من كتاب الزهد لهناد بن السري بن مصعب
حكمــــــة
عن محمد بن سيرين مرسلا قال:
" كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمسى قسم ناسا من أهل الصفة بين ناس من أصحابه، فكان الرجل يذهب بالرجل، والرجل بالرجلين، والرجل بالثلاثة حتى ذكر عشرة، فكان سعد بن عبادة يرجع إلى أهله (كل ليلة) بثمانين منهم يعشيهم ".
ورواه الأمام أحمد أحمد وأبو داود والترمذي موصولا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال شعيب الأرناؤوط: "إسناده حسن".
حكمــــــة
عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: قدمت المدينة أنا وصاحب لي، فتعرضنا للناس فلم يضيفنا أحد، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا ذلك له، فذهب (بنا) إلى رحله وعنده أربعة أعنز، فقال: " احلبهن يا مقداد! واسق كل إنسان منا جزاء ". فكنت أسقي كل إنسان وأرفع له جزاء، فاحتبس عني ذات ليلة، فقالت نفسي ما أراه إلا قد دخل الآن على بعض الأنصار، فأكل عندهم وشرب، فما زالت نفسي حتى قمت فشربت، فلما تقار في بطني، أخذني ما قرب وما حدث، فقلت: يجيء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جائعا ظمآن، فلا يجد شيئا، فتسجيت ثوبي على وجهي، فجاء فسلم تسليمة أسمع اليقظان، ولم يوقظ النائم، ثم ذهب إلى الإناء وكشف عنه (فلم يجد) شيئا، فرفع رأسه إلى السماء، فقال: " اللهم أطعم من أطعمني، واسق من أسقاني ". فقمت إلى الشفرة فأخذتها، ثم مشيت إلى الغنم أجسهن أنظر أيتهن أسمن فأذبحها، فوقعت يدي على ضرع إحداهن فإذا هي حافل، فأدنيت الإناء فاحتلبت، ثم قلت: هاك فاشرب يا رسول الله! فقال: " يا مقداد! ما هذا ؟ " قلت: اشرب،، ثم أخبرك، فقال: " بعض سوآتك ؟ "، ثم شرب.
والحديث عند مسلم وغيره .
حكمــــــة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
كان أهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال، ووالله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون فيه، فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله (عز وجل) ما أسأله إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر عمر فسألته عن آية من كتاب الله (عز وجل) ما أسأله إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - فتبسم حين رآني، وقال: " يا أبا هر! " قلت: لبيك يا رسول الله، فقال: " الحق "، ومضى فأتبعته ودخل منزله، فاستأذنت، فأذن لي، فوجد قدحا من لبن، فقال: " من أين هذا اللبن لكم ؟ " قيل: أهداه لنا فلان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أبا هر! "، قلت: لبيك. قال: الحق إلى أهل الصفة، فادعهم وهم أضياف الإسلام، ولا يأوون على أهل ولا مال، وإذا أتته صدقة بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم فأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، وقلت: ما هذا القدح بين أهل الصفة، وأنا رسوله إليهم فسيأمرني أن أديره عليهم، فما عسى أن يصيبني منه، وقد كنت أرجو أن أصيب منه ما يغنيني، ولم يكن بد من طاعة الله (وطاعة رسوله)، فأتيتهم فدعوتهم، فلما دخلوا عليه وأخذوا مجالسهم. قال: " يا أبا هر! خذ القدح فأعطهم ". فأخذت القدح فجعلت أناوله الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرده وأناوله الآخر، حتى انتهيت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد روي القوم كلهم، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القدح، فوضعه على يديه، ثم رفع رأسه إلى (السماء فتبسم)، (فقال: يا أبا هر، فقلت: لبيك، يا رسول الله! قال : اقعد فاشرب، فقعدت فشربت)، ثم قال: اشرب، فشربت، ثم قال: اشرب، فشربت، ثم قال: اشرب، فلم أزل أشرب، ويقول: اشرب، حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا، فأخذ القدح، فحمد الله (عز وجل) وسمى، ثم شرب.
