أين بصمتك؟
الهنوف أحمد المجان
عندما نرى واقعها المرير وتحولها السريع.. عندما نتأمل حالها وما آل إليه أمرها من ذل وهوان وتخبط وضياع.. وعندما نراها تقاد بعد أن كانت تقود..
عند ذلك يعترينا الألم وتعتصرنا الحسرة لوضعها البائس.. فنحاول جاهدين للبحث عن حل.. ولو أن نغير الشيء البسيط..
لنعيد لأمتنا نبضها من جديد.. فنحاول ولو بترك بصمة صغيرة يكون لها أثر كبير لعل ذلك يكون سبيلاً للتغيير.. فلكل منا بصمته الخاصة والمميزة وموهبة يتفرد بها عن من حوله.. ويتكامل ذلك إن سخره لخدمة الدين وتغير الأمة نحو الأفضل..
اليوم نحن نعيش على الأرض وغداً سنكون تحت التراب!! فما الذي سنتركه من أثر بعد رحيلنا؟ وأين هو ما غيرناه وطورناه في هذه الحياة؟
لكي يكون الأثر باقٍ وليغير الكثير من بعدنا لابد أن يكون لنا هدف سامٍ نعيش من أجله ونموت عليه بعد أن نقوم بكل ما بوسعنا في تحقيقه فنترك تلك البصمة التي رسمنا بها معالم شخصيتنا الفريدة.. ونذهب عن الدنيا ولكن يظل أثرنا باقٍ يغير الكثير من بعدنا ويذكروننا به..
ولو تأملنا في سير العظماء لرأينا أن أهدافهم كانت كثيرة ومتجددة فكلما وصلوا إلى هدف طمحوا إلى غيره إلى أن وصلوا إلى القمة وانتهت رحلتهم هناك لكن بقيت آثارهم وما غيروه خالد ومشهود لهم حتى يومنا هذا..
وقبل كل هذا كان ديننا الحنيف الداعي الأول للتخطيط وتحديد الأهداف، فقد خلق الله تعالى الإنسان لهدف وغاية واحدة خلقنا لعبادته واستخلفنا في الأرض لعمارتها..
الهدف.. الهدف دوماً هو طريق النجاح، فمن لا يضع هدفاً يسير باتجاهه سيتخبط في كل الاتجاهات ليصل إلى لا شئ، ويبتلع الفشل سني عمره التي مضت دون هدف.
واليوم وبين تخبط بعض الشباب في دوامة من الضياع في أمواج متلاطمة ضاعت أهدافهم وسادت التفاهات والسخافات فاحتلت أولوياتهم، وأصبح العبث بقلوب الفتيات هدفهم وتصدرت دور الأزياء والموضة همومهم، ثم غدا تحدي الأصوات بالغناء والرقص في المحافل شغلهم الشاغل فضاعت القدس ولحقتها دجلة والفرات ولا ندري أين المصيبة ستكون غداً.. فأصبحت الأمة في حالة من الضعف والهوان.
ومن بين أطلال هذا الضياع واليأس وسيادة الصمت ما زال في الأمة الخير الكثير من شباب آخر صاعد بهمة متوقدة وعزيمة مشتعلة تتوق للأمجاد وتسعى إلى الانتصارات فنفوسهم موصولة بالجنان..
أخيراً.. اختاري أخيتي طريقاً لنفسك، إما أن تعيشي بلا معنى أو غاية وتكونين مجرد زيادة عدد في هذه الدنيا.. ليس لديك هدف ولا إنجاز.. فتذهبين عن هذه الأرض وكأنك لم تكوني..
أو تعيشين بهدف سامٍ وغاية نبيلة بين إنجازات كثيرة وأعمال متنوعة.. فإن مت تكن آثارك بينة وبصمتك واضحة.. وسيرتك محمودة تتخللها رحمة يرسلها إليك داعٍ لك ممن يذكرونك وأنت تحت التراب وقد انقطع عملك وصرت بين يدي الله يسألك عن شبابك فيم ضاع وعمرك فيم أفنيتيه؟؟
**
المرجع: مجلة حياة العدد (78) شوال 1427هـ
مختارات