الأصل الثامن : الصادق حبيب الله
الأصل الثامن: الصادق حبيب الله
أريد أن أسألك سؤالا، وأجبنى بصراحة: بالله عليك، هل تريد أن تدخل الجنة أم تود أن يكون معك اليوم مليونا من الجنيهات؟!: لا تجب الان لأنك ستكذب، ربما تقول: الاثنين، نجمع بين الخيرين.. أعطنى المليون وأدخلنى الجنة أيضا، أقول: لا.. لا يكون، فالقضية إما دنيا وإما آخرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الاخرة قد تولت مقبلة، وإن الدنيا قد تولت مدبرة، ولكل منهما بنون، فكونوا أبناء الاخرة ولا تكونوا أبناء الدنيا ".
من انشغل بدنياه أضر بآخرته ومن انشغل بآخرته أضر بدنياه ولابد.
شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين فى الحديث قال " لازمت الحديث فأفلست، ولزم أخى فلان دكانه فأنجح وأفلح " قال " فلان " ظل يتاجر حتى أصبح صاحب ملايين، أما أنا فطلبت العلم وليس عندى الآن أى شىء..
ولذلك قال الامام الشافعى " لا يصلح لطلب هذا العلم الا رجل ضربه الفقر. قالوا: ولا الغنى المكفّى؟ قال: لا.. يعنى: حتى من كان عنده مال يكفيه لا يصلح لطلب العلم.. ولأجل ذلك أقول بدون مبالغة: كلكم غير صالحين لطلب العلم، لأننا – يا شباب – أصحاب دنيا. فلنكن صادقين وواضحين وصرحاء.. فلو كنا نطلب الله لرضينا بالكفاف.
بقى بن مخلد.. ذلكم العالم تلميذ الامام أحمد، لما اشتكى إليه الطلبة الفقر، قال: والله لقد جاء علىّ يوم بعت فيه سروالى لاشترى الكاغد – الورق -، وقال: ولقد كانت تمضى علىّأيام لا أذوق فيها طعاما، فانتقل بين المزابل آكل ورق الكرنب الذى يلقيه الناس.. نعم: هذا هو طالب العلم.. وهذه هى الاخرة.. وهؤلاء هم الصادقون.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " طوبى لمن هدى الاسلام، ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه " [صححه الألبانى]
وقال صلى الله عليه وسلم " اللهم اجعل طعام آل محمد قوتا " [البخارى] وكان صلى الله عليه وسلم لا يدخر لغد.
أخوتاه، ما المقصود بالصدق؟.. لأن الناس اليوم قد صغروا قضية الصدق جدا، فعندما يأتى أحد ليتكلم فى الصدق تنصرف الاذهان الى قول الحق وصدق اللسان فقط، والصدق معنى لأكبر من ذلك بكثير.. نعم: فنحن فى زمن تصغير الكبير.. تصغير الكبائر والقضايا الكبيرة وتكبير الاصاغر والمسائل الصغيرة.. والصدق أكبر مما تظنون.
الصدق – إخوتاه – هو الاسلام، قال – سبحانه وتعالى – " والذى جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون "
(الزمر: 33)، وقال ربنا " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا " (البقرة: 177). فبعد أن ذكر الله أركان الايمان أركان الاسلام، قال: " أولئك الذين صدقوا ".. إذا فالصدق هو الدين كله.. والتقوى أيضا تشمل الدين كله، فكل طاعة تقوى.
لكن أعز أنواع الصدق: صدق العزم، قال – تعالى – " طاعة وقول معروف فإذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم " (محمد: 21).. هذه الاية مبهرة.. اقرأها ثانية.. هل فهمتها؟..
أسألك: لديك رغبة فى دخول الجنة؟.. لديك استعداد لقيام الليلة من أولها لاخرها، وتصبح صائما، وتتصدق بنصف ما تملك من مال؟، تقول: نعم، ان شاء الله.. وهذا ما يقوله الله فى الاية.. " طاعة وقول معروف ".. فترى هذا الشخص يسمع الكلام فيتكلم كلاما جميلا، فإذا عزم الامر.... أتدرى ما معنى هذه النقاط؟!، أى إذا عزم الامر لم تجد أحدا، " فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ".
يقول ربك: " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة " (النور: 53).
عندى كراسة اسمها " آيات فاضحة ".. أجمع فيها الايات التى تفضح البواطن وتظهر الحقائق وتجلو الخفايا السيئة والرديئة، ايات تحس حين تقرؤها أنها تتكلم عنك أنت وتوجه أصابع الاتهام إليك وهذه الاية منها، اية فاضحة فعلا، فوقت الكلام تجدهم، لكن وقت الجد والتنفيذ ما تجد أحدا على الاطلاق – اللهم استرنا ولا تفضحنا، اللهم عافنا ولا تبتلنا، اللهم تب علينا يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن ترزقنا الصدق والاخلاص، اللهم ارزقنا صدق العزم معك يا الله.. آمين.
