من كتاب الزهد لهناد بن السري بن مصعب
حكمــــــة
دلالته:
فهو من اشتياق أبي الدرداء للجنة رضي الله عنه، حيث أنه قد ثبت في الحديث - كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى أن أهل الجنة جرد مرد أي ليست لهم لحية إلا إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
عن أبي الدهماء رحمه الله قال:
كان أبو الدرداء رضي الله عنه يأخذ بلحيته ويقول:
" برح الله اللحى متى الراحة منها قال: فقيل متى الراحة منها ؟ قال: إذا دخلنا الجنة ".
الشرح :
فهو من اشتياق أبي الدرداء رضي الله عنه للجنة رضي الله عنه، حيث أنه قد ثبت في الحديث - كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى أن أهل الجنة جرد مرد ــــ أي: ليست لهم لحية إلا إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
وكأن أبو الدرداء رضوان الله عليه يقول متى ترتفع هذه اللحية عن وجهي ولن ترتفع إلا إذا كنت في جنة ربي، انظر إلى هذا القلب المتوهج المشتاق إلى الله تعالى وجنته، فرضي الله عن أبي الدرداء وعن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .
حكمــــــة
عن ابن أبي مليكة رحمه الله قال :
" ما أجير من ضغطة القبر ولا سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي منديل من مناديله خير من الدنيا وما فيها ".
وهو القاضي عبد الله بن عبيد الله تولى قضاء الطائف في خلافة عبد الله بن الزبير، وقبلها كان مؤذّنه. وقد توفي ابن أبي مليكة سنة 117 هـ، بمكة، وعمره جاوز الثمانين، ولم يكن له عقب
حكمــــــة
عن عمرو بن شرحبيل الهمداني أبو ميسرة الكوفي رحمه الله قال:
" مات رجل فأتاه ملك معه سوط من نار، فقال: إني جالدك بهذا مائة جلدة قال: فيم ؟ علام ؟ قد كنت أتقي جهدي قال: فجعل يواضعه وفي كل ذلك يقول: فيم ؟ علام ؟ وقد كنت أتقي جهدي حتى بلغ فجلده جلدة التهب قبره عليه منها نارا قال: إنك بلت يوما، ثم صليت على غير وضوء، ودعاك مظلوم فلم تجبه ".
كان رحمه الله من العباد، وكانت ركبته كركبة البعير من كثرة الصلاة،
حكمــــــة
عن سعيد بن وهب قال: دخلت مع سلمان الفارسي رضي الله عنه على صديق له من كندة يعوده، فقال له سلمان: إن الله تبارك وتعالى يبتلي عبده المؤمن بالبلاء، ثم يعافيه فيكون كفارة لما مضى مستعتبا فيما بقي، وإن الله تعالى يبتلي عبده الفاجر بالبلاء ثم يعافيه فيكون كالبعير عقله أهله ثم أطلقوه، لا يدري فيما عقلوه حين عقلوه، ولا فيما أطلقوه حين أطلقوه ".
حكمــــــة
عن سالم بن أبي الجعد رحمه الله قال:
مرَّ على أبي الدرداء رضي الله عنه رجل ؛ فعجب من جلده، فقال له: " حممت قط " ؟ قال: لا. قال: " فصدعت قط " ؟ قال: لا، فقال أبو الدرداء: " بؤسا لهذا يموت بخطيئته ".
حممت قط ــ يعني: هل أصابتك حمى قط ؟ فأجاب الرجل بالنفي .
فصدعت قط ـــ يعني : هل أصابك صداع قط ؟ فأجاب الرجل بالنفي.
بؤسا لهذا يموت بخطيئته يموت بخطيئته، أي يموت بذنوبه، لأنه لم يمرض قط، ولم يكفر الله عنه شيئا من ذنوبه بالمرض.
حكمــــــة
عن منذر قال: جاء ناس من الدهاقين إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
فتعجب الناس من غلظ رقابهم، ومن صحتهم. قال: فقال عبد الله:
" إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسما وأمرضهم قلبا، وتلقون المؤمن من أصح الناس قلبا وأمرضهم جسما، وايم الله، لو مرضت قلوبكم، وصحت أجسامكم، لكنتم أهون على الله من الجعلان ".
