مختارات من كتاب الأدب من المصنف لأبي بكر بن أبي شيبة
A
حكمــــــة
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثوري، عَنْ مَالِكٍ بن مِغْول بن عاصم البجلي الكوفي ، عَنْ طَلْحَةَ بن مُصَرِّف (أو مُتصرِّف) اليامي الكوفي، قَالَ : « قَبَّلَ خَيْثَمَةُ يَدِي »، قَالَ مَالِكٌ: « وَقَبَّلَ طَلْحَةُ يَدِي » .
وخيثمة هو خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي. من كبار التابعين الثقات العباد، وأحد أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
وخيثمة هو خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي. من كبار التابعين الثقات العباد، وأحد أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّقَنُّعِ
بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّقَنُّعِ
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ:
" قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ، وَهُوَ يَعِظُهُ: يَا بُنَيَّ ! إِيَّاكَ وَالتَقَنُّعَ، فَإِنَّهُ مَخْوَنَةٌ بِاللَّيْلِ، أَوْ قَالَ: مَذَلَّةٌ بِالنَّهَارِ "،
والتقنّع مأخوذ من القِناع، وهو ما يُغطّى به الرأس أو الوجه .
ومعناه هنا :
أن يُغطي الإنسان وجهه أو رأسه بالثوب من غير حاجة.
قال في النهاية في غريب الحديث (لابن الأثير):
التقنّع: أن يُلقي الرجل على رأسه ثوبًا فيغطي أكثر وجهه، وهو من فعل النساء، فنُهي عنه الرجال.
وقال الخطابي في معالم السنن:
التقنع تغطية الرأس والوجه بالثوب، وهو هيئة المتكبرين أو المتخفين.
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ:
" قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ، وَهُوَ يَعِظُهُ: يَا بُنَيَّ ! إِيَّاكَ وَالتَقَنُّعَ، فَإِنَّهُ مَخْوَنَةٌ بِاللَّيْلِ، أَوْ قَالَ: مَذَلَّةٌ بِالنَّهَارِ "،
والتقنّع مأخوذ من القِناع، وهو ما يُغطّى به الرأس أو الوجه .
ومعناه هنا :
أن يُغطي الإنسان وجهه أو رأسه بالثوب من غير حاجة.
قال في النهاية في غريب الحديث (لابن الأثير):
التقنّع: أن يُلقي الرجل على رأسه ثوبًا فيغطي أكثر وجهه، وهو من فعل النساء، فنُهي عنه الرجال.
وقال الخطابي في معالم السنن:
التقنع تغطية الرأس والوجه بالثوب، وهو هيئة المتكبرين أو المتخفين.
حكمــــــة
عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ : « رَأَيْتُ طَاوُسًا عَلَيْهِ مِقْنَعَةُ الرُّهْبَانِ » .
وعُبَيْدة بن عمرو السَّلمانِي (ت ٧٢ هـ تقريبًا)،
تابعيٌّ جليل، من كبار فقهاء الكوفة، أدرك زمن النبي ﷺ لكنه لم يره، وأسلم في حياته.
كان من تلامذة عليّ بن أبي طالب وابن مسعود رضي الله عنهما ،
وما فعله طاووس، فكان لباس زهد وعبادة لا يُقصد به رياء ولا ريبة . فالمقصد حسن .
وعلى هذا التفصيل يحمل كل ما جاءعلى الجواز .
وعُبَيْدة بن عمرو السَّلمانِي (ت ٧٢ هـ تقريبًا)،
تابعيٌّ جليل، من كبار فقهاء الكوفة، أدرك زمن النبي ﷺ لكنه لم يره، وأسلم في حياته.
كان من تلامذة عليّ بن أبي طالب وابن مسعود رضي الله عنهما ،
وما فعله طاووس، فكان لباس زهد وعبادة لا يُقصد به رياء ولا ريبة . فالمقصد حسن .
وعلى هذا التفصيل يحمل كل ما جاءعلى الجواز .
بَابُ الرَّجُلِ يَبِيتُ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ
بَابُ الرَّجُلِ يَبِيتُ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ :
« مَنْ نَامَ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ »
.
والغَمَر بفتح الغين والميم والراء:
هو أثر الدسم والدهون والروائح التي تبقى في اليد بعد الأكل .
قال ابن الأثير في النهاية:
"الغَمَر: الدسم الذي يكون في اليد من اللحم ونحوه " .
وقال النووي:
"الغمر: هو الزَّهَم والدَّسَم وبقية رائحة اللحم أو الطعام على اليد ".
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ :
« مَنْ نَامَ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ »
.
والغَمَر بفتح الغين والميم والراء:
هو أثر الدسم والدهون والروائح التي تبقى في اليد بعد الأكل .
قال ابن الأثير في النهاية:
"الغَمَر: الدسم الذي يكون في اليد من اللحم ونحوه " .
وقال النووي:
"الغمر: هو الزَّهَم والدَّسَم وبقية رائحة اللحم أو الطعام على اليد ".
بَابُ مُجَالَسَةِ النَّاسِ وَمُخَالَطَتِهِمْ
بَابُ مُجَالَسَةِ النَّاسِ وَمُخَالَطَتِهِمْ
عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ قَالَ: قَالَ صَعْصَعَةُ لِابْنِ أَخِيهِ :
« إِنِّي كُنْتُ أَحَبَّ إِلَى أَبِيكَ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ ابْنِي، فَإِذَا لَقِيتَ الْمُؤْمِنَ فَخَالِطْهُ ، وَإِذَا لَقِيتَ الْفَاجِرَ فَخَالِفْهُ »
عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ قَالَ: قَالَ صَعْصَعَةُ لِابْنِ أَخِيهِ :
« إِنِّي كُنْتُ أَحَبَّ إِلَى أَبِيكَ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ ابْنِي، فَإِذَا لَقِيتَ الْمُؤْمِنَ فَخَالِطْهُ ، وَإِذَا لَقِيتَ الْفَاجِرَ فَخَالِفْهُ »
حكمــــــة
عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ؛ أَفْضَلُ مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ »
« الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ؛ أَفْضَلُ مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ »
بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنِ اطِّلَاعِ الرَّجُلِ عَلَى الرَّجُلِ
بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنِ اطِّلَاعِ الرَّجُلِ عَلَى الرَّجُلِ
عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ :
اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ مِدْرًى يَحُكُّ رَأْسَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ »
عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ :
اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ مِدْرًى يَحُكُّ رَأْسَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ »
حكمــــــة
عَنْ أَبِي سُوَيْدٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ : كُنَّا بِبَابِ ابْنِ عُمَرَ نَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ، فَحَانَتْ مِنِّي الْتِفَاتَةٌ، فَرَآنِي، فَقَالَ: « أَيُّكُمُ الْمُطَّلِعُ فِي دَارِي »، قَالَ: قُلْتُ: " أَنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ، حَانَتْ مِنِّي الْتِفَاتَةٌ فَنَظَرْتُ، فَقَالَ : « وَيَحِلُّ لَكَ أَنْ تَطَّلِعَ فِي دَارِي »
حكمــــــة
عَنِ الْحَسَنِ رحمه الله قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« مَنْ سَبَقَهُ بَصَرُهُ إِلَى الْبُيُوتِ قَبْلَ أَنْ يَسْتَأْذِنَ فَقَدْ دَمَرَ »،
قَالَ عَوْفٌ (أحد الرواة): يَعْنِي دَخَلَ ".
