من كتاب الزهد لهناد بن السري بن مصعب
حكمــــــة
عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه رحمه الله قال:
استعمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرحبيل بن السمط على مسلحة دون المدائن ؛ فقام شرحبيل فخطبهم، فقال: " يا أيها الناس، إنكم في أرض الشراب فيها فاش، والنساء فيها كثيرة، فمن أصاب منكم حدا فليأتنا فنقيم عليه الحد طهوره. قال: فبلغ ذلك عمر فكتب إليه: " لا أم لك، أنت تأمر الناس، يهتكوا ستر الله الذي سترهم!! ".
حكمــــــة
عن إبراهيم النخعي رضحمه الله قال:
خرج رجل جليس فلما حضر العدو قال لأصحابه: من كان منكم أصاب حدا، فليقم حتى نطهره قبل أن نلقى عدونا، قال: فبلغ ذلك عبد الله بن مسعود فقال رضي الله عنه : "إِنَّ النَّاسَ يُغَيِّرُونَ وَلَا يُغَيِّرُونَ، وَإِنَّ اللَّهَ يُغَيِّرُ وَلَا يُغَيِّرُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَصَابَ حَدًّا، فَلْيَسْتَتِرْ كَمَا سَتَرَهُ اللَّهُ".
حكمــــــة
عن الشعبي رحمه الله قال:
أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل، فقال: إن لي بنتا كنت وأدتها في الجاهلية، [فاستخرجناها قبل أن تموت]، فأدركت معنا الإسلام، فأسلمت، فلما أسلمت أصابها حد من حدود الله، فأخذت الشفرة لتذبح نفسها، فأدركناها وقد قطعت بعض أوداجها، فداويتها حتى برئت، ثم أقبلت بعد توبة حسنة، وهي تخطب إلى قوم، فأخبرهم من شأنها بالذي كان ؟ فقال عمر رضي الله عنه: " أتعمد إلى ما ستره الله فتبديه، والله لئن أخبرت بشأنها أحدا من الناس لأجعلنك نكالا لأهل الأمصار، أنكحها نكاح العفيفة المسلمة ".
حكمــــــة
قال ابن مسعود رضي الله عنه :
جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني عالجت امرأة في أقصى المدينة، فأصبت منها دون أن أمسها، فأنا هذا فاقض في ما شئت، فقال عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك ؟ قال: ولم يرد النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فقام الرجل فانطلق فأتبعه النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا فدعاه، فلما أتاه قرأ عليه وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين فقال رجل من القوم: هذا له يا نبي الله خاصة ؟ فقال: " لا، بل للناس كافة ".
البخاري ومسلم
حكمــــــة
عن منصور بن المعتمر رحمه الله قال:
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، قال:
" الرجل يكون في القوم، فتمر بهم المرأة، فيريهم أنه غض بصره عنها، فإن رأى منهم غفلة نظر إليها، ولحظ إليها، فإن خاف أن يفطنوا له غض بصره، وقد اطلع الله من قلبه ود أنه نظر إلى عورتها ".
حكمــــــة
عن حنش بن الحارث النخعي عن أبيه رضي الله عنه - وكان شهد القادسية - قال:
رجعنا من القادسية، فكان أحدنا ينتج فرسه من الليل، فإذا أصبح نحر مهرها، قال: فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه، فكتب إلينا: " أن أصلحوا ما رزقكم الله، فإن في الأمر نفسا ".
"ينتج فرسه" يعني أن الفرس كانت تلد مهرًا (صغير الخيل) في الليل.
وفيه النهي عن قتل الحيوانات الصغيرة أو إتلافها بلا مصلحة معتبرة.