من كتاب الزهد لهناد بن السري بن مصعب
حكمــــــة
عن عبد الرحمن بن يزيد رحمه الله قال:
كان الربيع بن خثيم يأتي علقمة يوم الجمعة، فيتحدث عنده، فيرسلون إلي فأجيء، فأتحدث معهم، فأرسلوا إلي يوما فجئت، فقال لي علقمة: ألم تر ما أتانا به الربيع بن خثيم ؟ قلت: وما هو ؟ قال: ثنا رجل من أهل الكتاب قال: ألم تر إلى كثرة دعاء الناس وقلة الإجابة ؟ ! ذلك أن الله لا يقبل إلا الناخلة، والناخلة الخالصة، فقلت: فقد قال عبد الله مثلها، قال: وما قال ؟ قلت: أما سمعته يقول: " والذي لا إله غيره لا يقبل الله من مسمع، ولا مراء، ولا لاعب، إلا داع دعاء ثابتا من قلبه " قال: بلى.
حكمــــــة
قال عمر رضي الله عنه :
" أيها الناس! إنما كنا نعرفكم إذ بين أظهرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذ ينزل الوحي وينبئنا الله من أخباركم، فقد ذهب برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانقطع الوحي وإنما أعرفكم بما أقول لكم: من أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه، ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه، وسرائركم بينكم وبين ربكم، ألا وإنه قد أتى علي حين وأنا أرى أنه من قرأ القرآن إنما يريد الله وما عنده، وقد خيل إلي بآخرة أن رجالا يقرؤونه يريدون به ما عند الناس، فأريدوا الله بقراءتكم وأعمالكم ".
حكمــــــة
عن هلال بن يساف الأشجعي رحمه الله قال:
قال عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم -:
" إذا تصدق أحدكم فليعط بيمنه، وليخف من شماله، وإذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن أو ليمسح شفتيه من دهنه حتى ينظر إليه الناظر فلا يرى أنه صائم، وإذا صلى أحدكم في بيته فليخف عليه ستره ؛ فإن الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق ".
حكمــــــة
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" ينزل الله تبارك وتعالى في السماء الدنيا في كل ليلة (من النصف الأخير أو الثلث الأخير)، فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، حتى يطلع الفجر أو ينصرف القارئ من صلاة الصبح ".
وأصله في البخاري ومسلم
حكمــــــة
(قال) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
" المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل (يخاف) أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، فقال به هكذا فطار ".
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لله أفرح بتوبة أحدكم من رجل بأرض دوية مهلكة، معه راحلته عليها زاده، وطعامه وشرابه، وما يصلحه، فأضلها ؛ فخرج في طلبها (حتى) إذا أدركه الموت، قال: أرجع إلى مكاني الذي أضللتها فيه فأموت. قال: فرجع إلى مكانه، فغلبته عيناه، فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه عليها طعامه، وشرابه، وما يصلحه ".
حكمــــــة
قال ابن مسعود رضي الله عنه :
جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إني عالجت امرأة في أقصى المدينة فأصبت منها ما دون أن أمسها، فأنا هذا فاقض (في) ما شئت! قال: فقال عمر: لقد سترك الله، لو سترت نفسك. قال: ولم يرد النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا. قال: فقام الرجل، فانطلق فأتبعه النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا، فدعاه، فلما أتاه قرأ عليه وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين، قال: فقال رجل من القوم: هذا له خاصة (يا رسول الله ؟)، قال: " لا، بل للناس كافة ".
حكمــــــة
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه، فإما سألوه على ما نبايعك ؟ وإما قال لهم: " أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، فمن أتى منكم شيئا من هذا فأقيم عليه الحد، فالحد كفارته، ومن ستر الله عليه فحسابه على ربه، ومن لم يأت منهن شيئا ضمنت له الجنة ".
حكمــــــة
عن أبي حازم الاشجعي - صاحب ابي هريرة رضي الله عنه قال:
ما أعلمني إلا قد سمعته من أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
" إن الرجل ليعمل بالخطيئة الذي هو إن عمل حسنة قط أنفع له منها، وإن الرجل ليعمل الحسنة الذي هو إن عمل خطيئة أضر عليه منها ".
قال: وذكر أبو موسى عن الحسن رحمه الله قال:
" إن الرجل ليذنب الذنب ما يزال به كئيبا حتى يدخل الجنة ".
حكمــــــة
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
" أربع آيات في كتاب الله (عز وجل) أحب إلي من حمر النعم وسودها. قالوا: وأين هن ؟ قال: إذا مر بهن العلماء عرفوهن، قالوا له: في أي سورة ؟ قال:
في سورة النساء قوله: إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما.