المعنى اللغوي والشرعي لـ "دَمَرَ":
القول المشهور (الذي فسره عوف) : أن "دَمَرَ" هنا بمعنى "دَخَلَ". والمقصود: أن هذا الفعل (النظر قبل الإذن) هو بمثابة دخول للبيت دون إذن، وهو تجاوز لحرمة المكان وخصوصيته. وكأنَّ عينه التي سبقت هي بمثابة الجسد الذي دخل.
المعنى الآخر المحتمل لـ "دَمَرَ" (في اللغة): أن "دَمَرَ" قد تأتي بمعنى "هَلَكَ" أو "خَسِرَ" أو "أتى أمراً عظيماً". وعلى هذا يكون المعنى: فقد هلك أو خسر أو ارتكب إثماً عظيماً لانتهاكه حرمة البيت.
« مَنْ سَبَقَهُ بَصَرُهُ إِلَى الْبُيُوتِ قَبْلَ أَنْ يَسْتَأْذِنَ فَقَدْ دَمَرَ »،
قَالَ عَوْفٌ (أحد الرواة): يَعْنِي دَخَلَ ".
المعنى اللغوي والشرعي لـ "دَمَرَ":
القول المشهور (الذي فسره عوف) : أن "دَمَرَ" هنا بمعنى "دَخَلَ". والمقصود: أن هذا الفعل (النظر قبل الإذن) هو بمثابة دخول للبيت دون إذن، وهو تجاوز لحرمة المكان وخصوصيته. وكأنَّ عينه التي سبقت هي بمثابة الجسد الذي دخل.
المعنى الآخر المحتمل لـ "دَمَرَ" (في اللغة): أن "دَمَرَ" قد تأتي بمعنى "هَلَكَ" أو "خَسِرَ" أو "أتى أمراً عظيماً". وعلى هذا يكون المعنى: فقد هلك أو خسر أو ارتكب إثماً عظيماً لانتهاكه حرمة البيت.
حكمــــــة
عَنْ هُزَيْلٍ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُ، فَقَامَ عَلَى الْبَابِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « هَكَذَا عَنْكَ وَهَكَذَا، فَإِنَّمَا الِاسْتِئْذَانُ مِنَ النَّظَرِ » .
فَقَامَ عَلَى الْبَابِ: موضع وقوف الرجل كان مباشرة أمام الباب، بحيث إذا فُتح الباب، انكشف له ما في داخل البيت.
قول النبي صلى الله عليه وسلم: «هَكَذَا عَنْكَ وَهَكَذَا» :
هذه العبارة هي فعل وإشارة من النبي صلى الله عليه وسلم.
والمعنى: أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ليتحول عن مقابلة الباب مباشرة، أي "تحول هكذا (إلى اليمين) وهكذا (إلى اليسار) "، أي قف جانباً عن فتحة الباب.
والمقصد : أمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يستقبل الباب بوجهه وصدره أثناء الاستئذان، بل يقف بحيث يكون الباب على يمينه أو يساره، لئلا يقع بصره على عورات أهل البيت إذا فُتح الباب .
فَقَامَ عَلَى الْبَابِ: موضع وقوف الرجل كان مباشرة أمام الباب، بحيث إذا فُتح الباب، انكشف له ما في داخل البيت.
قول النبي صلى الله عليه وسلم: «هَكَذَا عَنْكَ وَهَكَذَا» :
هذه العبارة هي فعل وإشارة من النبي صلى الله عليه وسلم.
والمعنى: أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ليتحول عن مقابلة الباب مباشرة، أي "تحول هكذا (إلى اليمين) وهكذا (إلى اليسار) "، أي قف جانباً عن فتحة الباب.
والمقصد : أمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يستقبل الباب بوجهه وصدره أثناء الاستئذان، بل يقف بحيث يكون الباب على يمينه أو يساره، لئلا يقع بصره على عورات أهل البيت إذا فُتح الباب .
حكمــــــة
عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ رحمه الله :
أَنَّ رَجُلًا جَعَلَ يَمْدَحُ عُثْمَانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَعَمَدَ الْمِقْدَادُ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَجَعَلَ يَحْثُو فِي وَجْهِهِ الْحَصَى، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا شَأْنُكَ ؟، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ » .
أَنَّ رَجُلًا جَعَلَ يَمْدَحُ عُثْمَانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَعَمَدَ الْمِقْدَادُ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَجَعَلَ يَحْثُو فِي وَجْهِهِ الْحَصَى، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا شَأْنُكَ ؟، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ » .
حكمــــــة
عَنْ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ :
« إِيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ ؛ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ » .
شبه النبي صلى الله عليه وسلم المدح بالذبح لشدة الضرر الذي يلحقه بالممدوح، ولهذا التشبيه أوجه عدة ذكرها العلماء :
قتل معنوي (هَلَاك): المدح المفرط قد يقتل الممدوح معنوياً وروحياً. فإذا سمع الشخص مدحاً كثيراً، فإنه:
يُصاب بالعُجب والغرور: فيظن أنه وصل إلى الكمال، فيمتنع عن إصلاح نفسه أو السعي نحو الأفضل.
يركن إلى المدح ويترك العمل: فيُقطع عليه باب العمل الصالح ظناً منه أن مدح الناس دليل على استقامته التامة.
قد يُصاب بالرياء: فيعمل العمل لأجل أن يمدحه الناس لا ابتغاء وجه الله، وهذا هلاك للعمل .
« إِيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ ؛ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ » .
شبه النبي صلى الله عليه وسلم المدح بالذبح لشدة الضرر الذي يلحقه بالممدوح، ولهذا التشبيه أوجه عدة ذكرها العلماء :
قتل معنوي (هَلَاك): المدح المفرط قد يقتل الممدوح معنوياً وروحياً. فإذا سمع الشخص مدحاً كثيراً، فإنه:
يُصاب بالعُجب والغرور: فيظن أنه وصل إلى الكمال، فيمتنع عن إصلاح نفسه أو السعي نحو الأفضل.
يركن إلى المدح ويترك العمل: فيُقطع عليه باب العمل الصالح ظناً منه أن مدح الناس دليل على استقامته التامة.
قد يُصاب بالرياء: فيعمل العمل لأجل أن يمدحه الناس لا ابتغاء وجه الله، وهذا هلاك للعمل .
حكمــــــة
عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:
« عَقَرْتَ الرَّجُلَ عَقَرَكَ اللَّهُ، تُثْنِي عَلَيْهِ فِي وَجْهِهِ فِي دِينِهِ » .
« عَقَرْتَ الرَّجُلَ عَقَرَكَ اللَّهُ، تُثْنِي عَلَيْهِ فِي وَجْهِهِ فِي دِينِهِ » .
حكمــــــة
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ:
مَدَحَ رَجُلٌ رَجُلًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ - مِرَارًا »، ثُمَّ قَالَ : -
" إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لَا مَحَالَةَ، فَلْيَقُلْ: أَحْسَبُ، وَلَا يُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا " .
مَدَحَ رَجُلٌ رَجُلًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ - مِرَارًا »، ثُمَّ قَالَ : -
" إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لَا مَحَالَةَ، فَلْيَقُلْ: أَحْسَبُ، وَلَا يُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا " .
