الجامع لعلوم الإمام أحمد - الأدب والزهد لخالد الرباط وآخرين ج 2
A
ما جاء في زهد عمرو بن عتبة بن فرقد - رضي اللَّه عنه - وأخباره
ما جاء في زهد عمرو بن عتبة بن فرقد - رضي اللَّه عنه - وأخباره
عن علقمة رحمه الله قال :
خرجنا ومعنا مسروق وعمرو بن عتبة ومعضد غازين ، فلما بلغنا ماء سيدان ، وأميرنا عتبة بن فرقد ، قال لنا ابنه عمرو بن عتبة : إنكم إن نزلتم عليه صنع لكم نُزُلَنا، ولعله أن يظلم فيه أحدا ، ولكن إن شئتم قِلنا في ظل هذِه الشجرة ، وأكلنا من كسرنا ، ثم رجعنا . ففعلنا، فلما قدمنا الأرض قطع عمرو بن عتبة جبة بيضاء فلبسها فقال : واللَّه إن تحدر الدم على هذِه لحسن، فرُمِيَ، فرأيت الدم يتحادر على المكان الذي وضع يده عليه ، فمات ، وغدونا في غداة باردة، فأعطيت معضدا بردي فاعتجر به،
وقال ابن الدورقي:
فاعتم به ، فرمي فقال : واللَّه إنها لصغيرة وإن اللَّه ليبارك في الصغيرة ، فمات منها ، فكان علقمة يلبس ذلك البرد ويقول : إنه ليزيده إلى حبا أن أرى فيه دم معضد .
عن علقمة رحمه الله قال :
خرجنا ومعنا مسروق وعمرو بن عتبة ومعضد غازين ، فلما بلغنا ماء سيدان ، وأميرنا عتبة بن فرقد ، قال لنا ابنه عمرو بن عتبة : إنكم إن نزلتم عليه صنع لكم نُزُلَنا، ولعله أن يظلم فيه أحدا ، ولكن إن شئتم قِلنا في ظل هذِه الشجرة ، وأكلنا من كسرنا ، ثم رجعنا . ففعلنا، فلما قدمنا الأرض قطع عمرو بن عتبة جبة بيضاء فلبسها فقال : واللَّه إن تحدر الدم على هذِه لحسن، فرُمِيَ، فرأيت الدم يتحادر على المكان الذي وضع يده عليه ، فمات ، وغدونا في غداة باردة، فأعطيت معضدا بردي فاعتجر به،
وقال ابن الدورقي:
فاعتم به ، فرمي فقال : واللَّه إنها لصغيرة وإن اللَّه ليبارك في الصغيرة ، فمات منها ، فكان علقمة يلبس ذلك البرد ويقول : إنه ليزيده إلى حبا أن أرى فيه دم معضد .
حكمــــــة
عن عبد اللَّه بن ربيعة رحمه الله قال:
قال عتبة بن فرقد رضي الله عنه لعبد اللَّه بن ربيعة :
يا عبد اللَّه ! ألا تعينني على ابن أخيك يعينني على ما أنا فيه من عملي ؟
فقال عبد اللَّه: يا عمرو ! أطع أباك.
فنظر إلى مِعضد بن يزيد الشيباني - وهو جالس معهم ، فقال له : لا تطعهم واسجد واقترب - ولم لم يسجد الأعمش -
قال عمرو : يا أبت ! إنما أنا عبد أعمل في فكاك رقبتي .
قال : فبكى عتبة رضي الله عنه ثم قال: يا بني ! إني لأحبك حبين حبًّا للَّه عَزَّ وَجَلَّ ، وحب الوالد ولده .
قال عمرو: يا أبت ! إنك قد كنت أتيتني بمال قد بلغ سبعين ألفا ، فإن كنت سائلي عنه فهو ذا فخذه، وإلا فدعني فأمضيه . قال: فأمضاها حتَّى ما بقي منها درهم .
قال عتبة بن فرقد رضي الله عنه لعبد اللَّه بن ربيعة :
يا عبد اللَّه ! ألا تعينني على ابن أخيك يعينني على ما أنا فيه من عملي ؟
فقال عبد اللَّه: يا عمرو ! أطع أباك.
فنظر إلى مِعضد بن يزيد الشيباني - وهو جالس معهم ، فقال له : لا تطعهم واسجد واقترب - ولم لم يسجد الأعمش -
قال عمرو : يا أبت ! إنما أنا عبد أعمل في فكاك رقبتي .