والحديث في البخاري
حكمــــــة
عن أبي البختري سعيد بن فيروز رحمه الله قال:
صحب سلمان الفارسي رضي الله عنه رجل من بني عبس ليتعلم منه، فخرج معه، فجعل لا يستطيع أن يفضله في عمل، إن عجن جاء سلمان فخبز، وإن هيأ الرجل علف الدواب ذهب سلمان فسقاها، حتى انتهوا إلى شط دجلة وهي تطفح، فقال سلمان للعبسي " انزل فاشرب "، فقال له سلمان: " ازدد " فازداد، فقال له سلمان: " كم تراك نقصت منها ؟ "، فقال العبسي: وما عسى أن أنقص منها ؟ فقال سلمان: " كذلك العلم تأخذ منه ولا تنقصه فعليك منه بما ينفعك " قال: ثم عبرنا إلى نهر دن، فإذا الأكداس عليه من الحنطة والشعير، فقال سلمان: " يا أخا بني عبس! أما ترى إلى فتح خزائن هذه علينا كأن نراها ومحمد حي، قال: قلت: بلى. قال: فوالذي لا إله إلا هو لقد كانوا يمسون ويصبحون وما فيهم قفيز من قمح، قال: ثم سرنا حتى انتهينا إلى جلولاء، قال: فذكر ما فتح الله عليهم بها، وما أصابوا فيها من الذهب والفضة، فقال: يا أخا بني عبس! أما ترى الذي فتح خزائن هذه لهذه علينا كأن نراها ومحمد حي، قال: قلت بلى! قال: فوالذي لا إله غيره لقد كانوا يمسون ويصبحون وما فيهم دينار ولا درهم ".
حكمــــــة
ي الله عنه
عن سعد بن هشام رحمه الله قال:
لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، أقام بها أياما، صلى بهم صلاة، فلما سلم، قام رجل، فقال: يا رسول الله! (تخرقت عنا الخنف، وأحرق بطوننا التمر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -): " إني خرجت أنا وصاحبي هذا، - يعني أبا بكر - ليس لنا طعام إلا البرير، يعني الأراك، حتى قدمنا على إخواننا من الأنصار فآسونا في طعامهم، وكان جل طعامهم التمر، وايم الله لو أجد لكم الخبز واللحم لأطعمتكم، ولكنكم لعلكم أن تدركوا زمانا أو من أدركه منكم يغدى على أحدكم بجفنة، ويراح عليه بأخرى، ويستر أحدكم بيته كما تستر الكعبة ".
قال شعيب الأرناؤوط: "إسناده حسن".
حكمــــــة
عن الحسن البصري رحمه الله قال:
" دخل عمر على النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وهو على سرير مرمل بالليف، ليس بين جلده وبينه شيء، وفي ناحية البيت إهاب، فلما دخل عمر جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا أثر الشريط في جنبه، فبكى عمر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما يبكيك يا عمر ؟ قال: أبكاني أن كسرى وقيصر فيما هما (فيه) من الحرير والديباج، وأنت على هذا السرير قد أثر بجلدك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عمر، أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ؟ وما أنا والدنيا إلا كراكب خرج في الظهيرة، فنزل في ظل شجرة، ثم راح وتركها ".
حكمــــــة
ي الله عنه
عن محمود بن لبيد الأنصاري رحمه الله مرسلا قال:
لما نزلت هذه السورة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ألهاكم التكاثر وقرأها إلى آخرها، فقالوا: أي رسول الله! على أي نعيم نسأل ؟ إنما هو الأسودان: الماء والتمر، والعدو حاضر، وسيوفنا على رقابنا، فعن أي نعيم نسأل ؟ فقال: " إن ذلك سيكون ".
الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة وهو حسن بشواهده ..
حكمــــــة
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنها قال:
" دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع على خصفة، وإن بعضه لعلى التراب متوسدا وسادة أدم حشوه ليف، وفوق رأسه إهاب معطون معلق في سقف العلية، وفي زاوية منها شيء من القرظ ".
صحيح مسلم وغيره بألفاظ متقاربة.
"وهو مضطجع على خصفة": "الخصفة" هي حصير مصنوع من سعف النخيل الخشن. وفي رواية مسلم "على حصير قد أثر في جنبه" مما يؤكد خشونته.
"وإن بعضه لعلى التراب متوسدا وسادة أدم حشوه ليف": كان جزء من جسده صلى الله عليه وسلم على التراب مباشرة، وكان يتوسد وسادة مصنوعة من جلد محشو بالليف (ألياف النخيل الخشنة).