حكمــــــة
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ رحمه الله:
أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَمْدَحُ رَجُلًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يَحْثُو التُّرَابَ نَحْوَ وَجْهِهِ بِأَصَابِعِهِ، وَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي أَفْوَاهِهِمُ التُّرَابَ » .
أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَمْدَحُ رَجُلًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يَحْثُو التُّرَابَ نَحْوَ وَجْهِهِ بِأَصَابِعِهِ، وَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي أَفْوَاهِهِمُ التُّرَابَ » .
بَابُ الْمَشُورَةِ ، مَنْ أَمَرَ بِهَا ؟
بَابُ الْمَشُورَةِ، مَنْ أَمَرَ بِهَا ؟
عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ:
" قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ لَا تَقْطَعْ أَمْرًا حَتَّى تُشَاوِرَ مُرْشِدًا ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ لَمْ تَحْزَنْ عَلَيْهِ " .
عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ:
" قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ لَا تَقْطَعْ أَمْرًا حَتَّى تُشَاوِرَ مُرْشِدًا ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ لَمْ تَحْزَنْ عَلَيْهِ " .
حكمــــــة
عَنْ عَطَاءٍ بن أبر رباح رحمه الله قَالَ :
« لَا تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الْأَعَاجِمِ ، وَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ فِي كَنَائِسِهِمْ ، فَإِنَّ السُّخْطَةَ تَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ » .
ورطانة الأعاجم:
أي لغاتهم الخاصة حين تُستعمل على وجه التشبه بهم والتأثر بعاداتهم، لا لمجرد الحاجة أو التواصل.
قال ابن الأثير: الرطانة كلام الأعاجم، ولا يُفهم منه العرب.
« لَا تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الْأَعَاجِمِ ، وَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ فِي كَنَائِسِهِمْ ، فَإِنَّ السُّخْطَةَ تَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ » .
ورطانة الأعاجم:
أي لغاتهم الخاصة حين تُستعمل على وجه التشبه بهم والتأثر بعاداتهم، لا لمجرد الحاجة أو التواصل.
قال ابن الأثير: الرطانة كلام الأعاجم، ولا يُفهم منه العرب.
حكمــــــة
عَنِ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ قَالَ : سَمِعْتُ شَيْخًا بِمَكَّةَ يَقُولُ :
أَشْرَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ هَذَا الْبَابِ عَلَى هَذَا السُّوقِ، فَقَالَ رضي الله عنه : « يَا بَنِي فَرُّوخَ شَخْتٌ وَدَسْتٌ » .
معنى الألفاظ :
بنو فرّوخ
هم فئة من الموالي (العبيد المعتَقين) في المدينة،
وكان أكثرهم من أهل فارس الذين أسلموا وصاروا يعيشون بين العرب.
وكان منهم جماعة من موالي أبي هريرة أو من تلامذته وأتباعه.
شَخْتٌ
قال أهل اللغة:
الشَّخْت هو: الضعيف النحيف الجسم، أو الدقيق اللحم قليل السمن.
يقال: رجل شختٌ أي نحيف، مقابل السمين.
أي أنه يخاطبهم بصفة قوامهم الهزيل، وكأنه يقول:
" يا بني فرّوخ، أنتم نحاف خفاف ! " .
دَسْتٌ
هذه كلمة فارسية الأصل دخلت العربية.
أصلها في الفارسية دَسْت (dast) بمعنى اليد،
ثم استعملها العرب بمعنى العمل باليد أو الصناعات اليدوية، أو المهنة.
وقال بعض الشراح: معناها العمل في السوق ،
كأنه يقول لهم: انزلوا السوق، واشتغلوا بأيديكم، واطلبوا الرزق.
كأن أبا هريرة رضي الله عنه نظر إلى السوق من علوّ،
ورأى الناس منشغلين بالتجارة وطلب الدنيا،
فقال على سبيل النصح واللطافة لأتباعه من الموالي:
"يا بني فرّوخ، أنتم نحاف الأجسام (شَخْتٌ)،
فقوموا إلى العمل واطلبوا الرزق (دَسْتٌ)."
أَشْرَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ هَذَا الْبَابِ عَلَى هَذَا السُّوقِ، فَقَالَ رضي الله عنه : « يَا بَنِي فَرُّوخَ شَخْتٌ وَدَسْتٌ » .
معنى الألفاظ :
بنو فرّوخ
هم فئة من الموالي (العبيد المعتَقين) في المدينة،
وكان أكثرهم من أهل فارس الذين أسلموا وصاروا يعيشون بين العرب.
وكان منهم جماعة من موالي أبي هريرة أو من تلامذته وأتباعه.
شَخْتٌ
قال أهل اللغة:
الشَّخْت هو: الضعيف النحيف الجسم، أو الدقيق اللحم قليل السمن.
يقال: رجل شختٌ أي نحيف، مقابل السمين.
أي أنه يخاطبهم بصفة قوامهم الهزيل، وكأنه يقول:
" يا بني فرّوخ، أنتم نحاف خفاف ! " .
دَسْتٌ
هذه كلمة فارسية الأصل دخلت العربية.
أصلها في الفارسية دَسْت (dast) بمعنى اليد،
ثم استعملها العرب بمعنى العمل باليد أو الصناعات اليدوية، أو المهنة.
وقال بعض الشراح: معناها العمل في السوق ،
كأنه يقول لهم: انزلوا السوق، واشتغلوا بأيديكم، واطلبوا الرزق.
كأن أبا هريرة رضي الله عنه نظر إلى السوق من علوّ،
ورأى الناس منشغلين بالتجارة وطلب الدنيا،
فقال على سبيل النصح واللطافة لأتباعه من الموالي:
"يا بني فرّوخ، أنتم نحاف الأجسام (شَخْتٌ)،
فقوموا إلى العمل واطلبوا الرزق (دَسْتٌ)."
حكمــــــة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِتَمْرٍ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَتَنَاوَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تَمْرَةً فَلَاكَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« كِخْ كِخْ، لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ » .
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِتَمْرٍ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَتَنَاوَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تَمْرَةً فَلَاكَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« كِخْ كِخْ، لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ » .
بَابُ الرَّجُلِ يُكَنَّى قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُ
بَابُ الرَّجُلِ يُكَنَّى قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُ
عَنِ الزُّهْرِيِّ رحمه الله قَالَ : قِيلَ لَهُ يَكْتَنِي الرَّجُلُ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُ ؟،
قَالَ: « كَانَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْتَنُونَ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُمْ » .
عَنِ الزُّهْرِيِّ رحمه الله قَالَ : قِيلَ لَهُ يَكْتَنِي الرَّجُلُ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُ ؟،
قَالَ: « كَانَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْتَنُونَ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُمْ » .
بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ كَلَامِ الرَّجُلِ
بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ كَلَامِ الرَّجُلِ
عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ شَيْخٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ أَوْ جَابِرًا، يَقُولُ: « كَانَ فِي كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَسُّلٌ أَوْ تَرْسِيلٌ » .
قال النووي في شرح مسلم (4/141):
" التَّرْسِيل: التمهل في النطق بالكلام ، والتبيين للحروف حتى يُفهم ويُحفظ ".
عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ شَيْخٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ أَوْ جَابِرًا، يَقُولُ: « كَانَ فِي كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَسُّلٌ أَوْ تَرْسِيلٌ » .
قال النووي في شرح مسلم (4/141):
" التَّرْسِيل: التمهل في النطق بالكلام ، والتبيين للحروف حتى يُفهم ويُحفظ ".
حكمــــــة
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قَامَ رَجُلٌ فَتَكَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَزْبَدَ شِدْقَاهُ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَعَلَّمُوا، وَإِيَّاكُمْ شَقَائِقَ الْكَلَامِ، فَإِنَّ شَقَاشِقَ الْكَلَامِ مِنْ شَقَاشِقِ الشَّيْطَانِ " .
أَزْبَدَ شِدْقَاهُ: أي خرج الزَّبَد (الرغوة البيضاء) من جانبي فمه، نتيجة لشدة الإجهاد والتكلف في الكلام، وطول الخطبة أو الحوار. هذا الوصف يدل على المغالاة، والحدة، والمبالغة في رفع الصوت، وكثرة الكلام دون ضبط .
والشَّقَاشِقُ: (مفردها: شِقْشِقَة) وهي جلدة تكون في حلق الجمل (الفحل)، يملؤها بالهواء عند هياجه وغضبه ثم يُخرجها من فمه، فيصدر صوتاً قوياً ورهيباً. ويُضرب بها المثل في الخطيب المصقع المبالغ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَعَلَّمُوا، وَإِيَّاكُمْ شَقَائِقَ الْكَلَامِ، فَإِنَّ شَقَاشِقَ الْكَلَامِ مِنْ شَقَاشِقِ الشَّيْطَانِ " .
أَزْبَدَ شِدْقَاهُ: أي خرج الزَّبَد (الرغوة البيضاء) من جانبي فمه، نتيجة لشدة الإجهاد والتكلف في الكلام، وطول الخطبة أو الحوار. هذا الوصف يدل على المغالاة، والحدة، والمبالغة في رفع الصوت، وكثرة الكلام دون ضبط .
والشَّقَاشِقُ: (مفردها: شِقْشِقَة) وهي جلدة تكون في حلق الجمل (الفحل)، يملؤها بالهواء عند هياجه وغضبه ثم يُخرجها من فمه، فيصدر صوتاً قوياً ورهيباً. ويُضرب بها المثل في الخطيب المصقع المبالغ.
بَابُ مَا لَا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ
بَابُ مَا لَا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ
عَنْ مُجَاهِدٍ رجمه الله : " أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ لَا تَبْتَلِنِي إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، وَيَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} " .
عَنْ مُجَاهِدٍ رجمه الله : " أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ لَا تَبْتَلِنِي إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، وَيَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} " .
بَابُ مَا يُكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ كِتَابَ غَيْرِهِ
بَابُ مَا يُكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ كِتَابَ غَيْرِهِ
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ رحمه الله قَالَ :
قُلْتُ لِعَبِيدَةَ (السلماني) : وَجَدْتُ كِتَابًا ، أَقْرَؤُهُ ؟، قَالَ : « لَا » .
بَابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ الرَّجُلُ أَنْ يَسُبَّهُ
(1/167)
________
77 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسُبُّوا اللَّيْلَ وَلَا النَّهَارَ وَلَا الشَّمْسَ وَلَا الْقَمَرَ وَلَا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا تُبْعَثُ عَذَابًا عَلَى أَقْوَامٍ، وَرَحْمَةً عَلَى آخَرِينَ»
(1/167)
________
78 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الزُّرَقِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ فَإِنَّهَا مِنْ رُوحِ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ، وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا»
(1/167)
________
79 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَسِيرٍ، فَهَبَّتْ رِيحٌ، فَكَشَفَتْ عَنْ رَجُلٍ قَطِيفَةً كَانَتْ عَلَيْهِ، فَلَعَنَهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَلْعَنُهَا؟»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَشَفَتْ قَطِيفَتِي. قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَهَا، فَسَلِ اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا. لَا تَلْعَنْهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ»
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ رحمه الله قَالَ :
قُلْتُ لِعَبِيدَةَ (السلماني) : وَجَدْتُ كِتَابًا ، أَقْرَؤُهُ ؟، قَالَ : « لَا » .
بَابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ الرَّجُلُ أَنْ يَسُبَّهُ
(1/167)
________
77 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسُبُّوا اللَّيْلَ وَلَا النَّهَارَ وَلَا الشَّمْسَ وَلَا الْقَمَرَ وَلَا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا تُبْعَثُ عَذَابًا عَلَى أَقْوَامٍ، وَرَحْمَةً عَلَى آخَرِينَ»
(1/167)
________
78 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الزُّرَقِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ فَإِنَّهَا مِنْ رُوحِ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ، وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا»
(1/167)
________
79 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَسِيرٍ، فَهَبَّتْ رِيحٌ، فَكَشَفَتْ عَنْ رَجُلٍ قَطِيفَةً كَانَتْ عَلَيْهِ، فَلَعَنَهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَلْعَنُهَا؟»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَشَفَتْ قَطِيفَتِي. قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَهَا، فَسَلِ اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا. لَا تَلْعَنْهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ»
بَابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ الرَّجُلُ أَنْ يَسُبَّهُ
بَابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ الرَّجُلُ أَنْ يَسُبَّهُ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَا تَسُبُّوا اللَّيْلَ وَلَا النَّهَارَ وَلَا الشَّمْسَ وَلَا الْقَمَرَ وَلَا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا تُبْعَثُ عَذَابًا عَلَى أَقْوَامٍ، وَرَحْمَةً عَلَى آخَرِينَ » .
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَا تَسُبُّوا اللَّيْلَ وَلَا النَّهَارَ وَلَا الشَّمْسَ وَلَا الْقَمَرَ وَلَا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا تُبْعَثُ عَذَابًا عَلَى أَقْوَامٍ، وَرَحْمَةً عَلَى آخَرِينَ » .
حكمــــــة
عَنِ الْحَسَنِ البصري رحمه الله:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَسِيرٍ، فَهَبَّتْ رِيحٌ، فَكَشَفَتْ عَنْ رَجُلٍ قَطِيفَةً كَانَتْ عَلَيْهِ، فَلَعَنَهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَتَلْعَنُهَا ؟ »، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَشَفَتْ قَطِيفَتِي . قَالَ: « إِذَا رَأَيْتَهَا، فَسَلِ اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا. لَا تَلْعَنْهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ » .
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَسِيرٍ، فَهَبَّتْ رِيحٌ، فَكَشَفَتْ عَنْ رَجُلٍ قَطِيفَةً كَانَتْ عَلَيْهِ، فَلَعَنَهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَتَلْعَنُهَا ؟ »، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَشَفَتْ قَطِيفَتِي . قَالَ: « إِذَا رَأَيْتَهَا، فَسَلِ اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا. لَا تَلْعَنْهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ » .
حكمــــــة
عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ :
" لَا تَحْضُرُ الْمَلَائِكَةُ مِنْ لَهْوِكُمْ شَيْئًا غَيْرَ الرِّهَانِ وَالرَّمْيِ، نِعْمَ مُتَلَهَّى الْمُؤْمِنِ: الْفَرَسُ وَالنِّبْلُ. مَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ كَانَتْ نِعْمَةً يَكْفُرُهَا " .