قال : فبكى عتبة رضي الله عنه ثم قال: يا بني ! إني لأحبك حبين حبًّا للَّه عَزَّ وَجَلَّ ، وحب الوالد ولده .
قال عمرو: يا أبت ! إنك قد كنت أتيتني بمال قد بلغ سبعين ألفا ، فإن كنت سائلي عنه فهو ذا فخذه، وإلا فدعني فأمضيه . قال: فأمضاها حتَّى ما بقي منها درهم .
حكمــــــة
عن ابن سيرين رحمه الله :
أن عتبة بن فرقد رضي الله عنه قد عرض على ابنه عمرو التزويج قال : فأبى ، قال : ف انطلق إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فشكا إليه ذلك، فكتب عثمان إلى عمرو بن عتبة أن يقدم عليه ، فقال عثمان : ما يمنعك من التزويج وقد تزوج رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعندنا منهن ما عندنا ؟ قال: فقال له عمرو : يا أمير المؤمنين ! ومن له مثل عمل رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - ومثل عمل أبي بكر وعمر ومثل عملك ؟
فلما قالها قال : انطلق ! فإن شت فتزوج ، وإن شئت فلا تتزوج .
أن عتبة بن فرقد رضي الله عنه قد عرض على ابنه عمرو التزويج قال : فأبى ، قال : ف انطلق إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فشكا إليه ذلك، فكتب عثمان إلى عمرو بن عتبة أن يقدم عليه ، فقال عثمان : ما يمنعك من التزويج وقد تزوج رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعندنا منهن ما عندنا ؟ قال: فقال له عمرو : يا أمير المؤمنين ! ومن له مثل عمل رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - ومثل عمل أبي بكر وعمر ومثل عملك ؟
فلما قالها قال : انطلق ! فإن شت فتزوج ، وإن شئت فلا تتزوج .
ما جاء في زهد سعيد بن عامر - رضي اللَّه عنه - وأخباره
ما جاء في زهد سعيد بن عامر - رضي اللَّه عنه - وأخباره
قال مالك بن دينار رحمه الله قال :
لما أتى عمر - رضي اللَّه عنه - الشام: طاف بكورها ،
قال : فنزل بحضرة حمص ، فأمر أن يكتبوا له فقراءهم،
قال: فرفع إليه الكتاب، فإذا فيه: سعيد بن عامر بن جذيم أميرها رضي الله عنه ،
فقال: من سعيد بن عامر ؟
قالوا : أميرنا .
قال : أميركم ؟
قالوا: نعم .
قال : فعجب عمر، ثم قال: كيف يكون أميركم فقير ا؟ أين عطاؤه ؟ فأين رزقه ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين ! لا يمسك شيئًا ، قال : فبكى عمر - رضي اللَّه عنه -، ثم عمد إلى ألف دينار، فصرها، ثم بعث بها إليه ، وقال: أقرئه مني السلام وقل له: بعث بهذِه إليك أمير المؤمنين تستعين بها على حاجتك.
قال: فجاء بها إليه الرسول، فنظر فإذا هي دنانير، فجعل يسترجع ، قال: فقالت له امرأته: ما شأنك يا فلان ؟ أمات أمير المؤمنين ؟ قال: بل أعظم من ذلك. فقالت: فظهر من آية ؟ قال: بل أعظم من ذلك . قالت : فأمر من أمر الساعة ؟ قال: بل أعظم من ذلك . قالت: فما شأنك ؟ قال : الدنيا أتتني ، الفتنة دخلت عليّ . قالت: فاصنع فيها ما شئت . قال: عندك عون ؟ قالت: نعم. قال: فأخذ بُعَّة له فصر الدنانير فيها صرًّا، ثم جعلها في مخلاة، ثم اعترض جيشا من جيوش المسلمين ، فأمضاها كلها، فقالت له امرأته ؟ رحمك اللَّه ! لو كنت حبست منها شيئًا نستعين به ؟ قال: فقال لها : إني سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول : " لَوْ اطَّلَعَتْ امْرَأَةٌ مِنْ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إِلَى الأَرْضِ مَلَأَت الأرضَ رِيح مسك " وإني واللَّه ما كنت لأختارك عليهن . فسكتت .
