بل هو خبر ، فاسمه عبد المطلب ولم يسمه النبي ، لكن اشتهر بعبد المطلب ، ولهذا انتمى إليه النبي فقال : أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب وفي قوله ( اشتروا أنفسكم ) دفع ما عساه أن يتوهمه بعضهم أنه يغني عنهم من الله شيئاً بشفاعته ، فإذا كان لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ، ولا يدفع عن نفسه عذاب ربه ولو عصا ، فكيف يملك لغيره نفعاً أو ضراً ، أو يدفع عنه عذاب الله . وفي قوله ( لا أغني عنكم من الله شيئاً ) حجة على من تعلق على الأنبياء والصالحين ورغب إليهم ليشفعوا له وينفعوه ، أو يدفعوا عنه ، فإن ذلك هو الشرك الذي حرمه الله تعالى ، وأقام نبيه بالإنذار عنه ، كما أخبر تعالى عن المشركين بقوله : ﴿ الذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ﴾