الرهان على الخيل والإبل وما شابهها من وسائل الحرب، وهو "المسابقة عليها بعوض".
ويُطلق عليه أيضاً "السباق" أو "المضامرة" (لإجراء الخيل).
" لَا تَحْضُرُ الْمَلَائِكَةُ مِنْ لَهْوِكُمْ شَيْئًا غَيْرَ الرِّهَانِ وَالرَّمْيِ، نِعْمَ مُتَلَهَّى الْمُؤْمِنِ: الْفَرَسُ وَالنِّبْلُ. مَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ كَانَتْ نِعْمَةً يَكْفُرُهَا " .
الرهان على الخيل والإبل وما شابهها من وسائل الحرب، وهو "المسابقة عليها بعوض".
ويُطلق عليه أيضاً "السباق" أو "المضامرة" (لإجراء الخيل).
حكمــــــة
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى أُنَاسٍ مِنْ أَسْلَمَ يَرْمُونَ ، فَقَالَ : « خُذُوا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ » قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَأْخُذُ وَأَنْتَ مَعَ بَعْضِنَا دُونَ بَعْضٍ ؟، فَقَالَ : « خُذُوا وَأَنَا مَعَكُمْ يَا بَنِي إِسْمَاعِيلَ » .
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى أُنَاسٍ مِنْ أَسْلَمَ يَرْمُونَ ، فَقَالَ : « خُذُوا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ » قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَأْخُذُ وَأَنْتَ مَعَ بَعْضِنَا دُونَ بَعْضٍ ؟، فَقَالَ : « خُذُوا وَأَنَا مَعَكُمْ يَا بَنِي إِسْمَاعِيلَ » .
حكمــــــة
عَنْ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِي رضي الله عنه قَالَ :
مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَاسٍ مِنْ أَسْلَمَ وَهُمْ يَتَنَاضَلُونَ فَقَالَ: « ارْمُوا يَا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، ارْمُوا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ ». قَالَ: فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ بِأَيْدِيهِمْ، قَالَ: « مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ ؟ »، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرْمِي وَقَدْ قُلْتَ: « أَنَا مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ »، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ حِزْبَكَ لَا يُغْلَبُ ؟، قَالَ: «ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلُّكُمْ » .
وأبو حَدْرَد المذكور في هذا الحديث هو الصحابي الجليل: أبو حَدْرَد الأَسْلَمِي رضي الله عنه.
واختلف العلماء في اسمه على أقوال، وأشهرها أنه سَلاَمَة بن عُمير بن أبي سَلاَمَة الأسلمي. وقيل اسمه عُبَيْد، وقيل غير ذلك.
مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَاسٍ مِنْ أَسْلَمَ وَهُمْ يَتَنَاضَلُونَ فَقَالَ: « ارْمُوا يَا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، ارْمُوا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ ». قَالَ: فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ بِأَيْدِيهِمْ، قَالَ: « مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ ؟ »، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرْمِي وَقَدْ قُلْتَ: « أَنَا مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ »، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ حِزْبَكَ لَا يُغْلَبُ ؟، قَالَ: «ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلُّكُمْ » .
وأبو حَدْرَد المذكور في هذا الحديث هو الصحابي الجليل: أبو حَدْرَد الأَسْلَمِي رضي الله عنه.
واختلف العلماء في اسمه على أقوال، وأشهرها أنه سَلاَمَة بن عُمير بن أبي سَلاَمَة الأسلمي. وقيل اسمه عُبَيْد، وقيل غير ذلك.
حكمــــــة
عن ابْنُ أَدْرَعَ مِحْجَن بن الأَدْرَع الأسلمي (وقيل الجهني) رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« تَمَعْدَدُوا، وَاخْشَوْشِنُوا، وَانْتَضِلُوا، وَامْشُوا حُفَاةً » .
شرح مفرداته :
تَمَعْدَدُواتَشَبَّهُوا بِـ " مَعَدّ "، وهو مَعَدُّ بن عدنان، الجدّ الأكبر للعرب العدنانية . والمعنى: الزموا سَجَايا العرب الأولين ، من التقشُّف وترك الترف، والصبر على خُشونة العيش في الحَضَر والسفر، والتعوُّد على الجَلَد والقوة، والتمسك بصفاتهم المحمودة كالشجاعة والكرم .
وَاخْشَوْشِنُوا من الخُشونة، ضد النعومة والرقة والترف. والمعنى: عوِّدوا أنفسكم على العيش الخشن في المأكل والمشرب والملبس ، واتركوا الإفراط في التنعم والرفاهية التي تضعف البدن وتُلين القلب وتؤدي إلى الكسل والعجز عن الجهاد.
وَانْتَضِلُوامن النِّضَال، وهو الرمي بالسهام والتسابق فيه. والمعنى: تبارَوا وتسابَقوا في الرمي، وهو حث على تعلُّم وإتقان فنون الحرب، ويشمل كل ما يُعين على القتال والإعداد للقوة، كالرماية واستخدام الآلات الحربية الحديثة.
وَامْشُوا حُفَاةً : الحُفاة جمع حَافٍ، وهو الذي لا يلبس حذاءً أو نَعْلاً. المعنى : تعوَّدوا على المشي حافيين أحياناً، وهو أيضاً جزء من الخشونة وترك الترف، وتدريب للقدم على تحمل المشاق والصبر على الأرض الخشنة، مما يقوي البدن ويجنبه التنعُّم المفرط .
وفيه ضعف إلا أنه صح موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه
« تَمَعْدَدُوا، وَاخْشَوْشِنُوا، وَانْتَضِلُوا، وَامْشُوا حُفَاةً » .
شرح مفرداته :
تَمَعْدَدُواتَشَبَّهُوا بِـ " مَعَدّ "، وهو مَعَدُّ بن عدنان، الجدّ الأكبر للعرب العدنانية . والمعنى: الزموا سَجَايا العرب الأولين ، من التقشُّف وترك الترف، والصبر على خُشونة العيش في الحَضَر والسفر، والتعوُّد على الجَلَد والقوة، والتمسك بصفاتهم المحمودة كالشجاعة والكرم .
وَاخْشَوْشِنُوا من الخُشونة، ضد النعومة والرقة والترف. والمعنى: عوِّدوا أنفسكم على العيش الخشن في المأكل والمشرب والملبس ، واتركوا الإفراط في التنعم والرفاهية التي تضعف البدن وتُلين القلب وتؤدي إلى الكسل والعجز عن الجهاد.
وَانْتَضِلُوامن النِّضَال، وهو الرمي بالسهام والتسابق فيه. والمعنى: تبارَوا وتسابَقوا في الرمي، وهو حث على تعلُّم وإتقان فنون الحرب، ويشمل كل ما يُعين على القتال والإعداد للقوة، كالرماية واستخدام الآلات الحربية الحديثة.
وَامْشُوا حُفَاةً : الحُفاة جمع حَافٍ، وهو الذي لا يلبس حذاءً أو نَعْلاً. المعنى : تعوَّدوا على المشي حافيين أحياناً، وهو أيضاً جزء من الخشونة وترك الترف، وتدريب للقدم على تحمل المشاق والصبر على الأرض الخشنة، مما يقوي البدن ويجنبه التنعُّم المفرط .