"وفوق رأسه إهاب معطون معلق في سقف العلية": "الإهاب" هو الجلد غير المدبوغ. "المعطون" هو المدبوغ. وفي بعض الروايات "إهاب غير مدبوغ".
"العلية" سقف الحجرة،
"وفي زاوية منها شيء من القرظ": "القرظ" هو ورق شجر السلم أو السنط يُدبغ به الجلد.
حكمــــــة
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن ثلاثمائة نحمل زادنا على رقابنا ففني زادنا حتى إن (كان) يكون للرجل منا كل يوم تمرة، فقيل: يا أبا عبد الله! (و)أين كانت تقع التمرة من الرجل ؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فقدناها، فأتينا البحر، فإذا نحن بحوت قد قذفه البحر، فأكلنا منه ثمانية عشر يوما ما أحببنا.
في البخاري ومسلم
حكمــــــة
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
" اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم على حصير، فقام وقد أثر بجلده، فجعلت أمسح عنه التراب وأقول: ألا أذنتنا أن نبسط لك على الحصير شيئا يقيك منه ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها ".
حكمــــــة
عن أبي قتادة العدوي ـ كهمس ـ رحمه الله قال: خطبنا عتبة بن غزوان رضي الله عنه فقال:
" (إن) الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، وإنما بقي منها صبابة مثل صبابة الإناء، يصطبها صاحبها، ألا وإنكم مرتحلون منها إلى دار إقامة، فارتحلوا بخير ما بحضرتكم، ألا فلا تغرنكم الدنيا، ألا وإن (من) العجب لو أن الحجر ألقي في شفير جهنم هوى فيها سبعين عاما لا يبلغ قعرها، وايم الله (لتملأن، ألا وإن) من العجب ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين (عاما)، (وليأتين عليه يوم وهو كظيظ، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، ولقد رأيتني أنا وسعد استبقنا بردة فسبقني إليها، فشقها بيني وبينه نصفين، ثم ما منا هؤلاء السبعة أحد حي إلا على مصر من الأمصار، ألا وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما، وفي أعين الناس حقيرا، وستجربون الأمراء بعدي " قال الحسن رحمه الله : فجربناهم، فوجدناهم بعده أنيابا.
حكمــــــة
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:
" إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله، وإن كنا لنغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مالنا طعام إلا ورق الحبلة، وهذه السمرة حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط، ثم أصبحت بنو أسد يعزروني على الدين، لقد خبت إذا وضل عملي ".
البخاري ومسلم
شرح المفردات
الحبلة: شجر من الفصيلة القرنية، له ثمر كالعنب، وورقه تأكله الإبل.
السمرة: شجر السمر، وهو نوع من شجر الطلح.
يضع كما تضع الشاة: أي يخرج منه روث كروث الشاة، كناية عن قلة الغذاء وعدم وجود ما يختلط به.
خلط: ما يختلط بالروث من فضلات الطعام.
يعزروني: يلومونني ويعيبون علي.
خبت: خسرت.
وضل: ضل وبطل.
حكمــــــة
عن الزهري رحمه الله:
أن رجلا من أهل الشام، قال: لو أتيت المدينة، فأحدثت بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهدا، فسألتهم عن حاجتي، فقدم المدينة فتقراهم رجلا رجلا، وأتى عبد الرحمن بن عوف فسأل عنه، فقيل: إنه قد خرج إلى حائط أو زراعة، فأتاه فإذا هو قد وضع رداءه، وأخذ المسحاة وهو يهيئ سبل الماء، (فلما) رآه عبد الرحمن استحى منه، فوضع المسحاة، وأخذ رداءه، فسلم عليه الرجل، ثم قال: لقد جئت لأمر، فرأيت ما هو أعجب منه، فقال: وما ذاك ؟ قال: مالنا نرغب في الجهاد وتتثاقلون عنه، ونزهد في الدنيا وترغبون فيها وأنتم أصحاب نبينا وخيارنا في أنفسنا، فهل تقرؤون غير الذي نقرأ، أو سمعتم غير الذي نسمع ؟ فقال: " ما نقرأ غير الذي تقرؤون ولا سمعنا إلا ما سمعتم، ولكنا ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر ".
