تابع " البكاء وقيام الليل فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم "
تابع " البكاء وقيام الليل فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم "
6- وعن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعًا يقول: «سبحان الله ! ماذا أنزل الله من الخزائن؟ وماذا أُنزل من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجرات – يريد أزواجه – لكي يصلين؛ رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» (رواه البخاري).
وفي الحديث جملة فوائد منها:
1- جواز قول «سبحان الله» عند التعجب.
2- وندبية ذكر الله عند الاستيقاظ.
3- وإيقاظ الرجل أهله بالليل للعبادة، لا سيما عند آية تحدث.
7- عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « عليكم بقيام الليلِ، فإنه دَأَبُ الصالحين قبلَكم، و قُربةٌ إلى ربِّكم، و مغفرةٌ للسَّيئاتِ، و مَنهاةٌ عن الإثم» (صحيح الترغيب).
أخي – نعم... «قيام الليل» دأب الصالحين من قبلنا وستعرف ذلك فيما سيأتي إن شاء الله تعالى، وهو من أسباب قرب العبد من ربه، ومكفر للذنوب، ومن دواعي الابتعاد عن المعصية.
فعليك أخي – بقيام الليل – فإنه أفضل الصلاة بعد الفريضة.
8- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» (رواه مسلم والترمذي وهذا لفظ مسلم).
9- أخي الحبيب... إياك أن تجعل أذنيك – دورة مياه – للخبيث، فعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ. فقيل: ما زال نائمًا حتى أصبح ما قام إلى الصلاة، فقال: «بال الشيطان في أذنه» (رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ البخاري).
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى (الفتح)-: " قال القرطبي وغيره: لا مانع من ذلك إذ لا حاجة فيه لأنه ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح فلا مانع من أن يبول، وقيل هو كناية عن سد الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر، وقيل معناه إن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فحجب سمعه عن الذكر، وقيل هو ازدراء الشيطان به، وقيل أن معناه أن الشيطان استولى عليه واستخف به حتى اتخذه كالكنيف المعد للبول، إذ من عادة المستخف بالشيء أن يبول عليه... " إلى آخر ما قال – رحمه الله تعالى – وساق بسنده إلى ابن مسعود – رضي الله عنه - «حسب الرجل من الخيبة والشر أن ينام حتى يصبح وقد بال الشيطان في أذنه» وقال هو موقوف صحيح.
[قلت: ولا مانع والله أعلم من أن يكون البول حقيقيًا: كما قال القرطبي – رحمه الله – وغيره ولا حاجة لنا لصرف الحديث عن ظاهره].
10- عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « عجِبَ ربُّنَا من رجلينِ رجلٌ ثارَ عن وِطَائِهِ ولِحَافِهِ من بينِ حِبِّهِ وأهلِهِ إلى صلاتِهِ فيقولُ اللهُ جلَّ وعَلَا انظروا إلى عبدي ثارَ من فراشِهِ ووِطَائِهِ من بينِ حِبِّهِ وأهلِهِ إلى صلاتِهِ رغبةً فيما عندي وشفقةً ممَّا عندي ورجلٌ غزا في سبيلِ اللهِ وانهزمَ أصحابُهُ وعلمَ ما عليهِ في الانهزامِ وما لهُ في الرجوعِ فرجعَ حتى يُهريقَ دمُهُ فيقولُ اللهُ لملائكتِهِ انظروا إلى عبدي رجعَ رجاءً فيما عندي وشفقةً ممَّا عندي حتى يُهريقَ دمُه» (السلسلة الصحيحة ).
11- عن المغيرة بن شُعبة – رضي الله عنه – قال: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم أو ليصلي حتى ترم قدماه – أو ساقاه – فيقال له فيقول: «أفلا أكون عبدًا شكورًا» (رواه البخاري ومسلم والترمذي وهذا لفظ البخاري) وفي تفسير سورة الفتح، «فقيل له غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر».
وقال القرطبي: ظن من سأله عن سبب تحمله المشقة في العبادة أنه إنما يعبد الله خوفًا من الذنوب وطلبًا للمغفرة والرحمة فمن تحقق أنه غفر له لا يحتاج إلى ذلك، فأفادهم أن هناك طريقًا آخر للعبادة وهو الشكر على المغفرة.
12- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟» (رواه البخاري ومسلم).
أخي الحبيب... هل يليق بنا أن يجدنا ربنا نائمين في هذا الوقت وهو الغني عنا ونحن الفقراء إليه؟!
ومن بكاء الحزن: بكاء النبي صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم حينما مات.
مختارات