وفيه ضعف إلا أنه صح موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حكمــــــة
عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: « رَأَيْتُ حُذَيْفَةَ يَشْتَدُّ بَيْنَ الْهَدَفَيْنِ فِي قَمِيصٍ » .
والمعنى:
أنه كان يمارس تدريباً بدنياً شاقاً (الجري السريع) في ساحة الرمي (بين الهدفين) وهو يرتدي لباساً خفيفاً، مما يدل على حرص الصحابة على التدريب الرياضي العسكري (الرمي والجري) استعداداً للجهاد، والتزامهم بالخشونة والابتعاد عن الترف.
والمعنى:
أنه كان يمارس تدريباً بدنياً شاقاً (الجري السريع) في ساحة الرمي (بين الهدفين) وهو يرتدي لباساً خفيفاً، مما يدل على حرص الصحابة على التدريب الرياضي العسكري (الرمي والجري) استعداداً للجهاد، والتزامهم بالخشونة والابتعاد عن الترف.
حكمــــــة
عَنْ أَبِي الْعَدَبَّسِ رحمه الله قَالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ :
« أَخِيفُوا الْهَوَامَّ، وَانْتَضِلُوا، وَتَمَعْدَدُوا، وَاخْشَوْشِنُوا، وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ، وَفَرِّقُوا بَيْنَ الْمَنِيَّةِ، وَلَا تَلَبَّثُوا بِدَارِ مَعْجَزَةٍ، وَأَخِيفُوا الْحَيَّاتِ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ، وَأَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ » .
شرح المفردات :
أَخِيفُوا الْهَوَامَّ الهوام: جمع هامة، وهي كل ما يدب على الأرض من الحشرات والحيات ونحوها. أخيفوها: أي تعوَّدوا عليها ولا تهابوها، وتخلصوا منها.
وَانْتَضِلُوا من النِّضَال، وهو الرمي بالسهام والمباراة فيه.
وَتَمَعْدَدُوا تشبّهوا بـ "مَعَدّ" بن عدنان (جد العرب) في عيشهم.
وَاخْشَوْشِنُوا البعد عن التنعُّم والترف في الملبس والمأكل، والتعود على صلابة العيش.
وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ كناية عن المشاورة أو إقامة الشريك أو النائب في الرأي والقيادة، أو ربط القائد بمن يشد أزره.
وَفَرِّقُوا بَيْنَ الْمَنِيَّةِ المنية: الموت. فرّقوا بينها: أي لا تجتمعوا في مكان واحد أو معركة واحدة لئلا يستأصلكم العدو دفعة واحدة .
وَلَا تَلَبَّثُوا بِدَارِ مَعْجَزَةٍ دار معجزة: هي المكان الذي يَعجَز فيه المقيم عن إقامة دين الله أو الجهاد أو تحقيق مصالح المسلمين (مثل التخلف عن الهجرة أو الجهاد).
وَأَخِيفُوا الْحَيَّاتِ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ أمر بقتل الحيات ودفع ضررها.
وَأَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ المثاوي: جمع مَثْوًى، وهو المكان الذي يُقام فيه ويُستراح إليه (المنزل).
سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ :
« أَخِيفُوا الْهَوَامَّ، وَانْتَضِلُوا، وَتَمَعْدَدُوا، وَاخْشَوْشِنُوا، وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ، وَفَرِّقُوا بَيْنَ الْمَنِيَّةِ، وَلَا تَلَبَّثُوا بِدَارِ مَعْجَزَةٍ، وَأَخِيفُوا الْحَيَّاتِ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ، وَأَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ » .
شرح المفردات :
أَخِيفُوا الْهَوَامَّ الهوام: جمع هامة، وهي كل ما يدب على الأرض من الحشرات والحيات ونحوها. أخيفوها: أي تعوَّدوا عليها ولا تهابوها، وتخلصوا منها.
وَانْتَضِلُوا من النِّضَال، وهو الرمي بالسهام والمباراة فيه.
وَتَمَعْدَدُوا تشبّهوا بـ "مَعَدّ" بن عدنان (جد العرب) في عيشهم.
وَاخْشَوْشِنُوا البعد عن التنعُّم والترف في الملبس والمأكل، والتعود على صلابة العيش.
وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ كناية عن المشاورة أو إقامة الشريك أو النائب في الرأي والقيادة، أو ربط القائد بمن يشد أزره.
وَفَرِّقُوا بَيْنَ الْمَنِيَّةِ المنية: الموت. فرّقوا بينها: أي لا تجتمعوا في مكان واحد أو معركة واحدة لئلا يستأصلكم العدو دفعة واحدة .
وَلَا تَلَبَّثُوا بِدَارِ مَعْجَزَةٍ دار معجزة: هي المكان الذي يَعجَز فيه المقيم عن إقامة دين الله أو الجهاد أو تحقيق مصالح المسلمين (مثل التخلف عن الهجرة أو الجهاد).
وَأَخِيفُوا الْحَيَّاتِ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ أمر بقتل الحيات ودفع ضررها.
وَأَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ المثاوي: جمع مَثْوًى، وهو المكان الذي يُقام فيه ويُستراح إليه (المنزل).
حكمــــــة
عَنْ مُجَاهِدٍ رحمه الله قَالَ:
رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَشْتَدُّ بَيْنَ الْهَدَفَيْنِ فِي قَمِيصٍ، وَيَقُولُ: « أَنَا بِهَا أَنَا بِهَا ». يَعْنِي : كُلَّمَا أَصَابَ خَصْلَةً قَالَ: أَنَا بِهَا .
والهدفان : هما مرميا النبال والسهام (أي ساحة الرمي).
ويَشْتَدُّ : أي يَجري بقوة وسرعة .
رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَشْتَدُّ بَيْنَ الْهَدَفَيْنِ فِي قَمِيصٍ، وَيَقُولُ: « أَنَا بِهَا أَنَا بِهَا ». يَعْنِي : كُلَّمَا أَصَابَ خَصْلَةً قَالَ: أَنَا بِهَا .
والهدفان : هما مرميا النبال والسهام (أي ساحة الرمي).
ويَشْتَدُّ : أي يَجري بقوة وسرعة .
بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُوجَدَ رِيحُهُ مِنْهُ
بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُوجَدَ رِيحُهُ مِنْهُ
عَنْ أَبِي قِلَابَةَ رحمه الله :
« أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ عَرَفَ جِيرَانُ الطَّرِيقِ أَنْ قَدْ مَرَّ، مِنْ طِيبِ رِيحِهِ » .
عَنْ أَبِي قِلَابَةَ رحمه الله :
« أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ عَرَفَ جِيرَانُ الطَّرِيقِ أَنْ قَدْ مَرَّ، مِنْ طِيبِ رِيحِهِ » .
حكمــــــة
عَنْ أُمِّ رَزِينٍ رحمها الله قَالَتْ: كُنْتُ أُهَادِي ابْنَ عَبَّاسٍ الطِّيبَ، فَقَالَ رضي الله عنهما:
« أَيَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَيْسَ شَيْءٌ أَعْجَبَ إِلَيْنَا مِنْهُ ». قَالَتْ: وَكَانَ يَهَبُ لَنَا الْوَرْسَ .
والوَرْس هو نبت يُستخدم في الصبغ والعلاج ، وله خصائص علاجية وتجميلية .