ابن أبي شيبة ورجاله ثقات
حكمــــــة
عن محمد بن كعب القرظي رحمه الله قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول:
" خرجت في يوم شات من بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أخذت إهابا معطونا، فجوبت وسطه، فأدخلته عنقي، وشددت وسطي فحزمته بخوص النخيل، وإني لشديد الجوع، ولو كان في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعام لطعمت منه، فخرجت ألتمس شيئا، فمررت بيهودي في مال له وهو يسقي ببكرة له، فاطلعت من ثلمة في الحائط، فقال: ما لك يا أعرابي! هل لك في دلو بتمرة ؟ قلت: نعم، فافتح الباب حتى أدخل ففتح، فدخلت فأعطاني دلوه، فكلما نزعت دلوا أعطاني تمرة، حتى إذا امتلأت كفي، أرسلت الدلو، وقلت: حسبي فأكلتها، ثم كرعت في الماء فشربت، ثم جئت المسجد، فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه ".
الترمذي وابن ماجه
حكمــــــة
حدثنا عطاء رحمه الله قال:
نبئت أن عليا رضي الله عنه قال:
مكثنا أياما ليس عندنا شيء، ولا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرجت فإذا بدينار مطروح على الطريق، فمكثت هنيئة أوامر نفسي في أخذه أو تركه، ثم أخذته ؛ لما بنا من الجهد، فأتيت به الضفاطين، فاشتريت به دقيقا، ثم أتيت (به) فاطمة، فقلت: اعجني، (واخبزي، فجعلت تعجن) وإن قصتها لتضرب حرف الجفنة من الجهد الذي بها، ثم خبزت، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته قال: " كلوا فإنه رزق رزقكم الله (عز وجل) ".
أبو داود وابن ماجه وقال شعيب الأرناؤوط: "إسناده حسن".
حكمــــــة
عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال:
هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبيل الله نبتغي وجه الله (عز وجل)، فوجب أجرنا على الله، فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة، فكنا إذا وضعناها على رأسه خرجت رجلاه، وإذا وضعناها على رجليه خرج رأسه، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ضعوها مما يلي رأسه، وضعوا على رجليه الإذخر ". قال: ومنا من أينعت (له) ثمرته فهو يهدبها.
حكمــــــة
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:
" كنا قوما يصيبنا ظلف العيش بمكة وشدته مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أصابنا البلاء اعترفنا بذلك، وصبرنا له ومرنا عليه، وكان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة، وأجوده حلة مع أبويه، ثم لقد رأيته جهد في الإسلام جهدا شديدا، حتى لقد رأيت جلده يتحسف تحسف جلد الحية عنها، حتى إن كنا لنعرضه على قسينا فنحمله مما به من الجهد، وما يقصر عن شيء بلغناه، ثم أكرمه الله بالشهادة يوم أحد (رحمه الله) ".
حكمــــــة
عن الحسن البصري رضي الله عنه قال:
جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل الصفة، فقال: " كيف أصبحتم ؟ " قالوا: بخير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أنتم اليوم خير أم إذا غدي على أحدكم بجفنة وريح عليه بأخرى وستر أحدكم بيته كما تستر الكعبة ؟ " قالوا: يا رسول الله، نصيب ذلك ونحن على ديننا ؟ قال: " نعم ". قالوا: فنحن يومئذ خير نصيب فنتصدق ونعتق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا، بل أنتم اليوم خير، إنكم إذا طلبتموها تقاطعتم، وتحاسدتم، وتدابرتم، وتباغضتم ".
حكمــــــة
ن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال:
قدمت المدينة أنا وصاحب لي، فتعرضنا للناس فلم يضيفنا أحد، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا ذلك له، فذهب (بنا) إلى رحله وعنده أربعة أعنز، فقال: " احلبهن يا مقداد! واسق كل إنسان منا جزاء ". فكنت أسقي كل إنسان وأرفع له جزاء، فاحتبس عني ذات ليلة، فقالت نفسي ما أراه إلا قد دخل الآن على بعض الأنصار، فأكل عندهم وشرب، فما زالت نفسي حتى قمت فشربت، فلما تقار في بطني، أخذني ما قرب وما حدث، فقلت: يجيء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جائعا ظمآن، فلا يجد شيئا، فتسجيت ثوبي على وجهي، فجاء فسلم تسليمة أسمع اليقظان، ولم يوقظ النائم، ثم ذهب إلى الإناء وكشف عنه (فلم يجد) شيئا، فرفع رأسه إلى السماء، فقال: " اللهم أطعم من أطعمني، واسق من أسقاني ". فقمت إلى الشفرة فأخذتها، ثم مشيت إلى الغنم أجسهن أنظر أيتهن أسمن فأذبحها، فوقعت يدي على ضرع إحداهن فإذا هي حافل، فأدنيت الإناء فاحتلبت، ثم قلت: هاك فاشرب يا رسول الله! فقال: " يا مقداد! ما هذا ؟ " قلت: اشرب،، ثم أخبرك، فقال: " بعض سوآتك ؟ "، ثم شرب.