الدهاقين: جمع دهقان، وهو رئيس القرية أو صاحب الأرض، وكانوا في الغالب من غير العرب.
غلظ رقابهم: كناية عن قوتهم وضخامة أجسامهم.
أمرضهم قلبا: أي قلوبهم مريضة بالشك والنفاق والكفر.
أهون على الله من الجعلان: الجعلان جمع جعل، وهي دويبة صغيرة سوداء، أي أنهم سيكونون عند الله في غاية الحقارة والصغر.
حكمــــــة
عن الضحاك بن مزاحم رحمه الله قال :
مر أبو بكر رضي الله عنه بطير واقع على شجرة، فقال : " طوبى لك يا طير ؛ تقع على الشجر وتأكل الثمر، ثم تطير وليس عليك حساب ولا عذاب ياليتني كنت مثلك ؛ والله لوددت أن الله خلقني شجرة إلى جانب الطريق، فمر بي بعير فأخذني فأدخلني فاه فلاكني، ثم ازدردني، ثم أخرجني بعرا ولم أك بشرا "
قال:
وقال عمر رضي الله عنه:
" يا ليتني كنت كبش أهلي، سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم بعض ما يحبون فجعلوا بعضي شواء وبعضي قديدا ثم أكلوني، فأخرجوني عذرة ولم أك بشرا "
قال:
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه:
" يا ليتني كنت شجرة تعضد ولم أك بشرا ".
حكمــــــة
عن حميد بن هلال رحمه الله قال:
كان هرم بن حيان يسير مع عبد الله بن عامر فأتت إحدى راحلتيهما على صليانة فانتفشتها،
فقال هرم:
" أيسرك أيها الأمير، أنك كنت هذه الصليانة فانتفشها بعيرك فلم تك شيئا ؟ "
قال: فقال عبد الله: إني لأرجو بعد الممات أفضل مما أصبت في الدنيا،
فقال هرم لكني: " والله لوددت أني هذه الصليانة أكلتني هذه الدابة فذهبت، فلم أك شيئا ".
والصليانة: نبات ضعيف هزيل، وقيل: هو نبت ضعيف لا يتماسك.
وانتفشها: داسها ووطئها.
حكمــــــة
عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
" يا أهل الحجرات، سعرت النار سعرت النار، وجاءت الفتن كأنها قطع الليل، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ".
رواه الإمام أحمد في مسنده، والدارمي في سننه، والطبراني في المعجم الكبير. وقد صححه الألباني في صحيح الجامع وصحيح الترغيب.
حكمــــــة
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن من عباد الله ناسا يغبطهم الأنبياء والشهداء، ما هم بأنبياء ولا شهداء " قال: قلنا: يا رسول الله، اذكرهم لنا فإنا نحبهم. قال: " هم المتحابون في الله على غير أرحام ولا أموال يتعاطونها بينهم، لا يفزعون إذا فزع الناس، ولا يحزنون إذا حزنوا، ثم تلا: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ".
حكمــــــة
عن سلمان الفارسي قال:
" إن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله عبدا إذا ذكر الله فاضت عيناه، ورجلا كان قلبه معلقا في المساجد من حبها، ورجلا لقي رجلا، فقال: إني أحبك في الله، وقال الآخر: إني لأحبك في الله فتصادقا على ذلك، ورجلا إذا تصدق بيمينه يخفيها عن شماله، ورجلا دعته امرأة حسناء ذات حسب ومنصب، فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجلا نبت بحلم وعلم فإن تكلم تكلم به وإن سكت سكت عليه، ورجلا راعى الشمس لوقت الصلاة ".
حكمــــــة
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" خرج رجل من قرية يزور أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على طريقه ملكا، فقال له: أين تريد ؟ قال: أريد أن أزور أخا لي في هذه القرية في الله، قال: فقال له: هل له عليك من نعمة تربها ؟ قال: لا، ولكني أحببته في الله. قال: ذلك قال: فإني رسول ربك إليك إنه قد أحبك كما أحببته فيه ".
