من كتاب الزهد لهناد بن السري بن مصعب
حكمــــــة
وعن عمرو بن ميمون الأودي رحمه الله قال:
" لما تعجل موسى إلى ربه عز وجل، مر برجل غبطه بقربه من العرش، (قال:) فسأل عنه، فقال: يا رب، من هذا ؟ قال: فقيل له: لن نخبرك باسمه وسنخبرك بعمله، كان لا يمشي بالنميمة، ولا يحسد الناس على ما أعطاهم الله من فضله، وكان لا يعق والديه، قال: يا رب، (وكيف يعق الرجل والديه ؟) قال: يستسب لهما حتى يسبا ".
حكمــــــة
عن عطاء بن السائب قال: قدمت من مكة، فلقيني الشعبي فقال لي: يا أبا زيد، أطرفنا ما سمعت. قال: قلت: لا، إلا أني سمعت عبد الرحمن (بن عبد الله) بن سابط يقول: " لا يسكن مكة سافك دم، ولا آكل ربا، ولا مشاء بنميم "، قال: فعجبت منه حين عدل النميمة بسفك الدم، وأكل الربا. قال: فقال الشعبي: وما تعجب من ذلك، وهل تسفك الدماء، وتستحل المحارم إلا بالنميمة.
حكمــــــة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبرين، فقال: " إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير: أما هذا فكان لا يستتر من البول، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة "، ثم دعا بعسيب رطب، فشقه باثنين فغرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا، ثم قال: " لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا ".
حكمــــــة
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" من اتخذ في الله أخا، بني له برج في الجنة، (ومن لبس لأخيه ثوبا ألبسه الله ثوبا في الجنة)، ومن لبس بأخيه ثوبا، ألبسه الله به ثوبا من النار، ومن أكل بأخيه أكلة، أكله الله بها أكلة في النار، ومن قام بأخيه مقام سمعة، أقامه الله يوم القيامة مقام سمعة ورياء ".
أبو داود والإمام أحمد والبزار من حديث معاذ رضي الله عنه
حكمــــــة
عن وهب بن منبه رحمه الله قال:
" مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات من النهار: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين ينصحونه في نفسه ويصدونه عن عيوبه، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذتها فيما يحل ويجمل، فإن هذه الساعة تكون عونا على هذه الساعة واستجمام القلوب، وفضل، وبلغة، و(حق) على العاقل أن لا يكون طاعنا إلا في إحدى ثلاثة: يزود لمعاد أو عزيمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وحق على العاقل أن يكون عالما بزمانه مالكا للسانه، مقبلا على شأنه ".
ووهب غزارة علمه في الإسرائيليات، ومن صحائف أهل الكتاب.
حكمــــــة
حدثني الحارث بن يعقوب رحمه الله عن الرجل الذي رأى معاذا قائما على باب داره، يقول بيده كأنه يخاصم نفسه. قال: فقلت: ما شأنك يا أبا عبد الرحمن ؟
فقال: " نفسي تريدني على الجلوس على الطريق، وقد سمعت أن خمسة كلهم ضامن على الله: الحاج إلى بيت الله، والغازي في سبيل الله، والماشي إلى بيت من بيوت الله تعالى، وعائد المريض، والجالس في بيته، سلم الناس منه وسلم منهم، ثم انقمع فدخل داره ".
حكمــــــة
خطب أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فقال:
" إن الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء، مثل الجليس الصالح كمثل صاحب العطر، إن لا يجدك يعبق بك من ريحه، وإن مثل جليس السوء كمثل صاحب الكير، إن لا يحرق، يعبق بك من ريحه، ألا وإنما سمي القلب من تقلبه، وإن مثل القلب كمثل ريشة بأرض فضاء تطير بها الريح ظهرا لبطن، ألا وإن من ورائكم فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الراكب. قالوا: فما تأمرنا ؟ قال: كونوا أجلاس البيوت ".
حكمــــــة
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كيف أنت يا عبد الله بن عمرو إذا بقيت في حثالة الناس ؟ " قال: قلت: يا رسول الله، وما حثالة الناس ؟ قال - صلى الله عليه وسلم -:
" (إذا) مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفت أعناقهم فكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه "، فقلت: يا رسول الله، فما تأمرني عند ذلك ؟ قال: " عليك ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك خاصتهم، ودع عوامهم ".
