من كتاب الزهد لهناد بن السري بن مصعب
من كتاب الزهد لهناد بن السري بن مصعب
كان عامر بن عبد قيس رحمه الله يقول:
" ما رأيت مثل الجنة نام طالبها، ولا رأيت مثل النار نام هاربها " قال: وكان إذا جاء الليل قال: " أذهب حر النار النوم "، فما ينام حتى يصبح، فإذا جاء النهار قال: " أذهب حر النار النوم " فما ينام حتى يمسي، فإذا جاء الليل قال: " من خاف أدلج بعد الصباح يحمد القوم السرى ".
الشرح :
الأدلاج هو السير في أول الليل.
والمعنى: من خاف فوات مطلوبه، أو خاف وقوع مكروه، فعليه أن يبدأ العمل مبكرًا، وأن يسير في الليل ليقطع مسافة أطول.
ويمكن أن يفهم أن من خاف العقاب، أو خاف فوات الخير، فليعمل جاهدًا منذ البداية.
"بعد الصباح يحمد القوم السرى":
السرى هو السير في الليل.
والمعنى: عندما يطلع الصباح، ويصل القوم إلى وجهتهم، فإنهم يحمدون سيرهم في الليل، لأنهم بذلك قطعوا مسافة كبيرة، ووصلوا مبكرًا.