حكمــــــة
عن عدي بن ثابت رحمه الله قال:
إن الله عز وجل إذا أحب عبدا نادى مناد من السماء: ألا إن الله قد أحب فلانا فأحبوه. قال: فيحببه الله إلى أهل السماء وإلى أوليائه من أهل الأرض، وإذا أبغض عبدا نادى مناد من السماء: ألا إن الله قد أبغض فلانا فأبغضوه فيبغضه الله إلى أهل السماء وإلى أوليائه من أهل الأرض ".
حكمــــــة
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" أيها الناس، إنه ليس من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به وليس من شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا قد نهيتكم عنه، وإن الروح الأمين نفث في روعي أنه ليس من نسمة تموت حتى تستوفي رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه في معاصي الله، فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته ".
حكمــــــة
عن عبد الله بن عكيم رخمه الله قال:
خطبنا أبو بكر رضي الله عنه، فقال:
" أما بعد أوصيكم بتقوى الله وأن تثنوا عليه بما هو له أهل، وتخلطوا الرغبة بالرهبة وتجمعوا الإلحاح بالمسألة فإن الله أثنى على زكريا وأهل بيته، فقال: إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ثم اعلموا عباد الله إن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم وأخذ على ذلك مواثيقكم فاشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي، وهذا كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه، ولا يطفأ نوره فصدقوا قوله وانتصحوا كتابه واستوضئوا منه ليوم الظلمة وإنما خلقكم لعبادته، ووكل بكم الكرام الكاتبين، يعلمون ما تفعلون، ثم اعلموا عباد الله إنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله فافعلوا ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم فيردكم إلى أسوأ أعمالكم فإن أقواما جعلوا آجالهم لغيرهم ونسوا أنفسهم فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم فالوحا الوحا ثم النجا النجا ؛ فإن وراءكم طالبا حثيثا مره سريعا ".
حكمــــــة
عن زبيد اليامي رحمه الله قال:
لما حضرت أبا بكر الوفاة بعث إلى عمر ليستخلفه، فقال الناس: أتستخلف علينا فظا غليظا ولو قد ملكنا كان أفظ وأغلظ، فماذا تقول لربك إذ أتيته وقد استخلفت علينا عمر ؟
فقال أبو بكر:
" أتخوفوني بربي ؟ أقول: يا رب، أمرت عليهم خير أهلك، ثم بعث إلى عمر، فقال: " إني موصيك بوصية إن حفظتها، فإن لله حقا في الليل لا يقبله في النهار، وإن لله حقا في النهار لا يقبله في الليل، وإنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا، وثقله عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه يوم القيامة إلا الحق أن يكون ثقيلا، وإنما خفت موازين من خفت يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا، وخفته عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يخف، إن الله ذكر أهل الجنة بصالح ما عملوا وتجاوز عن سيئاتهم، فيقول القائل: لا أبلغ هؤلاء، وذكر أهل النار بسوء ما عملوا ؛ إنه رد عليهم صالح الذي عملوا، فيقول القائل: أنا أفضل من هؤلاء، وذكر آية الرحمة وآية العذاب فليكن المؤمن راغبا وراهبا فلا يتمنى على الله غير الحق، ولا تلق بيدك إلى التهلكة فإن حفظت قولي لم يكن غائب أحب إليك من الموت، ولا بد لك منه، وإن أنت ضيعت قولي لم يكن غائب أبغض إليك من الموت ولن تعجزه ".