حكمــــــة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
كان أهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال، ووالله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون فيه، فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله (عز وجل) ما أسأله إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر عمر فسألته عن آية من كتاب الله (عز وجل) ما أسأله إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - فتبسم حين رآني، وقال: " يا أبا هر! " قلت: لبيك يا رسول الله، فقال: " الحق "، ومضى فأتبعته ودخل منزله، فاستأذنت، فأذن لي، فوجد قدحا من لبن، فقال: " من أين هذا اللبن لكم ؟ " قيل: أهداه لنا فلان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أبا هر! "، قلت: لبيك. قال: الحق إلى أهل الصفة، فادعهم وهم أضياف الإسلام، ولا يأوون على أهل ولا مال، وإذا أتته صدقة بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم فأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، وقلت: ما هذا القدح بين أهل الصفة، وأنا رسوله إليهم فسيأمرني أن أديره عليهم، فما عسى أن يصيبني منه، وقد كنت أرجو أن أصيب منه ما يغنيني، ولم يكن بد من طاعة الله (وطاعة رسوله)، فأتيتهم فدعوتهم، فلما دخلوا عليه وأخذوا مجالسهم. قال: " يا أبا هر! خذ القدح فأعطهم ". فأخذت القدح فجعلت أناوله الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرده وأناوله الآخر، حتى انتهيت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد روي القوم كلهم، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القدح، فوضعه على يديه، ثم رفع رأسه إلى (السماء فتبسم)، (فقال: يا أبا هر، فقلت: لبيك، يا رسول الله! قالاقعد فاشرب، فقعدت فشربت)، ثم قال: اشرب، فشربت، ثم قال: اشرب، فشربت، ثم قال: اشرب، فلم أزل أشرب، ويقول: اشرب، حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا، فأخذ القدح، فحمد الله (عز وجل) وسمى، ثم شرب.
صحيح وعو قطعة من حديث طويل رواه البخاري
حكمــــــة
عن سعد بن هشام رحمه الله قال:
لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، أقام بها أياما، صلى بهم صلاة، فلما سلم، قام رجل، فقال: يا رسول الله! (تخرقت عنا الخنف، وأحرق [ص: 395] بطوننا التمر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -): " إني خرجت أنا وصاحبي هذا، - يعني أبا بكر - ليس لنا طعام إلا البرير، يعني الأراك، حتى قدمنا على إخواننا من الأنصار فآسونا في طعامهم، وكان جل طعامهم التمر، وايم الله لو أجد لكم الخبز واللحم لأطعمتكم، ولكنكم لعلكم أن تدركوا زمانا أو من أدركه منكم يغدى على أحدكم بجفنة، ويراح عليه بأخرى، ويستر أحدكم بيته كما تستر الكعبة ".
صحيح الإسناد عن مجاهد .
حكمــــــة
عن محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه السورة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ألهاكم التكاثر وقرأها إلى آخرها، فقالوا: أي رسول الله! على أي نعيم نسأل ؟ إنما هو الأسودان: الماء والتمر، والعدو حاضر، وسيوفنا على رقابنا، فعن أي نعيم نسأل ؟ فقال: " إن ذلك سيكون ".
رواه الإملم أحمد وإسناده حسن
حكمــــــة
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن ثلاثمائة نحمل زادنا على رقابنا ففني زادنا حتى إن (كان) يكون للرجل منا كل يوم تمرة، فقيل: يا أبا عبد الله! (و)أين كانت تقع التمرة من الرجل ؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فقدناها، فأتينا البحر، فإذا نحن بحوت قد قذفه البحر، فأكلنا منه ثمانية عشر يوما ما أحببنا.
