شرح دعاء "اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد ص، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد ص، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا "
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ، وَعَلَيْكَ الْبَلَاغُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)([1]).
الشرح:
أصل هذا الحديث العظيم الذي هو في غاية الأهمية، أن أبا أمامة رضى الله عنه قال: دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئاً قال: (ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله) فذكر هذا الدعاء المبارك جليل القدر.
فهذا الدعاء المبارك لا شيء أجمع وأنفع منه؛ لأنه لم يُبقِ من خير في الدنيا والآخرة، إلا وقد سأله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُبقِ من شر في الدنيا والآخرة إلا وقد استعاذ منه صلى الله عليه وسلم فمن سأل اللَّه عز وجل من خير ما سأله منه نبيه صلى الله عليه وسلم فقد سأل الخير كله على اختلاف أنواعه ما عُلم منه وما جُهل، ومن استعاذ من شرّ ما استعاذ منه نبيه صلى الله عليه وسلم فقد استعاذ من الشرّ كله على اختلاف أنواعه([2]) ما علمه العبد، وما لم يعلمه، وهذا من جوامع الكلم.
قوله: (وأنت المستعان): بضمير الفصل، الذي يفيد كما تقدم التأكيد، والحصر والقصر، و(المستعان): [اسم من الأسماء الحسنى] أي أطلب منك وحدك لي العون، على [أموري كلِّها: في الدين، والدنيا، والآخرة، فأنت الذي تعين على هذه الأمور وغيرها، وتجيب دعواتي].
([1]) الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا محمد بن حاتم، برقم 3521، وابن ماجه، أبواب الدعاء، كتاب الجوامع من الدعاء، برقم 3846، بمعناه، وقال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي، ص 387.
([2]) تحفة الذاكرين، ص 453.
مختارات