من كتاب الزهد لهناد بن السري بن مصعب
حكمــــــة
عن كلثوم الخزاعي بن أخي جويرية أم المؤمنين رحمه الله قال:
أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل، فقال: يا رسول الله، كيف لي إذا أحسنت أن أعلم أني قد أحسنت ؟ وإذا أسأت (كيف لي) أن أعلم أني قد أسأت ؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا قال لك جيرانك: (إنك) قد أحسنت فقد أحسنت، وإذا قال لك جيرانك: قد أسأت فقد أسأت ".
حسن بشواهده
حكمــــــة
عن الحسن البصري رحمه الله مرسلا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" ألا هل عسى رجل أن يبيت فصاله وراء، وابن عمه طاو إلى جنبه ".
"ألا هل عسى رجل أن يبيت فصاله وراء": "فصاله" تعني شبعانًا ريانًا، و"وراء" أي ممتلئ البطن. الاستفهام هنا للإنكار والتعجب من هذا الحال.
"وابن عمه طاو إلى جنبه": "طاو" تعني جائعًا خالي البطن. "إلى جنبه" أي قريبًا منه.
حكمــــــة
عَنْ أَبِي أَيُّوبَالأنصاري رضي الله عنه قَالَ:
عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ أَوْ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ:
«تَعْبُدُ اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ»
البخاري ومسلم
حكمــــــة
عن عبيد بن الخشخاش، قال: قال أبو ذر رضي الله عنه :
أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد فجلست إليه، فقال: " يا أبا ذر هل صليت ؟ "، قلت: لا، قال: " فقم، فصل "، فصليت، ثم جلست إليه، فقال: " يا أبا ذر: استعذ بالله من (شر) شياطين الجن والإنس "، قال: قلت: يا رسول الله، وهل للإنس من شياطين ؟ ! قال: " نعم " ! قال: ثم إنه قال: " يا أبا ذر ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ "، قال: قلت: بلى بأبي أنت وأمي، قال: " قل: لا حول ولا قوة إلا بالله "، فإنها (كنز) من كنوز الجنة، قال: قلت: يا رسول الله، ما الصلاة ؟ قال: " خير موضوع من شاء أقل، ومن شاء أكثر "، قال: قلت: فما الصيام يا رسول الله ؟ قال: " فرض مجزئ "، قال: قلت: فما الصدقة يا رسول الله ؟ قال: " أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد "، قال: قلت: أيها أفضل، يا رسول الله ؟ قال: " جهد من مقل، أو سر إلى فقير "، قال: قلت: أيما أنزل إليك أعظم ؟ قال: الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتى ختم الآية. قال: قلت: فأي الأنبياء كان أول ؟ قال: " آدم "، قلت: أو نبي كان ؟ قال: " نعم، مكلم "، قلت: وكم الأنبياء يا رسول الله ؟ قال: " ثلاثمائة وخمسة عشر (نبيا) جما غفيرا ".
رواه أحمد وابن ماجه
حكمــــــة
عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
قلت يا رسول الله، أي العمل أفضل ؟ قال: " إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله "، قال: قلت: فأي الرقاب أفضل ؟ قال: " أعلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها "، قال: أفرأيت إن لم أفعل ؟ قال: " فتعين صانعا أو تصنع لأخرق " قال: أفرأيت إن ضعفت ؟ قال: " تدع الناس من الشر ؛ فإنها صدقة تصدقها على نفسك ".
البخاري ومسلم
حكمــــــة
عن ميمون بن أبي شبيب، قال: لما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذا إلى اليمن، قال معاذ: إذا ركب يوضعون نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: يا رسول الله: ما أرى هؤلاء إلا شاغليك عني، فأوصني واجمع لي، فقال:
" اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة حسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن ".
صحيح
حكمــــــة
محمد بن يحيى بن حبان رحمه الله قال:
كان رجل يصلي قريبا من معاذ ففقده، فقال: ما فعل الذي كان يوقظ الوسنان، ويطرد الشيطان ؟ فقالوا: مرض. قال: انطلقوا بنا نعوده، فانطلق يعوده، فجعل لا يمر بحجر إلا نحاه عن طريق فعاودوه، ثم خرجوا من عنده [ص: 524] فجعل الرجل الذي كان مع معاذ إذا مر بحجر بدر معاذا إليه، فنحاه، فقال له معاذ: ما يحملك هذا ؟ قال: الذي رأيتك تصنع. قال: فإنك قد أحسنت، إني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إذا أمطت الأذى عن الطريق، كتب لك حسنة، وإذا كتب لك حسنة دخلت الجنة ".
حكمــــــة
عن أبي البختري رحمه الله قال:
جاء أبو ذر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر ؟ ! قال: " وما ذاك يا أبا ذر ؟ "، قال أبو ذر: وجدوا فتصدقوا وأعتقوا، ونحن ليس عندنا ما نفعل به! قال: وأنت يا أبا ذر فيك أيضا صدقة كثيرة، إماطتك الأذى عن الطريق (صدقة)، وعونك الضعيف صدقة، وهدايتك الطريق صدقة، وبيانك (عن) الأرثم صدقة، وفضل سمعك على الذي لا يسمع صدقة، ومباضعتك أهلك صدقة، قال: قلت: يا رسول الله نصيب شهوتنا ونؤجر ؟ ! (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أرأيت لو وضعته في غير حقه، أما كان عليك وزر ؟ " قلت: بلى).
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أتحتسبون بالشر، ولا تحتسبون بالخير ".
