" عقبة البدعة "
" عقبة البدعة "
البدعة هي ما أحدث في الدين على خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من عقيدة أو عمل.
فالبدعة تكون إما باعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله، وأنزل به كتابه؛ وإمَّا بالتَّعَبُّد بما لم يأذن به الله من الأوضاع والرُّسوم المحدثة في الدين التي لا يقبل الله منها شيئًا؛ وهاتان البدعتان متلازمتان في الغالب قل أن تنفكَّ إحداهما عن الأخرى؛ كما قال بعضهم: تزوجت بدعة الأقوال ببدعة الأعمال، فاشتغل الزوجان بالعرس، فلم يفجأهم إلا وأولادُ الزِّنا يعيثون في بلاد الإسلام، تضج منهم العباد و البلاد إلى الله تعالى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: تزوجت الحقيقة الكافرة بالبدعة الفاجرة، فتولد بينهما خسران الدنيا والآخرة.
ذَمُّ البدعة في القرءان
والبدعة مذمومة بالكتاب والسنة والإجماع.
فأما الكتاب فقوله تعالى: " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا " [الكهف: 103، 104]، وهكذا صاحب البدعة يخالف شرعَ الله، ويضاهي دينه، ويعادي نبيه صلى الله عليه وسلم، ويحسب أنه على صراط مستقيم.
وقال تعالى: " يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ " [آل عمران: 106].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: تبيضُّ وجوهُ أهل السُّنَّة والائتلاف وتسودُّ وجوهُ أهل البدعة والاختلاف.
ذَمُّ البدعة في السُّنَّة
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ» (متفق عليه)، وفي رواية لمسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ».
وقال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنَّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضُّوا عليها بالنَّواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور؛ فإنَّ كلَّ بدعة ضلالة» (صحيح رواه أهل السنن) .
أقوال السَّلَف في ذَمِّ البدعة
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه: إيَّاكم وأصحاب الرأي؛ فإن أصحابَ الرأي أعداءُ السُّنن؛ أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي، فضَلُّوا وأَضَلُّوا.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إيَّاكم وما يحدث الناس من البدع؛ فإنَّ الدينَ لا يذهب من القلوب بمرة؛ ولكنَّ الشيطانَ يحدث له بدعًا، حتى يخرج الإيمان من قلبه.
وقال أيضًا رضي الله عنه: اتَّبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم.
وقال أيوب السختيان يُّ: ما ازداد صاحب بدعة اجتهادًا إلا ازداد من الله بُعدًا.
وقال شريح القاضي: " إن السنة قد سبقت قياسكم، فاتبع ولا تبتدع؛ فإنك لن تضل ما أخذت بالأثر ".
وقال سفيان الثَّوريُّ: البدعةُ أحبُّ إلى إبليس من المعصية؛ المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها.
مختارات