وصفه: هو نبت يُزرع في اليمن، له حبّ أحمر يميل إلى الصُّفرة.
« أَيَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَيْسَ شَيْءٌ أَعْجَبَ إِلَيْنَا مِنْهُ ». قَالَتْ: وَكَانَ يَهَبُ لَنَا الْوَرْسَ .
والوَرْس هو نبت يُستخدم في الصبغ والعلاج ، وله خصائص علاجية وتجميلية .
وصفه: هو نبت يُزرع في اليمن، له حبّ أحمر يميل إلى الصُّفرة.
بَابُ مَنْ كَرِهَ لِلْمَرْأَةِ إِذَا خَرَجَتْ أَنْ تَطَّيَّبَ
بَابُ مَنْ كَرِهَ لِلْمَرْأَةِ إِذَا خَرَجَتْ أَنْ تَطَّيَّبَ
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي رحمه الله :
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ خَرَجَ يَوْمَ عِيدٍ، فَمَرَّ بِالنِّسَاءِ، فَوَجَدَ رِيحَ رَأْسِ امْرَأَةٍ، فَقَالَ: « مَنْ صَاحِبَةُ هَذِهِ الرِّيحِ ؟ أَمَا لَوْ عَرَفْتُهَا لَفَعَلْتُ وَفَعَلْتُ، إِنَّمَا تَطَّيَّبُ الْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا، فَإِذَا خَرَجَتْ لَبِسَتْ أُطَيْمِيرَهَا أَوْ أُطَيْمِيرَ خَادِمِهَا » . قَالَ: فَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّهَا قَامَتْ عَنْ حَدَثٍ .
والأُطَيْمِير: تصغير "طِمْر"، وهو الثوب البالي أو الخَلَق الذي لا قيمة له ولا يُلفت النظر.
أَوْ أُطَيْمِيرَ خَادِمِهَا أي: تخرج في ثوب قديم لا زينة فيه ولا جاذبية، وربما كان من خشونة اللبس المتفق مع الأمر بـ "اخْشَوْشِنُوا".
والحدث أمر عظيم يتحدث عنه الناس ز
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي رحمه الله :
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ خَرَجَ يَوْمَ عِيدٍ، فَمَرَّ بِالنِّسَاءِ، فَوَجَدَ رِيحَ رَأْسِ امْرَأَةٍ، فَقَالَ: « مَنْ صَاحِبَةُ هَذِهِ الرِّيحِ ؟ أَمَا لَوْ عَرَفْتُهَا لَفَعَلْتُ وَفَعَلْتُ، إِنَّمَا تَطَّيَّبُ الْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا، فَإِذَا خَرَجَتْ لَبِسَتْ أُطَيْمِيرَهَا أَوْ أُطَيْمِيرَ خَادِمِهَا » . قَالَ: فَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّهَا قَامَتْ عَنْ حَدَثٍ .
والأُطَيْمِير: تصغير "طِمْر"، وهو الثوب البالي أو الخَلَق الذي لا قيمة له ولا يُلفت النظر.
أَوْ أُطَيْمِيرَ خَادِمِهَا أي: تخرج في ثوب قديم لا زينة فيه ولا جاذبية، وربما كان من خشونة اللبس المتفق مع الأمر بـ "اخْشَوْشِنُوا".
والحدث أمر عظيم يتحدث عنه الناس ز
حكمــــــة
عَنْ أَبِي مُوسَى الخدري رضي الله عنه قَالَ:
« أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ لِيُوجَدَ رِيحُهَا فَهِيَ فَاعِلَةٌ، وَكُلُّ عَيْنٍ فَاعِلَةٌ » .
(فَهِيَ فَاعِلَةٌ) المراد هنا: أن هذه المرأة وقعت في كبيرة من الذنوب المتعلقة بالزنا والفتنة. وقد اختلف العلماء في تحديد اللفظ المحذوف هنا، لكن المعنى المقصود هو أنها: "زانية" أو "كالمذنبة للزنا" أو "مَن تسببت في الزنا".
(وَكُلُّ عَيْنٍ فَاعِلَةٌ) المراد هنا: أن كل رجل يرى تلك المرأة المتطيبة وينظر إليها بشهوة، فإن عينه تقع في ذنب عظيم، وهو "زنى العين"، أي النظر الحرام.
« أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ لِيُوجَدَ رِيحُهَا فَهِيَ فَاعِلَةٌ، وَكُلُّ عَيْنٍ فَاعِلَةٌ » .
(فَهِيَ فَاعِلَةٌ) المراد هنا: أن هذه المرأة وقعت في كبيرة من الذنوب المتعلقة بالزنا والفتنة. وقد اختلف العلماء في تحديد اللفظ المحذوف هنا، لكن المعنى المقصود هو أنها: "زانية" أو "كالمذنبة للزنا" أو "مَن تسببت في الزنا".
(وَكُلُّ عَيْنٍ فَاعِلَةٌ) المراد هنا: أن كل رجل يرى تلك المرأة المتطيبة وينظر إليها بشهوة، فإن عينه تقع في ذنب عظيم، وهو "زنى العين"، أي النظر الحرام.
حكمــــــة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ لِيُوجَدَ رِيحُهَا، لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلَاةٌ حَتَّى تَغْتَسِلَ مِنْهُ اغْتِسَالَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ ».
لم تُقبل لها صلاة: أي لا تُقبل عند الله قبولًا تامًّا يترتب عليه الثواب، لا أنه لا تصح أصلًا.
قال العلامة ابن دقيق العيد رحمه الله في إحكام الأحكام (2/37):
“ ظاهر الحديث الوجوب، لكن أجمعوا على أنه ليس المراد وجوب الغسل، وإنما هو تأكيدٌ للزجر ".
وقال العلامة ابن باز رحمه الله: “هذا الغسل ليس واجبًا، وإنما المقصود به شدة النهي عن خروج المرأة متطيبة ؛
لأن الطيب يفتن الرجال ".
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ لِيُوجَدَ رِيحُهَا، لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلَاةٌ حَتَّى تَغْتَسِلَ مِنْهُ اغْتِسَالَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ ».
لم تُقبل لها صلاة: أي لا تُقبل عند الله قبولًا تامًّا يترتب عليه الثواب، لا أنه لا تصح أصلًا.
قال العلامة ابن دقيق العيد رحمه الله في إحكام الأحكام (2/37):
“ ظاهر الحديث الوجوب، لكن أجمعوا على أنه ليس المراد وجوب الغسل، وإنما هو تأكيدٌ للزجر ".
وقال العلامة ابن باز رحمه الله: “هذا الغسل ليس واجبًا، وإنما المقصود به شدة النهي عن خروج المرأة متطيبة ؛
لأن الطيب يفتن الرجال ".
حكمــــــة
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ : نَزَلَ بِي حَقٌّ فَمَسَسْتُ طِيبًا ثُمَّ خَرَجَتْ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيَّ حَفْصَةُ، فَقَالَتْ: « إِنَّمَا الطِّيبُ لِلْفِرَاشِ » .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم :
" اتفق العلماء على أن خروج المرأة متعطرة بحيث يُوجد ريحها حرامٌ على الإطلاق،
فإن كان للعبادة كالمسجد فحرام، وإن كان لغيره فهو أشد تحريمًا ".