إخوتاه، اصدقوا فى عزمكم مع الله، وكونوا على استعداد للوفاء بهذا العزم، فإن النفس قد تسخو بالعزم فى الحال، إذ لا مشقة فى الوعد والعزم، فإذا حقت الحقائق، وهاجت الشهوات، انحلت العزيمة ولم يتحقق الوفاء بالعزم. قال – سبحانه وتعالى – " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " (الاحزاب: 23)
عن أنس بن مالك رضى الله عنه: " عمى أنس بن النضر – سميت به – لم يشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم – فكبر عليه – فقال: أول مشهد قد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه !!، أما والله، لئن أرانى الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أصنع، قال: فهاب أن يقول غيرها، فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من العام المقبل، فاستقبل سعد بن معاذ، فقال: يا أبا عمرو، إلى أين؟ - تنبيها على خطئه فى الانهزام والفرار -، ثم قال أنس: واها لريح الجنة !! أجدها دون أحد. فقاتل حتى قتل، فوجد فى جسده بضع وثمانون، من بين ضربة وطعنة ورمية. قالت عمتى الربيع بنت النضر: فما عرفت أخى الا ببنانه. ونزلت هذه الاية: " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " (الاحزاب: 23) [متفق عليه].. لله دره من صادق ربانى !!.. يجد حلاوة العمل قبل الشروع فيه، يجد ريح الجنة قبل أن يقاتل !.. وما ذاك الا لصدقه فى الوفاء بالعزم.
أيها الاخوة الاحباب، من الشواهد القوية على الصدق فى قصة أصحاب الاخدود: أن الولد حينما تعلم من الراهب التوحيد وتعلم من الساحر الكفر، كان فى داخل قلبه إرادة صادقة فى معرفة الحق لديه ميول فطرية للراهب لكنه يريد ان يككون لديه يقين ان ما هو عليه هو الصواب..
قال: حين رأى دابة تقطع طريق الناس اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل الدابة ودع الناس يمشون.. فلما كان صادقا فى طلب الحق أراه الله آية.. وهذه نقطة مهمة جدا، أنه صدق فعرفه الله الحق فعرفه وسار عليه وثبت، فشق شيخه أمامه نصفين وشق صديقه أمامه نصفين، وصعد به الى الجبل وأدخل الى البحر وهو فى منتهى الثبات. وعلامة الصدق أنه دل الملك كيف يقتله !! قال الغلام للملك: لست بقاتلى حتى تفعل ما آمرك به، خذ سهما من كنانتى وضعه فى كبد قوسك ثم قل: بسم الله رب الغلام، حينذاك تقتلنى.. إذا فالغلام هو الذى دل الملك كيف يقتله.. ولم ضحى بنفسه فى سبيل القتل؟!، حتى يسمع الناس كلمة: بسم الله.. حتى يعرف الناس أن لهم معبودا اسمه الله.. هذا هو الصدق.
شاهد ثان فى الصدق من نفس القصة.. الراهب لما جاءه الغلام وقال له: كانت دابة تعترض طريق الناس فرميتها فقتلتها، قال له الراهب: أى بنى، أنت اليوم أفضل منى.. صدق.. فلم يخف تلك الافضلية. حتى الساحر كان صادقا مع نفسه.. تعلمون أن الساحر كذاب كبير، ولكنه كان صادقا مع نفسه، حيث قال للملك: إنى كبرت، فأبلغنى غلاما أعلمه السحر يكن لك من بعدى.. الساحر يقول: أنا سأموت.. لم يداهن نفسه – وإن كان يداهن الناس.
إذا فالغلام صدق فعرف، والراهب صدق فلم يخف، والساحر صدق فلم يداهن نفسه.
وإن كنت تعجب من قولنا: صدق الساحر مع نفسه، فالعجب أكثر لمن لم يصلوا حتى إلى تلك الدرجة " الصدق مع النفس ".. هؤلاء الذين يداهنون حتى على الواقع.. إن بعضنا – وللاسف الشديد – يكذب الكذبة فتكبر فيصدقها.. يلتزم بالكذب فتكبر الكذبة، وينسى أنه هو الذى كذبها فى الاصل، فيعيش كذبة " شيخ " أو " ملتزم ".. تماما كالذى فى يده بعرة يتأفف منها، ولكن الناس ظنوها تمرة، فقالوا: تمرة.. تمرة لذيذة فى يده.. فأكلها !!!.. نعم: أكلها لمهانة نفسه.