حكمــــــة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" إن على كل مسلم في كل يوم صدقة "، فقال رجل: يا رسول الله، ومن يطيق هذا ؟ إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وإرشادك الطريق صدقة، وعيادتك المريض صدقة، واتباع جنازة صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وردك السلام صدقة ".
حكمــــــة
(عن معاذ بن جبل) - والحديث على لفظ هناد - قال رضي الله عنه :
كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، فإني لأسائره (إذ) قلت: يا رسول الله، ألا تخبرني بعمل يدخلني الجنة، وينجيني من النار ؟ قال: " لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله، ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وإن شئت نبأتك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه، فأما رأس الأمر فالإسلام، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله "، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " والصدقة تكفر الخطيئة، والصلاة في جوف الليل، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تتجافى جنوبهم عن المضاجع إلى آخر الآية. قال: ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " وإن شئت نبأتك بما هو أملك بك من ذلك كله، أو بما هو أملك بالناس من ذلك (كله) " قال: فتخلفت لأذكر حديثه، فلحقني ركب من خلفي، فتخوفت أن يلحقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيحولوا بيني وبينه قبل أن أقضي حديثي منه. قال: (فنفرت، أو) فنهرت راحلتي فلحقت به، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قولك: " إن شئت نبأتك بما هو أملك بك من ذلك كله "، فأومأ إلى لسانه ؛، فقلت: بأبي أنت وأمي، وإنا لنؤاخذ بما نتكلم به ؟ ! قال: فقال: " ثكلتك أمك يا ابن جبل، وهل يكب الرجال على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم ".
زاد عثمان: وهل يقول شيئا إلا هو لك أو عليك.
حكمــــــة
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه:
يا رسول الله، أوصني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" اعبد الله كأنك تراه، واعدد نفسك مع الموتى، واذكر الله عند كل حجر وشجر، وإذا عملت السيئة فاعمل بجنبها حسنة، السر بالسر، والعلانية بالعلانية، وأخبرك بما هو أملك بك من ذلك "، قال: يا رسول الله، وما هو ؟ قال: " هذا "، وأشار إلى لسانه، قال معاذ: يا رسول الله، هو هذا!! (وأشار إلى لسانه)، قال: " وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا هذا ".
حكمــــــة
عن محمد بن سوقة رحمه الله قال:
ألا أحدثكم بحديث لعله ينفعكم، فإنه قد نفعني، قال لنا عطاء بن أبي رباح رحمه الله:
" يا ابن أخي إن من كان قبلكم يكره فضول الكلام، (وكانوا يعدون فضول الكلام) ما عدا كتاب الله تبارك وتعالى أن تقرأه، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو (أن) تنطق بحاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها، أتنكرون وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين.، عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، أما يستحي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره، أكثر ما فيها ليس من أمر دينه، ولا دنياه ".
قال سفيان بن عيينة: كان محمد بن سوقة لا يحسن أن يعصي الله -تعالى-.
حكمــــــة
عن الربيع بن خثيم رحمه الله:
" لا خير في الكلام إلا في تسع: تحميد الله، وتكبير الله، وتسبيح الله، وتهليل الله، وأمرك بالمعروف، ونهيك عن المنكر، وسؤالك الخير، وتعوذك من الشر، وقراءة القرآن. قال: فسمعت من أشياخنا من يزيد فيه قال: فذكروا عنده عليا وعثمان، فقال: عليكم بذكر الله، وذروا ذكر الرجال، (ما لنا ولذكر الرجال، وذكر الله أحب إلينا من ذكر الرجال). قال: فقيل له: يا أبا يزيد، ما لك لا تذم الناس ؟) قال: فقال: ما أنا براض عن نفسي، فأتفرغ من ذمها إلى ذم غيرها، إن الناس خافوا من ذنوب الناس، وأمنوا على ذنوبهم.
حكمــــــة
عن سفيان الثوري رحمه الله قال:
قال: عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام:
" لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم، وإن كانت لينة، فإن القلب القاسي بعيد من الله، ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كهيئة الأرباب، وانظروا في ذنوبكم كهيئة العبيد. الناس رجلان مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ".
حكمــــــة
عن زبيد الأيامي رحمه الله قال:
أخبرت أن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
" قولوا خيرا تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، ولا تكونوا عجلا مذاييع بذرا ".
"ولا تكونوا عجلاً مذاييع بذرا":
عجلاً: أي متسرعين في نقل الكلام ونشره قبل التثبت والتحقق من صحته ومناسبته.
مذاييع: أي كثيري إذاعة الكلام ونشره بين الناس، سواء كان خيرًا أو شرًا، حقًا أو باطلاً، سرًا أو علانية دون تروٍ.
بذرا: البذر هو نثر الحب ونشره بلا حساب أو تدبير. والمعنى هنا: لا تكونوا بمنزلة من ينثر الكلام وينشره كيفما اتفق دون وعي بعواقبه أو تقدير لمصالحه ومفاسده.
حكمــــــة
عن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يرى أنها بلغت حيث بلغت، فيوجب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، (و)إن الرجل يتكلم بالكلمة لا يرى أنها بلغت (حيث بلغت)، فيوجب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة ".
قال علقمة: " فلقد كنت أريد أن أتكلم بالكلام فيمنعني قول بلال ".
حكمــــــة
عن ابن عباس رضي الله عنهما (قال:) قال العباس: يا بني، إني أرى أمير المؤمنين يقربك، ويخلو بك ويستشيرك مع أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاحفظ عني ثلاث خصال: " لا يجربن عليك كذبة، ولا تفشين له سرا، ولا تغتابن عنده أحدا ". قال عامر: فقلت لابن عباس: يا ابن عباس، كل واحدة خير من ألف، (قال: نعم)، ومن عشرة آلاف.