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم :
" اتفق العلماء على أن خروج المرأة متعطرة بحيث يُوجد ريحها حرامٌ على الإطلاق،
فإن كان للعبادة كالمسجد فحرام، وإن كان لغيره فهو أشد تحريمًا ".
حكمــــــة
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ رحمه الله قَالَ:
زَارَتْ أَسْمَاءُ أُخْتَهَا عَائِشَةَ وَالزُّبَيْرُ غَائِبٌ ،
فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ رِيحَ طِيبٍ فَقَالَ:
« مَا عَلَى امْرَأَةٍ أَنْ لَا تَطَّيَّبَ سُلْطَانٌ وَزَوْجُهَا غَائِبٌ » .
والمعنى:
أي: ما الذي يحمل المرأة أو يحملها على أن تفعل هذا ؟ وهي صيغة إنكار.
أيّ سلطانٍ أو دافعٍ يملكها حتى تتطيب ؟! والمعنى: ليس لها عذر ولا إذن.
وزوجها غائب: أي غير موجود في البيت، فلا مبرر لتزينها بالطيب في غيابه .
زَارَتْ أَسْمَاءُ أُخْتَهَا عَائِشَةَ وَالزُّبَيْرُ غَائِبٌ ،
فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ رِيحَ طِيبٍ فَقَالَ:
« مَا عَلَى امْرَأَةٍ أَنْ لَا تَطَّيَّبَ سُلْطَانٌ وَزَوْجُهَا غَائِبٌ » .
والمعنى:
أي: ما الذي يحمل المرأة أو يحملها على أن تفعل هذا ؟ وهي صيغة إنكار.
أيّ سلطانٍ أو دافعٍ يملكها حتى تتطيب ؟! والمعنى: ليس لها عذر ولا إذن.
وزوجها غائب: أي غير موجود في البيت، فلا مبرر لتزينها بالطيب في غيابه .
بَابُ تَنْحِيَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ
بَابُ تَنْحِيَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" الْإِيمَانُ سِتُّونَ أَوْ سَبْعُونَ أَوْ بِضْعَةٌ - وَأَحَدُ الْعَدَدَيْنِ - أَعْلَاهَ ا: شَهَادَةُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ " .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" الْإِيمَانُ سِتُّونَ أَوْ سَبْعُونَ أَوْ بِضْعَةٌ - وَأَحَدُ الْعَدَدَيْنِ - أَعْلَاهَ ا: شَهَادَةُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ " .
حكمــــــة
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مَعَ مُعَاذٍ، فَجَعَلَ مُعَاذٌ لَا يَرَى أَذًى فِي طَرِيقٍ إِلَّا نَحَّاهُ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الرَّجُلُ جَعَلَ لَا يَمُرُّ بِشَيْءٍ إِلَّا نَحَّاهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا ؟، قَالَ: الَّذِي رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ . قَالَ: « أَصَبْتَ أَوْ قَدْ أَحْسَنْتَ، إِنَّهُ مَنْ أَمَاطَ أَذًى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَمَنْ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ » .
حكمــــــة
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رصي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" عُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي بِأَعْمَالِهَا: حَسَنِهِ وَسَيِّئِهِ، فَرَأَيْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا: الْأَذَى يُنَحَّى عَنِ الطَّرِيقِ، وَرَأَيْتُ فِي سَيِّيءِ أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ "
" عُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي بِأَعْمَالِهَا: حَسَنِهِ وَسَيِّئِهِ، فَرَأَيْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا: الْأَذَى يُنَحَّى عَنِ الطَّرِيقِ، وَرَأَيْتُ فِي سَيِّيءِ أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ "
بَابُ مَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ التَّحَشُّشِ عَلَى الطَّرِيقِ
بَابُ مَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ التَّحَشُّشِ عَلَى الطَّرِيقِ
عَنْ قَيْسٍ رحمه الله قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ:
« اتَّقُوا هَذِهِ الْمَلَاعِنَ ».
قَالَ إِسْمَاعِيلُ: « يَعْنِي تَحَشُّشُ الرَّجُلِ عَلَى الطَّرِيقِ ».
والتَّحَشُّش (بفتح التاء والحاء وتشديد الشين): هو أن يَتبوَّل الإنسان أو يتغوَّط في مكان يستقذره الناس ويستعملونه للمرور أو الجلوس.
وأصل الكلمة: قد يكون مأخوذاً من الحشّ أو الحُشُّ، وهو الموضع المُعَدُّ لقضاء الحاجة ، فكأنهم كرهوا أن يجعل الإنسان الطريق حُشًّا يقضي فيه حاجته .
عَنْ قَيْسٍ رحمه الله قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ:
« اتَّقُوا هَذِهِ الْمَلَاعِنَ ».
قَالَ إِسْمَاعِيلُ: « يَعْنِي تَحَشُّشُ الرَّجُلِ عَلَى الطَّرِيقِ ».
والتَّحَشُّش (بفتح التاء والحاء وتشديد الشين): هو أن يَتبوَّل الإنسان أو يتغوَّط في مكان يستقذره الناس ويستعملونه للمرور أو الجلوس.
وأصل الكلمة: قد يكون مأخوذاً من الحشّ أو الحُشُّ، وهو الموضع المُعَدُّ لقضاء الحاجة ، فكأنهم كرهوا أن يجعل الإنسان الطريق حُشًّا يقضي فيه حاجته .
بَابُ مَا جَاءَ فِي مَا كُرِهَ مِنَ الْمَبِيتِ عَلَى سَطْحٍ غَيْرِ مُحَجَّرٍ ( سور)
بَابُ مَا جَاءَ فِي مَا كُرِهَ مِنَ الْمَبِيتِ عَلَى سَطْحٍ غَيْرِ مُحَجَّرٍ (سور)
عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَارَةَ رحمه الله قَالَ:
جَاءَ أَبُو أَيُّوبَ فَأَرَادَ أَنْ يَبِيتَ عَلَى سَطْحٍ لَنَا أَجْلَحَ (لا سور له)، فَقَالَ: « كِدْتُ أَنْ أَبِيتَ اللَّيْلَةَ لَا ذِمَّةَ لِي » .
عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَارَةَ رحمه الله قَالَ:
جَاءَ أَبُو أَيُّوبَ فَأَرَادَ أَنْ يَبِيتَ عَلَى سَطْحٍ لَنَا أَجْلَحَ (لا سور له)، فَقَالَ: « كِدْتُ أَنْ أَبِيتَ اللَّيْلَةَ لَا ذِمَّةَ لِي » .
بَابُ مَا جَاءَ فِي صِلَةِ الرَّجُلِ مَنْ كَانَ أَبُوهُ يَصِلُ
بَابُ مَا جَاءَ فِي صِلَةِ الرَّجُلِ مَنْ كَانَ أَبُوهُ يَصِلُ
عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ النوفلي قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَا تَقْطَعْ مَنْ كَانَ أَبُوكَ يَصِلُ، يُطْفَأُ بِذَلِكَ نُورُكَ، إِنَّ وُدَّكَ وُدُّ أَبِيكَ ».
عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ النوفلي قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَا تَقْطَعْ مَنْ كَانَ أَبُوكَ يَصِلُ، يُطْفَأُ بِذَلِكَ نُورُكَ، إِنَّ وُدَّكَ وُدُّ أَبِيكَ ».