وقوله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما.
وقوله تعالى: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما.
وقوله تعالى : ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما .
حكمــــــة
عن الضحاك رحمه الله قال:
" ثلاثة لا يسمع الله لهم دعاء: رجل معه امرأة زنا، كلما قضى شهوته منها قال: رب اغفر لي، فيقول الرب: تحول عنها وأنا أغفر لك، وإلا فلا، ورجل باع بيعا إلى أجل مسمى ولم يشهد ولم يكتب، فكابره الرجل بماله، فيقول: يا رب! كابرني بمالي، فيقول الرب: لا آجرك ولا أنجيك، إني أمرتك بالكتاب والشهود فعصيتني، ورجل يأكل مال قوم وهو ينظر إليهم، ويقول: يا رب، اغفر لي ما أكلت من مالهم، فيقول الرب: رد إليهم مالهم، فأغفر لك وإلا فلا ".
وهو في معنى الحديث الصحيح : ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم :
وصححه الشيخ الألباني قال المناوي: وهو محمول على دعائهم على هذه الأصضناف الثلاثة ..
حكمــــــة
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" يقول الله تبارك وتعالى: يا عبدي، كلكم ضال إلا من هديت، فسلوني الهدى أهدكم، وكلكم فقير إلا من أغنيت فسلوني (الغنى)، أرزقكم، وكلكم مذنب إلا من عافيت، فمن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني، غفرت له ولا أبالي، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أتقى عبد من عبادي، ما زاد ذلك في ملكي جناح بعوضة، (ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى عبد من عبادي ما نقص ذلك من ملكي جناح بعوضة)، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم، اجتمعوا على صعيد واحد، فسأل كل إنسان منهم ما بلغت أمنيته، فأعطيت كل سائل منهم ما سأل، ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بالبحر فغمس فيه إبرة، ثم رفعها إليه، ذلك بأني جواد ماجد واجد أفعل ما أريد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كن فيكون ".
وهو في صحيح مسلم
حكمــــــة
عن خالد بن أبي عزة رحمه الله أن عليا رضي الله عنه أتاه رجل فقال: ما ترى في رجل أذنب ذنبا ؟
قال: " يستغفر الله ويتوب إليه " قال: قد فعل، ثم عاد ؟ (قال: " يستغفر الله ويتوب إليه ". قال: قد فعل، ثم عاد ؟). قال: " يستغفر الله، ثم يتوب إليه "، فقال له في الرابعة: قد فعل، ثم عاد ؟ فقال علي رضي الله عنه: " حتى متى "، ثم قال: " يستغفر الله ويتوب إليه ولا يمل حتى يكون الشيطان هو المحسور ".
حكمــــــة
عن منذر الثوري أبي يعلى الكوفي رحمه الله قال:
كان الربيع إذا أتاه الرجل يسأله قال: " اتق الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه لأنا عليكم في العمد أخوف عليكم مني في الخطأ، وما خيركم اليوم بخير، ولكنه خير من آخر شر منه، وما تتبعون الخير حق اتباعه وما تفرون من الشر حق فراره، ولا كل ما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - أدركتم، ولا كل ما تقرؤون تدرون ما هو "، ثم يقول: " السرائر، السرائر اللاتي تخفين من الناس وهن لله بواد ، التمسوا دواءهن، ثم يقول: وما دواؤهن ؟ أن تتوب، ثم لا تعود ".
حكمــــــة
عن شهر بن حوشب رحمه الله قال:
دخلت أنا وخال لي على عائشة أم المؤمنين، فقلت لها:
يا أم المؤمنين، إن أحدنا ليحدث نفسه بالحديث لو تكلم به ذهبت آخرته، ولو ظهر عليه قتل،
قال: فكبرت ثلاثا، ثم قالت رضي الله عنها :
سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فكبر (ثلاثا)، ثم قال: " ما يحس ذلك إلا المؤمن ".
حكمــــــة
عن كعب الأحبار رحمه الله قال:
" نجد في كتاب الله: ما من عبد مؤمن يغدو إلى المسجد ويروح، لا يغدو ولا يروح إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه، أو يذكر الله أو يذكر به، إلا كان في كتاب الله كمثل المجاهد في سبيل الله، وما من عبد يغدو إلى المسجد، ولا يغدو ولا يروح إلا لأخبار الناس وأحاديثهم إلا كان مثله في كتاب الله مثل الذي يرى شيئا يعجبه وليس له، يرى المصلين (وليس منهم) ويرى الذاكرين وليس منهم ".