قال مالك بن دينار رحمه الله قال :
لما أتى عمر - رضي اللَّه عنه - الشام: طاف بكورها ،
قال : فنزل بحضرة حمص ، فأمر أن يكتبوا له فقراءهم،
قال: فرفع إليه الكتاب، فإذا فيه: سعيد بن عامر بن جذيم أميرها رضي الله عنه ،
فقال: من سعيد بن عامر ؟
قالوا : أميرنا .
قال : أميركم ؟
قالوا: نعم .
قال : فعجب عمر، ثم قال: كيف يكون أميركم فقير ا؟ أين عطاؤه ؟ فأين رزقه ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين ! لا يمسك شيئًا ، قال : فبكى عمر - رضي اللَّه عنه -، ثم عمد إلى ألف دينار، فصرها، ثم بعث بها إليه ، وقال: أقرئه مني السلام وقل له: بعث بهذِه إليك أمير المؤمنين تستعين بها على حاجتك.
قال: فجاء بها إليه الرسول، فنظر فإذا هي دنانير، فجعل يسترجع ، قال: فقالت له امرأته: ما شأنك يا فلان ؟ أمات أمير المؤمنين ؟ قال: بل أعظم من ذلك. فقالت: فظهر من آية ؟ قال: بل أعظم من ذلك . قالت : فأمر من أمر الساعة ؟ قال: بل أعظم من ذلك . قالت: فما شأنك ؟ قال : الدنيا أتتني ، الفتنة دخلت عليّ . قالت: فاصنع فيها ما شئت . قال: عندك عون ؟ قالت: نعم. قال: فأخذ بُعَّة له فصر الدنانير فيها صرًّا، ثم جعلها في مخلاة، ثم اعترض جيشا من جيوش المسلمين ، فأمضاها كلها، فقالت له امرأته ؟ رحمك اللَّه ! لو كنت حبست منها شيئًا نستعين به ؟ قال: فقال لها : إني سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول : " لَوْ اطَّلَعَتْ امْرَأَةٌ مِنْ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إِلَى الأَرْضِ مَلَأَت الأرضَ رِيح مسك " وإني واللَّه ما كنت لأختارك عليهن . فسكتت .
ما جاء في زهد أبي ذر - رضي اللَّه عنه - وأخباره
ما جاء في زهد أبي ذر - رضي اللَّه عنه - وأخباره
عن أبي شعبة البكري رحمه الله قال:
مر قوم بأبي ذر بالرَّبَذة ، فعرضوا عليه النفقة ، فقال :
عندنا أعنز نحتلبها، وأحمر ننقل عليها ، ومحرر يخدمنا ، وفضل عباءة ، إني أخاف الحساب فيها.
والرَّبَذة : مكان ناءٍ كان يسكنه أبو ذر خارج المدينة .
عن أبي شعبة البكري رحمه الله قال:
مر قوم بأبي ذر بالرَّبَذة ، فعرضوا عليه النفقة ، فقال :
عندنا أعنز نحتلبها، وأحمر ننقل عليها ، ومحرر يخدمنا ، وفضل عباءة ، إني أخاف الحساب فيها.
والرَّبَذة : مكان ناءٍ كان يسكنه أبو ذر خارج المدينة .
حكمــــــة
قال عبد اللَّه بن الصامت رحمه الله وهو ابن أخي أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال :
كنت مع أبي ذر رضي الله عنه وقد خرج عطاؤه ومعه جارية له ، فجعل يقضي حوائجه، قال: ففضل معه - قال: أحسبه قال : سبْعٌ ، فأمرها أن تشتري بها فلوسًا، فقلت : يا أبا ذر ! لو ادخرته لحاجة تنوبك، ولضيف يأتيك. فقال : إن خليلي - صلى اللَّه عليه وسلم - عهد إلى:
" أَيُّما ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أُوكِيَ عَلَيْهِ فَهُوَ جَمْرٌ عَلَى صاحِبِهِ يوم القيامة حَتَّى يُفْرِغَهُ إفراغًا في سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ".
كنت مع أبي ذر رضي الله عنه وقد خرج عطاؤه ومعه جارية له ، فجعل يقضي حوائجه، قال: ففضل معه - قال: أحسبه قال : سبْعٌ ، فأمرها أن تشتري بها فلوسًا، فقلت : يا أبا ذر ! لو ادخرته لحاجة تنوبك، ولضيف يأتيك. فقال : إن خليلي - صلى اللَّه عليه وسلم - عهد إلى:
" أَيُّما ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أُوكِيَ عَلَيْهِ فَهُوَ جَمْرٌ عَلَى صاحِبِهِ يوم القيامة حَتَّى يُفْرِغَهُ إفراغًا في سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ".