حكمــــــة
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول في خطبته:
" إن أصدق الحديث كلام الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وأحسن القصص هذا القرآن، وأحسن السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأشرف الحديث ذكر الله، وخير الأمور عزائمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى الضلالة الضلالة بعد الهدى، وخير العمل ما نفع، وخير الهدي ما اتبع، وشر العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ونفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها، وشر المعذرة عند حضرة الموت، وشر الندامة ندامة يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرا، ومن الناس من لا يذكر الله إلا مهاجرا، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما ألقي في القلوب اليقين، والريب من الكفر، والنوح من عمل الجاهلية، والغلول من جمر جهنم، والكنز كي من النار، والشعر مزامير إبليس، والخمر جماع الإثم، والنساء حبائل الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب كسب الربا، وشر المأكل أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يكفي أحدكم ما [ص: 287] قنعت به نفسه، وإنما يصير إلى موضع أربع أذرع، والأمر بآخره، وأملك العمل به خواتمه، وشر الروايا روايا الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المؤمن فسق، وقتاله كفر، وأكل لحمه من معاصي الله، وحرمة ماله كحرمة دمه، من يتأل على الله يكذبه، ومن يغفر يغفر الله له، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على الرزايا يعقبه الله، ومن يعرف البلاء يصبر عليه، ومن لا يعرف ينكر، ومن يستكبر وضعه الله، ومن يبتغ السمعة يسمع الله به، ومن ينو الدنيا يعجزه، ومن يطع الشيطان يعص الله، ومن يعص الله يعذبه ".
حكمــــــة
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي، فقال:
" يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، واعدد نفسك مع الموتى ". قال: فقال لي عبد الله: يا مجاهد إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك ومن حياتك قبل موتك فإنك يا عبد الله لا تدري ما اسمك غدا.
وهو في صحيح البخاري
حكمــــــة
كان عامر بن عبد قيس رحمه الله يقول:
" ما رأيت مثل الجنة نام طالبها، ولا رأيت مثل النار نام هاربها " قال: وكان إذا جاء الليل قال: " أذهب حر النار النوم "، فما ينام حتى يصبح، فإذا جاء النهار قال: " أذهب حر النار النوم " فما ينام حتى يمسي، فإذا جاء الليل قال: " من خاف أدلج بعد الصباح يحمد القوم السرى ".
الشرح :
الأدلاج هو السير في أول الليل.
والمعنى: من خاف فوات مطلوبه، أو خاف وقوع مكروه، فعليه أن يبدأ العمل مبكرًا، وأن يسير في الليل ليقطع مسافة أطول.
ويمكن أن يفهم أن من خاف العقاب، أو خاف فوات الخير، فليعمل جاهدًا منذ البداية.
"بعد الصباح يحمد القوم السرى":
السرى هو السير في الليل.
والمعنى: عندما يطلع الصباح، ويصل القوم إلى وجهتهم، فإنهم يحمدون سيرهم في الليل، لأنهم بذلك قطعوا مسافة كبيرة، ووصلوا مبكرًا.
حكمــــــة
عن الحسن البصري رحمه الله:
أن أصحاب هرم بن حيان قالوا له: أوصنا قال:
" أوصيكم بآخر سورة النحل ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " إلى آخر السورة،
فقالوا له: أوص،
فقال: " بما أوصي إن نفسي صدقتني في الحياة فصدقتها عند الموت مالي إلا مصحفي وسلاحي وفرسي فإذا أنا مت فاجعلوه في سبيل الله " فكان يقول فيما يقول: " لم أر مثل الجنة نام طالبها، ولم أر مثل النار نام هاربها ".
حكمــــــة
عن الربيع بن خثيم رحمه الله أنه كان إذا قيل له: كيف أصبحت يا أبا يزيد ؟
قال: " أصبحنا ضعفاء مذنبين، نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا.
قال: وقال الربيع: " اضطروا هذا الكتاب يعني القرآن إلى الله وإلى رسوله ".
قال: وقال الربيع:
" إن من الحديث حديثا له ضوء كضوء النهار، وإن من الحديث حديثا له ظلمة كظلمة الليل ".
"اضطروا": تعني ألجئوا، أو ردوا، أو ارجعوا.
حكمــــــة
عن وهب بن كيسان رحمه الله قال:
كتب رجل من أهل العراق إلى ابن الزبير حين بويع:
" سلام عليك، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد، فإن لأهل طاعة الله وأهل الخير علامة يعرفون بها وتعرف فيهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل بطاعة الله، واعلم أنما مثل الإمام مثل السوق يأتيه ما زكى فيه فإن كان برا جاءه أهل البر ببرهم وإن كان فاجرا جاءه أهل الفجور بفجورهم ".