صحيح مسلم
حكمــــــة
عن أبي قتادة العدوي - كهمس - رحمه الله قال:
خطبنا عتبة بن غزوان رضي الله عنه فقال: " (إن) الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، وإنما بقي منها صبابة مثل صبابة الإناء، يصطبها صاحبها، ألا وإنكم مرتحلون منها إلى دار إقامة، فارتحلوا بخير ما بحضرتكم، ألا فلا تغرنكم الدنيا، ألا وإن (من) العجب لو أن الحجر ألقي في شفير جهنم هوى فيها سبعين عاما لا يبلغ قعرها، وايم الله (لتملأن، ألا وإن) من العجب ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين (عاما)، (وليأتين عليه يوم وهو كظيظ، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، ولقد رأيتني أنا وسعد استبقنا بردة فسبقني إليها، فشقها بيني وبينه نصفين، ثم ما منا هؤلاء السبعة أحد حي إلا على مصر من الأمصار، ألا وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما، وفي أعين الناس حقيرا، وستجربون الأمراء بعدي " قال الحسن: فجربناهم، فوجدناهم بعده أنيابا.
صحيح وهو جزء من خطبة مشهورة لعتبة بن غزوان رضي الله عنه. وقد رواه الإمام مسلم
حكمــــــة
عن قيس بن أبي حازم رحمه الله عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:
" إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله، وإن كنا لنغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مالنا طعام إلا ورق الحبلة، وهذه السمرة حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط، ثم أصبحت بنو أسد يعزروني على الدين، لقد خبت إذا وضل عملي ".
البخاري ومسلم
حكمــــــة
عن الزهري رحمه الله:
أن رجلا من أهل الشام، قال: لو أتيت المدينة، فأحدثت بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهدا، فسألتهم عن حاجتي، فقدم المدينة فتقراهم رجلا رجلا، وأتى عبد الرحمن بن عوف فسأل عنه، فقيل: إنه قد خرج إلى حائط أو زراعة، فأتاه فإذا هو قد وضع رداءه، وأخذ المسحاة وهو يهيئ سبل الماء، (فلما) رآه عبد الرحمن استحى منه، فوضع المسحاة، وأخذ رداءه، فسلم عليه الرجل، ثم قال: لقد جئت لأمر، فرأيت ما هو أعجب منه، فقال: وما ذاك ؟ قال: مالنا نرغب في الجهاد وتتثاقلون عنه، ونزهد في الدنيا وترغبون فيها وأنتم أصحاب نبينا وخيارنا في أنفسنا، فهل تقرؤون غير الذي نقرأ، أو سمعتم غير الذي نسمع ؟ فقال: " ما نقرأ غير الذي تقرؤون ولا سمعنا إلا ما سمعتم، ولكنا ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر ".
وهو حسن بشواهده
حكمــــــة
، عن هو عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت الأنصاري رحمه الله قال:
لما حضرت عبادة بن الصامت الأنصاري رضي الله عنه الوفاة قال: " أخرجوا فراشي إلى الصحن يعني الدار، ثم قال: اجمعوا لي موالي، وخدمي، وجيراني، ومن كان يدخل علي، فجمعوا له، فقال: إن يومي هذا لأراه آخر يومي يأتي علي من الدنيا، وأول ليلة من الآخرة، وإني لا أدري لعله قد فرط مني بيدي، أو بلساني شيء (وهو) الذي نفس عبادة بيده القصاص يوم القيامة، فما خرج على أحدكم شيء من نفسه إلا اقتص مني قبل أن يخرج نفسي "، فقالوا: بل كنت والدا، وكنت مؤدبا. قال: وما قال لخادم: سوءا (قط)، قال: فقال: " أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟ " قالوا: نعم. قال: " اللهم اشهد "، ثم قال: " أما فاحفظوا وصيتي، أحرج على كل إنسان منكم يبكي علي، وإذا خرجت نفسي، فتوضؤوا، وأحسنوا الوضوء، ثم يدخل كل إنسان منكم مسجده، فيصلي ركعتين، ثم يستغفر لعباده ولنفسه، فإن الله قال: استعينوا بالصبر والصلاة، ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، ولا يتبعني نار، ولا تصنعوا علي أرجوانا ".