صحيح البخاري
حكمــــــة
عن يحيى بن يعمر رحمه الله مرسلا قال:
مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمجلس، فقال:
" إياكم والجلوس في هذه المجالس، فإنها من سبل الشيطان "، أو قال سبل النار، ثم مضى حتى ظنوا أنها قد وجبت، ثم (رجع) والتفت، فقال: " إلا أن تؤدوا حقها "، فقال عمر: وما حقها يا نبي الله ؟ قال: " تهدوا الضال، وتغيثوا الملهوف، وتردوا السلام، وتكفوا الأذى، وتغضوا البصر ".
وله شواهد صحيحة
حكمــــــة
عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" إن من أحبكم إلي، وأدناكم مني مجلسا في الآخرة محاسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا في الآخرة، مساوئكم أخلاقا الثرثارون، المتشدقون، المتفيهقون " قال: يعني المتكبرون.
الثرثارون: جمع "ثرثار"، وهو الكثير الكلام المتكلف الذي يكثر من الكلام بغير فائدة أو حاجة،
المتشدقون: جمع "متشدق"، وهو الذي يتكلم بملء فيه ويتفاصح ويتعالم ويظهر فصاحته وقدرته على الكلام بطريقة فيها تكلف ومبالغة لإعجاب الناس به . وقد يشير إلى من يتطاول على غيره بالكلام.
المتفيهقون: جمع "متفيهق"، وهو قريب المعنى من المتشدق، ويدل على من يتوسع في الكلام ويتفصح ويتعالى فيه ويتكلم بتكبر وعظمة، ويظهر ما ليس فيه من الفصاحة والعلم.
قال: يعني المتكبرون: هذا تفسير من الراوي أو من جاء بعده لمعنى "المتفيهقون"، بأنهم هم المتكبرون الذين يتعالون على الناس بأقوالهم وأفعالهم.
حكمــــــة
عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال:
جاءت الأعراب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله، ما خير ما أعطي الإنسان ؟ ؛ قال: " حسن الخلق "، قالوا: يا رسول الله، نتداوى ؟ قال: " نعم، فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله ".
الترمذي وابن ماجه - صحيح
حكمــــــة
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
" ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب خادما له قط، ولا ضرب امرأة له (بيده)، ولا ضرب (بيده) شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا نيل منه شيء قط، فينتقم من صاحبه إلا أن يكون لله، فإن كان لله انتقم له، ولا عرض له أمران إلا أخذ بالذي هو أيسر حتى يكون إثما، فإذا كان إثما كان أبعد الناس منه ".
البخاري ومسلم
حكمــــــة
عن عبد الله بن ربيعة رحمه الله قال: ذكروا عند عبد الله (رجلا، وذكروا) من خلقه، فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
" أرأيتم لو قطعتم رأسه، أكنتم تستطيعون أن تجعلوا له رأسا ؟.
قالوا: لا. قال: أفرأيتم لو قطعتم يده أكنتم تستطيعون أن تجعلوا له يدا ؟ قالوا: لا. قال: أرأيتم لو قطعتم رجله أكنتم تستطيعون أن تجعلوا له رجلا ؟ قالوا: لا. قال: فإنكم لن تستطيعوا أن تغيروا خلقه حتى تغيروا خلقه ".
وهو مخالف للحديث الصحيح " إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ....
حكمــــــة
عن عبد الله بن عكيم رضي الله عنه قال:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
" إنه لا حلم أحب إلي من حلم إمام ورفقه، ولا جهل أبغض إلى الله من جهل إمام وخرقه، ومن يفعل بالعفو فيما بين ظهرانيه تأته العافية من فوقه، ومن ينصف الناس من نفسه، يعط الظفر في أمره، والذي في الطاعة، أقرب إلى البر من التعزز في المعصية ".
حكمــــــة
عن عمرو بن مرة رحمه الله قال:
كان عمر يكتب إلى أمراء الأمصار:
" بأن لكم معشر الولاة حقا في الرعية، ولهم مثل ذلك، فإنه ليس من حلم أحب إلى الله، ولا أعم نفعا من حلم إمام ورفقه، وإنه ليس جهل أبغض إلى الله، ولا أعم ضرا من جهل إمام وخرقه، وإنه من يطلب العافية فيمن هو بين ظهرانيه ينزل الله عليه العافية من فوقه ".
