وجاءكم النذير..
(أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا یَتَذَكَّرُ فِیهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاۤءَكُمُ ٱلنَّذِیرُۖ)
جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة مولاه وسفيان بن عيينه رحمهم الله
أن النذير هنا: الشيب.
من رحمة الله بعباده تغير أحوالهم عند الكبر
فتشيب رؤوسهم ولحاهم
وتتجعد وجوههم
وتعتم بعد الإشراق أبشارهم
فتستيقظ قلوبهم حين ينظرون في المرايا
والنذر تصيح بهم في الشعر والبشر
ويزهدون في دنياهم
ويقبلون على آخرتهم
ومن مصائد الشيطان في العصور المتأخرة
الفلاتر
التي غرت المتشببة من الشيوخ ابناء الخمسين والستين والسبعين
فأذهبت بالزيف سواد الشعر وتجعد الوجوه وعتمة الجلود
وأذهبت معه حياء الشيوخ ورزانة الكبار وزهد العقلاء
وأغرقتهم في الغفلة
كان الرجل في أعمارهم
يعد كلامه ويحسب أيامه
ويبكي آثامه
واليوم تجد منهم من يلعب كالصبيان ويتميلح كالفتيان.
ويقلب صورته في التيك توك
فيظن الفلتر والسناب قد رده صبيا
وربما قد نسجت أكفانه.
وقد أعذر الله لرجل بلغه ستين سنة.
وأعمار الأمة من الستين إلى السبعين
فيارب أعذنا من الغفلات
وأحسن ختامنا وأعذنا من الشيطان وحبائله.
مختارات