حكمــــــة
عن عمرو بن مرة رحمه الله (عن أبي جعفر) من ولد جعفر بن أبي طالب، قال:
استأذن سعد بن معاذ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في حق يطلبه في المشركين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " هكذا والأرض فيها حرب "، قال: إني لأرجو أن لا يكون علي بأس إن شاء الله، إن لي فيهم قرابة، فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانطلق فاحتبس عليه حتى خاف أن يكون قد هلك، ثم إنه جاء، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من بعيد) جعل يكبر ويحمد الله، حتى انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - يكبر، قال: " لقد رأيت يا سعد! عجبا " قال: يا رسول الله، رأيت عجبا من العجب رأيت قوما ليس لهم فضل على أنعامهم، لا يهمهم إلا (ما) يجعلوه في بطونهم، وعلى ظهورهم، قال: " يا سعد، لقد رأيت عجبا، ألا أخبرك بأعجب من ذلك ؟ قال: بلى، يا رسول الله! قال: " قوم يعرفون ما أجهل أولئك، ويشتهون كشهوتهم "، فلما دخل سعد على أهله أطافوا به واحتوشوه، فقال: إني لأراكم قد خفتم علي ؟ قالوا: أجل، إنك قد احتبست عنا حتى ظننا بك، فقال: إنا افترقنا، ثم اجتمعنا، ويوشك أن نفترق، ثم لا نجتمع، فهل لكم أن تتواصوا بالخير، والعبادة والمداومة على ذلك.
حسن بشواهده
حكمــــــة
عن ابنة لخباب رضي الله عنه قالت:
" خرج خباب (في سرية)، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعاهدنا حتى كان يحلب عنزا لنا في جفنة، فكانت تمتلئ حتى تطفح، فتفيض، قالت: فلما (قدم خباب حلبها، فعاد حلابها كما كان، فقلنا لخباب: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحلبها حتى تفيض)، فلما حلبتها عاد حلابها ".
وفيه لين.
حكمــــــة
عن ضرار بن الأزور رضي الله عنه قال:
بعثني أهلي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (بلقحة أي ذات لبن)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " احلبها "، فحلبتها، فقال: " دع داعي اللبن لا تجهدها ".
حسنه الترمذي وصححه بعض أهل العلم.
ومعناه:
معنى "دع داعي اللبن": اختلف في تفسيرها، وأرجح الأقوال فيها:
اترك قليلاً من اللبن: أي لا تستفرغ كل ما في ضرعها من اللبن، بل اترك فيه شيئًا يسيرًا يشبع ولدها أو يبقى فيه بركة.
اترك ما يدعو إلى المزيد من اللبن: أي لا تحلبها حلبًا شديدًا يستنفد كل اللبن بحيث لا يبقى ما يحفز الضرع على إدرار المزيد في المستقبل القريب.
اترك ما يكفي ولدها: وهذا المعنى قريب من الأول، وهو مراعاة حق الصغير في الرضاع.
حكمــــــة
عن عمرو بن مرة رحمه الله مرسلا قال:
أهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هدية، فنظر إلى البيت، فلم يجد شيئا يضعه عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ضعه على الحضيض - والحضيض الأرض - ثم قال: " لآكلن اليوم كما يأكل العبد "، ثم جثا لركبتيه، فقالت امرأة: تأكل كما يأكل العبد ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " نعم، آكل كما يأكل العبد، فوالذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها كأسا ".
حكمــــــة
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" يا أبا ذر ارفع بصرك، فانظر أرفع رجل تراه في المسجد " قال: فنظرت، فإذا رجل جالس عليه حلته، قال: قلت: هذا، قال: " يا أبا ذر ارفع رأسك فانظر أوضع إنسان تراه في المسجد! " قال: فنظرت فإذا رجل ضعيف عليه أخلاق له، قال: فقلت: هذا. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفسي بيده، لهذا أفضل عند الله (عز وجل) يوم القيامة من قراب الأرض من هذا ".
حكمــــــة
عن يحيى بن جعدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" لا يدخل الجنة (من في قلبه) مثقال حبة من خردل من كبر "، قال: فقال رجل: يا رسول الله! إنه ليعجبني نقاء ثوبي، وشراك نعلي، وعلاقة سوطي، فهذا من الكبر ؟ ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله جميل يحب الجمال، ويحب إذا أنعم على عبد بنعمة أن يرى أثرها عليه، ويبغض البؤس والتباؤس، ولكن الكبر أن يسفه الحق، أو يغمص الخلق ".
