" الطعن في مجتمع الصحابة الأبرار "
" الطعن في مجتمع الصحابة الأبرار "
ومنهم خليل عبد الكريم عضو أمانة حزب التجمع اليساري في كتابيه (مجتمع يثرب) الذي يقع في 99 صفحة، ومملوء بالمفتريات على أكرم وأطهر وأشرف مجتمع خلقه الله؛ فذلك الملوِّث يجرِّد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل الأخلاقيات والقيم، ويصفهم بالدعارة والشذوذ والتشوف للنساء في مواسم الحج وغيره، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما نهى الصحابة عن دخولهم المدينة ليلا حتى تمتشط الشعثاء وتستعد المغيبة إلا خوفًا من أن يلقى الرجل زوجته في وضع يكرهه من الناحية الأخلاقية.
وهذه الصيحات الجوفاء وتلك الأقلام المأجورة تحاول أن تلصق قذاراته وشيئًا مما يدور في مجتمعها العلماني، تريد أن تلصق عفنها وخلاعتها بأطهر مجتمع عرفه التاريخ منذ خلقت الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ثم قال: وقيل أن بعض الصحابة خالف هذا الأمر وطرق أهله ليلا ففوجئ بزوجته في أحضان رجل، وكان من المحتَّم اللازم أن يتوقع ذلك، أليس هو ابن مجتمع يثرب؟!
قلت: إن هذا الإنسان الوضيع المفلس من كل القيم والأخلاق قد امتلأ قلبه بالحقد على الإسلام والمسلمين، وإلا فكيف يصوب مثل هذا التهكم ضد أشرف بلد وسكانه هم " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ " [آل عمران: 110] كيف يُوَجَّه هذا السَّفَه إلى بلد الأطهار وخيرة الأخيار في تَهَكُّمٍ ساخر وضيع؟! أليس هذا مجتمع يثرب؟! إذًا فماذا يُنْتَظَرُ مِنْ هؤلاء الهمج الرِّعاع وهم يردِّدون صدى كل ناعق؟! يميلون مع عَدُوِّنا حيث مال، ويتجهون معه حيث اتجه، يميلون مع كل ريح؛ فهم لم يدخلوا الإسلام ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.
ثم يبالغ في إساءته لرسول الله المعصوم صلى الله عليه وسلم قائلًا: ومن الواضح أن محمدًا ما نهى صحبه عن دخول بيوتهم ليلاً إلا ليجنبهم المرور بتجربة قاسية تحطم معنوياتهم وتمنعهم من الانخراط مرة أخرى في غزواته وبعوثه !! ويضيف المؤلف قائلا: إن محمدًا الحصيف كان يعرف أن الليل هو الوقت المفضل لتلاقي الأخدان، خاصة في ذلك الزمان؛ إذ لم تكن إنارة الشوارع والطرقات قد عرفت؛ الأمر الذي يمكن الدخول والخروج بأمان؛ لهذا نهى محمدٌ أتباعَه عن الدخول على الزوجات في ظلمة الليل؛ حتى لا يفاجَئوا بما لا يسر ويفزعهم ويدفعهم إلى الإحجام عن الخروج للجهاد. اهـ باختصار.
أقول: فلتقر أعين المنظمات الماسونية ومنظمات التنصير والغلاة من فرق الرافضة بهذا السَّخَفِ والهراء والأكاذيب التي قدَّمها ويقدمها أبناء جلدتنا ومَنْ يتكلَّمون بألسنتِنا ويَنْدَسُّون في صفوفنا ويُدَمِّرون عقيدتنا خدمة لسادتهم من دعاة التنصير ومُنَظَّمات الكفر المعادية للإسلام وأهله، عجبًا.. كيف أصبح هؤلاء معاول هدم وأدوات تخريب لدين محمد ورسالة محمد وأمة محمد صلى الله عليه وسلم! استحوذ عليهم الشيطان وكشفوا عن وجوههم الكالحة المُلَطَّخة بِخِسَّة الطبع اللئيم ووقاحة الخيانة التي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً.
ومما يؤسَف له ويضاعِف المصيبةَ أن تلك المفتريات أُعلنت في بلدٍ عربيٍّ إسلاميٍّ كان ولا يزال ينتج العلماء والمصلحين وعباقرة الرجال ويحوي معلمًا تاريخيًا إسلاميًا حضاريًا، إلا أنهم لم يفعلوا ذلك إلا حين أمنوا العقاب وأعلنوا بصراحة وقحة أنهم ليسوا في دولة الخلافة الإسلامية، وهذا يعني اعترافًا صريحًا بأنهم لا تربطهم بالإسلام رابطةٌ؛ لأنهم ليسوا في دولة إسلامية كما وصفوا به حكومة مجتمعهم، ولم يتجرأ أولئك على النطق بالكفر الصريح وتقريره إلا في ظل القوانين المستوردة العلمانية التي تحمي هؤلاء الزنادقة بدعوى أنهم أصحاب رأي وفكر وثقافة، وما هم في الحقيقة إلا جهلة أدعياء وأذناب وسماسرة وعون للحاقدين علينا، وأعداء لديننا وإسلامنا، فيا لله للإسلام ويا لله للمسلمين.
مختارات