" إيمان الصحابة وفضلهم "
" إيمان الصحابة وفضلهم "
الله يثبت إيمان الصحابة ويثني عليهم، والعلمانيون يرون تقديسهم جريمة وكارثة، ثم يقول القمني - فَضَّ الله فاه - محذِّرًا من مَغَبَّةِ تقديس صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم !! قال: «لا ينبغي أن نفرِّط في تقديس الصحابة؛ فهم رجال ونحن رجال، وهم يخطئون كما نخطئ، والإسراف في تقديسهم أحد أسباب الكارثة التي نعيش فيها، حتى صرنا نضع أمامنا محرَّمات مِنْ صُنْع أنفسنا تمنعنا من حرية التفكير وقَدَّسْنا أشخاصًا غير مقدسين» كما اتَّهم الخليفةَ الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه كان غيرَ صالح للخلافة وغيرَ سويٍّ ليكون خليفة، وأنه - أي القمني - مجتهد كما اجتهد عثمان.
من نصدق يا ترى: كلام الله العزيز الحكيم أم كلام ملحد القرن العشرين الذي أسعفته ا لتجليَّات الشيطانية حين زعم أن مع الله آلهة متعددة ذكورًا وإناثًا؟! سبحان الله وتعالى عما يشركون؛ فالصحابة الكرام أهل السبق الأول وأهل الفضل الأول بعد فضل الله جل شأنه حين مهدوا للبدو الرحل من العرب الطريق فملكوا المشارق والمغارب، أما أصحاب الفكر العلماني الدخيل فماذا قدَّموا للعرب إلا النكبات المتتالية؟! إن المستعمرَ الدَّخيلَ لم يستعمر أرض العرب إلا بعمالة أمثالهم؛ فهم عَوْنٌ لكلِّ مستعمر دخيل لبلاد المسلمين.
ثم لا يستحون أن ينتقصوا أكرمَ الخلق على الله بعد الأنبياء والرُّسل؛ قال الله عز وجل: " وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " [الأحزاب: 22، 23] أليس المقصودُ بالمؤمنين الصادقين في هاتين الآيتين هم الصحابة الكرام، ومنهم المهاجرون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم؟! قال سبحانه وتعالى: " لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ " [الحشر: 8] ومَنْ هم الذين تبوؤوا الدار والإيمان؟ قال جل وعلا: " وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [الحشر: 9] رَوَى البخاريُّ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يأْتِي على الناسِ زمانٌ، فيغزو فِئَامٌ منَ الناسِ، فيقولونَ: فيكم مَنْ صاحَبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فيقولونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى الناسِ زمانٌ، فيغْزُو فِئَامٌ من الناسِ، فيُقَالُ: هَلْ فيكم مَنْ صاحَبَ أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فيقولونَ: نعم، فيُفْتَحُ لهم، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى الناسِ زمانٌ، فيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ الناسِ، فيُقَالُ: هَلْ فيكم مَنْ صاحَبَ مَنْ صاحَبَ أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فيقولون: نعَمْ، فَيُفْتَحُ لهم» هذا لفظ البخاري.
وأورد البخاري ومسلم وأصحاب السنن عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» قال عمران: فلا أدري أَذَكَرَ بعد قرنِه قرنين أو ثلاثًا، ثم إن بعدكم قومًا يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يَفُون، ويظهر فيهم السمن، وروى البخاري والترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته».
وروى الجماعة إلا النسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه».
وروى الإمام أحمد في المسند والترمذي عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله الله في أصحابي، الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه».
وفيما يختص بالأنصار فقد روى البخاري ومسلم والترمذي عن البراء بن عازب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - أو قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله» وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آية الإيمان حبُّ الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار» رواه البخاري في باب حبِّ الأنصار، كما ورد في فضل الأنصار أحاديث كثيرة أكتفي بما أوردت هنا.
مختارات