حكمــــــة
عن رجل من بني يربوع، قال:
أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يكلم الناس، فسمعته يقول:
" يد المعطي العليا أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك، أدناك " قال: فقام إليه الناس، فقالوا: يا رسول الله، هؤلاء بنو فلان الذين قتلوا فلانا ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تجني نفس على أخرى ".
حكمــــــة
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل قال: " الصلاة لميقاتها "، قال: قلت: ثم أي ؟ قال: " ثم بر الوالدين " قال: قلت: ثم أي ؟ قال: " ثم الجهاد في سبيل الله " قال: فما تركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أسأله إلا إرعاء عليه .
قال هناد: إرعاء: إبقاء عليه.
حكمــــــة
عن أبي عبد الرحمن السلمي رحمه الله قال:
كان منا رجل يبر والدته، فأمرته أمه أن يتزوج امرأة، فتزوجها، ثم قالت (له:) يا بني! أنا الذي أمرتك أن تزوجها، وأنا آمرك أن تطلقها، فأبى أن يفعل، قال: فخرج الرجل إلى الشام، فلقي أبا الدرداء فذكر له، فقال أبو الدرداء: لا آمرك أن تطلق امرأتك، ولا آمرك أن تعصي أمك، ولكن سأحدث بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " الوالد أوسط أبواب الجنة ؛ فاحفظ ذلك الباب أو ضيعه "، قال: فرجع الرجل فطلقها.
حكمــــــة
عن معاوية السلمي رضي الله عنه رجل من بني سليم،
قال: جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، أردت الجهاد معك، والغزو، فقال: " أحية أمك " ؟ قلت: نعم. قال: " الزم رجلها " قال: قلت ما أظن (أن) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهم، فأتيته من ناحية أخرى، فأعدت عليه ثلاث مرات، كل ذلك يقول: " أحية أمك ؟ "، فأقول: نعم، فيقول: " الزم رجلها ". فقال لي عند آخر ذلك: " ويلك الزم رجلها، ثم أو ثم الجنة ".
صحيح
حكمــــــة
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
حججت معه حتى إذا كنا ببعض طريق مكة، رأيته يمم شجرة ونظر حتى إذا استثبت جلس تحتها، ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت هذه الشجرة، إذ أقبل رجل من هذا الشعب، فسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: يا رسول الله، إني قد أردت الجهاد معك، أبتغي ذلك وجه الله والدار الآخرة. قال: (فقال:) " هل من والديك أحد حي ؟ "، قال: نعم يا رسول الله كلاهما. قال: " ارجع فابرر والديك ". قال: فولى راجعا من حيث جاء، قال: فما أنسى قولنا: إنه لشارب لبن.
وأصله في البخاري ومسلم
حكمــــــة
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" ما من رجل يصبح مرضيا لأبويه إلا أصبح له بابان مفتوحان إلى الجنة حتى يمسي، وإن أمسى مرضيا لهما أمسى له بابان مفتوحان إلى الجنة حتى يصبح، وإن كان واحدا فواحدا، وإن كان اثنين فاثنين، وما من رجل يصبح مسخطا لوالديه إلا أصبح، له بابان مفتوحان إلى جهنم حتى يمسي، وإن أمسى مسخطا لهما أمسى وله بابان مفتوحان من جهنم حتى يصبح، وإن كان واحدا فواحدا، وإن كان اثنين فاثنين "، فقال يا رسول الله: وإن ظلماه ؟ ! قال: " وإن ظلماه " قال: وإن ظلماه، " وإن ظلماه، (وإن ظلماه) ".
حكمــــــة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" إن الله حين خلق الخلق قامت الرحم، فقالت: هذا مقام عائذ بك من القطيعة، فقال تبارك وتعالى: أترضين أن أصل من وصلك، وأن أقطع من قطعك ؟ قالت: نعم، واقرؤوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . "
البخاري ومسلم
حكمــــــة
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل، فقال:
يا رسول الله، إن لي أقرباء أحسن ويسيئون، وأعفو ويظلمون، وأصل ويقطعون، فأكافئهم بمثل ما يصنعون ؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" إذا تتركون جميعا، ولكن جد عليهم بالفضل، فإنه لا يزال لك عليهم من الله ظهيرا ".
حكمــــــة
عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
أوصاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع: أحب المساكين، وأدنو منهم، وأن أصل رحمي، وإن جفاني، و(أن) أنظر إلى من هو أسفل مني، ولا أنظر (إلى) من (هو) فوقي، وأن أتكلم بمر الحق، ولا أخاف في الله لومة لائم، ولا أسأل أحدا شيئا، وأن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله (العلي العظيم).
صحيح