حكمــــــة
عن أبي بكر بن المنكدر رحمه الله قال :
بعث حبيب بن مَسْلَمَة الفِهري رضي الله عنه إلى أبي ذر رضي الله عنه وهو أمير الشام بثلاثمائة دينار ،
قال : استعن بها على حاجتك ، فقال أبو ذر رضي اللَّه عنه :
ارجع بها إليه ، أما وجد أحدًا أغر باللَّه منا ؟ ما لنا إلَّا ظل نتوارى به، وثلة من غنم تروح علينا ، ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها ، ثم أنا أتخوف الفضل .
بعث حبيب بن مَسْلَمَة الفِهري رضي الله عنه إلى أبي ذر رضي الله عنه وهو أمير الشام بثلاثمائة دينار ،
قال : استعن بها على حاجتك ، فقال أبو ذر رضي اللَّه عنه :
ارجع بها إليه ، أما وجد أحدًا أغر باللَّه منا ؟ ما لنا إلَّا ظل نتوارى به، وثلة من غنم تروح علينا ، ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها ، ثم أنا أتخوف الفضل .
حكمــــــة
قال عراك بن مالك رحمه الله مرسلا :
قال أبو ذر رضي اللَّه عنه:
إني لأقربكم مجلسًا من رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يوم القيامة ، وذلك أني سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: " إن أقربكم مني مجلسًا يوم الى قيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها "، وأنه واللَّه ما منكم من أحد إلَّا وقد تشبث منها بشيء غيري .
قال أبو ذر رضي اللَّه عنه:
إني لأقربكم مجلسًا من رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يوم القيامة ، وذلك أني سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: " إن أقربكم مني مجلسًا يوم الى قيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها "، وأنه واللَّه ما منكم من أحد إلَّا وقد تشبث منها بشيء غيري .
حكمــــــة
عن شهر بن حوشب رحمه الله :
أن معاوية رضي اللَّه عنه كتب إلى عثمان - رضي اللَّه عنه -:
إن كان لك في الشام حاجة فأرجع إليك أبا ذر.
فقال أبو الدرداء رضي الله عنه: لو أن أبا ذر ضرب ظهري، وقطع يدي ما وجدتُ عليه، وقد سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم- يقول : " ما أظلت الخضراء ولا أقلَّت الغبراء لذي لهجة أصدق من أبي ذر ، ومن سره أن ينظر إلى أدنى الناس زهدًا في الدنيا فلينظر إلى أبي ذر .
" فقدم على عثمان، فقال له عثمان - رضي اللَّه عنه -:
يا أبا ذر ! أقم عندنا تغدو عليكم اللقاح وتروح . فقال: لا حاجة لي فيها . وقال: إن الرَّبَذة كانت لي منزلا، فأْذَنْ لي أن آتيها . فأذِنَ له.
أن معاوية رضي اللَّه عنه كتب إلى عثمان - رضي اللَّه عنه -:
إن كان لك في الشام حاجة فأرجع إليك أبا ذر.
فقال أبو الدرداء رضي الله عنه: لو أن أبا ذر ضرب ظهري، وقطع يدي ما وجدتُ عليه، وقد سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم- يقول : " ما أظلت الخضراء ولا أقلَّت الغبراء لذي لهجة أصدق من أبي ذر ، ومن سره أن ينظر إلى أدنى الناس زهدًا في الدنيا فلينظر إلى أبي ذر .
" فقدم على عثمان، فقال له عثمان - رضي اللَّه عنه -:
يا أبا ذر ! أقم عندنا تغدو عليكم اللقاح وتروح . فقال: لا حاجة لي فيها . وقال: إن الرَّبَذة كانت لي منزلا، فأْذَنْ لي أن آتيها . فأذِنَ له.
حكمــــــة
عن إبراهيم التيمي عن أبيه وهو يزيد بن شريك التيمي رحمه الله :
عن أبي ذر رضي اللَّه عنه قال :
قيل : ألا تتخذ ضيعة كما اتخذ فلان وفلان ؟ قال : ما أصنع بأن أكون أميرً ا؟
وإن ما يكفيني في كل يوم شربة ماء أو لبن ، وفي الجمعة قفيز من قمح .