قال محمد بن كعب: إنما يكذب الكاذب من مهانة نفسه عليه.
قال بعضهم: لا يشم رائحة الصدق داهن نفسه أو غيره.
أيضا من القصص الطريفة، أنه كان هناك رجل أمى لا يعرف القراءة ولا الكتابة ومعه خطاب، فكان يمشى فى الشارع فأعطى الخطاب لرجل يقرؤه له، لكن هذا الرجل كان ضعيف النظر، فحاول أن يقرأ فلم يستطع، فأخرج نظارته وقرأه له وقعد يفهمه الموضوع.. فقال الامى فى نفسه متعجبا: النظارة فعلت كل هذا !!.. وقال للرجل: ما هذه النظارة العجيبة؟! قال له: هذه نظارة قراءة، فذهب واشترى نظارة قراءة ولبسها وأخذ ينظر بها ولا يستطيع القراءة !!.. ونسى أن القضية ليست فى النظارة.. القضية فى الدماغ التى وراء النظارة.. فهمت ما أقصد؟!.
فبعض الناس يعتقد أنه طالما أطال لحيته، وقرأ كتابين، واستمع لبعض الشرائط، وحضر بعض الدروس قد أصبح " الامام ".. لا يا بنىّ، القضية فى القلب الذى وراء النظارة.. فى القلب الذى وراء المظهر.. نعم – إخوتاه -: لابد أن يوافق المظهر المخبر، والا كنا كذابين غشاشين مخادعين لأنفسنا قبل الناس.
قال عبد الواحد بن زيد: كان الحسن البصرى إذا أمر بشىء كان من أعمل الناس به، وإذا نهى عن شىء كان من أترك الناس له، ولم أر أحدا قط أشبه سريرة بعلانية منه.
وكان أبو عبدالرحمن الزاهد يقول: إلهى، عاملت الناس فيما بينى وبينهم بالأمانة، وعاملتك فيما بينى وبينك بالخيانة، ويبكى.
وقال أبو يعقوب النهرجورى: الصدق موافقة الحق فى السر والعلانية.
إخوتاه، اصدقوا فى أعمالكم مع الله، " فمخالفة الظاهر للباطن عن قصد هى الرياء، وإن كانت عن غير قصد يفوت بها الصدق، فقد يمشى الرجل على هيئة السكون والوقار وليس باطنه موصوفا بذلك الوقار، فهذا غير صادق فى عمله، وإن لم يكن مرائيا ".
سؤال: هل تحب أن ينصر الله الاسلام؟.. أرأيت أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم كل أمة محمد صلى الله عليه وسلم مثلك.. لو أن الامة كلها الصغار والكبار مثلك بالضبط.. بذنوبك وعيوبك وإيمانك وأعمالك.. تنصر الامة؟!.. الامة تنصر بالخلص.. اللهم اجعلنا من المخلصين.
هل تصلح أنت للنصر؟!.. لايمكن، وإلا فلو قلت: نعم، فأنت مغرور جدا.. إذا أقول لك: إن قولك: إنك تحب أن ينصر الله الإسلام كذب.. أول نصر الدين أن تصلح نفسك.. من هنا البداية.
ولذا، فحينما أقول لك: هل تصلح أن تكون مجددا للاسلام؟، فلا تقل: الله المستعان وتنصرف.. لا.. فكلمة " الله المستعان " هذه تحتاج إلى شغل، تحتاج إلى علم وعبادة، تحتاج إلى صلة بالله، تحتاج إلى جهد ليل نهار.. فإن كنت صادقا مع الله فتعال إلى هنا واحفر لنفسك خندقا.. احفر بنفسك.. احفر واتعب، فامر الدين يحتاج إلى شغل وسهر وجهاد، فاصدق ولا تكن كذابا.
الامام النووى لما جاءه الموت قالوا له: لم لم تتزوج؟، قال: لو تذكرت لفعلت.. نسيت.. والامام ابن تيميّة أيضا مات ولم يتزوج.. أيضا نسى.. سبحان الله العظيم ! نسوا الزواج، تلكم القضية التى تكاد تطيش بعقول الشباب اليوم.. والملتزم منهم على الخصوص.
