شُهُودٌ لَكَ عِندَ اللهِ..
لو أنَّ راكبًا للطائرة:
افتتح رحلته بذكرِ اللهِ من الرياض إلى جدة،
فلم يفتر عن الذِّكر ساعةً ونصفًا،
فكم سيكون له من الشُّهودِ عند ربِّه
من:
الجبالِ، والهضابِ، والوِدْيانِ، والشَّجَرِ، والحَجَرِ، والفَيَافِي، والرِّمال
التي مرّ بها كلُّها في تلك الساعة والنصف؟!
وبعضهم - للأسف - يقضيها في اللَّهو،
بل بعضهم يقضيها في مشاهدةِ ما حرَّم الله.
كم من الفُرَصِ تضيع؟
قال ابن القيم - رحمه الله -:
(الحادية والسبعون):
"إن في دوامِ الذِّكرِ في الطَّريقِ، والبيتِ، والحضَرِ، والسَّفَرِ، والبِقاع
تكثيرًا لشُهُودِ العبدِ يومَ القيامة،
فإنَّ البُقعةَ، والدَّارَ، والجبلَ، والأرضَ
تشهد للذَّاكر يوم القيامة،
قال تعالى:
﴿إذا زُلزِلَتِ الأرضُ زِلزالَها * وأخرَجَتِ الأرضُ أثقالَها * وقالَ الإنسانُ ما لَها * يومئذٍ تُحدِّثُ أخبارَها * بأنَّ ربَّكَ أوحى لها﴾
روى الترمذي في "جامعه" من حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة قال:
"قرأ رسول الله ﷺ هذه الآية: ﴿يومئذٍ تُحدِّثُ أخبارَها﴾،
فقال: أتدرون ما أخبارُها؟
قالوا: اللهُ ورسولُه أعلم،
قال: فإنَّ أخبارَها أن تشهدَ على كلِّ عبدٍ أو أَمَةٍ بما عمل على ظهرِها، تقول: عملَ يومَ كذا وكذا وكذا".
قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
فالذَّاكرُ للهِ في سائرِ البِقاعِ مُكثِرٌ لشُهُودِه،
ولعلّهم أو أكثرهم أن يقبلوه يوم القيامة،
يوم قيامِ الأشهادِ وأداءِ الشهادات،
فيَفرح ويَغتبط بشهادتهم.
مختارات