حكمــــــة
عن محمد بن سوقة رحمه الله قال:
أتيت نعيم بن أبي هند رحمه الله فأخرج إلي صحيفة فإذا فيها:
" من أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب: سلام عليك، أما بعد، فإنا عهدناك، وشأن نفسك لك مهم فأصبحت وقد وليت أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها، يجلس بين يديك الشريف والوضيع والصديق والعدو ولكل حصة من العدل فانظر كيف أنت عند ذلك، يا عمر إنا نحذرك يوما تعنو فيه الوجوه، وتجف فيه القلوب، وتنقطع فيه الحجج بحجة ملك قهرهم بجبروته، والخلق داخرون له يرجون رحمته ويخافون عقابه، وإنا نحذرك ما حذرت به الأمم قبلنا، وإنا كنا نحدث أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر زمانها أن يكون إخوان العلانية أعداء السريرة، وإنا نعوذ بالله أن ينزل كتابنا منك سوى المنزل الذي نزل من قلوبنا، وإنا كتبنا به نصيحة لك، والسلام عليك. فكتب إليهما: من عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل: سلام عليكما، أما بعد فإنكما كتبتما إلي تذكران أنكما عهدتماني، وأمر نفسي إلي مهم، وإني أصبحت قد وليت أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها، يجلس بين يدي الشريف والوضيع والعدو والصديق ولكل حصة من العدل كتبتما: فانظر كيف أنت عند ذلك يا عمر، وإنه لا حول ولا قوة عند ذلك لعمر إلا بالله كتبتما تحذراني ما حذرت منه الأمم قبلنا، وقديما كان اختلاف الليل والنهار بآجال الناس يقربان كل بعيد ويبليان كل جديد ويأتيان بكل موعود حتى يصير الناس إلى منازلهم من الجنة والنار، كتبتما تذكراني أنكما كنتما تحدثانني أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر زمانها أن يكون إخوان العلانية أعداء السريرة ولستم بأولئك، وليس هذا بزمان ذلك، وإنما ذلك زمان يظهر فيه الرغبة والرهبة، تكون رغبة بعض الناس إلى بعض لصلاح دنياهم ورهبة بعض الناس من بعض لصلاح دنياهم، كتبتما تعوذان بالله أن أنزل كتابكما سوى المنزل الذي نزل من قلوبكما فإنكما كتبتما به نصيحة لي وقد صدقتما فلا تدعا الكتاب إلي، فإنه لا غنى عنكما، والسلام عليكما ".
حكمــــــة
عن رجل، من أهل الشام يكنى أبا عبد الله قال:
أتيت طاوسا أسأله عن شيء، فاستأذنت عليه، فخرج إلي شيخ كبير، فقلت: أنت طاوس ؟ فقال: أنا ابنه. قال: قلت: لئن كنت ابنه فقد خرف أبوك،
فقال: إن العالم لا يخرف، ثم قال: إذا دخلت فأوجز قال: " فدخلت عليه، فقال: إذا سألت فأوجز، فقلت: إن أوجزت لي أوجزه،
قال: " إني معلمك في مجلسي هذا التوراة والإنجيل والقرآن " فقلت: لئن علمتني التوراة والإنجيل والقرآن لم أسألك عن شيء، فقال: " خف الله حتى لا يكون شيء أخوف عندك منه، وارجه رجاء أشد من خوفك إياه، وأحب للناس ما تحب لنفسك ".
حكمــــــة
عن شقيق البلخي رحمه الله قال:
" خرجنا في ليلة مخوفة فمررنا بأجمة فيها رجل نائم، وقيد فرسه فهي ترعى عند رأسه، فأيقظناه، فقلنا له: تنام في مثل هذا المكان ؟ قال: فرفع رأسه، فقال: " إني أستحي من ذي العرش أن يعلم أني أخاف شيئا دونه " ثم وضع رأسه فنام ".
والأجَمَةُ أو الدَّغَل أو الدِّيْسَة أو هي أرض غير مزروعة تتكاثف فيها الأشجار.