نعـــم: فمن يوم أن يلتزم الشاب لا تجد شيئا فى رأسه يفكر فيه ليل نهار إلا الزواج، فصارالزواج شغله الشاغل وهمه الدائم، ولذلك أصبح الزواج عقبة.. فتراه ّا رأى منتقبة قال: أتزوج هذه.. لالا، بل هذه.. وهكذا.. ليس هؤلاء المؤمل لهم أن يكونوا رجالا.. فهل هؤلاء هم الذين سيحملون الدين؟!.. هل هؤلاء هم الذين سينصر الله بهم الدين؟!!، وأين الرجال؟!!!، بل أين أنصاف الرجال؟!، بل أين أين أشباه الرجال؟!!.. يا حسرة على الرجال !!
إخوتاه، إن الله ينصر الدين برجال قضيتهم الدين.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. رجال لا يعرفون إلا الله.. رجال يحبون الله ويحبهم.. رجال صادقون فعلا.
إخوتاه، اصدقوا الله فى استقامتكم..استقيموا بصدق ولا تلتفتوا إلى غير الله.
قال الشاعر:
أردنـاكـم صــرفـا فـلمّـا مــزجتـم بعدتم بمقدار التفاتكـــــم عنّـّا
وقلنا لكم لا تسكنوا القلب غيرنا فأسكنتم الأغيار، ما أنتم منّا
قال جعفر الصادق: الصدق هو المجاهدة، وأن لا تختار على الله غيره، كما لم يختر عليك غيرك، قال – تعالى – " هو اجتباكم " (الحج: 78).
والصدق – إخوتاه – مفتاح الصّدّيقية، وأعلى مراتب الصدق: كما جاء فى الحديث: " وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا " [متفق عليه]. فالصدق مفتاح الصديقية، ومبدؤها وهى غايته، فلا ينال درجتها كاذب ألبتة، لا فى قوله، ولا فى عمله، ولا فى حاله.. قال الله – تعالى – عن أبى بكر رضى الله عنه: " والذى جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون " (الزمر: 33).
قال على بن أبى طالب رضى الله عنه: والذى نفسى بيده، إن الله سمى أبا بكر فى السماء صديقا.
فالذى جاء بالصدق: من هو شأنه الصدق فى قوله وعمله وحاله.
فالصدق: فى هذه الثلاثة. فالصدق فى الاقوال: استواء اللسان على الاقوال، كاستواء السنبلة على ساقها. والصدق فى الاعمال: استواء الافعال على الامر والمتابعة، كاستواء الرأس على الجسد. والصدق فى الاحوال: استواء أعمال القلب والجوارح على الاخلاص، واستفراغ الوسع، وبذل الطاقة، فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق.
وبحسب كمال هذه الامور فيه وقيامها به، تكون صديقيته، ولذلك كان لأبى بكر الصديق رضى الله عنه ذروة سنام الصديقية، سمى: " الصديق " على الاطلاق، و " الصّدّيق " أبلغ من الصدوق
والصدوق أبلغ من الصادق. فأعلى مراتب الصدق: مرتبة الصّدّيقية، وهى كمال الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم، مع كمال الإخلاص للمرسل.
قال ابن القيم: " قال شيخنا: والصّديق أكمل من المحدّث، لأنه استغنى بكمال صديقيته ومتابعته عن التحديث والإلهام والكشف، فإنه قد سلم قلبه وسره وظاهره وباطنه للرسول صلى الله عليه وسلم، فاستغنى به عما منه. قال: وكان هذا المحدّث يعرض ما يحدّث به على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن وافقه قبله، وإلا ردّه، فعلم أن مرتبة الصديقية فوق مرتبة التحديث ".
والفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنوان الصديقية، ومنشور الولاية النبوية، وفيه تفاوت مراتب العلماء، حتى عدّ ألف بواحد.
أخى فى الله، حبيبى فى الله، الصادق جبيب الله، فهل تريد الله أم تريد الدنيا؟.. هل تريد الجنة أم تريد شهواتك؟.. تريد الرّفعة فى الدنيا أم تريد المنزلة العليا فى الجنة؟.. هذه قضية تحتاج منك أن تكون صادقا فيها.. فاصدق الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اصدق الله يصدقك " [صححه الألبانى].
قال أبو سليمان: اجعل الصدق مطيتك، والحق سيفك، والله – تعالى – غاية طلبتك.
وقال ذو النون المصرى: الصدق سيف الله فى أرضه ما وضع على شىء إلا قطعه.
وقيل: من طلب الله بالصدق، أعطاه الله مرآة يبصر منها الحق والباطل.
وقال محمد بن سعيد المروزى: إذا طلبت الله بالصدق، آتاك الله تعالى مرآة بيدك، تبصر كل شىء من عجائب الدنيا والآخرة.
وقال أبو سليمان: " من كان الصدق وسيلته، كان الرضا من الله جائزته ".. فاصدق الله – أخىّ – فالصادق حبيب الله.
***
مختارات