" عـاقبة العقـوق "
" عـاقبة العقـوق "
عن أبي عبد الرحمن الطائي قال: كان رجل من بني نهد كبر وضعف يكنى أبا منازل، وله ابن يُقال له منازل، وكان له أولاد صغار، فكان إذا أصب شيئًا أعطاهم إياه، وكان منازل يقبض عطاء أبيه وكان شيخًا كبيرًا، فولد للشيخ بنون صغار، فكان منازل يستأثر عليهم فلما خرج العطاء خرج منازل يقود أباه حتى أجلسه يقبض عطاءه، فلما نودي باسمه قام منازل، فقال: أعطوني عطاءه، فقام الشيخ فقال: أعطوني عطائي في يدي، ففعلوا، فحمل عطاءه، ثم قام يتوكأ على منازل، فقال منازل: هلم أحمله عنك، قال الشيخ: دعه، فلما خلا له الطريق فك يد أبيه ثم أخذ العطاء فذهب به، فانصرف الشيخ وليس معه في يده شيء، فقال له أهله وولده: ما صنعت؟! قال: أخذ منازل عطائي، وأنشأ يقول:
جزت رحم بيني وبين منازل جزاء كما يستنجز الدين طالبه
وربيته حتى إذا ما هو استوى كبيرًا وساوى عامل الرمح غاربه
تظلمني مالي كذا ولوى يدي لوى يده الله الذي هو غالبه
فأصبح منازل ملوية يده («مجابو الدعوة» لابن أبي الدنيا).
وقيل: إن منازلاً لطم أباه على وجهه، فذهب أبوه يبكي، وقال: والله لأحجن إلى بيت الله الحرام وأدعو عليك هناك... فحج الأب إلى بيت الله الحرام وتعلق بأستار الكعبة ثم رفع يديه وقال:
يا من إليه أتى الحجاج قد قطعوا أرضًا فلاة من قرب ومن بعد
هذا منازل لا يرتد عن عققي فخذ بحقي يا رحمن من ولدي
وشل منه بحولٍ منك جارحة يا ليت ابني لم يولد ولم ألم
ما أنزل الوالد يديه إلا وشل الله الابن وأصبح مشلولاً إلى أن مات عياذًا بالله (قصص مؤثرة للشباب).
مختارات