ما جاء في زهد سعيد بن عامر - رضي اللَّه عنه - وأخباره
A
ما جاء في زهد سعيد بن عامر - رضي اللَّه عنه - وأخباره
ما جاء في زهد سعيد بن عامر - رضي اللَّه عنه - وأخباره
قال مالك بن دينار رحمه الله قال :
لما أتى عمر - رضي اللَّه عنه - الشام: طاف بكورها ،
قال : فنزل بحضرة حمص ، فأمر أن يكتبوا له فقراءهم،
قال: فرفع إليه الكتاب، فإذا فيه: سعيد بن عامر بن جذيم أميرها رضي الله عنه ،
فقال: من سعيد بن عامر ؟
قالوا : أميرنا .
قال : أميركم ؟
قالوا: نعم .
قال : فعجب عمر، ثم قال: كيف يكون أميركم فقير ا؟ أين عطاؤه ؟ فأين رزقه ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين ! لا يمسك شيئًا ، قال : فبكى عمر - رضي اللَّه عنه -، ثم عمد إلى ألف دينار، فصرها، ثم بعث بها إليه ، وقال: أقرئه مني السلام وقل له: بعث بهذِه إليك أمير المؤمنين تستعين بها على حاجتك.
قال: فجاء بها إليه الرسول، فنظر فإذا هي دنانير، فجعل يسترجع ، قال: فقالت له امرأته: ما شأنك يا فلان ؟ أمات أمير المؤمنين ؟ قال: بل أعظم من ذلك. فقالت: فظهر من آية ؟ قال: بل أعظم من ذلك . قالت : فأمر من أمر الساعة ؟ قال: بل أعظم من ذلك . قالت: فما شأنك ؟ قال : الدنيا أتتني ، الفتنة دخلت عليّ . قالت: فاصنع فيها ما شئت . قال: عندك عون ؟ قالت: نعم. قال: فأخذ بُعَّة له فصر الدنانير فيها صرًّا، ثم جعلها في مخلاة، ثم اعترض جيشا من جيوش المسلمين ، فأمضاها كلها، فقالت له امرأته ؟ رحمك اللَّه ! لو كنت حبست منها شيئًا نستعين به ؟ قال: فقال لها : إني سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول : " لَوْ اطَّلَعَتْ امْرَأَةٌ مِنْ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إِلَى الأَرْضِ مَلَأَت الأرضَ رِيح مسك " وإني واللَّه ما كنت لأختارك عليهن . فسكتت .
قال مالك بن دينار رحمه الله قال :
لما أتى عمر - رضي اللَّه عنه - الشام: طاف بكورها ،
قال : فنزل بحضرة حمص ، فأمر أن يكتبوا له فقراءهم،
قال: فرفع إليه الكتاب، فإذا فيه: سعيد بن عامر بن جذيم أميرها رضي الله عنه ،
فقال: من سعيد بن عامر ؟
قالوا : أميرنا .
قال : أميركم ؟
قالوا: نعم .
قال : فعجب عمر، ثم قال: كيف يكون أميركم فقير ا؟ أين عطاؤه ؟ فأين رزقه ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين ! لا يمسك شيئًا ، قال : فبكى عمر - رضي اللَّه عنه -، ثم عمد إلى ألف دينار، فصرها، ثم بعث بها إليه ، وقال: أقرئه مني السلام وقل له: بعث بهذِه إليك أمير المؤمنين تستعين بها على حاجتك.
قال: فجاء بها إليه الرسول، فنظر فإذا هي دنانير، فجعل يسترجع ، قال: فقالت له امرأته: ما شأنك يا فلان ؟ أمات أمير المؤمنين ؟ قال: بل أعظم من ذلك. فقالت: فظهر من آية ؟ قال: بل أعظم من ذلك . قالت : فأمر من أمر الساعة ؟ قال: بل أعظم من ذلك . قالت: فما شأنك ؟ قال : الدنيا أتتني ، الفتنة دخلت عليّ . قالت: فاصنع فيها ما شئت . قال: عندك عون ؟ قالت: نعم. قال: فأخذ بُعَّة له فصر الدنانير فيها صرًّا، ثم جعلها في مخلاة، ثم اعترض جيشا من جيوش المسلمين ، فأمضاها كلها، فقالت له امرأته ؟ رحمك اللَّه ! لو كنت حبست منها شيئًا نستعين به ؟ قال: فقال لها : إني سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول : " لَوْ اطَّلَعَتْ امْرَأَةٌ مِنْ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إِلَى الأَرْضِ مَلَأَت الأرضَ رِيح مسك " وإني واللَّه ما كنت لأختارك عليهن . فسكتت .