الضيعة هي الأرض المغلة (المزرعة) أو العقار الذي يُدرُّ ربحاً. قيل له ذلك لأن كبار الصحابة في عصره (مثل الزبير وعثمان وطلحة) كانت لهم مزارع وأموال ينمونها ويتصدقون منها، فحثوه على الاقتداء بهم ليكون له مال يعينه.
والقفيز مكيال معروف، ويساوي تقريباً 16 كيلوجراماً. لصناعة الخبز .
عن أبي ذر رضي اللَّه عنه قال :
قيل : ألا تتخذ ضيعة كما اتخذ فلان وفلان ؟ قال : ما أصنع بأن أكون أميرً ا؟
وإن ما يكفيني في كل يوم شربة ماء أو لبن ، وفي الجمعة قفيز من قمح .
الضيعة هي الأرض المغلة (المزرعة) أو العقار الذي يُدرُّ ربحاً. قيل له ذلك لأن كبار الصحابة في عصره (مثل الزبير وعثمان وطلحة) كانت لهم مزارع وأموال ينمونها ويتصدقون منها، فحثوه على الاقتداء بهم ليكون له مال يعينه.
والقفيز مكيال معروف، ويساوي تقريباً 16 كيلوجراماً. لصناعة الخبز .
ما جاء في زهد عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- وأخباره
ما جاء في زهد عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- وأخباره
قال عبد اللَّه بن مسعود - رضي اللَّه عنه -:
حبذا المكروهان: الموت والفقر، وايم اللَّه ! إن هو إلَّا الغنى أو الفقر ، وما أبالي بأيهما ابتليت ؛ إن كان الغنى فيه للعطف ، وإن كان الفقر إن فيه للصبر .
قال عبد اللَّه بن مسعود - رضي اللَّه عنه -:
حبذا المكروهان: الموت والفقر، وايم اللَّه ! إن هو إلَّا الغنى أو الفقر ، وما أبالي بأيهما ابتليت ؛ إن كان الغنى فيه للعطف ، وإن كان الفقر إن فيه للصبر .
حكمــــــة
قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يعجب من قول عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه:
أمس خير من اليوم ، واليوم خير من غد ، وغد خير من بعد الغد ، وكذلك إلى يوم القيامة ، ونحن العام أخصب منا عام أول .
فذكر لمسروق،
فقال مسروق :
عبد اللَّه أعلم منه، إن عبد اللَّه اعتبر بالآخرة ، وإن المغيرة اعتبر بالدنيا .
أمس خير من اليوم ، واليوم خير من غد ، وغد خير من بعد الغد ، وكذلك إلى يوم القيامة ، ونحن العام أخصب منا عام أول .
فذكر لمسروق،
فقال مسروق :
عبد اللَّه أعلم منه، إن عبد اللَّه اعتبر بالآخرة ، وإن المغيرة اعتبر بالدنيا .
حكمــــــة
عن أبي حيان رحمه الله قال:
ابن مسعود رضي الله عنه مر على هؤلاء الذين ينفخون في الكير فوقع .
وأبو حيان الأرجح أنه التيمي (يحيى بن سعيد بن حيان الكوفي)، وهو تابعي ثقة ثبت لم يدرك ابن مسعود، إلا أنه يروي أخبار أهل الكوفة المسندة إليه. وهو الأشهر في الرواية عنه .
ويحتمل أنه أبو حيان الأعرج، وهو تابعي كوفي أيضاً يروي عن ابن مسعود، لكنه أقل شهرة من التيمي.
ابن مسعود رضي الله عنه مر على هؤلاء الذين ينفخون في الكير فوقع .
وأبو حيان الأرجح أنه التيمي (يحيى بن سعيد بن حيان الكوفي)، وهو تابعي ثقة ثبت لم يدرك ابن مسعود، إلا أنه يروي أخبار أهل الكوفة المسندة إليه. وهو الأشهر في الرواية عنه .
ويحتمل أنه أبو حيان الأعرج، وهو تابعي كوفي أيضاً يروي عن ابن مسعود، لكنه أقل شهرة من التيمي.