صحيح مسلم
"ويبغض البؤس والتباؤس": يكره الله الإهمال في المظهر وإظهار الفقر والمسكنة تصنعًا.
"ولكن الكبر أن يسفه الحق": أي رفض الحق وإنكاره والتعالي عليه وعدم الانقياد له.
"أو يغمص الخلق": أي احتقار الناس والازدراء بهم والتقليل من شأنهم.
حكمــــــة
عن أبي حيان، عن أبيه رحمه الله قال:
التقى عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم ومعهما نفر فتنحيا، ثم جاء ابن عمر يبكي، فقال القوم: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن ؟ ! قال: أبكاني الذي يزعم (هذا) أنه سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لا يدخل الجنة إنسان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ".
حكمــــــة
عن أبي تميمة طريف بن مجالد الهجيمي رحمه الله قال:
جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا محمد أوصني! قال: " لا تسب الناس، ولا تزهد في المعروف، وإذا استسقاك أخوك من دلوك فاصبب له، والقه ووجهك منبسط إليه، وإياك وإسبال الإزار من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة ".
الامام أحمد والبخاري في "الأدب المفرد"
حكمــــــة
عن مسلم بن نياق رحمه الله قال:
كنت أنا وابن عمر في مجلس بمكة إذ مر عليه فتى يجر إزاره فقال ابن عمر: يا فتى، ممن أنت ؟ قال: من بني بكر، قال: أتحب أن ينظر الله إليك يوم القيامة ؟ قال: سبحان الله، نعم! قال: فارفع إزارك! فإني سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - بأذني هاتين، وأومأ بيده إلى أذنيه يقول: " من جر إزاره فلا يريد به إلا الخيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة ".
حكمــــــة
عن الضحاك بن قيس رضي الله عنه قال:
يا أيها الناس، أخلصوا أعمالكم لله، إذا عفي أحدكم عن مظلمة فلا يقولن هذا لله ولوجهكم، (فإنما هو لوجوههم) وليس لله منه شيء، إن الله يقول يوم القيامة: " أنا خير شريك، من أشرك معي شريكا في عمل (فعمله لشريكه، ومن لم يشرك معي شريكا) فعمله له كله، لا أقبل اليوم إلا من كان خالصا لي ".
حكمــــــة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من لين ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم قلوب الذئاب، فيقول الرب تبارك وتعالى: أبي تغترون، وعلي تجترئون ؟ فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم، فتنة تدع الحليم منهم حيران ".
الترمذي وابن ماجه وفي سنده ضعف
حكمــــــة
عن علي رضي الله عنه قال:
" طوبى لكل عبد (نؤمة) عرف الناس، ولم يعرفه الناس، عرفه الله منه برضوان، أولئك مصابيح الهدى يكشف عنهم (كل) فتنة مظلمة، سيدخلهم الله في رحمة (منه،) ليس أولئك بالمذاييع (البذر) ولا الجفاة المرائين ".
و (نؤمة) بضم النون وسكون الهمزة بعدها، اختلف في تفسيرها، وأقرب المعاني:
الخامل الذكر: أي العبد الذي لا يشتهر بين الناس ولا يسعى للشهرة، بل يكون خفيًا متواضعًا.
المذاييع (البذر)": المذاييع جمع مذياع، وهو الكثير الكلام ونشر الأسرار أو الفتن. و البذر هم الذين يبذرون الشر والفساد بين الناس. فهؤلاء الأخفياء ليسوا من أهل الكلام الكثير والفتن ونشر الشر.
حكمــــــة
عن إبراهيم النخعي رحمه الله قال:
" إن الرجل ليتكلم بالكلام على كلامه المقت، ينوي فيه الخير، فيلقي الله (عز وجل) له العذر في قلوب الناس، حتى يقولوا: ما أراد بكلامه هذا إلا الخير، وإن الرجل ليتكلم بالكلام الحسن لا يريد به الخير، فيلقي الله (عز وجل) له في قلوب الناس حتى يقولوا: ما أراد بكلامه هذا الخير ".