حكمــــــة
عن أبي إسحاق السبيعي رحمه الله :
عن ميثم ميثم التمار الأسدي الكوفي رحمه الله قال:
لما قرب الله موسى صلوات الله عليه بطور سيناء (نجيا) قال: " يا رب، أي عبادك أحب إليك ؟ قال: أكثرهم لي ذكرا. قال: يا رب، أي عبادك أعلم ؟ قال: عالم يلتمس العلم. قال: رب، أي عبادك أحلم ؟ قال: أملكهم لنفسه عند الغضب. قال: رب، أي عبادك أصبر ؟ قال: أكظمهم على الغيظ عند الغضب ".
حكمــــــة
عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي رحمه الله عن أبي ذر أنه كان على حوض يسقي إبلا له، فقال بعضهم: أيكم يشرع على أبي ذر، وليحتسب شعرات من رأسه، فقال رجل: أنا، فجاء فأشرع عليه، فانكسر الحوض، فغضب أبو ذر، فجلس، ثم اضطجع، فقال: ما لك يا أبا ذر ؟ فقال رضي الله عنه :
" إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا إذا غضب الرجل أن يجلس، فإن ذهب وإلا فليضطجع ".
وهو حديث حسن أصله في الأدب المفرد للبخاري
حكمــــــة
عن حكيم بن جابر رحمه الله قال: مر قس بقوم، فلعنوه، فقال أبو الدرداء رضي الله عنه :
" لا تلعنوه فإنه لا ينبغي للعان أن يكون صديقا يوم القيامة ".
وعن حكيم بن جابر أيضا قال:
" كان أبو الدرداء مضطجعا بين أصحابه، مسجى بثوب على وجهه، فمر بهم قس، فقالوا: لعن الله هذا القس، ما أعظم رقبته، فشف عن وجهه، فقال: من هذا الذي لعنتم ؟ فأخبروه بالقصة، فقال رضي الله عنه: لا تلعنوا أحدا ؛ فإنه لا ينبغي للعان أن يكون عند الله صديقا ".
حكمــــــة
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال:
دمعت عين النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أتي بابنة زينب ابنته، ونفسها تقعقع (بها) كأنها في شن، فقال له سعد بن عبادة: يا رسول الله، تبكي، أو لم تنه عن البكاء ؟ فقال: " إنما هي رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ".
البخاري ومسلم
حكمــــــة
عن عبيد بن عمير رحمه الله قال:
لما أدرك (قوم) نوح الغرق، كانت فيهم امرأة ومعها صبي لها، فلما بلغه الماء رفعته إلى ركبتها، فلما بلغه الماء رفعته إلى حقوها، فلما بلغه الماء رفعته إلى صدرها، فلما بلغه الماء رفعته إلى رأسها، فلما بلغه الماء رفعته بيدها. قال: فقال الله عز وجل: " لو كنت راحما أحدا منهم (لرحمتها) رحمتها الصبي ".
حكمــــــة
عن أبي سلمة بن عبد الرحمه بن عوف مرسلا :
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَدْلَعُ لِسَانَهُ لِلْحُسَيْنِ، وإذا رأى الصبي حمرة اللسان بهش إليه بيده. يقول: تناوله، فقال له عيينة بن بدر: ألا أراك تصنع هذا بهذا، إنه ليكون الرجل من ولدي، قد خرج وجهه، وأخذ بلحيته ما قبلته قط، فقال له: " من لا يرحم لا يرحم ".
وهو موصولا عند ابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بسند صحيح
حكمــــــة
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فنزلنا منزلا فيه (قرية) نمل، فأحرقنا(ها)، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تعذبوا بالنار ؛ فإنه لا يعذب بالنار إلا ربها " قال: مررنا بشجرة فيها فرخا حمرة، فأخذناهما، فجاءت الحمرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي تفرش، فقال: " من فجع هذه بفرخيها " ؟ فقلنا: نحن، فقال: " ردوهما " قال: فرددناهما إلى موضعهما.
إسناده ضعيف
حكمــــــة
عن أبي هريرة رضي الله عنها قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" دخلت امرأة النار في هرة (ربطتها، فلم تطعمها، ولم تسقها، ولم ترسلها فتأكل من خشاش الأرض حتى ماتت في رباطها)، ودخلت (امرأة مومسة) الجنة ؛ (إذا مرت على طوى عليه كلب يريد الماء، فلم يقدر عليه ظمآنا [ص: 623] فنزعت خفها أو موزجها، فربطته في نطاقها، أو في خمارها، ثم نزعت له فسقته حتى أروته ".
البخاري ومسلم