حكمــــــة
قال عبد الرحمن بن حجيرة يحدث عن أبيه رحمه الله :
عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول إذا قعد - يعني يقول -:
إنكم في ممر الليل والنهار ، في آجال منتقصة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، فمن يزرع خيرًا يوشك أن يحصد رغبة ، ومن زرع شرًّا فيوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع مثل الذي زرع ، لا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له، فمن أعطي خيرًا فاللَّه أعطاه ، ومن وقي شرًّا فاللَّه وقاه ، المتقون سادة ، والفقهاء قادة ، ومجالسهم قلادة .
عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول إذا قعد - يعني يقول -:
إنكم في ممر الليل والنهار ، في آجال منتقصة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، فمن يزرع خيرًا يوشك أن يحصد رغبة ، ومن زرع شرًّا فيوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع مثل الذي زرع ، لا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له، فمن أعطي خيرًا فاللَّه أعطاه ، ومن وقي شرًّا فاللَّه وقاه ، المتقون سادة ، والفقهاء قادة ، ومجالسهم قلادة .
ما جاء في زهد أبي الدرداء - رضي اللَّه عنه - وأخباره
ما جاء في زهد أبي الدرداء - رضي اللَّه عنه - وأخباره
عن عوف بن مالك رحمه الله :
أنه رأى في المنام قبة من أدم ومرجًا أخضر ، وحول القبة غنمًّا ربوضًا - بالباء - تجتر وتبعر العجوة، قال: قلت: لمن هذِه القبة ؟ قيل: لعبد الرحمن بن عوف، قال : فانتظرنا حتَّى خرج . قال : فقال: يا عوف، هذا الذي أعطانا اللَّه بالقرآن ولو أشرفت على هذا البناء لرأيت ما لم تر عينك، ولم تسمع أذنك، ولم يخطر على قلبك ، أعدّه اللَّه لأبي الدرداء، لأنه كان يدفع الدنيا بالراحتين والنحر. رضي الله عنهم .
غنماً ربوضاً: الربوض: (جمع رابض) وهو مثل "البروك" للإبل و"الجلوس" للإنسان.
والاجترار: هو إخراج الحيوان (كالإبل والغنم) الطعام من جوفه ليمضغه مرة أخرى ثم يبلعه.
وهو يدل على التلذذ بالنعم وتكرار الاستمتاع بها، والغنم لا تجتر إلا وهي في غاية الطمأنينة والشبع.
تَبْعَر العجوة: (من البَعَر) وهو فضلة الغنم. وهي أجود أنواع التمور (تمر المدينة).
عن عوف بن مالك رحمه الله :
أنه رأى في المنام قبة من أدم ومرجًا أخضر ، وحول القبة غنمًّا ربوضًا - بالباء - تجتر وتبعر العجوة، قال: قلت: لمن هذِه القبة ؟ قيل: لعبد الرحمن بن عوف، قال : فانتظرنا حتَّى خرج . قال : فقال: يا عوف، هذا الذي أعطانا اللَّه بالقرآن ولو أشرفت على هذا البناء لرأيت ما لم تر عينك، ولم تسمع أذنك، ولم يخطر على قلبك ، أعدّه اللَّه لأبي الدرداء، لأنه كان يدفع الدنيا بالراحتين والنحر. رضي الله عنهم .
غنماً ربوضاً: الربوض: (جمع رابض) وهو مثل "البروك" للإبل و"الجلوس" للإنسان.
والاجترار: هو إخراج الحيوان (كالإبل والغنم) الطعام من جوفه ليمضغه مرة أخرى ثم يبلعه.
وهو يدل على التلذذ بالنعم وتكرار الاستمتاع بها، والغنم لا تجتر إلا وهي في غاية الطمأنينة والشبع.
تَبْعَر العجوة: (من البَعَر) وهو فضلة الغنم. وهي أجود أنواع التمور (تمر المدينة).
حكمــــــة
قال أبو الدرداء رضي الله عنه :
ما يسرني أن أقوم على الدرج من باب المسجد ، فاشتري وأبيع ، فأصيب كل يوم ثلاثمائة دينار ، أشهد الصلاة كلها في المسجد ، ما أقول : إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لم يحل البيع ويحرم الربا ولكني أحب أن أكون من الذين { رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ } .
ما يسرني أن أقوم على الدرج من باب المسجد ، فاشتري وأبيع ، فأصيب كل يوم ثلاثمائة دينار ، أشهد الصلاة كلها في المسجد ، ما أقول : إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لم يحل البيع ويحرم الربا ولكني أحب أن أكون من الذين { رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ } .
