" عقبة الكبائر "
" عقبة الكبائر "
المعاصي قسمان: كبائر وصغائر؛ كما قال تعالى: " إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ " [النساء: 31]، وقال سبحانه: " الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللمَمَ " [النجم: 32].
والكبيرة هي كلُّ ذنب ختمه الله تعالى بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب أو وصف صاحبه بالكفر أو تَوَعُّد صاحبه بالعذاب الشديد والانتقام؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السَّبْعَ الموبقات» قالوا: يا رسول الله ! وما هن؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولِّي يومَ الزَّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» (متفق عليه) .
وليست هذه السَّبع هي كلُّ الكبائر، ولذلك لمَّا سأل رجلٌ ابنَ عبَّاس - رضي الله عنهما - عن الكبائر: أسبع هي؟ قال له ابن عباس: " هنّ إلى السبع مائة أقرب؛ إلا أنه لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار ".
فمن الكبائر: الكفر بالله - عز وجل - بجميع أنواعه؛ الأكبر منه والأصغر.
ومنها: الشِّرك بجميع أنواعه.
ومنها: الزنى واللُّواط والسرقة و الكذب والغيبة والنميمة وشرب الخمر والربا، وأكل مال اليتيم، وترك الصلاة والصيام والزكاة والحج لمن استطاع إليه سبيلاً.
ومنها: الظُّلمُ والبغيُ والعدوانُ وقطعُ الطريق وشهادةُ الزُّور، وتَشَبُّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، ووصل المرأة شعرها بشعر مستعار، والوشم والنمص والتفلج للحسن، وسؤال المرأة زوجها الطلاق بدون سبب، وتبرُّج النساء، والأكل والشرب في آنية الذهب والفضة، واليمين الغموس، وتصوير ذوات الأرواح، والإسبال للرجال، و عقوق الوالدين، وقطيعة الرحم وهجر الأقارب وإيذاء الجار، والتجسُّس على المسلمين.
والكبائر كثيرةٌ جدًّا ليس هذا مقام البسط في بيانها وتعدادها، وقد أوصلها صاحب كتاب «الزواجر عن اقتراف الكبائر» إلى ما يزيد عن الأربع مائة والستين كبيرة.
فاحذر - أخي المسلم - من هذه الكبائر المهلكة، واعلم أنها أقرب شيء إلى الكفر والرِّدَّة عن الإسلام؛ فكيف ترضى لنفسك ألَّا يكون بينك وبين الكفر والرِّدَّة إلا درجة واحدة.
جعلني الله وإياك من أهل التوبة والمحاسبة، وبصرني وإياك بعيوب أنفسنا وطرائق علاجها.
مختارات