حكمــــــة
عن أبي المتوكل الناجي رحمه الله :
أن أبا الدرداء كانت له وليدة فلطمها ابنه يوما لطمة، فأقعده لها ، فقال: اقتصي . فقالت : قد عفوتُ . فقال: إن كنتِ قد عفوت فاذهبي فادعي من ههنا من حرام فأشهديهم أنك قد عفوت ، فذهبت فدعتهم فأشهدتهم أنها قد عفت، فقال : اذهبي فأنت للَّه ، وليت آل أبي الدرداء يفتلتون كفافا .
الوَليدة هي الأمة المملوكة (الجارية) .
فأقعده لها: أي أجلس ابنه أمام الجارية في وضعية تسمح لها بأخذ حقها منه، وهذا تصرف القاضي العدل الذي يُهيئ "مجلس القصاص".
اقْتَصِّي: أي خذي حقكِ منه ؛ بأن تلطميه لطمة مثل التي لطمكِ إياها .
من ههنا من حَرَام: (بفتح الحاء والراء) والمقصود بهم "بنو حرام"، وهم حي من الأنصار (قبيلة في المدينة)، وكانوا جيران أبي الدرداء رضي الله عنه،
فأنتِ لله: أي أنتِ حُرّة لوجه الله،
يفتلتون: من "الافتلات" .
كفافاً: أي لا لهم ولا عليهم .
أن أبا الدرداء كانت له وليدة فلطمها ابنه يوما لطمة، فأقعده لها ، فقال: اقتصي . فقالت : قد عفوتُ . فقال: إن كنتِ قد عفوت فاذهبي فادعي من ههنا من حرام فأشهديهم أنك قد عفوت ، فذهبت فدعتهم فأشهدتهم أنها قد عفت، فقال : اذهبي فأنت للَّه ، وليت آل أبي الدرداء يفتلتون كفافا .
الوَليدة هي الأمة المملوكة (الجارية) .
فأقعده لها: أي أجلس ابنه أمام الجارية في وضعية تسمح لها بأخذ حقها منه، وهذا تصرف القاضي العدل الذي يُهيئ "مجلس القصاص".
اقْتَصِّي: أي خذي حقكِ منه ؛ بأن تلطميه لطمة مثل التي لطمكِ إياها .
من ههنا من حَرَام: (بفتح الحاء والراء) والمقصود بهم "بنو حرام"، وهم حي من الأنصار (قبيلة في المدينة)، وكانوا جيران أبي الدرداء رضي الله عنه،
فأنتِ لله: أي أنتِ حُرّة لوجه الله،
يفتلتون: من "الافتلات" .
كفافاً: أي لا لهم ولا عليهم .
حكمــــــة
عن القاسم بن عبد الرحمن رحمه الله قال :
كان لأبي الدرداء رضي الله عنه نوى من نوى العجوة حسبت عشرًا أو نحوها في كيس ، وكان إذا صلى الغداة أقعى على فراشه ، فأخذ الكيس فأخرجهن واحدة واحدة ، يسبح بهن فإذا نفدن أعادهن واحدة واحدة ، كل ذلك يسبح بهن قال : حتَّى تأتيه أم الدرداء رضي الله عنها فتقول: يا أبا الدرداء ! إن غداءك قد حضر فربما قال : ارفعوه فإني صائم.
والغداء هو الطعام الذي يُؤكل في وقت "الغدوة"، وهو الوقت ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس، أو الضحى الأكبر. ويقصد به الوجبة الأولى في اليوم التي نسميها الآن الإفطار .
كان لأبي الدرداء رضي الله عنه نوى من نوى العجوة حسبت عشرًا أو نحوها في كيس ، وكان إذا صلى الغداة أقعى على فراشه ، فأخذ الكيس فأخرجهن واحدة واحدة ، يسبح بهن فإذا نفدن أعادهن واحدة واحدة ، كل ذلك يسبح بهن قال : حتَّى تأتيه أم الدرداء رضي الله عنها فتقول: يا أبا الدرداء ! إن غداءك قد حضر فربما قال : ارفعوه فإني صائم.
والغداء هو الطعام الذي يُؤكل في وقت "الغدوة"، وهو الوقت ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس، أو الضحى الأكبر. ويقصد به الوجبة الأولى في اليوم التي نسميها الآن الإفطار .

